ليالى فى بيت المحترم ✨
نوڤيلا تابعه لرواية (وللرجال فيما يعشقون مذاهب)
. '.'. '.'. '.'
لا تلوموني , فأنا خائف . قتلتُ لأني خائف
وسأقتل لأنى خائف (محمود درويش)
. '.'. '.'. ',
ثم يسيرون فى طريقهم تاركينَ أثراً فى القلوبِ لا يزول..دمتم بلسماً للجروحِ ومأمناً وسلاماا.
يوم عمل عادى كالمعتاد، منهمك وليد بعمله غير آبه بمن حوله ف دلفت دعاء حاملة علبه ورقية مغلقه وعلى ووجهها ترتسم الإبتسامه.
لم ينتبه وليد فى بادئ الأمر لوجودها.. ومن ثم تنحنحت هى ف نظر إليها لتردف دعاء
_مستر وليد، اتفضل
تناول منها العلبه مع قوله
_شكراً بس ايا ديتى
_دا حلاوة نجاح اختى فالثانوية العامه، ان شاء الله مجموعها هيدخلها طب.. وانا جبت حلاوة لكل زمايلى فالبنك.. بس ليك انت حاجه خاصه
قالتها بعينان لامعتان تشخصهما على عيناه العسليتان، لأول مرة يتقافز قلبه هكذا! لم يشعر ب اهميته لدى فتاة مرة فى حياته.
وليد الشاب المهذب الذى لم يكن له علاقه بالجنس اللطيف طوال حياته حتى زواجه، كان زواجاً عادياً بالعقل والعُرف فقط.. تزوج إبنة عمومته من قرب.
وفجأة انجبت له طفل والثانى والثالت واصبحت له امبراطورية لا يعرف متى بدأت، انشغل بهم وبمتطلباتهم ونسى نفسه!
حتى عبله زوجته، تشعره انه فقط موجود من اجل طلباتهم جميعاً وطلباتها على الأخص.
نفض الأفكار عن رأسه وشكر دعاء على ذوقها فجلست هى امامه وعلى نظرتها المطوله هذه لتردف
_مستر وليد ينفع اقولك حاجه
انتبه وليد وأعارها الاهتمام قائلاً
_اتفضلى
_فيه حد عمره قالك قبل كدا انك راجل شيك ووسيم!
ماهذا!! كيف علمت هذه الكلمات طريقها من اذناه إلى قلبه هكذا؟ مرّت فى انسيابيه لتدغدغ اوصاله، هو الذى لم يسمع كلمه شكر او كلمه طيبة من إحداهن قبل ذلك!
حاول التماسك ليردف لها
_لاه محدش جال.. لأنى علاقتى كلها برچاله بشنبات شبههى واكيد مفيش راچل هيجول لراچل كدى
_يعنى عمرك ما كان ليك علاقه ببوته قبل المدام!
ابتسم وليد نصف إبتسامه مع قوله
_لا جبل المدام ولا بعد المدام.. جاعد كدا دكر بُح ماليش لازمه
قالها وضحك ضحكه عاليه، ف ابتسمت دعاء لتردف له بنعومه وهى تعدل وشاحها وتبلل شفتيها وترفرف ب إهدابها
_إعذرنى.. يبقى كلهم معندهمش نظر.. عن اذنك
قالتها وانصرفت وتركت باله مشغول معها ومع ماقالته، طيله عمره فى الجامعه كان عمار هو محط انظار الفتيات وله مكانه فى قلوبهن، اما عنه كان وحيدًا لم تكن له علاقه واحده، احب حبيبة حب مراهقه فقط وعندما كبر وتخرج وعمل ومن بعدها تزوج نفض الفكره عن قلبه خاصه بعد تمسك عمار بها واصراره على الزواج منها..
ل أول مرة يرى نفسه بعين فتاة، عين فتاة لاتكذب فكل كلمه تفوهت بها كانت حقيقيه وعبرت مجالها إلى قلبه، لأول مرة يعرف مكانته وقيمته.. اخذ نفس عميق وزفر بقوة وهو يدور بمقعده فى مكانه مع ضحكاته بصوت عالِ.
. '.'. '.'. '.'. '.'. '
يومًا مع الأسرة..
أسرة الحاج عبدالرحمن وزوجته الحاجه تحيه والد ووالدة عمار، فبعد عمله ذهب إليهم نظراً لتأخر حبيبة اليوم فى المشفى ولن تعود إلا مساءاً.
ذهب إليهم وأحضر حبيبة الصغيرة معه من منزل همام وحفصه، تناول معهم طعام الغداء وسط تسامر وضحكات كان يفتقدها منذ وقت، وطوال جلستهم كانت الجدة تحيه تحتضن حبيبة وتهدهدها بين ذراعيها.
انتهوا من تناول طعامهم ف همّت تحيه لتصنع لهم القهوة وتضع الصغيرة تغفو بغرفه والدها.
جلس الحاج عبدالرحمن وعمار سوياً أمام المنزل جلستهم المعتادة ليردف الأب
_عامل ايا فچوازك ي ولدى، مرتاح؟
تعجب عمار من سؤال والده ف أردف بثقه
_الحمدلله يابوى زى الفل
_وزينه بت درويش معاك؟
_زينه ورايجه يابوى متخافش
تنهد الأب وزفر بعمق ليدير عكازه فى مكانه وكأنه يفكر فيما سيقول قبل ان ينطق به، شعر عمار ان هناك حديث آخر يشغل بال والده ولا يستطيع النطق به ف أردف له
_مالك يابوى فيه حاچه
نظر الحاج عبدالرحمن إلى إبنه وربت على فخذه براحه يده ليقول
_عارف ياولدى، انا نفسي اشوفك مرتاح
سارت الدهشه اكثر فى عين عمار ولكنه خبئ شعوره ليقول
_ليا يابوى عتجول كدى
_مش عارف حاسك مش مرتاح.. بجولك ياولدى لو بت درويش لسه تعبانه ومش مريحاك
بنات البلد كلها تتمناك،وبصراحه انا عاوز اشوفلك خلفه واتنين وتلاته وصيبان وبنات يملوا علينا البيت جبل م اموت
ربت عمار على ظهر والده ليردف بحنانه وبرّه المعهود
_بعد الشر عنك يابوى، بس الامر منتهى بعد اذنك انا مش هتچوز على حبيبة
اذا كنت متچوزتش على زمزم هتچوز على حبيبة عمرى!
_ياولدى حاسك مش مرتاح، وهى بسبب المشتشفى بتاعتها والفقر ديتى سايباك لا جاعده وياك ولا مخلفه منك غيرها حته البت، طب هنجعد كل سنتين تلاته لولا ماتفكر ميتى تخاويها
وليد ولد عمك معاه خمسه تبارك الله وچاى السادس، شايف ابوه فرحان بيه كيف
زفره عمار زفره حارة ليقول وهو يكتم ضيقه مهما كان هذا والده
_يابوى ربنا يبارك لوليد فعياله، بس بردك مش كديتى وان شاء الله حبيبة تشد حيلها ونخاويها مش مستعچلين
_بس انا مستعچل يا ولدى، مش واحده مخلفتش خالص والتانيه داكتورة وناسية حجك عليها وعلى بتها
انا حاسس بيك منتش مرتاح وعتكابر
قالها عبدالرحمن ب إنزعاج فنهض عمار وقبل رأس والده وكف يده برفق وإستاأذن منه يرى والدته بالداخل، ليردف الحاج عبدالرحمن إلى نفسه بصوت عال
_عاملاله عمل بت درويش ولا سحراله.. ولدى الوحيد يارب ماشى وراها ولاشايف جدامه
وبالداخل عند والدته وهى تسكب القهوة فى الفناجين كانت تردف إليه
_ماله ابوك عيزعج ليا
_عاوزنى اتچوز على حبيبه ودا مستحيل بالنسبة لى
إستدارت والدته ومسحت على صدر عمار لتقول بحنان
_هى لسه تعبانه يا ولدى
_جوى ياماه، جوى.. امانه تدعيلها
_انتو مش عتروحوا الداكتورة بتاعتها ديت عشان تتابعها
_بعمل كل حاچه تجول عليها الدكتورة وهى تمشى تمام ومرة واحده تزجنى فصدرى وتجول بعّد عنى
شايفانى هو، مش عاوزانى أجرب ليها ولا البيت بنلحق نجعدوا سوا، البت مش عاوزة تخاويها دلوك
المستشفى محتاچه كل وكتها وانا تعبت.. على كد مابحبها تعبت ياماه
أمال برأسه يريحها على كتف والدته فربتت هى على ظهره واخذت تتمتم بالدعاء له ولزوجته ومن بعدها قالت له
_سنوية زمزم بعد بكره، هتروح تزورها؟
هز عمار رأسه لها بعد تفكير دام لثوانِ.. فمهما كان كانت زوجته وكان بينهم رباط مقدس وفى حياتها لم تؤذيه ف واجب عليه زيارتها.. ارواح الموتى تشعر كما لو كانووا أحياء..
. '.'. '.'. '.'. '.
فى وقت العشاء، خرجت حفصه من المطبخ تحمل بين يديها الاطباق وتضعهم على الطاولة امام زوجها همام وابنتيها شهد وحبيبه.
انتهت من رص الاطباق فجلست برفقتهم تهم بتناول الطعام ف اردف همام
_بجولك ي حفصه، عتشوفى حبيبة مرت عمار وتجعدى معاها
تعجبت حفصه فقالت والطعام يملئ فمها
_لاه، عتيجى تچيب البت الصبح، وآخر النهار يا هى ي چوزها ياخدوها ودايما مستعچلين، اجولها اجعدى نشربوا شاى وعامله شريك تعالى تجولى بعدين.. ليه عتسأل
نفض همام عيدان الجرجير جيداً ووضعهم فى فمه ليردف
_مش عارف، بس لما بنتچمع انا وعمار ووليد بيبجى سرحان وبطل يشاركنا الكلام حاسس ان فيه حاچه بينه وبين حبيبه
عقدت حفصه حاجبيها لتردف وهى تطعم صغيرتها فى فمها
_حاچه كيف!
_بصى هجولك على حاچه بس وحياة بناتك متروحيش تجوليلها
شعرت حفصه بعدم الارتياح قالت له وهى فى عجاله من امرها
_إخلص وجول فيه ايه متوجعش جلبي
_طب احلفى انك متجوليش عشان عارفك مدب
_مدب لما يدب فزورك، جول فيه ايه ايا الساسبنس الل عايشه فيه دا يارب
_فيه مهندسه عتحوم حواليه فالمكتب، هو مجالش حاچه وليد عيهزر ويجول على واحده عتشاغله فالبنك وضحك راح هو جايل ان فيه واحده بجالها شهور بتحاول معاه ف جولى لبت عمك تلم الدور ليفر منها
الراچل مننا لم بيچيب اخره من المرا بيهچ
نهضت حفصه واقتربت منه تتحدث محذره إياه فقالت
_ممم بجا وليد ولد عظيمه عتلف حواليه مرا وعماار ولد تحيه عتلف حواليه مرا تانيه
وانت يا وحيد امك وابوك مين عيلف حواليك جبل م الف يدى حوالين رجبتك
نظر لها همام وهو يضحك ويقول بعدم اكتراث
_شوف عجولها ايه وعتجولى ايا، بجولك نبهى ع بت عمك
_متغيرش الموضوع رد علىّ، ماتكون واحده من بتوع الدرس ومسيو ومسيوهش اقسم بالله اساوى وشك ووشها ب اسفلت الطريج
ربت همام على كف يدها وهو يضحك واردف يهدئ من روعها ويجلسها مكانها
_والله ماتخافى، مفيش فالجلب غيرك ي ام شهد
_اااه اتعدل يا ولد منّونه
شردت حفصه وهو تحدث نفسها، احقاً م اخبرها به زوجها.. هناك من تتلاعب بعمار وحبيية فى وادِ آخر غير منتبهه؟!
عزمت امرها انها سوف توقظها من غفوتها قبل فوات الأوان..
. '.'. '.'. '.'. '.
_دكتورة حبيبة!
توقفت حبيبة بممر المشفى لتجده مدحت ف اردفت
_فيه حاجه يادكتوور مدحت
_كُنتِ بتسرحى كتير فى اجتماع انهاردة وكنتِ مش مرتبه كلامك، هو فيه حاجه؟
ابتسمت حبيبة مجامله له وابتسمت عيناها وقالت بهدوء
_لاء متقلقش مفيش حاجه، قلة راحه بس
همت بالسير فسار محاذياً لها إثر تحدثه معها
_انا كنت عاوز اتكلم معاكِ بخصوص دكتور امنية
تعجبت حبيبة، فهى تعلم ان أمنية صديقتها تعمل حالياً بالقاهره وعلى وشك الخطبه من احدهم، ماذا يريد منها؟
اجابته حبيبه وهى تسير دون النظر إليه
_مالها دكتورة امنيه
_أنا سألت دكتورة امنيه على مشكلتك زمان، لأن كنت سمعت كلام وعرفت منها كل حاجه
وكنت حابب اساعد لأن اعرف ثيرابي كويس متخصص فحالتك ي دكتورة
انزعجت حبيبه فتوقفت عن السير وقالت له تنهره
_اولاً غير مسمحولك ي دكتور مدحت بالدخول فحياتى الشخصية، احنا هنا فالمستشفى زملاء بس
يعنى توقفنى لو فيه حاجه فالشغل او ف امور المرضى
غير كدا..
قاطعها مدحت وقال بعينا عاشق
_بس انا مقصدش اضايقك
_اومال تقصد ايه يادكتور
_انا بحبك ياحبيية!
شهقت حبيبة واتسعت حدقه عيناها والسكوت كان سيد الموقف!
. '.'. '.'. '.'. '.'. '
كإنسان أرى في نفسي التردد ما بين الاختيار الأول، أو قبول الآخر، أو أن أسلك الدرب الأول، أو أن أمشي في الطريق الثاني، عاجزاً من أن أصل أصلاً، أو يكون وصولي بعد طول سيرى «لحائط سد»!
فى ساعات العمل الرسمية، يجلس عمار بجانب زميلته حسناء يريها شيئاً هاماً على الحاسوب خاص بمشروع مُقدم إليهم، يشرح لها وتهيم هى فى عيناه تاره وصوته تاره ولحيته المهذبه مع شاربه وطريقته الرصينه
قاطعته هى فقالت
_هو ينفع اطلب لنا اتنين قهوة، دماغى صدعت بجد
_صدعتِ منى؟ انا بحاول اشرحلك بطريقه مبسطه عشان المشروع فعلا تجيل
_لاء طبعا مصدعتش منك، بس عاوزة اركز اكتر
طلبت حسناء اثنان من فنجانين القهوة، ومن بعدها طلبت اخذ راحه خمسة دقائق ف وافق عمار لتردف له وهى تنظر إلى ذلك الخاتم المصنوع من التنچستين الاسود الذى يرتديه وأردفت
_كنت عاوزة أسالك الخاتم دا جايبه منين، بصراحه لافت نظرى أوى
نظر عمار إلى الخاتم وتلاعب به فى إصبعه ليقول
_دا ياستى له قصه، زوجتى الل قبل زوجتى الحاليه هدتنى بيه جبل م تتوفى بليلة
شهقت حسناء ورفعت حاجبيها مع قولها
_انت كنت متجوز اتنين؟
_لاه، اتچوزت مرة وربنا إختارها واتچوزت الداكتورة حبيبة بعدها أم بنتى
هزت حسناء رأسها انها تفهمت الأمر ف اردف عمار بجديه
_يلا نرجع للشغل الجهوة چت والخمس دجايج فاتوا
إبتسمت حسناء لتردف له وهى تعدل من انسياب شعرها المنسدل
_جميل وفاءك لمراتك الأولى.. صدقنى يابشمهندس عمار مفيش كتير زيك!
ابتلع عمار ريقه بصعوبه ليضع انتباهه فى فالعمل ويجعلها تركز معه وفى المشروع دون التركيز فى اى شئ آخر..
. '.'. '.'. '.'.
<< كل دا كان ليه . لمّا شفت عينيه
كل دا كان ليه، ليه . لمّا شفت عينيه
كل دا كان ليه . لمّا شفت عينيه
حن قلبي إليه
وانشغلت عليه . وانشغلت عليه
حن قلبي إليه
وانشغلت عليه . وانشغلت عليه
حن قلبي إليه
وانشغلت عليه . وانشغلت عليه
كل دا كان ليه . كان ليه . ليه
آه ليه . ليه>>
كان يغنى ثلاثتهم وليد وعمار وهمام أغنيتهم المعهوده اثناء جلستهم بحديقة المنزل الكبير لدى الاخوين الحاج عبدالرحمن والحاج عبداللاه..
بعدما سكتوا ضحكوا جميعاً ضحكات عاليه غير مفهومه ف اردف وليد
_الا الواحد مكانش عايش يا ولاد، البت عتبصلى بصات عتحسسنى انى چورچ كلونى والله
ضحك عمار ليردف له
_لاه الل عندى تجعد تهف بشعرها يمين وتهف بشعرها شمال ولا كأنى جاعد مع نوال الزغبي، وكل يوم ججيبة اكصر من الل جبلها، تغير الچيبه وانا بحاول ابص بعيد عن الچيبه واجول اللهم اخزيك ي شيطان
ضحكوا ثلاثتهم فقال همام له
_اومال الداكتورة مش عتخليك تجرب ليها ياك
هتف عمار اثناء ضحكاته المتقطعه وقال ب أسى
_الداكتورة حبيبة عتشوفنى المأسوف ع شبابه إلياس وعتخاف منى، بجت تنام مع بتى ف أوضتها وسيبانى وحدى
انزعج همام لينظر الى وليد ليهتف وليد غاضباً
_وكيف تسيبها متدكش حجك؟
_مفيش حاچه بالغصب ي خوى
تدخل همام ليقول ب اهتمام
_والداكتورة بتاعتها م تجولها
_جولنا وعيدنا وهى زى ماهى، شكلى اتسرعت وللا إيه
وقعت الكلمه على مسامع وليد وهمام ولم يفسراها، احقاً عمار نادماً على زواجه من معشوقته الوحيده
ام نادماً على محاولاته الفاشله ام هناك شيئاً آخر!؟
انتظروا الفصل القادم