إهداء/
تم تأجيل الإهداء ل آخر فصل بالرواية.. إنتظروه وتوقعوه فهو لأشخاص حقيقيون أحدهم على قيد الحياة والآخر فارقها..
المقدمة/
عوض الله إذا جاء انساك ما قد مزقك قبله، تشعر وكأنّ يدًا حنونة مسحت على رأسك وأعطتك قلبًا جديدًا.. عوض الله ليس مثله عوض إنما لله عطايا يعجز المرء تصورها أو طلبها .. اليقين بهذا العوض يجب آلاَ يخفت نوره ما حييت!
????رواية ????
فى طىّ الكِتمان
????قتل ناعم????????
{قبل البداية}
الفصل (١)
*منذ سنوات*
الأقدام تجوب هنا وهناك، حركه عشوائية غير مُنتظمه تدب فى أرجاء المكان
رجال الشرطة، ورجال الإسعاف تحمل جثه مغطاه بغطاء ابيض مُلطخ بالدماء..
وحشد من الناس واقفين منهم المشدوه ومنهم الذى يتحوقل ويطرق كفاً ب كف
ومنهم من يربت على ظهر سيدة تمزق ثيابها وهى تنحب وتبكى وتصرخ عالياً.
وفتاة فى منتصف العشرينات.. وجهها أجمل من القمر وجنتين مخضبتين بدماء الجثة
وعينان يهطل منها امطار الدموع تنظر جامده أمامها ممسكه بسكيناً تتقاطر منها الدماء وعلى جلستها يوجه لها رجل الشرطة الاسئلة وهى كما هى، لم تنفرج شفتاها بكلمة واحده!
...................
*الآن *
_أستاذه قُدس.. الإنتاج عاوز حضرتك
كان مختص وضع مساحيق التجميل المعروف بإسم _الماكيير_ يضع بعض المساحيق على وجهها إستعداداً للبث المباشر لها بعد قليل على الهواء مباشرة فى برنامجها الخاص.
إنزعجت قُدس، تلك السيدة الثلاثينية التى ترجع أصولها إلى دولة فلسطين، والدها فلسطينى ووالدتها مصرية، قصتها قصة طويلة سنعرفها فيمَ هو قادم من أحداث.
هرولت بشعرها القصير البنى وطولها المميز تطرق بحذائها أرضية المكان حتى وصلت إلى الإنتاج
_ايوة يا أستاذ بليغ
_مدام قُدس، مش هينفع نذيع حلقة إنهاردة
رفعت قُدس حاجباً وقالت وهى تعقد ساعديها أمام صدرها معترضه
_دا ليه؟
همّ المنتج بأن يشرح لها قصده ف قاطعته هى وأكملت
_أقول لحضرتك أنا، عشان المسؤول الكبير الل أنا هستضيفه إنهاردة
وعشان هفتح موضوع الفساد إياه وعشان الكلام الكتير الل يمس ناس ليها وزنها فالبلد
والاسماء الل هتتقال.. طبعاً حضرتك عاوز نمشى جمب الحيط واتكلم ف اسعار القوطه والبصل كام انهاردة
بس عارف حتى دا لو فتحت فيه كلام، برضو هقول كلام يزعل ناس كتير
شعر المنتج بنفاذ صبر وأردف
_يا قُدس متنشفيش دماغك، مش كل مرة تسلم الجرّه ومش كل مرة هتعدى ع خير
ضحكت قُدس بخفه وعناد تتمتع بهما وتشتهر بهاتين الصفتين
_إيه يعنى هيتضرب عليا نار تانى؟ ولا هتجيلى رسايل تهديد.. يا أستاذى عمر الشقى بقى
وانا حلفت ان هحاول انضف البلد دى ع اد م اقدر وهحاول انقذ الل اقدر انقذه عشان فيوم من الايام أنا كنت محتاجه ايد العون دى ومحدش مدلى إيده!
تركته وعادت تضع اللمسات الاخيرة من التجميل بثقه وعدلت من تصفيفه شعرها وأتت مساعدتها تساعدها فى تعديل هندامها وجلست حتى سمعت صوت المخرج
1،2،3، 4
_إحنا هواااا
تبسمت قُدس ونظرت بعيناها اللتان تشبهان مزيج القهوة الفرنسية إلى الكاميرا وقالت
_مساء الخير.. وحشتونى، يلا بينا ندخل بسرعه عشان الموضوع سُخن انهاردة واقدملكم ضيفى الل هيكون لقاءه تريند الإسبوع ومساء الخير يا قُدس!
.......................
الكل يقف تائهاً ، الجميع يحمل همومه اللعينة على عاتقيه .. فهناك من يُفكر فى كيف سيُدبر وليمة الغد فزوجته تُحضر لمأدبة من الطعام .. وذاك الذى يتأفف من حرارة الشمس .. وبائع المناديل الذى يتمنى نزلة برد للجميع ليبتاع لبن لرضيعه .. وذلك العابس التى نهرته زوجته بسبب غلاء الأسعار وقلة المصروف
الجميع مُختلف ولكن قطارنا واحد و محطتنا واحده تُعرف ب ( محطة حياة)
أما عنه، فالحرارة كانت تأكل من جسده حتى تقاطر عرقه من جبهته ورقبته، دلف مارسيلينو وفتح باب السيارة ليجلس ويقوم بتشغيل التكييف سريعاً وهو يتأفف..
_أبانا الذى فالسمواااات... إيه الحر دا اييييه دا، انا بالظبط بفقد 44كيلو كل يوم فالحر دا
قام بتشغيل الاغانى على مشغل السيارة وظل يتراقص ب كتفيه ورأسه كعهده لا يأبه لأى شئ سوى نفسه!
واثناء إستمتاعه بصوت مطربه المفضل وهواء التكييف البارد أتاه إتصال من زوجته لينزى!
نظر إلى الهاتف وأردف يمط شفتيه إعتراضاً
_ممم مش وقتك خالص ي لينزى، وبعدين ماهو انا مروحلك اهو عاوزة إيه
قام بالرد عليها وهو ينفث بنفاذ صبر
_ايوة ي ست لينزى هانم
_ايوة يا لينو باشا، انت فالطريق
_لاء انا نايم
_نايم فين إنت هتستهبل
_لاء ماهو الواضح ان انتِ الل بتستهبلى، ايوة فالزفت الطريق عاوزة إيه
_طب بص انا مش فالبيت، انا عند الكوافير وهتأخر.. متاكلش انت ولا سناكس حتى
عشان معزومين عند قُدس عالعشا
ضحك مارسيلينو بشدة وأردف لها
_إيه دا هى بعد حلقة امبارح لسه عايشه؟! طب كويس وهنروح نتعشى عندها كمان
م بلاش ي لينزى خايف فمرة نروح عندها منرجعش
إرتفع صوت لينزى وهى تتحدث له إثر وجودها بصالون التجميل جعل كل من حولها من سيدات ينظر لها
_بقولك ايه بطل إستهبال، انا وديت الولاد عند ماما وهخلص كوافير تعدى عليا نروح نجيب شيكولا حلوة كدا ونروحلها عشان بجد آخر حلقة لها طرقعت جامد
_طرقعت فين مسمعتش اصل ودنى منفسه
_أوف
اغلقت لينزى المكالمه فى وجهه ف اردف مارسيلينو
_طب واحده ومستهدفه وبيضرب عليها نار وانابيب غاز وقنابل مسيله للدموع وبيفتحوا عليها مطاوى وبيرموا ف وشها ميّه نار، اروح لها ليه كل اسبوعين اتعشى معاها هو انا مستغنى عن عمرى؟!
#لنور_إسماعيل
....................
تمرين الضغط..
واحد، اثنين، العدة المائه.. مائه وخمسين!
جعلت عروق رقبته تنتفض وتبرز خارجاً مع نظرة عيناه الثاقبه، نهض يلاكم بقبضه يده بقوه، واحد اثنان... ثمانية، تسعة، عشره، عشرون!
صدره يرتفع وينخفض بسرعه وبقوه، يحاول تنظيم انفاسه بهدوء..
خرج يركض فى أنحاء حديقة منزله الواسعه، يركض ويركض بصورة منتظمه دائرياً وبسرعه مع تنظيم أنفاسه..
حتى إنتهى تمرينه، ليقوم ب آخر شئ الا وهو السباحه، خلع ثيابه وقفز ب حمام السباحه الخاص فى منزله وأخذ يسبح ويسبح مستمتعاً بلمسه الماء على جسده ووجهه وهى تصفعه على يمينه ويساره هكذا وكأنها توقظ مابداخله من حيوية ونشاط.
مرّ الوقت، خرج من حمام السباحه.. ذهب يحتسي مشروب البرتقال الخاص به منزوع السكر بهدووء مع تشغيل موسيقى عمر خيرت التى يفضلها..
نظر إلى صورة زوجته المعلقه وإبتسم إبتسامة حنين مع قوله وكأنه يحدثها
_وحشتيني يارويدة وحشتيني أوى.. بس انا حاسس انك معايا والله ومعايا جدا ً
انتِ وباهر.. ربنا يجمعنى بيكم قريب.. يارب.
قطع حديثه رن هاتفه، نظر ليجده زميله وصديقه إسلام
_ايوة يا سُلمُ إزيك يا واد
_طبعاً عملت تمارينك، خدت دوشك المتين شربت برتقانك، وأصبر كدا.. وعمر خيرت كمان! لاء احنا مظبطين على الآخر.. طب رديت على سيادة اللواء؟
عبس قاسم بوجهه وأردف بنبرة حادة نسبياً
_لاء
_ليه؟
_عشان مش مستعد ي إسلام دلوقت نهائى
_إنت مش هتطلع من الل انت فيه الا بالشغل صدقنى
_لا يا إسلام مش قادر
سكت إسلام عن الحديث ومن ثم قال
_طب تعالى اتغدا معايا انا ومريم إنهاردة، اما البت مرمر عاملة رز بالخلطه وفراخ محشيه انما ايه إوعى رجلك
قصدى وشك
ضحك قاسم بضحكاته الوقوره وأردف وهو ينظر إلى الصورة المعلقه له مع سيدة رقيقه تحتضن طفلاً
_انهاردة انا هتغدا مع رويدا وباهر
تعجب صديقه وقال
_تتغدا مع مين!! دا فالبرزخ ولا فين ماتصحصح كدا ياقسوم متقلقنيش عليك
إبتسم قاسم إبتسامة أنه لن يتفهمه أبداً ولايتفهم مابه، تحدث له انه سيلقاه مساءاً فى نفس المقهى الملحق بنادى الشرطه كى يتحدثا ويتسامرا كعهدهم.
...................
انا الذي تجولت العالم في رحلة مجانية ممسكه بقلمى اخطّ على ورق واتحدث بثقه حاملة التذكرة الذهبية الا وهي صوتى!
خرجت قدس يهنؤها زملاءها على الحلقة الرائعه السابقه ، حتى صافحتهم كلهم وذهبت تستقل سيارتها قاصدة منزلها بعد يوم متعب وشاق عليها..
فتحت قطعة الشيكولا التى تلازمها، نوعها لم يتغير منذ سنوات فله معها قصه.
فتحتها وغامرها شعور بالفرحه هكذا، تقود وهى مفعمه بالفرح حتى لاحظت إقتحام احد السيارات طريقها وتقوم بمزوالتها..
حاولت قُدس المراوغه يميناً ويساراً منها ولكن قامت السيارة بالإندفاع نحو سيارة قدس فمن دون قصد توجهت سيارة قدس الى عمود الإنارة لتصطدم به وتتكسر السيارة وتفقد قُدس الوعى!
................
*منذ سنوات*
_هو انتِ بتكسبي كام فاليوم يا حياة وانا إديهولك، بس تقعدى فالبيت
رفعت الفتاة ذات الوجه الجميل وجهها له وقالت
_ولو أدتنى اجرة يوم اتنين تلاته، هتكفينى؟! هتكفى كوم اللحم الل فرقبتى؟!
_بتاخدى كام يا حياة
_قولى ياشيخ على... هو انت نفسك فيّا؟!
..................
ونستنى الفصل الجاى
????فى طىّ الكِتمان ????
????قتل ناعم ????????
الفصل(2)
كن مُعولا عليه لا عالة ..فيك من طاقات ما لا يعد ..ثم إنه البقاء للأقوى ..للمثابر وللصابر!
_أنا كنت عارفه ان هيحصلى كدا
هتفت بها قُدس إثر تمددها على فراش المشفى وبجانبها لينزى صديقتها المُقربة وزوجها مارسيلينو، اصوات الاجهزة المحاطه بها وطاقم التمريض.
فقد أصيب قُدس بتمزق ب اربطه الذراع وكسر بسيط بالساق وبعض الجروح والخدوش إثر تهشم زجاج السيارة الإمامى.
ولكنها مازالت تعافر، ف هذا العيار النارى هذه المرة لن يصيب.. مهما حاولوا إسكاتها لن يستطيعوا، مهما تعرضت لحوادث ل إرهابها لتخويفها لن تتراجع.. فتاة فى عروقها يجرى دماء النضال أباً عن جد والاستسلام ابداً لن يكون طريقها حتى ان كان المقابل حياتها.
إنتبهت لينزى لكلمات قدس فقالت لها
_إزاى كُنت عارفه؟!
_فاكرة اما قولتلك اوقات بسرح واشوف حجات وبعدها تحصل، أو مثلاً أحس بحاجه أو أحلم
ترك مارسيلينو باقه الورد التى كان يشمها وقال
_كدا تمام اوى بدل برنامجك مساء الخير يا قُدس، نقول سر قُدس الباتع ونستقبل بقا التليفونات واحده عندها حلم تفسريه، واحده جوزها شايفها قرد تفكى العمل واحده عاوزة ترجع لجوزها نعمل رد المطلقه
ضحكت قدس رغماً عنها نظراً لما تعانيه من الآلام وقالت موجهه حديثها إلى لينزى
_ممكن تخلى جوزك يسكت
_اخرس يالينو شوية
هتفت بها لينزى ف قال الأخير
_متجيش أخرس مع لينو أبدا، ماهو ياتدلعينى يا تمرمطينى
امسكت قُدس رأسها وقالت
_هو مش هيسكت إنهاردة
ضحك مارسيلينو وقال لها
_بتتكلم مصرى لبلب، من يوم معرفتكم الل زى وشكم ببعض وهى مقالتش كلمة واحده فلسطيني لذلك انا بشك فيها
رمقته لينزى شذراً وقال ترفع شفتها العلويه ممتعضه منه
_وقت دا تتكلم فلسطيني ولا لاتينى، ثم مفيش عائله ف مصر اسمها عائلة المدهون.. إهبط بقا
_لاء فيه عائلة زبدة فيرن أكيد..
_يالينو إفصل شويه يا حبيبي البنى أدمه تعبانه ياريتنى م جبتك معايا
_هو انا ابن أختك وموديانى حدائق الاندلس.. طب والله مانا قاعدلكم
تركهم بالغرفة وترجل نحو الخارج وصفع الباب خلفه بطريقه هزلية، نظرت لينزى إلى قدس وربتت على كف يدها تردف لها بحنان
_إنتِ قوية، ومش لوحدك أنا جنبك
تنهدت قُدس تنهيدة عميقه وقالت بحرارة أنفاس
_ساعات بتبقى حلاوة الدنيا ف ناس قريبين لينا وشبههنا، عشان وقت م نقع يسندونا ويطمنونا بقلوبهم مش بإيديهم يا لينزى، وانا بشكر الصُدفه الل جمعتنا رغم أنها ذكرى سيئه ليا وليكِ بس خرجت منها ب أفضل مخلوقة عرفنى القدر عليها وقربها منى..
#نورإسماعيل
...........................
العالم لايراك إلا فى مشهدك الأخير، كواليسك لاتشفع لك ابدا... ً مهما فعلت!
بمكتب لواء الداخليه السيد أشرف الصناديلى كان يجلس قاسم مقابلاً له بهندامه الجميل المنسق والمنمق كعهده ولكنه غير حليق الذقن او الشارب وشعره كثيف، يبدو عليه الحزن حتى إن تجاهله، يبدو عليه الشرود والسكوت رغم مكابرته.
بعد إلحاح من زميله إسلام ب أن يذهب لمقابله اللواء، ذهب على مضض ولكن هل ستجرى الأحداث كما يريد؟
_إزيك ياقاسم
_الحمدلله يا سيادة اللواء، انا بخير طول ماحضرتك بخير
_أنا مش عاجبنى ابداً الل انت عامله فنفسك دا
تنحنح قاسم وأردف بخفوت وأدب
_عامل ايه يافندم
_شكلك.. إختفائك، أجازتك من الشغل، وكل دا وكمان أسمع انك عاوز تقدم إستقالتك يا سعادة الرائد!
نكس قاسم رأسه إلى أسفل ولم يتفوه بكلمه ف أكمل اللواء حديثه
_أنا زعلان عليك ي قاسم، ايوة الل حصل مش سهل بس كل حاجه بتحصل لنا سيئة لو مقدرناش نتخطاها هتدمرنا، لازم نعدى ونتخطى ونتعافى ونقوم وتستمر حياتنا
وانت من أكفئ ظباط الداخليه، وشغلك يشهدلك وملفك منور والكل فالوزارة مش بيحكى غير عن إنجازاتك والل حققته فسنين شغلك السابقه، يبقى عاوز تضيع كل دا ليه؟
رفع قاسم بصره وأردف بصوت مبحوح يختلجه الجراح قائلاً
_بس انا قصاد حُبي لشغلى وإخلاصى له، راحوا اغلى مافحياتى.. مراتى وإبنى
أنا كنت بفضل شغلى عليهم وعلى نفسي وزى ماحضرتك بتقول إنجازاتى تشهدلى
أنا بقا كنت ناسيهم وكنت مش شايف غير شغلى وكفائتى فيه
لحد م شغلى نهى حياتهم.. ومبقوش موجودين
رويدا وباهر كان نفسهم افضى دقيقه واحده بس، ومكنتش بقدر
دلوقت انا مستعد افضى عمرى كله بس يرجعوا هما دقيقه!
أخرج من جيب كنزته منديلاً ومسح به عيناه قبل أن تفضحه دموعه، نهض السيد أشرف من مقعده وإستدار حتى يجلس مقابلاً ل قاسم وربت على يده قائلاً
_أنا معاك ان موتهم كان فاجعه لينا كلنا مش انت بس، لو سيبت شغلك هتقضى على نفسك وانت حابس روحك مع ذكرياتهم
انا بكلمك زى إبنى مش حضرة الظابط قاسم صفى الدين، فوق من الل انت فيه وإرجع
خد وقتك ي قاسم.. بس إرجع، وصدقنى وقت م ترجع مش هتقل عليك فشغل مرهق
بس الداخليه كلها تخسر لو واحد زيك إستقال منها.
شكر قاسم اللواء ونهض مترجلاً إلى الخارج تاركاً لدموعه البراح كى تتحرر وتهبط على وجنتيه، وكأنه مشهد تم تصويره بالبطئ.. يمشى شاعراً ببطئ مرور الوقت وبطئ حركة الساعه، وكأن كل شئ أصبح ساكناً بلا حراك بعدما رَحلا حبيبيّه زوجته وإبنه.
__________
*منذ سنوات*
اربع فتيات بعمر الثمانية عشر جالسات ب حديقه عامة مفترشين كُتبهم على الأرض الخضراء وبعض زجاجات المياه الغازية وعلب الطعام البلاستيكية الفارغه.
يتحدثن بعفويه عمرهم المعهوده، ف أتت الخامسه من بعيد كادت تتقافز من الفرح وجلست من بينهم قائلة
_يابنات انا فرحانه اوى اوى
_اممم شكل عندك اخبار جديده مع الحوووب
هتفن بها جميعهن فى نفس واحده وبعدها غرقا فى نوبة ضحك، فقالت إسراء لهن وهى تضربهن بخفه كى يكفوا عن الغمز واللمز عليها
_ايوة اخبار عن الحوووب، ربنا يخليهولى وميحرمنيش منه ابدا
هتفت نيفين بفضول قائلة
_حصل ايه بقا مع سي عدنان فمكالمة المرة دى إحكيلنا
شردت إسراء وأخذت تتحدث وكأن الفراشات تطير حولها صانعه شكل القلب، وفجأة السماء اصبح لونها وردى!
إستلقت على العشب الرحمانى بالحديقه وقالت ناظرة إلى السماء فاغره فاهها
_قالى ان يدوب يخلص الجيش ويتقدملى وهدخل الجامعه واكمل فبيته، يالااهوى عليه لما اقوله ياعدنان يقولى ياروح عدنان وقلب عدنان وعقل عدنان
_بس حيلك حيلك، كلمتين حافظهم وتلاقيه بيقولهم لكل بنت بيكلمها
قالتها إحداهن فنهرتها نيڤين مشيرة إلى إسراء كى تكمل وهى معها بكل آذان صاغيه
_بيقولى مقدرش اجيب لك دهب كتير قولتله إتقدم بس وملكش دعوة
ضيقت نيفين عيناها وقالت بخبث ماكر
_وهو باباكِ هيوافق عليه؟ عدنان حالته معدمه وانتِ بنت تاجر غلال كبير
نهضت إسراء وإعتدلت فى جلستها قائلة
_مش مهم أنا هقول لبابا انى موافقه وعاوزاه ودى حياتى أنا مش حياة حد تانى
إزدردت نيڤين ريقها وقالت هامسه ب اذن اسراء
_هو هييجى من الجيش أمتى؟
_يعنى الاجازة كلها اسبوع وينزلها
_لا بقصد يخلص جيش خالص
شردت إسراء تفكر ومن ثم قالت
_ممكن قدامه 6شهور
_تمام وقتها بقا هحطلكم انتو الاتنين خطة نخلى باباكِ هو الل يتحايل على عدنان يتجوزك
تعجبت إسراء ونظرت نحو نيڤين عاقده حاجبيه ف غمزتها الاخيره أى أن تثق بها وتترك لها هذه المهمه!
____________
عادت قدس إلى منزلها تحمل نفسها شيئاً فشيئاً كى تتعافى، لم يبق لها أحد فى هذه الدنيا بعد استشهاد والدها حازم المدهون ب مدينة چنين ب فلسطين أثناء القصف منذ سنوات طويلة ومن بعدها عادت هى ووالدتها إلى مصر لتكمل دراستها وسنوات قليلة ولحقت والدتها بوالدها إثر السكتة القلبيه!
ليس لديها إخوه، وأقاربها من ناحية الأب منهم من تتحدث معه عبر الانترنت ومنهم من إستشهد، اما عن اقاربها من ناحية الأم فهى لاتعلم عنهم أى شئ!
بسبب زيجه والدتها من والدها رغماً عنهم وسفرها إلى فلسطين والعيش هناك، قرروا التخلى عنها والبراءة منها وكأنها لم تكن إبنتهم ذات يوم.
دلفت إلى غرفة بمنزلها مغلقه معظم الوقت، غرفة مصممه للأطفال..
صور _سبايدر مان وسوبر مان_على الجدار واللون الارزق كسا جميع الحوائط، العاب ب صندوق بلاستيكى هناك وخزانة صغيره بها ملابس،جلست إلى الفراش وتقوقعت على حالها ك وضع الجنين وغطت فى سبات عميق.
وكأنها تبحث عن أكسچين الامان كى يدلف إلى رئتيها، ووجدته فى هذه الغرفة بعينها.
#نورإسماعيل
__________________
_ياحبيبي انت بس إنوى ومتشلش هم حاجه
قالها إسلام أثناء جلسته مع قاسم ببهو منزله الواسع، ف أردف قاسم عابساً وجهه
_مشلش هم إيه، إسلام انا كنت مستهدف وإنضرب عليا نار يعنى كان زمانى ميت بسبب الشغل
بس للاسف انا بقيت كويس وهما ماتوا
زفر إسلام بحرارة مع دنو زوجته مريم منهم قادمه بصحن الفاكهه وضعته وجلست تنضم إلى جلستهم
وأردف قاسم مستكملاً حديثه
_مش هعرف اقوم وافوق زى م كلكم بتقولولى، انا كنت معمى ي إسلام شغلى كان أهم مافحياتى
لحد م شغلى قضى عليا
_يابنى مانا قدامك اهو وبشتغل زيك وبحب شغلى جداً ومستحيل أسيبه، الفكره ان حظك جه كدا
نظر قاسم إلى الأخير ب استنكار وأردف محتداً
_حظ إيه الل بتتكلم فيه ي إسلام، هو انا بقولك جبت بطيخه طلعت قرعه مش حمرا؟!
مراتى وابنى ماتوا عشان انا كنت مستهدف تخليص حق بسبب شغلى
تدخلت مريم قائلة
_قول لسيادة اللواء الصناديلى، هو بيحبك انت واسلام اوى قوله انك عاوز تغير مكانك فالشغل وعاوز حجات خفافى
قام اسلام بصفعها بخفه وأردف ساخراً
_حجات خفافى ايه هيديله جرايد يبيعها فقلب الوزارة، تعرفى تسكتِ
مطت مريم شفتيها قائلة
_سكتت
توجه إسلام نحو قاسم قائلاً بجديه
_انا رأيي من رأى البت الهبلة دى، نكلم الصناديلى باشا ع ان نغير مكان شغلك كله الفورمه كلها ينقلك لحته مفيهاش لبش وكدا انت رجعت شغلك ومفيش قلق
نفث قاسم بنفاذ صبر محركاً رأسه يميناً ويساراً علامه على رفضه لمجرى الحديث
_محدش فاهمنى ع فكره ولو قعدت مليون سنه محدش هيفهم
_ممكن منفهمش بس نحس بيك ي قاسم، احنا اصحاب واخوات من ايام الكلية ي جدع وانا مش هسيبك كدا
مستسلم يائس وتعبان وايه الشعر والدقن دول يا اخى متعرفش طريق حلاق!
لم يبتسم حتى، نهض وهو يردف بحزن
_إسلام انا باكل بس عشان اكمل يومى، لكن انا لا هاممنى شكلى ولا حياتى ولا أى حاجه!
تركهم ورحل، نظر إسلام إلى زوجته التى تأبطت ذراعه وإستندت إليه برأسها تتنهد حزناً لحال رفيق زوجها وما داهمه من ألم.
___________
خطوات ناحية باب منزل قدس، حتى توقفت، نصعد إلى أعلى سروال رجالى وقميص لرجل هندامه منسق حليق الرأس يقوم برن جرس الباب ويقف ينتظر..
بعد دقائق فتحت قدس الباب، وما ان رأته عبست بوجهها وأردفت ب جمودها وكبريائها المعهود
_لو أعرف انه انت مكنتش جيت وفتحت، ولو حاولت تيجى تانى هكسر رجلك عشان متعرفش تيجى بيها تانى، فهمت انك مطرود من قبل م تدخل ولا افهمهالك بطريقه أوقح من كدا؟!
صفعت الباب فى وجه الرجل بقوة واغلقت الاضاءة الخارجيه وهو على وقفته يهتف بصوت عالِ يحاول إسماعها
_لسه باقيلك غلاوة ي قُدس.. ومهما عملتِ مش هستسلم ان آجى واتكلم معاكِ بس كلمتين
ان شاء الله آجى مليون مرة، حتى لو هتكسرى رجلى زى م بتقولى..
مضى واستقل سيارته وانطلق، ووقفت هى بشرفتها ترمقه من بعيد وتهم بمسح عبرة فى طريقها للنزول على وجنتها.
______
_إصحى يا قاسم.. مش معقول كل دا نوم
نهض قاسم وجد زوجته رويدا أمامه ب ملابس النوم خاصتها تقف مبتسمه كعهدها وتدعوه للإستيقاظ، نهض قاسم يفرك عيناه غير مصدقاً أهى حقاً أمامه!
لامسته يداها ويسمع صوتها، تبسم وأمسك كلتا يداها وأجلسها أمامه وأردف
_رويدا أنا آسف على تقصيرى، آسف على كل وقت كنت فيه فالشغل وسيبتك انتِ وباهر
آسف ان مصلحة الشغل كانت فوق مصلحتكم، آسف ان ف اعياد ميلاد او عيد جواز او أعياد عامة او رمضان او اى مناسبه كنتو فيها لوحدكم من غيرى ومكنتش حاسس بيكم
تبسمت رويدا وأردفت
_ومينفعش توقف حياتك عشاننا ي قاسم
دمعت عيناه وربت على كف يدها بحب بالغ وأردف بنبرات متهدجه
_وايشمعنا انتم حياتكم وقفت عليّا
_إسمعنى ي قاسم لازم تكمل، انت مزعلنا وانت واقف محلك سر كدا.. عشان خاطرى وخاطر باهر كمل
نهض وعانقها بشده مع قوله
_
ف انتظار الفصل القادم
????فى طىّ الكِتمان ????
????قتل ناعم ????????
الفصل(٣)
دمعت عيناه وربت على كف يدها بحب بالغ وأردف بنبرات متهدجه
_وايشمعنا انتم حياتكم وقفت عليّا
_إسمعنى ي قاسم لازم تكمل، انت مزعلنا وانت واقف محلك سر كدا.. عشان خاطرى وخاطر باهر كمل
نهض وعانقها بشده مع قوله
_انتِ عاوزانى أرجع الشغل؟!
_أيوة
إبتعد قليلاً لينظر مباشرة إلى عيناها وأردف
_هترتاحى كدا
تبسمت رويدا ونظرت بعمق إليه، رن جرس هاتفه ليوقظه من حلمه بها فزعاً!
نهض يتمتم ويلعن الحظ، اخذ يمسح وجهه ويتنفس الصعداء فقد كان حُلماً كالعادة من يوم رحيلها.
نظر إلى الهاتف ليجده احد زملاءه يتصل به، ضغط على زر إسكات الصوت وجلس يتنهد بحزن ناظراً إلى صورة باهر الموضوعه بجوار فراشه مباشرة.
__________
*منذ سنوات*
بعد طعنتك الاولي ستفقد شعورك المطلق بالالم سيضحي كل شيء بلا طعم ولا مذاق فقط مرارة الالم.
فتاة نحيفه للغاية ترتدى الملابس البيضاء المخصصه للمسجونات، تقف خلف القضبان ممسكه به ولم تكف دموع عيناها تنظر ناحية إمرأة كبيرة بالعمر ورجل مسن يمسك بعصا خشبيه يستند إليها باكياً.
ينطق القاضى بالحكم
_حكمت المحكمة حضورياً، بعد الإطلاع على الأدلة وشهادة الشهود.. قررت المحكمه بالحكم على /كاميليا عزت جاد الحق بالسحن المشدد لمدة خمس سنوات!
إنهارت كاميليا بشدة وتقوم بلطم وجنتيها مع نحيبها بصوت عالِ، نهضت السيدة ببطئ تنظر ناحية الفتاه بتحفز، نظراتها كالرصاص كادت تخترق جسد الفتاه، إنفرجت شفتيها بالقرب من القضبان قائلة
_ياريتك كان اتحكم عليكِ بالإعدام ومُتِ وخلصت منك للأبد
وسط بكاء كاميليا، امسكت يد السيده خلف القضبان قائلة بتوسل
_يا ماما والله مظلومه هو السبب والله هو السبب انتِ عمرك م صدقتينى وعمرك م نصفتينى دنا بنتك
قامت السيدة بدفع كف يد إبنتها مع قولها تنهرها
_أنا ماليش بنات، بنتى ماتت لما حرمتنى من نور عينى
ذهبت وتركتها تقوم بجرّها السجّانه إلى الداخل، صوت بكاء الفتاه كاد يمزق قلب كل من سمعها، ووالدتها تسير دون أن يرف لها جفن او يرق لها قلب وكأنها مصنوعه من جماد!
#نورإسماعيل
______________
_ياسينووو، سينو انت فين!
نهضت لينزى تبحث عن مارسيلينو فى أرجاء المنزل، حتى وجدته يجلس ب الشرفه من الواضح انه يتحدث عبر تطبيق الماسنجر ولم ينتبه إلى صوت زوجته أو مناداتها
وما ان دلفت قام هو بغلق التطبيق والنظر اليها مُبتسماً إبتسامة بلهاء مُضحكه
_انا مش بنادى عليك
_مكنتش سامعك ي قمر
تعجبت لينزى وعقدت ساعديها قائلة
_ممم شكل الدماغ رايقه، كنت بتتكلم مع مين
إمتعض سينو بشفتيه قائلاً
_كدا على طول زى المخبرين، كنت بتتكلم مع مين؟ قوليلى كُنتِ عاوزة إيه
جلست أمامه تحاول الإمساك بهاتفه ف أخذه منها سريعاً فهتفت هى
_مفيش ماليش مزاج اطبخ انهاردة وهطلب اكل ف كنت بسألك اطلبلك إيه، كدا كدا انا عارفه الولاد هياكلوا إيه
إستراح مارسيلينو بظهره وعاد فى جلسته إلى الخلف قائلاً
_نفسي آكل أكل الغوص فيه، كفايه اكل مسلوق عشان قاولونى والمرارة والدايت
_تلغوص! دى كلمة تتقال
_مانا قاعد مع مراتى اتكلم براحتى هو انا قاعد مع رئيس المديرية!
رفعت لينزى إحدى حاجبيها قائله
_ممم ونفسك مفتوحه كمان، كنت بتكلم مين يا لينو وقول ع طول
عبس مارسيلينو بوجهه وأردف محاولاً تغيير مجرى الحديث
_إيه علاقه الاكل بالل كنت بكلمه مش فاهم
_جاوب ع طول متلفش وتدور، شكلك نسيت البوكسات والقفيان بتوع زمان
شمرت عن ساعديها ف تصنع مارسيلينو الخوف قائلاً
_لا وعلى إيه الطيب أحسن، دا مدحت ياستى عنده شويه مشاكل
تعجبت لينزى وقالت متسائله
_مدحت! دا عريس هو لحق دا اكيد دلوقت هو طاير من السعاده مش عنده مشاكل!
_مش كل الناس حياتها طبيعيه ولا حاجه اذا كان فرس النهر فى محميه لوساكا مش مطلوب منه غير يستحمى ويهز ودانه وعنده مشاكل!
ضيقت لينزى عيناها له ونهضت وهى تقترب بوجهها من وجهه وتكشف عن أنيابها قائله له فى تحذير
_ممم هعمل نفسي مصدقه، وهطلب لك سلطة الكابوتشا الل بتحبها
تركته ف قام بضرب نفسه عدة لكمات مع قوله فى سره
_برضو سلطه، اقولها عاوز الغوص تقولى سلطه! ياخوفى اصحى فيوم الاقى روحى بقيت أرنب!
نظر إلى السماء وأردف متوسلاً
_أبانا الذى فالسموات، انت على المفترى
__________
كوباً من الشاى الساخن قد أعدته قُدس ووضعته جانبًا إثر تحدثها هاتفياً مع مُعدة برنامجها "مساء الخير يا قُدس"!
هتفت المُعدة بها غير مصدقه، مازالت قدس تعاند قدرها.. مازالت تريد إكمال برنامجها برغم ما تعرضت من تهديدات وحوادث.
المكالمة كانت عبارة عن جذب وشد، تارة تقوم المُعدة ب إقناعها أن تغير مجرى حديث برنامجها ب أن تقدم شيئاً آخر بعيداً عن الإحتكاك بالمسؤلين والوزراء وكبار رجال الدولة!
وكلما فاتحها احدهم بهذا الموضوع، كلما زادت قُدس عِناداً ومن الواضح أنها لن تتراجع إلا بعد حدوث كارثه لا تستطيع النهوض بعدها ابداً.
_________
ولأنني أضحك دائمًا ولا أُظهِر مابي من ألم ظنوا أنني بخير، ولو أمعنوا النظر داخلي جيدًا لعلموا أنني متآكل وداخلي يبكي في صمت دون أن يشعر بي أحد.
_ايوة كدا والله وحشتنا ضحكتك ي أخى
قالها أحد أصدقاء قاسم إثر جلوسه معهم بنادى الشرطه،بعدما إصطحبه إسلام بعد إلحاح طويل وأخيراً وافق.
_ايوة بقا يا قسوم فكك من الهم ياعم، طب والله إحنا حياتنا من غير ستات مُريحه جداً
عبس وجه قاسم فجأة، ف أدرك زميله غباء ماتفوه به بعدما غمزه إسلام، فقام إسلام بتشتيت الموضوع كعهده مُردفاً
_فاكرين الرائد محمد رمزى، نقلوه ف حركه التنقلات الاخيره ل اسوان وبيعيط ياعينى
_لاياشيخ وليه كدا
شرد قاسم وكأنه قد صم آذانه عنهم، عندما لمح الاطفال بحديقه النادى يلعبون ويصرخون.. وكأنه يرى إبنه باهر من بينهم، بضحكاته وبراءته وعفويته اللذيذه!
تبسم ونهض ناحيتهم ينظر إليهم فى صمت، وكأنه يروى قلبه عطش إفتقاد أغلى الناس إليه..
_واقف كدا ليه
إنتبه لصوت إسلام ف اردف
_مفيش ببص عالولاد وهى بتلعب
قام إسلام بلكزه ب أحد كتفيه مع قوله ساخراً
_ياراجل أنا افتكرت ان فيه موزه عجبتك وشدت إنتباهك
نظر قاسم إليه فى عتاب ف أكمل إسلام
_إيه هو حرام! انت عارف انت بقالك أد ايه فالحالة دى؟ لازم تفوق ي قاسم من الل انت فيه
رويدا وباهر خلاص ربنا رحمهم، وانت أهو حىّ تُرزق وواقف على رجليك وربنا نجاك من الحادثه ب أعجوبة
إفرح بقا بالنعمة دى وكمل حياتك.. مش انت بتحب رويدا، شوف بقا الحلم الل حكتهولى قالتلك فيه إيه
وإعمله!
ربما يكون حديثه صحيحاً، الحياة لن تقف على موت أحدهم حتى وإن كان هو قطعه القلب التى نعيش بها.
زواج قاسم من رويدا كان زواجاً عادياً، ولكن مع الوقت وُلدت المودة والعِشرة الطيبة وحباه الله ب إبنه باهر، لم تكن قصة الحب الأفلاطونيه ولكن كان هناك منزلاً أسس على التفاهم والحب وأصبح خراباً الآن.
________
*منذ سنوات*
_انتِ جاية ف إيه يا حبيبتي!
قالتها تلك المرأة البدينه التى ترتدى ملابس السجن وهى تقترب نحو كاميليا بطريقه مُخيفه، بينما كانت كاميليا تحتضن غطاء السجن الذى تم تسليمه لها وتنظر إلى الجميع بذعر بدا واضحاً على ملامحها، لم تكف السيدة عن سؤالها ف قامت الاخيرة بملامسه جسد كاميليا بطريقه مُريبه، لتقف الثانيه مذعورة مهرولة بعيداً حتى التصقت ب أحد الجدران وهبطت من عيناها عبره حاره ظلت فى طريقها حتى استقرت على شفتيها وأغمضت عيناها تحاول تقبل عالم جديد لم يكن يوماً بحسبانها.
________
ذكر من الحبش، والارز الاصفر ب عين الجمل والسلطات والبطاطا المقليه، وليمة قامت ب إعدادها قُدس إحتفالاً ب آخر حلقات برنامجها فقد لاقت استحسان دوى صداه بالسوشيال ميديا واصبح رائجاً وحديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد افحمت المسؤول الذى تم استضافته وقامت بتسجيل اعتراف له حصرياً!
كانت تقوم بوضع الصحون وترتيب الطاولة وتساعدها لينزى، وفى بهو الفيلا الواسع كان ينتظرها مارسيلينو وباقِ أصدقاؤها..
وكان حديثهم الجانبي، ذاك المجهول الذى إقتحم وحدتها منذ أسبوعان
_بجد رديتِ عليه كدا؟
تبسمت قدس وقالت وهى تقوم بسكب الصحون فى مطبخها
_ايوة طبعاً، هو فاكر إيه.. انا م صدقت انه اختفى من حياتى
_يمكن ندمان ياقُدس
_مستحيل! الل زى هانى مش بيندم غير على سهرة حلوة فاتته أو صيده جديده
إثر حديثهما، وقفت بومه على نافذة المطبخ ف إنتبهت لها قدس مُردفه إلى لينزى
_البومة دى مجاتش من وقت م...
_وقت إيه
انتبهت قدس لسؤال لينزى بعدما امعنت النظر بها، دق جرس المنزل فذهبت قدس تفتح الباب.
واذا بالباب رجلاً مُلثم إستغل إنشغال ضيوفها بالداخل وصَوّب ناحيتها السلاح النارى وقام ب اطلاقه بعدما كتم صوته!
اصابها العيار النارى ووقعت على الارض على الفور، فهرب هو بعيداً.. وانتبه من بالداخل لصوت إرتطام جسد قدس على الارض فصرخت لينزى
_قُدس!!!!
،،،،،،،،،
ف انتظار الفصل القادم
فى طىّ الكِتمان ????
????قتل ناعم ????????
الفصل(4)
الفصل(4)
ثلاثة أشهر مضت..
و قُدس تقبع خلف أسلاك أجهزة العناية الفائقه بالمشفى، فقد أصابها العيار النارى إصابه بالغه حتى افقدها الوعى تماماً وجعلها على حافة الموت لولا إنقاذ أصدقائها لها فى الوقت المناسب!
تعيش على الأجهزة بغير حراك، أنفاس تدلف إلى رئتيهاوتخرج منها دون جدوى..
لم تتركها لينزى طوال الأشهر السابقة، حتى حساب المشفى قامت هى بدفعه من حسابها الشخصى حتى تنهض قدس وتعود إلى حياتها مجدداً..
أما عن قاسم، فبعد مُضى وقت من التفكير خلال هذه الاشهر قرر أن يعود إلى العمل ثانية راجياً من اللواء أشرف الصناديلى أن يوظفه ب إدارة مناسبة له فى أعمالها على الأقل الآن..
أشار له اللواء ب أن يكون ضمن ضباط الحراسات الخاصه، وقد تم تعيينه ب طاقم حراسات أحد الوزراء ومن ثم بدء قاسم عمله بكل جدّ وجهد مبذول حتى يخفف وطأة التفكير فيما مضى والرجوع للخلف.
_____________
*منذ سنوات*
تجمع كبير من الأهل وحشد من الناس يجلسون ب صالون منزل متواضع الحال ويبدو انها مناسبة سعيدة!
_يا اهلاً وسهلاً شرفتونا وآنستونا
دلفت فتاة بعمر التاسعه عشر وبيدها صنية معدنيه تحمل فوقها مشروبات غازية تبتسم إبتسامة بدا منها صفين أسنانها البيضاء، من ااواضح انها مناسبة سعيدة تخص هذه الفتاة.
وضعت الفتاة الصنية وجلست إلى سيدة ربتت على ظهرها مع قولها
_كريمة بتعمل كل حاجه فالبيت، بتساعدنى فكل قشاية
ضحكت سيدة تجلس بين شاب ورجل بعمر الخمسين، وهتفت وهى تربت على كف يد الشاب
_ماهو حمادة جى وناوى بإذن الله على قراية الفاتحه على طول، إحنا سألنا يا أم كريمة وعرفنا كل التفاصيل
نهضت كريمه تقدم المشروبات، حتى رن جرس الباب لتسرع الطفلة چنى بفتح الباب شقيقه كريمة الصغرى لتجد عمها يدلف ووجهه عابس.
ألقى التحية على الجالسين، وأشار إلى والد كريمه أن يلحق به ببهو المنزل خارجاً، إستأذن الرجل ولحق ب أخيه وجلسا على المقاعد حتى بادر عم كريمة بالقول
_قريتوا الفاتحه ولا لسه؟
_لاء لسه ي ماهر، خير فيه إيه
نظر ماهر خلسه إلى الداخل وأردف هامساً
_متوافقش عالجوازة دى، الواد سمعته زى الزفت بيضرب مخدرات وبرشام، والتُكتُك دا مش بتاعه دا سارقه بالإكراه من واحد ومش قادرين يفتحوا بوقهم معاه عشان بلطجى
تعجب والد كريمه وهو يحكّ بذقنه مُفكراً مع قوله
_بس البت قالتلى انه كويس وانها تعرف مامته عشان بتشتغل معاها فالمصنع
_جايز كريمة متعرفش، لكن انا بقولك عالصح
إزدرد والد كريمه ريقه ونهض واقفاً يشبك كلتا يديه خلف ظهره، فقطع تفكيره شقيقه بهتافه
_مافيهاش تفكير يا اخويا، الواد دا مينفعناش
ترجل والد كريمه إلى الصالون، وقطع حديث الحاضرين وتسامرهم قائلاً
_معلش بس إتأخرت عليكم، أنا بقول أدونا فرصه نسأل على حمادة وان شاء الله ف اقرب فرصه هنبلغكم بالرد
نظرت السيدة والدة حمادة إلى زوجها ف هتف حمادة بعفوية
_بس ياعمى انا عامل حسابي اننا هنقرا الفاتحه إنهاردة
تحشرج صوت والد كريمه ف ادرك عمها الموقف واسرع بقوله
_معلش ادونا فرصه نسأل وانتو تسألوا وان شاء الله خير.
نهض الجميع وصافحوا بعضهم البعض وهمّوا بالرحيل، ومن بعيد كريمه تترقب الموقف بعبوس وجه
حزينة على عدم إتمام قراءة الفاتحه اليوم، بالنسبة لها حمادة لم يكن شاباً عادياً تقدم لخطبتها، هى تحبه ويحبها وبينهما الكثير من المحادثات الهاتفيه والخروج فى الحدائق والمنتزهات دون علم والداها وكانت تترقب هذا اليوم بفروغ صبر، تُرى ما الذى غير وجهه نظر والدها وجعله يؤجل الرد؟!
#نورإسماعيل
______________
خابت رصاصتهم السابقة عن قصد، لكن المرة القادمة سيضعون الرصاصة فى قلبي حتماً!
بحمد الله وعونه، فاقت قدس من غيبوبتها وشيئاً ف شيئاً بدأت تعود إلى الحياه، التعب والإعياء كاد ينهك مابقى منها، ولكن قدس المناضلة التى لايهزمها موت أو تهديد كل مافيها يحاول النهوض يحاول الوقوف ثانية كما كانت بل وأفضل!
كانت تقوم لينزى ب إطعامها فى فمها ومن ثم ابعدت الطعام عنها وهى تهتف لها ساخرة
_اظن بقا بعد الموتة الاخيرة دى تتلمى وتقدمى برامج طبخ
ضحكت قدس كثيراً بما بقى منها من قوة وقالت بصوت نبراته مُتعَبه
_المصيبة انهم بعد عملتهم الاخيرة دى، وتبجحهم وجرأتهم جايين لحد بيتى يحاولوا يقتلونى إنى فعلاً خوفت!
_ايوة يا قدس العُمر مش بعزقه، خلاص هاجمتيهم وفضحتيهم سوشيال ميديا وإعلام لا مش كدا بس وأول م قومتِ بالسلامة وفوقتِ قولتِ على اسم الل بتتهميه وانت عارفه ان عنده حصانه بس برضو اتهمتيه فالمحضر
قدس هتفضل قدس
إعتدلت قدس فى جلستها وقالت وهى تفكر
_بس بجد انا خدت ع وضع إنى بهاجم وبفتح ملفات وحقايق هعمل إيه بعد كدا
_قدمى اى حاجه إلا جرّ الشكل بتاعك دا
تنهدت قدس شاردة ومن ثم إبتسمت ف أردفت لها لينزى
_إبتسمتِ ليه، إفتكرتِ حاجه؟
نظرت قدس نحو النافذة المفتوحه التى يدلف من خلالها شعاع الشمس الذهبي الذى ينير الغرفه ب أكملها
_وانا فالغيبوبة شوفت زياد وكان نفسي احضنه أوى، يمكن دى كانت احلى حاجه فالتلت شهور الل غبت فيهم عن الدنيا
عبست لينزى مع تنهيدة حارة مليئه بالحزن وربتت على كف يد قدس قائله
_متزعليش يا قدس، هو فمكان حلو أوى واحسن من هنا بكتير.. ربنا يرحمه ويعزى قلبك
إبتسمت قدس لها رغماً عنها وعادت ثانية بنظرها إلى السماء ناحية النافذه.
________
دلف مارسيلينو مهرولاً إلى مكتبه صباحاً، ووضع حاسوبه اللاسلكى وأشار إلى عامل المطبخ بالشركة أن يحضر له قهوته مع الكثير من الشطائر.
ومالبث أن يبدء عمله حتى هرولت زميلته ناحيته وجلست تتحدث إليه بمياعه ودلال
_سينوو، هنتقابل إنهاردة بليل
_بلاش بليل.. انا برجع من هنا ببقا هلكان بيبقى الواحد هيموت وينام
حملقت به الفتاه وقالت له بصوت غاضب
_نعم! الواحد ماله؟!
_الواحد واقف مبسوط والاتنين بتبص عليه والتلاته بسنتين والاربعه إتنين وإتنين
_آآه بحسب
ضحك مارسيلينو ببلاهه كى ينقذ الموقف بعدما كشفت صديقته عن أنيابها، عاد ثانية إلى حاسوبه ف اكملت زميلته قائله
_طبعاً مراتك فنوباتشيه مع صاحبتهافالمستشفى ومش فضيالك
_اه من الواضح كدا
_يعنى هنسهر للفجر يامعلم
تصنع مارسيلينو الموافقه فتركته وهى تضحك، ليتمتم هو الى نفسه
_هو مفيش مخرج، يا لينزى شلاليت يا مارينا بوكسات.. بس ارجع واقول أنا الل عملت كدا فنفسي
أنا استاهل، انا لو بس اطفش من هنا وأسمى نفسي مُحسن الدنيا هتبقى عنب!
____________
*منذ سنوات*
تقابلت كريمه هى وحبيبها حماده ب أحد الحدائق يفكران فيما حدث، فقد قام والدها بالرد على طلبه بالرفض وهذا أزعجه كثيراً، ولم يقف الموضوع عند هذا الحد، فقد صاحت كريمه ب والديها تريد الإرتباط به وتكذب كل ما قيل عنه وسمعوه ولكن والدتها قامت بمعاقبتها وأخذ هاتفها منها حتى لاتقوم بالإتصال بحماده والتواصل معه.
ولكن هيهات، اتصلت به من هاتف والدتها وحددت ميعاد المقابلة وها هى معه
_كريمه أنا مش هسيبك، ذوق عافيه ابوكِ لازم يوافق
_طب هنعمل ايه ي حماده فكر معايا، انا زعقت فالبيت واخدوا منى الموبايل وعاقبونى
امسك حماده بكلتا يديها وهو يهز جسدها ويهتف بعصبيه
_ابوكِ مالوش حق يرفضنى دى حياتك انتِ وانتِ موافقه عليا ، لو حكمت هعمل عمايل الشياطين المهم نتجوز...،
______________
_الله الله الله ياست مريم عالريحه الحلوة، عليكِ تحبيشة سمك انما إيه
ضحكت مريم وهى تضع صوانى السمك البلطى المقليه والمشوية على الطاولة أمام زوجها إسلام وقاسم صديقه الذى أضحى يوماً من بعد يوم عندهم حتى لاتقتله وحدته.
_تسلم ايدك ي مريم
_على إيه ياقاسم، اسلام مش بياكل بنفس مفتوحه إلا وانت هنا
تبسم قاسم فقال إسلام
_اه والله ياجدع تقول مكتوب على بطاقتى ياراجل
ضحك الجميع واخذوا يتمازحون وهم يتناولون الطعام، يتناسى قاسم معهم همه، العمل وصُحبتهم كلها أشياء يحاول بها قاسم أن ينهض من جديد، يعود إلى دُنياه ولكن كلها محاولات.
كان يتحدث معهم ب أن عمله ك حارس مع هذا الوزير لم يكن العمل الجيد الذى يوده ولذنه اخف وطأه مما سبق،
انتهوا من تناول طعامهم، ونهضوا جميعاً يحتسون الشاى معاً، ف اردف إسلام إلى مريم
_ايه ياروما مش هتقولى الموضوع الل عاملة عشانه وليمه السمك دى كلها
ضحكت مريم وهى تسكب الشاى وتقلبه بالفناجين مع قولها
_طب إصبر يشرب شايّه الأول
عقد قاسم حاجبيه وأردف متسائلاً
_فيه إيه موضوع إيه قلقتونى
_هتقولى وللا اقول أنا
_ماتقول ي اسلام فيه إيه
جلست مريم بجانب زوجها وإستندت ب ذراعها على فخذه قائله ب إبتسام
_انا جايبالك عروسه!
،،،،،،،،،
ف انتظار الفصل القادم