الفصل الثلاثون
', الأخيرة',
«...خارج أسوار الفردوس»
_هُنت من زمان أوى
صوبت السلاح نحوه واغمضت عيناها نطق هو الشهادتين وعيناه تسيل يتذكر ضحكه نشوان
كلمات أمه ، نكات عيسي ، هيئته وسط موظفيه ، عناقه ل أميرة
ارتجاف والده وقت نوبة من نوباته الهيسترية زفافه عليى اميرة ، عقد قرانه هو ونشوان ،،، اطلقت اميرة النيران عليه بدم بارد! ..سمع الجميع صوت الطلقة نارية ...وَعم الظلام..,
إنتبه زين من غفوته إثر هذا الحلم اللعين ، تنفس الصعداء وحمد ربه انه كان حُلماً وأنه مازال هنا وأن اميرة لست ذاك الشيطان الذى رآه ب حلمه .
أما عنها ، ف كانت فى منزلها _قصر الأميرة_تستعد ل تركه بعد إعلامها لكلاً من هدير ونورهان وروان ب أن امامهم مُهلة وبعدها س تغلقه.
حتى محل الورد ...اغلقته ، وهل عادت الى والدها قصرها العاجى الزجاج مرة أخرى ؟ أم أنها ستختار بداية ثالثة بعيدة عن كُل هذا وذاك !
_سيبتِ كُل حاجه ومشيتِ وأنا معترضتش ، قولت اكيد عاوزة تعيش بحرية بعيد عنى لأنى طول الوقت كُنت بتحكم فقرارتك ،كُنت بتطمن من وقت للتانى ...لكن تسيبي البلد كُلها يا أميرة!
رفعت أميرة بصرها إلي والدها رشيد بك وأردفت بهدوء وخذلان
_بابي ، حاولت ابعد عن هنا عشان مفتكرش كُل الل حصللى هنا منك ومن الل حواليا ..هربت لمكان بعيد وطريقه معيشة ابعد عن ما كنت قبل كدا
بس الل هربت منه هنا ،لاقيته هناك اكتر ..واوحش وأصعب
بابي انا مبقتش عاوزة اتعامل مع حد ، ولا اشوف حد ...هروح مكان ابعد م يكون عنى ، ميكونش يشبهنى ولا اعرف شئ عنه
يمكن ساعتها القى نفسي ..ويمكن اكفر عن ذنبي فحق ناس كتير
رحلت بعدما قالت هذه الكلمات ، وبداخلها تتذكر حنان زين الوارف عليها ..كلماته ،عناقه ،احتواءه
كل شئ زكل بادرة منه لا تستحق سوى الافضل منها ك ردة فعل من أميرة.
ايقنت بداخلها انه يستحق الفرصة الثانية حتى لو كان قلبها يتمزق للاعتراف بتلك الحقيقة،ولكنها تعترف
انها كانت المُخطئه الحقيقية ب اسطورة عِشقها بالزين ،ف عليها أن تتركه للحال الذى اختاره وتضع نقطه
وتبدء من جديد وللمرة الثالثة بنفس الشغف ونفس الإثارة ولكن هذه المرة قامت بمحو الماضى لتبدء من جديد مع أميرة جديدة الصورة والشخصية والحياه,
___
توجد أشياء بالحياة، العبث بها ليس له غفران، كأن تعبث بالضوء في قلب أحدهم ثم تُطفئه .
_نشوان عبدالقادر!
انتبهت نشوان ، الذى هُزل جسدها بفعل حبسها بالسجن كُل هذة المده ..وبعينان منكسرتان بُكاء وحَسرة
نظرت نحو رجل الشرطة ف أردف هو
_ايوة
_قومى حضرة الظابط عاوزك
___
بقدميها كانت تهرول نشوان تستبق زوج العمة الذى لايستطيع اللحاق بها من فرحتها العارمه بما سمعت بداخل مكتب ضابط الشرطه ...تتسارع بالخطوات وبداخلها تستمع لما قيل منذ قليل وكأنه حُلماً لاتستطيع تصديقه
_نشوان ، جوز عمتك قدم الإثباتات والادلة انك مش على ذمة المدعو مهدى جابر ، وان القسيمه مزورة بفعله هو وبعض زملاءه والى جارى التحرى عنهم
بس للاسف هو توفاه الله ومفيش أى اجراء ضده دلوقت يُتخذ من إدعاءه الكاذب وتلفيق التهمه وتزوير فى اوراق رسمية ..هيتم اطلاق صراحك من سراى النيابة وهتروحى ..
تمت الإجراءات ، وخرجت نشوان ملهوفة ناحية منزل العمة حينما اخبرها العم جابر ب ان وفاة مهدى كشفت مستوره ..واخبروهم اصدقاء السوء لديه ب أنه كان يخفى الطفلة ماريا عند أحدهم ولم يمسسها احد بسوء ، وان قسيمه الزواج مزيفه ليس لها اساس من الصحه ومستعد للشهادة امام الشرطه.
دلفت نشوان والمنزل يغطيه السكون الا صوت المقرئ لاذاعة القرآن الكريم والنساء مُتشحات بالسواد ب عزاء مهدى والعمه تجلس بالمنتصف باكيه تنتحب فقيدها وليدها مهدى ..
رأت نشوان ماريا تجلس على ساقى العمة ،هرولت تحتضنها وتغمر كل جزء بها بكثير من القُبل المحملة بالاشتياق واللهفه ..لم تأبه للحادث المُقام ولا يتحرك بها ساكن سوى رؤيتها ل فلذة كبدها أمامها تراها رؤى العين وتطمئن لحالها اخيرا.
دون كلام ولا سلام ...اخذتها ورحلت ،تم تواصلها بعيسي واخبرته عن كل شئ لأنه كان يتابع كل شئ خطوة ب خطوة مع المحامى ومع زوج عمتها.
وإلى المشفى كان مقصدها تهرول إلا أن رأته ، ولأول مرة تعبر عن اشتياقها هكذا إليه ولأول مرة تفصح عن مابداخلها من حب دفين إليه استمر لمدة طويلة بداخلها بين طيات قلبها وروحها .
غمرته العناق الشديد وهو بادلها بكل الحب والحنين واللهفة ،كانا ملتحمان ك جسد واحد ..اروع مشهد تراه لعاشقان على الإطلاق،، من الممكن بأن يخونك كل شيء إلا شعورك،المرء يشعر بكل شيء في أعماقه، يشعر بمن توقف عن حبهِ، ويشعر أيضا بمن ينتظر منه مجرد كلمة ...
_نشوان ...انتِ هنا قصادى ،يعنى دا مش حلم بيكِ زى كل يوم
_بحبك يا زين ، بحبك ومش هنفترق عن بعض تانى أبداً
امسكت له ماريا وقبلها ب وهن وفرحه وهى تردد بعينان لامعتان
_ماريا عايشه ، ماريا اهيه يا زين فحضنى ومعايا وانت كمان معايا ...مات الشيطان يا زين مبقاش فيه حاجه تفرقنى عنك تانى ...مفيش حاجه هتخلينا نبعد عن بعض
امسك زين أطراف اناملها وقبلهم واحد تلو الآخر برفق وانفاسه تتسلل الى احساسيها وهو يقول
_انا بقيت كويس خلاص ، عاوز أخرج ..
_هشوف يا حبيبي هينفع ولالاء وهنروح على بيتنا ،الل اختارنا فيه كل حاجه سوا شبهى وشبهك وشبه ماريا
_من غير مشاكل يا نشوان
_من غير قلق من حد
_محدش هيقولنا كان ليّا الفضل عليكم فكذا وكذا
_ولاحد يقدر يهدم سعادتنا سوا تانى بعد النهاردة
نهض زين وقام ب احتضانها هى والصغيرة كان مشهد ولا أروع ، نبضات قلوب ثلاثتهم تكاد تسمعها عبر اوراقى التى اسطر فيها مايحدث ، من شدة صدق المشاعر ...من شدة صدق العِشق!
#نور_إسماعيل
__
تمسّك بذاك الذي تأتي اليه متشظيًا، مشتّتاً،وتعودُ منه كاملاً.
طرقتين على بابها فى الشقة الصغيرة التى استأجرتها مؤخرا ، فتحت هدير لتجدهم أمامها
صالح وإبنه !
ابتسمت ابتسامتها العريضة التى تُميزها وقامت ب احتضان أبن صالح ودعتهم للداخل ولكن صالح توقف أمام باب منزلها قائلا
_أنا رديتك لعصمتى يا هدير قبل م آجى
رفعت حاجبها وانفها كالعادة وقالت
_ايه دا! ومش خايف من المسؤلية ؟! انا سمعت إنها بتعض
ضحك صالح كثيراً واردف لها
_هى بتعض منكرش ، بس معايا احلى عضاضه فالدنيا ...اشرس بنت قابلتها فحياتى
واقوى ست ممكن اى حد يعرفها ويتعامل معاها ، ومدينة حب وحنان كاملة
فقولت مبدهاش بقا يا واد يا صالح ، انت مش هتقدر تعيش من غير الحيزبون دى
قدرك وقدرها تكونو سوا ...ويكون معاكم سليم !
نظرت هدير ب اشفاق نحو نجل صالح وبعدما ولجوا للداخل ،احضرت هدير بعض المشروبات وجلست بجانب صالح تنظر إلى سليم
_كانوا بيقولوا عيل صغير ، وانا لما جيت المستشفى كان متغضى وشه بالشاش
بس مكنتش اعرف إنه..
لم تكمل حديثها ف أكمل صالح وهو ينظر نحو إبنه الجالس على السجاد يلعب ب العاب احضرتها له هدير خصيصا
_إنه معاق ذهنيا! سليم مولود بمتلازمه داون وعنده ضمور كمان ف بيبان عيل صغير رغم ان عنده 15سنه وانا عمرى م ذكرت الحوار دا لحد ..
اتنهد ب أسى واردف
_اتحملت كتير مامته الله يرحمها ، اتحملت فولادته و ف مسؤليته وفمرضه وف رعايته وانا كنت برمى لهم فلوس زى ماهى تعوز كل شهر وامشى ...لا اسأل عنه ولا عنها
اهم حاجه نفسى ،اهم حاجه أعيش ...مش هتحط فالل شوفته مع بابا وماما ، مش هكرر مأساة جوازى تانى
ومأساة معظم الل حواليا ،مهمتنيش عندى إبن محتاج رعاية عن الطفل العادى حتى
كان كل الل يهمنى صالح .. لحد م جيت على أمه ، وعليه..
ثم رفع لها بصره ب حزن وقال
_وعليكِ !
ربتت هدير على كف يده بحنو وقالت وهى تصوب عيناها الخضراء الساحره الى مقلتيه
_مستعدين نصلح الل فات يا صالح ، احنا سوا وربنا كان دا ترتيبه من الأول بس مكناش عارفين
_هتستحملى سليم ب اعاقته وانا بجنانى ومخاوفى يا هدير؟
_هستحمل عشان بحبك
إبتسم صالح ف اكملت هدير تداعبه كالعادة
_م انت كمان استحملت جنانى وقرفى ، استحملت تناكتى استحملت ..
وضع سبابته على شفتيها وأردف
_شششش، انتِ فكل جولة بينا بتكونى الأحسن ،انتِ الافضل يا هدير ومفيش بعدك حد
نظرت إليه هدير بعينان يملؤهما الغرام ف امسك هو يدها ووضعها على قلبه
_مكنتش اعرف ان العضو ابن الجزمة دا مش هيدق غير ليكِ، انا مرجعتكيش لعصمتى عشان مسؤلية سليم
كان ممكن اكمل ف مسلسلى اللامبالى الواطى واوديه لاى مستشفى أو مدرسة داخلية تقبل حالته ،وانا اكمل حياتى زى م كانت بطيشى وعدم مسؤليتى عادى ،بس حسيت انى مش هقدر ارجع تانى لل كنت فيه
بعد الرسايل الل ربنا بعتهالى دى كلها ،مش هينفع اسيب سليم
ولا اسيبك
ابتسمت هدير فقبلها فى مقدمه رأسها واستندت هى الى صدره ينظران إلى سليم فقالت هى
_مامت سليم ست عظيمه،لحد آخر ساعه فعمرها بتضحى عشانه وفادته بنفسها
_الله يرحمها
اعتدلت هدير ونظرت إليه
_هنجيب شقه جديد ياض
_هنجيب يا زميلى
_وافرشها على ذوقى
_موافق
_وهنكتب قايمه ومؤخر انسى شغل الهبل الاولانى
_هنكتب قايمه وقاعدة وطايرة حاضر
_هنتجوز بحق وحقيق
_وهنام كل ليلة فحضنك
_هصحيك تروح على شغلك ؟!
_وهنرجع تنغدا سوا
_هنخرج فالاجازات انا وانت وسليم
_ونتصور صور كتير نعلقها على الحيط ف الصالة
_هنتخانق ونزعق واعيط واتقمص منك
_وادخل اصالحك سواء مزعلك ولا مزعلانى م انتِ مُستبدة وحسبي الله ونعم الوكيل فالظالم
ضحكت هدير بشدة ووقفت وامسكت سد سليم وإلى الخارج ، لبداية حياة جديد
بداية امل ل كليهما ،حاولوا الحفاظ على الأمل، لا يمكن للعالم أن يكون جميلًا بدون أحلامنا، لا يمكن للإنسان أن يعرف الحبّ، ولا يمكن لنا أن نعفو عن أحد، بدون رحمة منّا ،وبدون أن تضحك شفاهُنا،بدون ان تتراقص دقات القلب بسبب تعويض جاء فى وقته وآوانه !
#نور_إسماعيل
___
_روونى ،انا حلوة ؟!
نظرت روان الى وجه نورهان عامة وهيئتها بيوم زفافها وقالت بطريقتها العفوية
_قمرررز زوحليقاااااه ، يخربيت كدا جدا بقا والديك بيدن بقا عيسوى مامته دعياااالوو
امسكت روان كف يد نورهان تتراقص ،ف ولجت والدتهم السيدة لطيفه ترتدى فستان انيق يليق بها و بسنها فى ليلة زفاف ابنتها ومصففه شعرها بطريقة جميلة ومنمقه
_البنات جم لك يا نورى برة
اتسعت حدقة عين نورهان فرحاً ونشوان تدلف ب فستانها الكشميرى الرائع ووشاحها الرقيق ،وهدير فستان قصير وكعبها الرنان كعهدها ، أما عن روان فكانت ترتدى ثوب رائع مكون من قطعتين وكأنهن نجمات هوليوود !
أما عن الصغيرة قطعة السَكاكر ماريا ، احضرت لها نشوان فستان ملائكى له جناحين بالخلف ممسكه بعصا حميله وطوق على رأسها مُذهل.
وبرقصة اجتمع الفتيات جمعيهن سويا وبالمنتصف العروس ،نورهان حتى رن هاتفها كانت مكالمة عبر الانترنت
من أميرة التى انتقلت للعيش أخيرا ب باريس تبحث هناك عن بداية جديدة وأوجه جديدة.
أجابت نورهان الإتصال وهى تتراقص وسط للجمع بمركز التجميل
_مروووووشااا
_مبرووووووك يا نووووورى انتِ وعيسى ،كان نفسي اكون جمبك بس حبيت برضو اشاركك
_إيه رأيك فيا يا أميرة بس بجد ؟!
_بسكوتايه قمر طبعا ،الف مليون مبروك ياقلبي ،هستنى الصور وخلى البنوتة رونى تطلع لايف من فرحك عاوزة اشوفك
نظرا روان وهدير الى الكاميرا وتحدثا إليها وهن يتراقصن
_ميروووووو، متقلقش ياقمر لايف لحظه بلحظااااه وحشتييناااه
إبتسمت اميرة ولوحت لهم بالسلام واغلقت الاتصال ووضعت الهاتف جانبها وامسكت الرواية التى كانت بيدها
وعيناها وقعت على هذا الجزء منها
"لتتعايش على سطح هذا الكوكب عليْك أن تتجاهل ؛ وتتناسى ؛ ولا تُبالي ؛ولا تحترق ولا تنفعل ولا تغضب ..ولا تسأل ولا تهتم..كُن أنت.. لَك ولقلبك ولروحك.." (من رواية العشق وقليل منه يكفى ل نور إسماعيل)
رن هاتفها ف رأت اسم نائل ابتسمت واجابت الاتصال ببسمتها العريضه ولمعان برونزيتها فى شمس باريس الباهته!
#نور_إسماعيل
__
"يا نقاوة عينيا..ياروح قلبي
يا أغلى الناس..معقولة حلاوتك دي
بدوب في إيديك..من الإحساس
لا بنام يا حبيبي ولا بهدى
ولا بقدر أعيش ليلة واحدة
من غير ما أشوفك فيها
هو انت هتيجي كام مرة
في العمر يا روحي غير مرة
وانا عايزة أتمتع بيها
ولينا رقصة
لينا رقصة
أنا وانت مفيش حاجه ناقصة
مزيكا وفرحة كبيرة
خلصانة يا حبيبي كدة خالصة
يتراقص الجميع بالقاعة الكبيرة ، الوسط الفني زملاء عيسي ..جمع من الفنانون ومخرجى الاعلانات والافلام والمسلسلات ..بعض الصحفيون يغطون الحفل
طاقم عمل الفيلم الذى ستقوم روان ببطولته ،والمنتج المؤلف الشاب رأفت الشيخ
التى فوجئت به روان ب إنه شاب صغير السن ووسيم الهيئة ..
أما غن لفيف اساتذة الجامعة اصدقاء وزملاء العروس نورهان فقد حضروا مهنئين مبتسمين منهم من يصفق ومنهم من يتراقص حولهم .
اما عن أبطالنا ، يرقص صالح امام زوجته هدير رقصة شهيرة لهما يتمايلان ويصنعان نفس الحركات بجسديمها وكفوف ايديهم ويتغنيان مع الاغنية المُدارة خلفهم .
نشوان تقف برقتها كعهدها تصفق وزين بجانبها ب حِلته التى زادته وسامه كاد يُغطى على عريس الحفل ويحمل ماريا يتراقص بها ونشوان تمتم المعوذات بداخلها وهى تنظر إليهم ..
اما عن العم فكرى زوج والدة العروس فهو يمسك العصا ويرقص بالمنتصف وتصفق له بشدة زوجته لطيفه
وتطلق روان صفيرها له وهى تضحك .
_يانوووووور ...يا نووووور عينى ، بقيتِ مراتى حلالى بلالى يحلالى الغالى
_ياعيسي بس بتكسف
_بتتكسف ايه يا جمل ، دنا هدغدغ الدغاديغ النهاردة إحتمال اخلى طنط لطتشيفه امك الل مبطلتش رقص هى واونكل كُتكُت تدورلك على قطع غيار إضافية ،انا هفترسك النهاردة
ضحكت نورهان وهى تُخبأ فمها وعلى يدها الأخرى قامت بلف طرحتها الطويييله وفستانها الابيض الرائع المتلألا فى الظلام ،مُصمم من القماش الذى يُدعى _فتافيت السكر_ وتصفيفه شعرها المنتازة جعلت لوجهها
شكل آخر غير المعتاد منها ،اما عن بسمتها فهى نابعه من فرحة قلبها الداخليه
وتراقص جزيئات روحها بعدما أخيراً وجدت شريك عمرها وشريك فرحتها.
اجتمع الكُل ، اصطفوا يفتعلوا الحركات ك مسك الشارب للشباب والفتيات تجلس على الارض تحتهم
يمثلون المفاجأة ويضعون كفين ايديهم على وجوههم .
صورة اخرى عيسي يحمل نورهان على ذراعيه والفتيات على الجانبين من الناحيتين يقفن واقفه ويضعن ذراع واحد بجانب من جذعهم.
صورة تحتضن روان نورهان من جذعها والاخرى تبادلها لف ذراعها وينظران ناحية الكاميرا ،
صورة لنورهان فالوسط ونشوان وروان وهدير حولها والملاك ماريا فالمقدمه والجميع يرتدى الكاشمير المتفق عليه يتداخل به لون_الشامبين_ والتقطت اللقطة!
أما عن الاخوين الذان ولدتهما الأيام، الزين وعيسوى ..فكانت لهما اكثرمن صورة سوياً
يتأنق عيسي ببذلته الباهظه وبجانبه يقف زين بالجاكيت القصير وينظران للكاميرا
ينضم لهما صالح وتلتقط الاخرى..
ينتهى الزفاف بعدما وصلت الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، يعود كل منهم الى قواعده الأولى سالمه
حاملاً فرحا وذكريات وحب وعشق ،القليل منه يكفى . يكفى إن كان حقيقياً
يصبح كافياً لاعوام وعُمرا إضافياً .
__
تركت أنا جهاز الحاسوب وانا اسطر آخر كلماتى على برنامج الكتابة الذى ادون عليه اساطيرى وقصصى ..ف طرق الباب طرقة هادئه
علمت هويته ف ابتسمت ودعوته للدخول
_اتفضل
_أستاذة نور إسماعيل، اسعد الله اوقاتك يافندم
_عيسي بشوفك تلقائى بضحك
ضحكنا انا وهو كثيراً فقال عيسي
_حضرتك الفضل يرجعلك ،رسمتِ الشخصية وقومنا بيها على أكمل وجه
_ومحبتش اغير اسماء ..كُل واحد منكم ب إسمه
_كان اختيار موفق منك لكل حد مننا ودوره وكأنك وانتِ بتكتبِ كانت قدامك الشخصيات من قبل م تقابلينا
ابتسمت أنا لمجاملته الرقيقه هذه وأردفت اليه
_انا كنت شيفاكم قصادى ، وشايفه شخصياتكم ..كُنت مستنيه بس اكسر حاجز الرواية الرابع
واخرج عن المألوف واعمل كاستينج لناس اشوفهم رائعين فتجسيد الل كتبته
وعشان يتعايشوا انه حقيقي ، كُنت مفنشه الرواية كُلها للنهاية وكان فاضل الأسماء
الل ضفتها أخيرا وهى اسمائكم الحقيقية !
رجعت بذاكرتى للوراء حينما أعلنت عن احتياجى لوجوه جديدة للمشاركة فى تمثيل فيلم "ملحمة الحب والحرب" واتى عدد لا بأس به ، حتى وقع اختيارى على هؤلاء
وكان اللقاء الأول للزين !
_ ايشمعنا اختارتينى انا لدور البطل ؟!
نهضت من على مقعدى وجلست أمامه وتحدثت إليه وكأنه شخص له معرفه ورصيد سابق لدى
_عشان رسمتى للشخصية بسماتها وكل مواصفاتها شوفتها فيك إنت..حتى اسمك هسميها زين !
ابتسم هو بعذوبة ،تلك الابتسامه التى تظهر غمازتيه واردف
_وانا ان شاء الله هكون عند حُسن ظنك
_عاوزة تقرا الدور كويس يا زين ، تفهم كلامه وحركاته ..تعيش جواه
تحزن وتسكت ،تهزر وتقول افيهات
عاوزة كل جانب فالشخصية يلبسك وكأنه عفريت
تحسس الل بيشوفك ، معاناة زين ففقد مامته وباباه ، فتربية عمه المتغطرسة والعنصرية
فعشقه لبنت عمه ،للنقيض ان فى لحظات تخليك تمحى الحب دا ب حب تانى
مش هيبقا فيه إقناع سهل للمشاهد انه يقتنع بعد كَم الغرام الل بينك وبين بنت عمك انه يتحول لنسيان
وذكريات وتعرف تحب من جديد
مقصدى يا زين من شخصيتك ، نتعلم قوة التسامح
الحب الحلال الطاهر بيبقا ازاى ، لما الشيطان يضحك على البنى ادم ب اسم الحب
ويعمل كل المحرمات عشان ينعم بلذة مش من حقه ويحصد بعدها سنين ندم
عاوزة توضح اننا برغم الاخطاء بنتمسك بباب موارب نرجع بيه لربنا
الصلاة ،الخير ..حب الناس !
___
_اختارتك البرنسس ،أميرة
تبسمت فظهرت قسمات وجهها الرقيقه وقالت
_ومتقلقيش من اختيارك يا استاذة نور
_انا لأول مرة بكسر حاجز رابع فروايتى وابقا بتكلم مع الابطال وبعيش معاهم دورهم
وعاوزة رسالتى توصل من خلالكم ع اكمل وجه ...اتفقنا !
تبسمت لى أميرة بوجهها الذى يشبه الأميرات ، وصفت شكله وجهها وشخصيتها من قبل ان أراها وكأننى رأيتها بروحى قبل عيناى ..قالت لى هى
_انا قريت الدور ،وعجبنى جدا ،فكرة ان شخص يتحول من ملاك وطيب وحنون وعطوف على كُل الل حواليه
مجرد م حد يقرب من حبيبه يتحول لشخص شرس ومتوحش ومنتقم
_لا يا أميرة ، مش حد بيحبه ...اميرة شخص انانى بس دا حصل غصب عنها
الاب وتدليله وتدليل ابن عمها لها ،كل طلباتها مُجابه كل أحلامها أوامر
ف حست ان حبيبها شئ من ممتلكاتها ،فدافعت عن اى مفيش اى حد يقربله
وقصاد كدا ممكن يفضل سنين مركون هى نفسها متسألش فيه
بس ميبقاش مع غيرها
_حب امتلاك تقصدى
_عاوزة توصلى الل عاوزة اقوله عن طريق أميرة، ان محدش بياخد كل حاجه
وان اقتراف الذنوب والكبائر بيحرمنا من حجات كتير
بيخلينا منحسش بلذة حجات كنا منتظرينها ،وان الإنسان مش جوا رواية عشان نستنى ناس تشبه ابطال الروايات ، احنا جوا حقيقة حياة لازم نعيشها ونتقبلها
هتعرفى ؟!
___
_هقدر جدا ان شاء الله بقا
ضحكت على عفوية روان ، تميزت ب اختيارى لها من ضمن العديد من الفتيات اللاتى تقدمن للاختبار
فتاة مرحه وجهها طفولى على عكس توأمتها التى تقدمت معها وكانت تشبه لشخصية نورهان كثيراً
او بالاحرى للشخصية التى جسدتها نورهان والتى اسندت اسمائهم الحقيقية لها.
_ استاذة نور اساسا انا بعشق رواياتك وبتأثر بيها جدا ،ولما عرفت بموضوع الكاستينج قولت جاية وش
_وانا مش عايزة غير عفويتك وشوية طرقة لزوم اننا ندخل فالشخصية ، روان ...فيه بنات كتير شخصيتك هتأثر فيهم
هتعرفهم ان الحياة مش لعبه ،وان ارواحنا مش لعبة ،ولا اجسادنا
ان فيه خد وهات وكلها حظوظ وانت الل بترسم حظك ...عاوزة تفتحى عيون بنات جيلك
ان اللحظة الحلوة الل بيلاقوها ف دلع وحب وعشق الناس المرتبطين بيها ...بتجنى سنين خسارة ليهم ولغيرهم ومش بتتمحى ..دا فالدنيا وغير عذاب الآخرة
هزت رأسها روان أى أنها تتفهم ما اقصده ف اكملت أنا
_دورك مش سهل ومؤثر ، هنحاول بيه نفوق اكبر كم هيشوفوكِ عشان فيه حجات كتير حوالينا عاوزة تتصلح
وكل واحد ولازم يبدء بنفسه ..تمام؟
___
_هتسمى الشخصية هدير على اسمى
_انا رسمت الشخصيات وانتو الل سميتوها ،واحب اقولك عجبتنى قوتك وشدتك فالاختبار عشان كدا اختارتك
شخصيتك المرسومه عالورق عاوزاها تتكلم ، فيه ناس هتكرهك فالبداية وهيتقال عنك مُتكبرة
وهيتقال غبيه ...بس مش هنوصل للآخر وهتتحبي من الكل
عاوزة السطور المكتوبة فشخصيتك تنطق ، وصلى ان فاقد الشئ بيعطيه وبغباوة
وصلى ان الحب هو الل بينتصر ...والتقدير والكرامه اهم حاجه
__
_بس أنا مش بعرف كتير فالدين
اومأت براسى مع ابتسامتى الى نشوان واردفت
_ومين قال ان الاستقامه تعنى اننا ليل نهار نحضر دروس قرآن وذكر ، الاستقامه من المنبع والداخل
فى رسالة للبنات عن طريقك يا نشوان ...إن العِزة فى كَنف العزيز ، وأن الحياء تاج البنت
مهما سيطرت علينا الظروف الوحشه ،مهما اتعرضنا لمغريات
هتفضل عزتك بنفسك ودينك هما سلاحك الل غصب عن اى حد بيحترمك عشانهم
ويحبك بسببهم ووتتشالى فعينه ..الاحترام ...الادب ،عزة النفس ، انك تبقى غالية فعين نفسك قبل عين الل حواليكِ
محدش يتلكك بالظروف ويعمل الغلط ،فيه ناس بتقع فى اصعب الابتلاءات وربنا بينجيها علشان بتفضل على مبدأها ..
___
_الدور مش صعب على اد ماهو تركيبه
ابتسم صالح وداعب شاربه ب طرف اصبعه وقال
_وانا مستعد للتركيبة دى جدا ،،، وحبييييت !
___
_الناس حتكرهنى كدا ؟!
_يبقى نجحت يامهدى
_فين النجاح لو شخصيتى اتكرهت
_يبقى علمت واثرت فيهم ،يبقا انت عملتها من قلبك وزى م مكتوب فالرواية
نظر مهدى لاسفل واردف الى
_طيب م يمكن يكون فيه دور تانى اصلح لى
_بالعكس ، الشخص الشاطر هو الل بيلعب اصعب دور ...ومهدى لايقل شئ عن دور البطل
بل هو البطل ، لان هتخلى ناس كتير تحبك وتتعاطف معاك رغم انك غلط وتصرفاتك وحشه
_هيحبونى ازاى بس بكل البلاوى الل فالشخصية دى
ضحكت كثيرا وقلت له
_كل م حتظهر البلاوى كل م هشوفك ناجح وهتبرز شخصيتك وهنوصل لرسالتى
___
_عاوزة تقولى ايه يعنى
نهضت من مكانى وكانت قدماى تدور بغرفة مكتبس الخاص وتحدثت مباشرة الى فارس
_تسمع عن المثل بتاع من برة هالله هالله ومن جوا يعلم الله
هز رأسه متفهماً ف أكملت
_انا عاوزة اقول كدا ، فيه ناس فمناصب عالية ...ادوار متميزة
شاب وسيم ومن عيلة واستاذ بالجامعه ...وبيستغل طالباته لملذاته المحرمه المؤقته
وبيتدارى ورا ستارة ...احنا هنفتح العيون ان مش اى حد نثق فيه
ومش اى وش بنشوفه ...بيبقى وش حقيقى
تنهدت فور تذكرى لكل هذه الاحداث ، كانت امنيتى ذات يوم ان تجسد احدى رواياتى فى احد الافلام الدرامية ..بل والاجمل اختيارى للابطال وكأننى تحدثت مع اوراقى ورأيتهم ينهضوا منها ليتجسدوا أمامى.
وبعد نهاية الرواية ونهاية الفيلم ونجاحه الساحق ،اعترفت ان الحياة فرصة ...والعشق ايضا فرصة
والقليل منه يكفى ...ان كان القليل صادق ووافى ويستحق ،بين اللحظات التي لم نستطع الاحتفاظ بها للأبد، وبين تلك التي نعلق فيها لثواني تشبه الأبد..
نحنُ متعبون،،متعبون للغاية بين ما يذهب رغماً عنا وبين ما يجثو فوق صدورنا لا يغادر ،ذكرى وحب وصور ودموع ،وكِلمات لاتترك مسامعنا.
أفق ياعزيزى من غفلتك ، هناك أشياء بالحياة، العبث بها ليس له غفران، كَ العشق أيضاً ليس له غفرانً و كأنك تعبث بالضوء في قلب أحدهم ثم تُطفئه ثم تعيده وتطفئه وتعيده ..هى ليست لُعبة بل اختيار حياةة كاملة ،إختيار قلب وعليك التأنى فى الاختيار لأنها مرة واحدة ..واقتناص الفرص فى وقتها شئ لحظى لايدوم ..,
الحياة قد تنقلب عليك بِـلحظه
بِـ مُكالمة هاتف
بِـ نتيجة تحاليل
بـ خطوة خاطئة في الشارِع
بِـ مقابلة شخص
بِـ كلمة
بِـ موقِف !
لحظة واحدة كفيلة بجعلك تدور حول نفسك
مهما كانت مخططاتك ، ترتيباتك و تأميناتك
فالحياة كُل يوم تخبرنا انه لا يوجد فيها اية ضمانات..!
تمت
',العشق وقليل منه يكفى',
مَلحمة الحب والحرب
نور إسماعيل
2020