الفصل الثالث والعشرون
«نقطه ومن اول السطر»
_هدير!!
نظرت هدير ناحية الشخص الذى يناديها ف وقفت مشدوهه ف أردف لها الشخص متسعه حدقتيه
_انا مصدقتش من بعيد شايفك اقول هدير ولا مش هدير ..ازيك ي هدير
ردت هدير سلامه بلعثمه
_تمام
_مين دا ياهدير
قالها صالح ف اردف الرجل
_معقول يا هدير م تعرفيه عليا ،دا انتِ قضيتى فبيتى اكتر من الل قضيته فبيتكم !!
اتسعت حدقة عين صالح ذهولا واردف
_بيته!!!
وقفت هدير بثبات وتمالكت نفسها واردفت ناظرة الى زوجها صالح
_اعرفك يا صالح استاذ خيرى ..معرفه قديمه وطويلة
جوزى البشمهندس صالح
صافحا بعضهم البعض وكان ينظر صالح ناحيته ب غضب ف اكمل صالح
_ايه بقا المعرفه الطويلة الل كانت فبيته يا مدام هدير
_هقولك ي حبيبي
التفتت الى هذا الغريب واردفت بقوتها المعتاده وانفها العالِ
_اظن عرفتك على جوزى ومفيش اى داعى لوجودك دلوقت بين اتنين عرايس جداد لمجرد انك قابلتنى صدفه!
شعر الرجل بالاحراج ف هم بالرحيل وانصرف ، امسك صالح ذراع هدير بقوة وقال
_دلوقت حالا تقوليلى مين دا ، قريبك ..حبييك كان ايه دا
جلست هدير امامه بكل هدوء واردفت
_بص ياصالح ...هتعمل الراجل الل عنده نخوة وغيره على مراته وبتاع هقولك مبياكلش معايا ، لأن الراجل الل عنده نخوة مبيقومش بعلاقه زوجية مع مراته فالشارع تحت اسم الجنان
مبيرقصهاش قدام الناس ويشربها ويسكى وريد واين ...لكن انا واخداك على آخر دماغك م تجيب عشان اشوف اللعبة هتتنهى فصالح مين فالاخر...
اما بالنسبة لو بتشك ف شرفى ف مسمحلكش ! لأن انت عارف كويس واظن شوفت بعينك انى متلمستش قبل منك ومش بس لوجود عذريتى ...فيه حجات كتير اثبتت انى لو شمال كنت رضيت اهجص معاك من الاول ومكانتش هتبقا فارقه بينك وبين اى حد عدى عليا
لكن انت اول راجل فحياتى ودى الحقيقه ..
اما بقا انك عاوزنى اجيب الشريط من اوله ، واحكيلك مين دا ومعرفه ايه وقعادى فبيته اكتر من بيتنا
ف احب اقولك لما ابقا اعرف انا عنك كل حاجه وابقا فعلا ماضيك والحاضر والل جاى معايا ...ونبقا اتنين لبعض بجد متجوزين وسرنا وقلبنا واحد ،وبتحبنى وبتخاف عليا وبتغير عليا وعلى شرفك
فعلا هسلم لك ي صالح ...وهقولك حكايتى كلها
استمعها صالح حتى النهاية ومن ثم قال
_المفروض انى بعد خطبتك العصماء دى كلها اكتم واحط شوز فبوقى واقول هى عندها حق عشان كل م اسألك على اى حاجه فحياتك قبل كدا تقوليلى الكلمتين دول كأن دا العقاب الوحيد ليا على قرارى ف ارتباطى بيكِ
ابتسمت هدير ب سخرية واردفت
_انت لحد دلوقت موصلتش ليك الفكرة!! يعنى مخك الشغال الحلو الامور الل وصلك لكلية هندسة وبعدها تشتغل فشركه طيران كبيرة مفهمكش ان هدير فؤاد مبتتنازلش ومبتعرفش تتنازل ومناخيرها فالسما ومستعدة تشوط اى حد بشوزتها عادى ،لكن معاك انت وافقت وسكتت واتنازلت عشان بتحبك!
عشان هى فحرب مكسبها وهدفها الوحيد هو قلبك !! لسه مخدتش بالك ؟
_وكسبتِ قلبي ياهدير وامتلكتينى وحبيتك ومبقتش اقدر استغنى عنك
_وملبسنى قصير ومحزق وبرقص وياك وبشرب وبتنام معايا فالشارع ، ودا اسمه حب ؟
انا كدا واحدة شقط من الشارع بورقه رسمى
_مش انتِ صاحبة الفكرة ؟!
ترقرقت دمعه بعيناها واردفت بصوت متهدج ضعيف غير معتاد ع هدير
_ايوا انا ، تعمل ايه يعنى فقلب حبك واتعمى ومش شايف غيرك وخايف يخسرك وفنفس الوقت مش عاوز يمشى فالسكه الشمال !!
اضطريت افكر ف اى جنان ،وارخص نفسى معاك عالاخر لحد م فعلا ابقا ادمانك وحبيبتك وعشقك
ف اخدك من حتتك لحتتى بقا ونتجوز صح
ارتعب صالح بوجهه واردف
_ونجيب ف عيال ،ومسؤلية وارف والواد سخن ياصالح ورايح فين ياصالح
اقعد معانا ياصالح خدنا معاك ي صالح ..ونتخانق والجيران تسمع صوتنا
والفلوس متقضيش مصاريف البيت والعيال والمدارس والدروس والشغل والبنزين والمصيف والخروج والفسح
واللبس والاكل والشرب ..
امالت هدير ب وجهها ب حنو واكملت له
_ودفا وعيال كتير اسمهم على اسمك ، وبيت لامننا كلنا فحضن بعض محدش يعايرنا ب لقمه او طقم شحاته
بيت بتاعنا وملكنا ب كل الل فيه ..يوم نسهر نضحك على مسرحية
وليلة ننام متعكنين واصحيك تانى يوم ببوسه على خدك ووردة امشيها على عيونك واقولك انا اسفه
تقولى تخنتى بلاش لبسك الضيق دا ...اقولك بلاش سجاير عشان الولاد خليها فالبلكونه
وصورة كبيرة لينا كلنا ف احتفال عيد ميلاد اصغر ولادنا متعلقه عالحيط اول م ندخل من الباب نشوفها
انسابت الدمعه ف مسحتها ونظرت لاسفل ل ثانية وعادت تنظر لوجهه بقوة
_اعتقد هو دا الل نفسى فيه معاك
هز صالح رأسه كثيراً واردف خائفاً
_لاء لاء وانا قولتلك مش هقدر
ابتسمت بسخرية وقالت
_تمام ..وانا موافقه ،هنكمل على كدا ومفيش اى سؤال يخص الل فات
خالصين؟!
عقد صالح حاجبيه واردف منزعجا
_يعنى اسمع واحد بيقولك قعدتى فييييتى !! بيييتى اكتر من بيتك لمراتى واسكت!!
ضربت هدير كفا ب كف تضاحك بشدة
_سبحان الله فى طبعك ي اخى ، ايه الجوازة السطر وسطر دى
ياحبيبى هو شيلة ع بعضها ، يا كدا يا كدا
تختار ايه
هنا صالح امسك ب اشياءه كلها من على المنضدة واردف ب اقتضاب
_انا هروح ياهدير ..سلام
تركها وذهب ف وقفت هى تنظر ناحيته ب إنكسار ومن ثم عدلت هندامها ورفعت أنفها ب تعالى كعادتها وامسكت ب اشياءها ورحلت بعده من المكان ,
__
_فيلم صغير وعايزك فيه ومن غير ولا مليم وانت جاى جاى مفيهاش تفكير
سمع زين عيسي وإلتوت شفتيه
_دا تحصيل حاصل رأيي انا اى كلام يعنى
_لا يابن السلاطين العفو ، بس اصل دا فعل خير وانا محتاجلك اوى معايا
امسك زين عيسي من احدى وجنتيه وقرصه بخفه وقال بدعابة
_ ايه حكايتك ياعيسوى كل شوية محتاجلك اوى محتاجلك اوى ،اثبت يا واد راجل ياض ولا مش راجل
ضحك عيسي بشدة واردف
_عيب عليك يا زنزونى ، عيييب دا الرجولة تقولى يا معلم ، بطل بس تحور فالمواضيع
انت معايا فالحوار دا وخلاص لبست يا معلم
عقد زين ذراعيه امام صدره واردف له
_حوار ايه بقا ان شاء الله؟!
__
هبط زين من سيارة وعليها_سرينه الشرطه_مرتدياً بذلة ضابط الشرطه الشهيرة والقبعه خاصتهم_الكاب_ وترجل خطوات ب ثقه نحو مكان عشوائى يبدو عليه القذارة مما يحويه من اشياء واشخاص!!
وخلفه عدد من الاشخاص يرتدون عساكر ،وعيسي يرتدى جلباب فضفاض وملصقا ب وجهه شارب مزيف وحاجبين ثقيلين وكأنه مُخبر بالمباحث ..
كان يسير زين وهو يمنع نفسه من الضحك ويتذكر كلمات عيسي له عن الخطة التى وضعها له والتى يجرى تنفيذها الآن..
_بُص يا زوز ، انت هيئتك وهيبتك هيئة ظابط ابن ناس بسم الله ماشاء الله تقول الست الوالدة كانت بتت حم على امين شرطه ..ياخراشى جماله حلو
كان يداعب عيسي زين فى وجهه بيده ف اردف زين له معترضا
_اخلص ، قول الحواركله
_هتعمل ظابط ،وانا مخبر وهجيب شوية عيال اعرفهم بيتشتغلوا فالكومبارس والمجاميع
وسرينة شرطه فوق العربية واللبس سهل
هنروح مكان ..هنقبض عالل فيه وناخد مسروقات هما سارقينها
وفيها حجات تودى ناس معرفه ف داهية ، هنجيبها ونعمل نفسنا قبضنا عليهم نشممهم حاجه فالعربية
ونقلبهم ف اى حته ،ناخد الل يخصنا واكيد هما برضو حرامية مخضرمين
هنلاقى مسروقات لناس تانية ..نسلمهم لاى قسم شرطه عن طريق اى واد من المجاميع
لا انا ولا انت حنظهر فالصورة ..المهم لاب توب وموبايل بتوع ناس معينه عليهم حجات خاصه
_طيب ياحدق يا اذكى اخواتك،ممكن يكون معاهم حجات تانية تخص الناس دى فلاشة او ميمورى
فتح مخك ..هنقعد ندور يعنى؟
_لا يا زين باشا ،، هنا بقا هرجع لامجادى للاسف ...هولع لهم ف ام المكان اول م نمشى كلنا
بحيث لو عندهم نسخ ف اى حته تولع وتتنسى!!
_ليه كل الفيلم العبيط دا يعنى،م نبلغ عنهم وخلاص
_ياسيدى حجات فيها اعراض ناس لو بلغنا كدا زودنا الفضايح
عاد زين الى المخطط يحاول ان يكون جادى كالعادة ، ولج الى المكان فوجد مجموعة من الشباب من الواضح انهم مدمنين وعلى غير طبيعتهم ،ف اردف بقوة صوت هزت ارجاء المكان
_لم يابنى بقا كل القرف دا وهاتهم عالعربية برة
انتشر الجمع فى المكان وتم الامساك بهم والكل رافعا كلتا يديه وعيسي ممسك بعصا قوية
ويضرب بلا رحمه ،فقال زين
_كل دى مسروقات ؟! وعاملين مخبأ !! يومكم مش هيعدى دى اقل مافيها ٥سنين سجن
دنى عيسي من اذن زين واردف
_بحبح ايدك شوية خمس سنين ايه هما سارقين لانش بوكس قول 25قول اعدام دى عيال فاقدة ومش هاممها حاجه
اردف واحدا منهم يبدو انه رئيسهم وقال فى غضب
_ياباشا دى مش مسروقات الحجات دى بتاعتنا ،احنا شغالين فالاجهزة الاليكترونيه
_اخرس يالا
صفعه زين صفعه خلف رقبته صوتها كان مدوياً ،ف دنى عيسي منه واردف
_عشرة على عشرة حته قفا عداله ،واحد تانى عشان الحبايب
نظر زين يتصنع الغضب ناحية عيسي واكمل
_يلا لموا الحوش دول ، وانت قول فين بقية المسروقات والا هنولع فيكم وفالمكان دلوقت
انطق يالااا!
اصطنع رجل العصابه تحية تعظيم سلام للشرطه واردف وهو شبه مخدر وغير واع ِ
_يابيه دى كل الحاجه احنا لسه متصرفناش فيهم
هنا امسك عيسي بالحاسوب النقال الخاص ب فارس وهاتفه كما وضحت له نورهان بالظبط عن نوعيهما فالشكل والاصدار !
غمز عيسي ب احدى عينيه الى زين وهرول الجميع ممسكين بهم وتم زجّهم الى داخل السيارتين بعدما حصلوا على عدة هواتف وعدد من اجهزة حاسوب نقال ..
رش عيسي المخدر بالسيارة وهبط منها ، امسك الاناء البلاستيكى المملوء بالسولار وتم رشّه بالمكان كله وشعل
عودا من الكبريت وقذف به وهرب معهم بالسيارة !!
__
وأحياناً لا نحتاج لشيءٍ كبير ليبهجنا ،فقط قرب البعض من أرواحنا يسقي يومنا الجاف، وتزهر بهم قلوبنا ..
_اللهم انى استخيرك ب علمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم
ف إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وانت علّام الغيوب .
رفعت نشوان رأسها من الارض إثر السجود ومن ثم جلست ل تقول التحيات وانهت صلاتها.
جلست الى فراشها وتهيأت للنوم بعد قيامها بصلاة الاستخارة ..وتذكرت كلماته وطريقته الجميلة
العذبة وطريقة توصيل مشاعره لها .
ابتسمت نشوان ل تذكرها ل حبيبها الوحيد الذى سكن روحها قبل قلبها ، زين !
#نور_إسماعيل
__
_اتفضلى ياستى !
كان يقدم عيسي جهاز الحاسوب النقال والهاتف الى نورهان مُبتسماً ، فغر فاه نورهان وامسكتهم قائله وصوتها يمتزج به نبرة الفرح
_بتهزر ياعيسي ...بتهزر بجد ،عرفت تجيبهم انا مش عارفه اشكرك ازاى
وهما ازاى ادوهالك عادى كدا ببساطه ..طيب
_اهدى بس وخدى نفسك يانور ، هو الموضوع مكانش سهل بس انا عشانك اعمل المستحيل
كانت تنظر له نورهان ب امتنان وبالغ المشاعر الفياضه ، واردفت له وعيناها تقطر حباً
_هو انا ممكن اقدملك ايه ياعيسي قصاد الل عملتهولى دا ؟
ابتسم عيسي واردف بصوته الحنون وعباراته التى لا تخلو ابدا من كلمات الحب لها والغرام
_ينفع تقدميلى نور بقا ..عشان والله تعبت
ضحكت نورهان بخفه ورقه كالعادة واردفت
_للدرجة دى مستعجل ؟!
_ايوة طبعا مش بحب..دا سؤال
_عاوزنى معاك لآخر العمر ياعيسي
_ولو العمر مش هيبقاله آخر يبقا المُنى كله ..وافضل معاكِ للأبد
عضت نورهان على شفتيها وتحدثت ونبرتها مترددة
_مش عارفه يا عيسي، خايفه بعد م اقولك على سرى وعالل متعرفوش تسيبنى زيهم
ظهر على وجه عيسي علامات الغضب واردف
_انا مش زى حد يا نورهان
_متأسفه ي عيسي ..بس علاء كان بيحبنى حُب ..
لم يستطع عيسي ان ينتظرها كى تكمل حديثها عن حبيبها القديم واردف منزعجا
_انا مش علاء! ومش كل مرة هتجيبلى سيرة علاء وفارس ..حتى لو علاء حبّك حب كبير
حتى لو بيحبك بالسنين ..علاء معرفش يقدر نورهان ولا فهمها
وفارس كان واحد لعبي عين فالجنه وعين فالنار ،عجبته الدكتورة ام مركز من مستواه اللبقه الهادية
وعيشته سنه وحياته المجنونة الطقه اللاسعه .فضربك انتِ واختك روان فكوكتيل متين ولكن برضو محبكيش
انا عيسي يا نور ، عيسي احمد العشماوى ، عيسى الل اول مرة شافك فيها
قلبه وجعه وهو ميعرفكيش اما سمع انينك وانتِ بتعيطِ ووقف يفهم ايه الحكاية ، عيسي الل يومها منامش غير لما اتكلم معاكِ ف اى كلام فالدنيا لغاية م هديتِ وبقيتِ احسن رغم ان اصلا وقتها معرفش مالك بس المهم يفضل جمبك!
بللت نورهان شفتيها بلعثمه واردفت معتذرة
_انا مقصدش ياعيسي انا بس قلقانه ونفسى اتطمن
رفع عيسي بيده خصله من خصلات شعرها المنسدلة على وجهها واردف مبتسماً
_ومعاكِ العمر كله لحد م تطمنى وتحكيلى وساعتها كأنى مسمعتش حاجه خالص وهثبت على موقفى
انا عاوز نور ..
نظر الى ساعه يده واردف وهو على عجلة من امره
_انا دلوقت همشى لأن عندى تصوير خارجى ..عاوز امشى وانتِ مبتسمه بقا
ابتسمت نورهان ف ابتسم هو وداعبها بشعرها الجميل الفوضوى المتناثر حول وجهها وتركها ورحل ،ف امسكت هى قلمها ودونت ب دفتر مكتوب ب اوله
"عوض القلب ..عيسي" وكتبت الاتى
_إحنا نستاهل حد يعمل عشاننا المستحيل ، مش حد كان ف ايده يعمل بس الممكن ومعملوش.
__
قفزة خلف قفزة ،كانت تتقافز روان فرحاً عندما سلمتها نورهان الحاسوب والهاتف الخاص ب فارس وعليهم كل اشياءها
_نوررررى بحبك بحبك بحبك اوووووووى ، عملتِ ايييه انتِ طلعتِ جامدة زوحليقه
كانت نورهان مبتسمه ، واردفت لها
_يالا بقا شيلى الحجات بتاعتك من عليهم ورجعيه لفارس
عبست روان بوجهها بطفولة واردفت
_نو نو ، فارس ايه اصلا هو فاكرهم مسروقين ..لاحسن يعرف يرجع نسخه تانيه منهم ولا حاجه
_مم يبقى خلاص خليهم ف دولابك هنا قصادك عشان تفتكرى الل حصل ومتعمليش كدا تانى
قالتها وهى تقوم بقرص أذنها كتهذيب لها فضحكت روان واردفت
_يعنى خلاص يانورى الولد السافل دا مش حيهددنى تانى او يكون معاه نسخ تانية ؟!
اومأت نورهان ب رأسها بالنفى وقالت
_معتقدش ، الل انقذك وانقذك من الموقف السخيف دا اكدلى ان كله اتمحى خلاص
قامت روان ب احتضان اختها بشدة وهى تدور حول نفسها فى الغرفة فرحه ومن ثم فتحت الحاسوب وبدأت ب مسح الاشياء من عليه التى تخصها نهائيا ً
بينما همت نورهان بالرحيل وهى تردف لها
_هاه عاوزة حاجه تانيه منى ؟!
نظرت روان لها ب حب واعتذار واردفت لها
_نورى ، انا لازم اقولك سورى سنين كتير قدام عشان تستاهلى
انقذتينى وضحيتِ انتِ ودايما شايله همى وبتنصحينى ومعايا رغم ان انا وحشه جدا معاكِ
وحشه زحاليق كمان
ابتسمت نورهان واكملت روان
_كنت بغير منك ،وكنت بحاول ابوظلك اى حاجه عشان بس تبقى بتغلطى زيي وحد يقولك كلام بايخ زى توجيهات بابا الل كانت طول الوقت ليا
حتى خطوبتى من فارس وانا اصلا مبحبوش ،سورى بجد نور
مسحت نورهان على وجه روان وقالت لها بنبرة متسامحه
_هزعل ازاى منك يعنى ، دا انتِ روحى التانية حتى لو كنا مش شبه بعض
كان العناق العاشر او الحادى عشر، لا اتذكر..ولكن ما اتذكره بالفعل هو ما بين الحين والآخر نحتاج لأن نكون
مثل فصل الخريف ندع كل ما يؤلمنا يتساقط من داخلنا لنفسح المجال لربيعٍ قادم.
#نور إسماعيل
__
طرقتين من يد ناعمه لباب زجاجى خاص ب مكتب احدهم ب عقار فخم ،حيث يأتى صوت من الداخل
يتفضل بالدخول
_رشيد بك ، الاحصائيات جت ومش كويسة خالص
هز رشيد رأسه بالايجاب ونفث دخان سيجاره باهظ الثمن واردف
_تمام ،اتفضلى انتِ دلوقت
تركته الموظفه ورحلت واغلقت الباب ، امسك رشيد الملف ونظر فيه مالياً
هو يعلم ان فى الآونة الأخيرة مجموعة آل سلطان على وشك الانهيار هناك خسائر فادحه ومناقصات تذهب من بين يديه ، هو يحق الامر بينه وبين سريرته ان بعدما فض شراكته مع شريف الراوى
ومن ثم ترك زين المجموعة واصبح زمام الامور بيده وحده ، كان عبأ عليه وحده علاوة على كِبر سنه وترك اميرته وفتاته مدللته ابنته الوحيدة اميرة لقصرهم وكل هذا انعكس على عمله.
ترك الملف وترجل ناحيه الشرفه الزجاجيه المُطله على مبانى تشبه مبنى المجموعة لديه ونظر الى السماء وتذكر شيئا مهماً بعدما تنهد تنهيدة طويلة اتت بكل ما فى الداخل
_يابابي ارجوك وافق
زفر رشيد وجلس بجانب اميرة ابنته وامسك يدها بدلال اعتادت هى عليه وقال
_اميرة السلطان ،اميرة بابي ..زين ينفع يكون رئيس مجلس إدارة المجموعة عشان انا سقيته الشغل بالمعلقه من وهو صغير ، ينفع يدير الشغل ومحدش يعرف زيه
يعرف اديله فلوس يعيش بيها ،يشترى عربية ،بدلة ،لبس ماركه ،ساعة مستورة
لكن مديلوش جوهرتى الوحيدة كمان !
مطت اميرة شفتيها بطفولة لصغر سنها وقتها وقالت فى حزن
_بابي انا وهو بنحب بعض اوى واسفه لو بقولك كدا بس لازم تعرف
ابتسم رشيد ب دهاء واردف
_وهو انا مش عارف يا اميرتى ! انا عارف كل حاجه بتحصل فالقصر هنا قدامى او من ورايا
وعشان كدا بقولك لاء
_بابي اول مرة متوافقش على حاجه عاوزاها ، بليز يابابي مش ممكن حبك فيه كل دا وتربيتك له
وتيجى عند جوازنا متوافقش
_عشان زين مهما حصل وكان ابن اخويا فعلا ، فهو ابن الجليسه الزبالة الل جايه من الحوارى
وانتِ عارفه ان كلنا بنشك ف نسبه لينا
نهضت واقفه اميرة عابسه الوجه واردفت
_بابي انتو اتأكدتوا كتير من الموضوع دا بالتحاليل وطلع فعلا مننا وطنط مرات اونكل خليل الله يرحمه ست شريفه
هنا اقترب رشيد من اميرة وامسكها من كتفيها واردف بقوة ينظر لعيناها
_افهمى ! زين مالوش اى حق ف اى حاجة هنا ،انتِ وبس الل ليكِ حق
وعشان كدا هو بيمثل عليكِ الحب وطلبك للجواز عشان يعرف بجد ياخد كل حاجه من حقه
لكن انا شايف ان كويس اوى كل الل اخده لحد دلوقت ..يبقا ميحلمش كمان عليهم ياخد اميرة !! نجوم السما اقرب
تركته اميرة غاضبه تتجه نحو غرفتها بالاعلى ، نظر رشيد ناحيتها ومن ثم اردف الى نفسه
_ازعلى دلوقت وبُكره حتفهمى انا بعمل عشانك ايه
سمع صوت خطوات قادمه نحوه واذ هو زين ل يجلس معه امام حمام السباحة بالقصر
واردف
_اخبارك ايه ياعمى ..
اخذ يتلفت حوله
_اميرة فين؟
ابتسم رشيد وامسك سيجاره واشغله ونفث دخانه ومن ثم قال
_اميرة فوق
_طيب انا هطلع لها
هم زين بالقيام ف اردف له رشيد
_ابقا باركلها على خطوبتها من احمد الراوى يا زين ،لانها اخيرا وافقت !
ثبت زين مكانه وكأن هناك من اقتنص رصاصة غادرة بقلبه على حين فجأة ومن ثم انفرجت شفتيه بالكاد واردف
_مبروك ياعمى ..
عاد رشيد من ذكراه تلك ، ينعت نفسه بالغبي ..ام انه كان القرارالسليم حينها
وإلا م كانت تزوجت منه ابنته رغم انفه وايضا تم الانفصال بينهما ب محض إرادتها .
نعم انها إرادتها ، ف هى أقامت حفل كبيربعد طلاقها من زين وتركت القصر والمكان ب رمته وكل هذا يعنى
انها كَرهت مامضى ومايتعلق به وان مافعله رشيد هو الصواب ،وكل مايؤرقه الآن هو ترك زين له بالعمل
هذه فقط كانت بمثابه انقسام ظهر له ولكنها ارادة الله ثم ارادته وزين لم يترك مجال للنقاش حتى حينها !
__
_مستر زين التقارير بشغلنا عالتسويق الشبكى الاسبوع الل فات والل قبله
قدمت نشوان الملف ومن ثم نظر لها زين واردف ب جدية
_اوك سيبيه يا استاذة
تركته نشوان وشعرت ان معاملته قد تغيرت ف نفضت عن تفكيرها هذه الفكرة وقدمت له اعذار ب مخيلتها
احيانا ضغط العمل يجعلنا لا ننتبه لتصرفاتنا .
وبعدها ب وقت مر زين على بعض المكاتب يطلب منهم بعض المهام وولج الى مكتب نشوان
_استاذة زينه فين
_اجازة انهاردة ...يوم الراحه بتاعتها
_طيب
هم بالخروج ف اوقفته
_مستر زين
_ايوة
_هو فيه حاجه ؟!
وقف زين وترجل للداخل
_حاجه زى ايه
تلعثمت نشوان واردفت
_اصل حضرتك شكلك متضايق
رفع زين احد حاجبيه واردف بجدية مُفتعله
_ايوة طبعا متضايق
_ليه! قصدى هو حد مننا قصرفى حاجه فالشغل
_لاء بالعكس
ابتلعت نشوان ريقها بهدوء وحاولت اخراج الكلمات وقالت
_اومال فيه ايه حضرتك
_يعنى مش عارفه ؟!
فغر فاه نشوان له ، ف قام ب خفض صوته نسبياً واردف
_انا كُل دا مستنى على فكرة
_مستنى ايه حضرتك
_قرار حضرتك بالموافقه ...او الرفض وانا هخليها موافقه اصل انا مش هسيبك
ضحكت نشوان وحاولت تخبئ وجهها عنه ف اكمل هو
_كل دى استخارات ياستى ؟
_اصل انا
_طيب اصبرى عشان لسه هتقعدى اصل أنا اصل هما وتأتأ ى وتوقعى ونجيب مية بسكر
انا عندى حل وسط
على نظرتها له نشوان غير منفرجه شفتاها عن اى كلمه واردف زين
_انا اعزمك على العشا ف اى مكان انهاردة
اندفعت نشوان بالرد وقامت بالمهاجمه سريعا كعادتها
_عشا!! عشا ازاى حضرتك لاء طبعا عشا واخرج
_اهدى طيب ، مش كل دا مرة واحدة انا لسه مكملتش..تعالى وهاتى فريق كورة معاكِ
متجيش لوحدك ياستى ...هنتكلم وهوضحلك كل حاجه عنى وبعدها لو عاوزة تقوليلة اى حاجه عنك هبقا شاكر جدا الحقيقة ..مش عايزة برضو مش متضايق
اسمعينى وبعدها قررى ف موضوعنا قرار لان محتاج جدا اتكلم معاكِ وتسمعينى وتعرفى عنى كل حاجه
نظرت له نشوان مصوبه مقلتيها الى عيناه ولاول مرة تفعلها واردفت
_حتى لو مرتبطناش
هز رأسه زين واردف
_حتى لو مرتبطناش ..تمام كدا
تنهدت نشوان وامسكت رأسها ف اردف زين مداعبا إياها
_طيب انا الحق اطلب لك ليمون من البوفيه والاسعاف قبل م توقعى
سلامو عليكو
تركها وذهب بسرعه ف اخذت تضحك بشدة وهى تلامس موضع قلبها .
___
_باما معاكِ فلوس ؟
قالها مهدى بينما كانت تمسك الام ورقة ماليه كانت ساقطه اسفل خزانته واردفت له
_ماهو معاك فلوس اهو بتسألنى على فلوس ليه؟
اخذها منها بسرعه واردف
_مالكيش دعوة ياما بالفلوس دى مش بتاعتى ...بقولك معكيش انتِ فلوس نازل عالقاهرة
_ليه
_عاوز اشوف ماريا
إلتوت شفتيها حركه النساء المتقدمه بالعمر فى الاحياء الشعبيه واردفت
_ماريا برضو ولا ام ماريا يا موكوس!
_ماشى ياما ،ام ماريا عشان انا موكوس ..هاتى الفلوس وخلصينى
_ورحمه اخوك م معايا ال خمسين جنيه هنمشى بيهم لاول الشهر
انزعج مهدى وقذف ببعض الملابس الموضوعه جانباً واردف
_اوووه ..عاوز فلوس عاوز فلوس ودلوقت
_ياخويا م تتصرف تصريفاتك هنعملك ايه يعنى
دلف الى غرفه والديه يبحث وهو يردف
_مينفعش تصريفه، انا عاوز مبلغ عاوز اجيبلها حاجه بالحلال عشان ترضى تاخدها
وحشتنى اوى
_والكلام دا بقا على ماريا ياعين امك!
التفت مهدى إليها ممتعضاً من دون ان يتفوه ب اى كلمه ..,
#نور إسماعيل
__
_عشان خاطرى يا اميرة مش هعرف اروح وحدى
اغلقت اميرة الكتاب من بين يديها واردفت الى نشوان
_نوشا حبيبتى انتِ مش بيبي ، روحى لوحدك دا Date يعنى ميعاد
بتاع اتنين بيحبوا بعض وهيبدأو يوضحوا حجات لبعض اروح انا اعمل ايه يابنوته
_لاء حرام اخرج معاه وحدى وهو نفسه متفهم دا وقالى هاتى الل عاوزاه معاكِ
تعجبت اميرة ورجعت بظهرها الى الخلف واردفت
_ايه البنى ادم دا ! وهو ازاى هيكلمك عن مشاعره وارتباطه بيكِ قدام حد ؟
_هو فاهم دماغى وحاسه انه كمان يشبهنى يا اميرة ...عاوزة اقولك انا فعلا بحس نفسي فعالم تانى لمجرد
اشوفه وهو بيصلى ..يانهار ابيض
ابتسمت اميرة وقالت لها
_لااا الحالة عندك وصلت خلاص ،عاوز ليه هو ميعاد يعرف موافقه عليه ولالاء انتِ موافقه جدا اهو
خبأت نشوان وجهها بيدها واردفت
_لاء يا مرمر مش هقدر ،مش هقدر تبين له اى حاجة من الل بحسهاله
انا اصلا حاسه انى بحبه فنفسي من قبل م يحبنى هو ويقولهالى
اقتربت اميرة منها واردفت
_هو قالهالك ؟!
هزت نشوان رأسها ف اردفت لها أميرة
_انا مبسوطالك اوى يا نشوان ، انتِ لازم تعيشي وتبدأى حياتك يا حبيبتي
ومتوقفيهاش وهو شكله حد مناسب وفعلا بيحبك ومقدرك من كلامك دا
على فكرة انتِ مقولتليش اسمه ايه
فتحت هدير باب الغرفة مرة واحدة
_معلش مستأذنتش ،بس قولت عادى يعنى اكيد مش بتبوسوا بعض
انا هطلب بيتزا وكريب اتعشى برة فالجونينة حد معايا ؟
نظرت اميرة ناحيتها واردفت
_اطلبيلى ، بس بقولك ايه م توفرى عشا هنا واتعشى مع نشوان ف Date خاص بيها معزومه عليه ؟!
قفزت هدير وانضمت اليهم واردفت
_ايوا بقا والدنيا مزحلقه على رأى روااان ...ميعاد وحركات ياشيخ نشوان !
_بس بقا متكسفونيش ..بالله عليكِ ي اميرة يالا
_مش هقدر بجد مودى مش حلو يا نوشا مش عاوزة اعكر عليكِ ،،خدى المجنونة دى
_لاااا فككم منى انا ضاربه خناقه مع هاسبوندى ابن الصرمه ومش عاوزة اى حاجه تفكرنى بحبنا عشان خلاص كرهته وبفكر اعضه واطلبه فبيت الطاعه !
ضحك ثلاثتهم ف اردفت نشوان
_ياجماعه محدش موافق ليه ،حرام بالله حد ييجى معايا بقاااا
__
باب سيارة اجرة يُفتح وتدلف نشوان ونورهان ويقوم السائق بتحريك المقود ومن ثم يصل مهدى فيراهم
ف يصعد ثانية الى السيارة التى يستلقها وهو يأمر السائق
_ورا العربية دى ي اسطا
تصل نشوان ونورهان الى المكان الذى اشار زين ل نشوان به فى رسالة ، فوجدته ب انتظارهم
لم يصافح نشوان لأنها لا تصافح رجال ، وصافح نورهان ورحب بهم
وجلس ثلاثتهم الى منضدة .
جلس يبتسم الى نشوان وهى تخبأ وجهها عنه ، فنهضت نورهان وذهبت الى مكان آخر بالقرب منهم بمفردها
وبدأ زين بالحديث لها
_قبل اى حاجه ويارب م توقعى منى هنا ...شكلك سُكر وانتِ داخله عليا انهاردة
خجلت نشوان كثيرا واحمرت وجنتيها ف اكمل زين وهو يميل ب رأسه لها
_وضحكتك قمر برضو
على مسامعه قليلاً وناظريه أيضاً ،كان مهدى يشاهد كل شيء!