الفصل الواحد والعشرون
«قطُوف المَاضى»
بيديها البسيطه ذات البشرة البيضاء، كانت تتناول قطع الملابس المغسولة ب الاناء البلاستيكى الكبير
وتقوم بنشرها على الاحبال المعلقه وتقوم بتشبيكها بمشبك الغسيل الشهير..
_صباح الخير يانشوان
_صباح النور يا ام على عامله ايه
_الحمدلله ...ايييه شكلك قربتى تعمليها ولا ايه
قالتها السيدة وهى تشير الى بطن نشوان المنفوخ ف ابتسمت نشوان واردفت
_خلصت التاسع من يومين ولما روحت للدكتور قالى البكرية بتطول ..بس فيه خبط فضهرى مش مبطل
_لاء متسكتيش على نفسك ، اول م تحسى بالوجع زايد ابعتى اى عيل يندهنى اجيلك مع عمتك ي حبيبتى ...ربنا يقومك بالسلامه
_ربنا يخليكِ ياخالتى
ولجت نشوان الى الداخل بعدما انتهت ، ف وجدت زوجها مجدى قد استيقظ من نومه ابتسمت بوجهها البشوش له وقالت
_صباح الخير يا مجدى ،هحضرلك الفطار عشان تاخد الدوا
تنهد مجدى بحزن واردف ناظراً الى الاسفل جالس على المقعد
_م انتِ عارفه انا لما بفطر اى حاجه بتعب
_حاجه خفيفه بس يامجدى ...حته رغيف طرى بحته جبنه عشان الدوا تقيل عليك
تركته نشوان واعدت له شطيرة صغيرة وأعطته إياها ومن ثم فتحت الاقراص دوائه له وناولتهم له بجرعه ماء
بعدما انتهى مجدى ،نهضت نشوان ف انتبه مجدى واردف
_رايحه فين
_هقوم اشوف فيه فالمطبخ يتعمل للغدا
امسك يدها بحنو واردف
_بالراحه على نفسك شوية ، فين امى؟
_سيبها نايمه معرفتش تنام طول الليل كانت بتتوجع من صداع دماغها
نظر مجدى بعمق الى عين نشوان واردف بصوت دافئ
_انتِ حنينة اوى يانشوان ،بس مش عارف ليه حصل كدا
اشاح مجدى بوجهه بعيداً ف اقتربت منه تنظر اليه بعمق واردفت
_حصل ايه يامجدى
قالتها وشعرت ب ألم ب امسكت ظهرها وانكمش وجهها ف وضع يده هو على يدها
_ايه فيه ايه
_الوجع من الفجر رايح جاى عليا بس انا مطنشاه
_طيب يالا عالمستشفى
_مفيش حاجه ،الدكتور قالى لما متستحمليهوش خالص ابقى تعالى وانا مستحملاه
متشغلش بالك هروح اشوف ايه ورايا
نهضت وبدأت تتخبط فى الاوعية والاوانى بالداخل تقوم بتحضير الطعام ،مضى وقت ليس بقليل
ومن ثم صرخت صرخات متواصله حتى وقعت أرضا.
هرول العم جابر والد مجدى ب احضار سيارة لها واستدعاء مهدى من المكان الجالس به الآن ، واتت سيدتان من المنطقه تساند عمة نشوان فى ظرف كهذا
اما عن مجدى فلاحول له ولاقوة بجسده الضعيف الذى التهمه المرض، كانت نشوان لاتستطيع السير ف حملها مهدى حتى اوقف سيارة عنوة وادخل نشوان بها ووالدته ومجدى
ولاحقهم هو ووالده بدراجة بخارية ملكيه احد جيرانهم ..
على الفور دلفت الى غرفه العمليات ، انتظرها الجميع بالخارج على احر من الجمر ..كانت تقوم العمه بتلاوة القرآن، والعم جابر يتلو الاذكار فى سره ...مجدى يفرك بكلتا يداه
اما عن مهدى فقد اشعل سيجارة فقاموا بإخراجه ..فأطفأها على الفور فقط يكون بجانبها.
بعد وقت خرجت فاقدة وعيها وطفلتها بجانبها قطعة سكر تشبه ملائكه السماء ، تشبه كثيراً ل مجدى وكأنها قطعه منه.
_الف حمدلله عالسلامه ي نشوان
كانت كلمات العمه تأتى بنشوان من عالمها البعيد حتى انتبهت لما حولها وماحدث ، ابتسمت مع سماعها صرخات طفلتها وصوت جلبه السيدات جيرانهم وهن يتحدثن
_حلوة البت زى القمر
_هتطلع لمين وحشه ،ابوها وامها حلوين
_سموها فاطمه على اسم ام نشوان الله يرحمها
_فالك برة يا ام على ، لاتاخد اسمها ولا حظها ...احنا نسميها اسم حلو من بتاع اليومين دول
حاولت نشوان تقترب ييدها من يد مجدى واردفت بصوت متعب
_عاوزة اشوفها يامجدى
انتبه مجدى من شروده واردف
_حاضر ..البنت فين يا امى
احضروا الصغيرة ف حاولت نشوان ان تحتضنها برغم التعب
وابتسمت بوجهها وقبلتها كثيراً ومن ثم اخذها والد مجدى مردفا
_شدى حيلك بقا عشان ترضعيها ، تتربي فعزك انتِ وابوها
_ابوها حاسس انه مش هيعيش لها يابا
_ليه يابنى بس كدا
ربتت نشوان على كف يده بهدوء واردفت
_ربنا يخليك ليها يامجدى ،ومايربيها غيرك
قالتها ومن بعيد يقف مهدى ناظراً لهما نظرته المعتاده ،اظن من رؤيتى لو تحولت نظرته الى نارا لالتهمتهما بلا رحمه !
_مالك يا مجدى مش مبسوط
قالتها نشوان برفق ف اردف مجدى يصتنع الابتسام
_طبعا مبسوط ، بس جو المستشفى بيخنقنى انتِ عارفه
_ربنا يشفيك يابنى ويرحمك من الكيماوى وقرفه
قالتها والدته بحنو وهى تربت على كتفه ،ف نطق مهدى أخيراً
_هتسموها ايه ؟!
انتبهت نشوان فلامست اصابعها الصغيرة برفق وتحدثت وهى تنظر الى عيناها المغلقتين
_مريم ...انا بحب الاسم دا اوى،كنت لسه بقرا سورة مريم فالفجر
_مريم سمته بنت رؤوف اخويا ونص بنات شارعنا مسميين بناتهم مريم
قالتها السيدة ام على جارتهم ، ف اردفت عمة نشوان
_سموها ذكية على اسمى ،عشان تطلع نبيهه وشاطرة
اخذ الجميع يضحك حتى مجدى الشارد فى ملكوته ، ف اردفت نشوان
_سموها حاجه بالميم عشان مجدى طيب ...اختار انت يامجدى
صمت مجدى واردف ب حزن
_اسماء البنات مبعرفش فيها م انتِ عارفه
_سموها نشوان على اسم امها !
نطق بها مهدى بعفوية ف نظر الجميع إليه ،ف اردف هو مدافعا عن نفسه
_اصلا خالى سمى نشوان اسم غريب لما سمعه فالتليفزيون وهو اسم مش معروف
يبقا نشوان ..صح وللا إيه
قالها مبتسماً ينظر ناحية نشوان ب حب بالغ ، ف اردف والد مجدى
_انا عندى فكرة حلوة ، مدام امها عاوزة مريم او اسم بالميم عشان مجدى
نسميها ماريا على اسم زوجه الرسول ..اهو اسم حلو زى اسم امها
وكمان عشان تبقا شبه البت ماريا بنت رزق الساعاتى وتبقى بعيون زرقا زيها
ضحك الجميع ف اردفت عمة نشوان الى زوجها
_وهتجيب زرقان العيون منين بقا
_لو مطلعتش عيونها زرقه نبقا نغير الاسم ساعتها
ضحك الجميع فعادت نشوان من ذكرتها مبتسمه وهى تقوم بتلبيس صغيرتها ماريا الحذاء قبل الذهاب إلى
الروضه كعادة كل يوم ورددت كالعادة
_الله يرحمك ي مجدى ...يالا يا قلب ماما
___
_هااااااادييييير الكلبااااااه وحشتينااااى عبر القارات
ضحكت هدير بشدة وهى تسمع زوجها صالح يتحدث اليها عبر كاميرا الهاتف اتصال على موقع التواصل الاجتماعي، ف اردفت له هى
_وحشتنى يا صالوحتشى ، شايف الحته دى انت وحشتها ..والحتة دى
والحته دى كمان
خلع صالح كنزته بطريقه مضحكه واردف
_بس بقا يا جزمه تعبتينى اتصرف ازاى دلوقت ،والله انا ابن ناس عاللى بيحصلى دا كله
صفقت هدير وتراقصت على اغنية مدارة بجانبها واردفت له
_بتعمل ايه فيومك بقا
_ثوانى بس ياحراميه ...التى شيرت دا بتاعى صح
_ايوة ،عجبنى وخدته عندك مشكلة
_اه عندى دنا قالب عليه الدنيا يا حلبسه
_حلبسه لما تهرى مصارينك قول يارب ، انا خدته ولبسته والل عندك هاته
_متجوز عبده موته مش بنوتة عادية
_بنوتة ايه يا روح النونة ،انا بعون الله اثبت شارع كله شباب هفأ امثالك
امال صالح بوجهه على الهاتف وهو يغمز ب احدى عينيه واردف
_بذمتك انا هفأ يا حلبسه
_لاء مش اوى بصراحه ...شديد شديد يعنى
ضحكت بخلاعه فصفق هو مردفا
_اللهم صلّ عالنبي ...جاية امتى بقا يا امورة القمامير
_ليه يا هاسبوندى
_اهو عشان الاجابة فسؤالك يا متخلفه ،بسأل عشان انا هاسبوندك
جاية امتى بقا
_لا عشان انت هاسبوندى وبتحكم وتشكم دا لما تضرب بدلتك المتينه من عند عم مشمش
وتجيب علبه شيكولاته نضيفه وتدخل تكلم ابويا فتفاصيل النيش ومستلزماته
لكن يا حبيب هارتى احنا اتجوزنا جوازة جوز كلاب مش لاقيين مأوى ،ف فكك من الل بيشكك ومتعملش حوار يوميات زوج مكبوت عليا
رفع صالح احد حاجبيه ولامس شاربه ب اصبعه وهو يقول
_اومال ايه يابت عاوزة تدورى على حل شعرك ولا ايه
_مانا قولتلك ياصالوحتشى ، عاوز تمشيها جوازة بجد يبقا كلها بجد مش نمشى على سطر ونفوت سطر
يا مهندس بمفك صليبه ورا ودنك انت !
عض صالح على شفته السفليه واردف
_كدا ! ماشى انا هعرف بطريقتى ..انتِ اصلا مش وش نعمه
كنت هعملك حته يوم
اقتربت هدير من شاشه الهاتف ببلاهه واردفت ب اهتمام
_كنت هتعمل ايه قول قول قول
_لاء خلاص قطعتِ برزقك ياحيوانه
_قول بقا يا جحش هقعد اتحايل عليك
_كنت هجيب الاكلات الل بتحبيها الهى ماتلحقى تبلعيهم يابعيده ...واطبخلك بنفسي
ونجيب فيلم حلو
غمز بعينه واكمل
_فيلم حلو هاه ...ونسهر للصبح سوا فشقتى
_الله ياصالوحتشى ...واااااو جدا بقا
_لاء خلاص بقا مفيش
افتعلت بيديها حركه المسامحه وقالت له وهى تفتعل بعينيها منظر مضحك تدخل مقلتيها الى بعضهم البعض_حول_
_بليز ياصالوحتشى بليز بليز مش انا حبيبتك هاه ..هاه
_لاء حبيبتى ايه ،ياريتنى م كنت اتجوزتك طلعتِ وليه بومه
_خلاص ياصالوحتششششى
_بلا صالوحتشك بلا ملوحتشك انتِ خليتِ فيها صالوحتشك وبتاع
_م خلاص ياض فيه ايه !
قالتها بنبرة خشنه عما كانت تتحدث من قبل ،ف انتبه هو بطريقة مضحكه
_مش بقول انا دبست نفسى فسواقه اوبر ،يالا شوفى وراكِ ايه
_ورايا حيطه نياهاهاها
اغلق صالح التطبيق فى وجهها وهو يردف
_اقسم بالله انا الل جبت مستشفى المهابيل لنفسى ،، هبقا اعلق يافطه على صدرى اقول للناس قولولى يالى متربتش عشان اتجوزت الحيوانه دى
تنهد وابتسم واردف
_حيوانه وكلبة وبياعه بطيخ فنفسها،بس جامدة جامدة واتنيلت وحبيتها
يلعن ابو شكلها
انتبه لصوت اتيان رسالة على تطبيق_الواتساب_ من هدير مدون بها
_عشت احبك سنين وانا بحبك يا بغل ياجزمه وفالاخر تقفل ف وشى القميرا مش الكاميرا ،ماااشى يابو الصلح يومين وجايلك وسنبدأ المعارك ..استعد يابطلى القذر!
ضحك صالح وارسل لها رساله صوتيه
_مستنيكِ ياغوغائية ياعشوائية يابتاعت الحمص ، يومين بالعدد لو مجتيش ودينى لاخونك
ردت برساله صوتيه
_ساعتها هغزك فقفاك
_اوك غزينى عشان امسك المطوة من قفايا ادبها فعينك
_ايه حب الجزارين الل احنا فيه دا ياحووبي
_قولى لنفسك ياختى ، عالعموم مستنيك بقا
_عشان
_عشان بحبك يا حوله
_قلبي يارب قلبي يا كاااااياااا
___
_اميرة احسن واحدة ترقص الرقصة دى ...يالا يا ميرووو
هنا امسك زين ذراعها بحدة واردف بعدما دنى من أذنها لعلو صوت الموسيقى من حولهم
_هترقصيها مع مين ان شاء الله!
لفت يداها حول عنقه واردفت بهيام
_معاك يا حبيبي طبعاً،وهو أنا اميرة مين ..مش اميرتك انت
ابتسم زين ولف ذراعيه حول خصرها الممشوق واردف
_اميرة حبي انا طبعاً
بدأ يتمايلا على نغمات الموسيقى المدارة فى الحفل مع تمايل الفتيات الحاضرات حولهم وهيامهم امام حركاتهم الحميلة العاطفيه.
فكان يسحبها نحوه بسرعه تاره ويضمها إليه تاره ومن ثم يبعدها ثانية ..
يقترب من عنقها يستنشق عبيرها الخاص وهو مغمض عيناه وبحركه خفيفه يديرها لتسقط ب أحضانه ومن ثم يميل على شفتيها ف تنتهى المقطوعه!
يصفق الجميع فتضحك هى وهو بخجل ، ف تدرك اميرة ان والدها يناديها من بعيد
_هروح اشوف بابي عاوز ايه يا زين
_متتأخريش عليا ..
لامست باصابعها الرقيقه ذقنه الصغيرة ومررتهم على شعيراتها الصغيرة المنبته حديثاً وقالت ب دلال
_معقول عيد ميلادى هقضيه مع حد غيرك ي الزين !
ابتسم وعقد ذراعيه يتتبع خطواتها نحو والدها ، وقفت وصافحت رجل مُسن هو يعرفه جيداً
فهو شريك جديد لاحدى صفقات رشيد بك عمه وفى الاونه الاخيرة أصبح ملاصقا له فى كل شئ وفى كل مكان.
_اميرة ، سلمتِ على عمو شريف
ابتسمت اميرة برقتها كالعادة ومدت يدها تصافح هذا الرجل
_ازيك ي اونكل
_امييييرة ، قمر الحفلة كلها كُل سنه وانتِ برنسس ومنورة
ابتسمت اميرة بخجل فقدم لها الرجل الهدية ،علبه من القطيفه فتحها فظهر بداخلها خاتم من الالماس باهظ الثمن ..تناولته اميرة وقامت بقولها شاكره
_ميرسى جدا يا اونكل
_عجبتك ؟!
_طبعا
نظر الرجل حوله واردف لها
_مش عارف احمد فين ،كان عاوز يسلم عليكِ ويقدملك هديته
احمد..احمااااد
ظهر من بقعه لست ببعيدة شاب وسيم الهيئة ،يرتدى بذله غاليه بالطبع
مبتسماً وانضم إليهم
_كل سنه وانتِ طيبة يا اميرة
_ميرسى وانت طيب
لكزه والده واردف
_قدملها الهدية الل دوخت لحد م جبتها
تعثر الفتى ومن ثم اخرج من جيبه علبه مماثله لل العلبه التى قدمها والده وبها قطعه من الالماس أيضاً من الممكن ارتداؤها للتزين على الاثواب والفساتين .
اخذتها اميرة مبتسمه وشكرته ، ف هم رشيد بقوله مبتسماً
_اميرة من غير تطويل فالكلام يا اميرة بابي ، عمو شريف الراوى طلبك ل احمد وانا وافقت
قولتِ ايه
فزعت اميرة ونظرت ناحية زين الذى لايبعد عنهم بالكثير ووجدته عابس الوجه واطال النظر لها ومن ثم رحل بخطوات متباطئه ..
_سرحان فيه ايه يا زووووز ...للدرجة دى واكله دماغك !
انتبه زين واستفاق من شروده واردف ب اهتمام
_مين دى ياعيسي؟
_قولى بس سرحان ف ايه دا كله بقالى ساعه بنادى عليك
_مفيش بس الاغنية الل انت كنت مشغلها فكرتنى بحاجه كدا
قام عيسي بقرص احدى وجنتى زين بخفه وقال
_وحياة غمازاتك م الل افتكرته كان لاميرة ؟!
_فيه ايه يابنى ،هى موكلاك تجيبلى سيرتها 24ساعة؟!
ضحك عيسى وهز رأسه بسخرية واردف
_ومين قال ان الفراق بينسى الحب، عادى تتفرقوا لكن تنسوا ويموت فيكم حبكم صعبه طبعا
هنا امسك زين عيسي من اطراف ملابسه واردف
_لو مشينا بنظرية حضرتك العبقرية دى معنى ذلك انك مش ناسى البنت الل قبل نور ولا الل قبلها صح؟
مط عيسي بشفتيه واردف
_يابابا حواراتى حاجه وانت موضوعك مع اميرة حاجه تانيه ...الل قبل اميرة كان اعجاب من طرف واحد ومكملش والل قبلها اه كنا بنحب بعض بس جرحتنى الهانم لما حسستنى انى مشبهبش اكون جوزجناب حضرتها
اشار زين ناحية اذن عيسي واردف
_سامع نفسك قولت ايه ؟! جرحتك ! وعشان جرحتك انت بعدت وسيبت بعد حب سنين
_قصتى مختلفه عنك ، انت واميرة دوبتوا جوا بعض ...بقيتوا شخص واحد زى حتتين تلج دوبناهم وعيدنا تشكيلهم من الاول ..انت واميرة ع كلامك اتنين ضد الظروف والناس والبعد
_ايه اهم سمه فالحب يا عيسى من وجهة نظرك ؟!
_التفاهم !
_وايه كمان؟
_الاحتواء ...ووو
_وان الل قدامك يفهمك ويحبك زى م انت كدا ، ملعبك ملخبط وحش حلو ابن ناس ابن خدامه
بتعرف تتكلم بتتلخبط وتأتأ ..لما يلاقيك واقع يسندك ويقولك انا جنبك
لكن مش مع اول شنكله يقولك مع السلامه انا مش مبسوط بالل بيحصل ..الل بتحبه يكون منتمى لك
انت وطنه ومكانه ...الل بيعرف يسيب ويمشى محبش
والل عاوز حبه يمشى بخطوات معينه محبش
والل راسم حاجه لشريكه وشريكه خالفها ف اتهمه ب انه محبهوش محبش
والل ميحسش ب اكتر قلب حبه محبش
صمت ونظر الى ساعة يده واردف بجدية
_انا اتأخرت عالشغل ..انانازل ولما ارجع نروح مشوار صالح نباركله
يالا سلام
رحل زين وعيسى على نظرته له ، امسك هاتفه واتصل ب نورهان عدة مرات حتى اجابته
_فينك يانور
_معلش مكنتش سامعه الفون ...ايوة هنا
_انتِ راكبه تاكس ولا ايه؟ رايحه الجامعه
_لاء عندى مشوار قبل الجامعه هخلصه واروح
تعجب عيسيف إلتوت شفتيه واردف
_مشوار ايه عالصبح كدا
كانت تترجل نورهان الى داخل مقهى وتتلفت حولها وهى تردف لعيسي
_ايوة مشوار جه طارئ ...هخلصه واكلمك باى
اغلقت على الفور ،من الواضح انها فى عجلة من امرها ...لم يأخذ التفكير وقت طويل ببال عيسي
فهو أيضاً على موعد لعمله ولابد من اللحاق به مبكراً ..
جلست نورهان الى اقرب منضدة وتركت هاتفها جانباً وجلس امامها شاب هندامه مرتب وانيق
ف اردفت هى بثقه
_خير ياعلاء فيه ايه ؟!
#نور_إسماعيل
___
_امسح المكتب يا استاذ زين ؟!
انتبه زين لصوت العامل المُسن فرفع بصره واردف له
_ماشى ياعم زاهر انا هقف فالبلكونه اشرب النسكافيه بتاعى لحد م تخلص
ترجل زين الى الشرفه وترك العامل يقوم بعمله ...مامضت الدقائق حتى سمع صوت تكسير ف دلف على الفور
ل يجد الرجل مطروح أرضا غائب عن الوعى وكل جزء به يتشنج ...تعلثم زين وتعرق وانفاسه بدأت تتهدج
م استطاع مناداه احد او الاتصال ب أحد .
بالكاد استكاع ان يضغط على الزر ف اتت السكرتيرة على الفور لتجد العامل فاقد وعيه وزين يحاول يلتقط انفاسه ..
_مستر زين فيه ايه ؟!
هرولت تتصل بالاسعاف ،حتى هرول جميع الموظفين يروا ماحدث ...ولا احد يفهم م جرى !
وصلت سيارة الاسعاف وحملت الاثنين ...وبعد وقع الكشف على العامل غيبوبة مرض السكري بسبب عدم تناوله شيئا صباحا وانقطاعه عن تناول علاجه ..اما عن زين فحالة عصبيه فقط .
اطمأن الجميع ل حال زين بما فيهم نشوان ، ومن ثم اقترح الطبيب ان يرتاح بضع ساعات ويريح اعصابه بالمشفى حتى يعود للعمل ثانية مستعيد وعيه ونشاطه.
غفا زين بفعل الامبول المهدئ الذى سرى ب وريده ، وبعدما ذهبت معهم نشوان شيئاً بداخلها
جعلها تعود ...فتراه بحاله هكذا ممدد نائم على فراش المشفى.
دلفت الى غرفته من دون ان يشعربها احد ، اخرجت منديل قطنى من حقيبتها ووضعته على يده ووضعت يدها واخذت ت تمتم ب ادعيه وسور قرآنية ..
تشبث يدها بيده كان يحويه حنان يكفى لمائه رجل غيره ،وخوفها وتمتمها بالادعية ك ام تخاف على وليدها من الاذى.
شعر بها زين ...شعر ب انفاسها وصوتها الرقيق ...شعر بضمه يدها على يده تفصلهما المحرمه
هنا ثنى اصابعه على يدها برفق وكأنه يتحدث إليها ...لاتتركينى ، مهما بلغ الامر ..إبقِ بجانبي !
__
_واضح انك مكنتيش عاوزة تقابلينى يانور
نظرت نورهان الى هاتفها واردفت
_ياريت تقولى اتصالك الكتير ومسدجاتك وكل الدوشه الل عملتهالى ياعلاء الفترة الل فاتت دى ليه
_انا طلقت مراتى يا نورهان ...وخدت الولد منها لأنها ست معندهاش مسؤولية ولاضمير
نورهان دا ذنبك ...انا افتريت زمان عليكِ وعلى حُبنا
سيبتك فعز ازمتك بوفاه عمى عبدالحافظ ..وقبل فرحنا
سيبك فعز م كنتِ محتاجالى ...عارف انى كنت وحش واذيتك وتعبتك وحطمت احلامنا سوا
همت نورهان بلملمه اشياءها كأنه لايتحدث من الاساس ف امسك هو بيدها
_بتعملى ايه
_اصل بتقول كلام انا ماليش دعوة بيه ومش مه بالنسبة لى ولو اعرف انك جاى عشان كدا
مكنتش قبلت انى اقابلك
نظر الى عيناها بعمق واردف
_اومال كنتِ فاكره هاجى ليه ي نور ؟!
ابتسمت نورهان ب انتصار واردفت به بثقه
_عشان اشوفك ندمان اشوفك بتعترف ليا انك غلطت فحقى ، اشوفك بتحس زى م كنت بتحس
اشوفك بتفكر فحد غير نفسك ...ايه الل خلاك تقولى كل دا دلوقت ياعلاء
_عشان حاسس ان ذنبك ربنا جابلك حقك فيه ي نورهان ،وانى ...
_هتتعطف وتتكرم وتتنازل وتتقدملى من جديد ونتجوز ...مش كدا
صمت علاء ونظر لكفين يديه الممدوتان امامه على المنضده
_ايه دا ! هتقبل تتجوزنى ياعلاء!! ازاى يا راجل ...انا منولش شرف اشيل اسمك
ازاى هتعملها!! ازاى هتدوس على مرضك وشكوكك وتنحاز لصوت قلبك
_نور اصبرى واسمعينى للآخر
_ياعلاء كلامك لاخره مش مهم عندى انت ازاى مش مصدق
نهضت من مكانها وامسكت حقيبتها واردفت بشموخ
_عاوزة اعلمك حاجه اتعلمتها منك ، امسح حبي من قلبك دا لو كان بجد ...عشان الجحود لما بيدخل قلب لشخص معين ..عمره م يتبدل حب تانى ابدا..بيتبدل نسيان
اه صحيح ...انا حااليا مرتبطه بشخص عارف كل حاجه عنى وحكيتله حكايتك وحكايتك العرة الل بعدك
ومتقبل وشارينى...عشان الوحيد الل شايف نور من جوا
واشترى قلب نور بقلبه ..، وعلى فكرة انا متأكدة ان مراتك ست كويسة جدا
بس انت بير شكوك وامراض نفسية مهما الل قصادك ادالك .. آخر مرة اشوفك او اسمع صوتك فيها ومن غير م اغير ارقامى لانك لا تعنينى اصلا ومن مدة طويلة ،،باى باى ياعلاء
___
ثلاثة كؤوس من المشروبات تقدم امام صالح وعيسي وزين ..امسك صالح بواحد منهم واردف بطريقته المعتاده
_مدام كنت تعبان يا زين ليه جيت ياعم والله وصلت مباركتك
_مش تعبان ولا حاجه انا بس انصغطت الفترة الل فاتت مش اكتر واصلا كنت محتاج اغير جو
ارتشف عيسي الكثير من مشروبه واردف الى صالح
_والله واتجوزت يا عنكبوت ..ومين البت الل شحتفتك وطلعت رموشك من مكانها
ضحك صالح بشدة واردف
_اه ياسيدى عقبالك اما تتكلبش كلبشتى
نظر زين اليه واردف
_ليه مخلتناش نباركلك فشقتك صحيح
_ياعم جوازتى جوازة مختلفه تمام الاختلاف عن اى جوازة سمعتوا عنها ...يعنى حتى لو جيتوا مكنتوش هتلاقوا العروسه
ابتلع عيسي مشروبه بسرعه بشكل مضحك واردف ساخراً
_ليه ماتت! موتتها ياض ...يا آسر سا غادر ياسارق قلوب العذارى
_باس باس بطل نواح ...موته اما تاخدك وانت عامل زى التربيه كدا
ياعم انا متجوزها وهى متجوزانى بس هى فبيتها وانا فبيتى
من غير قايمه ولا مؤخر ولا مقدم ولا شبكه ولا مهر
انتبه عيسي واتسعت حدقه عينيه واردف ب اهتمام
_ايه الجوازه الل مكلفتش حق سندوتش طعميه ببتنجان مقلى دى! عملتها ازاى يا نمس
انا عارف انك مفكوك بس تلاقى نصك التانى فالفكفكه وتلاقى بنت مفلته زيك
والله لسه الواحد هيشوف العجب ...قولى بقا نظام جوازكم ايه عشان اعمله مع السينابون بتاعى
_سينابون ايه ياعيسى ، عاوز سينابون
_لا دى قصة ملكش فيها متحشرش شنبك فكل الل اقوله اشرحلى بقا
رن هاتف زين ب اسم نشوان ، لمعت عيناه وانتفض قلبه فرحا ف ابتعد عنهم واجاب الاتصال على الفور
_الو
على الناحية الأخرى تغمض عينيها نشوان خجلا وتعض شفتيها واردفت
_السلام عليكم ..ازيك يا مستر زين
_وعليكم السلام ي نشوان
_عامل ايه حضرتك دلوقت؟
_والله احسن ...مفيش حاجه مجرد اجهاد وانا بتعب اما بشوف حد تعبان قصادى
وضعت نشوان يدها على قلبها تهدئه واردفت متلعثمه
_الف سلامه ع حضرتك ، بإذن الله مفيش حاجه واجر وثواب عند الله
صمت الاثنين ف اردف زين
_متشكر يا نشوان
_على ايه يا مستر،لازم كلنا نبقا جمب حضرتك ،حضرتك مش بتسيب حد مننا وهو تعبان او ف ظرف
ابتسم زين على عفويتها وطيبة قلبها فاردف
_بس انا مش بشكرك عشان كدا
_اومال عشان ايه؟
_عشان حسيت بيكِ اما رجعتِ بعد م الزملا مشيوا ، وسمعت ادعيتك
او بمعنى ادق ...روحى سمعتك وجسمى وقتها ارتاح كأنه محتاجلك انتِ وطيبتك وادعيتك وهدوئك والراحة الل فيكِ ،ف استكان وارتاح وهدى وبقا احسن
وكأن جرعات الافاقه والمسكنات اخدتهم مرة واحدة فبقيت احسن وكنت عاوز اكتر ..فصوابعى ضمت على ايدك تقولى خليكِ بس انتِ بخلتِ ويدوب دقايق وسيبينى ...بس على فكرة سمعتك وانتِ على الباب اما قولتِ سلامتك ربنا يبعد عنك كل شر يازين ...
كانت حلوة اوى زين منك من غير مستر ...وكانت حلوة الدقايق بصُحبتك يانشوان
انفاسها قطعت ،اغلقت الهاتف على الفور ودفنت نفسها بالوسادة خجلاً وثد قذفت بالهاتف بعيداً.. أما عنه
ف انتبه لغلق المهاتفه من قبلها ...شعر بالضيق قليلاً ومن ثم ابتسم
وزفر بعمق واردف بصوت غير مسموع الا له
"نشوان ..شكلها كدا جت وخلاص ماليش مخرج ،ربنا يستر"
__
_دبرينى اعمل ايه فالمصيبة دى ،ابوس ايدك ي نور اعمل ايه
كانت روان تبكى بشدة وتحتضنها هدير ناظرة الى نورهان تنتظر ان تنفرج شفتيها عن اجابة على سؤال روان
ف اردفت نورهان بنبرة كلها آسى
_ادبرك تعملى ايه؟ هو انا مش حذرتك ! انا مش قولتلك بلاش وعاندتينى وافتكرتى انى مبحبكيش وبغير منك
جاية بعد المصيبة الل عملتيها تقولى تعملى ايه ،فيه حد فالدنيا يعمل عملتك دى
جسمك رخيص اوى للدرجة دى ؟! بتتصورى وتبعتِ صورك عريانه وفيديوهات بترقصى بنفس الوضع
يطلع ايه هو عشان ترضيه على حساب نفسك ! وحساب ربنا ياروان
ليه كدا ياروان ...ليه !
نظرت هدير الى نورهان واردفت
_مش كدا ع فكرة يا نورهان المفروض انها منهارة واحنا لازم نهديها مش نزود عليها ،والكلب دا ممكن فعلا يفضحها ولازم نتصرف ..بيبتزها كل يوم وهى مش عارفه تتصرف
صمت ثلاثتهم يفكرون فى امر روان انها بالفعل ازمه بكل مقاييسها ،التفتت نورهان ناحية روان وهى تتحدث بحدة
_لازم نتصرف والهانم السبب ف الل احنا فيه دلوقت وورطتها مع كلب منعرفوش زى دا يمسك عليها وعلينا ذلة، انتِ كانت دماااغك فين
نهضت روان تردف ب انهيار شديد
_خلاص بقا يا نوور خلاص خلاص خلاص حرام عليكم كفاااية
طرقت نورهان بيدها على باب خزانتها بعنف واردفت
_معنديش اى حل غير انى اروحله واشوف عاوز ايه
نهضت روان فزعه من مجلسها ومسحت عبراتها واردفت
_ نور ! لاء ..اوعى انك
_عشانك ....عشانك يا روان دا احنا روح واحدة هتنازل واشوفه عاوز ايه
مانا الكبيرة حتى لو بدقايق ..ولازم أنا الل اتصرف واشيل
استندت روان الى كتف هدير تبكى ،بينما فى رأس نورهان تدور الف فكرة وفكرة للخلاص من هذا المأزق اللعين،أحياناً نتعمد أن نفهم بعض الأمور خطأ لأن صحيحها مؤلم جداً .
__
عندما تكتشف أن أقرب شخص إليك كان كذبة،سيصعب عليك تصديق الكثير .
_آدى الل عاند وقال مبسوط ب ارتباطه بيها واختياره فمحله ...جت ورتنا وشها ربع ساعه ومشيت
قالها شقيق فارس الاكبر ، ف اردفت والدته بغضب
_فارس اصلا مكانش له فالعيله كلها ، اذا كانت البنت الاولانيه ولا التانيه ولا حتى امهم
_اظن بعد م يقوم من الل هو فيه لازم يفسخ خطوبته منها فوراً ..دى بنت مش اد المسؤولية ولا بتحبه
قالها والده بحدة ف اردفت شقيقة فارس الصغرى ب حزن
_بس فارس يقوم منها سليم يابابا
_يعنى ايه ؟!
_الخوف يقوم فيه عجز او حاجه وهى الل تسيبه ويأثر دا ع نفسيته
قالتها الفتاة ب أسى على ماجرى لشقيقها ...ف عم الصمت لحظات واردف شقيق فارس الاصغر
_انا خايف عليه ...الغيبوبة طولت اوى وحاله كل يوم زى م هو
تنهد الاب ب حزن واردف
_عاوزين نتصدق ونعمل حاجه لله عشان يقوم بالسلامه ...شكل فارس ذنوبه مانعاه انه يقوم بالسلامه ي ولاد
انا قلقان على ابنى
نهضت الام فزعه تدافع عن إبنها الغائب الحاضر
_وايه الذنب الل هيعمله ابنى ، ابنى راجل مستقيم ودكتور اد الدنيا والناس كلها بتحبه
زمت شقيق فارس الاكبر شفتيه واردف ب امتعاض
_اعتقد يا ماما بعد خطيبته ام وسط مخلوع مفيش اكبر من كدا ذنب ..حتى الاولانيه اختها اما كان خطيبها ،قال اسبابه فالفسخ انها مكانتش مظبوطه يبقا عمل معاها حاجه دى كمان
ربنا يعافيه من الل هو فيه بقا
اردفت الام بطريقه حادة لاولادها
_انتو هتشمتوا ف اخوكم ! كُلنا بنغلط ...يقوم بس منها وانا هخليه ينسى البنت دى وعيلتها نهاااائى
وبالداخل ..غرفه الرعاية الفائقه فارس ممد بعالم آخر فى غيبوبة
وسط الاسلاك والاجهزة ... لأول مرة من يوم الحادثة
يحاول تحريك اصبعين من كف يده!
__
',العشق..وقليل منه يَكفى ?',
{مَلحمة الحُب والحرب}
#نور_إسماعيل