هُنا، جلستُ بمُحاذاةِ تلكَ النقطة،
أتحدثُ مع فراغٍ سديم..!
أميلُ عن تلكَ الأفكارِ الثابتةِ، إلىٰ أفكارٍ أخرىٰ موازيةٍ،
ثمّ، تنشأ معاركٌ برأسي؛ تكادُ تأكلُ الذاكرةَ..!
تشعلُ في جوفِها حرائقَ مثلَ حرائق "أيداهو"،
وإرباكٌ يعصِفُ بكيانِها مثلَ إعصارِ "بتريشيا"،
عندَ تلكَ النقطةِ الّتي تَجَمُّؤ استراحاتٍ وقتيةٍ،
في صمتٍ أعدُ اللّيالي البريئاتِ من ذنبِ الأرَقِ،
تلكَ الثورةِ الاعتياديةِ؛ أحدَثت شُروخًا في جسدٍ المُعاناةِ،
ولم يلتَمسْ ليّ الطريقُ أيّةَ أعذارٍ للعبورِ إلىٰ أرضٍ خاليةٍ
مِن المعارِكُ..!
أهفو إلىٰ فكرةٍ هادئةٍ؛ تتَحدّثُ برِفقٍ..!
تغزِلُ من النورِ جدائلَ، وتنسِجُ من الضحكاتِ ابتِسامةً عابِرةً مَقاسَ ملامِحي، أعِدُ حقائبَ الانتِظار، وأهرَعُ لرصيفِ اللاعودةَ، ألوّحُ للغَيماتِ، فتُمطِر مِن عَيني..!
في رحلةِ اللازمانِ أهرَعُ إلىٰ المدىٰ،
ليأخُذَني بعيدًا عن هزائمٍ كادَت تفتِكُ بي، أهفو إلىٰ طريقٍ مُعشّقٍ بصَوتِ الانفِراجةِ، ذلكَ الصوتَ يصلُحُ أن ينسِجَ جِسرًا للمُغرّبينَ، يتَدثَرونَ بنبَراتِه للعبورِ إلىٰ المدىٰ البعيدِ،
ذاكَ الصوتُ؛ يجيدُ اغتيالَ الغيابِ، يرتِقُ انسِكابَ الأمانِ،
واندِحارَ الخوفُ في جَوفِ العَتمةِ، صوتُ اغتيالِ الحربِ، وانتِصارِ السلامِ، نُقطةُ انعِتاقِ الحريّةِ،
أسقُطُ في لحظةِ سُكونٍ إلىٰ اللاشيءَ..!
مَرحبًا؛ أيّها الجالسُ هُناكَ،
أيّها الزَمنُ الضائعُ،
ثمةَ رتوقٍ في الذاكِرةِ تعبرُ بي إليكَ،
إلىٰ شروقِ ما بينَ جَنباتِكَ؛
أتنَفّسُ ذِكرياتِ السديمِ،
وأرافِقُ شُروقَكَ وعَتمَتَكَ،
في غياهِبِ البُعدِ أيّها الغَريبُ؛
كمْ صَفقَ الشارعُ، وبَكَت الغَيماتُ،
وتوَسّدَت الوَجعَ؟! وأنا أعدُ الذِكرياتِ التائهةِ..!!