أخشىٰ أن يبتلعني الصمتُ يومًا؛
فقد امتلأتُ بالركضِ،
وباتَ طعامي صمتًا وماءً..!
لم تقتلنا الحياةُ يومًا،
ما قتلنا حقا يا "لين"؛
ادعاءُ الثبات،
واعتيادُ العتمةِ،
ومجاملةُ الاوغادِ..
ما أوجعنا حقا؛
البكاءُ من الداخل،
الركضُ للخلف،
والاتّكاءُ علي قشةٍ..!
لم يقتلنا الفقد،
قتلتنا عرائسُ الماريونيت،
والدوران في الفراغِ،
وحرائقُ الغيابِ..!
لستُ حزينةً علىٰ كلِّ هذا،
ولا علىٰ سنواتِ الإنتظارِ،
ولا علىٰ أملٍ سقطَ منتحرًا؛
وإنّما حزينةٌ علىٰ شعورٍ يصعبِ استيعابه،
وسؤالٍ يصرخُ به الكتمانُ..!
كيف تشيخينَ في جُبِّ عتمةِ؟
وكيف تراقبينَ في صمتٍ
حلمًا يرحلُ،
وأمنياتٍ تحترقُ..؟
كيف يمكن أن أستعذِبَ
إضرامَ النارِ في حقولِ الياسمينَ،
ورقصَ الجدرانِ،
وقصَّ أجنحةِ الفراشِ
دون أن أركضَ للصوتِ..!