في ليلٍ يتهجّى السكون،
أجلس أمام نفسي،
أستمع إلى ظلّي وهو يتنفّس.
أمدّ يدي إلى الصمت،
فيسقط منك همسٌ
لم أسمعه من قبل…
ويستيقظ طيفك،
كما تستيقظ نجمةٌ
تصرّ أن تُضيءَ رغم العتمة.
كنتَ دائمًا
النداء الذي يختبئ في الهواء،
والرعشة التي تختبئ
تحت أهداب الحنين.
تأتي إليّ كأنك لم تغب للأبد،
وترحل كما لو أنك لم تحضر أبدًا.
علّمتني أن الشوقَ
لا يحتاج طريقًا،
يكفيه قلبٌ يرتعش.
وأن الصبرَ
لا يُقاس بالوقت،
بل بعدد المرات
التي نكتم فيها وجعنا،
كي لا يتساقط العالم حولنا.
وأن الانتظار
صلاةٌ طويلة،
نسجد فيها للغائب
لا لشيء آخر.
أقول للليل:
كيف تُطفئ نارًا
تتوهّج بالذكريات؟
كيف تُسكِّن قلبًا
يحفظ خطواتك؟
أكثر مما يحفظ نبضه.
أحاول أن أنام…
فتتقدّم صورتك
كزهرةٍ عطشى
تفتّش عن ندىٍ من ذكراك.
كلّ الأشياء تجرّني إليك،
حتى البعيد
يصبح قريبًا حين أفكّر بك.
تعال…
فالعمرُ ليس واسعًا كما نظن.
وقبل أن يشيخ الصمتُ، وقبل أن تبهت النجمةُ،
تعال…
قبل أن ينهار الليل،
وقبل أن تذوب اللحظة الأخيرة.
وأنا ما زلت أكتبك،
كأنك البداية، والنهاية معًا.





































