كأنني الماء...
في البدءِ كنتُ نبضَ ملحٍ
ذابَ في مائك،
وشهقةَ ضوءٍ على جفنِ المسافةِ،
حين لاحتْ منكَ عينٌ ما افترّتْ…
لكنّها أفصحتْ!
أنا من نحتَ المدى شوقًا،
ومن سهادِ البحرِ نسجتُني،
كلُّ قافيةٍ في فمي
تشبهُ صوتَك
حين يغفو في عزفِ المطر...
دلّني يا ابنَ الغيابِ:
كيف يشفى الماءُ من عطشِه؟
وكيفَ تنسى الزُرقةُ موجَها،
إن صارَ فيك البحرُ
والميناءُ…
والفرحُ المرتجى؟
كنتُ أغفو
كلما داعبَني طيفُك،
كأنكَ نجمٌ يُعلّمُ الليلَ معنى الضوء،
ثم يختفي… بهدوء الأنبياء.
كأنني الماءُ،
كلما رآك الغيمُ اغتسلتُ،
وكلما توغّلتَ في المدى
نسيتُ اليابسةَ في داخلي!
أحملُك بي
كأنّك نداءٌ قديم،
لم يسمعه أحدٌ سواي،
ولم يُفسّره البحرُ بعد...