صوتك لا يزال في الهدوء...
لم نكن حديثَ العاشقين،
ولا أولَ نبضٍ في قصيدة،
لكننا كنّا
كذلك الضوء الذي لا يُرى…
ويُطمئن.
كنتَ تمضي،
وأنا أُصغي إلى الخطى التي لا تعود،
كمن ينتظرُ في المدى صدى
لن يُقال.
لم أقل لك: "ابقَ"...
لكن قلبي فعل.
ولم تقل لي: "أحبك"...
لكن صمتك أزهر في داخلي،
كأنك قلتها ألف مرة
حين تأملتني دون أن تنطق.
أنا لا أشتاق إليك كما يفعل الناس،
بل أشتاق إلى نفسي حين كنتُ معك،
هادئة… كاملة…
كأنك مرآتي التي لا تشوبها خيبة.
وإن سألوني عنك،
سأقول:
"كان يشبه الأمان،
كأنك دعوةٌ استُجيبت،
دون أن أنطقها…
ثم مرّ — بهدوء."
فكيف يُنسى من لم يقل شيئًا… وقال كل شيء؟
ورحل، كما يأتي الضوء… بلا وعد، بلا وداع.