كنتَ الغيابَ الذي علّمني كيف أشتاق،
وكنتَ الحلمَ الذي أيقظني على نداء الروح…
حتى إذا ما التقينا،
لم أقل شيئًا…
كان الصمتُ أصدقَ من كل الكلام،
وكانت عيني تقول ما عجزَ القلبُ عن بوحه.
عدتَ،
كأن العمرَ عادَ طفلًا يركضُ في دروبي،
كأن النهارَ أطلّ من بين ظلال الوحدة.
يا عائدًا من دربٍ طويل،
ما عاد للزمنِ معنى،
ما عاد للغصّة مكان…
حين تكون هنا،
يذوب الفقدُ بين يديّ،
وأحتمي بظلك
كما تحتمي الأرضُ بنسمةِ مطرٍ بعد الجفاف.
أنا لا أحتفلُ بكَ بالكلمات،
بل بنبضي الذي عادَ إليّ،
وبحلمي الذي صارَ وجهك.