أعرفُ جيدًا
أنك لم تكن الوطن…
لكنني سكنتُك كما تسكن القصيدةُ قائلَها،
وكما يسكن الغيمُ نبضَ السحاب،
دون أن يكتمل المطر.
لم أُنادِ باسمك يومًا،
لكنك كنتَ الحضورَ كله.
كنتَ الصمتَ الذي يسبق القصيدة،
والإشراقَ الذي يضيء الصفحةَ
قبل أن تُملَى.
لم نكن حكايةً تنتهي،
كنا استعارةً مستمرّة…
كأننا المعنى الذي لا يُترجم،
لكنه يُفهم بالقلب.
كلما حاولتُ نسيانك،
وجدتني أكتبك من جديد،
لا كذكرى…
بل كنبضٍ يقف بين الحرف والمعنى،
ويقول لي:
"أنا لم أرحل…
أنا فيك،
حيث لا يصل أحد."
أنا لا أبكيك…
لأنني أعرف أن الضوء لا يُبكَى،
ولا الغياب…
الذي تعلّقَ بأهداب القلب،
كما تتعلّق الأمنيةُ بالنجوم.