كيف يظل القلب صادقًا بينما يحيط به الكذب؟
القلب الصادق ليس معجزة، بل امتحان يومي، غرفة مظلمة يُضاء فيها نور قليل لكنه لا يخبو.
امتحان أن تبقى نقيًّا في عالم يلوّث كل شيء:
أن تحتفظ بوجهك صافياً بينما الأقنعة تتكاثر من حولك،
أن تقول الحقيقة حين يتجاهلك الجميع،
أن تحب كما أنت، بلا وصاية، بلا شروط، بلا توقّعات.
الكذب يحيط بنا كالضباب المسموم، يملأ كل زاوية من العلاقات، الكلمات العابرة، حتى نظرات العابرين التي تتظاهر بالاهتمام.
لكن هناك قلوب، كالينابيع الخفية، ترفض الانغماس في العكر، تتدفّق صافياً، يلمس كل شيء بحنان صامت، ويترك أثره دون ضجيج.
الصدق ليس مجرد كلام، بل حياة. أن تعيش كما تؤمن، كما أنت، حتى لو تركك الجميع. الصدق موقف ومقاومة وشجاعة.
وسط كل هذا الكذب، القلب الصادق لا يذوب.
يضيء أكثر، كشمعة في غرفة مظلمة،
كلما اشتد الظلام من حوله، ازداد وضوحًا، ينشر ضوءه بهدوء، يلمس من حوله، ويترك أثره في القلوب الأخرى دون أن يخبو.
السر هنا: أن تكون صادقًا ليس لأن العالم يستحق، بل لأن قلبك، بروحه الصغيرة، يستحق أن يظل حيًّا، نابضًا، صافيًا، رغم كل العواصف، رغم كل الضباب، رغم كل الأقنعة.
وفي النهاية، القلب الصادق لا يتراجع عن ضوئه، حتى حين يحيط به الظلام بأقصى قوته.
لا ينتظر شكرًا، ولا اعترافًا، يبقى ضوءه حقيقة، يشع بلا تردد، ويترك أثرًا لا يزول: حياة صادقة، قلب حي، ونور يستمرّ حتى بعد رحيل كل الظلال.




































