أسهل ما نحذف من حياتنا… الأرقام.
وأسرع ما نمسحه… المحادثات.
وأكثر ما نحجب ظهوره… الأسماء التي كانت يومًا قريبة.
لكن الأصعب، والأشد قسوة… أن نحاول حذف شعور.
لا يُمحى بسهولة،
شعور عاش في أعماقنا حتى صار يعرف دقات قلبنا قبل أن نسمعها.
كيف تغلق بابًا في القلب كان يفتح بمجرد ذكره، دون أن يطرقه حتى الصمت؟
نظن أننا نحظر الأشخاص، لكننا في الحقيقة نحظر أنفسنا عن العودة إليهم.
الحظر الحقيقي لا يحدث عند ضغط زر، بل عند ضغط القلب على نفسه ليتوقف عن الارتجاف.
عندما لا تعود تتمنى الرجوع.
عندما تراه صدفة، ولا يختل توازنك، ولا يفضحك النبض.
عندما يصبح اسمه مجرد كلمة عابرة في حوار طويل لا يعنيك.
ذاك هو النسيان… بلا حرب.
انطفاء هادئ يشبه غروبًا صافياً بعد عاصفة شرسة،
حيث لا يبقى فيك ما يقاتل،
ولا في ذاكرتك ما يستحق البقاء.
إنه سلام بارد… لا دموع فيه، ولا اشتعال،
فقط قلب أغلق الباب… وترك المفاتيح خلفه.
في هذه اللحظات، ربما يكون أقرب ما نحتاجه هو التسامح مع أنفسنا،
فليس كل حظرٍ عاطفي هو نهاية، بل قد يكون بداية لسلام داخلي جديد.
ولعلّ الزمن، رغم قسوته، يُعيد للقلوب ما فقدته من دفء،
إذا ما منحنا أنفسنا فرصة جديدة للحب والصفح.