أغمضتُ عيوني… لأراك
لم أُغلق عينيّ هربًا من الضوء،
بل شوقًا لرؤيةٍ لا تمنحها العين.
كأن قلبي قال:
دعيني أراك دون أن تشتّتني الملامح.
في العتمة،
تصبح الرؤية أوضح…
لأنها لا تمرّ عبر العين،
بل تسلك الطريق الأقصر: من الروح… إلى الروح.
كنتَ هناك،
لا بصورة،
ولا صوت،
بل كنبضٍ مألوفٍ،
كإحساس قديم لم يغادرني أبدًا،
ولو غادرتَ كل الجهات.
هل رأيتَ كيف يراك القلب
حين يغلق العالم أبوابه؟
كيف تصبحَ واضحًا حين تتوارى؟
وكأن الغياب لا يُخفيك… بل يكشفك أكثر.
أغمضتُ عيوني…
فهدأ كل شيء،
حتى أنفاسي أصبحت أبطأ،
كأنها تخاف أن توقظ غيابك.
هناك فقط…
رأيتك كما أحببتك،
لا كما كنت،
بل كما تمنّيتك أن تبقى.