هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • خيرٌ في الناس تفجَّر،، كبسولة
  • أواهُ يا أنا !! من أنا؟!
  • من هو عروس القيامة ؟
  • أحب القمر 
  • الحويني و حلمي بالوطن
  • النبوءة
  • هكذا كنت أراها
  • ظلال المدينة القديمة: الفصل الرابع والأخير
  • عند الموت
  • سُقُوطِي الحُرَّ
  • بخل الزوج بالنفقة هل يسقط حقه الشرعي في المعاشرة ؟
  • الفطر لأجل حضور المحاضرات ، هل يجوز ؟ 
  •  أرجوحة 
  • مع خواطر روح آية الدسوقي
  • ذكرى توجع
  • البيض و البشر
  • بين أرطغرل وصلاح
  • لحظة للحب
  • صنع الله
  • عربة القطار
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نجلاء لطفي
  5. یوم العید

 

الیوم ھو یوم عید الأضحى والناس تذبح الأضاحي تقربًا لله ويوزعونھا على الفقراء لعلھم ینالون رضا ﷲ، وإن بحثوا عن فقیر فلن یجدوا أفقر مني، فأنا بلا مأوى أتقاسم الرصیف مع الكلاب الضالة والقطط المتوحشة . أنا بلا عمل بسبب سنوات عمري التي تجاوزت السبعین وآلام عمودي الفقري التي لم تعد تمكنني من العمل. كل ما أحلم به هو وجبة ساخنة وقطعة لحم فأنا لم أتذوق طعام آدمي منذ نحو ثلاث سنوات عندما طردني أخي من شقة أبي رحمه ﷲ وباعھا وأخذ الجزء الأكبر من ثمنها وألقى لي بالفتات الذي لم يكفني للسكن والطعام والعلاج سوى عدة أشهر.عندما شكوت له سوء حالي طردني من بيته وأمرني أن أنسى أن لي أخ فهو يخجل من هيئتي وفقري. من یومھا وأنا أقيم على الأرصفة أتقاسم طعامي الذي أستخرجه من القمامة مع الكلاب الضالة، فمن يشعر بالجوع والتشرد يرأف بالكائنات الأخرى التي تشاركه نفس الشعور.أحیانًا كان بعض الناس يمنون علي ببواقي طعامھم فأكل جزء وأترك الباقي لأصدقائي الكلاب، لقد كانوا أوفى لي من أخي إبن أبي وأمي ولم یفكروا یوما من طردي من الرصیف بل بالعكس كانوا یدافعون عني ضد ھجمات الكلاب المسعورة أو مدمني اللیل.

 

 الیوم أكید سیكون یومًا مختلفًا لابد أن أحد الأتقیاء سیرأف بحالي ویمنحني طبق به وجبة محترمة وقطعة لحم أو على الأقل نقود صدقة أشتري بھا طعام.

 مر الیوم وأنا جالس على الرصیف أمام الجزار الذي تجمع حوله من سیذبحون أضحیاتھم ، لم یفكر أحدًا منھم أن یمنحني شیئًا رغم فقري البادي على جسدي الهزيل وملابسي الرثة. بل كانوا یمرون من أمامي وكأنھم لا یروني ومن ينظر إلي يصيبه الاشمئزاز ويبتعد خوفًا مني وكأني أنقل له عدوى الفقر.

مر الیوم وأنا لم أذق طعم الطعام بینما سعدت الكلاب بوجبات دسمة من العظام والجلود والدهون ،حتى أن صدیقي فوكس جاء لي بقطعة عظم لنتقاسمھا فقلت له مبتسمًا :

- یبدو أنني سأضطر أنا أكل ما تأكلونه لاحقًا ولكن دعنا نبحث في القمامة أولًا.

نھضت من مكاني وفي نفس اللحظة توقفت سیارة فارھة بھا شاب وفتاه من الأثریاء فنظرا لفوكس وقالت الفتاة بعطف:

- أوه مسكین ھذا الكلب كم ھوشاحب وتكاد عظامه تخترق جلده من الضعف فقال الشاب بحماس:

- لابد أن نأخذه معنا لنطعمه ونعالجه فإنسانيتنا لا تسمح لنا أن نترك كلبًا ضعيفًامثله يعاني

فقلت لھما:

- لاتخافا علیه فالله یرزقه من حیث لا یحتسب بینما أنا أكاد أتضور جوعًا وسیسألكم ﷲ عني وكذلك لا أظن أن إنسانيتكم ستسمح لكم بترك عجوز فقير ومريض مثلي يعاني في العراء بلا عون.

نظرا إلي بمنتھى القرف وقال الشاب بحدة:

- كفاك تسولًا وأبحث عن عمل ألا تخجل من نفسك؟

 وقالت الفتاة بغضب:

- ھل تقارن نفسك وحالك بالكلب؟ إنه مسكین لایستطیع التعبیر عن نفسه وآلامه.

وإلتفتت للشاب وقالت آمرة:

- ضعه في شنطة السیارة لقد قررت رعایته بنفسي فقد أشفقت عليه.

 فقلت لها راجيًا:

- كم أنت حنونة وقلبك رحیم على شفقتك بالكلب،و سیجزیك ﷲ خیرًا و بالتأكيد سیدخلك الجنة إن رعیتني معه فنحن صدیقان نقتسم الطعام والرصیف ولایمكننا أن نفترق.

 فنظرت إلي شزرًا ولم تتكلم وحمل الشاب الكلب فوكس وتركني أعاني الوحدة والجوع والألم.

نظر إلي فوكس نظرات حزینة وكأنه یودعني فقلت له:

-الوداع يا صديقي وعيد سعيد یا فوكس یبدو أن الرحمة للكلاب فقط، أما البشر فلا يجدون من يرأف بحالهم إلا الله، فحتى العيد ليس من حق امثالنا.

 تمت

نجلاء لطفي

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1280 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع