.یقولون أن التعود یخلق الحب ، وأنا أؤمن أن نیران الحب تشتعل فجأة في القلب بلا مقدمات ولا أسباب
ككل فتاة كان حلم حیاتي أن أعیش قصة حب كرومیو وجولییت،قصھ یحلف بھا الجمیع، ویكون فارس أحلاميشدید الوسامھ والأناقھ ورومانسي لأقصى درجة ،إنتظرت أعوام وأعوام ولم یتحقق الحلم. في كل یوم كنتأمني نفسي بالفارس الذي یخطفني على حصانھ الأبیض ونعیش في قصره الفخم في حب وسعاده ،عام بعد عاموالحلم یتلاشى حتى أدركت أن الحب والفارس وكل تلك الأحلام كانت مجرد أوھام لا علاقة لھا بالواقع.لم أكنجمیلة ولا دمیمة إنما كنت كمعظم الفتیات ممتلئھ قلیلا وأمیل للقصر، ببشره قمحیة وعیون عسلیة فاتحھ وشعر.أسود مجعد قلیلا لكني أخفیھ تحت حجابي
تخرجت من كلیة التجارة وعملت كول سنتر في إحدى الشركات، ثم عملت في شركات إتصالات، ثم أخیرااستقر بي الحال كمحاسبھ في شركة مقاولات، كلھا أعمال روتینیھ لم أحبھا أو أكرھھا، لكنھا توفر لي دخل جید،خاصة عملي الأخیر حیث أعمل بھ منذ نحو 3 سنوات ولا أرغب في تغییره لأن مدیري شخص محترم لمیفكر یوما أن یتحرش بي كغیره ممن صادفتھم في حیاتي، ربما لأنھ یعلم أنھ لیس بوسیم نھائیا ولن تقبل أيأنثى بأن تكون حبیبتھ أوصدیقتھ، أو ربما لطبعھ الجاد وكلامھ القلیل الذي یجعل الكل یخافون الإقتراب منھ.
كل تلك الصفات التي یكرھھا الجمیع فیھ جعلتني أستمر في العمل معھ كل تلك المده فھو یقدر من یعمل بإجتھادولأنھ أیضا قلیل الكلام وكنت أنا ھكذا أیضا .مع الوقت تعودنا على بعضنا وصار بیننا تفاھم غریب، فكنتأفھم ماذا یرید وبم یفكر بدون أن یتكلم ،متى یكون غاضبا، ومتى یكون راضیا، ومتى یكون حزینا أو سعیدا.
ھذا التفاھم جعلنا فریق عمل متناغم ومتفاھم، لكن أحیانا كنت أراه شاردا وكأنھ في عالم أخر ولم أسألھ یوما.عن سبب شروده ولكن یبدو أنھ أیضا كان یحلم بالحب والأسره مثلي
غاب الأستاذ عاصم مدیري لعدة أیام بدون عذر لأول مرة وحاولت الإتصال بھ ولكن ھاتفھ مغلق، شعرتبالقلق علیھ فأرسلت فراش المكتب بعد العمل لیسأل عنھ فعرف من الجیران أنھ سقط على سلم العمارهفاستدعوا لھ الإسعاف وتم نقلھ للمستشفى و تجبیس ساقھ ویده وسیظل حبیس الجبس لمدة شھر، أردت زیارتھولكن لأنھ عازب وأنا غیر متزوجھ فسیكثر الكلام عنا فآثرت التمھل حتى یذھب الزملاء لزیارتھ فأذھب معھم.
لا أعرف لم كنت أشعر بفراغ كبیر في غیابھ كنت دوما أتذكر كلماتھ القلیلھ التي اعتدت علیھا فعندما كنتأطلب النسكافیة یقول (اشربي قھوة أفضل وأحسن لصحتك من النسكافیھ المتصنع لكن القھوة طبیعیھ)، كماكان یقول لي( ماتتعبیش عینیكي في الأرقام لازم تلبسي تظارة تحافظ على نظرك)، كلمات كثیرة أتذكرھاوأشعر أني أفتقد لوجوده ولم أعرف لذلك سببا. بدأت في إختلاق الأعذار لأحدثھ ،في البدایھ كنت أسألھ عنأحوالھ وإن كان یحتاج لشئ أرسلھ لھ مع الساعي، ثم أحیانا أدعي أن ھناك مشاكل في الشغل لا أستطیع حلھالذا لجأت إلیھ، وغالبا ما یتحول الحدیث عن العمل لحدیث عن أشیاء تخصنا، وبدا لي جانب أخر لم أكن أعرفھعنھ فھو قارئ جید لكل أنواع الكتب ولدیھ ثقافھ واسعھ. شھر ونصف لم نر بعضنا سوى مره واحدة أثناءزیارتي لھ مع الزملاء ،لكننا صرنا أقرب لبعضنا مما كنا معا في نفس المكان، فالأفكار تقرب الناس رغمالمسافات التي تباعد بینھم. اعتدت على سماع صوتھ كل یوم عدة مرات ومناقشتھ في مختلف الموضوعات،بل والبوح لھ بما یخصني، وكذلك ھو صار یخصني بتفاصیل حیاتھ التي لم یقلھا لأحد فقال لي إنھ عازف عنالزواج بسبب ملامحھ التي تفتقر للجمال و لا ید لھ فیھا والتي تسببت في رفضتھ من أكثر من فتاه فقرر ألا.یحرج نفسھ مره أخرى
بعد فك الجبس كنت أنتظر عودتة بفارغ الصبر ولكن الأطباء قرروا إستمرار بقاؤه في البیت أسبوعین أخرین،لأول مره في حیاتي أشعر بافتقادي لأحد ، أنا الفتاه التي ظلت تحلم بفارس الأحلام الوسیم تعلقت برجل أبعد مایكون عن الوسامھ ، ترى ھل تسلل الحب لقلبي بھدوء وحذر؟؟ ھل اكتشفت أن الشكل لیس المقیاس الأوحدللوسامھ؟؟ ھل حقا كما یقولون أن وسامة الروح والقلب وھي أبقى كثیرا من وسامة الشكل التي تزول بفعلالسن؟؟ أسئلھ حرت في إجابتھا. مر الأسبوعان كأنھما الدھر ولم یخفف من طولھما سوى المكالمات التيلاتنقطع بیننا، وعندما عاد للعمل كان شخصا أخر،شخص مبتسم دائما ،تحمل عیناه الكثیر من المشاعر وتقولأكثر مما تخفي. سعدت بعودتھ وبالتغیر الذي حدث لھ وانتظرت أن یتحدث ولكنھ كان مترددا،فكرت أن أشجعھ
. لكن خفت أن أكون واھمھ في حبھ لي وأن مشاعري نحوه لیست إلا تعود أو إشتیاق للحب
ذات لیلھ إتصلت بھ لأخبره أنني لن أحضر لمدة یومین بسبب سفري لحضور زفاف ابنة خالتي بالإسكندریھفقال لي: عقبالك
شكرا محدش عارف النصیب فین-
تلاقیكي حاطھ مواصفات صعبھ لفارس أحلامك عشان كده لسھ ما اتجوزتیش لحد دلوقتي-
بالعكس أنا مش عایزه جواز تقلیدي من شخص ما أعرفھوش أنا عایزه إنسان بمعنى الكلمھ یفھمني ویحترمني-.ویحبني ویكون سندي وأماني
والسن والشكل والإمكانیات المالیھ؟؟-
كل دي حاجات ما بتسببش السعاده ، السعاده الحقیقیھ في اتنین بیتشاركوا حیاتھم وأفراحھم وأحزانھم-وأفكارھم وأحلامھم
یعني لو إتقدملك حد أكبر منك بكتیر وفیھ المواصفات دي ممكن توافقي؟؟-
طبعا أنا بادور على حد أشاركھ حیاتھ مش مجرد زوج عشان أكمل الشكل الإجتماعي وبس-
ربنا یسعدك ویوفقك للخیر..ماتطولیش عن یومین المكتب بیبقى دمھ تقیل من غیرك-
ضحكت وقلت:- حاضر وشكرا على المجاملھ اللطیفھ
دي حقیقھ مش مجاملھ إنت ماتعرفیش إنت...عموما أجازه سعیده مع السلامھ-
ترى ماذا أراد أن یقول؟؟ھل كان سیعترف بحبھ حقا ؟؟ أم أني أتوھم مشاعر لیست حقیقیھ ؟؟ ترى أھو كغیرةیراني عانسا وفرصھ سانحھ لإقامة علاقھ بلا التزامات؟؟ھل أوحت لھ طریقة كلامي بأني ملھوفھ علیھ ؟؟.یارب أنا حائره أھدني لما تحب وترضى
سافرت للإسكندریھ مع أمي وأخي الذي یصغرني بعامین ونزلنا في بیت خالتي حیث تجمعت الأسره وعمالصخب والضجیج وتبادل الأخبار والحكایات، والتقینا بجیران خالتي الذین كنا نعرفھم كلما جئنا للمصیف عندخالتي وكنا نلعب معا ونحن صغار، كبر الجمیع وتغیرت الأحوال. إلتففنا نحن البنات حول العروس ورحنانستعد معھا للیلة العرس بین عمل جاد وبین ضحك ولھو وھمسات البنات. كانت اللیلھ لیلة الحنھ فقمنا بطردالشباب إلى شقة الجیران وجاءت كل بنات العائلھ والجیران وصدیقات نھلھ العروس وإخوات العریس ووالدتھوبدأت الحفلھ بین رقص وغناء وزغارید وكنت أنا مشغولھ مع أمي وخالتي في إعداد الطعام والمشروبات:على السفره حتى جاءت طنط نوال إحدى جارات خالتي وقالت لي
- منار ماشاء ﷲ بقیتي عروسھ زي القمر أنا ماعرفتكیش
أھلا یا طنط إزي حضرتك بقالنا مده فعلا ما اتقابلناش-
إتجوزتي؟؟ ولا بتشتغلي؟؟-
لأ باشتغل محاسبھ في شركة ولسھ النصیب ماجاش-
إن شاء ﷲ ھیجي قریب ماھو محدش یسیب بنات الأصول كده من غیر جواز-
أدركت أن لدیھا عریس لي فتھربت منھا وساعدني على ذلك أن نھلھ وصدیقاتھا جذبنني للإنغماس معھن فيالصخب فتركت لنفسي العنان غنیت ورقصت كما لم أفعل من قبل وكأني أرید أن أتخلص من كل الھموم التيعلى عاتقي. انقضت اللیلھ وانصرف الجمیع وانشغلت مع أمي وخالتي وأسماء أخت العروس في إعادة ترتیبالمنزل إستعدادا للغد. یوم الفرح كان یوما شاقا على الجمیع الكل یستعد وكان علي أنا وأسماء الذھاب مع نھلھلمركز التجمیل من أول النھار وجاء معنا أخي أحمد لتوصیلنا ومعھ مصطفى ابن طنط نوال جارة خالتي الذي: أوصلنا بسیارتھ ، وصلنا لمركز التجمیل فقال مصطفى
- تحبوا نیجي ناخدكم إمتى؟؟
: فقالت نھلھ
- العریس ھییجي الساعھ 7 ولازم تكونوا موجودین معاه عشان منار وأسماء یركبوا معاكم وتمشوا معانا فيالزفھ
: فقال مصطفى
- تمام ھنوصل الناس الكبار للقاعھ وبعدین نیجي ناخدھم
:فقالت نھلة
- ربنا یخلیك یا مصطفى وعقبال فرحك مش عارفھ أشكرك إزاي
: فقال مبتسما
- لا شكر على واجب ولا إنتي ناسیھ إنك أختي في الرضاعھ وده حقك علیھ
:فقالت والدموع في عینیھا
- ونعم الأخ یا مصطفى ربنا یعوضك باللي تسعدك
:فقال موجھا كلامھ لي
- تمام تكونوا جاھزین 7
لم أعرف بم أجبھ إنما أومأت برأسي أني موافقھ، لا أعلم لم یكلمني أنا ولم یكلم أسماء وھي أقرب لھ مني بحكمالجیرة؟؟ نظرات عینیھ قویھ وجریئھ وتشعرني بالإضطراب ،ھو لیس وسیما ولكنھ صاحب شخصیھ و.حضورمتمیز ولدیھ جاذبیھ لایمكن تجاھلھا
مر الیوم سریعا وتعجبت أنني خلال وجودي ھنا لم یمر عاصم ببالي ولو للحظھ واحده فأدركت حینھا أنماشعرت بھ تجاھھ كان مجرد تعود ورغبھ في الحب فقط. انتھت نھلھ من زینتھا وجاء العریس لإصطحابھاووجدت أخي یتصل ویخبرني أنھ مع مصطفى في إنتظارنا أمام الباب لا أعلم لم شعرت بإضطراب من ذكرمصطفى، خرجت مع أسماء و نھلھ وحولنا الكثیر من الفتیات فوجدت عیون مصطفى تبحث عني وما إنالتقت عینینا حتى ابتسم لي وزاد إضطرابي . إنتظرنا حتى ركبت نھلھ سیارة العریس وإتجھت أنا وأسماءحیث یقف مصطفى وأحمد وركبنا معھما لنسیر في زفة العروس، خلال ركوبنا السیارة لاحظت نظراتمصطفى لي في مرآة السیارة مما زادني إضطرابا ترى ماذا یرید مني؟؟ وصلنا القاعة وبقینا بجوارنھلھ فيالزفھ ثم دخلنا القاعھ وذھبت للجلوس بجوار أمي وخالتي وبدأت الحفلھ بصخبھا الذي لم أكن أحبھ ولم أشاركفیھ إلا تحت إلحاح أسماء التي جذبتني لأشارك العروس والفتیات رقصھن فاكتفیت بالوقوف والتصفیق فلم أكنلأرقص أبدا أمام كل تلك العیون الجائعھ التي تنھش الجمیع، لا أحب أن یكون جسدي متاح للجمیع حتى ولوبمجرد النظر. حان موعد البوفیھ فكانت تلك فرصتي لأترك القاعھ وأخرج بعیدا عن الصخب وجدت شرفھتطل على البحر فجلست بالقرب منھا أتأمل البحر وھو مظلم لیلا كأنھ كائنا مخیفا ولكن مع ذلك أعشقھ، لم:أشعر بمرور الوقت حتى سمعت صوت من خلفي یقول
- أد كده بتحبي البحر؟؟
:إلتفت فوجدت مصطفى واقفا خلفي ویحمل طبقا في یده فقلت
ومین مایحبوش؟؟-
أنا لقیتك ما أكلتیش جبتلك طبق مخصوص-
متشكرة ربنا یخلیك-
ینفع أقعد معاكي ولا تضایقي-
لا أبدا أتضایق لیھ؟؟-
شایفك مش زي باقي البنات مش مفرفشھ زیھم رقص وھیصھ فقلت أكید بتحبي الوحده-
مابحبش الدوشھ وكمان مابحبش الرقص قدام الناس والعیون كلھا تنھش فیھ-
تعرفي إنك غریبھ بالنسبھ لسنك ولبنت عایشھ في القاھرة وبتشتغل یعني شخصیھ مستقلھ ومش في دماغھا-الناس
وھو معنى اني باشتغل ومستقلھ إني أعمل حاجھ مش مقتنعھ بیھا ؟؟أنا باعمل اللي أنا شایفاه صح ومش مھم-الناس شایفینھ إیھ
:وھنا جاء أحمد یبحث عني وشعرت في نظرتھ ببعض الضیق من جلوسي مع مصطفى فقلت بمرح
شفت یا حمادة مصطفى صعبت علیھ عشان ماعرفتش أحارب وسط البشر في البوفیھ فجاب لي طبق إنت بقى-أخویا حبیبي عملت لي إیھ؟؟
:فرد مبتسما
- ھأكل الطبق طبعا ده سؤال:فقال مصطفى ضاحكا
- یابني مش أكلت طبقین جوه سیب ده لأختك
ماھي عشان أختي لآزم أشاركھا كل حاجھ دي حبیبتي بس تعرفوا الأكل ده محتاج كوبایتین شاي نحبس بیھم-
:فقلت
- فعلا یا حماده أنا نفسي في شاي
فنادى مصطفى على الجرسون وطلب لنا الشاي وبقینا نحن الثلاثة نتحدث ونضحك حتى عادت ضجة الفرح:فقال أحمد
- یالا بقى نخش جوه نتفرج على بنات إسكندریھ القمرات
:فقلت ضاحكھ
- یابني إرحم نفسك إنت مش عاتق لا القاھره ولا إسكندریھ؟؟
:فقال مصطفى
- اتعلم تغض بصرك عن بنات الناس عشان الناس تغض بصرھا عن أھلك
:فوجئت أنا وأحمد بكلمات مصطفى فقلت مبتسمھ
متخافش الناس ھتغض بصرھا عن أھلھ لأنھم محتشمین في لبسھم وسلوكھم وعارفین یوقفوا كل واحد عند-حده
:ابتسم أحمد وقال
- خلیك إنت یا مولانا غاضض بصرك وسیبني أنا أمتع بصري
:ثم جذبني أحمد من یدي ودخلنا القاعھ قبل مصطفى وقال أحمد ھامسا
خلي بالك قعدتك انت ومصطفى لوحدكم لفتت إنتباه الكل عشان كده جیت قعدت معاكم أنا واثق منك لكن ما-.أعرفھوش فخلي بالك من نفسك
:ابتسمت وقلت
- .حاضر یا حبیبي ربنا یخلیك لیھ أب وأخ وصدیق
جلست بجوار أمي وخالتي حتى نھایة الحفل وعند النھایھ كان علینا أن نرتب طریقة عودتنا فقال أحمد: لمصطفى
- خد والدتك ووالدتي وخالتي وأسماء معاك وأنا ومنار ھناخد تاكسي ونحصلكم
لم یستطع مصطفى الإعتراض لكنھ بقي واقفا حتى ركبت أنا وأحمد وسار خلفنا بسیارتھ، وصلنا للبیت: وصعدنا جمیعا وأما باب الشقھ شكرت أمي وخالتي مصطفى على مافعلھ معنا وقبلتھ خالتي وقالت
- عقبال ما أفرح بیك یا حبیبي وربنا یعوضك خیر وماحدش ھیقفلك نھار فرحك غیري وﷲ یا مصطفى إنتابني اللي أنا ما خلفتھوش ولو كان لي ابن ماكانش ھیعمل أكتر من اللي بتعملھ یابني ربنا یسعدك
:فقبل رأسھا وقال
- ربنا یخلیكي یا أمي ومایحرمنیش من دعواتك وعقبال فرح أسماء:جذبني أحمد من یدي ودخلنا الشقھ بینما مازالوا واقفین وقال لي ضاحكا
- شوفیلي لقمھ أكلھا لأني ھاموت من الجوع
:فضحكت وقلت
- یابني بتاكل كل ساعھ ورفیع ومش باین علیك وأنا باكل وجبتین وباتخن من الریحھ قولي بتعمل إیھ عشانتبقى كده؟؟
باضحك ومش شایل للدنیا ھم یالا ماتضیعیش وقتي عشان ھنسافر الصبح بدري عشان عندي شغل مھم باللیل-
حاضر ھاغیر ھدومي وأجیبلك تاكل یا مفجوع قبل ما تاكلني-
في الصباح الباكر استیقظنا وأعددنا ملابسنا وسلمنا على خالتي وأسماء وغادرنا، شعرت برغبتي في أن أبقىأو على الأقل أودع مصطفى وأشكره على مافعلھ معنا ، كنت أرغب في لقاؤه قبل السفر بشده ولا أعرف لذلكسببا، وبینما نحن ننتظر تاكسیا فوجئنا بمصطفى یقف أمامنا بسیارتھ ویسألنا عن وجھتنا فأخبره أحمد أننامسافرون فأصر على توصیلنا فاعتذر أحمد حتى لایعطلھ عن عملھ فأخبره أنھ إجازه الیوم وخرج لیضعبنزین للسیارة فقط. شعرت بسعاده عندما رأیت مصطفى ولم أجرؤ على إطالة النظر إلیھ أو الحدیث معھ لأنأحمد كان یتبعنا بعینیھ،یبدو أنھ یشعر أن بیننا شىء . وصلنا لمحطة الأتوبیس فوقف معنا حتى ركبنا وودعناوشملني بنظره وابتسامھ من نافذة الأتوبیس كانتا كافیتان لإدخال الإضطراب إلى نفسي ولزیادة دقات قلبي،ترى لم یؤثر في مصطفى ھكذا؟؟ لم أشعر بالإضطراب في وجوده؟؟ لم یتبعني بإبتسامتھ ونظراتھ؟؟ حاولتأن أطرد تلك الأفكار من رأسي ولكني لم أفلح بل وجدت نفسي أستعید كل كلمھ وكل نظره مرات ومرات.عدتللبیت ،للواقع ،للروتین الیومي وكنت أشعر بثقل شدید على قلبي فأنا لا أرغب في العودة لحیاتي الراكده بلامعنى ولا أحداث ولا مشاعر، یبدو أن مصطفى حرك الراكد في قلبي، لكن ترى ھل یشعر بمثل ما أشعربھ؟؟أم أني مجرد مشتاقھ للحب والإھتمام وملھوفھ على أي كلمة أو نظره تدل على ذلك؟؟ھل أتوھم أنھ یھتم بيأم ھي حقیقھ؟؟
عدت إلى عملي متكاسلھ ولم تحركني ابتسامة عاصم ولا لھفتھ على لقائي وسألني عما بي فقلت لھ إنھ مجردإرھاق السفر، ولم تعد لدي رغبھ في الحدیث معھ ولم أعد ملھوفھ على لقاؤه. مرت الأیام وأنا على تلك الحالھوصورة مصطفى وصوتھ لایفارقان خیالي، وبدأت أقنع نفسي أني أتخیل مالا وجود لھ، حتى عاصم تغیرتمشاعري تجاھھ یبدو أني كنت واھمھ أیضا بشأنھا، ما أنا إلا مجرد إنسانھ متعطشة للحب كأرض بور تفرحبقطرات الندى والمطر البسیطھ حتى وإن كانت لن ترویھا، فالحب ھو ماء الحیاه لكل البشر بدونھ حیاتنا جافھ.وشاقھ
مر شھر على فرح نھلھ وتغیرت حالتي فصرت شدیدة الصمت والحزن حتى أني قررت أن أوافق على أيعریس یتقدم لخطبتي حتى لو لم أكن أعرفھ فالفراغ الذي أشعر بھ كفیل بأن یقتل روحي، وسألت ﷲ أن یلھمني.الصواب
اتصلت بي أمي في الشغل تخبرني بضرورة عودتي للبیت لأننا سنسافر للإسكندریھ لأن خالتي أصابتھا جلطھوھي في المستشفى حالیا، طلبت أجازة أسبوع ووافق عاصم علیھا ورأیت في عینیھ نظرة جزع ورغبھ فيالبوح لكنھ مازال بلوذ بصمتھ لم لم یعترف لي بمشاعره ویشعرني أنا إنسانھ تستحق الحب وأن یرغبھارجل؟؟لم یضن علي بتلك السعادة؟؟بإمكاني أن أسعد بمشاعره وأن أسعده لم یحرمني من ذلك؟؟ فلیبق صامتاللأبد فلم أعد أبالي.سافرت مع أمي وأحمد ونحن نعاني من القلق على صحة خالتي وتوجھنا مباشرة للمستشفىوكانت في العنایھ المركزه ووجدنا أسماء ونھلھ وزوجھا ومعھم مصطفي یجلسون في إنتظار موعد الزیاره،رحبوا بنا جمیعا والدموع تسبق الكلمات .حان موعد الزیاره ودخلت أمي في البدایھ ووقفنا جمیعا ننتظر دورنا:في الزیاره وعندما حان دوري دخلت فابتسمت لي خالتي وأشارت لي أن أقترب منھا فقالت بصوت متقطع
- .. خلي بالك من أسماء مالھاش غیركم..ومصطفى كوی
ثم صمتت وغابت عن الوعي استدعیت الطبیب فأخرجنا وبدأ في إجراءات إسعافھا وانھرت باكیة وأنا أحتضن:أسماء وبدأ الجمیع یھدأون من روعي حتى قال مصطفى بصوت حزین
- لو بتحبیھا بدل ماتعیطي ادعیلھا
نظرت إلیھ من خلال دموعي كمن كان یغرق ووجد یدا امتدت إلیھ لتنقذه، فدعوت لھا ودموعي لاتتوقف، حتى
.خرج الطبیب وطمأننا على صحتھا وطلب منا الإنصراف جمیعا لأن موعد الزیاره إنتھى
أرادت نھلھ أن تأتي معنا لكن أمي أصرت أن تذھب لبیتھا مع زوجھا فلا داعي للمبیت بعیدا عن بیتھا، عدناللبیت وشكرت أمي مصطفى كثیرا وذھب أحمد لشراء الطعام لنا وأنا وأسماء نحتضن بعضنا ونبكي فقالت:أمي وھي تتصنع القوة
- ممكن نبطل عیاط ونفكر في اللي جاي بعقل دلوقتي إن شاء ﷲ لما أختي تخرج بالسلامھ مش ھینفع نسیبكملوحدكم یا إما ھننقلكم معانا القاھره أو ھنیجي نعیش معاكم ھنا فكروا بالعقل وشوفوا إیھ الحل المناسب ولماییجي أحمد نتكلم بھدوء
دخلت أمي تغیر ملابسھا وتوضأت وصلت وبكت كثیرا وھي ساجده وما إن انتھت من صلاتھا حتى دخل:أحمد متصنعا المرح وقال
- الأكل وصل وأنا میت من الجوع یالا بقى یاحلوین
:فقالت أسماء
مالیش نفس كلوا انتم-:فقال أحمد ضاحكا
- وأھون علیك یا جمیل أقف ساعھ عند المطعم وفي الأخر تقولي مالیش نفس؟؟
إنت فایق ورایق بجد مش قادرة أكل-
معنى كده إني أقدر أكل نصیبك میرسي یا بنت خالتي-
: فقالت أمي بحزم
- یا لا یا أسماء كلنا ھناكل أي لقمھ عشان نقدر نصلب طولنا ونكمل لسھ اللي جاي تقیل ومحتاج قوتنا
:فقلت لأسماء من خلال دموعي وأنا أحاول تصنع المرح
- یالا یا بنتي أحمد قعد على السفره ومش ھیخلي لنا ولا لقمھ
ابتسمت أسماء وجلسنا نبتلع اللقیمات بصعوبھ والصمت یخیم علینا كل منا یفكر ماذا سیفعل في القادم،و فيالساعھ العاشرة دق ھاتف أحمد فخیم الصمت علیھ ونزلت دموعھ وقال:- البقاء
صرخت أسماء وسقطت مغشیا علیھا وانھارت أمي على كرسیھا تبكیوتنتحب كالأطفال الصغار وأنا حائرهبینھما ومنھاره بالبكاء في نفس الوقت وسمعنا جرس الباب فأسرع أحمد فوجده مصطفى جاء على صوتصراخ أسماء ومعھ أمھ التي حاولت تھدئة أمي بینما أنا وأحمد نحمل أسماء ووضعناھا على الأریكة وأحضرمصطفى زجاجة عطر وبدأنا نحاول إفاقتھا حتى أفاقت وبمجرد أن رأتني احتضنتني وھي تبكي، مرت علینا:اللحظات ثقیلھ حتى قال مصطفى
- .إنا وإنا إلیھ راجعون یالا یا أحمد كلم جوز نھلھ وتعالى عشان ننھي إجراءات الدفن والجنازه
بعد نحو ساعتین جاء زوج نھلھ لیصطحبنا للمستشفى من أجل إجراءات الغسل والجنازه. مر الیوم ثقیلا علیناوعندما عدنا للبیت ومعنا نھلھ وزوجھا كنا مرھقین لأقصى درجھ حتى أننا جمیعا توجھنا للنوم بلا أیة كلمھ.
في الیوم التالي كان العزاء في دار المناسبات الملحقھ بالمسجد في أخر الشارع وكان یوما أكثر إرھاقامماقبلھ، اتصل بي عاصم معزیا ومعھ العدید من زملائي وانتھى الیوم ونحن نفكر فیم سنفعل غدا. في الصباحأخبرنا أحمد بضرورة سفره لإنھاء بعض الأعمال حیث كان یمتلك محل ملابس في أحد المولات مع زمیل لھ:وكان علیھ السفر ووعدنا بالعوده في نھایة الأسبوع وقال لأسماء
- .من النھارده إنتي مسئولھ مني زیك زي منار بالظبط أي حاجھ تعوزیھا أطلبیھا مني
شكرا یا أحمد ماتشیلش ھمي بس المھم أخلص إجراءات المعاش بتاع بابا وإن شاء ﷲ مش ھاحتاج حاجھ من-حد
أنا مش أي حد یا أسماء-
:قالھا بموده وشعرت أنھ یقولھا من أعماق قلبھ، وانصرف بعد أن قبل ید أمي وقال لأمي ھامسا
- خلي بالك منھا مالھاش غیرنا حالیا
ھتوصیني على بنتي؟؟ دي الذكرى اللي الغالیھ سابتھالي-
:على مائدة الإفطار تجمعنا أنا وأمي وأسماء ونھلھ –التي ذھب زوجھا لعملھ – فقالت نھلة
- یاخالتي أسماء ھتیجي تعیش معایا ماینفعش تقعد ھنا لوحدھا
:قالت أمي بھدوء
- ومین قالك ھاسیبھا لوحدھا ھاقعد معاھا لحد ماتخلص إمتحاناتھا وبعد كده أسماء تقرر عایزه تفضل ھنا ولاھتیجي معایا، ماینفعش أسماء تعیش في بیت راجل غریب
- یاخالتي ده جوز أختھا یعني مش غریب وكمان ما ینفعش تعیش معاكم وأحمد عازب.كلمة واحده انا ھافضل مع أسماء لما تخلص دراستھا السنھ دي وبعد كده ربنا یحلھا-
:سكتنا جمیعا وبكت أسماء وقالت
- یا خالتي أنا كبیرة كفایھ عشان أدبر أموري وھأقدر أعیش ھنا لوحدي ماتشغلیش بالك
:اقتربت منھا أمي وإحتضنتھا وقالت
- إنتي بنتي زیك زي منار ومش ھاسیبك غیر لما أسلمك لعریسك ومش عایزه كلام كتیر منار وأحمدكبار ویقدروا یھتموا بنفسھم ومش محتاجینلي لكن إنتي محتاجھ لي وأنا محتاجھ لك أكتر عشان.أشوف فیكي أختي ﷲ یرحمھا
مرت الأیام وانتھت أجازتي وكان علي أن أسافر ووعدت أسماء أن أعود في نھایة كل أسبوع وألاأتركھا وحدھا. قبل سفري لاحظت اھتمام مصطفى بأسماء وعطفھ علیھا فبررت ذلك بأنھ یشفق علیھالفقد والدتھا ولكني لاحظت مع كل إجازة نھایة أسبوع أقضیھا في الإسكندریة اھتمام مبالغ فیھ منمصطفى بأسماء أدركت حینھا أنھ ربما یرغب في الزواج منھا ،شعرت بالضیق كثیرا فكم كنت أتمنىأن یھتم بي أنا ، لكني حاولت أن أتجاوز ذلك لأن ربما الأفضل لأسماء أن تتزوج من مصطفى –رغمفارق السن بینھما- على أن تبقى وحیده أو تضطر للزواج بمن لاتعرفھ ، أقنعت نفسي بأن ذلك ھوالحل الأفضل وظلت في قلبي غصھ لم أستطع تجاوزھا لكني قلت أن الأیام كفیلھ بأن تجعلني أنساه،ربما ما أنا فیھ كان مجرد تعود لرؤیة مصطفى كما كنت معتاده مع عاصم وكنت أظنھ حبا، لكن عندزواج أسماء ومصطفى وإبتعادي عنھ سأعتاد غیابھ كما إعتدت قربھ. خلال تلك الفترة إمتنع أحمد عنالحضور لأن وجوده لم یعد لائقا وإكتفى بالإتصال بأمي وأسماء وزوج نھلھ وأحیانا یطلب من أميمحادثة أسماء، لكن بعد إنتھاء إمتحانات أسماء أصر على الحضور معي في نھایة الأسبوع وبعد تناول:الغداء قال
- یا حاجھ أم أحمد أنا طالب القرب منك
فقالت أمي:- ماتقرب یا حبیبي حد حایشك
یاحاجھ افھمیني صح أنا عایز أتجوز أسماء-:ذھلنا جمیعا وسكتنا للحظات فقالت أمي جاده
- أحمد فیھ مواضیع ما ینفعش فیھا الھزار
- وﷲ باتكلم جد جدا یا أمي أنا عایز أتجوز أسماء
أنا مالیش رأي الرأي رأیھا أولا وأخیرا واللي ھي ھتشوفھ ھانفذه حتى لو رفضتك-
: وأسماء صامتھ لاتتكلم فقال أحمد
- طب ممكن تسیبونا سوا لوحدنا شویھ
: فقالت أمي
- إدخلوا إتكلموا في الصالون وأنا قاعده ھنا وشایفاكم:دخلا معا وظلت أسماء على صمتھا فقال أحمد بمرح
- وحدوووه إیھ رأیك إوعي أكون مش عاجبك؟ ولا محتاجھ تسألي عني؟
أحمد بجد طریقھ شیك جدا للشفقھ بس أحب أعفیك من كل ده وأقولك أنا قویھ وھأقدر أعیش حیاتي-وأكمل لوحدي مش عشان أنا صعبانھ علیك تقوم تضیع حیاتك ومستقبلك عشاني
- ومین قالك إنك صعبانھ علیھ؟؟ طب ما أنا أبویا مات وأنا طفل صغیر وما اعرفھوش معنى إنك تقبليتتجوزیني إني صعبت علیكي؟؟ محدش بیتجوز حد شفقھ یا أسماء
إنت حاسس إنك مسئول عني ودي الطریقھ الوحیده اللي تخلیك مسئول عني بشكل رسمي-
ممكن أبقى مسئول عنك وأنا بعید بس أنا عایزك إنت-
لیھ أنا واشمعنى دلوقتي ما أنا قدامك من زمان-
لیھ إنتي لأسباب كتیر منھا حاجات ھاقدر أقولھا دلوقتي وحاجات وقتھا بعدین بس أھم سبب أعرفك-وتعرفیني كویس جدا وبنت جد ومحترمھ وحلوه وألف شاب یتمناھا، أما لیھ دلوقتي ففعلا أنا ما كنتشبافكر أتجوزك دلوقتي لأن ظروفي المادیھ مش كویسھ لكن الوضع اللي إحنا فیھ خلاني أعجل بالفكرةدي
عایز تقولي إنك فكرت تتجوزني قبل كده؟؟-
أومأ أحمد برأسھ مجیبا بنعم
بس أنا عمري ما حسیت إنك بتفكر فیھ بالعكس كنت بتتعامل معایا عادي زي منار-
ماكنتش أقدر أتكلم وأنا لسھ مش جاھز أنا لسھ بابتدي مشروعي ومش عارف ھانجح ولا لأ-وماینفعش أعلق حد بیھ وأنا ظروفي كده
مش عارفھ أقولك إیھ أفكاري متلخبطھ إدیني فرصة أفكر-
فیھ حد في حیاتك؟؟صارحیني وساعتھا ھنبقى إخوات وھاقف جنبك لحد ماتتجوزي اللي یستاھلك-
مافیش بس إنت فاجئتني وأكتر حاجھ باكرھھا مشاعر الواجب والشفقھ فلو كانت دي مشاعرك-ھاعتبر إنك ماقلتش حاجھ
أنا مشاعري لا ھي شفقھ ولا واجب ناحیتك أنا عایزك شریكھ لحیاتي بس لازم قبل ما تاخدي قرار-تفھمي إن ظروفي على أدي یعني مش ھاقدر أجیب شبكھ كبیره ولا أعمل فرح إنما ھاعمل كل جھديعشان أسعدك ولما ربنا یفتحھا علیھ ھاجیبلك أكتر من اللي تتمنیھ. أنا ھاسیبك تفكري براحتك ووقت.ماتوصلي لقرار كلمیني
:خرج أحمد من الصالون وإتجھ لأمي وقبل یدھا وقال
- أنا لازم أسافر یا أمي مش عایزه مني حاجھ؟؟
ربنا یصلح حالك یابني ویحفظك من كل شر ویكتبلكم كلكم الخیر-
وأثناء خروج أحمد قابل مصطفى الذي رحب بھ ودعاه لقضاء بعض الوقت معھ فاعتذر أحمد:بضرورة سفره وانصرف،بقیت أنا مع أمي وأسماء وقالت أمي لأسماء
- إسمعي یا بنتي الجواز یعني حیاه ھتعیشیھا مع إنسان على الحلوه والمره وماینفعش تعیشي حیاه إنتيمش عایزاھا إوعي تفكري تقبلي عشان تخلصي من الوضع ده أو لأنك مكسوفھ مني أو شایفھ إنھاجوازه وخلاص ،عشان تقبلي لازم تكوني مقتنعھ وشایفھ ان ده الإنسان اللي إنتي عایزاه یشاركك.حیاتك
مش عارفھ یا خالتي حاسھ إني متلخبطة ومش عارفھ أفكر ھاستخیر ربنا وأخد رأي نھلھ وبعدین-أقرر
براحتك یا حبیبتي-
جلست مع أمي نشاھد التلیفزیون بینما أسماء في غرفتھا وحینما شعرت بالإرھاق دخلت غرفة أسماء:لأنام فسمعتھا وھي في الشرفة تقول
- قولي رأیك إیھ یا مصطفى ؟؟ محتاجھ رأیك أوي
أدركت أن علاقتھا بمصطفى قویھ وأنھا ربما تطلب رأیھ لعلھ یتحرك ویتخذ خطوه جاده، وضعتالغطاء على رأسي ومسحت دمعة ألم تخبرني بأن أخر أمل في مصطفى ضاع. سافرت في الصباحمدعیة أن ورائي أعمال لابدأن أنھیھا وفي الأسبوع التالي كذبت على أمي وأخبرتھا أن ورائي عملمھم ولا أستطیع السفر،ھربا من ألامي وخیبة أملي.بقیت وحدي في الشقھ لا أجد ما أفعلھ وكل لحظھلي مع مصطفى تطاردني فقمت بترتیب وتنظیف الشقھ وأعدت ترتیب دولاب ملابسي حتى أنھكنيالتعب فارتحت قلیلا ولكن داھمتني الأفكار والألام مره أخرى فقمت لأعد بعض الطعام لي ولأحمد:الذي یعود متأخرا، وبمجرد إنتھائي من إعداد الطعام دخل أحمد وقال
- مش معقول ریحة طبیخ في بیتنا ھي ماما جت؟؟
لأ یافالح أنا اللي طبخت-
طب ألحق أكلم الإسعاف-
مین قالك إنك ھتاكل أصلا؟؟خلي لسانك الطویل ینفعك-
خلاص سماح أنا واقع من الجوع-
طب كل من غیر لماضھ-
:وأثناء الطعام قال لي
- مافیش أخبار من أسماء؟؟
لأ-
واضح إنھا مش موافقھ ومحرجھ تقول-
حسیت بكده عشان كده ماسافرتش الأسبوع ده عشان أعفیھا من الإحراج-
تفتكري فیھ حد في حیاتھا؟؟-
ما أعرفش لكن جایز مش مستعدة للإرتباط دلوقتي سیبھا براحتھا-
:أنھى طعامھ وقال
- منار إنت لیھ ما اتجوزتیش لحد دلوقتي؟؟
مالقیتش إنسان مناسب-
لا في الشغل ولا في كل اللي إتقدمولك؟؟-
لأ كل واحد جاي یخطب المحاسبھ اللي سنھا 28 سنھ یعني فاتھا القطر وجاي یحط شروطھ كأنھ-بیعمل صفقھ وعایز یطلع بأكبر مكسب ممكن لكن محدش جاي للإنسانھ محدش فكر بتحب إیھ وبتكرهإیھ ومشاعرھا شكلھا إیھ..وأنا ماعندیش إستعداد أرتبط غیر بإنسان وجوده في حیاتي یكون إضافھ لیھ.مش وجوده زي عدمھ أو یكون حمل علي أعصابي
قبلني على رأسي وتركني ودخل غرفتھ، دخلت غرفتي لأنام فجافى النوم عیوني وفكرت في عاصمومصطفى كلاھما كنت أظن أنھ یحبني ولكن كلاھما یلوذ بالصمت مما یؤكد ظنوني أنا مجرد فتاهتحلم بالحب والإھتمام. نمت بعد طول تفكیر وإرھاق ومر الأسبوع كعادتھ ممل وبطئ وروتیني لا: جدید فیھ ویوم الثلاثاء فوجئت بإتصال من أسماء تبكي وتقول
- ماجیتیش لیھ أنا حاسھ إني لوحدي یامنار ومحتاجلك جنبي
حاضر یا حبیبتي بس ماتعیطیش ھاجي أخر الأسبوع وجایبالك معایا لبس حلو اشتریتھ عشانك-
صحیح یا منار؟؟أنا بحبك أوي-
وأنا كمان یاحبیبتي مش عایزة حاجھ تانیھ-
ھاتي أحمد معاكي-
حاضر-
:كلمت أحمد وأخبرتھ بمكالمة أسماء فتعجب أنھا لم تكلمھ مباشرة فقلت لھ
- جایز محرجھ منك ومش عایزاك تتعشم
كلھ خیر-
سافرنا معا وأنا أعد نفسي لرفضھا لأحمد وقبولھا بمصطفى،حاولت أن أسعد من أجلھما ولكن بقيبالقلب ألم وحنین یمزقان حنایاه وكان علي أن أخفیھما، كنت أشفق على أخي من صدمة الرفضولكني سكت وتمنیت الخیر للجمیع وسألت ﷲ أن یمن على قلوبنا جمیعا بمن یسعدھا ویریحھا من ألامالوحده والحزن. وصلنا البیت ورحبت بي أمي وفوجئنا بوجود مصطفى وأمھ بمجرد أن رأیتھ أدركتأني لن أستطیع نسیانھ فقلبي متعلق بنظره من عینیھ ومكانھ محفور في أعماق روحي، رحبنا بالجمیعودعتنا أمي للغداء ،لم أعرف كیف ابتلعت اللقیمات التي تناولتھا فكنت مشغولھ بلحظة وأد حبي حیا ،كیف سأحیا بعد ذلك؟؟ھل سأحب مرة أخرى؟ھل سیشفى قلبي؟ كیف سأقابلھما بعد الیوم؟؟ھل:سأكرھھما معا أم سأكتفي بالبعد؟؟ أفقت على صوت مصطفى ینتشلني من أفكاري وھو یقول
- رأیك إیھ یا منار؟؟
ھھ في إیھ؟؟-
في سمك إسكندریھ عمرك دقتي أطعم منھ؟؟-
لا أبدا فعلا جمیل-
أمال ما بتاكلیش لیھ-
لأ بس إرھاق السفر-
لازم تأكلي عشان بعد الغدا عندي لكم مفاجأه حلوه-
عارفھ-
عارفھ إیھ؟؟-
قصدي أكید ھتعزمنا على أیس كریم زي كل مره-
لأ دي مفاجأه أكبر وأجمل-
قالھا والفرحھ ترتسم على ملامحھ كما لم أرھا من قبل، واعتصر الألم قلبي وتجمعت الدموع في عینيفغالبتھا ونھضت ولذت بالحمام أبكي ،ثم تماسكت قلیلا وغسلت وجھي وخرجت.انتھى الجمیع من:تناول طعامھم فوقف مصطفى بشكل مسرحي وقال
- یا جماعھ أنا جمعتكم النھاردة عشان أعلن عن خطوبة حبیبة قلبي سمسم على حبیبي وأخویا أحمدوده بصفتي أخوھا الكبیر اللي كان لازم یطلبھا مني بس أنا من فرحتي بیھم ھاسامحھ على الغلطھ دي..مبروك یا أحمد ومبروك یا سمسم ربنا یسعدكم
لم أصدق ما سمعتھ وكاد قلبي یتوقف من السعادة ،حقا ھو لایحبھا ویعتبرھا مجرد أخت وكل ھذاالإھتمام كان من أخ كبیر بأختھ الصغیرة؟؟ تمالكت نفسي وقمت أقبل أحمد وأسماء وأھنئھما ، دخلت:المطبخ لأداري دموع الفرح فجاء مصطفى ورائي وقال
- إعملي لنا شاي معاكي:التفت إلیھ وأنا أبتسم وأقول
عایزین شربات یا باشمھندس مش شاي-
أوامرك یا ھانم حالا ھیكون عندك الشربات-
تركني وذھب لشراء الشربات وعاد وكانت نھلھ وزوجھا قد حضرا فأخبرتھما أسماء فسعدت نھلھلسعادتھا ،أحضر مصطفى الشربات وقال: ھتعرفي تعملیھ ولا أنادي أمي أو خالتي؟؟
عیب یا ھندسھ أنا أعجبك أوي-
سبحان مغیر الأحوال اللي یشوفك على الغدا مایشوفكیش دلوقتي-
فرحانھ عشان أحمد أصلي إكتشفت إنھ بیحبھا أوي وكان مخبي علینا، سمعتھ بیصلي وبیدعي ربنا-وبیترجاه تكون من نصیبھ لأنھ مایقدرش یعیش من غیرھا ولما اتأخرت علیھ في الرد إفتكرتھا..ھترفضھ وإتأكد لي ده لما
لما إیھ؟؟-
لما سمعتھا بتكلمك وبتاخد رأیك؟؟-
ودي فیھا إیھ؟؟-
إنت زي أخوھا صحیح بس مش أخوھا یعني جایز تكون بتفكر فیك-
:ضحك مصطفى وقال
مستحیل أنا أخوھا فعلا أنا رضعت من مامتھا ﷲ یرحمھا مع نھلھ یعني نھلھ وأسماء متحرمین علیھ -وكلنا عارفین ده معقولھ إنتي ماتعرفیش؟؟
لأ ما أعرفش أنا كنت فاكره إنھا متعلقھ بیك كراجل مش أخ-
وده زعلك؟؟-
إضطربت وقلت: - عشان أحمد
بس؟؟ أه وده سر حزنك وغیابك؟؟ طب یالا ھاتي الشربات ونتكلم بعدین-
كنت أطیر فوق السحاب ولا أصدق ماحدث بیننا ،لكني شعرت بخوف ھل عرف سرقلبي؟؟ قد یدفعھذلك لأن یتلاعب بي؟؟ لا لن أفسد سعادتي الیوم بالظنون سأستمتع باللحظھ وبعدھا لیفعل ﷲ مایراهخیرا لنا. اتفقنا على أن ننزل أنا ومصطفى مع أحمد وأسماء لشراء الدبل الیوم وقراءة الفاتحھ غداحتى یحضر عمھا من القاھرة كما وعدھا. أخرجت لأسماء ما اشتریتھ لھا من ملابس وارتدتھم وكنتأحضرت لنفسي ملابس جدیده أیضا فارتدیتھا ونزلنا مع مصطفى الذي قال لأحمد: -تعالى أقعد جنبيیا فالح دي لسھ قرایة فاتحھ ماتسوقش فیھا واعرف إني أخ شدید جدا وغیور أوي
:قال كلماتھ الأخیرة وھو ینظر في عیني فقال أحمد
- ماشي یاعم إنتھز الفرصھ عشان تعمل اللي إنت عایزه بس افتكر كلھ سلف ودین
ضحكنا جمیعا وركبنا السیارة وإنطلقنا تجاه محلات الصاغھ وركن مصطفى السیارة ومشینا تجاهالمحلات واختارت أسماء دبلھ بسیطة ورخیصھ في ثمنھا مراعاة لظروف أحمد الذي ألح علیھا أنتشتري ماترید لكنھا رفضت أن تشتري غیرھا واشترى أحمد دبلھ فضھ وطلب من البائع أن یحفرعلیھا تاریخ الیوم .وأصر مصطفى على أن یدعونا في أحد المقاھي المطلھ على البحر، كان الخریفعلى الأبواب وبدأت الإسكندریة تتخلص من الزحام والرطوبة الخانقھ وتحل محلھا لیلا نسمات ھواءعلیلة . جلسنا بالقرب من البحر جلس أحمد بجوار أسماء ومصطفى قریب مني، مھما حاولت أنأصف سعادتي فلن تسعفني كل حروف اللغھ. تبادلنا الكلمات والضحك ثم بدأ أحمد وأسماء في حدیث:ھامس فقال لي مصطفى
- أنا اللي قلتلھا توافق علیھ كانت خایفھ یكون طلبھ مجرد شفقھ لكن أن قلتلھا أنا شفت الحب في عینیھمن یوم فرح نھلھ
یوم فرح نھلة؟؟ده مابطلش رقص ولا ھزار مع كل بنت شویھ-
كان بیعمل ده وعینیھ على أسماء عایز یشوف رد فعلھا وكلامھ معاھا ووقوفھ جنبھا كل ماحد یقرب-منھا
عادي بنت خالتھ-
أنا بقى فھمت الفرق بین خوفھ على بنت خالتھ وغیرتھ على حبیبتھ، ماھو مایفھمش ده غیر اللي-جرب الحب
- وإنت جربتھ؟؟
مرة زمان وكواني بناره وحلفت ما أجربھ تاني وإنتي جربتیھ؟؟-
لأ-
بس عینیكي بتقول غیر كده-
ماتصدقش كلام العیون مش دایما بیكون حقیقي-
فعلااللي حبیتھا قبل كده كانت عیونھا بتقول إنھا بتحبني ومش ھتعیش من غیري لكن لما قبل میعاد-جوازنا بیومین قالتلي إحنا ماننفعش بعض أنا كنت فاكره إني ھانسى بیك حبي الأولاني لكن لما عرفإني ھاتجوز رجع ندمان لقیتني نسیت الدنیا علشانھ ومش قادره أعیش من غیره، ساعتھا كرھتھاوكرھت قلبي اللي صدقھا وكرھت الحب واللحظھ اللي حبیتھا فیھا ومبقیتش أصدق إن فیھ حاجھ.إسمھا حب
سكت ولم أجبھ ونظرت لموجات البحر التي تتحطم على شواطئھ ورغم أنھا تعرف أن ھذا مصیرھاتأتي إلیھ ملھوفھ ،ھكذا كان حالي معھ أتي إلیھ ملھوفھ وفي كل مره أتحطم على شواطئ لامبالاتھ او:ربما خوفھ وتردده، قال لي ھامسا
تحبي تتمشي شویھ ونسیبھم لوحدھم؟؟ -
-: وافقتھ واستأذنت أحمد الذي طلب مني ألا أغیب كثیرا حتى لا نتأخر في العوده فقلت لھ
متخافش ھاكون قصاد عینك-
فھمني وابتسم وتابعني ببصره وأنا أمشي مع مصطفى ، وحینھا دق جرس موبایلي یعلن عن وصولرسالھ على الواتس ففتحتھا وكانت من عاصم یقول:( لو واحد أكبر منك بكتیر وشكلھ مش حلو لكن(مناسب لیكي وھیحافظ علیكي إتقدملك ترضي بیھ؟؟
شعرت بإضطراب شدید لقد كانت كلماتھ مفاجأه وتوقیتھا مفاجئ أكثر، لاحظ مصطفى إضطرابيفقال:- مالك فیھ حاجھ ضایقتك؟؟
لأ حاجھ فاجئتني-
أقدر أعرفھا-
ما أعتقدش تھمك لكن ممكن أخد رأیك برضھ ده رئیسي في الشغل أكبر مني ب15 سنھ مش متجوز-ومھذب جدا ومثقف بس شكلھ مش حلو بیعرض علیھ الجواز تفتكر أرد وأقول إیھ؟؟
بتحبیھ؟؟-
لأ بس مش باكرھھ ومتعوده علیھ وعارفھ طباعھ وأفكاره ودماغھ وباحترمھ جدا-
واضح إنھ إنسان كویس لو بالعقل ھاقولك فرصھ ماتضیعیھاش وخاصة وإن سنك زي ماعرفت-مقرب على ال30 والبنات في السن ده بتخاف من الوحده وكلام الناس ولقب عانس، لكن تفتكريھیقدر یسعدك؟؟ وإنتي ھتقدري تسعدیھ؟؟ ده سؤال مھم محدش یقدر یجاوب علیھ غیرك لكن لو قلبكمشغول بحد نصیحھ إوعي تحاولي تنسي واحد بواحد لأن أدي النتیجھ قدامك حطام إنسان لاعارفأحب ولا أتجوز ولا أثق في أي واحده، إوعي تعملي ده في حد وخاصة لو بتقدریھ زي ما بتقولي
أفتكر نرجع كفایھ كده-
كنت أظنھ سیشعر بالغیره لأن ھناك رجل غیره یعرض علي الزواج لكنھ لم یبال فأدركت ألا مكانلي في قلبھ وأنھ لا یراني وأني أھدر عمري وأستنزف قلبي وروحي على رجل بلاقلب.عدت للبیتوشعلة السعاده بداخلي تحولت لرماد حبي المحترق على أعتاب قلبھ البارد ، جلست أسماء تحكي ليمادار بینھا وبین أحمد، بینما أصر مصطفى على أن یبیت معھ أحمد حتى الغد لیزید إشتیاقھ لأسماء.وأنا أعلم أنھ فعل ذلك حتى لا یتیح لھما المجال لیكونا بمفردھما معا
في الیوم التالي نزلت مع أسماء لنشتري فستانا مناسبا وأراد أحمد أن یأتي معنا فرفضنا بحجة أننا نریدأن یكون مفاجأه للجمیع. اتفقنا مع الجمیع أن یبدأ الإحتفال في السادسھ مساءا حتى أستطیع السفر أناوأحمد في أتوبیس العاشره مساءا، بالفعل بدأ الإحتفال بحضور عم أسماء وزوجتھ ونھلھ وزوجھاومصطفى وأمھ وأنا وأمي، كان إحتفالا بسیطا والكل سعید وأنا أتصنع السعاده من أجل أحمد وأسماءولكن جراح روحي كانت موجعھ. إنتھى الحفل وحان وقت الرحیل وعرض مصطفى توصیلنا لمحطة:الأتوبیس وجاءت أسماء معھ تركنا لھما الوقت والمساحھ لیتحدثا فقال مصطفى لي
- قررتي إیھ؟؟ ھتوافقي ولا ھترفضي؟؟
مش عارفھ بس لو رفضت لازم ھادور على شغل تاني لأني مش ھاقدر أكمل معاه بعد كده-
- على فكره شركتنا طالبھ محاسبین خبره وأعتقد إنك بعد جواز أحمد وأسماء في إسكندریھ مشھتفضلي عایشھ في القاھرة لوحدك
ماھي ماما ھتكون معایا-
أقصد من غیر راجل لا أب ولا أخ ولا زوج، لكن ھنا ممكن نشوفلكم شقھ قریبھ وتكونوا جنب أحمد-
- مش عارفھ لسھ ماقررتش
ده معناه إنك ممكن توافقي؟؟-
- ولیھ لأ؟؟ أحیانا بیبقى العقل مطلوب وأدیني شفت تجارب القلب مش كلھا ناجحھ
مش عارف أقولك إیھ عموما استخیري ربنا وھو ھیدلك للخیر وابقي طمنیني عملتي إیھ-
لیھ ؟؟-
: سكت ولم یجب وقال أحمد
- یالا یا منار نشوف وشكم بخیر
ودعناھما وقلبي یأبى الرحیل مازال معلقا بنظراتھ، مازال ذلك اللعین یخفق لكلماتھ وإبتساماتھ، مازالیھفو إلیھ ، تذكرت كلمات كامل الشناوي وھو یقول (لست قلبي وإنما خنجر أنت في الضلوع)، كنتأعلم أن قلبي معلقا بأھدابھ أما ھو فسینساني بمجرد أن أغیب عن عینیھ بینما حبھ محفور بثنایا الروح. والقلب
عدت للبیت وأنا لا أدري ماذا أفعل ھل أتزوج من یحبني وسیبذل كل جھده لإسعادي وسأعتاد علیھوربما أحبھ یوما ما، أم أنتظر من أحبھ أن یشعر بي وأبقى عمري كلھ أبذل كل جھدي لإسعاده وربمالایحبني ولا یكون سعیدا؟؟ أمر محیر حقا. قضیت لیلتي ساھرة أصلي وأدعو ﷲ أن ینیر دربيویھدیني لما فیھ الخیر لي. دق الجرس فظننتھ المنبھ فقمت لأغلقھ فوجدتھ جرس الموبایل من سیطلبني:في السادسة صباحا؟؟ أجبت فوجدتھ مصطفى فقلت لھ متعجبھ
- خیر یا مصطفى فیھ حاجھ حصلت؟؟ ماما وأسماء كویسین؟؟ ومامتك كویسھ؟؟
متخافیش كلھم كویسین بس أنا اللي مش كویس-
:فقلت بلھفھ
- مالك تعبان؟؟
فعلا تعبان ومانمتش طول اللیل-
سلامتك طب كلم حد من زمایلك یودیك المستشفى-
اللي عندي علاجھ عندك إنت-
مش فاھمھ-
من یوم ماشفتك وأنا مش عارف مالي متلخبط باحب أكون جنبك وأكلمك لكن تجربتي الأولى لسھ-مخوفاني خایف أسیب نفسي أحب وأتعلق تاني وأتصدم، وكل ما أصمم أبعد وأنسى ألاقي الظروفبتقربنا أكتر وأتعلق بیكي أكتر، محتار بین خوفي من الألم وبین احتیاجي لیكي وإمبارح لما حسیتإنك ھتضیعي مني كنت زي المجنون لدرجة إني فكرت أركب الأتوبیس اللي بعدكم وأجي وراكي لكنوقفني تلیفون جالي من الشغل لقیتھم طالبین مني أسافر ألمانیا تدریب لمدة 6 شھور ده الحلم اللي كنتباستناه وعلى أد مافرحت على أد ماخفت تضیعي مني طول اللیل بافكر أعمل إیھ لحد ما الصبح طلعقررت أكلمك وأقولك كل اللي جوایا وأعرف رأیك
:سكت للحظات ثم قلت
- تعرف رأیي في إیھ؟؟ إنت ماقلتش حاجھ ، یعني أنا مطلوب مني أستنى 6 شھور وممكن بعدھمترجع ومشاعرك إتغیرت؟؟ طب ھاستنى بصفتي إیھ إذا كان إنت شایف إنك متعلق بیھ عشان بتشوفنيكتیر مش یمكن البعد یعودك على غیابي؟؟ إنت مش عارف إنت عایز إیھ ومش عارف تحدد مشاعركبس كل خوفك إني أختار غیرك ومش مھم إنت تختارني ولا لأ
ماتبقیش قاسیھ علیھ أوي كده أنا فعلا محتار وخایف یاترى ھتقدري تساعدیني؟؟-
إنت أناني یا مصطفى عایزني ما أكونش لغیرك وفي نفس الوقت أفضل قدامك من غیر أي إلتزام من-ناحیتك إذا كان إنت مش عارف بتحبني ولا لأ عایزني أساعدك إزاي؟؟
طیب إنتي بتحبیني؟؟-:سكت ولم أجبھ فقال
- أنا أسف إني أزعجتك بمشاعري كنت فاكر إنك حاسھ بیھ
بص یا مصطفى كل شئ نصیب وأنا على یقین إن ربنا ھیكتب لنا الخیر اللي یسعدنا سافر لتدریبك-ولو لنا نصیب في بعض ربنا ھیجمعنا ولو مالناش مھما نعمل مش ھنكون لبعض توكل على ﷲوسیب ربنا یرتبھا
صحیح أنا مشاعري مضطربھ ومش محدده لكن كل اللي أقدر أقولھ لكي إني باكون مبسوط وإنتي-معایا ومطمن وأنا باتكلم معاكي وبازعل لما تبعدي عني
جایز یكون مجرد تعود ،سافر یا مصطفى والأیام ھي اللي ھتبین ده تعود ولا حب ولا أوھام-
زادتني مكالمتھ حیره فقمت توضأت وصلیت ودعوت ﷲ أن ینیر لي دربي،ذھبت للعمل وقابلت:عاصم الذي كان ملھوفا على ردي فقلت لھ
شوف یا أستاذ عاصم لا الشكل ولا السن ھم اللي بیحددوا نجاح العلاقھ لكن الود والتفاھم والإحترام-وسؤالي الأول لیھ أنا؟؟
عارفاني وعارفك ومتعود علیكي ،محترمھ في شكلك وسلوكك مع الكل، مستواكي المادي والعلمي-والإجتماعي قریب مني یعني مش ھیكون فیھ بیننا إختلافات جوھریھ
جمیل یعني حضرتك حسبتھا بمقیاس العقل تماما؟-
فعلا العقل ھو أساس نجاح أي علاقھ أنا فكرت إنتي قربتي على ال30 وفرصك في الجواز بشاب في-سنك قلیلھ وغالبا اللي ھیتقدمولك بعد كده یا إما أرمل أو مطلق أوعجوز عایز زوجھ تانیھ صغیره فأنابالنسبھ لظروفك ھاكون أنسب واحد معلش أعذري صراحتي
- ماھو برضھ أنا كمان أصغر منك ب15 سنة وبنت وباشتغل ومرتبي كویس یعني بالنسبھ لك لقطھمعلش أعذر صراحتي
:ضحك وقال
- فھمتیني إحنا الإتنین ظروفنا مناسبھ لبعض وده من أھم معاییر نجاح أي جوازه
طیب نتكلم في التفاصیل المھر والشبكھ والشقھ-
أنا شقتي زي ما شفتیھا إیجار قدیم 3 أوض وصالھ وفي العباسیة یعني وسط البلد ھاوضبھا ونعیش-فیھا ومش ھادفع مھر ھنفرش الشقھ بالنص إنتي تفرشي أوضتین وأنا أوضھ والأجھزه الكھربائیھوھاجیبھا طبعا بالقسط بضمان مرتبي ، أما الشبكھ فالكلام ده كلھ شكلیات لكن عشان أفرحك مافیشمشكلھ ممكن أجیبلك دبلھ ومعاھا خاتم وإبقي خدي الغویشتین بتوع أمي ﷲ یرحمھا إلبسیھم كمان أظنكده كویس ما أحنا مش لازم نصرف كل اللي معانا في شكلیات فارغھ
إنت صح..طب یاترى لك مصدر دخل غیر مرتبك؟؟-
إنتي داخلھ على طمع ولا إیھ؟؟ قالھا مبتسما إبتسامة صفراء ثم قال:- عندي فدانین في البلد وإیرادھم-مش بطال
طیب مرتبك مع إیراد الفدانین دول شایفھم كفایھ إنھم یفتحوا بیت وخاصة لما ربنا یرزقنا بأولاد؟؟-
مع مرتبك أكید كفایھ ومتخافیش أنا شخص إقتصادي جدا وھاعرف أخلي البیت یمشي إنتي تسلمیني-مرتبك كل أول شھر وتاخدي یادوب مصروفك وأنا ھابقى مسئول عن كل الطلبات
شعرت أنني على أبواب عقد صفقھ لا بدایة حیاه ،فھو یراني فرصھ جیده ویرى نفسھ أفضل الحلوللمن ھي في مثل سني ولم تتزوج فعلي أن أتشبث بھ قبل أن یفوتني قطار الزواج، ھي صفقھ بلا:مشاعر ولا روح . أفقت من شرودي على صوتھ یقول
- ماقلتیش أجي أقابل والدتك وأخوكي إمتى؟؟
سیبني یومین أرتب ظروفي وأرد علیك-
نظرت إلیھ لأول مره أراه على حقیقتھ، ربما لم ترفضھ الفتیات لدمامة شكلھ إنما لدمامة روحھ وجمودقلبھ وبرودة مشاعره، إنسان كل حیاتھ أرقام وصفقات وحسابات بلا قلب ولا مشاعر،كل ما كان یقولھلي عن قراءتھ وثقافتھ كانت وسیلھ لیجذبني إلیھ، كان یسألني عن نفسي لیس إھتماما إنما لیعرف حقیقةظروفي ویستطیع تقییم موقفھ. وكأن ﷲ إستجاب لي وأراد أن ینیر لي طریقي لأرى حقیقة عاصم التيغفلت عنھا، مابین رجل عملي بلا قلب ولا مشاعر وحیاتھ كلھا محسوبھ بالورقھ والقلم بدقھ متناھیھ ،وبین رجل یفیض بالمشاعر لكنھ یخاف من الحب ویھرب من مشاعره ویخشى أن یبوح بما في قلبھ،عالقة أنا وحائره أیھما أختار؟؟
جاءني إتصال من أحمد یطلب مني أن أقابلھ بعد إنتھاء عملي في المول حیث یعمل لأنھ یحتاجني في موضوع: مھم، شعرت بالقلق الشدید علیھ وذھبت مسرعھ فقال لي
- عایز أخد رأیك دلوقتي أنا وحسن شركاء في محل اللبس ده وحسن عایز یفض الشراكھ عشان مسافر برهوأنا ما أقدرش أدفع نصیبھ وكمان علیھ إلتزمات جوازي ومش عارف أعمل إیھ؟؟
الأول فكرت ھتتجوز ھنا ولا في إسكندریة؟؟-
في إسكندریھ لسببین ھتوفر علیھ فلوس الشقھ وھي عایزة تعیش ھناك جنب أختھا-
جمیل یعني كده كده كنت ھتغیر نشاطك لھناك لأنھ مش معقول تعیش في بلد وتشتغل في بلد تانیھ، یبقى إنت-وحسن تبیعوا لطرف تالت وخد نصیبك بضاعھ وكمل بفلوس ودور على محل في إسكندریھ في مول وحطبضاعتك فیھ
بس ھاجیب فلوس المحل منین؟؟-
أنا محوشھ قرشین ھاخش معاك شریكھ بیھم-
بس دي فلوس جوازك؟؟-
بلا جواز بلا وكسھ إنت شایف العرسان مموتین نفسھم علیھ؟؟ وبعدین ما انت ھتشتغل وتكسب وأنا كمان-ھادور على شغل جدید مش عایزه أكمل ھنا
طیب إیھ رأیك نبیع الشقھ ھنا وتاخدي إنتي وماما شقھ جنبنا منھا نبقى كلنا مع بعض ولو غبت برضھ تراعي-المحل لأنھا فلوسك وتشوفي شغل ھناك؟؟
مش عارفھ سیبني أفكر وكمان ناخد رأي ماما مش یمكن ترفض؟؟-
خلاص اتفقنا أنا ھابتدي أنفذ وربنا یعمل اللي فیھ الخیر بس قولیلي عایزة تسیبي شغلك لیھ؟؟-
حكیت لھ ما حدث فعلا كنت أحتاج لرأیھ وقلت لھ ما قالھ مصطفى وإنتظرت سماع رأیھ فسكت قلیلا وقال:--بصي ھاقولك رأیي بصراحھ وإنت حره في رأیك، عاصم ده شخص مادي جدا وعملي جدا یعني لو تقدريتعیشي من غیر مشاعر ده أنسب واحد بس لازم تأمني نفسك منھ أو تعملي مشروع معاه، أما مصطفى فمشعارف إذا كان ھو محتار في مشاعره ومش عارف یحددھا ھتاخدي إنتي قرار إزاي ؟ خایف علیكي من تقلباتھ
.ومن الصدمھ عموما سیبیھ یسافر ولما یرجع ھیكون استقر على رأي و6 شھور مش وقت طویل
أنا فعلا حسیت مع عاصم إنھ بیعقد صفقھ وأنا مجرد طرف فیھا وده ضایقني وحاسھ مع مصطفى أنھ عایزني-أفضل متعلقھ بیھ من غیر حتى ولا كلمة حب ولا أي إلتزام ، الإتنین كل واحد بیفكر في نفسھ واحدبیفكرھیستفید مني أد إیھ، والتاني خایف ومتردد وفي نفس الوقت مش عایزني أكون لغیره، محدش فیھم فكرفیھ وفي مشاعري، محدش اھتم بالإنسانھ اللي جوایا وإحتیاجاتھا واحد سببلي ألم والتاني عایزني إنسان ألي وده مخلیني أبعد عن الإتنین عشان كده ھاسیب الشغل ده وعشان كده شجعت مصطفى على السفر، یمكن البعد.یخلیھ یاخد قرار صح وربنا وحده ھو اللي ھیكتبلي الخیر
طول عمرك عاقلھ، أنا كنت شایف مصطفى وحركاتھ لكن كنت فاكر إنھ حب وھاییجي یتكلم وادیتھ أكتر من-فرصھ یتكلم معاكي عشان یاخد قرار لكن طالما لسھ متردد فعلا البعد ھو اللي ھیحدد المشاعر إن كانت صادقھولا أوھام، عموما لأن أفكارك النھارده كلھا فظیعھ قررت أضحي وأعزمك على الغدا
أوبااا شكلك ھتبعتر القرشین، لم نفسك داخلین على مصاریف كتیر تعالى ھاعزمك أنا على كشري إحنا أخر-.الشھر وكده فل أوي
سافرنا للإسكندریة في نھایة الأسبوع واقترحنا على ماما فكرتنا فوافقت على بیع الشقھ وشراء شقھ جدیده ھنابعد أن تأكدت من رغبتي في ترك عملي ومشاركة أحمد وأني سأبحث عن عمل أخر ھنا. اتصل مصطفىبأحمد وطلب لقاؤه وأخبره بضرورة سفره خلال أسبوع وخلال ذلك الوقت لابد أن یكتب أحمد كتابھ علىأسماء حتى یكون وجوده معھا بشكل شرعي وتجنبا لكلام الناس فوافق أحمد واتصل بنھلھ وزوجھا وجلسواجمیعا للإتفاق على حقوق أسماء المادیھ وشرح لھم أحمد ظروفھ المادیھ وأنھ حالیا یغیر نشاطھ فإتفقوا جمیعاعلى أن یوقع على قائمة بمبلغ 50 ألف جنیھ وعلى مؤخر صداق ب100 ألف جنیھ لضمان حقوقھا وأن یقدملھا عند الزواج شبكة قیمھ ، وافق أحمد على شروطھم وقرروا كتب الكتاب الخمیس المقبل وأن یتم تأجیلالزواج لمدة عام حتى یستطیع أحمد أن یحقق نجاح لمشروعھ، ووعده زوج نھلھ بأن یساعده في إیجاد محلمناسب من خلال معارفھ . حاول مصطفى الكلام معي لكني لم أمنحھ تلك الفرصھ وكانت ردودي جافھ ولكنھعرف بعد ذلك من أمي أننا نبحث عن شقھ مناسبھ وتكون قریبھ فاقترح علیھا شراء شقھ في العمارة المقابلھلعمارة خالتي حیث أن صاحبھا یعرضھا للبیع بثمن قلیل لرغبتھ في السفر وافقت أمي وخاصة وأن الشقھمناسبھ لنا وستكون قریبھ من أحمد وأسماء وفي نفس الوقت سنحتفظ بخصوصیتنا وكان لابد من دفع المبلغنقدا خلال أسبوع ونحن لم نتمكن بعد من بیع شقتنا فأحضرت مدخراتي وباعت أمي ذھبھا وذھبي وأكملناالمبلغ وعرضنا شقتنا بالقاھرة للبیع وبدأنا في توضیب الشقھ وخاصة وأني استقلت من عملي ولكن نتیجةلجھودي وإخلاصي في العمل صرف لي صاحب العمل مبلغا كمكافأة لنھایة الخدمھ ووعدني أنھ سیوصي بي
:عند معارفھ بالإسكندریھ شكرتھ كثیرا، ثم توجھت لعاصم الذي فوجئ بما فعلتھ وقلت لھ
- شكرا یا أستاذ عاصم على عرضك للجواز لكن أنا لقیتھ مش مناسب لیھ أنا عایزه إنسان أشاركھ حیاتھ.ومشاعره وأفكاره وأفراحھ وأحزانھ مش مشروع ھاخش فیھ شریك بالنص، ربنا یوفقك للي تستاھلك
بدأنا في جمع أشیائنا لنقلھا للإسكندریھ وجاءت أمي وأسماء لمعاونتي وكان علینا التخلص من بعض الأشیاءلصغر الشقھ الجدیده وبكت أمي لأن لكل قطعھ في المنزل ذكرى عزیزه على قلبھا ولكن لابد من الفراق وكأنھقدرنا الذي لافرار منھ. جمعنا أثاثنا وذكریاتنا وإتجھنا للإسكندریھ لنبدأ حیاه جدیدة وتعمدت أن أتأخر عنھمبحجة إنھاء بعض الأوراق حتى أتھرب من وداع مصطفى فما أقسى لحظات الفراق على القلوب.سافر
.(مصطفى بعد أن أرسل لي على الواتس رسالة یقول فیھا:( المسافات لاتباعد بین القلوب
لم أجبھ إنما تركت الزمن ھو من یحدد ماذا ستفعل بنا المسافات، كانت الإسكندریھ بلا مصطفى بلا مذاقوكأنھ أخذ جزء من روحھا وجمالھا معھ. حاولت أن أشغل نفسي بترتیب شقتنا وإعادة فرش أثاثھا ثم بالعمل معأحمد على إعداد المحل الصغیر الذي وجده في أحد المولات ودفعنا ثمنھ بعد بیع شقتنا بثمن جید، وكذلكصرت أبحث عن عمل واكتشفت أن تلك أصعب المھمات لأن الإسكندریھ بالنسبة للقاھره تبدو كمدینھ صغیرهجدا وفرص العمل فیھا قلیلھ، فاكتفیت بالعمل مؤقتا مع أحمد في المحل خاصة وأنھ كان مشغول بإعداد شقةالزوجیھ . حرصت أنا وأسماء على رعایة أم مصطفى في غیابھ فلم یكن لھا سوانا كنت أشتري لھا ما تحتاجھوأسماء تساعدھا في الذھاب لقضاء مشاویرھا. وخلال عملي بالمحل مع أحمد تعرفت على الكثیرین وتعرضتلمحاولات من الكثیرین -خاصة عندما منحوني لقب عانس وھذا معناه أني متاحھ لأي دنجوان أو على الأقلملھوفھ ولن أمانع في إقامة أي علاقھ- ممن نتعامل معھم لإقامة علاقا معي، وبعد أول 3 شھور من التعاملمعي حصلت على لقب ( العانس المفتریھ ) لأن كل رجل كان یتجاوز حدوده معي في الكلام یسمع منيمالایسره أبدا. شخص واحد ھو من نال إحترامي لأنھ لم یفكر في تجاوز حدوده الأستاذ ولید تاجر الجملھ الذينتعامل معھ إنسان متعلم ومحترم حل محل والده في التجارة وصار من أكبر المستوردین للملابس الحریمي منالخارج ولم یكتفي بذلك بل فتح مصنعا للملابس الحریمي الراقیھ في الإسكندریھ، كنا أحیانا نتعامل معھ مباشرةأو مع الأستاذ حسین شریكھ في المصنع. ولید رجل تجاوز الأربعین بعدة سنوات جاد جدا وقلیل الكلام،معاملاتھ منضبطھ وملتزم في مواعیده ویستجیب لأي شكوى حتى لو كانت من محل صغیر مثلنا، ویتعاملمعنا كما یتعامل مع المحلات الكبرى.لم أره سوى مرة واحده عندما دعانا أنا وأحمد لحفل إفتتاح خط إنتاججدید في مصانعھ فقد قرر أن یضیف لھا ملابس الأطفال، عندما ذھبنا رحب بنا وعرفنا على كثیر من التجاروأصحاب المحلات وكانت فرصھ جیده لنا للتعرف على الناس وإقامة علاقات طیبھ ، وأثناء البوفیھ كانیطوف على الجمیع ھو وشریكھ لیرحبا بھم ویتحدث معھم قلیلا، فاقترب من مرحبا وشملني بنظرة یظھر فیھا: إعجابھ و قال لي
- یاترى بتحبي الشغل في المحل؟؟
ده أكل عیشنا ومصدر دخلنا ولازم أحبھ ومحدش ھیخاف علیھ أدي-
بس أنا ملاحظ إنك شاطرة في الحسابات أكتر من أحمد-
لأني إشتغلت محاسبة لمدة 6 سنین فاكتسبت خبره لكن أحمد شغلھ كلھ في اللبس من یوم ما اتخرج-
- وسبتي شغلك لیھ؟؟
اتنقلنا من القاھرة لھنا ودورت على شغل كتیر ومالقیتش فإكتفیت بشغلي في المحل لحد ما ألاقي شغل مناسب-
تحبي تشتغلي معانا في الحسابات؟؟-
ماعندیش مانع-
بكرة تعالیلي المكتب الساعھ 10 الصبح ومعاكي كل أوراقك-
متشكرة جدا یا فندم-:قال لي أحمد متعجبا
- ھتسیبیني في الظروف دي؟؟
-دي فرصة مش ھتتكرر تاني وخفت لو أجلتھا یجیب غیري ومتخافش ھارتبلك كل أمورك
ذھبت في الیوم التالي لمكتبھ ویبدو أنھ كان مشغولا لأنھ لم یقابلني إنما كلف مدیرة مكتبھ أن توجھني لمدیرالموارد البشریھ الذي لدیھ تعلیمات بشأني، أنھیت كافة الإجراءات وتوجھت لقسم المحاسبھ حیث كان یعملنحو ثلاثة أخرین تحت رئاسة الأستاذ جمال الذي قارب على الستین. بدأت العمل بجد وإجتھاد وعرفت كلماھو مطلوب مني وأدیتھ بكفاءة ، وتعارفت على زملائي الثلاثھ وكانوا من الرجال إثنان منھم متزوجانوالثالث مطلق وكلھم في نھایة الثلاثینیات، وبالطبع لم أسلم من سخافة الرجال لأني عانس وأبدو كفریسھ سھلة، لكن مع تعاملھم معي أدركوا أنھ لاأمل مني فاطلقوا على (الشاویش منار). خلال تلك الفترة لم أر ولید ،حتىعندما ذھبت لمكتبھ لأعطیھ دعوة حضور فرح أحمد لم یكن موجودا لكن مدیرة مكتبھ تسلمتھا مني، أدركت أنھ.ربما لن یأتي فمكان الفرح لا یلیق بھ
حصلت على إجازة یومي الأربعاء والخمیس لأساعد أسماء فیما ینقصھا ولأحل محل أحمد في المحل، وكانتتلك فرصتي لأھرب من لقاء مصطفى الذي عاد فجر الأربعاء وكان حزینا لأن والدتھ توفت منذ شھر ولمیستطع النزول وحضور جنازتھا إنما كنا نحن من حولھا، كنت أخشى لقاء مصطفى حتى لایعود تأثیره علىقلبي مجددا لقد اعتدت غیابھ كما اعتدت من قبل وجوده وإھتمامھ، حتى أنھ من یوم سفره لم یرسل لي أیةرسالھ سوى رده على عزائي لھ، لا أعلم إن كنت أھرب منھ أم أھرب من ضعف قلبي أمامھ،أم أھرب منعینیھ ، أم أھرب من خوفھ وتردده ، ربما أھرب من نفسي حتى لاتتعلق مجددا بسراب. جاء یوم الزفاف وكانلابد من لقاء مصطفى الذي جاء معنا لمركز التجمیل وكان علي أن أترك أسماء مع نھلھ وأذھب للمحل لمتابعةالعاملھ حتى الساعھ الرابعھ ثم أعود لمركز التجمیل وتطوع مصطفى لتوصیلي للمحل ورفضت عودتھ بحجةأن أحمد یحتاجھ أكثر مني، خلال الطریق سألني عن أحوالي وعملي وحكى لي عن سفره وانشغالھ بعملھ وعنمدى إنبھاره بالتطور العلمي والصناعي في ألمانیا وأنھ نال إستحسان الناس ھناك حتى أنھ تلقى عرض عملھناك لكنھ كان یرفض من أجل والدتھ ولكن بعد وفاتھا أصبح حائرا وسألني رأیي فنظرت في عینیھ فلم أجدفیھما ذاك البریق الذي كان یجعل قلبي یخفق بجنون، ولا تلك اللھفھ التي كانت تطل من عینیھ، ولا ذلك الحنین:الذي كان یجتاح كلماتھ كلما غبنا عن بعضنا،لقد تحول لشخص جامد ، فقلت لھ
سافر ربنا یوفقك-
ده رأیي برضھ الفرصھ دي مش ھتتعوض والحیاه ھناك أحسن وماعدش لیھ حد ھنا-
شعرت أني أجلس بجوار شخص غریب لم أعرفھ یوما، وكأني یوم دعوت ﷲ أن ینیر بصیرتي إستجاب ليوكشف لي حقیقة الإثنین واحد یراني صفقھ والأخر اعتاد وجودي وبمجرد غیابي إنتھیت من حیاتھ، تعجبتلأني لم أشعر بالألم أو الحزن، یبدو أن قلبي اعتاد الحزن والفقد. أمضیت بضع ساعات في المحل وراجعت كلالحسابات وفي الرابعھ أغلقنا من أجل الزفاف، عدت لمركز التجمیل وصممت أن أكون الیوم مختلفھ ،سأرتديفستانا أنیقا وأضع بعض المساحیق الخفیفة التي تبرز جمالي، لن أھمل نفسي بعد الأن بل سأھتم بھا أكثرمادمت لم أجد من یھتم بي. رأیت نتیجة التجمیل في عیون كل المحیطین بي ومنھم مصطفى الذي لم یرفععینیھ عني كأنھ یراني أول مره لكنھ للأسف یرى فقط شكلي ولا یرى ما بقلبي ، رأیت أنھ لایبالي بي ربمامازال خوفھ یكبلھ وربما وجد من تعوضھ، لم یعد یھتم إن كنت مازلت متعلقھ بھ أم لا، لم یفكر أن یقول لي أنھیریدني معھ، لم یراع مشاعري ولم یقدر ما فعلتھ من أجل أمھ- وإن كنت فعلتھ لوجھ ﷲ لا أرید منھ جزاءا ولاشكورا- ولم یشعرني أني أكثر من صدیقھ یتحدث معھا ویستشیرھا ونسي كل نظرات الشوق واللھفھ.قررت.أني من الیوم سأعیش لنفسي وأھتم بھا حتى لو لم أتزوج فلا أبال مادمت سعیده ولا أفعل ما یغضب ربي
- بدأت حفلة الزفاف بصخبھا وضجیجھا وكان علي أن أكون في إستقبال الضیوف - وكأني أنا أمالعریس ولست أختھ- وخاصة من أتعامل معھم في المحل من أصحاب المحلات المجاورة وتجاروموردین، كنت أرى في عیون الكل نظرة إعجاب وربما تجاوزتھا لتفحص ، وترجمھا البعضلكلمات مجاملھ كنت أقابلھا بإبتسامھ ھادئھ، حتى جاء ولید وبدا أكثر وسامھ من ذي قبل ، رحبت بھواصطحبتھ لتھنئة أحمد ثم جلس مع بعض التجار وأصحاب المحلات الذین یعرفھم، ورأیت في عینیھنظرة إعجاب ھادئھ ، نظره زادت من ثقتي بنفسي وأشعرتني أني أنثى جدیره بالإعجاب بقدر ما أناجدیره بالإحترام. وحان موعد البوفیھ فدعوت الجمیع للدخول ، وذھبت لأحضر لأمي ما تأكلھ وعندباب البوفیھ وجدت ولید یقف مع أحد أصحاب المحلات یتحدثان ،فأعطیت لأمي الطبق وعدت إلیھ:فوجدتھ یقف بمفرده ولا یتناول طعامھ فقلت لھ
- تحب حضرتك أعملك طبق مخصوص؟؟ -
- .فأجاب:- لأ خالص أنا أصلا مش بأكل باللیل أخري علبة زبادي أوفاكھھ
- ...فقلت:- طب إسمحلي أجیب لحضرتك طبق فروت سلاد
- . خلاص زي ما تحبي-
- :أحضرتھ لھ وجلسنا على منضده بمفردنا فقال.
- ..ماقلتلیش عاملھ إیھ في شغلك -
- ..الحمد كویسة إتعلمت حاجات كتیر وبدأت أفھم الشغل ماشي إزاي -
- .. ما لاحظتیش حاجھ مش مظبوطة؟؟ لأني حاسس إن فیھ لعب في الحسابات-
- لحد دلوقتي لأ بس یمكن لأنھم لسھ مش مطمنین لي وما كشفوش قدامي كل أسرارھم، بس ھاخلي-..بالي ولو لاحظت حاجھ جدیده ھابلغ حضرتك
- .. بس على موبایلي مش على تلیفون الشغل-حاضر- -
- -..أنا ھامشي دلوقتي عشان عندي میعاد مھم وسلمي على أحمد وقولیلھ مبروك وعقبالك-
- ...متشكره-
- :خرجت معھ حتى باب القاعھ فإلتفت إلي فجأه وقالممكن أسألك سؤال شخصي؟؟ - -
- ..إتفضل-
- إنتي ما اتجوزتیش قبل كده؟؟-
- ..لأ -
- ..یاترى إیھ یخلي بنت في عقلك وثقافتك ماتتجوزش لحد دلوقتي؟؟-
- :ضحكت وقلت
- ..النصیب لسھ ماجاش -
- :إبتسم وقال
- ...فعلا محدش عارف النصیب فین -
- یالھ من رجل غامض ومتقلب،أحیانا یبدي إھتمام بأدق التفاصیل وأحیانا كأنھ لایعرفني، ملامحھلاتعطي أي إنطباع ، لكنھا رغم السن الذي تجاوز الأربعین مازالت تحمل قدرا من الوسامھ والرجولھ.، رجل رزین لیس كباقي الرجال لعابھ یسیل خلف كل إمرأه
- :انتھى الزفاف وعدت أنا وأمي وحدنا لشقتنا وقالت لي
- ...كانت لیلھ جمیلھ عقبال فرحك یا بنتي نفسي أطمن علیكي قبل ما أموت -
- یاماما الجواز ممكن یكون سبب لقلقك مش إطمئنانك ، ھتكوني مبسوطھ لو إتجوزت أي واحد وطلع-مش كویس وخلاني تعیسة أنا وولادي؟؟ولا ھتكوني مبسوطھ أكتر لما أعیش لوحدي وأنا باشتغلومش محتاجھ حاجھ من حد؟؟ یاماما یا حبیبتي الجواز مش ھو أھم حاجھ في الكون ،صحیح مھم بس.لو ما أتجوزتش الكون مش ھیقف وأنا مش ھاموت
- أھي لامضتك دي اللي مطفشھ الرجالھ منك..الجواز سنة ﷲ في الكون-..
- .ضحكت وقلت:-إدعیلي بس ربنا یكتب لي الخیر
- بادعیلكم كلكم یا بنتي لیل ونھار،ألا صحیح ھو مصطفى ھیسافر؟؟-..أیوه- -
- .وأنا اللي كنت فاكراه..یالا ربنا یوفقھ-
- !!حتى أمي كانت تشعر بما بیني وبین مصطفى یبدو أنھ وحده لم یكن یشعر بما بیننا
مضت بي الأیام وأنا منھمكھ في عملي وإستطعت إكتساب ثقة زملائي ومدیري ، وفي نھایة السنة المالیھكان علینا أن نقوم ببعض الحسابات فاكتشفت بعض السرقات والعمولات فصورتھا على موبایلي واتصلتبولید وأخبرتھ بما وجدتھ وأرسلت لھ صوره على الواتس أب. لم أعلم ماذا فعل ولید لكن بعد فتره قلیلھفوجئت بتكلیف مكتب محاسبھ بمراجعة كل الحسابات وتحدید المخالفات واكتفى ولید بفصل رئیس القسمواثنین من الموظفین ولم یبلغ عنھم حرصا على مستقبل أبنائھم، وقام بتعییني كرئیس للحسابات أماالموظف الثالث فتم نقلھ لعمل إداري لا علاقة لھ بالأموال لأنھ كان شاھد على السرقات ولم یبلغ عنھا.
كلفني ولید بإختیار موظفین جدد للعمل تحت رئاستي فشعرت بثقل المسئولیھ الملقاه على عاتقي ولكنيسعدت بثقتھ في. اخترت 3 موظفین فتاه وشابین للعمل معي وبدأت تدریبھم على كل كبیره وصغیره في
.العمل وحرصت أن أنقل لھم خبرتي وأن أصبر علیھم حتى یتعلموا جیدا
دعاني ولید لحضور الإجتماع الشھري لكل رؤساء الأقسام لمناقشة ما نواجھھ من مشاكل وتطویر العمل، تكلمت في حدود إختصاصي وجلست أستمع للباقین ولفت إنتباھي أن مصمم ملابس المحجبات وضع
-:تصامیم سخیفھ ولیست عملیھ ، وبعد أن تحدث طلبت الإذن بالكلام وقلت
حضرتك مبدع مافیش كلام وأنا مش خبیره في الموضھ لكن اسمح لي أقولك بعض ملاحظات یمكن تكون-مفیده ،أنا كبنت بتشتغل أحب ألبس لبس یكون شیك وعملي وقماشھ مناسب لجونا اللي حر معظم السنھیعني ما احبش ألبس حاجھ تزود إحساسي بالحر إنما تكون خامتھا لطیفھ وأھم عنصر بیتدخل في إختیاريیكون سعرھا مناسب لإمكانیاتي، وقت ما ألاقي الحاجھ دي ھاشتریھا من غیر تفكیر، حضرتك عاملحاجات كلھا شراشیب ودي بتشبك في باب المیكروباص والمكتب وفي إید الشنطھ، كمان اللبس الضیقجدا في الحر بیبقى فظیع ومع العرق بیتحول لكارثھ، معظم ألوانك غامقھ مع الحر ھتمتص الحرارةوتزھق اللي ھتلبسھا، إحنا بنستھدف الطبقھ المتوسطھ یعني الطالبھ أو الموظفھ أو حتى ست البیت یبقىلازم نعمل حاجھ تناسبھا. كمان أنا لیھ ملاحظھ لیھ مایكونش لنا محلات خاصة بینا نعرض فیھا منتجاتنا دهغیر اللي بنوزعھ على المحلات العادیھ؟؟
:نظر إلي ولید وقال
لأننا مصنع بس مش أصحاب محلات -
كل المصانع دلوقتي لھا منافذ بیع أو محلات خاصھ بیھا أو على الأقل نقول إن منتجاتنا موجوده في-محلات كذا وكذا من خلال صفحتنا على الفیس اللي محتاجھ شاب أو شابھ ینشطوھا ویخلوھا تجذب الناس
أفكار كویسھ ھندرسھا ونشوف نقدر نعمل إیھ منھا المرحلھ الجایھ ، لكن حط في إعتبارك الملاحظات-.اللي الأنسھ منار قالتھا في التصامیم وكمان ھنشوف المسئول عن صفحة الفیس ونخلیھ یھتم أكتر
-: كنت سعیده أنھ اھتم بما قلتھ ولم یسفھ أرائي كما یفعل معظم المدیرین الكبار وقبل إنصرافي قال
أنسھ منار استني عایزك-
-: انصرف الجمیع وتوجھت معھ لمكتبھ فقال
.جمیل إن قلبك على الشغل كلھ مش على اللي یخصك بس ودي حاجھ قلیل لما نلاقیھا في الموظفین-
حضرتك لما الشغل كلھ ینجح ده ھینعكس علیھ كموظفھ على الأقل ھاضمن إن شغلي مستمر ومرتبي-.ھیزید لأن المنظومھ كلھا ناجحھ وبتكسب
كنت عایز أتكلم معاكي في موضوع شخصي-
إتفضل-
ھنا مش ھینفع ممكن نتقابل بره-
أسفھ مش ھاینفع لو حد شافنا مع بعض مستحیل یفسرھا أنھ مجرد كلام وھیتقال إن فیھ حاجھ غلط بیننا-وأعتقد حضرتك ماترضالیش بكده
:سكت للحظات وبان الغضب على وجھھ وقال
- طیب خلاص تقدري تتفضلي
تعجبت كثیرا مما قالھ، أیظنني كغیري ممن تقیم علاقة مع مدیرھا؟أم یظن أني أردت لفت نظره وإثارةإعجابھ؟ أتراه یفكر في كغیره على أني عانس وأتلھف على أي رجل أو أي علاقة مھما كان نوعھا؟؟ أمیظن أني أنتظر إشارة من رجل ثري لأخلع رداء العفھ وأرتمي تحت قدمیھ؟؟ بل ربما یظن أني أدعيالعفھ لأخفي حقیقتي؟؟ تبا لكم أیھا الرجال لاترون في المرأة إلا جسدھا ولا تصدقون أن ھناك إمرأة عفیفھوإن صدقتم لاتكفون عن إغوائھا. بعد نظرات الغضب التي ظھرت على وجھھ فكرت أنھ قد یطردني منعملي وكان علي أن أستعد لذلك بالبحث عن عمل أخر ولكن ربما یؤثر أیضا على عملھ مع أخي عندھا:سأترك الإسكندریھ كلھا وأبحث عن عمل أخر. ظلت الأفكار تراودني وأخیرا رمیتھا وراء ظھري وقلت
- .یارب لقد عففت نفسي لأنال رضاك فأكتب لي الخیر الذي یرضیك ویرضیني
كان الیوم التالي ھو یوم الجمعھ حیث كنت أقضي نصفھ الأول في المحل حتى یأتي أخي بعد العصر،وغالبا كان البیع خلال النھار قلیل فكنت أقضي معظم الوقت في مراجعة حسابات المحل أو قراءة بعض: الكتب وبینما أنا مشغولة في القراءة فوجئت بھ یقول
- یاترى مشغولة كده في قراءة إیھ؟؟
: إنھ ولید یقف أمامي فتجاوزت إرتباكي وقلت
- ..دي روایة لجین أوستن إسمھا
صح؟؟Pride and Prejudice
عرفت منین؟؟-
خمنت إیھ ھیشد إنتباھك كده غیر الروایة دي؟؟-
فعلا روایھ حلوه وأسلوبھا شیق جدا رغم إنھا مكتوبة من أكتر من 100 سنة-
بتحبي القراءة؟؟-
جدا لما باكون فاضیھ لازم أشغل نفسي بالقراءة-
أنا كل یوم باكتشف جدید عنك، عموما طبعا بتسألي نفسك إیھ اللي جابني، فكرت وقلت طالما مش عایزه-.تقعدي في مكان عام أجي أكلمك ھنا أھو قدام الناس كلھا وأقدر أتكلم براحتي
:سكت ولم أجبھ فقال وھو ینظر بثبات في عیني وقال
- أنا خریج تجارة وطبعا عارفھ شغلي ومصادر دخلي عمري47 سنھ مطلق من 3 سنین وعندي ولدبیدرس في الجامعھ بره وبنت في ثانوي وعایشھ مع والدتھا وبتفكر برضھ تسافر مع أخوھا طبعا بتسألينفسك ھو بیقولي كل ده لیھ؟؟ لأني عایز أتجوزك
:سكت للحظات ملاحظا الدھشھ التي ارتسمت على وجھي فأكمل قائلا
- مش ھاضحك علیكي وأقولك إني حبیتك من أول ما شوفتك لأنك أكید فاھمھ إني عدیت المرحلھ دي لكنھأقولك إنك لفتي نظري بعقلك وإخلاصك لشغلك وإنك ماخفتیش من نظرة المجتمع لیكي وقبلتي بأيجوازه والسلام، یعني بصراحھ باتجوزك بمقاییس العقل لكن أعتقد إن المشاعر ھتتولد وتكبر بالعشرهوالتعامل والتعود ودي بتبقى مشاعر عاقلھ وھادیھ مبنیھ على أساس متین ومحدش یقدر یھدھا، خدي وقتك.وفكري ولو رفضتي ده حقك ومالوش دعوه بشغلك معایا أو شغلي مع أخوكي
حضرتك مش شایف إن فیھ فرق إجتماعي ومادي كبیر بیننا-
عارف وفرق السن كمان كبیر، عشان كده عایزك تفكري بعقل وھدوء وأوعدك إن قبلتي إني ھاعاملك-أحسن معاملھ
وولادك ھیعرفوا؟؟-
أكید أنا ھاتجوزك شرعي قدام الناس كلھا ، مش أنا الراجل اللي یخاف ویخبي طالما قررت أتجوز ھاعلن-.ده لكل الناس
حضرتك متأكد من إنك عایز تتجوزني لأني مناسبھ لیك مش لأن عندك نزوه بسبب الفراغ وھتعدي-
:نظر إلي غاضبا وقال
- لو عندي نزوه فیھ ألف واحده غیرك ممكن تشبعھا وكلھم مش عایزین جواز وإلتزام لكن أنا لما أفكر فيواحدة تشیل إسمي لازم تكون محترمھ وتكون محل ثقھ
تقصد إني مش جمیلھ ومافیش عندي أنوثھ زي كل اللي بیجروا وراك؟؟طب جاي لي لیھ؟؟-
لأ أقصد إن مش جمال الشكل بس ولا الأنوثھ ھم المقاییس الوحیدة اللي بتحدد إختیاري لكن فیھ مقاییس-.تانیة، ومین قال إنك مش جمیلة؟؟ جمالك من النوع الھادي وأجمل حاجھ فیھ إنھ طبیعي من غیر تكلف
:إحمرت وجنتاي خجلا من كلماتھ فابتسم وقال
- .رئیسة الحسابات صاحبة الشخصیھ القویھ بتتكسف ،عموما أن ھاسیبك أسبوع وبعدھا مستني ردك
ھاتسیبني أشتغل؟؟-
زي ماتحبي أنا ھاتجوزك مش ھاتحكم فیكي ، عموما فكري ومستني رأیك بعد أسبوع من النھارده في-رسالة على الواتس عشان الحرج
ابتسم لي وتركني وخرج وأنا غارقھ في ذھولي فأخر ماكنت أنتظره منھ عرض بالزواج، فالفارق بیننا فيكل شيء كبیر فھو یتفوق علي إجتماعیا ومالیا وأنا أصغره بنحو17 سنھ،ترى ھل سننجح معا؟؟ أنا لاأعرف عنھ شيء حتى أستطیع تكوین رأي جید ، كنت أحلم بحب یجتاح قلبي ویھز كل كیاني ولكن یبدوأني تخطیت تلك المرحلھ أیضا وعلي أن أقبل بالزواج بالعقل والحب الذي قد یأتي بالعشره والتعود. قررتأن أستخیر ﷲ عدة مرات قبل أن أرد علیھ، وفكرت ربما أتحدث إلیھ لعلني أعرف عنھ أكثر ولكني خفتأن یفسر ذلك على أنھ موافقھ فتراجعت. وعندما عدت للبیت بقیت حائرة لا أعرف كیف أتخذ قرار ھلأتزوجھ ھربا من لقب عانس وأستمتع بالثراء مھما كانت طباعھ وأحمد ﷲ على تلك الفرصھ ؟؟ أم أرفضھوأنتظر فارسا ربما لن یأتي أو مازال یتعثر في خوفھ؟؟ أفقت من أفكاري على صوت موبایلي إنھ سامح:أحد المحاسبین في القسم الذي قال مضطربا
- حضرتك فیھ مشكلة زي ما حضرتك عارفھ مطلوب مننا نجھز ملفات كل العملاء اللي بنتعامل معاھموفیھ ملفین مش لاقینھم
یعني إیھ مش لایقینھم؟؟-
كنت ادیتھم للأنسة ریم تراجعھم وھي بتنكر ده وبتقول إنھا ما أخدتھمش-
طیب إنت وریم وحسن بكرة الصبح الساعھ 9 تكونوا في المكتب وأنا ھاكلم عم حسین الفراش یفتح لكم-ویدخلكم
أغلقت الموبایل وأنا في حیرة كیف حدث ھذا؟؟ نمت والأفكار تتلاعب برأسي واستیقظت مبكرا وذھبتللمكتب قبل وصولھم جمیعا وبحثت على جھاز الكمبیوتر الخاص بي فوجدت ملفات كل العملاء عنديفأغلقت الجھاز وبدأ الثلاثة في القدوم، تحدثنا وحكى كل طرف روایتة فكانت روایة سامح مطابقة لما حكاهأمس أما ریم فقالت أنھا راجعتھما وأعادتھما لسامح الذي أنكر حدوث ھذا وقال حسن أنھ لایعرف شیئا عن
-:ھذا الموضوع لأنھ كان مریض یومھا ولم یحضر للعمل، وھنا بدأت ریم في البكاء وقالت
على فكرة مایصحش اللي إنتم بتعملوه فیھ ده مش عشان رفضت خطوبتك یا سامح تنتقم مني وإنت یا-حسن بتیجي معاه علیھ؟؟
:نظرت إلیھم بإستغراب وقلت بحده
- ماشاء ﷲ ھو ده مكان للشغل ولا كافیتیریا العشاق؟؟ إنتم جایین تعملوا فیلم غرام وإنتقام ھنا؟؟ بتلعبوابمصلحة الشغل؟؟ الملفات دي لو ماظھرتش حالا ھتتحولوا كلكم للتحقیق ده مش مجال للھزار ولا.للغرامیات
:فتح سامح أحد أدراج مكتبھ وأخرج الملفین وھنا انھارت ریم باكیھ وقالت
- وكنت عایزني أحبك وإنت ماعندكش ضمیر؟؟
:فقلت بفضب
- الموضوع إنتھى یا ریم بكرة إستقالتك یا سامح تكون على مكتبي
:فقال بمنتھى الجرأة
- وبكرة لیھ حالا ھاكتبھالك ما إنتي واحده عانس ومتعقده ومش عایزة یحب ولا ینجح غیرك
:قلت بمنتھى البرود
- العنوسة دي نعمھ لما یبقوا الرجالة زیك، وإنت یا حسن ھاخصملك یومین عشان اتسترت علیھ ولوإتكررت تاني تأكد إني مش ھاتردد في رفدك، أنا كنت واضحھ من الأول الأمانھ شرط مھم والأمین فيالتعامل مع الناس ھیبقى أمین في شغلھ الأمانھ ما بتتجزأش
التفت لأجد ولید یقف ورائي وعیناه تشتعلان بالغضب ویتجھ ناحیة سامح وأمسك بملابسھ بقوة وقال:---إزاي تسمح لنفسك تكلمھا بالطریقة دي؟؟
:إصفر وجھ سامح وتلعثم وقال
أسف ما كانش قصدي-
فقال ولید:- مش كتبت إستقالتك امضي علیھا یا أنسة منار:فمضیت وأمسك بالقلم ومضى ھو أیضا وقال لسامح بحده
- إیاك أشوف وشك ھنا تاني ولا أسمع إنك اتعرضت لواحده منھم حسابك ھیكون معایا
:انصرف سامح مذعوراوھدأ ولید قلیلا ثم قال لي
- تعالي معایا على مكتبي
:إتجھت معھ لمكتبھ فسألني عما حدث فأخبرتھ فغضب من جدید وقال
- لو كنت عرفت الحكایة كنت عرفت أربیھ إزاي یفكر یأذي بنت عشان رفضت خطوبتھ؟؟
خلاص أخد جزاؤه ومن بكره ھانشوف غیره بس من فضلك خلي بالك اللي زي ده ندل وممكن یبیع-أسرارنا للمنافسین
خلیھ یعملھا وأنا أعرفھ مین ولید الشبراوي-
- كنت عایزة أقولك حاجھ
قولي-
عشان أعرف أخد قرار صح لازم أعرف عنك حاجات كتیر-
تحت أمرك إسألیني في أي حاجھ أي وقت-
بس مش معنى كلامي معاك قبول أو رفض-
فاھم وإتأكدي إني مش محتاج أفرض نفسي على أي واحده-
خلاص إتفقنا ھابقى أكلمك وأسألك على كل اللي عایزة أعرفھ-
خلي السواق یوصل ریم وبعدین یوصلك عشان سامح لو فكر یستناكم أو یتعرض لكم-
مالوش لازمة-
ده أمر مش رجاء، أنا مسئول عنكم طالما بتشتغلوا معایا-
:انصرفت وعدت لمكتبي فوجدت ریم مازالت تبكي وحسن یجلس على مكتبھ فقلت لھا
- یالا یا ریم ھنروح وإنت یا حسن اللي حصل النھاردة ما یتكررش ولا حد یعرفھ، أسرارنا تخصنا لوحدنا
:نزلت مع ریم وركبنا السیارة فحكیت لھا ان ولید تعھد بحمایتنا فتعجبت وقالت
- الراجل ده غریب مھتم بموظفھ صغیرة زیي في مشكلة شخصیة؟؟ أنا اشتغلت مع ناس تانیھ كانتبتعتبرني مجرد جسم للمتعھ أو ترس في ألھ
:قال السائق
- ممكن قبل ما أوصلكم أعدي بس على المستشفى أدفع لابني مصاریف العملیة واجي بسرعة
:فقلت
- طبعا وممكن ننزل ناخد تاكسي وتروحلھ انت
ولید بیھ مأكد علیھ أوصلكم ضروري ھو نزل النھاردة عشان عنده مواعید مھمھ بس لما عرف إن ابني-تعبان إداني فلوس العملیھ وقالي أوصلكم وأرجعلھ العربیة وبعدین أخد أجازة یومین ربنا یكرمھ
:قالت ریم ھامسھ
- ھو فیھ حد كده لسھ؟؟
:فقلت لھا
فیھ بس الوحش ھو اللي بیظھر بس-
تعجبت من تتابع الأحداث والمصادفات ولكني لم أدع ذلك یؤثر على قراري،إنما فكرت فیم سأسألھ-:عنھ،عدت للبیت وإتصلت بھ وقلت
إیھ سبب طلاقك؟
أول مرة شفت سلوى في الكلیة بھرتني بجمالھا ورقتھا وبراءتھا من یومھ قررت إني ھاتجوزھا إشتغلت-مع والدي لیل نھار وعملت لیھ تجارة خاصة عشان یبقى لي دخل مستقل وإتقدمت لوالدھا اللي قبلنيووصاني علیھا لأنھا دلوعتھ إتجوزنا ولقیتھا مخھا فاضي ما بتفكرش غیر في اللبس والخروج والفسحوقعدة النادي وفلانة إشترت إیھ وفلانھ عایشھ فین ومافیش حاجھ شاغلاھا غیر كده لدرجة لما خلفنا حمادهماكانتش عایزة تخلف غیره عشان رشاقتھا وأنا اللي ضغطت علیھا عشان نخلف تاني إفتكرت إنالمسئولیة ھتخلیھا تتغیر لكن مافیش فایدة وكل یوم المسافھ بتكبرلأنھا مش فاھماني وعایشة وكل ھمھاالمظاھر، أنا غرقت في شغلي عشان أھرب من مشاكلھا الھایفھ اللي مالھاش أخر وفي النھایة طلبتالطلاق وصممت علیھ الأول رفضت عشان خاطر الولاد لكن لما صممت قلت یمكن فترة وتعقل سبت لھاالشقھ ورحت شقة والدي ﷲ یرحمھ في بیتنا القدیم، حاولت أكتر من مرة أرجعھا عشان خاطر بنتي الليروحي فیھا لكنھا صممت إحترمت رغبتھا وإتكفلت بكل طلباتھم وباقابل بنتي على طول وباكلمھا كل یومأكتر من مرة ولو إتجوزنا وحبت تیجي تقعد معانا اي وقت طبعا ده موضوع مفروغ منھ
عشان كده أنا عجبتك لأني عكس طلیقتك ؟؟-
یمكن ویمكن لأنك شخصیة جدیرة بالإعجاب فعلا-
نسیت أقولك حاجھ وإحنا في المكتب الموظف اللي بیراجع حسابتنا في الضرایب وعدني إنھ ممكن-یخفض لنا الضرایب بس ھو لھ طلبات ھیقولھا لنا لو وافقنا وأنا قلتلھ قولي طلباتك وبعدین أقولك ردي قاليالمرة الجایھ
كویس لما ییجي المرة الجایھ خلیھ یقابلني على طول من غیر ما تتكلمي معاه-
حاضر-
أنا مضطر أسیبك عشان عندي مواعید مھمھ-
:سألت أخي عن ولید وماذا یعرف عنھ من خلال السوق فقال
- اللي أعرفھ زي اللي إنتي تعرفیھ بالظبط بس من فترة كنت سمعت إنھ بیجري ورا الستات دنجوان یعنيوده من بنت كانت بتشتغل في محل إتھمتھ إنھ بیعاكسھا وحاول یتحرش بیھا وقدمت فیھ بلاغ لكن كلالناس وقفوا معاه وشھدوا ضدھا وقالوا إنھا مش كویسھ وحاولت تبتزه وإنھا مزقوقھ علیھ من المنافسینوﷲ أعلم إیھ الحقیقة
أخافني كلامھ كثیرا وفكرت أن أذھب لمطلقتھ وأعرف سبب طلاقھا منھ ولكني تراجعت فبأي صفھسأذھب؟؟ وھل تمدح إمرأة في رجل طلقھا؟؟ فكرت كثیرا وتذكرت أن نھلة قالت لي مرة أن زوجة ولیدقریبة صدیقتھا فلم یكن أمامي حل سوى أن أسأل نھلة،اتصلت بھا تلیفونیا وطلبت منھا أن أراھا على وجھالسرعھ فطلبت مني أن أمر علیھا في البنك بعد إنتھاء عملنا ونذھب إلى بیتنا لأن زوجھا مشغول حتىمنتصف اللیل وسیمر علیھا عندنا،وافقت بالطبع وكان الفضول یقتلھا فلم تصبر حتى نصل البیت فقلت لھابإختصار عن أن ولید طلب الزواج مني وأنا أرید أن أعرف ھل حقا زوجتة من طلبت الطلاق؟؟ ولماذا؟؟:وھل ھو حقا دنجوان كما یقولون أم أنھ شریف كما یقول؟؟ قالت لي
- أتغدى وأجیبلك كل تاریخ حیاتھ
بعد الغداء دخلنا غرفتي فاتصلت بصدیقتھا وحكت معھا في تفاھات ثم بدأت وصلة النمیمة بسیرة ولید
:وإستمر الحدیث نحو 10 دقائق ثم اتفقتا على لقاء قریب وانتھت المكالمھ فقالت نھلة
- شوفي یا ستي ھو كان ابن تاجر جملھ لكن مستواه الإجتماعي أقل من مراتھ اللي حبتھ واتحدت أھلھاعشان تتجوزه وطبعا باباھا كان عضو مجلس شعب وعشان یرفع مستوى ولید بقى بیساعدة بنفوذه لحد ماولید كبر في السوق وأبوھا مات،بدأ ولید یتغیر معاھا وبدأت مغامراتھ العاطفیة وكان مغرم باللي أقل منھبیاعھ في محل أو ممرضھ في مستشفى أو موظفھ صغیرة عنده، وھي مرة تكلمھ بھدوء ومرة تتخانقومرة تھدده بالطلاق، ولما یأست إنھ یتغیر فضلت تطلب الطلاق وھو رافض لحد أخر مرة ماقفشتھ معالشغالة في المطبخ وھددتھ بفضیحھ ساعتھا بس وافق على الطلاق وسابلھا كل حاجھ ومشي وإبنھ سافربره عشان یھرب من فضایحھ وبنتھ ناویھ تحصل أخوھا ومعاھم والدتھم ، وأخر حاجھ تعرفھا إن بیاعھفي محل إتھمتھ بالتحرش بیھا وطبعا الكل كدبھا وشھد معاه عشان مصالحھم..دي كل حاجھ عنھ ھتعمليإیھ؟؟
مش عارفھ ھافكر النھارده وأستخیر ربنا وبعد كده أقرر-
تعرفي أنا كنت فاكره إن فیھ حاجھ بینك وبین مصطفى-
أنا كمان كنت فاكره إن فیھ حاجھ واستنیتھ یتكلم ما اتكلمش ولما رجع من السفر في فرح أسماء مابصش-حتى في عینیھ وما اتكلمش كلمتین على بعض ففھمت إني كنت باتخیل
غریبھ تحبي أكلمھ-
لأ طبعا ده موضوع وإنتھى اللي بیحب حد مابیستحملش بُعده، وإن بعد بیحاول یسمع صوتھ أو یطمن-.علیھ أو یسمع منھ كلمة حب لكن مصطفى بعد ونسي، دي صفحھ وطویتھا من حیاتي خلاص
ربنا یكتبلك الخیر بس خلي بالك ولید مش سھل-
ربنا یستر-
في اللیل إنصرفت نھلھ بعد أن وعدتني بكتم سري عن الجمیع، بقیت طوال اللیل ساھره أصلي وأدعو ﷲأن ینیر طریقي ویدلني على الخیر ،سمعت أذان الفجر فقمت للصلاه ودعوت ﷲ وأنا ساجده وبكیت كثیرا،وبعد إنتھاء صلاتي قمت لأغلق منبھ الموبایل فوجدت إشعار بوصول إیمیل جدید فتحتھ فوجدتھ من إحدىالقرى السیاحیھ بالغردقھ تطلبني للعمل بقسم الحسابات بھا ،حیث كنت تقدت للعمل بھا منذ فتره ورفضوالعدم وجود مكان شاغر ولكنھم وعدوني أن یرسلوا لي للعمل معھم بمجرد وجود مكان. قرأت الإیمیل عدةمرات وأنا في ذھول لقد إستجاب ﷲ لي سریعا بحل لم یخطر ببالي، فقررت أن أجمع كل ملابسي فيحقیبھ ومعھا دفتر توفیري بالبنك وكل الأوراق الخاصھ بي – ولحسن حظي كنت استخرجت أصول لكلأوراقي فلن أحتاج أن أسحب أوراقي من شركة ولید- وأتوجھ للغردقھ حالا دون أن أخبر أحدا وعندماأصل سأخبر أھلي بمكاني وسبب رحیلي، سأترك خلفي كل الذكریات وأبدأ من جدید.كانت أمي قد عادتللنوم بعد الصلاه والتسبیح فأسرعت بالخروج وإتجھت لمحطة السوبرجیت فوجدت أن أتوبیسات الغردقھقلیلھ فتوجھت للقاھره ومن ھناك أخذت أتوبیس الغردقھ ،وصلت للقریھ وسلمت أوراق عملي وتم تعیینينائبا لرئیس الحسابات ،رغم أن بعدي عن أمي ألمني إلا أن المھم أني بعدت عن ولید. سألتھم عن كیفیةإقامتي فدلتني زمیلھ عن أن الفتیات یستأجرن شقق مشتركھ أو بمفردھن فطلبت منھا أن تدلني على سكنقریب ویكون سعره معتدل فوعدتني بعد إنتھاء العمل أن تصحبني في جولھ في المدینھ. تركت حقیبتي فيالریسبشن ورحت أتجول في أنحاء القریھ وأتأمل جمال الطبیعھ الذي لامثیل لھ حتى جاءت سناء زمیلةالعمل واصطحبتني إلى المدینھ نبحث عن شقھ وبعد طول بحث وجدت شقھ مفروشھ صغیره في مكانقریب من القریھ ورغم أن إیجارھا مرتفع قلیلا لكني وافقت طلبا للراحھ والخصوصیھ ولأني لیس بإمكانيشراء أثاث جدید. حرصت أن أشتري خطي موبایل ونقلت كل أرقامي على الھاتف ووضعت الشریحتینالجدیدتین. وبینما أنا عائدة للقریھ لأحضر حقیبتي إتصلت بأمي من أحد السنترالات لأطمئنھا وحكیت لھابإختصار ما حدث ثم طلبت أحمد وأخبرتھ بسبب رحیلي وأن خوفي علیھ ھو السبب الرئیسي فقال لي إنھ:لایخشى على نفسھ بقدر خشیتھ علي فطمأنتھ وقلت لھ
- ماتخافش أختك بمیت راجل وھأبقى أطمنك كل فتره بس كان لازم أعمل كده عشان أحمیك من غدر
.ولید
انشغلت بعملي وبذلت فیھ جھد كبیر لأكون عند حسن ظن رؤسائي بي ،وكنت أختلس فترات الراحھلأقضیھا بالقرب من البحر أحكي لھ وأرمي ھمومي بین أمواجھ لعلھا تخف عن قلبي وكنت دائما أسأل ﷲأن یلھمني الصواب. مرت الأیام وعرفت من أحمد أن ولید نسیني ولم یعد یسأل عني وقالت لي نھلھ أنھ:یطارد فریسھ جدیده ولكنھا ھذه المرة سیدة أعمال متوسطة الحال وأعادت سؤالھا عن مصطفى فقلت لھا
- مصطفى نسیني أول ماسافر شكلھ لقي حب یحس معاه بالأمان أو لغى فكرة الحب وانشغل بحیاتھ ھناك،أحاسیس مصطفى كانت بالنسبة لھ وھم خلقھ التعود
طب وبالنسبة لك؟؟-
- كانت أحاسیس جمیلھ قلبي ما حسش زیھا قبل كده خلیط من الإعجاب والإطمىنان والراحھ وعلى أد ماأسعدتني تعبتني وكسرت قلبي، بس خلاص أنا اتعودت على كده وفھمت إن مافیش حاجھ إسمھا حب،المھم طمنیني على حملك ھتولدي إمتى؟؟
كمان شھرین إوعي ماتجیش-
وأنا أقدر أسیبك والأھم أسیب النونو ؟؟ أمال ھالعب بمین؟؟ ھاحوش كل أجازاتي عشان أنزل مره واحده-وقت ولادتك إن شاء ﷲ
مرت أیام العمل كلھا متشابھھ لایخفف من رتابتھا ووحدتي سوى دقائق أختلسھا لأختلي بصدیقي البحر أو.بعض الأوقات التي أقضیھا مع بعض زمیلاتي في العمل في ضحك ومرح أو في شراء بعض الحاجات
ذات یوم بعد إنتھاء عملي ذھبت كالمعتاد لأجلس قرب البحر وأحضر لي عامل الكافتیریا الأیس كریمالمفضل لي الذي كلما تناولتھ تذكرت مصطفى وھو یضحك ویقول:- إنت حوت أیس كریم
إیھ باموت فیھ وحاولت أبطلھ ماقدرتش واضح إن بیني وبینھ قصة حب قویھ ھتنتھي بإني ھابقى أد الفیل-
فیضحك من قلبھ وأسعد لضحكتھ وبلمعة عینیھ، كم كانت لحظات سعیدة لیتھ لم یخف ولم یھرب ولیتني لمأتركھ یبتعد، ولیت قلبي یقدر على النسیان ،ویبقى النسیان أمل العاشقین لحیاه بلا ألام ولا أحزان ولیتھ:یتحقق.غرقت في أفكاري وأفقت على صوتھ یقول لي
مافیش فایده لسھ حوت أیس كریم -
لم أقدر على الحركة إنما إكتفیت بالإلتفات وأنا أظنھ صوت غیر حقیقي إنما ھو نابع من ذكریاتي ، إذا بيأجده یقف بجوراي بقامتھ الفارعھ ینظر إلي مبتسما ، غرقت في ذھولي لحظات حتى تمكنت من الھمسوقلت:- مصطفى
إیھ مالك إتخضیتي كده شفتي عفریت؟؟-
لأ بس عمري ماتوقعت أشوفك ھنا-
أدیكي شوفتیني ھتفضلي مخضوضھ كده كتیر؟؟ یالا قومي عشان نتعشى سوا أنا میت من الجوع-
إنت نازل ھنا في القریھ ؟؟-
أه بس ھاموت وأكل كشري تعالي ننزل البلد-
كشري باللیل؟؟ یبقى كده ھتموت ھتموت ھھھھ-..یالا بلاش لماضھ وبعده نضرب عصیر قصب و-وإیھ ؟؟كده ضمننا المستشفى فھمي نظمي رسمي -
أعمل إیھ وحشتني مصر وأكل مصر وأھل مصر و..بنات مصر-:دق قلبي بعنف وتصاعد الدم لوجنتي فقلت وأنا أداري خجلي
- شكلك بتخرف من الجوع یالا بینا
ركبنا تاكسي للمدینھ مع سائق أعرفھ وركب مصطفى بجواره وركبت أنا في الخلف فسألني السائق:-علىفین یا أستاذه ؟؟
قریبي ده غایب عن مصر ومشتاق للكشري ودینا عند محل كویس خلیھ یشبع كشري-
ھاودیكم محل مش مشھور إنما ھتدعوا لي-
ظل مصطفى طوال الطریق ینظر إلي في المرآه كما كان یفعل في الماضي، وعاد قلبي یخفق كما كان:یفعل في الماضي أیضا، نزلنا من السیاره وقلت للسائق
- لما ھاعوزك ھاتصل بیك یاعم محمد
دخلنا المحل وطلبنا الكشري وأكلنا وضحكنا واستعدنا الذكریات ،ثم خرجنا وتجولنا في الممشى وأخیرا:جلسنا بأحد الكافیھات وبقیت صامتھ فقال
- یعني ما سألتنیش إیھ اللي جابني بصي یا ستي أمي ﷲ یرحمھا كان كل أملھا إنھا تجوزني وبما إنك كنتيحبیبتھا فیاریت تحلي محلھا وتشوفیلي عروسھ:لم أكن أعرف أیتحدث جادا أم مازحا فقلت
- طب مش تقولي مواصفاتك إیھ عشان أدور بذمھ ؟؟
- عایزھا عاقلھ بس مش قوي عندھا حبة جنان، وتكون بتشتغل بس برضھ ست بیت شاطره ، وجمالھاھادي بس یشدني لھا من أول نظره ، ولبسھا یكون محترم ومحجبھ بس شیك، وتكون محترمھ ومتدینھوبنت ناس وتفھمني من نظرة عینیھ وتقدر ظروف شغلي وتفھم إنھ ھیكون ضرتھا بس شوفتي طلباتيسھلھ إزاي؟؟
مش عایزھا بتنور في الضلمھ ولا بتمشي على الحیط ؟؟ إیھ یاعم ھنلاقي كل ده فین ؟؟-
أنا مش راضي أقولك على باقي المواصفات أھم حاجتین تكون عینیھا عسلیھ وكلھم صدق وتكون...حوت-أیس كریم
سكت وخفضت نظري عنھ وخشیت أن یكون یتلاعب بالكلمات كعادتھ أو یعلقني بحبھ ویھرب خائفا في:أخر لحظة كعادتھ. فقال
- تعرفي حد بالمواصفات دي؟؟
:سكت ولم أجبھ فقال
- لو تعرفي قولیلي عشان أتجوزھا وأشیلھا في عینیھ
بس اللي أنا أعرفھ إنك بتخاف تحب ومابتفكرش تتجوز-
ده كان زمان كنت خایف تكون مشاعرھا مش حقیقیھ وكنت خایف من نفسي أكتر منھا لكن لما بعدت-لقیتني بافكر فیھا لیل نھار:نظرت في عینیھ وقلت
- مصطفى إنت بتقول كلام كتیر وعینیك ملیانھ مشاعر لكن وقت الجد بتھرب
:فقال ھامسا
- كنت فاكر إني أقدر أھرب لكن مقدرتش أھرب من قلبي، من نفسي، من حد بیفھمني أكتر من نفسيوبیحس بیھ من غیر ما اتكلم
:سكت للحظات فقال
- شكلك مش ھتقتنعي بكلامي غیر لما أجیبلك أیس كریم
: ضحكت وقلت
- لأ خلاص مش قادره أنا ھانفجر بعد كده..أنا لازم أروح الوقت اتأخر
كلمي عم محمد یجي یاخدنا-
إنت قاعد كام یوم؟؟-
إنتي اللي ھتقرري ..قصدي لو جبتي العروسھ بسرعھ ھامشي لو فضلتي ترغي كتیر ھافضل قاعدلك-
خلاص أشوفك بكره بعد الساعة 4 ھتلاقیني في نفس المكان-
:وصل عم محمد فقال لھ مصطفى
- وصلھا الأول بیتھا وأنا رجعني القریھ
عدت للبیت وأنا حائرة بین السعادة والخوف ،سعیدة بعودة مصطفى التي أعادت لي الروح وخائفھ منتقلباتھ و من أن یرحل ویتركني غارقھ في أحزاني، ظلت الأفكار تراودني حتى غلبني النوم . وفي الیومالتالي كنت أترقب مرور الوقت بفارغ الصبر،حتى أني شعرت أن الوقت یتعمد أن یمر ببطء شدید لأشعربمزید من التوتر، وبعد دھور ثقیلھ مرت على قلبي دقت الساعھ الرابعھ أخیرا وانصرفت من عمليمسرعھ وجلست على الشاطىء ولم یأت مصطفى ، مر وقت طویل حتى كدت أفقد الأمل وأخیرا جاء
:وقال
- أسف على التأخیر بس كانوا طالبیني من ألمانیا عشان حاجات في الشغل وماقدرتش أقول لأ
أنا قلت إنك خفت ومشیت زي كل مره-
یمكن أول مرة كنت خایف ولما سافرت قررت أبعد شویھ عشان نختبر حقیقة مشاعرنا ، عرفت إني-بحبك وما أقدرش أستغنى عنك لأني ماكنتش بابطل تفكیر فیكي وبافتكر كل حاجھ قلناھا أو عملناھا سوا،ولأني كل مابنت حلوه كانت بتحاول تقرب مني كنت بابعد عنھا لأني مش شایف غیرك ومش عایزغیرك، ولما اتحدد فرح أسماء قلت دي فرصتي عشان أعترفلك بمشاعري وكل مره كنت باحاولأعترفلك كنت باخاف والكلام یقف على لساني وأسكت لحد ماقررت إني یوم الفرح ھاقعد معاكي لوحدنازي فرح نھلھ وأقولك على اللي في قلبي ولما إتشجعت وجیت أقعد معاكي لقیتك قاعده في نفس المكان معواحد تاني وعینیكي بتبتسم لھ زي ما كنتي معایا وسألت أحمد وعرفت منھ أنھ مدیرك ورجل غني وشكلھمعجب بیكي، ساعتھا عرفت إنك إما فقدتي الأمل فیھ ونسیتیني أو ماكنتیش بتحبیني أصلا ، قررت أبعدوأنسى وإتمنیت لك السعاده من كل قلبي، رجعت وبعد فتره- وكانت جارتي في السكن بتحاول تكلمني وأناباصدھا عشانك- وقررت إني ھافتح قلبي لحب جدید وفعلا بدأت أتعامل مع لیزا ولقیتھا قریبھ من تفكیريوشرحت لھا إني مسلم ولیھ حدود ما أقدرش أتجاوزھا وفھمت ده وبدأت بیننا علاقھ جدیده إتعرفنا فیھاعلى بعض أكتر ولما قررت أتجوزھا رفضت وقالت نعیش مع بعض زي ما احنا ولما صممت علىالجواز إتھمتني إني رجعي ومتخلف وقطعت علاقتنا وسافرت مع أصحابھا في رحلة لأمریكا.عشت أیامصعبھ حسیت إن العیب فیھ كل اللي حبیتھم ما حبونیش وسابوني، یبقى أكید فیھ حاجھ بتخوفھم، قررتأغرق في الشغل وبس. كنت كل فترة باكلم نھلھ وأخر مرة سألتھا عنك إتجوزتي ولا لأ؟؟ قالتلي لأوحكتلي الحكایھ، ندمت إني ما اتكلمتش معاكي یوم فرح أسماء وعرفتك حقیقھ مشاعري، ندمت إني ماسألتكیش مین ده وإزاي تقفي معاه كده وإنتي حبیبتي ،ندمت إني إستسلمت وسبتك وسبت نفسي للأوھام،.لكن صممت إن أرجع وأحارب لحد ما تسامحیني وتصدقي إني فعلا بحبك وعایزك تشاركیني حیاتي
یااااه یا مصطفى متأخر أوي أوي یاریتك قلت الكلام ده من بدري كنت وفرت علینا عذاب كتیر وأیام-ضایعھ من عمرنا، لكن زي عادتك متأخر
متأخر أه لكن على الأقل قلتھ وعایز أعوضك عن اللي فات بلاش نضیع وقتنا في الماضي وخلینا نفكر في-اللي جاي أنا بحبك وعایز أتجوزك قلتي إیھ؟؟
قبل أن أجیب دق جرس الموبایل إنھ أحمد:- أیوه یاحماده
تعالي حالا نھلھ بتولد وحالتھا صعبھ وعایزاكي معاھا-
حاضر ھاجي على طول-
فقال مصطفى :- فیھ إیھ؟؟
نھلھ بتولد وحالتھا صعبھ ولازم أسافرھاكلم مدیري وأخد أجازه-
ھاسافر معاكي-
سافرنا معا وتحدثنا كثیرا وأخیرا نمت من الإرھاق وأفقت فوجدتني أستند برأسي على كتفھ فشعرت:بالحرج ورفعت رأسي فضحك وقال
- لقیتك تعبانھ وماھانش علیھ أرفع راسك خفت تصحي ففضلت متخشب على وضعي وخایف أتحرك
أنا أسفھ بس فعلا كنت مرھقھ جدا-
وأنا كنت سعید جدا-
تجاھلت كلماتھ رغم أنھا أسعدتني وإتصلت بأحمد وعرفت منھ مكان المستشفى وأخبرني أنھا بغرفةالعملیات فذھبنا مسرعین وعندما وصلنا كانت قد خرجت وخرج معھا طفل صغیر یصرخ ،أسرعت بلھفةنحو نھلھ فأخبرني الطبیب أن حالتھا جیده لكنھا مازالت تحت تأثیر البنج وطمأنني على حالة الطفل
.،حمدت ﷲ وجریت على أمي احتضنھا وأقبلھا وأطمأنھا علي وعلى نھلھ
:بعد قلیل فاقت نھلھ وتم نقلھا لغرفتھا وعندما استعادت وعیھا ضحكت معھا وقلت
- ...حمد ﷲ على السلامھ یا أم
مصطفى..أم مصطفى على إسم النبي علیھ الصلاة والسلام وعلى إسم أخویا الغالي-
:فأقبل مصطفى یقبل رأسھا ویقول
- حمدﷲ على سلامتك یا حبیبتي وربنا یجعلھ من الصالحین
:وأقبل زوجھا یقبل رأسھا ویقول
- كنت مرعوب علیكي لما الدكتور اتأخر جوه وقال الحالھ مش كویسھ
: تركناھما معا وخرجنا جمیعا ، وجاءت الممرضھ لتسأل من سیبیت معھا فقلت
- أنا ،كلكم مرھقین طول النھار لكن أنا نمت كویس في الطریق
:فنظر إلي مصطفى وإبتسم وقال
- طب خلي بالك من مصطفى
حاضر یا باشمھندس-
خرجت نھلھ من المستشفى إلى بیتنا لأتمكن أنا وأمي وأسماء من تبادل خدمتھا، وطوال الأسبوعومصطفى لم یفارقنا ویلبي كل طلباتنا ویلاحقني بكلمات حبھ التي تسعدني وتخیفني أن أرتبط بھ ویتركنيمره أخرى وعندما فكرت بعقلي وجدت أن خوفي یسیطر علي كما كان الخوف یسیطر علیھ فالتمست لھ.العذر وقررت أن أتخلى عن خوفي وأترك العنان لقلبي لینعم بالسعاده
وجاء یوم العقیقھ واجتمع فیھا الأھل والأصدقاء والجیران للإحتفال بمصطفى الصغیر، ورغم إرھاقنا فيالإعداد لھذا الیوم إلا أننا جمیعا سعدنا بھ ،كانت أسعد اللحظات وأنا احمل الصغیر وأتأمل كل ملامحة:الصغیره البریئھ وأضمھ لصدري وأقبلھ، ورأني مصطفى فابتسم وقال
- یاترى بتحبیھ عشان على إسمي وبس؟؟
إنت مغرور أوي أنا بحبھ عشان ابن نھلھ أختي وحبیبتي وعشان صغیر وغلبان خالص-
غلبان؟؟إنتي طیبھ بیقولوا الواد لخالھ-
یبقى جمیل-
إیھ ماسمعتش قولي تاني-
في تلك اللحظة دخل ولید فتسمرت مكاني فسلم على الجمیع وھنأ نھلھ بالمولود وقدم لھا ھدیتھ وإقترب مني:وھو ینظر إلي بقوه وقسوه وقال بإبتسامھ صفراء
- أھلا یا منار حمد ﷲ على السلامھ رجعتي إمتى؟؟ وإیھ سر إختفائك كده ؟؟ قلقتینا علیكي
:فقال مصطفى بھدوء ینذر بعاصفھ
- ﷲ یسلمك إحنا رجعنا إمبارح بس
فقال لھ ولید:- رجعتوا ھو مین حضرتك؟؟
أنا جوزھا-
:سكت الجمیع مذھولین وسكت ولید للحظات وقال
- إنتي ھربتي عشان تتجوزیھ؟؟
:فقال مصطفى
- ماھربتش ولا حاجھ إحنا كنا متفقین على كل حاجھ وماحصلش نصیب وسافرت وبعدین صالحتھا وكانقدامي 24 ساعھ عشان أنزل ونتجوز ونسافر وفعلا نزلت وإتجوزنا عند عمھا في القاھره وطنط وأحمدماكانوش موافقین لكن بعد فتره سامحونا وإنتھزنا فرصة ولادة نھلھ عشان نجمع العیلھ
مبروك ربنا یسعدكم-
شكرا-
:إستأذن ولید وإنصرف والكل في ذھول فقال مصطفى
- ماكانش فیھ حل غیر كده عشان أبرأ منار بس لیھ مانحولش الكدبھ لحقیقھ ونتجوز النھارده؟؟
فقلت لھ :- مصطفى إنت مجنون؟؟
فقال لي ھامسا:- إیھ إنتي مش موافقھ؟؟
فقلت بخجل:- موافقھ طبعا
خلاص یبقى خیر البر عاجلھ-
فقال زوج نھلھ:- وأنا علیھ المأذون
خلال ساعتین أصبحت زوجة لمصطفى لكننا إتفقنا على تأجیل الزواج فعلیا حتى یحین موعد سفرنا كانعلینا في الأیام القلیلھ الباقیھ أن ننھي بعض الأوراق وأن أستعد للسفر وأن أسافر للغردقھ لإنھاء إجراءاتعملي والحصول على أوراقي وجمع أشیائي من الشقھ وتسلیمھا لصاحب البیت، وعدني مدیري أنیمنحني لیلیتین مجانیتین بالقریھ فقررنا أن نجعلھم أخر لیلیتین قبل السفر وأن نسافر من مطارالغردقة.مرت الأیام سریعة وأنا بین الفرح والحزن ، سعیدة لأني أخیرا سأكون مع مصطفى لباقي عمريوحزینھ لأني سأبتعد عن أھلي ولكن ما یطمأنني أن مصطفى یعدني أن نزورھم بإستمرار ویقول لي :-ھاكون كل أھلك وھاكون حتى أمك
:فأضحك وأشعر بالأمان، حانت لحظة الوداع وقالت لي أمي من خلال دموعھا
- أنا مطمنھ علیكي مع مصطفى لأنھ راجل بجد وھیصونك خلي بالك منھ
سافرنا إلى الغردقھ وتلك المرة أمسكت بذراع مصطفى ونمت على كتفھ بكل إرادتي، وبمجرد وصولناالقریة لیلا فوجئنا بزفھ بالدفوف والقریھ كلھا تلتف حولنا وأقاموا لنا حفل زفاف شارك فیھ الزملاءوالنزلاء وسعدنا جمیعا وفي نھایة الحفل ذھبنا إلى الشالیھ المخصص لنا وكان مطلا على البحر، دخلنا:وشعرت بتوتر وإضطراب ولكن مصطفي فاجئني بأن ألقى بجسده على السریر وقال
- أنا میت من التعب وھانام لحد بعد بكره خشي غیري ھدومك یالا
أخرجت ملابسي من حقیبتي ودخلت الحمام اغتسلت وبدلت ملابسي وعندما خرجت وجدتھ غارقا فيالنوم ابتسمت ونمت على طرف الفراش حتى لا أوقظھ، وفي الصباح استیقظت فوجدت نفسي أنام بجوارهوأضع رأسي على صدره، في البدایھ شعرت بخجل لكني وجدتھ نائما فشعرت بالأمان وأنا أستمع لدقاتقلبھ. أحضرت لنا إدارة الفندق الإفطار في الغرفھ ، تناولناه سریعا وخرجنا في رحلھ على یخت بمفردنالزیارة جزر الغردقھ الساحره وعدنا وقت الغداء تناولناه سریعا وذھبنا لمشاھدة الغروب على البحر ولمینس مصطفى أن یحضر لي الأیس كریم الذي أعشقھ. في المساء حضرنا الحفل النوبي الذي تقیمھ القریھكل أسبوع وعدنا إلى غرفتنا نجھز حقائبنا للسفر فجرا.سافرنا ولم أصبح بعد زوجھ حقیقیھ لمصطفىوعندما وصلنا لشقتھ بدأنا في إفراغ حقائبنا ثم ذھبنا لتناول العشاء مع زملاؤه الذین أرادوا الإحتفال بنا ثمعدنا لشقتنا منھكین وكالعاده بمجرد خروجي من الحمام وجدت مصطفى غارق في النوم،تعجبت كثیراألیس ملھوفا علي؟؟ ألیس لدیھ رغبة في كامرأه؟؟ ألا أملك الأنوثھ الكافیھ لإغراؤه؟؟لم یھرب مني؟؟ ھلھناك ما یخفیھ عني؟؟غرقت في نومي من كثرة التفكیروعندما استیقظت صباحا لم أجده إنما وجدت رسالھمنھ یقول فیھا: ( صباح الخیر یا أجمل زوجھ في الدنیا للأسف أیام العسل خلصت ولازم أرجع الشغلسامحیني عموما حاولي تشغلي نفسك بترتیب ھدومك ولو عایزه تغیري نظام الشقھ براحتك والساعھ 7 انشاء ﷲ ھاكون عندك وأجیبلك عشا لو عایزة تشتري أي حاجھ ابعتیلي رسالھ بطلباتك وأجیبھا وأناجاي..بحبك مووت)..تأكدت من رسالتھ أنھ یتعمد الھروب مني فكیف یعلم أنھ سیذھب لعملھ ولم یفكر فيأن یقیم علاقھ زوجیھ معھ بل یكتفي بأن یحتضنني ویقبلني في وجنتي؟؟..فكرت جیدا وقررت أن أصبرلنھایة الأسبوع وأرى ماسیفعل معي. انشغلت بترتیب ملابسي وتنظیف البیت وإعادة ترتیب بعضالأشیاء، وفكرت أنني یجب أن أتعلم الألمانیھ حتى أستطیع التعامل في مجتمع یعتز بثقافتھ و لایتحدث إلابلغتھ.جاء مصطفى في المساء ومعھ عشاء لنا وبعض المشتروات من البقالھ وظل یحكي لي عن عملھومدى إرھاقھ وحقیقة أن الألمان حقا كالألات یعملون بدقھ بلا كلل، وبعد العشاء أخذ حمامھ وأدى صلواتھثم نام وأنا جالسھ بجواره أتأملھ، أھذا عریس لم یكمل أسبوع إنھ یبدو كزوج مضى على زواجھ عامان،یبدو أنھ یعاني عجزا جنسیا ویخفي ذلك عني، أو أنھ مضطر لتلك الزیجھ تنفیذا لرغبة أمھ الأخیره أولظروف لا أعلمھا، عموما بعد غد نھایة الأسبوع وسأعرف منھ كل شىء.مضى الیوم التالي كسابقھ لكنھ:قبل أن ینام قال لي
- جھزي نفسك بكره ھنروح رحلھ في الریف مع أصحابنا وزوجاتھم ھتعجبك جدا
أنا مش ھاروح-
لیھ یا حبیبتي؟؟-
حبیبتك؟؟بأمارة إیھ؟؟ ممكن أعرف إتجوزتني لیھ-
قال مبتسما وھو یقبلني في وجنتي:- عشان إنتي روحي وقلبي طبعا عندك شك في كده
مصطفى أنا باتكلم بجد إنت مخبي عني إیھ؟؟-
ولا حاجھ-
یعني إنت شایف وضعنا ده طبیعي؟؟-
:سكت قلیلا ثم قال
- عادي یا منار مجرد إرھاق مش أكتر ومش عایز أضایقك عایزك تتعودي علیھ الأول
مصطفى بص في عینیھ وإنت بتكلمني ..لو ھنبدأ حیاتنا بالكدب یبقى ھتنھار قبل ما تبتدي قلي الحقیقھ-
ھاقولك بعد خطیبتي ما سابتني عملت حادثھ كبیرة وحصلي فیھا كسر في الحوض والدكاتره قالوا لي-إحتمال كبیر تأثر على قدرتي على الخلفھ عشان كده اعتزلت الجواز لأني فقدت الثقھ في كل الستاتوكمان مین ھتربط حیاتھا بواحد مش ھیحقق حلمھا انھا تبقى أم؟؟ لحد ما جیتي فرح نھلھ وأول مرة شفتكحاجھ فیكي شدتني لیكي مش عارف ھي إیھ یمكن نظرة عینیكي أو برائتك ، حسیت إني معجب بیكيوبدأت أقرب منك وكمان ماما حبتك أوي بس لقیتني باتعلق بیكي وده كان مخوفني جدا وكل ما أبعدالظروف تقربنا ساعتھا عرفت إنك قدري بس كنت خایف من رفضك لیھ ولما سافرت حسیت أد إیھ بحبكومحتاجلك بقیت متردد بین حبي وبین حقیقتي یاترى لو عرفتیھا ھتقبلیني ولا ھترفضیني؟؟ أمي ما كانتشتعرف حاجھ خبیت سري عن الناس كلھا، لما رجعت ولقیتك مھتمھ بمدیرك قلت بلاش أنانیة وأسیبكتعیشي حیاتك، بس ماقدرتش كنت دایما بادور علیكي في كل واحده أشوفھا، رجعت وصممت أتجوزكوأخبي علیكي لحد ماتكتشفي ده بالصدفھ بعد سنھ ولا اتنین لكن ضمیري كان بیأنبني وده خلاني مش قادرأقرب منك خایف تعرفي حقیقتي وتسیبیني ساعتھا على الأقل ھترجعي لأھلك بنت وتقدري تتجوزي تاني.ویبقى العیب فیھ أنا..ده اللي كنت مخبیھ عنك
لیھ یا مصطفى ما صارحتنیش وسیبتلي الإختیار؟؟ده مش حب دي أنانیھ إنت عایز تحقق سعادتك ومش-مھم أنا سعیده ولا لأ؟
صدقیني بحبك وھاعمل كل جھدي عشان أسعدك وكنت مرعوب إنك تسیبیني أنا مش أد الصدمھ دي-تاني،إنتي ما جربتیش یعني إیھ اللي بتحبیھ یتخلى عنك ویسیبك تعاني الألم والعذاب والوحده وإنت مش.عارفھ إیھ الذنب اللي عملتیھ
ما یمكن ما كنتش ھاسیبك تعرف منین؟؟ بس كان حقي أعرف، تقدر تقولي أعیش معاك إزاي بعد مافقدت-ثقتي فیك؟؟مخبي عني حاجھ تانیھ ولا كده خلاص؟؟
صدقیني مش مخبي عنك أي حاجھ-
:اقترب مني وحاول أن یضمني لصدرة فابتعدت وقلت
- أرجوك یا مصطفى سیبني لوحدي أفكر بھدوء
...منار أنا-
من فضلك سیبني لوحدي-
خرج من الغرفھ وأغلقت الباب وبكیت كثیرا،لم أعرف أبكیت كذبھ علي أم عدم ثقتھ في حبي وإختیاري لھأم بكیت حظي العثر؟؟ جففت دموعي ودعوت ﷲ أن یلھمني الصواب وبقیت طوال اللیل مستیقظھ أفكرفیما سافعلھ في الصباح، ھل أتركھ وأعود لأھلي أم أبقى وأحتمل قدري؟؟
:استیقظت مبكرا فوجدت مصطفى لم ینم كما یبدو على عینیھ فنظر إلي بأسى حین جلست بجواره وقلت
- كان لازم تعرف إن ده مش سبب یخلیني أسیبك صحیح أنا باحب الأطفال جدا لكن بحبك أكتر ویمكنتكون طبیعي وربنا ما یرزقناش بطفل ده رزق ماحدش فینا لھ دخل فیھ، أنا زعلت عشان خبیت علیھ وده.معناه إنك مش واثق فیھ ولا في حبي لك
إبتسم وقال:- تجربتي الأولى كانت مسیطره علیھ وعمتني عن حقایق كتیر،أنا أسف سامحیني
مافیش بیننا أسف بس توعدني إنھ مش ھیكون بیننا أسرار تاني-
أوعدك-
طب یالا عشان نروح مع أصحابك-
إقترب مني وطوقني بیدیھ وقال:- أنا مالیش أصحاب ومش عایز أعرفھم أنا عایزك إنتي وبس
غمرني بقبلاتة الرقیقھ وبدأت حیاتنا معا، أدركت بعدھا أن الحیاه لن تعطینا كل شىء إنما تعطینا شىءوتمنع عنا شىء ویجب أن نظل راضیین ونسعد بما بین أیدینا حتى لاتحرمنا من كل شىء، وأن كل.الأشیاء التي تحدث في الحیاه بغیر إرادتنا إنما بمشیئة الأقدار
تمت 13-4-2017