آخر الموثقات

  • شبح عبدالله بن المبارك تعري أشباح النفوس
  • دعوة الرجل الطيب
  • بين غيم السماء وضجيج الأرض
  • العام 2050
  • يوم غريب في حياتي
  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نجلاء لطفي
  5. لعنة الخطيئه - الجزء الثاني

الحلقة الثامنة

عقدنا القران بحضور عدد من الزملاء واتصلت منى وھدي لتھنئتي وطلبت من ھدى أن تخبر دكتور راميبزواجي وسفري حتى ینساني ویُكمل حیاتھ ودعوت ﷲ أن یسعده. بعد عقد القران جاءت دعاء بكل غضب:وھنأت حمدي ثم قالت لي بصوت منخفض

كنت فاكراكي غلبانة لكن طلعتي حربایة، كنتي عاملھ بتكرھیھ وإنتي بترسمي علیھ عشان توقعیھ، مبروك-خطتك نجحت لكن أنا ھاقضل أكرھك وأدعي علیكي لأخر عمري لأنك أخدتي أجمل حاجة في عمري واضح.إنك بتردي الجمیل

أنا مش ھاحاسبك على كلامك لأني باعذرك لكن إنتي كنتي قدامھ لمدة سنتین قبل ما یشوفني لو كان عاوزك-كان اتجوزك، ده مش نصیبك وجایز ربنا شایل لك اللي أحسن منھ، یمكن كرھك والغل اللي مالي قلبك ده اللي.مخوف الناس منك وباعدھم عنك حاولي تطھري قلبك حیاتك ھتبقى أحسن

تركتھا وانصرفت تجاه باقي المدعویین وبعد انتھاء التھاني اصطحبنا حمدي لمطعم فاخر لنتناول العشاء فیھوكانت تلك فرصتي لأتعرف أكثر على الفتاتین اللتین كانتا متخوفتین من دخولي حیاتھما، لكني حاولت أن أبدد:خوفھما من خلال المرح معھما فقال لي حمدي ھامسا

لما ھنروح البنات ھیباتوا عند دعاء ھي عرضت علیھ استقبالھم النھاردة-

لأ طبعا یبقى أول یوم لیھ في البیت اطردھم فیھ من بیتھم مستحیل مش ھینسوھا العمر كلھ وكمان كده بدل ما-بنشیل الحواجز اللي بیننا بنزود حاجز، من فضلك یا حمدي خلي الدنیا تمشي عادي

أنا مستغربك أي واحدة مكانك كانت ھتفرح إن جوزھا ھیبقى لھا لوحدھا في لیلة زي دي-

یمكن لأني مكسورة ویتیمة زیھم فعارفھ احساسھم شكلھ إیھ عشان كده مش عاوزه أكسرھم أكتر -

نظر إلي ولم یتكلم حتى عدنا للبیت كلنا معا واتصلت بھ دعاء تسألھ عن الفتاتان فأخبرھا أني أصررت أن تبقیا

:معنا فأغلقت الھاتف غاضبة دون رد وظل حمدي متعجبا من تصرفھا. بمجرد دخولنا البیت قال حمدي

من النھاردة كلنا عیلة واحدة ھدیر مراتي ولھا كل التقدیر والاحترام مننا كلنا، وانتم بناتي اللي عمري ما-ھاحب حد في الكون أكتر منكم، اتمنى إننا نعدي أي مشكلة تقابلنا بالتفاھم والصراحة والوضوح یعني الليعنده مشكلة ییجي یقولھا على طول عشان نحلھا مفھوم؟

:أومأتا الفتاتان فاقتربت منھما وقلت

طبعا أنا مش ھاحل محل ماما لكن ممكن تعتبروني أخت أو صدیقة أكبر منكم شویة طول عمري كان نفسي-یكون عندي إخوات بنات وربنا رزقني بیكم

:فقال حمدي

ده وقت النوم تصبحوا على خیر-

:وانصرف لحجرتنا فاقتربت من سلوى ویمنى وقبلتھما وضممتھما لصدري وقلت لھما

تصبحوا على خیر-

دخلت الفتاتان غرفتھما واتجھت لغرفتنا وطرقت الباب قبل دخولي فلم أستمع لصوت فدخلت فاستمعت لصوتالماء في الحمام فأدركت أن حمدي یغتسل فبدلت ملابسي بسرعة وارتدیت قمیص نومي وفوقھ الروب وبعدخروجھ من الحمام دخلت لأغتسل وأتعطر وأضع القلیل من الزینة وعندما خرجت وجدت حمدي في انتظاريوبدون أي كلمات اقترب مني وغمرني بقبلاتھ ثم جذبني للسریر ، كان كطفل جائع ووجد فجأة أمامھ وجبةیحبھا فالتھمھا بدون تفكیر وبدون كلام. حتى بعد أن انتھى واستلقى بجواري على السریر لم یقل شیئا،وأدركت فیما بعد أن تلك طباعھ وحاولت كثیرا أن أجعلھ یعبر بالكلمات لكنھ كان یأبى فھو رجل عملي جداویرى الكلمات الجمیلة مجرد تفاھة فالمھم الفعل لا القول، لكنھ لا یُدرك أن النساء ربما تُطربھن الكلمات أكثرمن الأفعال، ارتضیت بحیاتي معھ وما یمنحھ لي فزواجنا من البدایة كان بالعقل لا بالمشاعر وعلي أن أتأقلم مع.ذلك

سافرنا بعد عدة أیام واستطاع حمدي أن یوجد لي عملا معھ في نفس الفندق ورغم أننا زوجین في البیت لكنفي العمل حمدي كان مدیر شئون العاملین ویحاسبني على الأخطاء كغیري من الموظفین. مضت بنا الحیاةواستطعت أن أنال ثقة یمنى الصغرى أسرع من سلوى الكبرى التي كانت لاتثق بي وتتربص بكل قول أو فعلأقوم بھ لتشكوني لحمدي، لكن لحسن الحظ كان حمدي عاقلا ولا یستجیب للوشایات، كنت أدرك أنھا تغار علىأبیھا مني وتخشى أن یحبني ویكرھھما لكنھا صغیرة ولا تدرك أن حب الزوجة شئ یختلف تماما عن حب

.الأولاد والأھم أن قلب حمدي مُغلق بألف مفتاح ومھما حاولت فلن أصل إلیھ

مضت بنا الحیاة بحلوھا ومُرھا وزالت الحواجز بیني وبیت الفتاتین شیئا فشیئا وخاصة عندما صارتا علىأعتاب المراھقة وكانت تحتاجان لامرأة لتتفھم ماتمران بھ من تغیرات جسدیة ونفسیة وما تواجھانھ منمشكلات نفسیة وخاصة الحساسیة المُفرطة تجاه الناس، فلم یكن لدیھما غیري، وبذلت جھدي لأكون لھما خیرمُعین فكنت أقرأ كثیرا حتى أستطیع أن أتفاھم معھما كما كنت أحاول أن أقترب من عالمھما وخاصة معالتطور التكنولوجي وعالم النت الذي جعل الكون كلھ مفتوحا على مصرعیھ أمامھما بكل ممیزاتھ وعیوبھ فكانیجب أن تثقا بي حتى أعرف عنھما كل شئ. لكن أجمل ما فعلھ حمدي معھما أن جعلھما تواظبان على الصلاة

.كما كان یُصر على حفظھما للقرآن فربما كان ذلك حصنا لھما من شرور العالم

كانت حیاتي مع حمدي حیاة روتینیة لیس فیھا جدید لكنھ كان یعاملني بود واحترام ویلبي لي رغباتي وفيالبدایة كنت تعیسة لأني اكتشفت أن لدي مشكلة في الإنجاب و تحتاج لعلاج طویل و مكثف والعلاج ھنا فيدبي غالي جدا كما أن حمدي لم یھتم بفكرة الإنجاب مرة أخرى لأنھ مكتفي ببنتیھ ویخشى إن أنجبت أن أفرقفي المعاملة بینھما ، ھكذا قالھا لي صریحة. حزنت كثیرا في البدایة لكني سلمت أمري       فلو أراد لي الإنجابلرزقني بحولھ وقوتھ، دعوت ﷲ كثیرا ولم یرزقني بطفل فرضیت بنصیبي وأكملت حیاتي وأفرغت كل طاقة

.الحب لدي مع یمنى وسلوى التي بدأت تتغیر معي إلى حد ما لكنھا تعشق السیطرة على كل من حولھا

بقینا نعمل في دبي حتى التحقت سلوى بإحدى الجامعات الخاصة في مصر لدراسة طب الأسنان فأصر حمديعلى النزول للقاھرة واستئجار شقة قریبة من الجامعة من أجل سلوى والتي ستلحقھا یمنى بعد عامین، وبعدنزولنا وأثناء بحث حمدي عن عمل اكتشف إصابتھ بسرطان الرئة بسبب التدخین ولكنھ أخفى الخبر عنالفتاتین وبدأنا رحلة العلاج وبالطبع لم یستطع العمل بسبب حالتھ الصحیة لكني وجدت عملا بسھولة فنزلتإلیھ فكنت أنفق راتبي على متطلبات البیت رغم رفض حمدي ذلك طوال فترة زواجنا، إلا أن الوضع اختلفالأن فمصاریف جامعة سلوى ودراستھا وكذلك دروس یمنى في الثانویة العامة بالإضافة لنفقات علاج حمدي،كل ذلك كان یستنزف مُدخرات سنوات الغربة والعمل. لأول مرة أرى حمدي منھزما ومكسورا فكنت أحاولدائما أن أستشیره في أمور عملي لأنھ أكثر مني خبرة ووجدت لھ عملا إداریا براتب أقل مما كان یحصل علیھولكنھ یبذل فیھ جھدا بسیطا فوافق لیساھم في نفقات البیت ولا یشعر أنھ فقد أھمیتھ كرب الأسرة فكنا نذھب معافي سیارتنا الصغیرة –التي اشتریناھا بعد عودتنا- ونعود معا، كما كان حمدي یؤجر شقتھ في الغردقة ولكنھكان یضع عائد الإیجار مناصفة في حساب الفتاتین ، ومع ظروفنا الحالیة رفض أن یمد یده على أي قرش منھا:وقال

عشان لما أموت یلاقوا فلوس تسترھم وما یحتاجوش لحد، أنا عارف إن اخواتي البنات ظروفھم على أدھم-وأخویا ھیطمع فیھم وممكن یا كل حقھم عشان كده سبت كل ممتلكاتي تتقسم شرعي ما عدا شقة الغردقة ديكتبتھا بإسمكم إنتم التلاتة عشان تبقى ستر لكم بس الإیجار حطیتھ للبنات لأنك ممكن تشتغلي وتصرفي على.نفسك لكن ھم لسھ خبرتھم في الدنیا قلیلة

  • إن شاء ﷲ ربنا ھیشفیك وتتجاوز الأزمة دي
  • بلاش نضحك على بعض ونتعشم في الشفا لكن الأھم عندي توعدیني إنك تفضلي مع البنات لو أنا مُت لحد مایتخرجوا ویشتغلوا

صحیح ھم مش بناتي بس أنا بحبھم جدا ومتعلقة بیھم وإحنا عیلة واحدة یعني مش ممكن ھتخلى عنھم-

أرجوكي أوعدیني عشان أبقى مطمن-

أوعدك مش ھتخلى عنھم حتى لو اتجوزوا وخلفوا كمان-

ابتسم بوھن ولم یمض على حدیثنا ھذا سوى عدة أشھر حتى تدھورت حالتھ بشدة وترك العمل وأصبح ملازما:للفراش وعرفت الفتاتان بحالتھ وكادتا أن تنھارا فقلت لھما

طول عمرنا وحمدي ھو اللي شایلنا وفي ضھرنا والنھاردة جھ علینا الدور إننا نشیلھ ولازم نكون أقویا مش-ضعفا ھو مالوش غیرنا وأنا ما أقدرش أسیب الشغل عشان مصاریف البیت فلازم نرتب مواعیدنا بحیث إن حد.فینا یكون موجود معاه یخلي بالھ من أكلھ ودواه

رتبنا أوقاتنا وتناوبنا على خدمتھ ورعایتھ ولم یمض سوى شھر حتى توفاه ﷲ ، انھرنا كلنا فلم یكن لنا أحدسواه فھو الظھر والسند والحمایة والأمان، وبغیابھ فقدنا كل ذلك، فقد كان لي ولبناتھ كل أھلنا ، بكینا معا ولمنجد من یواسینا فقد جاء الأقرباء لمجرد المجاملة، ولغیابنا عن الوطن لم یعد لنا أصدقاء. بعد وفاة حمدي بثلاثة:أیام جاء حسن أخوه للمطالبة بحقھ في المیراث فبكت الفتاتان فقال ببرود

الحق مایزعلش حد یا مرات أخویا-

طبعا بس حمدي صرف معظم فلوسھ على علاجھ-

عاوزه تقولیلي إنھ ماسابش ورث ؟ مستحیل-

كل اللي سابھ حساب في البنك والعربیة اللي بنتحرك بیھا وبس-

والشقة دي وشقة الغردقة؟-

الشقة دي إیجار جدید وتقدر تسأل صاحب العمارة وشقة الغردقة بإسمي أنا والبنات من یوم ما اتجوزتھ-

إنتي كدابة وعاوزه تاكلي حقي بس أنا مش حد سھل-

أنا مش كدابة وحضرتك عشان تاخد حقك لازم الأول نعمل إجراءات وماتنساش إن یمنى قاصر ولازم مجلس-حسبي ولو مش مصدقني تقدر تروح البنك وتراجع حساباتھ، وبعدین المفروض إن الشرع بیورثك عشانتكون مسئول عن بنات أخوك وتصرف علیھم مش جاي تاخد الفلوس ومافكرتش حتى تسأل ھتعیشوا منینوإزاي؟

ماھو أكید سایب لكم مبلغ كبیر ما انتم بقالكم سنین في الخلیج-

ومافكرتش في مصاریفنا ھناك والجامعات الخاصة اللي البنات فیھا مش كل دي مصاریف؟ إنت بتفكر في-اللي لك مش في اللي علیك

سبنالك العقل والحنیة، ده لو ماكنتیش ھتاخدي القرشین اللي سرقتیھم من وراه غیر ورثك وھتسیبي البنات-

كل واحد بیفكر حسب اللي جواه-

أنا مش ھاسیب حقي وبیننا المحاكم-

موافقة بس برضھ مش ھافرط في حق سلوى ویمنى-

لأول مرة لم تعارضني سلوى لأنھا كانت تعلم أن مصلحتھا معي وأني لو تركتھا لعمھا لأفترسھا. قضینا عدةأشھر حتى استلمنا المیراث وسقطت قضیة التزویر التي رفعھا حسن ضدي ولم ینل من مال حمدي سوى:القلیل وعندھا لم نره مرة أخرى. جاءتني یمنى تبكي وقالت

إنتي خلاص ھتمشي وتسیبینا؟-

مین قالك كده؟-...عمو حسن و-

و سلوى صح؟-

:عندھا اقتحمت سلوى الغرفة وقالت بحدة

أیوة أنا اللي قلت لھا ما انتي مصلحتك خلصت معانا زیك زي غیرك اللي كان رابطك بینا بابا ﷲ یرحمھ-وأھو مات و أخدتي میراثك یا ترى فیھ سبب تاني یخلیكي تقعدي معانا؟

فیھ طبعا، إن إنتم كل عیلتي بعد حمدي ﷲ یرحمھ وإني مالیش غیركم، كمان أنا وعدتھ إني ھافضل معاكم-طول ما أنتم محتاجین لي

:فقالت سلوى

بس إحنا كبرنا وما بقیناش محتاجین لحد تقدري تمشي لو عاوزة-

ولو مش عاوزه یا سلوى؟-

:ارتبكت وقالت بتوتر

براحتك بس أنا مش عاوزاكي تضیعي سنین عمرك معانا إنتي لسھ صغیرة ومن حقك تدوري على مصلحتك-ومحدش ھیلومك إحنا مش بناتك

زي ما قلت لك أنا مالیش أھل غیركم وزي ما أنتم محتاجین لي أنا محتاجة لكم خلینا نتحامي في بعض لأننا -طول ما نبقى مع بعض ھنبى أقوى ومحدش یقدر علینا، لكن لو كل واحدة فینا لوحدھا الكل ھیستقوى علینا

مضت بنا الحیاة حتى أصر صاحب العمارة على عدم تجدید العقد لنا لأنھ یرید أن یزوج ابنھ فیھا وعرفت أنھغاضب منا بسبب رفض سلوى الزواج من ابنھ الأقل منھا تعلیمیا فقرر أن یُنھي عقدنا ویطردنا ، استشرتالبنات في أن نبیع شقة الغردقة ونشتري بثمنھا شقة في القاھرة وبذلك نوفر مبلغ الإیجار ولا یستطیع أحدطردنا منھا فوافقتا فعرضت على ساكنھا أن یشتریھا فوعدني بالرد علي بعد یومین. بدأت رحلة البحث عنشقة قریبة من شقتنا وذلك لقربھا من جامعة الفتاتان حیث لحقت یمنى بأختھا ولكنھا فضلت دراسة إدارةالأعمال، كان صاحب العمارة قد منحنا مھلة حتى نھایة الشھر لننتقل لشقة أخرى والیوم ھو العاشر من الشھرولم أجد شقة بالمبلغ المتاح لدینا . بعد یومین كلمني مستأجر شقة الغردقة وأبلغني موافقتھ على شراء الشقة لكنھطلب مھلة أسبوع لیدبر لي المبلغ المطلوب فوافقت. وبدأت رحلة البحث عن شقة مناسبة مرة أخرى حتىوجدت أخیرا شقة تناسبنا لكن المبلغ المطلوب فیھا أكبر مما معنا قلیلا فاقترحت على الفتاتین أن أدفع الفارقمن معي مقابل أن تزید نسبتي في الملكیة بقدر ما دفعت فوافقتا لكن حان موعد انتقالنا من شقتنا ومازالتالأخرى تحتاج لبعض الطلاء والإصلاحات فأصر صاحب العمارة على إنتقالنا في الموعد المحدد فنقلنا الأثاثولم نقم بفرشھ حتى ینتھي الطلاء وانتقلنا للإقامة بفندق قریب لمدة ثلاثة أیام. حصلت على أجازة من عمليلمدة أسبوع لأتابع العمل في الشقة بینما تذھب الفتاتان للجامعة، فكنت في الصباح أنزل معھما وأوصلھماللجامعة ثم أتوجھ للشقة لمتابعة العمل فیھا ، وذات یوم أثناء عودتي مُرھقة للفندق اصطدمت بدون قصد

بشخص والتفت لأعتذر فألجمتني الصدمة ، لقد كان ھو رامي بنفس العینین العمیقتین وقفنا للحظات نتأمل: بعضنا غیر مُصدقین حتى أفقنا على صوت شاب یقول

مین دي یا دكتور؟-

دي واحده معرفة قدیمة من اسكندریة-

أھلا وسھلا-

:خرج صوتي بصعوبة وأنا أقول

إزیك یا دكتور رامي ما تخیلتش إنك لسھ فاكرني-

إنتي ما تتنسیش یا ھدیر بس یاترى إنتي عاملة إیھ؟-

عایشة-: فقال الشاب

طالما معرفة قدیمة تعالي نشرب سوا فنجان شاي-

سیبھا جایز جوزھا یتضایق-

:فقلت

جوزي ﷲ یرحمھ-

البقاء   -

شكرا یا دكتور عن إذنك-

رایحة فین أنا ما صدقت لقیتك-

:وھنا جاء شاب أخر ورحب بھما واصطحب الشاب الأول معھ وتركانا وحدنا فقال رامي بعتاب

لسھ عاوزه تھربي مني؟-

كان لازم أھرب عشان سمعتك إنت وابنك-

وأھو ابني كبر أھو زي ما انتي شایفة وبقى دكتور والناس نسیت حكایتك ھتھربي برضھ؟-

إنت اتجوزت؟-

ماقدرتش-

:نظرت إلیھ بحب ولم أتكلم فقال

رقمي زي ما ھو ما اتغیرش یاترى لسھ فاكراه-

عمري ما نسیتھ-

ھاستنى منك مكالمة ومش ھقولك ھاتي رقمك ھاسیبك براحتك-

الحلقة التاسعة

:أفقت من ذكریاتي على صوت اتصال من یمنى تقول

أنا ھاجیب أكل وأنا جایة وجایبة لك معایا أوعي تنامي-

بلاش یا موني مالیش نفس-

عشان خاطري ما بحبش أكل لوحدي وسلوى أكلت مع أصحابھا-

حاضر یا حبیبتي ھا ستناكي وناكل سوا-

حبیبتي یا دودو-

فكرت ھل یمكنني الزواج من رامي الأن وأنا على مشارف الأربعین؟ وكیف سأترك الفتاتان وقد وعدتحمدي؟ وھل سیقبل رامي أن تعیشا معنا وھما لیستا ابنتیھ؟ وكیف تعیشان معنا ورامي رجل غریب كما أنلدیھ ابن أیضا؟ أسئلة كثیرة حیرتني وكان علي أن أتواصل مع رامي حتى أجد لھا أجوبة. جاءت یمنى بالطعام

:وجلسنا نتحدث ونأكل وحكت لي كعادتھا عما حدث في یومھا الجامعي وقلت لھا

عارفة النھاردة قابلت دكتور رامي اللي كنت باشتغل معاه في اسكندریة من زمان قبل ما أشوف حمدي، كنت-فاكراه مش ھیعرفني لأني كبرت وشكلي اتغیر بس اتفاجئت إنھ عرفني ووقف یسلم علیھ

على فكرة یا دودو شكلك ما اتغیرش عن أول مرة شفتك فیھا یمكن تخنتي كام كیلو بس-

:ضحكت قذفتھا بالوسادة وقلت

حد یقول لواحدة إنتي تخنتي؟ ده أنا ھاموتك-

:ضحكت وقالت

أنا قصدي بقیتي قمر وشكلك صغیر-

أیوه اضحكي علیھ-

بجد یا دودو إنت لسھ صغیرة فعلا وشكلك صغیر-

أنا سني 38 سنة-

وإیھ یعني العمر مش بیتحسب بالسنین بیتحسب بأیام السعادة اللي بنعیشھا-

أوباااا شكل كتر قرایة القصص والكتب خلتك حكیمة یالا كفایة رغي كده وقومي نامي عشان عندك كلیة-الصبح واعملوا حسابكم بكرة أخر یوم لنا في الفندق وبعد بكرة الصبح ھنسلم أوضنا ونروح شقتنا ونبدأ رحلة.الأشغال الشاقة في فرش العفش وترتیب الشقة

حاضر تصبحي على خیر-

وانت من أھلھ-

لم تعرف عیناي طعم النوم فبقیت ساھرة أحلم برامي كمراھقة صغیرة تعشق لأول مرة وتأمل أن تنعم بالسعادةمع من تحب، وفي الصباح أرسلت لھ رسالة طلبت منھ أن یحدد أي موعد یناسبھ لنتقابل في مقھي الفندق.

اغتسلت وصلیت وارتدیت ملابسي وأنا أنتظر الرد ،فكل خمس دقائق أتفحص ھاتفي لعل الرد جاء لكنھ لمیأتِ وبعد أن وصلت للشقة وانشغلت مع العمال حتى یُنھوا عملھم جاءني اتصال من رامي بخفق قلبي بشدة:وخرجت للشرفة لأجیبھ فقال لي برقة

وحشتیني وكنت خایف تھربي كالعادة وما تتصلیش-

لا عاد عندي رغبة أھرب ولا بقیت قادرة أبعد أكتر من كده ، لكن محتاجین نقعد ونتكلم سوا-

أنا عندي مؤتمر في الفندق وھیخلص الساعة خمسة یناسبك خمسة ونص نتقابل في الكافیھ؟-

تمام ھاكون أنا كمان خلصت-

كنت أتلھف لیمر الوقت لنتقابل ، كأني عاشقة تذھب لموعدھا الأول، وبمجرد أن انتھى كل العمال من أعمالھمأغلقت باب الشقة ونزلت مُسرعة فكنت في الفندق قبل موعدي وقادني فضولي لأسأل عن مكان المؤتمروتوجھت للقاعة فوجدت رامي یُلقي كلمة عن التطور في طب العظام فجلست أستمع بقلب عاشقة وأتأمل ذلكالحبیب الذي یبدو الأن مُنھمكا فیما یقولھ والشیب الذي غزا رأسھ زاده وقارا وھیبة والكل یُنصت إلیھ تماماوفي نھایة كلمتھ ضجت القاعة بالتصفیق وبمجرد نزولھ أحاط بھ صغار الأطباء یسألونھ وھو یجیب في صبروكذلك وافق على إجراء حوار مع أحد الصحفیین وبعد أن انتھى جاء الشاب الذي كان معھ بالأمس وتحدثا ثم: سارا سویا للخروج من القاعة فلمحني رامي فتوقف وابتسم وقال

ھدیر إیھ اللي جابك ھنا؟-

جیت بدري فحبیت أشوف بتعملوا إیھ في المؤتمر-

وعجبتك الكلمة اللي قلتھا-:فرد الشاب مُندفعا وقال

طبعا وھو مین ما تعجبوش؟-:فقال رامي بھدوءه المعتاد

إنت متحیز عشان أنا والدك-:فنظرت إلیھ بدھشة وقلت

ماشاء ﷲ ده مروان ؟-

:فقال رامي

دكتور مروان طبیب تخدیر-

ماشاء ﷲ الأیام عدت بسرعة-

ھو حضرتك تعرفیني؟-

من سنین كتیر كنت بالعب معاك لما تیجي العیادة لأني كنت المساعدة بتاعة الدكتور-

مش معقول ھدیر؟-

لسھ فاكرني؟-

طبعا وفاكر الأیس كریم والشیكولاتة اللي كنا بناكلھم سوا من ورا بابا اللي كان مانعھم عني عشان كان خایف-على أسناني من التسوس:ضحكنا معا فقال رامي

انتم كنتم عصابة وأنا مش عارف؟-

:فقلت لھ

أبدا بس كان بیصعب علیھ وما كنتش باقدر أقاوم محایلتھ لیھ-

:فقال رامي

قولیلي اتغدیتي؟-

لأ-

طیب تعالي نتغدى سوا-

معلش مش ھقدر لازم استنى یُمنى-

:فقال مروان

مین یُمنى؟-

أنا اتجوزت حمدي وكان عنده بنتین سلوى ویمنى، یمنى الصغیرة متعلقة بیھ جدا ما بتاكلش من غیري وان-أكلت مع أصحابھا لازم تجیب لي من أكلھا وما أقدرش أكل من غیرھا وإلا تزعل، فكلوا انتم وأنا ھاشرب قھوة

:فقال مروان

قھوة؟ لأ طبعا كلمي یمنى وخلیھا تیجي تتغدى معانا-

فأومأ رامي بالإیجاب فاتصلت بھا وأخبرتھا أن دكتور رامي الذي قابلتھ بالأمس دعاني ھو وابنھ للغداء وأننافي انتظارھا في مطعم الفندق فقالت أنھا في الطریق. دخلنا المطعم وحكى لي رامي أنھ انتقل للقاھرة بسببمرض جدة مروان ووفاتھا ولم یكن ھناك من یرعى مروان سوى شقیقة رامي المُقیمة في القاھرة واضطررامي للإنتقال معھ حتى لا یتركھ بمفرده ولكنھ ظل یحتفظ بشقتھ في الإسكندریة وبعیادتھ التي أجرھا لزمیلویذھب یومین في الشھر لمتابعة الحالات التي تحتاجھ. كنت أنظر إلیھ وھو یتحدث وأنا مبھورة بذلك الرجلالذي یھب وقتھ دائما للأخرین ویمنح بلا مقابل. وجاءت یمنى لتُخرجني من ھیامي بھ فعرفتھا بھما وجلستوطلبنا الطعام وبعد انتھاء الطعام اتصلت سلوى بیمنى فأخبرتھا بمكاننا فأتت ونظراتھا تتفحص الجمیع:لتكتشف مابیننا ولكن رامي امتص غضبھا بلطف ودعاھا للجلوس وقال

وإنت بتدرسي زي یمنى إدارة أعمال؟-

لأ أنا دكتورة-

دكتورة إیھ؟-

أسنان-

وبتشتغلي فین؟-

أنا لسھ في أخر سنة في الكلیة-:فقال مروان ساخرا من عجرفتھا

تبقي مجرد طالبة في نھائي طب أسنان مش دكتورة، لما تتخرجي وتمارسي المھنة ممكن نقول ساعتھا-دكتورة

:فاستشاطت غضبا وقالت

وإنت إیش فھمك ؟-

أصلي فضلة خیرك دكتور حقیقي وبامارس المھنة-

:فانتفضت من مكانھا وقالت بعصبیة

أنا طالعة أوضتي ھتیجي یا یمنى؟-

:فقال مروان مبتسما

ھتیجي فین والأیس كریم اللي طلبناه؟-

: فقالت

اطلعي یا سلوى وھاحصلك-

:فانصرفت كإعصار فضحك مروان وقال لیمنى

أختك عصبیة أوي بس إنت مش زیھا-

لأ خالص إحنا مختلفین في طباعنا-

:بدأ بینھما حدیث جانبي فقال لي رامي ھامسا

واضح إنك قریبة أوي من یمنى-

بتفكرني بنفسي وأنا صغیرة وكان نفسي ألاقي حد یھتم بیھ عشان كده حبیت أعوضھا اللي اتحرمت منھ-

وبیقولوا فاقد الشئ لا یُعطیھ؟-

بالعكس بیعطیھ أكتر لأنھ حاسس بالمحرومین منھ، یمكن من أسباب جوازي من حمدي كان السبب الأول-.بناتھ والسبب التاني إني ھاھرب من المجتمع اللي رفض إنھ یرحمني أو یغفر لي خطیئتي

كنتي مبسوطة معاه؟-

إنسان محترم بیعاملني كویس وكفایة إنھ ما سألش عن الماضي-

ھنا دق ھاتف یمنى حیث أصرت سلوى على صعودھا للغرفة لیحزما حقائبھما فصعدت یمنى بعد أن حیتنا:جمیعا وقالت لرامي

شكرا یا دكتور على العزومة والقعدة اللطیفة-

إحنا اللي مبسوطین إننا اتعرفنا على بنت لطیفة زیك ونتمنى نتقابل تاني-

إن شاء ﷲ عن إذنكم-

:صعدت وعیون مروان تتبعھا ثم التفت إلي وقال

ھي سلوى دي سخیفة كده على طول؟-

:فقلت

دي مسكینة دایما تحب تبان قویة ومُسیطرة وھي من جواھا ضعیفة وخایفة تتجرح أو إن اللي معاھا یسیبوھا-

بس دي بتكره الناس فیھا وغالبا محتاجھ علاج نفسي-

أنا فعلا حاولت أقنعھا بكده بس ھي افتكرت إني عاوزة أجننھا لأني باكرھھا عشان مش أمھا-

:فقال رامي

فعلا مسكینة بس محتاجة حسم أكتر من كده لأنھا ممكن تضیع أختھا من سیطرتھا-

و ده اللي بحاول أعملھ أفرملھا شویة وأكون حنینة شویة والدنیا ماشیة-

: دق ھاتف مروان فاستأذن مغادرا فقال رامي

تعالي نطلع التراس ونشرب قھوتنا ھناك ونتكلم براحتنا-

:وافقتھ وخرجنا للتراث وقال لي

لیھ لسھ مُرتبطة بالبنات رغم إنك مش أمھم وواضح إن سلوى بتعاملك وحش؟-

دول عیلتي مالیش غیرھم ومالھمش غیري، كمان وعدت حمدي ﷲ یرحمھ أفضل معاھم لحد ما یعتمدوا على-نفسھم

معنى كده ھتفضلي رابطة نفسك بیھم لحد ما یتجوزوا؟ العمر مابقاش فیھ كتیر عشان نضیعھ خلینا نتمتع باللي-فاضل لنا فیھ

بس على الأقل لما سلوى تتخرج السنة دي وتشتغل-

یعني قدامنا شھرین؟ ماشي ممكن أستحمل لكن تفتكري البنات ھیتقبلوا فكرة جوازك ببساطة؟-

سلوى كل اللي یھمھا مصلحتھا، طول ما مصلحتھا معایا أبقى حبیبتھا أول ما تخلص مش ھتعرفني لكن یمنى-ھي اللي شایلة ھمھا لا ھاقدر اسیبھا مع سلوى ولا ھینفع تعیش معانا وخاصة في وجود مروان

یعني برضھ فیھ عقبة ھتعطلنا؟-

طیب إنت أخدت رأي مروان؟ یعني ممكن یقبل فكرة جوازنا عادي؟-

مروان من زمان بیقولي اتجوز حرام تفضل كده من غیر جوازكمان ھو قدامھ سنھ أو اتنین بالكتیر ویتجوز-عنده شقتھ جاھزة أول ما یلاقي البنت المناسبة ھیسیبني

برضھ خد رأیھ قبل ما ناخد أي خطوة-

ھدیر أنا مش ھاسمح لأي شخص أو أي حاجة إنھا تحرمني منك تاني فاھمة؟-

:احمرت وجنتاي وخفق قلبي بجنون وقلت بھمس

معقول بتحبني الحب ده كلھ؟-

ماتعرفیش اتعذبت أد إیھ في بُعدك ودورت علیكي كتیر وكنت على استعداد اتجوزك وطز في أي حاجة تانیھ-لكن انت اختفیتي وقلبك قدر یبعد ویقسى

قلبي یقسى إزاي وھو ملكك؟ أنا ھربت بجسمي لكن قلبي وروحي كانوا معاك فضلت أسأل علیك ھدى لحد ما-اتجوزت یومھا بس حرمت على نفسي أفكر في أي إنسان غیر جوزي، صحیح ما كانش بیننا قصة حب لكنبیننا احترام ، لكن قلبي ما حبش غیر واحد بس

مین؟-

:نظرت إلیھ وقالت العیون ما سكتت عنھ الألسن ، ھربت من نظرات عینیھ العاشقة وقلت بارتباك

الوقت اتأخر ولازم أطلع أوضتي عشان أجھز شنطي لأننا ھننقل شقتنا الجدیدة ویمكن انشغل الكام یوم-الجایین في فرش الشقة

ھتنشغلي عني؟-

ما أقدرش-

طیب ھابقى أكلمك أطمن علیكي وخدي الكارت بتاعي فیھ عنوان العیادة وكل أرقامي-

تصبح على خیر-.وإنت من أھلھ -

صعدت غرفتي وبدأت في جمع أشیائي والابتسامة لم تفارق شفتاي كلما تذكرت كلماتھ ونظراتھ وكأنھ مازال

:شابا عاشقا في العشرین من عمره. سمعت طرقات على بابي ففتحت ووجدتھا یمنى التي قالت

لمیت حاجتي ومش مستحملة القعدة مع سلوى اللي عمالھ تاكل في نفسھا من ساعة ما طلعت وبتتخانق معایا-فسبت لھا الأوضھ وجیت لك

تعالي یا حبیبتي حطي میھ في الكاتل وتعالي نشرب شاي ونتكلم براحتنا-

:فعلت ما قلتھ لھا واحضرت كوبي الشاي وجلست بجواري على السریر وقالت

البت سلوى الرخمة بتقول إنك ھتتجوزي دكتور رامي وھتسیبینا-

:ضممتھا لحضني وقلت

یمكن أتجوز دكتور رامي لكن مستحیل أسیبكم لأن محدش بیسیب عیلتھ-

ھو أنتي كنتي بتكرھي بابا صحیح؟-

لیھ؟-

عشان ھتتجوزي غیره-

أولا بیني وبین حمدي ﷲ یرحمھ عشرة طیبة مستحیل أنساھا ودلیل ثقتھ فیھ أنھ وصاني علیكم وھو تعبان-وماوصاش حد من اخواتھ، تاني حاجھ سلوى ھتتخرج السنة دي إن شاء ﷲ وھتشتغل وتتجوز، وبعد سنتینھتحصلیھا، كل واحده فیكم ھتنشغل بحیاتھا یرضیكي أعیش لوحدي من غیر ما ألاقي حد معایا؟؟ ده حقي الليالشرع إداھولي وجوازي بعد حمدي ﷲ یرحمھ لا عیب ولا حرام، لكن وعدي لھ ھانفذه ومش ھاتخلى عنكم.وھتفضل بیننا صلة

معاكي حق إنتي من حقك تعیشي حیاتك ومش لازم نكون أنانیین ونحرمك من حقك خاصة إنك لسھ شباب-وكفایة إنك قضیتي سنین شبابك تربي في بنات غیرك ، حتى دكتور رامي باین علیھ لطیف وطیب،وھتتجوزوا إمتى؟

بعد إمتحاناتكم ما تخلص لازم أطمن علیكم الأول-

ربنا یخلیكي لنا یا دودو إنتي أجمل حاجة في حیاتي بعد بابا ﷲ یرحمھ-

ممكن ننام بقى عشان بكرة ھتزوغي من الكلیة وتساعدیني لأن طبعا البرنسیس سلوى مش ھتسیب كلیتھا-وتعمل حاجھ بس یوم أجازتھا مش ھارحمھا

ضحكنا معا ونامت یمنى معي وتشبثت بي كأنھا طفلة صغیرة تخشى أن تتركھا أمھا وحدھا فتضیع في ذلكالعالم المجنون. استیقظنا مبكرا وذھبنا لشقتنا ووضعت سلوى حقیبتھا ثم غادرت لكلیتھا، وبقیت أن ویمنىیعاوننا البواب وزوجتھ في ترتیب الأثاث ووضعھ في أماكنھ حتى أنھكنا التعب فاتصلت بأحد المطاعم وطلبت:لنا جمیعا الطعام وتفاجئ البواب وزوجتھ بأني طلبت لھم نفس الطعام فقلت لھ

وفیھا إیھ یا عبد ﷲ ما كلنا بني أدمین زي بعض -

:فقال شاكرا

ربنا یكرمك یا مدام-

:فأخذا طعامھما ونزلا یأكلاه مع طفلیھما فأعطیت لھما مالا مقابل جھدھما معي، وبقیت أنا ویمنى فقلت لھا

شیلي لسلوى أكلھا وتعالي كلي-

أنا جسمي كلھ مكسر مش قادرة-

النھاردة بس فرشنا العفش لسھ ھنرتب الدوالیب، كل واحد یرتب دولابھ أما المطبخ ده بقى ھیبقى على سلوى-لأني لازم أرجع شغلي بكرة وھي بكرة عندھا أجازة

أنا كمان عندي محاضرة مھمة بكرة-

انتھینا من الطعام وشربنا الشاي وبدأت كل واحدة منا ترتب دولابھا حتى عادت سلوى بضجیجھا وقالت:باشمئزاز

إیھ ده ؟ حد یرتب الشقة كده؟ ذوقكم وحش أوي-

:فقلت لھا بھدوء

ده بدل ما تشكرینا على تعبنا طول النھار؟ عموما بكرة أجازتك تقدري تنادي على البواب یساعدك وغیر-الترتیب زي ماتحبي

لأ أنا مش ھاضیع وقتي في الكلام الفاضي ده-

لأ حضرتك بكرة أنا عندي شغل وأختك سابت محاضراتھا النھاردة وما تقدرش ماتروحش بكرة الوحیدة اللي-فاضیة بكرة ھو انتي یبقى ده دورك ھترتبي دوالیب المطبخ ودولاب لبسك

أنا مش فاضیة أنا دكتورة مش زیكم، ھارتب دولاب لبسي بس-

:فقلت بغضب

اسمعي بقى یا سلوى عشان نعیش سوا من غیر وجع دماغ فیھ قواعد لازم الكل ھیلتزم بیھا زي ما-المصاریف ھتتقسم علینا إحنا التلاتة شغل البیت ھیتقسم علینا ولو المطبخ ما اترتبش مافیش أكل ھیتعمل فيالبیت وكل واحده تبقى تجیب أكلھا جاھز، ومش معنى إنك ھتبقي دكتورة إنك تتكبري على أھلك أو إنك تھمليفي بیتك ، إیھ فایدة دكتورة ناجحة لكنھا إنسانة فاشلة؟ تصبحوا على خیر

دخلت غرفتي غاضبة وتركتھا مع یمنى التي دخلت غرفتھا أیضا،وأنا أدعو ﷲ أن یھدیھا فھي تظن أن قیمتھافي مھنتھا ولا تعلم أن قیمتھا الحقیقیة في أن تكون إنسانة حقا. استیقظت مبكرا من أجل عملي فوجدت أنسلوى رتبت دوالیب المطبخ لیلا حتى تتفرغ نھارا لمذاكرتھا فابتسمت وتركت لھا ورقھ على الثلاجة وقلت

:لھا

تسلم إیدك یا دكتورة-

:ذھبت لعملي وفي منتصف الیوم ارسلت لرامي رسالة أطمئن علیھ فاتصل بي وقال لي

أنا كلمت مروان عن موضوعنا وھو موافق واتبسط لما عرف إنك العروسة وقالي ھنعمل عصابة ضدك-

:فضحكت فقال

عاوزین نعلن خطوبتنا رسمي عشان لما نتقابل محدش یتكلم عننا یاترى یناسبك امتى؟-

مش عارفة سیبني أفكر-

مش ھاسیبك كتیر بكرة عاوز ردك عشان ھنكتب الكتاب مع الخطوبة-

:شھقت وقلت

رامي بسرعة كدة؟-

لأ یا حبیبتي إحنا متأخرین 13 سنة وشھرین و10 أیام-

إنت حاسبھم؟-

كل یوم فیھم كان بیمر على قلبي أتقل من اللي قبلھ -

معقول ما لقیتش واحدة مناسبة كل السنین دي؟-

ماكنتش عاوز واحدة مناسبة كنت عاوز واحدة تخطف قلبي وده محدش قدر یعملھ غیرك-

:سكت فقال

رتبي نفسك ومستني ردك بكرة مع السلامة-

:عدت إلى البیت وأنا حائرة كیف أفتح الموضوع، حتى قالت سلوى

على فكرة الدكتور بتاعك ده طلع حد مشھور-

مین الدكتور بتاعي؟-

اللي كان عازمكم على الغدا-

ده اسمھ دكتور رامي-

أه ما أنا عرفت الدكاترة عندنا كانوا بیتكلموا عنھ النھاردة وقابلتھ في المستشفى اللي بیشتغل فیھا-

قابلتیھ؟-

أه أنا كنت رایحة أقابل واحد من الدكاترة الكبار عندنا وھو بیشتغل معاه في نفس المستشفى فلقیتھ في مكتبھ-

:فقالت یمنى

وكلمك؟-

أه ورحب بیھ جامد ووصى كمان الدكتور بتاعي علیھ-

:فقالت یمنى

ھو شكلھ جنتلمان فعلا من طریقة كلامھ وتعاملھ مع الناس-

: فقلت

أنا كنت عاوزة أقولكم على حاجة ، دكتور رامي طلب یتجوزني وأنا وافقت بس أجلت الجواز لبعد امتحاناتكم-لكن ھنعمل خطوبة وكتب كتاب الأسبوع ده عشان یبقى وجوده معایا في أي مكان بشكل رسمي وعشانمحدش یتكلم علینا

:ساد الصمت بیننا حتى قالت یمنى

مبروك یا دودو ربنا یسعدك-

ﷲ یبارك فیكي-:فقالت سلوى بحدة

اعملي اللي یریحك بس اعملي حسابك أنا مش ھاحضر-

:فقلت لھا

لیھ یا سلوى-

الموضوع ما یخصنیش وأنا غریبة عنكم ھتقولي للناس دي مین بنت یتیمة باعطف علیھا؟-

لأ ھاقولھم عیلتي اللي مالیش غیرھم-

:فصرخت بغضب

بطلي تمثیل بقى اللي كان رابطك بینا مات وإنتي بقیتي غریبة عننا ولولا حقك معانا في الورث كان زمانك-سبتینا زي غیرك ماعمل

أنا مش بامثل أنا فعلا مالیش حد غیركم، وإن كنتي بعد كل السنین دي بتعتبریني غریبة یبقى إنت اللي عندك-مشكلة وحاولي تعالجیھا یا دكتورة، عموما كتب الكتاب ھیكون یوم الجمعة لو حبیتي تحضري ھاكون.مبسوطة ولو ما جیتیش براحتك

اتصلت برامي وأخبرتھ على موافقتي على یوم الجمعة فطلب مني أن ننزل معا یوم الأربعاء بعد الإنتھاء منعملي لشراء الشبكة فوافقت وطلبت منھ أن أصطحب معي یمنى إن وافقت ، فقال لي أن أفعل ما أرید . مرتبنا الأیام على وتیرة واحدة ، سلوى معتزلة الكل ویمنى إن أتت قبلي تُعد الطعام وإن أتیت قبلھا أعد أنا الطعام

،أما سلوى فقد اعتزلتنا وكانت تأكل وحدھا في غرفتھا فقد غضبت من یمنى لأنھا ستحضر عقد قرانيواعتبرت ذلك خیانة لذكرى والدھا. سألت یمنى یوم الثلاثاء إن كانت ترید أن تحضر معي لشراء الشبكةوالفستان فوافقت واتفقنا أن تأتي لي في عملي بعد إنتھاء كلیتھا، وبالفعل حضرت و انتظرنا رامي لیصطحبنا:فجاء رامي ومعھ مروان الذي ضحك وقال

العرسان بدل ما یجیبوا معاھم أولیاء أمورھم جایبین معاھم أولادھم-

ضحكنا جمیعا وظل مروان یشیع جو من المرح بنكاتھ والأغاني الصاخبة التي أدارھا في سیارتھ وعندماوصلنا لأحد المحال المشھورة لشراء الذھب توقف مروان ونزلنا وبمجرد دخولنا طلب رامي من البائع أن: یرینا أطقم الشبكة فوافق البائع بأدب جم واصطحبنا لداخل المحل وأشار لیمنى على عدة أطقم وقال لھا

اتفضلي یا عروسة نقي اللي یعجبك-

:فاحمرت وجنتاھا وارتبكت فضحك رامي ومروان وقال رامي

لأ دي ھنأجل شبكتھا شویة ممكن الھانم دي اللي تختار شبكتھا لأنھا العروسة-

:ارتبك البائع وقال بسرعة

أنا أسف یا فندم وألف مبروك یا ھانم وعقبال الأنسة الصغیرة-

:فقال مروان

إن شاء ﷲ-

فتبادلت معھ النظرات فابتسم وغمز لي بعینیھ كما كان یفعل وھو طفل عندما نتفق على سر بیننا، فابتسمت:وأدركت أن ھناك انجذاب بینھ وبین یمنى. قال لي رامي

نقي اللي یعجبك-

:فاخترت أنا ویمنى طقم بسیط ورقیق واشترى لي مروان خاتما ھدیة فسعدت بھ كثیرا فقال بمودة

زي ما كنتي بتسعدي طفل صغیر یتیم زمان-

مش یمكن إنت اللي كنت بتسعدني-

:فقال بمكر

خلاص یبقى ھاطالبك قریب بھدیة غالیة-

مافیش حاجة تغلى علیك-

:فقال رامي

أنا باغیر على فكرة-

:فضحكنا جمیعا وبمجرد خروجنا قالت یمنى

أنا عارفة محل قریب ممكن نلاقي فیھ فستان مناسب-

ذھبنا إلیھ ودخل معنا رامي لیساعدنا في الاختیار بینما ظل مروان في السیارة لإجراء بعض المكالماتالھاتفیة، انتقیت أنا ویمنى فستانین أحدھما باللون السماوي الفاتح والأخر باللون الوردي الفاتح جدا ( الروز)واحترنا أیھما أجمل فاقترح رامي أن تقیس كلانا الفستان الذي اختارتھ لیستطیع الحكم ، و بالفعل وافق على:اختیاري بینما قال لیمنى

ده أنسب لك عشان كده ده ھدیتي لك لیوم كتب الكتاب-

:ارتبكت یمنى وقالت

شكرا بس یا دكتور بجد عندي فساتین كتیر-

أنا خلاص باعتبرك زي بنتي ودي ھدیة بسیطة واتمنى تقبلیھا-

:فدمعت عیناھا وقالت

میرسي بجد دي أول ھدیة تجیلي بعد وفاة بابا ﷲ یرحمھ-

:فقال لھا

بلاش دموع النھاردة كلنا لازم نكون فرحانین ویالا غیروا ھدومكم عشان نتعشى سوا وھاكلم سلوى تیجي-تتعشى معانا:فقالت یمنى

بلاش سلوى مش ھترضى-

سیبیني أحاول-

:دخلت یمنى لتبدل فستانھا فقلت لھ بصوت منخفض

.سلوى ممكن ترد علیك بعدوانیة لأنھا شایفة إن جوازنا خیانة لذكرى أبوھا-

تفھم رامي وتراجع عن فكرتھ ،اشترى لنا الفستانین وذھبنا لأحد المطاعم على النیل لتناول العشاء فقال:مروان

أیوه بقى یا دكتور مكان شاعري ونیل وحاجة أخر رومانسیة-

:فابتسم رامي وقال

أنا غلطان اللي جبتك معایا ھاكلم مدیر المستشفى یخلیك نبطشي النھاردة-

لأ خلاص أنا ھقعد ساكت خالص ولا أقولك أنا ھتكلم مع یمنى أحسن-

طلبنا الطعام وتحدثنا في عدة موضوعات وبعد العشاء عاد رامي للمستشفى لأنھم اتصلوا بھ بسبب حالة طارئة:بینما أعادنا مروان للبیت وصعد معنا وھو یحمل الحقائب عنا حتى أوصلنا لباب الشقة و قال لنا

نتقابل بعد بكرة یا مرات أبویا-

:فقلت مبتسمة

مھما تعمل ھافضل ھدیر اللي بتجیب لك الشیكولاتة والأیس كریم-

بس أنا كبرت وعاوز حاجات تانیة-

:قالھا ونظر لیمنى التي احمرت وجنتاھا فقلت

اللي یصبر ینول تصبح على خیر-

: نزل مروان وفتحت باب الشقة ودخلنا وقالت یمنى

دكتور رامي ده أطیب واحد في الدنیا ذوق كده ولطیف ومتواضع-

:فخرجت سلوى من غرفتھا وقالت بغضب

خلاص نسیتي أبوكي ومابقتیش عارفة غیر دكتور رامي؟-

بابا مافیش زیھ في الدنیا كلھا لكن ما یمنعش إن دكتور رامي راجل طیب-

منافقة وخاینة-

: بكت یمنى فربت على كتفھا وقلت لھ

.سیبك منھا خشي خدي دش سخن عشان أعصابك تھدى ونامي-

.تصبحي على خیر-

جاء یوم عقد القران ولم تخرج سلوى من غرفتھا لتتجنبنا فتناولنا إفطارنا أنا ویمنى وأخذنا ملابسنا والشبكةمعنا وذھبنا لمركز التجمیل، حتى حان موعد عقد القران ومر علینا مروان لیصطحبنا لقاعة المسجد التيحجزھا رامي. نزلت من السیارة وقلبي ینبض بقوة وكأني مازلت فتاة صغیرة لم تتزوج من قبل ، دخلت برفقةرامي ویمنى التي بدت جمیلة في فستانھا الوردي الذي جعل بشرتھا البیضاء تتألق وأضفى رونقا على عیونھااللوزیة وشعرھا البندقي فبدت كأمیرات الحكایات. استقبلنا رامي بابتسامة جمیلة بثت الأمان في روحي،:وبدأت إجراءات عقد القران وعندما سألني المأذون من وكیلك قلت

مروان-

فارتبك واحمرت وجنتاه فلم یكن یتخیل أني سأفعل ذلك، تمت الإجراءات وھنأني رامي وقبلني في جبھتي ثم:ھنأني مروان وقال ضاحكا

یعني أنا ھابقى ولي أمرك من ھنا ورایح-

:ضحكنا معا وجاءت یمنى على استحیاء لتھنئني وقبلتني وھنأت رامي الذي ابتسم لھا وقال

خلاص كده بقیتي بنتي زي مروان ده لو ترضي-

شرف لیھ یا دكتور-:عندھا قال لھا مروان

عقبالك-

لأ لسھ بدري لما أخلص الجامعة وأشتغل-

یاه ده لسھ كتیر أوي یعني لو جالك حد كویس قبل كده مش ھتوافقي؟-

ھدیر قالت لي البنت بعد ما بتخلص الجامعة وتشتغل بتكون نضجت وتقدر تختار صح لكن في سني ده بتختار-بعواطفھا وده غلط

حسابي مع ھدیر بعدین، یعني مصممة تشتغلي؟-

ده شرط أساسي مش ھاتراجع عنھ-

طیب ومواصفات العریس تكون إیھ؟-

لیھ؟-

یمكن أجیبلك عریس-

:احمرت وجنتاھا وعندھا حضر عدد من زملاء مروان لتھنئتھ وقال أحدھم

مش تعرفنا بالقمر-

الأنسة یمنى قریبتنا، على فكرة یا یمنى ھدیر بتشاور لك-

:تركتھم یمنى وھي مرتبكة وجاءت إلي فقلت لھا

مروان كان عاوز منك إیھ؟-

أبدا بیقولي عقبالك وبیسألني مواصفات العریس اللي عاوزاه إیھ فقلت لھ مش ھتجوز غیر لما أخلص-دراستي وأشتغل

:ابتسمت وسكت ، وتوالت تھنئات الجمیع وغادرنا القاعة فقال رامي لمروان

تروح توصل یمنى للبیت على طول وتخلي بالك منھا دي زي أختك حالیا-

أختي مین یا دكتور؟ قول زي بنت خالتي أو بنت عمي أي حاجھ تجوز لي أبوس إیدك ما تقطعش الأرزاق-

مروان بطل ھزار البنت لازم نحافظ علیھا دي أمانة ھدیر ودلوقتي بقت أمانتي أنا كمان فاھم؟-

حاضر یا دكتور ما أنت خلیت بیھ أخدت اللي قلبك یحبھا وھتسیبني أغني ظلموه-

:ابتسمت وقلت لمروان

مش قلت لك اللي یصبر ینول-

:ثم قلت لیمنى

.مروان ھیوصلك للبیت وأنا ھاتعشى مع رامي وراجعة على طول-

بلاش تتعبوه أنا ممكن أطلب أوبر-

:فقال مروان

یافندم اعتبریني أوبر ووصلت خلاص اتفضلي-

:ركبت معھ وركبت مع رامي الذي أمسك یدي وقبلھا وقال

أخیرا-

حلمت كتیر أوي بالیوم ده رغم إني كنت عارفة إنھ مستحیل-

أدي المستحیل اتحقق الحمد -

:ذھبنا إلى مطعم فخم على النیل فقلت لھ

أنا باعشق القعدة على النیل حتى لو على الكورنیش-

أنا كنت مُدمن القعدة على البحر ومازالت كل ما أروح اسكندریة لازم أفعد على البحر-

تعرف كنت باقعد على البحر وأشكیلھ حالي ھو الوحید اللي كنت باصارحھ باللي في قلبي، سواء في اسكندریة-أو في الغردقة ولما سافرنا بره كنت حاطھ صوره على موبایلي

من النھاردة ما تصارحیش حد باللي في قلبك غیري أنا باغیر-

:ضحكت وقلت

كنت باكلم البحر عشان أحكیلھ عنك-

مش ھاوعدك إني ھاخلي حیاتك وردیة لكن أوعدك إني ھاعمل كل جھدي عشان أسعدك بس طبعا إنتي فاھمة-إن طبیعة شغلي صعبة وإنتي كنتي مجربة جزء منھا بس الجزء التاني ممكن یجیلي تلیفون في أي وقت لأنيمطلوب في عملیة، ممكن أكون نایم أو نكون خارجین بنتفسح فأتمنى إن ده ما یضایقكیش

أنا فاھمة طبیعة شغلك ووجودي جنبك كفایة علیھ-

:أمسك بیدي وقال

بحبك یا أجمل حاجة حصلت في حیاتي-

أنا كنت متخیلة إنك ھتتجوز لما أبعد عنك-

حاولت بس ما قدرتش واكتفیت بحبي لك ووجود مروان في حیاتي وخاصة لما بقیت مسئول عنھ تماما كل-واحدة كان شرطھا أسیب مروان ومافیش حد فكر یصاحبھ عشان كده رفضت الفكرة تماما ، ھیبقى مافیش حبولا رعایة لابني أتجوز لیھ؟ اشتغلت أكتر وأكتر عشان أھرب من عذابي لحد ما شفتك ساعتھا بس روحي.ردت فیھ وعرفت إن ربنا أراد یكافئني أخیرا

یاااه أنا أسفة إني عذبتك كل ده بس ما تفتكرش ما اتعذبتش زیك بس ده كان قدرنا-

قولیلي لیھ ما خلفتیش من جوزك؟-

كان عندي مشاكل صحیة ومحتاجة علاج وكان غالي جدا كمان ھو كان مُكتفي ببناتھ وقالي إنھ خایف أخلف-.وأحب ابني أو بنتي وأظلم بناتھ ما أخبیش علیك في الأول زعلت لكن بعد كده اتعودت ورضیت بنصیبيخلاص انسي كل اللي فات من النھاردة ھنبدأ من جدید كأننا لسھ بنعرف بعض-

تحدثنا وضحكنا واستمتعنا بمشھد موجات النیل وھي تتھادى بنعومة تحت الأضواء ثم أوصلني حتى البیت:وقال

كان نفسي نروح بیتنا لكن ھانت-

تصبح على خیر-

صعدت للمنزل فوجدت یمنى مازالت مستیقظة تذاكر بینما سلوى أغلقت باب حجرتھا بمجرد دخولي فلم أھتمبھا لأني أعلم أنھا ستعتاد على ھذا الوضع مع الوقت. في الیوم التالي بعد انتھاء عملي اتصل بي رامي

:وأخبرني أن أمر علیھ في المستشفى ذھبت إلیھ فعرفني بإحدى زمیلاتھ طبیبة نساء وقال

دكتورة سامیة أكفأ دكتورة نسا في المستشفى احكي لھا على مشكلتك وأنا عندي عملیة حالا لو عاوزه تروحي-بعد ما تخلصي معاھا كلمي مروان ھو ھنا وخلیھ یوصلك لأني مش عارف العملیة ھتخلص امتى

ابتسمت وأنا أتعجب من ذلك الاھتمام ھل حقا یرغب في علاجي رغم أني فقدت الأمل تقریبا في الإنجاب؟ ھلمازال یرغب في أطفال في مثل عمرنا؟ لابد أنھا مجرد شفقة لا أكثر لأنھ رآني أتألم فأراد أن یبذل كل جھدهلإسعادي. أفقت من أفكاري على تساؤلات الطبیبة التي أجبت علیھا كلھا فاصطحبتني لغرفة الفحص وطلبت.مني عدة تحالیل وأن أتابع معھا باستمرار

انصرفت وأنا عقلي مشغول حتى أني نسیت الاتصال بمروان، وتابعت معھا ما طالبتني بھ ووصفت لي علاجوطلبت مني الإنتظام علیھ ففعلت. مرت بنا الأیام بین عملي ومراعاتي للفتاتین، وحبي ولھفتي على رامي،كما انشغلت أیضا بإعداد شقة الزوجیة وإدخال بعض التعدیلات علیھا وعرفت فیما بعد أن شقة مروان ھي:المقابلة لشقتنا و أنھ سینتقل إلیھا بعد زواجنا فحاولت إثناء مروان ورامي عن ذلك لكنھما أصرا وقال رامي

ھو برضھ مش ھیكون بعید عننا كمان ھو طول النھار في شغلھ یعني ھیرجع على النوم ، كمان أنا عاوزه-یتعلم یعتمد على نفسھ شویة أنا دلعتھ كتیر واكتشفت إن ده غلط

ولا یھمك یا مروان ھادلعك أنا -:فقال رامي بغضب مُصطنع

تدلعي مین؟ ده بقى أد ضلفة الدولاب یعني كبر على الدلع-

:ثم قال ھامسا

أنا بس اللي تدلعیني-

ضحكت ثم أصررت على إعادة ترتیب شقة مروان بما أنھ سینتقل إلیھا وبالفعل تم طلاؤھا ورتبت لھ غرفةنومھ ومكتبھ ووضعت لھ في المطبخ الأدوات الأساسیة التي سیحتاجھا ، سعد مروان كثیرا بما فعلتھ من أجلھ:وكذلك رامي الذي شكرني كثیرا فقلت ضاحكة

إنت ناسي إنھ ولي أمري؟-

انتھت الامتحانات وحان موعد الزفاف والانتقال لشقة رامي وطلب مني رامي قبلھا بأسبوع أن یلتقي بسلوى:ویمنى فحذرتھ من حدة سلوى فقال لي

مالكیش دعوة ھاتي رقم تلیفونھا-

اتصل بھا ھي ویمنى وطلب لقاؤھما في المساء فدعتھ سلوى للحضور لشقتنا في السابعة مساءا وبالفعل حضر

:وقال للفتاتان

طبعا عارفین إن ھدیر ھتتنقل لبیتي أخر الأسبوع ومش معقول ھنسیبكم تعیشوا لوحدكم فأنا باقترح إنكم-تتنقلوا وتعیشوا معانا وخاصة إن مروان في شقتھ ، طبعا أنا مش ھاكون مكان والدكم ﷲ یرحمھ لكن ممكنتعتبروني صدیق أكبر منكم في السن

:فقالت سلوى

أنا مش موافقة؟-

لیھ؟-

أولا إنت راجل غریب عننا ومش مُلزم إنك تتحمل مسئولیتنا، كمان إحنا كبرنا خلاص ومش محتاجین رعایة-حد

:فقالت یمنى من خلال دموعھا التي تحارب لمنعھا

ما تقولي السبب الحقیقي إنتي مش ھتروحي لأنك أصلا مسافرة تعملي الماجستیر بره وموافقة الجامعة على-المنحة وصلت خلاص:سكت الجمیع فقلت

ده حقیقي یا سلوى؟-

:فقالت بحدة

من حق كل واحد یدور على مصلحتھ وإنتي مش وصیة علینا أنا وھي عدینا ال21 سنة-

:فقال رامي بھدوء

كل اللي قولتیھ صحیح لكن برضھ من حق یمنى تختار اللي في مصلحتھا-

:فقالت سلوى بلا مبالاة

ھي حرة وھي طول عمرھا لازقة في ھدیر رغم إنھا عارفة إنھا غریبة عننا-

:فقالت یمنى

غریبة عنك مش عني، أنا فعلا ھافكر في عرضك یا دكتور وحقیقي متشكرة جدا لاھتمامك بمصلحتي وده-الاھتمام اللي ما لقیتھوش من أقرب حد مني

:فقال رامي

أنا في انتظار ردك خلال یومین-

:انصرف رامي وساد الصمت بیننا حتى قلت لسلوى

مافكرتیش لما تسافري وأنا ھتجوز أختك ھتعمل إیھ وتعیش إزاي؟-

تعیش لوحدھا عادي ھیجرالھا إیھ؟-

لأ ولا حاجة سافري ودوري على مصلحتك ومالكیش دعوة بیمنى بس لو یوم من الأیام احتجتي أھل وسند ما-تتكسفیش إنك تتصلي بینا صحیح أنا غریبة بس الأیام أثبتت لك إني كنت لك أقرب من أھلك اللي من دمك.وصُنت مصلحتك ومالك أكتر منھم، مش ھتعرفي قیمة العیلة والسند غیر في الغربة، تصبحي على خیر

:في الصباح سألتني یمنى

إنت اللي طلبتي من دكتور رامي إني أعیش معاكم؟-

أبدا بالعكس أنا إتفتجئت برغبتھ زیك بالظبط بس ھو بإحساس الأب فكر إزاي نسیب بنت زیك تعیش لوحدھا-

وعشان كده مروان ھیعیش في شقة لوحده؟-

برضھ لأ مروان واخد القرار ده من یوم ما وافقت على الجواز یعني مالوش علاقھ بیكي خالص-

طیب ممكن تبلغي دكتور رامي إني موافقة بس مش ھاتنقل غیر لما سلوى تسافر-

اللي یریحك یا حبیبتي-

في أخر الأسبوع جاء رامي لإصطحابي لبیتھ وأصر على دعوتنا جمیعا للعشاء وألح على سلوى أن تحضرولكنھا رفضت فحضرت معي یمنى التي كانت مُتألقة بجمالھا وأصررت على حضور منى وھدى فحضرتمنى ولكن ھدى إعتذرت بسبب زوجھا وأولادھا وكذلك حضر مروان وبعض أصدقائھم المقربین من مروانورامي، ووجدنا رامي حجز لنا رحلة عشاء على أحد المراكب النیلیة ومعھا برنامج ساھر وعندما علم جمیعمن على المركب أنھ حفل زفافي أنا ورامي ھنأونا وتحولت فقرات الحفل لحفل زفاف وسط مرح الجمیع حتىأني فوجئت بالعاملین یحضرون لي تورتة زفاف وقمنا بتقطیعھا وسط مرح الجمیع . قام مروان وأصدقاؤه:بالرقص والغناء وجذب معھ یمنى التي كانت تقف بخجل وقالت لي منى

واضح إن فیھ قصة حب جدیدة بتبتدي-

مش ملاحظة یا منى إن مدیر المركب مشالش عینھ من علیكي-

عارفھ ده عادل زمیل شغل قدیم كان عاوز یصاحبني و رفض یتجوزني لأننا فقرا زي بعض وفضل یتجوز-واحدة غنیة یطلع معاھا لفوق وبعد سنین لما عرف إني لسھ ما اتجوزتش رجع لي یقولي عمره ما نسیني ولالقي اللي تعوضھ وعاوز یتجوزني في السر ویجي لي وقت ما ظروفھ تسمح وطبعا رفضت، كلھم فاكرینعشان كبرت من غیر جواز أبقى ملھوفة على أي راجل سیبك منھ وخلیكي في العاشق الولھان مش قادرة.أصدق إن أخیرا ربنا كتب لك السعادة بجد فرحانة عشانك

ربنا یسعدك إنتي كمان-

حان وقت العشاء فبقیت أنا ورامي وحدنا وأحضروا لنا العشاء بینما انتقل الباقون لإحضار الطعام لأنفسھم:فشعرت یمنى بالخجل فقال لھا مروان

خلیكي وأنا ھاجیبلك مش ھتعرفي تتصارعي مع الحیتان اللي جوه-

:ابتسمت لھ شاكرة فقالت لھ منى مازحة

طیب ممكن تجیب لي معاك ولا العزومات للبنات الحلوین بس والعواجیز لأ؟-

:فقال مازحا

عواجیز؟ أنا مش شایف أیتھا عواجیز لحظة واحدة وأجمل طبقین لأجمل بنات ھیكون جاھز-

:أحضر لھما الأطباق وقال

أقوم أنا ألحق حاجة قبل ما مستقبلي یضیع-

:فقالت یمنى بخجل

إنت جایب لي حاجات كتیر ممكن ناكل سوا-

ده ھیبقى أحلى عشا في الدنیا-

:فغمزت لھ منى وقالت

وأنا ھاجیب لكم الحلو-

:فقال بمرح

یابركة دعواتك یا ماما-

:ضحكنا جمیعا وساد جو من المرح ثم عادت المركب للمرسى وكان علینا أن ننصرف فقلت لمنى

ھتروحي تباتي مع یمنى زي ما اتفقنا وما تسبیھاش غیر لما تسلمیھا لي-

ماتقلقیش أنا حبیتھا و ھاشیلھا في عیوني-

:فقالت یمنى

بجد ھتنوریني یا طنط بس أنا مش عاوزة أتعبك-

: فقالت منى

تعبك راحة یا حبیبتي-

:فقال مروان

یالا یا حلوین عشان أوصلكم-

:فقلت لھ

مروان تسوق بالراحة وتركز في الطریق فاھمني-

ده لو عرفت أركز أصلا-

ضحكنا كلنا وانصرف الجمیع وذھبت مع رامي لبیتنا ولأول مرة لا أشعر بالخوف وأنا أبدأ حیاة جدیدة فمع:رامي لا أعرف سوى الأمان، دخلنا البیت وصلینا معا وقال لي بعدھا

ربنا بعتك لیھ في الوقت المناسب لأني كنت فعلا خایف من الوحدة بعد جواز مروان-

وربنا بعتك لیھ عشان یعوضني سنین حرمان قلبي نشف من قلة المشاعر في كل اللي فات من عمري-

أنا مش أد الكلام الحلو ده كلھ-

.قبلني وضمني لصدره فشعرت أني لم أعرف رجلا من قبلھ، وبدأت حیاة كلھا حب وتفاھم وإحترام

الحلقة العاشرة

بعد ثلاثة أیام عسل قضیناھا في البیت أصر رامي على دعوة منى ویمنى ومروان أحد الأطباء من أصدقاءرامي على الغداء وخاصة قبل سفر منى وبمناسبة حضور یمنى للإقامة عندنا بعد أن أعددنا لھا غرفة خاصة.

رفض رامي أن أنشغل بإعداد الطعام وأصر على شراء الطعام جاھز وأن یكون دوري مجرد إعداد المائدةوالترحیب بالضیوف لأني في رأیھ مازلت عروسة. سعدت كثیرا بمعاملتھ الرقیقة لي فھو الوحید فكل منعرفتھم من لا یرید إستغلالي بل ویرغب في إسعادي، ولا یعلم أن وجوده في حیاتي ھي السعادة الحقیقیة.

:أحضر مروان منى ویمنى وقال

أنا جبت الحلوین أھو فین الأكل بقى-

:فقال رامي

أصبر یا مفجوع دكتور فاروق جاي في الطریق وأھو بالمرة نستشیره في حالتك بتاكل لیل نھار ورغم كده-رفیع ومش باین علیك

ضحكنا كلنا وجاء دكتور فاروق كان رجلا وقورا على مشارف الستین عاما ولكنھ مازال یحتفظ برشاقتھوبقدر من الوسامة. ساد جو من الجدیة على الحوار بوجوده وقدمت الطعام وبعده جلسنا لشرب الشاي فھمس:مروان لیمنى

ماتیجي نخرج أو نلعب بلاي ستیشن بدل جو النشا ده-

:وقبل أن تجیبھ جاءه إستدعاء من المستشفى فاستأذن منا وقال لھا ضاحكا

قلیل البخت طول عمري-

ربنا معاك-

أه ادعیلي أصلي یتیم ومحتاج دعواتك أوي-

:فقلت لھ

بطل بكش وأنزل على شغلك-

استأذنت منا یمنى ودخلت غرفتھا وجلسنا ومعنا منى ودكتور فاروق وتحدثنا في موضوعات شتى حتى.أصرت منى على الإنصراف لتعود للإسكندریة فأصر دكتور فاروق على توصیلھا لمحطة القطار

قمت بإعادة ترتیب المكان ودخل رامي مكتبھ لمراجعة بعض الأبحاث ولإجراء إتصالات حیث سنعود لعملنا:غدا فدخلت لیمنى حجرتھا وقلت لھا

عجبتك أوضتك-

جمیلة طول عمرك عارفة ذوقي وبجد مھما أقول مش ھاعرف أشكرك إنت ودكتور رامي-

بما إننا أصحاب ومش بنخبي حاجھ على بعض إیھ رأیك في مروان؟ -

:احمرت وجنتاھا وارتبكت وقالت

كویس لیھ؟-

حاسة إن فیھ حاجھ من ناحیتھ بخصوصك فقلت أعرف رأیك عشان لو فاتحني أصده ولا أشجعھ-

مش عارفة ھو كویس وابن ناس ودمھ خفیف ومستقبلھ كویس-

مش بسألك على كل ده بسألك على قلبك-

بصراحة أنا بحب وجوده معایا واھتمامھ بیھ بس مش عارفة ده حب ولا إیھ؟-

طیب یعني على الأقل فیھ قبول وراحھ؟-

أه وبابقى مطمنة وأنا معاه تصوري بیخاف علیھ ویطلع یوصلني لحد باب الشقة ویستنى أما أدخل ولما باكون-معاه في العربیة عمره مافكر یلمسني أو یقول لي كلام غزل مثلا زي ما حصل من زمیلي اللي حكیتلك عنھ.وده كبره أوي في نظري

عارفة الإحساس بالأمان والاحترام ده أھم من الحب، المشاعر بتتغیر والحب ممكن ینتھي-

بس أنا مش عارفة ھو معجب بیھ ولا بیحبني بجد؟-

الأیام ھتوضح ده سبیھا على ﷲ لكن مھم مھما حبتیھ ما تفرطیش في نفسك ولا تتنازلي عن كرامتك لأي حد-لأي سبب

حاضر-

مضت بنا الحیاة وتأقلمت یمنى سریعا مع رامي الذي كان تواجده قلیلا في البیت بسبب انشغالھ بعملھ فيالمستشفى والعیادة ،وكذلك كان تواجد مروان معنا قلیل بسبب انشغالھ بعملھ وبتحضیر الماجستیر، وشجعتیمنى على تدعیم دراستھا ببعض الكورسات لتشغل فراغھا وتكتسب مھارات جدیدة. كنا نجتمع یوم السبت معاحیث أجازتنا جمیعا- لأن مروان ورامي كثیرا ما یعملان الجمعة- وكنا نتبادل الحكایات عنما حدث لنا طوالالأسبوع، ومن خلال تلك اللقاءات تعمقت العلاقة بین یمنى ومروان الذي طلب مني سؤال یمنى عن مشاعرھا:تجاھھ حیث یرغب في الزواج بھا فقلت لھ

ھاسألھا بس لازم تعرف إنھا لو وافقت ھاسمح بخطوبة بس ومافیش جواز غیر بعد تخرجھا من الجامعة-وشغلھا ده شئ أساسي مافیھوش كلام

یا دودو بلاش شغل الحماوات من أولھا-

دي شروطي یا مروان أنا باتكلم جد ما یھمنیش ھتجیب شبكة إیھ أو ھتدفع مھر كام، لأني عارفة إنك راجل-وھتصونھا لكن أنا مسئولة عنھا ولازم أوفي بوعدي لأبوھا ﷲ یرحمھ

وأنا موافق أھو أكون خلصت الماجستیر والشغل ده ھي حرة عاوزة تشتغل أو لأ مش ھاعترض-

یبقى اتفقنا ھاكلمھا وأشوف رأیھا-

:سعدت یمنى كثیرا برغبة مروان وأبدت موافقتھا ولكن قلت لھا

مش ھأقولھ موافقتك غیر بعد یومین-

لیھ حرام علیكي-

.الحاجة اللي بتیجي سھلة بتضیع أسھل والإنسان ما بیصونش غیر الحاجة اللي بیتعب فیھا-

:أخبرتھ بموافقة یمنى وقال رامي

مش ھاعمل خطوبة ھاخلیھا كتب كتاب لأننا عایشین في مكان واحد، وھاكلم عمھا حسب الأصول-

:فقلت لھ

عمھا اللي كل ھمھ الورث ومایعرفش حاجھ عن البنات؟-

دي الأصول وﷲ جھ أھلا وسھلا ما جاش براحتھ-:اتصل رامي بھ وأخبره برغبة مروان فقال لھ عمھا

ھي مشیت ورا مرات أبوھا خلیھا تنفعھا وتنسى إن لھا عم-

:فقلت لھ

ھاكلم سلوى أقولھا واتصل بعماتھا وأعزمھم على كتب الكتاب وبكده نبقى عملنا اللي علینا-:ھنأتھا سلوى ببرود وباركت لھا عماتھا وأعتذرن عن الحضور فبكت في حضني وقالت

إنتي كل عیلتي یا ھدیر-

طبعا یا حبیبتي وھافضل في ضھرك إنتي وسلوى لأخر یوم في عمري-

:في یوم عقد القران حجز لھا رامي قاعة حفلات فخمة وقال لھا

دي ھدیتي لك من النھاردة ھتبقي بنتي رسمي-

شكرا یا عمي بجد إنت عوضتني عن حاجات كتیر-

: فقلت

ده مش وقت دموع الماكیاج ھیبوظ-

فمد ذراعھ لھا فأمسكت بھ وخرج بھا أمام الحضور من زملائھا وأصدقاء وأقارب رامي ومروان ومنى التي:حضرت خصیصا من أجل یمنى، وعندما سأل المأذون عن وكیل العروس قالت الدمع في عینیھا

عمو رامي-

فلمعت الدموع في عیون رامي وتم عقد القران وبعد التھنئة بدأ الصخب وجذب زملاء مروان العروسینللرقص وسط سعادة الجمیع وذھبت أنا ورامي للترحیب بالضیوف. وجاء دكتور فاروق والذي بمجرد أن رأىمنى ابتسم وسلم علیھا وجلس على منضدتھا معي أنا ورامي وكان یتحدث معھا بألفة فابتسمت لرامي وغمزتلھ بعیني ففھم ما أعنیھ وابتسم. انتھى الحفل بعد منتصف اللیل وانصرف الجمیع وعدنا للبیت وعلى السلم قال:مروان وھو یجذب ید یمنى

شكرا یا جماعة وتصبحوا على خیر-

:فجذبھا رامي وقال

روح نام یا دكتور واحلم براحتك لكن في الواقع ھي ھتفضل عندي لحد ما تتخرج-

وﷲ ده حرام أنا متجوزھا رسمي-

:فقلت لھ مازحة

طب روح نام یا رسمي عشان عندك نباطشیة بكرة-

:دخلنا بیتنا ونامت منى مع یمنى في حجرتھا ولما دخلنا حجرتنا قال رامي

أنا كده خلاص مش عاوز من الدنیا حاجة إتجوزت اللي بحبھا ومبسوط وابني إتجوز اللي بیحبھا ، الحمد   -على نعمھ

وغالبا فیھ حد كمان ھیتجوز اللي بیحبھا-

قصدك فاروق؟ انتي عارفھ إنھ كان بیسألني عنھا كتیر-

ھو إیھ نظامة؟-

مراتھ ماتت وبناتھ اتجوزوا ومنھم واحدة مسافرة بره مصر واللي ھنا مشغولة عنھ وھو عایش لوحده-

لأ ودي تیجي ما ینفعش برضھ نسیبھ لوحده-

:ضحك وقال

سیبك إنتي من كل الناس إنتي النھاردة كنتي قمر-

:وقبلني وأنا أقول ھامسة

رامي معانا ناس في البیت-

ومالھ خلیھم یعرفوا إن الجواز حلو-

في الصباح ذھب رامي لعملھ بینما كنت في أجازة فاصطحبت منى ویمنى لتناول الإفطار في أحد المطاعم:على النیل وقلت لمنى

ما بتفكریش تتجوزي یا منمون؟-

في السن ده؟-

مالھ السن ده؟ لا الجواز مرتبط بسن ولا ھو حرام-

:فقالت یمنى

عارفة یا طنط لولا إني عارفة سنك ما كنتش أتخیل أبدا إنك في السن ده، الشباب مش سن بالعكس روح حلوة-ومشاعر جمیلة وحد بیعیش حیاتھ من غیر ھموم

:فقالت منى-

كلامك جمیل زیك یا یویو بس مش عارفة لسھ أقدر أرتبط بحد وأعیش على نظامھ بعد ما اتعودت على نظام-معین ولا لأ:فقلت لھا

ماتقفلیش قلبك ولو لقیتي حد كویس ارتبطي أفضل من الوحدة اللي انتي عایشة فیھا-

بعد عدة أیام طلب فاروق من رامي أن یتحدث مع منى بشأنھ فاقترحت علیھ أن نذھب كلنا للإسكندریة نقضيالیوم ونجعلھما یلتقیان ویتفاھما، فوافق الجمیع وحصل مروان على یوم أجازة لیقضیھ مع یمنى ھناك. سافرناللإسكندریة وذھبت لشقة منى حتى یحین الموعد بینما ذھب رامي وفاروق للعیادة لمتابعة أحوال المرضى، أمایمنى ومروان فقد انطلقا یجوبان المدینة ویستمتعان بالبحر. اتصل بي رامي في الثالثة عصرا وطلب منا أننلتقي في أحد المطاعم على البحر فذھبنا ومنى تعاني من الإرتباك ولكني شجعتھا ، وصلنا للمطعم فكانا في:انتظارنا فدخلنا وتناولنا الطعام وتحدثنا في عدة موضوعات ثم قلت لرامي

تعالى معایا نروح المول القریب عاوزة أشتري شویة حاجات-

كانت تلك حجتنا وتركناھما بمفردھما وذھبت أنا ورامي نسیر على البحر ونستمتع بنسیمھ العلیل، وبعد نحو:الساعة عدنا إلیھما فوجدنا السعادة مرسومة على الوجوه فقال رامي

أقول مبروك یا فاروق؟-

اسأل الأستاذة منى ھي صاحبة الشأن أنا بالنسبة لي موافق وعاوز أكتب الكتاب بكرة-

:فقالت منى بذعر

لأ بكرة ما ینفعش-:فقلت مازحة

یعني القبول موجود لكن المشكلة في المیعاد؟-

:فاحمرت وجنتاھا فقال رامي

ممكن ندیكم فرصة أسبوعین تتواصلوا فیھا مع بعض وبعد ما تتفاھموا تبلغونا في زیارتنا الجایة المیعاد اللي-یناسبكم إیھ رأیكم؟

:قال فاروق

موافق-

وابتسمت منى مما أعاد سنوات عمرھا للوراء وجعلتھا الابتسامة تبدو شابھ في العشرین من عمرھا. عدناللقاھرة وشعرت ببعض التوعك ولكني أخفیت أمري عن رامي حتى لایصیبھ التوتر ولكن لما زادت ألاممعدتي وشعرت بالدوار حتى أوصلتني زمیلتي في العمل للبیت اتصلت بمروان فجاء واصطحبني ومعي یمنى:للمستشفى لأن رامي كان یجري عملیة لأحد المرضى، وبعد الفحص جاء إلینا رامي ملھوفا وقال

مالك یا حبیبتي؟-:فقال مروان مازحا

ماتخافش یا دكتور اللیدي كویسة لكنھا مصرة تدخلني الجیش-

مروان مش وقت ھزارك اتكلم جد مالھا؟-

ھتبقى أب تاني یا دكتور وأخیرا ھابقى أخ ھدیر حامل-

كنت مرعوبة من رد فعلھ فقد تجاوزنا العمر الذي یمكننا فیھ الحصول على أطفال وتربیتھم، توقعت غضبھ أو:رغبتھ أن نتخلص من الطفل لكن أخر ما توقعتھ ھو رد فعلھ فقد ابتسم وقبلني في وجنتي وقال ھامسا

مبروك یا ماما-

ﷲ یبارك فیك-

:اصطحبني أنا ویمنى للبیت بعد أن مررنا على الطبیبة وأعطتنا تعلیماتھا وبمجرد عودتنا قال لیمنى

الشھرین الجایین رعایتھا مسئولیتك-

ماتخافش علیھا دي فرصتي وجاتلي ھاعمل فیھا كل اللي كانت بتعملھ فینا وإحنا صغیرین ھاشربھا لبن-وأكلھا سبانخ وھانتقم

:ضحكنا ودخلنا غرفتنا وسألتھ بجدیة

صحیح مبسوط یا رامي؟-

طبعا ربنا بعتلي رزق من عنده لازم أكون مبسوط-

أنا كنت خایفة ترفضھ وتخلیني أنزلھ-

ده یبقى اسمھ كفر بالنعمة، طب أقولك سر؟ ده الطفل اللي كنت باتمناه لأنھ منك إنتي-

ربنا ده رحمتھ واسعة وإداني كل اللي باتمناه وأكتر عمري ما اتمنیت حاجة أد إني أخلف منك طفل یربطنا-العمر كلھ

المھم اخدي أجازة من شغلك لحد ما الحمل یثبت وماتتعبیش نفسك-

خایف علیھ ولا على البیبي؟-

خایف علیكي ھو لسھ ما اتعرفتش علیھ-

ربنا ما یحرمني منك یا حبیبي-

مكثت في البیت ویمنى ومروان یتبادلان خدمتي ورامي لا یكف عن تدلیلي أحیانا وتوبیخي أحیانا لأني أرھقنفسي في شغل البیت فأنا لم أعتد الكسل. لم أستطع السفر مع رامي للإسكندریة فجاءت منى لزیارتي وأخبرتنيأنھا اتفقت مع فاروق على أن یتم الزواج في أخر الشھر وأنھا ستنتقل للحیاة معھ في القاھرة ولكن في شقةمستأجرة لأن بنتیھ رفضتا أن تسكن منى في شقة والدتھ ، فوافقت منى واستأجرا شقة صغیرة مجاورة لعیادتھوطلب منھا أن تأتي لتشاھدھا وتقوم بأي تغییرات وكذلك لشراء الأثاث. ذھبت معھا أنا ورامي واتفقا على كلشئ وفي الیوم التالي ذھبنا لإختیار الأثاث الذي كان غرفة نوم وأنتریھ وسفرة متوسطة ومطبخ صغیر، أمافاروق فقد أحضر مكتبھ من بیتھ. بدأنا في فرش الأثاث وكان دوري إشرافي لا أكثر بینما قام مروان ویمنى.بمعظم العمل ولما انتھینا بعد نحو الأسبوع اخترنا لھا فستانا رقیقا لعقد القران

تم عقد القران في احتفال بسیط ضم بعض أقاربھا وزملاء عملھا الذي تركتھ لتنتقل للقاھرة، وكذلك أقاربوأصدقاء فاروق بینما رفضت ابنتھ الحضور لأنھا ترى أن زواجھ في ھذا السن مثیر للسخریة وكان یجبعلیھ أن یظل مخلصا لذكرى زوجتھ وتناست إحتیاجھ للصحبة والونس في مثل ھذا العمر. انتھى الحفل وعدنالبیتنا ولروتین حیاتنا وانشغل مروان بالتحضیر للماجستیركما انشغلت یمنى بكورساتھا ثم عودة الدراسة:فشعرت بالملل من بقائي في البیت فاتصلت بمنى فجاءت إلي وقالت

أنا كمان مش متعودة على قعدة البیت وما أعرفش حد ھنا-

عارفة بافكر في إیھ؟ بس من غیر تریقة، إن شاء ﷲ لما ربنا یرزقني بالبیبي ھیكون شغلي صعب أول سنتین-ومافیش مكان ھیستحمل غیابي ففكرت أستقیل وأعمل حضانة منھا أبقى باشتغل وفي نفس الوقت باراعيالطفل اللي جاي

فكرة حلوة وأنا معاكي إنتي عارفة بحب الأطفال أد إیھ-

یبقى محتاجین ندور على مكان ونحسب تكلفة تأثیث المكان والعمالة-

أنا أحسب التكلفة أما المكان حاولي تدوري على حاجة قریبة من ھنا-

خلاص ھاتكلم مع رامي ومروان وأشوف ھنوصل لإیھ-

وأنا ھاكلم فاروق وأعمل حسابي-

قولیلي عامل إیھ معاكي؟-

ھو كویس بس العقربتین بناتھ أول ما یكلموه بیقلبوا كیان تحسي إنھم مستخسرین فیھ السعادة، واضح إن أمھم-.دلعتھم فطلعوا أنانیین

سیبك منھم وكبري دماغك المھم خلینا في شغلنا-

بدأنا بالفعل عمل دراسة جدوى للمشروع وبحثنا عن شقة أوفیلا صغیرة مناسبة بإیجار معقول ولكن كلالإیجارات كانت مرتفعة مما وقف كعقبة في سبیل المشروع حتى اقترحت یمنى أن تدخل معنا كشریك ثالثوأن تعمل معنا في الصیف فوافقنا وبالفعل قمنا بتأجیر دور في إحدى الفلل القریبة -التي تعاني صاحبتھا منالوحدة بعد زواج الأبناء وانشغالھم- وبدأنا في عمل التغییرات اللازمة واختیار العاملین ثم افتتحنا الحضانةوبعد الإفتتاح بأسبوع اضطرت الطبیبة لتولیدي قیصریا في الشھر السابع لأني أرھقت نفسي أكثر مما تحتملحالتي، وجاءتنا حنین فتاة صغیرة جمیلة أدخلت السعادة على قلوبنا. بمجرد إفاقتي من البنج حمدت ﷲ على:أنھا سلیمة وقلت لمروان ویمنى

حنین ھتبقى مسئولة منكم تخلوا بالكم منھا وتراعوھا-

:فقال مروان

ھو الواضح إنك ھتخلي بالك منا كلنا لأن حنین شكلھا ھتربینا ، بس تعرفي إنھا جمیلة وصغنونة أوي-

:فقالت یمنى

أنا ھالعب بیھا لوحدي ومحدش لھ دعوة بیھا-

:فقلت

ھنشوف-

:كان رامي في قمة سعادتھ وعندما أصبحنا بمفردنا في بیتنا قال لي

أول ما قالوا لي إنك سلیمة سجدت شكر على نعمتھ، كنت مرعوب تسیبیني-

ربنا كبیر یا رامي ورحیم ورزقنا ببنوتة عشان تلون حیاتنا بلون وردي-

ربنا یحفظكم كلكم، بعد ما كنت أنا ومروان لوحدنا ربنا من علینا عیلتنا كل یوم بتكبر-

ولسة لما مروان ویمنى یخلفوا-

تفتكري ھاعیش لما أشوف الیوم ده؟-

ربنا یبارك في عمرك-

أنا موصي مروان على حنین لو جرى لي حاجھ یكون لھا أب وأخ-

سیبك من الكلام ده وقولي لیھ اخترت إسم حنین؟-

لأنك وإنت بعید كنت دایما حاسس بالحنین لك-

یارب ما یحرمناش من بعض تاني-

كان أول عام في تربیة حنین صعب جدا ولولا وجود یمنى ومنى معي لكنت انھرت لأنھا لا تكف عن البكاءوتكاد لا تنام سوى 3 ساعات في الیوم، لكن كل مُر سیأتي لھ یوم ویمر. تخرجت یمنى وحصل مروان علىالماجستیر حددنا موعد الفرح وأرسلت لسلوى التي حضرت بعد أن حصلت على الماجستیر وعرفتنا بماجدزمیلھا الأردني الذي تعرفت علیھ وأراد أن یتقدم لأھلھا وعندما تحدثت مع عمھا رفض أن یتدخل كما فعل مع:یمنى فجاءت إلینا وقالت بخجل

افتكرتك لما كنتي بتقولیلي إحنا عیلتك یا ترى ھتقفي معایا ولا ھتسیبیني لوحدي؟-

طبعا ھقف معاكي ما ھو انتي قدري ھاعمل إیھ-

:ضحكنا وقالت یمنى

قولیلي واد حلیوة زي الشوام؟-

بتسألي لیھ؟-

عشان نحسن النسل في العیلة یا ھبلة-

خلیكي في مروان بتاعك-

میرو ده حبیبي وھیحسن نسل عیلتنا ده كفایة خفة دمھ وحنیتھ-

:فقلت

إیھ رأیك نعمل خطوبتك مع فرح یمنى؟-

: فقالت سلوى

بجد؟ وكتور رامي ومروان ھیرضوا؟-

خدي شیلي البرنسیس حنین وأنا أقنعھم لك-

:حملتھا وھي تنظر لتلك الصغیرة المشاكسة التي جذبت شعرھا وضحكت فقالت لھا سلوى

یا مجرمة إنتي فرحانة فیھ وﷲ لأوریكي-

فابتسمت لھا الصغیرة فقبلتھا سلوى بحنان فابتسمت وأنا أرى أن سنوات عمري لم تذھب ھباءا بل أنا أجنيثمار ما زرعتھ الأن. قابل رامي ماجد واتفق معھ على إتمام الخطبة في یوم زفاف یمنى ومروان فأرسل لأھلھ:لیحضروا معھ فقلت لھم ونحن نتناول العشاء في بیتنا

كده ممكن نحجز الصالة المُغطاة في إستاد القاھرة عشان تقضي المعازیم-:فضحك الجمیع وأرادت سلوى أن تذھب لشقتھم لتبیت فیھا فقال رامي مبتسما

إحنا بقینا عیلتك وإنتم بقیتم عیلتي وأعتقد من الطبیعي إنك تعیشي مع عیلتك الكام یوم اللي ھتقعدیھم ھنا قبل ما-تسافري تاني لشغلك مع ماجد

مش عاوزة أضایقكم-

:فقلت

ماتقلقیش إحنا بنستغلك عشان نسیب لك حنین إحنا اللي ضاحكین علیكي-

ضحكت ووافقت على أن تظل معنا حتى سفرھا، لاحظت أن الغربة غیرتھا وأن حدة طباعھا خفت خاصةعندما وجدت من یحبھا فتمنیت لھا السعادة فھي مسكینة كانت تدعي الجمود والقوة حتى تداري كسر قلبھالفقدھا والدتھا، كانت تقول أنھا لا تبالي بأحد وھي تتمزق بداخلھا، وتظن أنھا ستكتفي بنفسھا حتى اكتشفت أنكل إنسان لابد لھ من عائلة یستند إلیھا. جاء یوم زفاف یمنى وخطبة سلوى وكنت في منتھى السعادة فالفتاتان:الصغیرتان صارتا عروستان ووفیت أخیرا بوعدي لحمدي وقفت أتطلع لھما وأنا أبكي فقالت منى

ھدیر تموت لو ما نكدتش علینا-

مش مصدقة إن الصغیرین كبروا وبقوا عرایس-

:فقالت منى التي تحمل حنین

عقبالك یا صغنونة یا مجننانا كلنا-

: فضحكت الصغیرة وھي تعبث بحجابھا وطرق رامي الباب وقال

جاھزین؟-

أه یا حبیبي خلصنا یالا یا بنات-

تأبطت الفتاتان ذراعي رامي واصطحبھما معا وأنا ومنى نتلو آیات القرأن لنحصنھما من عیون الناس، سلم:رامي كل عروس لعریسھا وحمل حنین وقال

یا ترى ھاحضر فرحك یا جمیلة؟-

:فأمسكت بذراعھ وقبلتھ على وجنتھ وقلت

ربنا یبارك في عمرك وما یحرمناش منك ولا من قلبك الطیب اللي ملیان حب للناس كلھا-

أنا مھما شكرت ربنا كل یوم مش ھأقدر أشكره على نعمة العیلة اللي كل یوم بتكبر وبتملى حیاتنا دوشة وبھجة-وفرحة، كنت دایما باعاني من الوحدة أنا ومروان وكان وھو صغیر یشتكي إنھ ماعندوش عیلة ولا إخوات.وأقولھ ربنا ھیعوضنا، وأھو ربنا عوضنا بأجمل عیلة فعلا

أنا كمان كنت دایما أشتكي لھ من قسوة أھلي وأقولھ یارب مش عاوزه غیر قلب حنین یخاف علیھ وبعد طول-

.حرمان بعتك لیھ عشان تنسیني كل اللي فات، ربنا ما یحرمني من وجودك في حیاتي

ھكذا الحیاة فیھا الحلو والمُر وقد یُذیقنا الزمن المُر أولا لنحمد ﷲ عندما نتسشعر جمال حلو الأیام، فكل مًر.یوما ما سیمر لكن علینا بالصبر

تمت

مارس2020 22

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334279
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190518
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181799
4الكاتبمدونة زينب حمدي169891
5الكاتبمدونة اشرف الكرم131117
6الكاتبمدونة مني امين116840
7الكاتبمدونة سمير حماد 107986
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي98120
9الكاتبمدونة مني العقدة95199
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين92041

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
2الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
3الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
4الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
5الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
6الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
7الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
8الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
9الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
10الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15

المتواجدون حالياً

459 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع