كبرنا وتربينا على أن الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا هي بلاد حريات الرأي والتعبير وحقوق الإنسان. وأصبح حلم كل مواطن من مواطني العالم الثالث-كما يُطلقون علينا-هو الهجرة والعيش في بلاد الحلم الكبير والحريات.
وفتحت الولايات المتحدة الأمريكية باب الهجرة للجميع وخاصة وأنها دولة قائمة على الهجرة فهي بلا تاريخ أو جذور ، لكنها وضعت قواعد وقوانين لتنظيم الهجرة ومعاقبة كل من يخالف تلك القوانين.
ثم فاجئنا الغرب المؤمن بالحرية وحقوق الإنسان منذ أحداث طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر ١٩٢٣ بتراجعه عن دعم حقوق الإنسان العربي في الدفاع عن أرضه وعن وجوده، ولم يكتفوا بهذا في الغرب بل تناسوا حرية الرأي والتعبير وألقوا القبض على مناصري غزة وأهلها وحقهم في الوجود وتصدوا لكل المظاهرات السلمية وكانت حجتهم الجاهزة معاداة السامية متناسين أن السامية التي يحمونها هي من تتعدى على حقوق الآخرين وتقتلهم بأبشع الطرق.
أما الولايات المتحدة فقد فاقت الغرب والآن تمارس العنف ضد المهاجرين غير الشرعيين الذين سمحت لهم بدخول أراضيها والإقامة فيها ، فانقلب السحر على الساحر وتحول العنف ضد الدولة ولا أحد يستطيع التكهن إلى أين سيقودهم.
واكتشفنا جميعًا أن حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان شعارات براقة طالما تخدم مصالح الغرب ولا يبالون بها إن جاءت ضد مصالحهم وأن حقوق الإنسان ليس للعرب ولا المسلمين.
فلا تصدقوا شعاراتهم بل انظروا لأفعالهم.