لا يكتفي المُحتل-قبل الحرب أو أثناءها- بتنغيص حياة الفلسطينيين سواء بالاعتقالات أو التضييق الأمني أو صعوبة المعيشة أو القصف الوحشي ،بل إنه يتعمد أن يكثف كل هذا في كل المناسبات الدينية في رمضان والأعياد والجُمع وكأنه لا يكفي أن يحرم الفلسطينيين من الحياة الطبيعية بل يُصر على أن يحرمهم من التمتع بفرحة الأعياد والخشوع في رمضان والجُمع ،فيزداد القصف وحشية في تلك الأيام والأوقات تحديدًا.
إن المُحتل الهمجي لا يحارب الفلسطينيين فقط بل يحارب عقيدتهم وتمسكهم بها لأنها تقوي عزيمتهم وتزيدهم صلابة في الدفاع عن أرضهم وحقهم في حياة كريمة آدمية.
واليوم لم يخالف الاحتلال الوحشي منهجه فقصف المُصلين أثناء صلاة العيد وكأنه يخبر الفلسطينيين ألا أمل لكم في الحياة والاحتفال فوق أرض فلسطين.
إنه لا يدرك أنه مهما طال الزمن وظن أنه راسخ على الأرض فإن زواله قريب فهكذا يخبرنا تاريخ أرض فلسطين فمهما طال أمد المُحتل وبلغت وحشيته فستلفظه الأرض الطاهرة ويبقى فقط أهلها يُعيدون تعميرها ويظلون متمسكين بها.
التاريخ ليس للحكايات إنما للعبرة والتعلم لمن يفهم ويعي ، فمن يظن أن الاحتلال باقٍ فهو واهم لأن أرض فلسطين لن تكون إلا لعباد الله المؤمنين فهذا وعد الله الذي لا يخلف وعده.