رأيت يومًا عصفورة تطير وتغرد بسعادة فقلت لها: يا عصفورة نحن نراكِ تُحلقين بحرية وتغردين بسعادة فهل ما نراه ونتخيله حقيقة؟ أم أننا واهمون؟ أو ربما نرى ما نريد؟
فقالت وهي ترفرف بجناحيها: أما زقزقتي فهي تسبيح بحمد الله وشكر له على نعمة ،وأما التحليق فهو بحثًا عن الرزق أو هروبًا من خطر، أما الحرية فأنا لا أعرف معناها فأنا كائن مُسير بأمر الله وليس لدي الحرية في أي مجال فمن يملك الحرية سيُحاسب عليها وأنا كائن صغير وضعيف لم يخلقني الله حُر بل خلقكم أنتم أيها البشر أحرار ورغم كل نعمه عليكم اختار معظمكم عصيانه ونشر الفساد في الأرض والكُفر بنعمه العظيمة فأنا أحمد الله أن سلبني حرية الاختيار لأنها مُهمة شاقة جدًا فربما كنت من العُصاة ويصبح مصيري جهنم وهو ما لا أقدر عليه.
والآن دعيني أحلق في السماء فتلك الهرة تقترب بحذر لتلتهمني ففي عالمنا يلتهم القوي الضعيف.
حلقت عاليًا وأنا أقول لها:
ليس في عالمكم فقط بل في عالم البشر أيضًا يا عصفورتي الحكيمة.