آخر الموثقات

  • شبح عبدالله بن المبارك تعري أشباح النفوس
  • دعوة الرجل الطيب
  • بين غيم السماء وضجيج الأرض
  • العام 2050
  • يوم غريب في حياتي
  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نورا عماد
  5. رغبة هدمت كل شيء

 

نساء امتلكت أيادي ناعمة تستطيع إمساك السكين .

عشاء بمنزل القاتل وعشيقته السابقة

رتبت جليلة مائدة العشاء واوصت زوجها بالعودة مبكرًا للمنزل للاحتفال

لم يتأخر عيسى كما أمرته زوجته فهو يعلم كم الإهانة التي سيلقاها حين عصيان اؤامرها عاد إلي منزله باكرًا يستعد للاحتفال رفقه زوجته

كان احتفالهم غريب نوعًا ما

فلم يكن عيد ميلاد أحدهم وليس بعيد زواجهم فلم يتذكر أحدهم بأي يوم تزوجوا بل يحتفلون اليوم بموت جبران جارهم وصديق عيسى منذ الطفولة

‏اليوم طهيت اشهى الأكلات وأقربها لقلبك

‏تمتع وتلذذ بها

‏ فالآن نتلذذ بالحياة سويًا وجبران يتغلل الدود في أحشائه .

‏جلس عيسى إلي مائدة الطعام التي بدت أمامه تحوى دماء متجلطة يخشى الاقتراب منها يوسوس له الشيطان انها تحوى سمًا سيفتك به ويجعله يلحق بجبران

‏لا لا أريد تناول الطعام سأشرب الخمر

‏وهل سيسد الخمر جوعك ؟

‏ إن الخمر هو مائي وطعامي

‏اليوم ستأكل رغمًا عنك فهي هديتك لما فعلت لي بجبران

‏ماذا تقصدين؟

‏لم اقتله لم أكن أنا كنت أظن أنك من فعل به هذا

‏ماذا .؟ .

‏الم تفعل هذا من أجلي الم تغزر بسكينك في قلبه لأجل أن نتخلص منه

‏لا لم أكن أنا الفاعل بل ظننت أن ذلك السكين لكِ وانك الفاعلة

‏جلست جليلة أمام عيسى تغيرت ملامحها وبدأت تفكر بصوت مسموع من غيرنا يريد الخلاص من عيسى فلم يفعل مكروه لأحد ولا يملك المال لكى يقتله احدهم طمعًا في ماله

‏لماذا إذا قُتل ومن قام بقتله ؟

‏كنا نظن بأن أحدنا فعلها فإن لم يكن أنا ولا حتي انتِ فمن فاعلها ؟

‏صاحت جليلة في زوجها لم نكن نحن فقط من أراد الخلاص منه بل هناك غيرنا الآن التهم ذلك الطعام لا تضيع تعبي هباءًا

‏والا ..

‏دون رد انكب عيسى على طعامه وأخذ يلتهم منه دون توقف

‏صباح ثاني يوم اتجه عيسى إلي عمله بالموقف متجاهلاً حديث زوجته وطلباتها الزائدة عن الحد

‏استقل سيارته الأجرة وهو يهمس

‏اقلقت راحتي أقلق الله راحة أبيها في قبره

‏ظلت جليلة بالشارع حتى غاب عيسى عن انظارها ومازال يشغل تفكيرها من قتل جبران؟

‏صعدت بهدوء إلي شقة جبران بالدور الثاني

‏الباب مغلق جيداً بأمر النيابة فليس لجبران من يرثه فتحت جليلة الباب كاللصوص تسحبت الي الداخل واحكمت إغلاق الباب خلفها

‏تجولت جليلة بالمنزل تبحث هنا وهناك وقفت أمام فراش جبران تنظر إليه وتتذكر تلك الليلة التي جعلت منها عشيقة عيسى أمام عيون جبران .

‏وتذكرت وجهه حين رأته بنفس الفراش مقتولاً بسكينًا في قلبه والدماء تحيطه من كل اتجاه

‏اغلقت جليلة الغرفة وعادت تبحث بين اشياء جبران في مكتبه تنظر إلي كتبه بسخرية واستهزاء

‏لعل العلم نفعك الآن يا جبران ؟

‏فلا أرى فائدة في تلك الكُتب غير إنها ملأت رأسك بنظريات فاشلة ليس لها وجود

‏وفي حين سخرية جليلة من كُتب جبران شعرت وكأن هناك من يتحرك بالمنزل بل ورأت طيفه

‏لغبائها ظنت أنه القاتل عاد ليبحث في مكان جريمته وهمت بالركض خلفه بهدوء

‏اليوم سأعرف من قاتل جبران لعله عثر على كنز كان يخفيه لهذا قتله

‏تسحبت جليلة بهدوء خلف ذلك الطيف ولا أثر له تبحث هنا وهناك ولا تراه شعرت وكأن الهواء ساخن ثقيل اتشمت رائحة العفن في المكان وقبل أن تذهب رأت ثعبان أسود طويل يتجول بالمكان ارادت أن تصرخ ولكنها تذكرت إنها بمنزل جبران المغلق تفادت ذلك الثعبان وأسرعت إلي باب المنزل عازمه على الخروج منه سريعًا ولكن هناك من اوصد الباب جيداً بقدرته فلم تستطيع جليلة فك قفله ظلت واقفة تضغط على الباب بقوتها ولا فائدة تنظر حولها خاشية أن يتغلل الثعبان على أقدامها وصولاً لرقبتها

‏وحين انشغالها بفتح الباب طُفأت جميع أنوار المنزل واُغلقت ستائره وأصبح المنزل مظلماً تفوح منه رائحة عفنه كالقبور ارتعشت جليلة

‏حدثت روحها إنها روح جبران تريد الانتقام على ما فعلت

‏ولم تكمل حديثها حتى ظهر أمامها جبران بهيئته القديمة وذراعه المفقود وابتسامته الخفيفة يتقدم نحو جليلة ببطء وهى مازالت مرتعبة ترتعش

وكلما اقترب منها تغيرت ملامحه إلي أخرى متهالكة كحال جثمانه بالقبر

‏حتى صار أمامها وجهاً لوجه رأت جليلة جثة جبران المتحللة واقفة أمامها يفوح منها رائحة العفن يهمس في أذنها ( لقد أخترت سكينًا اعوج كحالك اغرزه في جسدي لتكون نهايتي وبداية عذابك )

‏صاحت جليلة تصرخ أنقذوني أنقذوني فتحت عيونها لتجد روحها مستلقية بفراشها تتصبب عرقًا وكأنه يوم الحشر تلتقط أنفاسها بصعوبة ايقنت أن ذلك ما هو إلا كابوس فتحت نافذة غرقتها لتغير هواء الغرفة بللت فمها ببعض قطرات الماء وذهبت إلى مطبخها لتحضير الغداء

‏ولا تدرى لما ذهبت بذاكرتها إلي تلك السنين الماضية لعلها شعرت بكم الظلم الذي عاشه جبران تذكرت حين ألبسها خاتم خطوبتها وسط تجمع عائلي بسيط حين أنقذها من تنمر أهلها لعدم زواجها وهى بسن الخامسة والثلاثين

‏اجتمعت عائلة جليلة ولم يكن رفقة جبران غير صديقه عيسى فهو أهله وصديقه ألبسها جبران خاتم الخطوبة وفرح الجميع ولكنها شعرت بالنقص حين رأته فاقداً احدى ذراعيه لفت انظارها صديقه عيسى بوسامته واكتماله في عيونها كان خفيف الظل كثير الحركة يستطيع اللعب بالكلمات على عكس جبران الهادئ دائماً

‏ وجدت جليلة في عيسى ما لم تجده في جبران وسحر عقلها أصبحت لا تهتم بأمر جبران إلا أن ات رفقة عيسى

‏ودت لو تصبح زوجته ولكن منعتها عوائق كثيرة

‏الي أن أتت الفرصة لها على طبق من ذهب حين سافر جبران للخارج لاستلام عمل بأحد المدارس الكبيرة

‏استغلت جليلة الموقف وتقربت من عيسى علمت نقاط ضعفه واستغلتها جيداً

‏لم أعد أطيق الابتعاد عنك يا جليلة واشعر أن تلك خيانة لجبران

‏ايعني ذلك انك وقعت في شباكي

‏بل صرت مفتونًا بكِ يا جليلة صار قلبي لكي عاشقاً وصرت متيم بحُسنك

‏وماذا عن جبران لقد طالت سفرته واظنه لن يعود

‏حتى وإن عاد فلن يستطيع تقدير ذلك الجمال ولا التمتع به

‏اظنك المنشود يا عيسى فقد عشقك قلبي ولم تعد ترى عيني غيرك

‏ضعف عيسى لتلك التكهُنات الانثوية ووقع في شباكها لم تكفيهم الخيانة فقط بل استغلوا ضعف عيسى وسافره وأخذوا من منزله مخبأ متعتهم و زادوا في ظلمه حين أخذوا جميع أمواله الذي ائتمن جليلة عليها

‏حتى عاد جبران من سافره بعد اربعة أعوام لم يخبر جليلة بقدومه بل أراد أن تكون مفاجأة تسعد بها ولكنه صُدم حين رآها رفقه عيسى بفراشه انهار ووقع أرضاً

‏وهربت جليلة وعشيقها قبل أن يرتكب جبران جريمة

‏وبعد ان استوعب جبران ما رأي

‏اراد ان يسترد ماله وشبكته ليحفظ ما تبقي من كرامته

‏ولكن الأوان قد فات فقد أشترى عيسى بماله شقة بنفس منزله واسرع في طلب الزواج من جليلة بعد أن أخبر ابيها بعودة جبران من الخارج بعد أن مرض ولم يعد بإمكانه الزواج

‏اغلق جبران أبواب منزله وانفرد بروحه بعد أن ضاقت الدنيا بعيونه ولم يجد له منقذاً تزوجت جليلة بعيسى بعد ان نهبت جبران وخانته في شرفه وماله وعاش عيسى رفقتها بعد أن خسر صديقاً كان جواره كتفًا بكتف

‏لم يجد جبران ما ينقذه مما مر به وعاش فترة اخرى من عمره منكباً على كتبه وكانت ميوله تلك الفترة شيطانية

‏حتى استطاع الوصول إلى من يرد له حقه

‏فتبع سبيل الشيطان

‏لم يكن لجبران رفيق غير كتبه و وحدته التي حكموا عليه بها فبعد سنين غربة وصبر ضاع جميع ما جمع استعجب الجميع لصبره على من سرقوا منه عمره وماله ونعتوه بالمجنون

‏كان دائماً يستمع إلي حكايته بحديثهم الذي لا ينقطع فالكثير اتخذوه مجالاً للسخرية بينهم

‏خلق جبران عالمًا خاصًا لروحه بالكتب والمعرفة لم ينسى حقه ولكنه أراد الانتقام قبل استرداد حقه ..

‏فاقت جليلة من ذكرياتها ولعنت تلك الأيام التي تشعرها بتأنيب الضمير وصاحت في نفسها

‏الآن رق قلبك لجبران الذي تمنيتي موته سابقًا عليكي بدفن تلك الذكريات وعدم التفكير فيه ولا طلب الرحمة له لم تكمل جليلة حديثها حتي سمعت همس أحدهم بآذنها

‏كنتِ انتِ قابض روحه وسبب شقائه فلا مفر لكِ من عذابي

‏ارتعشت جليلة خوفاً امسكت سكينها والتفتت خلفها تبحث عن من يحدثها

‏من ؟

‏من أنت ؟

إن كنت بشرًا أظهر لي نفسك وسأجعل سكيني ينغرز بقلبك وإن كنت جن فماذا تريد من امرأة هزمها الزمن وانتصرت عليها الأيام

‏لم يهمس محدثها مرة أخرى ولكن تحركت سكاكين جليلة من فوق المنضدة وطارت بكل مكان

‏خفضت جليلة رأسها خوفاً من رشق أحد السكاكين بجمجمتها وظلت تصرخ ماذا تريد يا جبران ؟ لم اقتلك ؟ لماذا لم ترحل عن عالمي ؟

‏وقعت السكاكين أرضاً وهدت تلك العاصفة وقفت جليلة على أقدامها تقدمت ببطء إلي كرسيها جلست إليه تلتقط أنفاسها

‏اعرف أن تلك روحك المعذبة يا جبران لن ترحل بسهولة تريد الانتقام والأخذ بثأرك دعنا نرى ماذا ستفعل

‏رأت جليلة نفس الثعبان الأسود يدخل منزلها من إحدى الشقوق تجول بالمكان وكأنه يبحث عن ضلته التقطت جليلة سكينها وتوجهت تجاه الثعبان

‏مرت ساعات النهار الأولى وعاد عيسى منزله يشعر بالجوع الشديد وضع مفاتيحه جانباً وصاح ينادي جليلة يا جليلة

‏لم تكن جليلة بالمنزل لترد نداءه أسرع إلي المطبخ يبحث عن ما يسد جوعه رأى أحد الأطباق المغطاة ظنها إحدى وجبات الطعام الشهية امسك بالطبق وجلس إلي مائدة الطعام والتهم ما بالطبق دون اهتمامه بمعرفة أى طعام يأكل فقط سد جوعه وظل بمكانه منتظر ظهور جليلة التى عادت من الخارج تحمل بيدها الكثير من الكُتب

‏صاح فيها جبران أين كنتي ؟

‏وما تلك الكتب ستتعلمين من جديد ؟

‏صمتت جليلة ونظرت إلي الطبق أمامه وجدته فارغاً اتسعت عيونها ونظرت إلي عيسى

‏هل التهمت ما بالطبق؟

‏نعم ..

‏ولم تسأل ما الذي تأكله ؟

‏من مذاقه علمت أنه نوع من الأسماك ولكن لم أهتم بمعرفة تاريخه البحري ..

‏تغاضت جليلة عن حديثه و قالت لروحها لعل سم. ذلك الثعبان ينتشر بجسده العفن وأستطيع الخلاص منه

‏وضعت الكتب جانباً وظلت تنظر إلي عناوينها

‏انها كتب جبران أريد أن أحرقها أنا أعلم جيداً كما يهوى القراءة ويعشق الكتب فأريد أن أحرق قلبه بإشعال النيران في تلك الكتب

‏حتى بعد وفاته تريدين إحراق قلبه ماذا فعل بكِ؟

فقط ‏جعلني أظن أنى لا استحق الحياة ولا حتى القليل منها فبعد صبر السنين على الزواج تقدم هو بذراع واحد ليتزوجني دون تفكير وافق أبي وعند رفضي

جميعهم قالوا لقد حلت عقده عنوستك حتى وإن كان لا يملك إلا ذراعًا واحد ستتزوجه أفضل أن تظلي عانسًا

وأنا ؟

ماذا عنك؟

ماذا فعلت بكِ لتأخذي بعقلي وتجعلي مني خائناً لصديق الدهر ماذا فعلت لتجعلني أقع في فتنتك ولا أستطيع الخلاص منك بل وعزمت على الزواج وحاربت العالم حولي وتغاضيت عن نظرة الجميع لي تغاضيت حتى عن صداقة لا أستطيع تعويضها فما مر من عمر لن يأتي ثانية ولن أجد جبران أخر يحملني إلي قبري

لعله السحر السفلي الذي مارسته من أجل الإيقاع بي او عمل اسود دفن بأحد المقابر أنا على ثقة أنى لم أكن بوعي في ذلك الوقت

إنه فقط شيطانك الذي أتى بك في شباكي فلا تلؤم غير روحك الضعيفة على ما فعلت لم أقل لك أن تخون جبران أنت من أراد خيانته والتلذذ بما ملك كنت أرى في عيونك نظرات الحقد التي تنظر بها لجبران وحين انتصرت عليه وأخذت بماله وخطيبته شعرت بالانتصار واللذة

كشف عيسى وزوجته الأوراق لبعضهم البعض اعترفوا للمرة الاولى بخيانتهم لجبران ورغبتهم في موته ليتخلصوا من عذاب الضمير ونظراته التي كانت تقتل ما تبقي فيهم من انسانية

امسكت جليلة بكومه الكُتب أشعلت النيران وبدأت بإلقاء تلك الكتب واحداً تلو الأخر بالنيران إلي أن وقع بيدها كتاب جبران المفضل عن أحد العلوم الخفية وجدت جليلة ما لفت نظرها بالكتاب وهو تدوين اسمها على غلاف الكتاب الخارجي باللون الاحمر أمسكت جليلة الكتاب فتحته لتطلع على ما به وإذا برائحة كريهة تنتشر بالمكان تخرج من الكتاب

نظرت جليلة لتجده مليئا بالطلاسم والحروف المعكوسة جميعها باللون الاحمر كلون الدم استطاعت قراءة بعض الحروف وهى حروف اسمها واسم عيسى رأت صورة غريبة لامرأة بأربعة أقدام تحمل تاج كبير تملك عيوناً واسعة شعرت وكأن عيونها بحراً تستطيع الإبحار خلالها

رمت جليلة ذلك الكتاب من يدها صاحت تنادى عيسى أين أنت وجدت عيسى نائماً في فراشه يصدر أصواتاً عالية تخبر الجميع أنه نائم

لقطت جليلة أنفاسها بصعوبة وذهبت تجاه الكتاب وانحنت تلتقطه وقبل أن ترفع رأسها شعرت بنفس الريح الساخنة تقترب منها بل سمعت همسات أحدهم وصوت أنفاسه

اغمضت عيونها خوفاً وحين فتحتها ببطء وجدته جبران أمامها وجهاً لوجه يمسك بسكينه يقربه من جسده ويغرزه في أحشائه دون شفقة على حاله أو تردد في أمره

صاحت جليلة لا يا جبران انتظر سيخترق ذلك السكين جسدك ولكنه صار أمامها جثة كما رأته من قبل ظلت جليلة تصرخ ولا مجيب لندائها

لم يرحم ذلك الذنب عيسى فقد زاره في كوابيسه

رأي عيسى صديقه يقف أمامه مبتسم يرفع يده الواحدة ليحتضنه

وقبل أن يصل إليه عيسى تبدلت ملامح جبران إلي أخرى شيطانية

وهمس في أذنه اتظن إنك تمتعت بمالي وامراتي

فلتكن لك

امرأة صنعت لك السم طعاماً لتتخلص منك بعد أن تُعذب

‏لا تقلق فذلك الثعبان لن يعذبك كثيراً فسمه سينتشر ببطء ولكن بقوة

‏ سيدمر جميع خلايا جسدك ولن تشعر إلا بعد أن ينقضي الوقت

‏استطاع عيسى الهروب من ذلك الكابوس والاستيقاظ سريعاً

‏جلس على حافة سريره يلتقط أنفاسه الغائبة أراد أن يشرب بعض قطرات الماء ولكنه أصبح خائفاً أن يكون سماً

‏خرج يبحث عن جليلة ولا أثر لها باب منزلهم مفتوح على مصراعيه ولا أثر لجليلة

‏ظل عيسى بالمنزل ينتظر عودتها ظنًا منه إنها برفقة احدى الجارات أتى المساء ولم تأتي جليلة خرج عيسى ليبحث عن زوجته يتواعدها بالضرب وهو يخشى عصاها

‏وقبل أن يغادر المنزل سمع بعض الأصوات تصدر من الطابق العلوي وليس بالأعلى سوى منزل جبران المغلق

‏صعد عيسى وهو خائف وكلما اقترب كلما زادت الأصوات وخرقت مسامعه

‏وقف أمام الباب رأى الدخان ينبعث من الداخل واشتم رائحة غريبة تنتشر بالمكان ظل عيسى بالخارج يراقب يتساءل من بالداخل حتى سمع صوت جليلة

‏لم يتمالك أعصابه وقام بفسخ الباب ودخل مسرعاً إلي الداخل ينادى جليلة ؟

‏جليلة ؟

‏اتاه الرد على نداءه بصوت منخفض

‏تعال إلي هنا أنا بالداخل وجد جليلة تجلس بمنتصف غرفة جبران جوارها أحد المشايخ ذو اللحية الطويلة واللباس المهلهل

‏بيده سبحة غريبة الشكل طويلة إلي حد أنها تجلس بجوارهم على الأرض

‏صاح عيسى ماذا تفعلين ؟

‏اجابته جليلة اطرد روح جبران إلي عالمها فهو مازال بيننا

‏وما أداركِ أن جبران مازال بيننا ؟

‏لقد رأيته

‏انا كذلك رأيته ولكن لن اصدق تلك الشعوذات

‏انفعلت جليلة على رد عيسى وبرود أعصابه

‏ماذا؟ أين رأيته ؟ وكيف ؟ وماذا قال لك ؟

‏تحدث عن طعام وسم وعن ثعبان سمه سيلتهم جسدي

‏ظهرت ملامح جليلة المرعوبة وتحدثت في هدوء

‏ثعبان ؟ هو من اخبرك هذا ؟

‏نعم .ولكن جميعها مجرد تخاريف .

‏لا لا لقد التهمت الثعبان اليوم لم أكن أعلم أنه مسوم هو من جعلني اذبحه هو من اوحي لي بطهي ذلك الثعبان لم أكن أعلم أنه مسوم

‏ساعده يا شيخ حبيب ساعده أخرج سم الثعبان من أحشائه

‏ارتبك عيسى وأمسك بمعدته وصاح السم ينتشر بجسدي أشعر به في دمي واحشائي انتِ من أراد قتلي مثل ما فعلتي بجبران

‏اغلقت أبواب المنزل وطفأت الأنوار وسطع ضوء أحمر هادئ

‏وتبدلت ملامح الشيخ حبيب إلي ملامح تشبه ملامح عيسى

‏الان فقط تشعرون بما شعر به جبران حتى وإن كان نصف ما شعر به الآن فقط يا عيسى علمت أنها قاتلة لم تكن تستحق أن تعيش بمنزلك وتحت أمرتك

‏من أنت لتعرف ما فعلنا بجبران

‏انا من سخر روحه للانتقام منكم أن من جعل منها قاتلتك وأنا من سيجعلها سجينة لسنين كتلك التي عاشها عيسى بمنزله وحيدًا يتساءل أي ذنب فعل ليخونه أقرب الناس إليه

‏اقتربت جليلة من الشيخ حبيب أمسكت بلحيته. وهمست

‏سأكون قاتلة الآن إن لم تنهى تلك القصة وتعود لي بحياتي التي سلبتها أنت وجبران المقتول

‏لم يقتل جبران يا جليلة ألم تفهمي بعد

‏لقد أختار الموت بسكين حاد. يغرزه في أحشائه ليستطيع الانتقام منكما

‏جبران باع روحه لأحد ملكات الجان وقد تعاهدت بإنهاء حياتكم بعد عذاب أمرت ثعبانها (شديد) بالوسوسة لكي لطبخه وامرته بالوسوسة لك يا عيسى لتأكله

‏الان يجري بدمك سمًا ليس له دواء

‏الآن انتِ قاتلة يا جليلة لا مفر

‏تلك الكلمات تدوي بمسامع عيسى وزوجته وتدور الأحداث أمامهم وكأنهم في متاهة الخيانة لا يستطيعان عبورها بسلام

‏كانت تلك كوابيس تجمع عيسى وزوجته استيقظوا منها ليجد كلاً منهم روحه مشتتة فلم يعدوا يدركون الحقيقة من الكوابيس وكأنهم في دائرة لا يستطيعون الخروج منها

‏صاح عيسى

‏انه جبران لم يقتل بل تعمد قتل نفسه على الفراش الذي جمعنا بعد أن باع روحه لملكة من الجن باع روحه وهدر دمه لينتقم منا .

‏اسرعت جليلة كالمجنونة تبحث عن الكتاب الذي يحمل صورة ملكة الجن

‏رأيت تلك الملكة في كتاب جبران لعل بالكتاب ما يخلصنا من روحه ويبعد شبحه عن حياتنا

‏لا تجهدين نفسك يا جليلة فالخلاص الوحيد من روحه المعذبة هي بالانتقام منا

‏تحرك عيسى تجاه المطبخ ببطء احضر سكين جليلة وتقدم نحوها عازمًا على قتلها ظنًا منه أنه ينفذ لجبران انتقامه

‏ماذا تقصد ؟ يا عيسى هل ستترك شبحه يتحكم بنا وينفذ انتقامه

‏لا يا جليلة أنا من سينفذ الانتقام

‏وقف عيسى خلف زوجته رفع السكين وهو يردد أنا من سيغلق تلك الدائرة المفتوحة لتلحقي بجبران ويرحل شبحه عن حياتي

‏رات جليلة السكين وأسرعت إلي أحد الجدران تحتمي بها

‏جننت يا عيسى وهذا ما أراده أن تقتلني وتتعفن بالسجن أو يقتلك هو

‏لا هو يريد الانتقام منك يريد إشباع روحك بما ذاق وأنا من سينفذ ذلك الانتقام ليرحل عن حياتي أريد أن أعيش فمنذ دخولك حياتي وأنا أشعر بالشفقة على نفسي الخائنة

‏فلم اقبض ثمن خيانتي إلا ندم

‏انت من خان وليس أنا اغرز ذلك السكين بقلبك إن أردت الخلاص من خيانتك

‏هيئ لي الشيطان المتعة وما كانت إلا أيام قليلة عشتها وعيوني مغلقة وحين انكشف الغطاء أمامي أدركت الخطأ أدركت كما أنا خطير ستدفعين ثمن ما فعلتِ

‏وقبل ان يتحرك عيسى تجاه جليلة بسكينه شُلت حركته وانتشر السم بجسده حتى صعد لعقله وحنجرته أفلت عيسى السكين وأمسك بمعدته وصاح السم يأكل احشائي

‏اشعر به ينتشر بجسدي أشعر به في دمي

‏لم يكمل عيسى جملته وفاضت روحه ووقعت جثته أرضاً

‏اقتربت جليلة من عيسى بصقت على جثته

‏اردت ان تقتلني فقتلك جبران الآن ستكون جوار صديقك متعفن بقبرك أما أنا سأعيش تلك الحياة التي حرمت منها

‏عاشت جليلة الحياة كما أرادت ولكن بين أربع جدران في سجن النساء بتهمة قتل عيسى يلقبونها بالمجنونة نظرًا لكثرة حديثها مع جبران وتوعدها بقتله مرة أخرى

‏كانت خيانتها دواء رغبتها وسبيلها للسجن والجنون

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334251
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190418
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181754
4الكاتبمدونة زينب حمدي169879
5الكاتبمدونة اشرف الكرم131090
6الكاتبمدونة مني امين116827
7الكاتبمدونة سمير حماد 107966
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي98079
9الكاتبمدونة مني العقدة95149
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91995

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
2الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
3الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
4الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
5الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
6الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
7الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
8الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
9الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
10الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15

المتواجدون حالياً

893 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع