آخر الموثقات

  • شبح عبدالله بن المبارك تعري أشباح النفوس
  • دعوة الرجل الطيب
  • بين غيم السماء وضجيج الأرض
  • العام 2050
  • يوم غريب في حياتي
  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نورا عماد
  5. كل الطرق تؤدي إلي الجنون


هل اخذتك الهلاوس يومًا لتصدق ما ليس له وجود
جميعًا يعيش تلك الهلاوس في أحلامه، ولكنه مجرد وقت ينقضي بالاستيقاظ من غيبوبة النوم إلا أن هناك من يعيش عمرًا مهزومًا لكوابيسه كحالي
طبيبي جامعي مركزي مرموق طويل القامة اتميز ببشرة قمحية والتي تُعلن عن مصريتي لم امتلك الشعر الناعم لأستطيع أن اجذب به النساء ولكن جذبهم لون عيوني البني، أفضل ارتداء البدل الرسمية وربطة العنق فهي تشعرني بالفخامة فحين أنظر إلي شخصي أمام المرآة يأخذني الغرور واظن روحي الرجل الوحيد القادر على سحر النساء والتلاعب بهم، اتجول نهارًا بين طُلاب الجامعة أحمل في يدي حقيبة سوداء مليئة بالأوراق والملفات، أقف أمام جموع طلاب العلم ألقي عليهم محاضراتي الطبية وجميع ما علمت من علوم الطب إلا أني دائماً ما أنسى أن اؤخذ دوائي لعلي لا اتذكره أو أرفض أن اتذكره
عُدت من لبنان منذ خمس سنوات بعد رحلة استمرت لأكثر من عقد قضيت تلك العشر في التدريس الجامعي والتسكع هنا وهناك بين أكبر الفنادق وافخمها مع أجمل النساء، نساء يتمتعن بالشعر الأشقر الطويل والخصر النحيف تعرفت على الكثير منهن وقضيت ليالي طويلة في أحضان البعض منهن ولكن أتت اللحظة التي استيقظت فيها من متعة تلك الحياة وعُدت إلي مصر بعد أن تعرضت لحادث بشع انصدمت بواقع حياتي وصار حالي كالذي ارتطم بالأرض على وجهه بعد أن كان يحلق في الهواء، احتضنتني زوجتي برفق لأيامً قليلة ثم يبدو إنها ملت من عدم قدرتها على تحملي وبدأ لي أن هناك عشيق تواعده سرًا دون أن أعلم وبدأت بيننا المشاحنات الزوجية
‏ففي أحد الأيام رتبت جميلة مائدة العشاء واوصتني بالعودة مبكرًا للمنزل من أجل الاحتفال
لم اتأخر كما أمرتني زوجتي فأنا اعلم كم الإهانة التي سالقها حين عصيان اؤامرها عدت إلي منزلي باكرًا استعد للاحتفال رفقه زوجتي
كان احتفالنا غريب نوعًا ما
فلم يكن عيد ميلاد أحدنا وليس بعيد زواجنا فلم يعد يتذكر أحدنا بأي يوم تزوجنا بل نحتفل اليوم بموت الأحاسيس بينا قدمت جميلة العشاء وهي عابسة الوجه
‏قالت: ‏ ‏اليوم طهيت اشهى الأكلات وأقربها لقلبك،‏ لتتلذذ بها،‏ ‏ فالآن دعنا قليلاً نتلذذ بتلك الحياة العبثية بيننا، نحن أزواج مع إيقاف التنفيذ وفَناء الحب
‏ ‏جلست إلي مائدة الطعام وشرعت انظر إلي الأطباق التي بدت أمامي تحوى دماءً متجلطة اخشى الاقتراب منها يوسوس لي الشيطان انها تحوى سمً سيفتك بي ويجعلني ألحق بالأموات
‏ ‏ابعدت الطعام من أمامي وأسرعت في الرد
‏ ‏لا.
‏ ‏ لا، أريد تناول الطعام سأشرب الخمر
سألت بنبرة صوت ساخرة: ‏وهل سيسد الخمر جوعك ؟
‏ ‏
‏نعم. ‏ إن الخمر هو مائي وطعامي
‏ ‏امسكت بزجاجة الخمر وذهبت إلي مكتبي وبدأ شيطاني في الوسوسة إلي حتي هزم عقلي وسمعت وسوسه : ‏كيف لك أن تصدق امرأة ؟ فهي لعنة سُلطت عليك لتدمر حياتك وتجعلك تشقى لا تأمن لها فهي خائنة كتلك التي خانت زوجها لأجلك
‏وأجبت على وسوسي: نعم هي خائنة‏ ‏واستطعت أن أصل إلي حقيقتها لقد لاحظت نفورها الدائم مني كذلك كثرة تحدثها في الهاتف إلي أحدهم واخفاءها الأمر ‏وما زارد من شكوكي تلك العلامات التي اجدها بمنزلي والتي ما هي إلا تأكيد على دخول أحدهم بيتي وتلوثه فراشي
تساءلت كثيرًا كيف استطيع أن أصل إلي ذلك العشيق؟
و لم أجد سبيل لأصل إليه
لعلي سأقع به قريبًا لقد استمعت مؤخرًا إلي حديثهم سويًا كذلك ميعاد مقابلاتهم بعد خروجي للعمل تلك الشمطاء تأتي به إلي المنزل فور خروجي
‏رد الوسواس على حديثي بنبرة حنان وكأنه رفيق دربًا وقال :لا ترهق روحك بالبحث طويلاً سيكون اقربهم إليك وضحك متابعًا (كحالك ).
‏.واجابته: نعم سيكون كذلك
. ‏اذن عليك التخلص منها .

. ‏حاولت جاهدًا أن اتخلص منها ولم أستطيع تمنعني الظروف والأحكام كذلك مركزي الذي سعيت إليه كثيرًا ولكن لن يعقيني شيء من الآن سأتخلص من تلك العاهرة قريبًا.
انتهى حديثي الشيطاني باستسلامي ولم استيقظ إلا أن رن منبه هاتفي إنها السابعة صباحًا، اغلقته وعدت للنوم مرة أخرى
‏ أريد أن اكمل أحلامي الوردية ذلك العالم الذي صنعته لروحي، ولم استطيع لقد فُزعت حين سمعت صوت زوجتي الغليظ يدوى بالغرفة قائلة
استيقظ يا عيسى استيقظ،
كيف لطبيب مثلك أن يُهمل مواعيده؟
استيقظت وأنا انفخ عيظي كاظمه
واردفت
هل انقلبت الأرض على السماء؟
أم أن طلابي أقاموا ثورة لتخلُفي عن موعد المحاضرة
لا، فلن تقوم الثورات لأجلك
إذا ما بكِ؟
أريد أن أتنفس هواءً ليس به رائحتك ولن يكون إلا بغروبك عن وجهي وذهابك إلي العمل
تحركت من فراشي أمسكت بالمنشفة وذهبت في طريقي إلى الاغتسال وأنا اهمهم ببعض الكلمات
دون سماع جميلة زوجتي لما أقول
(أقلقت راحتي أقلق الله راحة أبيها في قبره)
وهناك وجدت قميصًا أبيض اللون به بعد البُقعات لعصير سُكب عليه أمسكت بالقميص واشتممت رائحته وتأكدت مما دار بخاطري لقد أدخلت جميلة عشيقها إلي منزلي لقد لوثت فراشي وخلعت بُرقع الحياء عن وجهها ذلك ليس بقميصي وليست تلك رائحتي سأقتلك يا جميلة ولكن بعد أن أعرف، مع من خونتني؟
أحاديث كثيرة تدور بخاطري ولا أجد لها تفسير وما أثر غرابة الأمر هو رؤيتي لثعبان أسود طويل يزحف حتى دخل أحد الشقوق في جدران غرفتي تقدمت خلف ذلك الثعبان لأرى من أين أتى تحسست مكان دخوله ولكن لم أجد الشق أين ذهب
هل جننت حقًا ؟ أم إنها إحدى الخدع من جميلة لتثبت جنوني تغاضيت عن الأمر
ارتديت بدلتي الزرقاء وحملت حقيبتي واستعديت للنزول
وقبل أن اذهب اهتز هاتفي المحمول إن المتصل هو صديقي علي
أجابته
صباح الخير يا علي
وعلى الجانب الآخر قابلني علي بالسؤال عن حالي

.كيف أصبحت الآن يا عيسى؟
اجابته ضاحكًا
على خير حال يا علي،
ثم اخفضت صوتي واكملت ، ولكني ما زلت أود التخلص من تلك الشمطاء يا علي فأنا اشتم فيها رائحة الخيانة
‏اجبني علي : إذا فلم تأخذ دواءك يا عيسى
أي دواء تقصد ؟
قال بهدوء ذلك الذي أمامك على المنضدة خذ منه حبة قبل أن تتوجه إلي الجامعة
دواء! أي دواء اؤخذ؟
أبعدت الهاتف عن أذني وسألت روحي
كيف لعلي أن يعلم بمكان دوائي ؟
أكملت المكالمة بكلمات قليلة
حسنًا يا علي الآن سأقوم بأخذه
أغلقت هاتفي ونظرت إلي زجاجة الدواء طويلاً متعجبًا ثم أمسكت بها
واردفت: ما ذلك الدواء، منذ متى وأنا أقوم بأخذه؟
وعاد إلي عقلي وسوسه وقال :
إن علي هو الخائن الذي يلوث فراشي كل يوم مع زوجتي فهو يسعى أن يثبت جنوني كحال جميلة لينفرد بها حينها سيستطيعون امتلاك جميع ما أملك، لهذا يجبرني على أخذ دواء لا أعرفه كما يوهمني بأني مريض سأكتشف ذلك يومًا ما، جميعهم ممثلون بارعون حتى أنني صرت اصدقهم فأبصر ما لا يعقل أن يكون له وجود
وضعت الدواء في جيبي وتوجهت إلي الباب للنزول
وقبل أن أقوم بفتحه صاحت زوجتي
قائلة : عيسى تأخر قدر ما استطعت أريد أن اختلي بروحي بعيدًا عنك
خرجت صامتًا وما كان مني إلا أن أغلق ذلك الباب بقوة، فضلت النزول على السلالم عن المصعد لخوفي الدائم من الأبواب المغلقة فهي تشعرني بالسجن ولا تهوى نفسي سوأ التحرر
حدثتني روحي ساخرة تريد ابنة الأصلع أن تختلي بعشيقها في منزلي وتظن أنني أعمى لا أبصر ما تفعله من خيانة
قابلتني إحدى الجارات الشابة بابتسامة صغيرة ولكن لم انظر إليها وكأنها لم تكن موجودة
استقليت سيارتي ثم توجهت إلي الجامعة حيث قمت بإلقاء المحاضرات على الطلاب وتبادلت معاهم الحديث الطويل عن رحلتي في لبنان منذ خمس سنوات كحال كل محاضرة وفي ذلك الحديث استعدت الكثير والكثير من الذكريات ولكنها ذكريات مؤلمة، وعند خروجي من أبواب الجامعة تذكرت الدواء وقمت بإخراجه من جيبي والقيت به في صندوق القمامة
‏وسخرت من غباء زوجتي وصديقي : تريد زوجتي المصون أن تستمر في خيانتي ويريد صديقي أن يثبت مرضي وجنوني، يوهمني أني سأموت إذا ما تركت حبات الدواء ولكن لن يحدث ذلك قبل أن اتخلص منهما
‏اليوم سأجمعهما معًا ثم اتخلص منهم على مائدة الطعام
‏ وفي سيارتي قمت بإخراج هاتفي والاتصال على صديقي علي أرتب أن أجمعه اليوم على العشاء رفقة زوجتي لأكتشف ما بينهم
وتحدثت إلي وهمي قائلا : سأقع بهم في الشرك ثم أتخلص منهما بما أحمل من دواء مسمم
رن هاتف علي وأجاب مسرعًا فور رؤيته اتصالي
وقال : عيسى ما بك ؟
لا شيء يدعو للقلق يا علي فأنا بخير أريد أن أعلم أين أنت الآن ؟
أجاب علي بنبرة صوت متوترة
في العمل، ماذا هناك ؟
ليس هناك شيء فقط أريد أن أراك ليلًا لنتناول العشاء سويًا فاليوم سأجعل جميلة تصنع لك أشهى المأكولات
تنهد علي واجاب محبطًا : لقد عدت لتلك الحكايات مرة أخرى يا عيسى لقد أخبرتك صباحًا أن تأخذ دواءك
لقد فعلت يا علي . لقد فعلت
أجابني علي : حسنًا يا عيسى ولكني لن أستطيع أن اجتمع معاك اليوم على العشاء فاليوم مشغول في كتابة بعض التقارير للعمل
أغلقت الهاتف محبطًا ..
وعدت للحديث إلي وسوسي بعصبية لن أستطيع هكذا أن أتخلص منهما لأبد أن اقع بهما سويًا..
انطلقت بسيارتي
عُدت إلي منزلي أشعر بالاستسلام لهزيمتي أمام خيانة جميلة
وقبل أن أترجل من السيارة رأيت علي يخرج من مدخل العمارة يمسك ببدلته في يده وكأن الوقت لم يسعاه أن يكمل ارتداء ملابسه خرج مسرعًا وتوجه إلي سيارته وانطلق بها قبل أن الحق به
حينها ابتسم الشيطان في وجهي ساخرًا واردف لقد تمتع بزوجتك وانصرف مسرعًا أخبرك إنه بالعمل
‏ فكيف له أن يكون هنا ؟
كيف له أن يكون بروحين ؟
روح هناك حيث عمله تكتب التقارير
وروح هنا بمنزلك حيث يقوم بخيانتك.

صعدت إلي الأعلى ووجدت جميلة متزينة بالكحل وتاركة شعراتها منسدلة أعلي خصرها تبتسم على غير عادتها وتتمزج مائعة بالغناء لأم كلثوم
ولكنها قطعت وصلتها الغنائية حين رأتني أمامها لقد وقفت كتمثال شمعي في أحد المتاحف
وبادرت أنا بالحديث
ماذا كان يفعل علي هنا ؟
اوهمتني بعدم فهمها لما قلت
وقالت :ماذا، أي علي تقصد؟
أقصد ذلك الذي كان هنا على فراشي
عشقيك وصديقي المخلص
هربت جميلة من أمامي وهي تتحدث بصوتًا عالي
لقد جننت يا عيسى وزاد الأمر عن حده فلم أعد اطيق تحملك
‏خلعت بدلتي والقيت بها على الفراش
‏واردفت : كيف ستتحملين تقلبات زوجك وفي قلبك غيره؟
وقفت جميلة مستنكرة حديثي أمالت رأسها قليلاً وبهدوء قالت : عيسى (ليس بيننا ما يدعوك لتقوم بتلك الأفعال) ‏
‏لم تعد الأمور مجرد تقلبات أو شكوك يا عيسى صرت أخاف منك قالت جميلة تلك الكلمات وانسحبت صامتة إلي الخارج
وخرجت أنا خلفها استريح على الأريكة وافكر في جملتها وارددها سرًا
(ليس بيننا ما يدعوك لتقوم بتلك الأفعال) وتساءلت في خاطري
ماذا تقصد بتلك الكلمات ؟
أوقفت تفكيري حين رأيت أعلي المنضدة زجاجة دواء أخرى وكأن أحدهم أتى بها إلي هنا وتعمد أن يضعها في ذات المكان
وتأكدت أنه كان بمنزلي إنه علي أتى بالدواء إلي هنا ليثبت جنوني هو من يدبر لهلاكي
وأخذت القرار أن اتخلص من تلك العاهرة اليوم سأحرق قلب علي بقتلها وانتقم منهما
أخرجت السم من حقيبتي
إنه سم صنعته خصيصًا لها لقد حضرته في أحد معامل زملائي حيث سيتغلل ذلك السم داخل جسدها ببطء شديد، سيقوم بلجمها
ثم شل أطرافها فلا تستطيع النطق أو الحركة وحينها أستطيع أن انتقم منها ستتعذب دون أن تتمكن من الصراخ
أخرجت السم من خبايا حقيبتي تجولت بالمنزل ألقيت نظرة على جميلة ومازالت منغمسة في تنشيط أحبالها الصوتية أسرعت إلي المطبخ حيث العديد من اطباق الطعام مما لذ وطاب يبدو أنه تلذذ بالطعام أيضًا
فتحت زجاجة السم وقمت بسكبه في طعامها المفضل وعدت إلي غرفتي أنتظر لأرى ما سيصابها
وجدت جميلة جالسة أمام مرآتها تتنزين بأحمر الشفاه وتتعطر بعطرها الذي صار لا يحرك غرائزي الذكورية بل لا يلفت نظري إليها
وقفت أمام وجهها وامسكت بشعراتها ثم استنشقت عبيرها وهمست في أذنها
لماذا تتعطرين يا جميلة ؟ فأنا لا اشتم فيكِ غير رائحة الخيانة

قالت : وأنا لا أراك إلا مجنون فقد عقله وأصبح يشك في أصابع يده
يا ليتك أصابع يدي كنت لأبترها على الفور واتخلص منكِ
يكفيك يا عيسى لقد طفح الكيل

تركتني جميلة بالغرفة وخرجت، وتملك مني الوسواس وتحدث إلي فرحًا اليوم سنتخلص من تلك الأفعى ستغرز بسكينك في احشائها ثم ستنعم بحياة خالية من خيانتها بينما تتعفن هي في قبرها
أجابته ضاحكًا : اتشوق لتلك اللحظة التي سأرى بها جميلة غارقة في دماؤها ضعيفة مذلولة تطلب العفو ولن تناله تلك المرأة التي استعملت أنوثتها لتقع بي في شباكها وتجعلني في حياتها مجرد زوج روتيني، لقد أصابت حياتي بالملل وجعلتها ظلام وأنارت طريقًا لغيري بخيانتها سأجعلها تطلب السماح ولن تجد في قلبي شفقة لها أريدها أن تعترف أمامي بخيانتها .
وقبل أن أكمل حديثي الشيطاني
سمعت خطوات جميلة تتجه إلي المطبخ
لقد قامت بتجهيز الطعام وبدون مبالاة جلست إلي المائدة تتناول طعامها بل وتلذذت به واستمعت أنا حين رأيتها تتناول سمً صنعته بيدي
اقتربت منها ثم جلست أمامها أبعدت الطعام عنها وتجاهلت نظراتها
ورددت على سؤالها
.لا، لم يكفيني يا جميلة
بل يكفيكِ انتِ ذلك القدر من الطعام فهو المطلوب
أعلنت في وجهها زجاجة الدواء،
وصحت فيها: من أين أتت تلك الزجاجة، لقد تخلصت منها صباحًا وعدت لأجدها مازالت بموضعها، لقد جلبها علي أليس كذلك؟
ولم أعطي لها فرصة للرد واكملت حديثي
وماذا عن ذلك القميص الأبيض الذي وجدته بغرفتي ملوثًا بالعصير لعلك كنتِ تتمايلين أمامه لذلك اتسخ قميصه وتركه هناك في غرفتي حتي تنظفينه .
تبدلت ملامح جميلة وعادت بجسدها إلي الخلف واعتدلت في جلستها
وقالت : أقولها لك للمرة الثالثة أنت مجنون يا عيسى فعقلك ليس على ما يرام
ضحكت وضحكت ثانية، وقلت :نعم جُننت ولكن حين جمعنا منزلًا واحد جُننت حين امنت أن زواجي منك هو الاستقرار والأمان الذي عشت أحلم به فما الزواج إلا أكذوبة اخترعتها النساء لتبرع في فتن الرجال وقد كان لقد فتنتني سابقًا والآن جاء دور علي،
سأقتلك دون شفقة يا جميلة
وقبل أن تستطيع جميلة الرد تملك الداء من دماءها وفقدت النطق وظهر عليها اعوجاج الفم وقعت أرضًا تتألم ممسكة بأحشائها ثم فقدت القدرة على تحريك أطرافها أيضا وهنا علمت أني نجحت،
نجحت أولا في سمها وجعلها ضعيفة أمامي كما جعلتني ضعيف أمام رجولتي ونجحت ثانية حين ظهرت نتائج تجربتي المذهلة في صنع سمً كهذا أصبحت جميلة أمامي جثة متنفسه لا يتحرك بها سوأ سواد عيناها الذي يرجو الرحمة ولكن لا رحمة لها عندي تركتها هكذا أرضًا وأسرعت ابحث بين ما جمع مطبخها من سكاكين حتي وجدت أحدهن، سكين رفيع، احد من السيف أمسكت به وقفت أمام أعين جميلة حامله في يدي وبدون أن أشعر نحوها بأي شعور قمت بغرز السكين في قلبها وسالت دماءها وزُهقت روحها أمامي وأنا ابتسم
وتحدثت إلي وسوسي، لقد قتلتها تخلصت ممن عاشت جواري تلك السنين فقط لتتمتع بمالي وتتفنن في خيانتي،
الآن ماذا ؟
‏و لم يجيب وسواسي، ‏لقد تخلى عني، تركني في أشد اوقاتي ضيقًا،
‏صرخت قائلا : ‏أليس هذا ما أردت، أليس هذا ما أردت فعله، وما اتفقنا عليه فأين أنت الآن؟
‏ تركت جثتها أمامي غارقة في الدماء
اهلكني التعب وجلست في أحد أركان المطبخ حاملاً السكين في يدي وبدون أن أدرك لما أفعل قمت بأخذ حبة من الدواء الخاص بي مرت دقائق واعتدل عالمي ووقعت في فخ الحقيقة أمسكت بهاتفي وتركت رسالة، لعلي محتواها، أحضر على الفور لقد قمت بقتلها، ثم أغلقت هاتفي
و لم أجد ملجأ لي سوأ الأرض تمدد جسدي حيث أقف ثم أخذت وضع الجنين وبقيت أردد، كان علي أخذ الدواء لقد أخطأت وصدق علي
كان علي على حق.
لا أدري كم الساعة الآن لقد استيقظت فزعًا، وجدت روحي مستلقيًا بفراشي ،أشعر بدوار في رأسي إنه ثقيل، ينهشه الألم ثقيل إلي الحد الذي اجهد جسدي من حمله، شعرت أن هناك حادثة غريبة قد مرت على ذاكرتي ولكن لم أستطيع تذكر شيء، فما هي إلا رؤية تراودني ، تمددت مرة أخري وظللت أنظر إلي سقف غرفتي لعلي أذكر ما مر بي، وبعد ثواني من المحاولات سمعت صوت ضوضاء يأتي من الخارج وكأن أحدهم يحرك أثاث منزلي، هرعت إلى خارج غرفتي وإذا بي أجد علي امامي ممسكًا بالمنشفة يمسح الأرض بعناية شديدة وحوله الكثير من مساحيق التنظيف وأيضاً عبوات الكحول
ضحكت ساخرًا من حاله وأنا أضرب كف بالآخر
ما بك يا علي، هل تركت العمل الجامعي لتَشغل مكان جميلة في الاعتناء بالمنزل
صوب نظره نحوي غير مهتم لحديثي انتهى من عمله وقف على قدمه اقترب قليلاً وأجاب
لا ، كل ما في الأمر أن جميلة لن تأتي مرة اخري للتنظيف
لماذا، هل تزوجت ،اما أنها وجدت عمل أخر ؟
لا هذا ولا ذلك لقد قُتلت
حينها لم احرك ساكنًا لم استطيع الرد، أظن لصدمتي أعادت ذاكرتي جميع ما مررت به تلك الفترة مع جميلة منذ بدأت العمل في منزلي إلي أن قتلتها، تذكرت كيف كانت تحفظ الحدود بيننا إلا أنني كنت أتعامل معها على أنها زوجتي الخائنة، تذكرت كيف كانت هادئة الطباع تريد فقط العمل بشرف، إلا أن قدرها جعلها تخرج من الملجأ لترتمي بمنزل أحد المرضى النفسيين، أشعل علي سيجارة وجلس يستريح إلي أحد المقاعد وبعد أن نفخ غبار شهيقه الأول أردف
أنظر إلي ذلك المكان يا عيسى هنا قتلت جميلة
لعلك الآن تشتم رائحة الدماء ، لقد فعلت المستحيل كي استطيع اخفاء تلك الرائحة لكني لم أنجح
نجحت في دفن جميلة بعيدا واخفاء جثتها فليس على الأرض من يهتم بأمرها ولكن رائحة دماءها ما زالت هنا وستقبى لتطاردك
يكفيك يا علي فلم اعد أستطيع الاستماع ، لا أدري كيف فعلت ذلك ولماذا،
ترك علي سيجارته تقع أرضاً مشتعلة وأطلق كلماته
لقد فعلت ذلك بدافع الجنون ، فمنذ ذلك اليوم المشؤم وتلك الحادثة اللعينة وأنت لست أنت تعيش داخلك شخصيات كثيرة وتعيش أنت الوهم وتصنع حيوات أخرى غير تلك التي فُرضت عليك
أنت عيسى طبيب جامعي مرموق.
وأنا علي أخاك ، ولست علي صديقك الذي تركته يحتضر وقت وقوع الحادثة يجب أن تفصل بيننا لقد مات علي صديقك في لبنان أما أنا ما زلت حي ما زلت موجود أعيش فقط لأحافظ على مكانتك ومكانتي لا أستطيع أن أتركك يوم كامل فسوف تأتيني المصائب من كل حدب وصوب ، اليوم قتلت جميلة الخادمة تلك الفتاة اليتيمة الفقيرة قتلتها ظنًا منك أنها زوجتك التي تخونك
فلو أنك اخذت حبات الدواء ما كان وقع ذلك
ما زلت بموضعي لا احرك ساكنًا أستمع فقط اصطدم بالحقيقة لعلي افوق من ذلك الوهم الذي عشته لسنوات، طفل مبلل سرواله يقف أمام أبيه يخشى عقابه ذلك كان حالي آنذاك
أكمل علي .
عليك أخذ دواءك عليك الخضوع لحياتك ومجاريتها أنت مريض ولا مفر من ذلك الأمر ولن أسمح لك بتكرار ما حدث كذلك لن أتركك تتلاعب بذلك الاسم الذي حاربت كثيراً لبنائه.
أجابته بسؤال خارج عن إطار حديثنا
هل مات علي بالحادثة ؟
نعم مات بعد أن تركته يحتضر بالسيارة مات بعد أن ترجاك أن لا تتركه
واكملت أنا
كان علي تركه كادت السيارة تنفجر ولم أجد له مخرج منها إما أتركه وإما..
واما تموت معه ،اليس كذلك ؟
نعم .
وأنت أخترت الحياة وتركت صديقك يواجه الموت وحده
أظن أن شبحه لن يتركك
كنت مجبر على فعل ذلك يا علي
الآن خلاصك الوحيد في حبات الدواء
سأداوم على أخذها لن اتركها ثانية
حينها فقط ستنجو وإلا سوف اضعك جوار جميلة حي، لتموت مختنق بالرمال.
سوف أعيش الحياة بمرارتها لن أعطي فرصة للأوهام أن تقضي على ما بقى منها لعلي أخطأت حين هربت من الموت فهو أرحم من تلك الحياة المليئة بالأكاذيب.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334280
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190533
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181804
4الكاتبمدونة زينب حمدي169892
5الكاتبمدونة اشرف الكرم131120
6الكاتبمدونة مني امين116847
7الكاتبمدونة سمير حماد 107991
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي98122
9الكاتبمدونة مني العقدة95207
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين92043

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
2الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
3الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
4الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
5الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
6الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
7الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
8الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
9الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
10الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15

المتواجدون حالياً

471 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع