صراخ من حولي لا أرى من مطلقه
ارحل
ارحل
ارحل أنت لست بشجرة
أخطو خطوتين للأمام
أتعثر في جذوري
استلقي بصمت بلا تعابير مدهشة
ولا حكايات تروى، أو إنجازات تحكى
أتجمد في انتظار أبله للتحول لعصفور
يهجر بقعته المؤلمة،
أو فراشة تطير لتكتشف مدن الضوء البعيد
ربما لقطرة مطر تسقط على أرض مزهرة،
أنظر لحلكة السماء متسائلة،
أين ذهبت النجوم
هروبها المفاجيء من أمامي يحزنني
أحب صفحة السماء مرصعة بالأحلام،
شعاع من النور يتسرب على استحياء،
انتظره أن يضيء العالم
لكنه ضعيفا جدا على ذلك
وأنا أضعف من أن أمد يد العون له،
قطرات الندى تتساقط ببطء
أعتقدت أنها ستروي عطشي
لأستطيع الوقوف من جديد
لكنها تزيد الظمأ،
ارحل
ارحل أنت لست بشجرة
أقف من جديد في محاولة أخيرة يائسة للبقاء
أمد أفرعي تجاه السماء أرجو القليل من أي شيء جميل
لم أطلب أبدا سوى القليل
ابتسامة رضا تسقط على وجهي
تلتصق بشفتي معلنة وقت الجمود على لاشيء
دموع متحجرة
ترفض أن تنهمر مطرا على أرضي،
فتتحول لقيد حول عنقي، يلفني بحوافه المدببة
لايقتلني لكنه يدمي عنقي في صمت،
احساس بالخوف والوحشة يعتريني
كما الوقوف في بطن قبر مغلق
الصيف هنا وبداخلي أشعر بعاصفة من جليد
لكن الغريب أنه جليد يأكلني من الداخل كما تأكل النيران قطعة ورق ملقاة بإهمال
أشعر بالفناء...
تتعفن جذوري الممتدة في عمق الحياة
تموت ببطء...أشعر بها تنطفيء
إذا أنا بالفعل شجرة
لن أتحرك من هنا
والشجر المنفرد يموت وحيدا.