آخر الموثقات

  • سكينة الروح
  • فما أدفأ الجهل
  • بابا - غائب أبصره
  • لا سلامًا عليكم
  • معين عشقنا
  • عد بي زهرةً... كما كنتَ لك كمالًا
  • في المقهى البعيد
  • امرأة لا يعرفها الزمن
  •  الاستقلال والذات
  •  أهوال الحرب والنزوح: فلسطين والسودان في مرمى النيران
  • وطني أنت 
  • في حتة تانية
  • الفرق بين الموت والوفاة .. تأملات
  • سعادتي أصبحت كأوراق الخريف
  • قيمة الإنسان في بساطته
  • مصر هاجرت داخلي
  • يُروى أنَّ للحُبِّ حكايةً
  • إلى المدينة الجائعة 
  • تجلي الغياب 
  • البقاء للأروق
📚 خدمة النشر الورقي من مركز التدوين والتوثيق
حوّل أعمالك الرقمية إلى كتاب ورقي يحمل اسمك ورقم إيداع رسمي ✨
اكتشف التفاصيل الكاملة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نهاد كرارة
  5.  رجل الأساطير وامرأة الفراشات

عزيزي، سأحكي لك اليوم عن شخص في الأساطير.

ستسألني أي أساطير تلك، سأخبرك بأنها أساطيري الخاصة أنقشها وأجعل لها تاريخًا وبلدة، وأبني الأشخاص تبعًا لما أحب، ثم أرويها للفضاء دون انتظار.

رجل أساطيري هذا هو رجل سعيد، تمر السنوات عليه وحيدًا لكنه لا يبالي، يستطيع ملء فراغ البشر بألف قصة محطمة، يهوى تحطيم الأشياء الجميلة ثم البكاء عليها، وكأنه المظلوم الذي لم ينل مبتغاه أبدًا، يهوى أن يضيع ولا يعثر عليه أحد. يومًا ما تاه في الغابة، راقت له بكل تشابك أغصانها وحلكة الليل بها، وأشعة الشمس حينما تخترق بتلات الزهر وأوراق الشجر في الصباح، فقرر البقاء للأبد، صنع من الأشجار قاربًا ثم تنبه ألا بحر هنا، فتركه حتى وصل للبحر فتنبه ألا قارب معه، دومًا يفشل في اختيار المناسب والصحيح، جلس على الشاطئ ينادي الله بأن يرسل له المدد، وحينما حدث، هرب في الأدغال متخفيًا خائفًا من أن يكون غولًا ما سيختطفه.

عزيزي، رجل الأساطير هذا له أربعة عقول وعشرون عينًا، ورغم ذلك ضعيف البصر، أعتقدها البصيرة هي التي تنقصه، يحلم أحلامًا كثيرة، لا يفرغ عقله من الحلم والأمل واليأس والصراعات التي بلا نهاية، تسوقه قدماه في غابة أفكاره، يتعثر ويمضي، يتسلق نخلات الحنين لكل الأشياء التي لم تأتِ، ولكل الراحلين من عالمه الذين أجبرهم هو بنفسه على ذلك، يلفظ جميع من يقترب منه لدرجة معرفة مكنون قلبه، يخشى أن يقترب أحدهم من روحه لهذه الدرجة، يجلس على قمة نخلة اتخذها عرشًا له، كملك على عرش الوحدة يكرهها ولا يفعل شيئًا إلا أنه يمنحها المزيد من الأسباب للبقاء معه.

لكنه دومًا لا يكف عن الدعاء لله وطلب النجاة من الغرق في محيط اليأس، يومًا ما كان يبكي وحدته واشتياقه لرفيق فأرسل الله له سفينة جميلة على غفلة، مدت فتاة رقيقة كفها لتنتشله من غرقه لكنه رفض؛ خشي أن تمر الأعوام ويندم على مرافقتها وتركه لفسيح الغابة وقمة نخلته، قرر البقاء على جزيرته المنعزلة، لأن ينتشله الله من التيه بطريقته، ظل يدعو الله أن يلتقي بالمنقذ أو ربما هي منقذة، ينسى معها وبها كل هذا الخوف ويسلمها مفاتيح وحدته لتملأها فرحًا. رسم لها في خياله عدة صور، لم تكن جميعها عن الشكل؛ فهن دومًا متغيرات، شقراء، سمراء، خمرية، لا يهم، طلبها حنونًا تستطيع احتواءه كأم تحبه، كحبيبة تمنحه الغطاء في ليالي الشتاء الباردة وقطع الثلج المجروش ليبتلعه في ظهيرة الصيف الحار.

ظل سنوات تائهًا، تعلم الكتابة والقراءة، كتب الكتب عن نفسه وخبأها، والقصائد عن حبيباته اللاتي يتخيلهن واحتفظ بها. أتت ابنة بائع الثلج في ظهيرة يوم قائظ الحرارة، منحته كوبًا مملوءًا بالثلج وصبت فوقه عصيرًا منعشًا، وثمرة رمان طازجة، أخبرته أن لها مصنع أغطية ستمنحه له في الشتاء، وأن عينيها ستكونان ذراعين تحتويانه في كل حين، وقلبها سيفتح أبوابه على مصارعيها ليكون قصرًا له. 

نظر لها بريبة وخوف، ثم قرر الاختباء منها، خشي حبها وتضحياتها تلك، تساءل: "لمَ تفعل لي ذلك؟ ولأي هدف؟ أنا لست ذلك الوسيم الذي تبيع من أجله الفتيات العالم، ولا أملك كنوزًا وأموالًا، فلأي هدف تشتريني؟ رحلت هي منكسرة، وبقي هو خلف النخيل مختبئًا، متسائلًا: "متى يا رب ترسل لي المدد؟ دعوتك كثيرًا والحزن دومًا رفيقي دون فائدة، الآن أريد لها توصيفًا آخر، أريدها مثلي تعرف الكتابة والقراءة وتكتب القصص، أريدها أن تكتب فيَّ قصائد من غزل، وترسمني على كل أوراق الشجر، وحينما تسنح الفرصة تناقشني في كتابي الجديد المخبأ وأمنحها رأيي في مخطوطتها الشعرية الجديدة، وقارئة انتقائية تقرأ لي وتؤيدني، تصبح جيشي المشجع، تضع خطوطًا متوازية تحت النواقص إن وجدت لأرى نصوصي بشكل آخر، فأحب نفسي كما لم أحبها، وأعشقها كأنا، وحين اللزوم تساعدني لنشر كل ما هو مخبأ من كلمات على كل البشر، وتُخرجني من شرنقتي لأواجه ضوء الصباح والعالم، فأنا سيئ في الإعلان عن نفسي، وسيئ في التعامل مع البشر، أجيد فقط الاختباء على قمة النخيل، أريدها انتقائية بشخصية قوية تؤيد وتصفق لما أنقش، وتنتقي الأفضل للانتشار، وتمنحني البركات وتحمل كتبي على كتفيها، وتمنحني التوزيع الجيد لها: على كل مواطن كتاب، فنتكامل؛ أكتب وتنشر وتكتب وأنتقد، ربما أريدها ربة منزل تصنع كنزات صوفية لي وللأطفال، وتخبز الكعكات الصغيرات المزينة بالكريمة ولا تضع الشيكولاتة التي لا أفضلها، ربما هي أيضًا تفضلها، وتصنع كوب قهوتي المحلى باللبن وتجيد صنع الكريمة على وجهه.

غفا يومها تاركًا أحلامه لتتبعثر مسافرة في سرب للسماء، استيقظ صباحًا على صوت غناء؛ صوت ليس بجميل كالمغنيات لكنه دافئ يمنحك التمايل بسعادة، هادئ يمنحك إحساسًا بالوطن، مفعم بالأمل، نظر بحرص من بين الفروع الشائكة ليجد فتاة تخرج من بين النخيل ترتدي كنزة بلون المحيط، تنظر للسماء تائهة تمامًا في التفكر، والهدوء البادي على وجهها يمحي الحزن والتعب، أوقفها بظهوره المفاجئ، فنظرت له بتعجب وابتسمت ابتسامة منحته راحة وسلامًا نفسيًّا لم يعهده.

منحته سؤلًا: كيف ومتى وجد هنا؟! فقال إنه منذ ولد هو هنا على جزيرة الوحدة والشقاء.

تعجبت بتساؤل: "لمَ لم أرَك إذًا؟ فهي جزيرتي أيضا! هل تصنع الخبز مع الأمنيات الجيدة مثلي؟"، لم يُجب بشيء.

"هل تعرف الكتابة وتكتب القصص وتحب الهرر الصغيرة والفراشات وتصادق الورد مثلي؟"، لم يجب أيضًا.

تشككت منه وخشيت على استقرارها المدكك بالحزن الهاديء الذي لا يدركه، لكن شيئًا ما في عينيه استوقفها بل لفها بقيد من الزهر الوردي وجذبها له، فقررت البقاء قليلًا، سألها عن تأملاتها فأخبرته أنها كانت تحاول تخيل كيف يكون المنظر من فوق رأس النخلة لكنها تخشى المرتفعات ولم تجد من يصعد معها، ربما منحها بعضًا من شجاعته، ضحك ومنحها طلبًا للصعود معه لعرشه.

ابتسمت أولى ابتساماتها وكأنها لم تفعل منذ ولدت، أمسك بكفها الصغير الدافئ مثنيًا على كنزتها التي بلون المحيط، أخبرته أنها تحب صنع الكنزات من الصوف بنفسها، لتختار الألوان المفضلة والشكل البسيط الذي يمنح الراحة والدفء".

واليوم، بعد أن صنعت كعكتها المفضلة بالفواكه والكريمة، قررت أن ترتدي كنزة بلون المحيط؛ فهو لونها المفضل، وذهبت لتعانق الهواء في مكان يمتلئ بالسماء والمحيط والهواء فقط، أخبرها أنه لونه المفضل أيضًا، وهوايته مراقبة العالم من الأعلى، صعدا معًا لقمة النخلة الأم، وساعدها على الصعود رغم رعبها من فكرة الارتفاع، خشيت السقوط فطمأنها بتعجب كيف تخشى وهي معه، جلسا باستقرار معًا، قدم لها الطعام ولمعة عينيه، وقدمت له ابتسامة لم يرَ مثل صفائها وكأنها بها تبني تاريخه من جديد وتزرع الزهرات الصغيرات في صحرائه. روى لها أنه يكتب القصص والأشياء الجميلة والأغاني البسيطة، فأخرجت بضع أوراق من حقيبة صغيرة لتريه ما كتبت هي، ألقى عليها قصائده فأشادت بكلماته وتساءلت عن بعض الجمل العجيبة التي لم ترق لها، وصفقت لإلقائه ونبرة صوته، ثم عرضت عليه أن يمنحها كتابًا له فهي تملك المطبعة الكبيرة التي تُصدر كتب النخيل والوحدة في البلدة التي هجرتها، ولكنها على استعداد للعودة للبلدة لنشرها له، فشكرها متعللًا بأنه لا يهتم، فهو يكتب لنفسه ويتأمل الفضاء، صمت لائمًا لسانه: "لمَ لم أمنحها الورق؟!"، ظلت تطير كفراشة كل صباح لتأتي له بالسعادة ويمنحها الفرح، وكلما حثته على منحها كتابًا رفض ثم بدأ افتعال المشاكل وفرض الحزن عليها كرداء أسود، كلما ضحكت عبس قائلًا: "لمَ تضحكين؟! لا شيء يدعو للفرح"، كلما تساءلت عن قصيدته الجديدة قال بحزم: "لم أكتب شيئًا بعد".

قررت في نهاية يوم ما أن تنهي تلك الحيرة بعدما رأت مجلدًا كبيرًا يمتلئ قصائد مؤرخة بتواريخ متتالية يومية يخفيه عنها، قالت بصوت خافت: "إذًا هو يلفظني!"، قرأت وقرأت حبيبات كثيرات، عشق هنا ومودة هنا، حبيبات حبيبات حبيبات، وهي أين؟ هي لم تجد لها أثرًا، فهو ينفيها، لا وجود لها بعالمه، توقفت عن الطيران إليه فلم يبحث عنها وظل يدعو الله أن يرسل له المدد، كأي أحمق لا يرى في إشراقة الشمس سوى أنها تلفح وجهه بحرارتها، ولا يرى مظلة منحها الله له ليحجب الشمس عن وجهه! يذكرني بالغريق الذي ظل يدعو الله للنجاة من الغرق فأرسل الله له سفينة تلو الأخرى رفضها جميعًا قائلًا: "سأنتظر الله، سينتشلني بطريقته"! يا أحمق المحيط، أرسل الله لك العون في ألف سفينة!

عزيزي

هل فهمت الآن من رجل الأساطير ومن امرأة الفراشات؟

لا أظن عقولك الأربعة ستعي شيئًا لأنك تنكر الحقيقة. أنت هو يا عزيزي، أنت أحمق الرواية ذاك الذي يهرب من الحب ويرجوه، يكره النساء ويعشقهن، ضدين لا شبيه لأحدهما الآخر! اصنع لعينيك نظارة؛ ربما يومًا ما تستطيع النظر جيدًا للأشياء، كن بخير، لا تنسَ إفطارك: كوبين من الهواء وكوبًا من الماء. 

لا مزيد من الخيبات، لا خيبات تمنحها للآخرين خذلانًا، ولا خيبات تحصل عليها حزنًا لقلبك، لا مزيد من الخيبات يا صغيري.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة غازي جابر
4↓الكاتبمدونة خالد العامري
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↓الكاتبمدونة خالد دومه
7↑4الكاتبمدونة آمال صالح
8↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
9↑3الكاتبمدونة ايمن موسي
10↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑134الكاتبمدونة ايمان صلاح132
2↑129الكاتبمدونة خالد الخطيب110
3↑64الكاتبمدونة سارة القصبي42
4↑32الكاتبمدونة ايمان قادري150
5↑32الكاتبمدونة إيناس عراقي190
6↑16الكاتبمدونة عبير مصطفى44
7↑15الكاتبمدونة ولاء عبد المنعم196
8↑13الكاتبمدونة رهام معلا127
9↑12الكاتبمدونة نجلاء البحيري39
10↑8الكاتبمدونة سلوى محمود252
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1111
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب714
4الكاتبمدونة ياسر سلمي678
5الكاتبمدونة اشرف الكرم605
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري514
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني436
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين428
10الكاتبمدونة سمير حماد 410

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب363274
2الكاتبمدونة نهلة حمودة216314
3الكاتبمدونة ياسر سلمي199190
4الكاتبمدونة زينب حمدي178398
5الكاتبمدونة اشرف الكرم144135
6الكاتبمدونة مني امين120235
7الكاتبمدونة سمير حماد 116916
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي107859
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين107479
10الكاتبمدونة آيه الغمري102660

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة مريم فرج الله 2025-10-24
2الكاتبمدونة هاميس جمال2025-10-22
3الكاتبمدونة ايمان صلاح2025-10-16
4الكاتبمدونة خالد الخطيب2025-10-15
5الكاتبمدونة سلوى محمود2025-10-13
6الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
7الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
8الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
9الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
10الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24

المتواجدون حالياً

425 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع