آخر الموثقات

  • مصر هاجرت داخلي
  • يُروى أنَّ للحُبِّ حكايةً
  • إلى المدينة الجائعة 
  • تجلي الغياب 
  • البقاء للأروق
  • جرحٌ لم يلتئم
  • خطى الحدود
  • تجلَّدتُ عن هواها
  • ما هجرتك إلا صونا
  • نُضجُ النور
  • طلسمُ النور
  • ملامح تنسى وأثر يبقى
  • تحطم كُلي دون جبر
  • كانت تمطر
  • لطالما كانت تحلم..
  • الفقد - هذا حالي
  • الغربة أرضية مشتركة
  • مبدأي في الحياة
  • من الموالد إلى المهرجانات
  • هي شهرزادٌ.. وشهرزادٌ هي
📚 خدمة النشر الورقي من مركز التدوين والتوثيق
حوّل أعمالك الرقمية إلى كتاب ورقي يحمل اسمك ورقم إيداع رسمي ✨
اكتشف التفاصيل الكاملة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نهاد كرارة
  5. نقاط بشرية

استيقظت، مشَّطتُ شعري الأسود وطالعت حزني في عينيَّ البنيتين ثم طالعت هاتفي في أثناء هبوطي على سلمي وخلال قطعي للطريق بلا هدف معين، رنَّ هاتفي بنغمة الرسائل.

- مبروك! كسبت 500 نقطة لاستخدامك الـ100 نقطة التي كسبتها بعد محادثتك صديقك هاتفيًّا، تستطيع استبدال كل 10 آلاف نقطة بهاتف أو مكالمات من أي مكان.

- مبروك! كسبت 2000 نقطة لشرائك متطلبات منزلية شهرية، تستطيع استبدالها بمأكولات من أي مكان.

- كل عام وأنت بخير! 500 نقطة هدية بمناسبة عيد ميلادك، إذا ظللت على قيد الحياة إلى العام القادم فستُمنح المزيد.

كل شيءٍ الآن في عالمنا بالنقاط، أستطيع شراء الطعام بالنقاط والملابس وكل شيءٍ الآن بالنقاط!

أمس سقط مني هاتفي الحديث المُصنَّع بتقنياتٍ مستحدثةٍ فتبعثر ككُراتٍ صغيرة، لملمته وضممت كلّ كرةٍ مع صاحبتها فعاد كالجديد، حينها وصلتني رسائل جديدة:

- مبروك! كسبت 1000 نقطة للملمة شتات هاتفك.

- تستطيع استبدال كل 20 ألف نقطة للملمة شتات ذاتك من فروع شركتنا للتكنولوجيا والاتصالات.

تعجبتُ من العرضِ لكنّني أتوق إلى لملمة شتاتي بالفعل، فداخلي ممزق إلى الحد الذي لا إصلاح له، كيف علموا بذلك؟!

أسقطتُ الهاتفَ عن قصد ثم لملمته عساني أكسبُ ألفًا جديدة، لكنّني فوجئت برسالة تقول:

- نقصت نقاطك 500 نقطة لإهمالك هاتفك وسقوطه مرتين متتاليتين في اليوم ذاته.

تعلمتُ كيف أكسب النقاط دون أن أخسرها بالافتعال، فالهاتف أقصى نقاط له ألف نقطة في اليوم؛ لكل أسبوع 500 نقطة للمأكل و500 لبقية المشتريات، 5000 نقطة للملابس مرتان بالعام، إحداهما للملابس الشتوية والأخرى للصيفية، وهكذا، فلكل شيءٍ نقاطه، حتى نحن البشر لنا نقاط للمشاعر والشخصية.

أول أمس رأيت شخصًا يرقص صارخًا: 10 آلاف! 10 آلاف! الآن سأستبدل الحزن داخلي بالفرح.

تعجبت، هل بالفعل نستطيع فعل ذلك؟! هل أطلب ذلك بدلًا من لملمةِ شتات نفسي أم إن ما أريده هو الأشمل؟

رأيت من بعيد صديقي الذي اعتدت أن أراه يوميًّا عابسًا على مدخل شركتنا، لكنّني فوجئت بابتسامةٍ جميلةٍ تعلو وجهه، اقتربتُ منه ثم كَفَفْتُ عن الاقتراب فجأةً حينما رأيتُه ينظر إليَّ بنظرةٍ غريبةٍ كأنه يستغيث، وهُيِّئ إليَّ أن عينيه البنيتين صارتا زرقاوين باردتين كمِياه متجمدة.

نفضت الأفكار عني ونفضت رأسي يمينًا ويسارًا بقوة وعاودتُ النظر إليه، لأجده يضحك بفمه وعينيه وجسده كله، كمن أصابه مسٌّ رائعٌ من الفرح، دارت في مخيلتي قصة العشرة آلاف نقطة بشرية، أيكون جرب استبدال النقاط البشرية؟ لكنّني رغم كل تلك المعارك في عقلي اقتربت منه وابتسمت لسعادته وسألته: هل من جديد يا صديقي؟

- لا، لكن الحياة تبتسم لي أخيرًا، اليوم رُقِّيتُ بعد عشرِ سنوات أنتظرها وزاد راتبي، ومُنِحت سيارةً لتنقلاتي الخاصة بالشركة، كما أن زوجتي التي كانت على خِلاف معي عادت أمس إلى المنزل، لذا اليوم يوم سعدي وأنا رجل سعيد!

ضحكت وهنأته وتمنيت له مزيدًا من الفرح، أخبرني أنه على غير المعتاد سيحادثني هاتفيًّا الليلة.

رحبت بذلك جدًّا، فالمكالمات الواردة تمنحني مئتي نقطة والصادرة تمنحني خمس مئة، وأستطيع استخدامها في أشياء عدة. حينما غابَ عن نظري كانت فكرتي العجيبة لاستبدال النقاط البشرية تضحك على سذاجتي، كيف تصور عقلي أنه من الممكن التحكم في البشر بالنقاط؟! لكنها بالفعل تتحكم بنا!

سقط هاتفي مرةً أخرى، وتحول إلى كريات أصغر وأصبح أصعبَ في لملمته، في المرة الرابعة وصلتني رسالة تهنئتي على مكسب إضافي لصبري، فبدلًا من أربعة آلاف مُنِحت أربعة آلاف ونصف. فرِحت رغم تساؤلاتي عن الذي سأفعله بكل تلك النقاط.

قابلتُ جارتنا التي تأخرت في الزواج، لأجد في إصبعها خاتمًا يبرق ببريق خاطف وعيناها الخضراوان تخبرانني: "ها أنا الآن في تعداد المرتبطين ولن تغار زوجتك مني ولن يضايقني رجال البناية، فلي الآن رجل".

باركتُ لها وأخبرتها بحزنٍ أني وزوجتي انفصلنا بعد شجارٍ حادٍّ، كانت تخبرني أني فاشلٌ وغير واقعي في أحلامي، أجري وراء الوهم، وكنت أتهمها بالتقليدية والروتينية. لكنّني الآن أعلم أننا كنا مزيجًا رائعًا يكمل أحدنا الآخر، فتقليديَّتها تُحجِّم انطلاقي وجموحي بما يناسب العالم، وطموحي يُحرِّك ثبوتها، لكن كل شيء نصيب.

ابتسمت جارتي ببطء لأرى عينيها جيدًا وأتذكر صديقي الحزين وجبل الثلج الأزرق في عينيه، هي نفس جبال الثلج لكنها خضراء هنا.

قالت لي بصوت هادئ وبطيء: كم جمعت من نقاطك البشرية؟

- نقاطي؟ هل تعلمين بالأمر؟ هل.. هل فعلتِها؟ هل هي حقيقية. أخبريني سريعًا.

- جرب، أنا لم أخبرك بشيء، وعلى كل إنسان السعي وراء ما يرغب ويختار، ملاحظًا أنه سيتحمل نتيجة اختياره دون إلقاء الخطأ على الآخرين، لذا لن أخبرك أو أشير عليك بشيء، لك عقل تستخدمه، فاستخدامه مجاني.

تركتني في حيرتي ورحلت، لا أعلم كيف يحدث الأمر. عدت إلى الشارع الذي رأيت فيه الرجل الصارخ الذي يريد السعادة، وجدته هادئًا يجلس على شيزلونج خفيف في حديقة منزله يستمع للموسيقى ويأكل الفاكهة مرتديًا نظاراته الشمسية غير مبالٍ بالعالم، فكرت أن أذهب واسأله أو أنزع نظارته، فقد تكونت لدي فكرة ما، لكنني خجلت، ثم تذكرت والدتي ولُمتُ نفسي على أنني لمدة أسبوع لم أحادثها أو أرَها، تركته وأنا أخطط للعودة إليه من جديد.

حادثت والدتي لأطمئن عليها، فقد كانت تعاني الوحدة وأننا جميعًا منشغلين عنها.

لطمني صوتها بضحكة ساخرة: وحدة مَن يا ولد؟! لقد فكرت في الأمر طويلًا وبكيت كثيرًا، ثم رأيت أنني الآن أسعد وأهدأ بالًا. أنتم تزوجتم جميعكم وأنجبتم ولكلٍّ منكم منزل وعمل. لم يعد لدي من المسؤوليات شيء، والدك توفي، لا أحد يجبرني على تغيير المحطات ليشاهد مبارياته ولا مصارعة المحترفين، لا أحد يرغمني على إغلاق مسلسل أحبه أو لبس ملابس تروق له، أنا أرقص في المنزل دون الاستهزاء بي وبأن سني لا تسمح، أستيقظ وقتما أريد وأغفو في أي مكان، لا أحد يرغمني على تناول مشروباتٍ أو أشياءَ لا أحبها ولا طبخ مزيد من الطعام، ولا الطبخ ذاته، بل إنني قد أُحضِر الطعام الجاهز وأستمتع بجلوسي دون فعل أي شيء. على ذكر فعل اللا شيء، سأسافر غدًا للاستجمام. أتذكر حينما كنت أقول إنني عندما تتزوجون جميعًا سأسافر وأستمتع بكل ما لم أستمتع به؟ البحر والسماء والهواء واللا شيء سيعيد إليَّ حياتي وعمري وأنا لست عجوزًّا كثيرًا، ما دمتُ أستطيع التنفس فأنا على قيد الحياة وأستطيع فعل كل شيء، حاول أن تسافر أنت أيضًا.

- أمي، هل استبدلتِ نقاطك البشرية؟

- أي نقاط تلك؟ هل جننت الآن؟! ستجن يا صغيري إن لم تنطلق، سافر وامرح ربما وقتَها تعود إليك زوجتك المهاجرة عنك، سلام يا صغيري فأنا منشغلة بإعداد حقائبي.

أغلقت أمي الهاتف وأنا في شدة التعجب، لم أخبرها أن زوجتي على خلافٍ معي، كما أن والدتي ليست من هواة التكنولوجيا ولا يمكن أن تكون قد عرفت بالنقاط.

سخر عقلي مني، أي نقاط يا أبله؟! هي فقط علمت كُنه الحياة ورأت الأفضل في حياتها ونحَّت الحزن جانبًا.

ثم راودتني فكرة صغيرة، إن السفر أيضًا أستطيع من خلاله جمع النقاط، فلمَ لا أسافر لأجمع مزيدًا من النقاط؟ لكن ما الضمانات التي سأحصل عليها وكيف يحدث الأمر؟ أرسلت لأمي رسالةً لأخبرها أن ترسل إليَّ صورتها بجوار الحقائب لأصدق أنها مسافرة ولأنني سأشتاق إليها.

أرسلت إليَّ صورتها، ها هي أمي الحبيبة مشرقة كأن لم أرها من قبل، عيناها الخضراوان تلمعان فرحًا، الشيء الوحيد الغريب في الصورة أن والدتي تملك عينين سوداوين كقتامة الليل، كيف استبدلتهما بالثلج الأخضر؟!

ابتسمت لنفسي وحزمت أمري.

لدي عشرون ألف نقطة وحياة مشتتة، ضغطت على استبدال النقاط البشرية.

شعرت برعشة ما في كفِّ يدي وأشعةً زرقاءَ تخرج من الهاتف كأشعة قراءة الباركود، لكنها تمسح كفي.

ظهر على هاتفي مكان غريب لا أعرفه، وطلب مني الهاتف الذهاب إليه، كما ظهرت فجأة جميع بياناتي منذ ولدت في تعاقُب، واحدة تلو أخرى؛ الأمراض التي أصابتني منذ وُلدت، جرعات الدواء، ملابسي التي ارتديتها، تطعيمات الطفولة، الجامعة، حبيباتي، زوجتي، عملي، شجرة العائلة، أفكاري الانتحارية وأفكاري غير التقليدية، ما أرغب فيه بشدة وأحلامي المستحيلة، الأشياء التي لا أخبر بها أحدًا وفقط أحادث نفسي بها... كل أنفاسي عدت عليَّ وظهرت متتابعةً على الشاشة، ثم حفظت في ملف على هاتفي.

ومنحني الهاتف سؤالًا: هل ملفك صحيح؟ هل تريد إضافة شيءٍ ينقصه؟ لا يمكنك حذف شيء، لكن تستطيع الإضافة دومًا.

في طريقك إلى الشركة ستُدوَّن كل انفعالاتك وأفكارك والرؤى من حولك، لقد تمت السيطرة على أحزانك.

ثم أُطفئ الهاتف، حاولت أن أعيد تشغيله لكن بطاريته نفدت.

حمدت الله وقررت ألا أجري وراء الخرافات تلك، فقد أصابني الرعب، لكن كيف حصلوا على كل تاريخي وقصصي المخبأة وأحلامي التي بيني وبين نفسي؟! تبًّا لتلك التكنولوجيا اللعينة!

تمددت على سريري ألهث خوفًا وتناولت قرصًا منومًا، وقبل أن أصعد كنت قد ابتعتُ هاتفًا جديدًا وخطًّا آخر لم أسجل فيه بياناتي.

وضعته في قبس الكهرباء ونمت كثيرًا، لأستيقظ على ضوء أزرق ينبع من هاتفي الجديد، ضوء يدور في الغرفة يبحث عن شيءٍ ما.

هل بالفعل يبحث عني؟! قررت أن أواجه الاستبدال وأرفضه، فأنا مَن طلب وأنا مَن سيغير رأيه.

فتحت هاتفي القديم، فأنار فورًا بسؤال: أين أنت؟ نحن على استعداد للملمة شتاتك الآن كما طلبت، احضر إلى المقر وأكد طلبك أو الغِه.

اطمئن قلبي، فها هو الإلغاء متاح الآن دون إجبار، ولا شيء يدعو إلى الخوف، وأي خوف هذا ووالدتي قد أقدمت عليه!

ارتديت ملابس مريحة وأخذت سلاحًا أبيض في جيبي، وأنا أفتح باب شقتي أتت رسالة بها جملة مرعبة: اترك سلاحك، لا داعي إلى ذلك، إنها ليست حربًا أو معركة.

لم أتحرك، جاءتني أخرى: أنت لم تفهم بعد، ما دمتَ لم تلغِ طلبك فكل شيءٍ يظهر في ملفك، اهدأ وابحث عن معلومات عنا قبل أن تأتي، نحن لن ندخل معك حربًا أو نسرقك، أنت اخترت وتستطيع الإلغاء من مَقرِّنا.

تركت سلاحي وجلست لأهدأ، بالفعل إنه طلبي، سأذهب بهدوء.

دخلت مقر الشركة كأنني دخلت عالمًا آخر، كل ما حولي أحبه، حتى رائحة العطر المفضلة!

رأيت صورًا لي من ذكرياتٍ جميلةٍ من طفولتي ومراهقتي وشبابي، لحظاتي السعيدة. لم أكف عن الابتسام لحظة، رأيت شخصًا منمقَ الهيئة مبتسمًا يهبط سلم الشركة، سلم عليَّ بودٍّ كمَن يعرفني منذ الميلاد، ولم لا، فملفي يجعل كل من يقرؤه كأنه توأمي.

سألني: لم لست سعيدًا؟ ألا ترى كل ما حولك من سعادة على مدار سنين عمرك؟

- لكنني لا أتذكر سوى الحزن والفشل ولا يحيط بي الآن سواهما.

- لأنك أنت من اختار تذكُّر الحزن ونسيان السعادة، كنا نعلم أنك آتٍ إلينا، فقد رُشِّحت مرتين لكنك لم تطلب ولا مرة بنفسك، لذا لم نتدخل في اختيارك.

- رُشِّحت ممن؟

- غير مسموح لنا بإخبارك بهذه المعلومة، لكن مسموح فقط إخبارك أن لك أربعة أصدقاء واثنين من العائلة معنا في برنامج النقاط البشرية، وأنك مثير للاهتمام لأن عقلك يرفض رؤية السعادة والحب، أتريد أن نخبرك كيف ذلك؟

لم أنطق بكلمة، هززت رأسي بالإيجاب فقط.

- حينما كنت في الثامنة عشرة من عمرك لم تدخل الجامعة التي أعددت نفسك لها ودخلت كليةً أخرى، ظللت طيلة الأربع سنوات دراسية تبكي حظك المتعثر، تخرجت ووجدت عملًا رائعًا في شركتك بعد أشهر قليلة من التخرج، لمَ لمْ ترَ أن تغيير مسارك هو أكثر سعادةً وأكثر ملائمةً لك وتسعد بما وصلت إليه؟!

بل ظللتَ تروي للجميع عن حظك المتعثر وأنك كنت متفوقًا ولا تعلم كيف لم تدخل تلك الكلية. حينما أحببتَ زميلتك في العمل ولم تعرك انتباهًا كانت زوجتك الحالية تحبك حبًّا جمًّا وأنت لم تلتفت لها، فخُطِبت هي لصديق آخر ثم تعثرت وتركته، ثم تمت خطبتكما وتزوجتما وظل داخلك إحساس بأنك رقم اثنين، رغم أنك لو كنت قد فتحت مداركك قليلًا لعلمتَ أنها لم تحب غيرك، ولم تفكر لحظةً أنك أيضًا كنت تحب غيرها وهي ليست الأولى بقلبك. ظللت تخبر الجميع عن اختلافاتكما، ومؤخرًا فقط بعدما هجرتك علمت أن تلك الاختلافات هي المكملة لكلٍّ منكما.

أنت فاقد للأهلية، لأنك لا تستطيع اختيار مسارات عقلك التي تؤدي بك لتذكر الفرح، بل تظل مسقِطًا ذاتك في وحل الحزن والفشل بنفسك، مهمتنا هنا أن نحفر لك طريقك إلى الفرح ونهدم ممرات الحزن في عقلك.

- وكيف يحدث ذلك؟

- نضع قرصًا أزرق صغيرًا.

- أزرق؟ هل له ألوان مختلفة؟ ولم الأزرق تحديدًا؟

- متسرع كما اعتدناك، سنمحو أيضًا هذا الچين، إذا صبرت فستعرف أكثر؛ الأزرق للرجال والأخضر للنساء، لاختلاف الچينات والكروموسومات.

- أها! والدتي إذًا...!

- من فضلك، غير مصرح لنا بالحديث عن آخرين، نحن هنا من أجلك. سيوضَع قرص أزرق في مركز معين في عقلك يجبرك على التفكير بإيجابية ويدفعك إلى الفرح وطرُق السعادة ويجعلك تنظر إلى جميع مشاكلك من الجانب الإيجابي فقط.

- وما المقابل؟ كيف تستفيد الشركة؟

- مجرد أبحاث ومشاريع تقنية.

- لا بد أنكم تستفيدون بطرق أخرى.

- أترى؟ دومًا تفكر في الجانب السيئ. أولًا، بالفعل أنت فاقد للأهلية، يجب أن يرشدك أحدهم.

- وأنت سترشدني مقابل...؟

- لا شيء، ستكون أنت تجربتنا ومشروعنا، ستشعر أنك أفضل وحياتك أفضل وستحقق كل ما ستتمنى، سنصلح لك حياتك التي خربتَها على يديك.

- أستطيع الرفض والإلغاء؟

- كل مَن يتمتع بالأهلية بصفته بشريًّا عاقلًا يستطيع الإلغاء.

- إذًّا لا أريد ذلك.

- تفضل.

ابتسم في وجهي ابتسامةً عجيبةً لم أفهمها ورحل.

***

فتحت عيني، رأيت سقف حجرتي، الصباح جميل جدًّا! يا ألله! كيف لم ألتفت إلى لون جدران حجرتي الجميلة تلك ورائحة الزهور التي تقتحم الحجرة من النافذة وشعاع الشمس الهادئ المتسلل من خلف الستائر؟! يا ربي، ما كل هذا الجمال! حديقتي الصغيرة الحلوة ومسبحي، حياتي جميلة بالفعل، يا له من حلم مخيف انتابني! لن أتناول منومًا أبدًا بعد ذلك.

أما الهاتف الجديد هذا فسأهديه لأختي الصغيرة، لمَ اشتريته في الأساس؟ لا أعلم!

زوجتي تركت لي رسالةً بموافقتها على منحي فرصة أخرى ووجدتني قد أرسلت إليها رسالةً بطلبي فرصةً أخرى، لكنني لا أتذكر متى فعلت، يا له من طلب مناسب! ورد مبهج، يسعدني ذلك جدًّا!

سأمشط شعري الناعم وأفرش أسناني وأنظر بثقة إلى عينيَّ الزرقاوين اللتين تطلان على العالم الحار ببرودتهما الثلجية الزرقاء.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة غازي جابر
4↓الكاتبمدونة خالد العامري
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↓الكاتبمدونة خالد دومه
7↑4الكاتبمدونة آمال صالح
8↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
9↑3الكاتبمدونة ايمن موسي
10↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑129الكاتبمدونة خالد الخطيب110
2↑64الكاتبمدونة سارة القصبي42
3↑32الكاتبمدونة ايمان قادري150
4↑32الكاتبمدونة إيناس عراقي190
5↑16الكاتبمدونة عبير مصطفى44
6↑15الكاتبمدونة ولاء عبد المنعم196
7↑13الكاتبمدونة رهام معلا127
8↑12الكاتبمدونة نجلاء البحيري39
9↑8الكاتبمدونة سلوى محمود252
10↑7الكاتبمدونة عبد الوهاب بدر23
11↑7الكاتبمدونة مني قابل77
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1111
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب713
4الكاتبمدونة ياسر سلمي678
5الكاتبمدونة اشرف الكرم605
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري514
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني436
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين428
10الكاتبمدونة سمير حماد 410

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب363150
2الكاتبمدونة نهلة حمودة216165
3الكاتبمدونة ياسر سلمي199127
4الكاتبمدونة زينب حمدي178386
5الكاتبمدونة اشرف الكرم144082
6الكاتبمدونة مني امين120224
7الكاتبمدونة سمير حماد 116881
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي107823
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين107419
10الكاتبمدونة آيه الغمري102607

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة مريم فرج الله 2025-10-24
2الكاتبمدونة هاميس جمال2025-10-22
3الكاتبمدونة ايمان صلاح2025-10-16
4الكاتبمدونة خالد الخطيب2025-10-15
5الكاتبمدونة سلوى محمود2025-10-13
6الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
7الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
8الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
9الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
10الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24

المتواجدون حالياً

243 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع