تمددت أفكر قليلا، جلت ببصري من حولي، هذه هي حجرتي، غريبة مثلي، بلونين مختلفين و أشياء متضادة لكنها هادئة و مجنونة، لن تروق للجميع أعلم ذلك لكنها تروق لي،
أحبها، كما هو عقلي تماما،
غيرتها وحولت الأثاث ليناسب ذوقي المتغير و لتلائم مللي الدائم من التكرار و كثرة مكوثي داخلها،
هذا الجميل أمامي حائط وصديقه بجواره
بلون يخالف الآخر المقابل له و صديقه،
وزعت في أماكن مختلفة لوحات غريبة نوعا ما هذه القابعة في الأعلى ليد تمتد بين الصعاب لتمسك بزهرة لكن أطراف الأنامل لاتصل وأعتقد أنها لن تصل، وهناك لوحة لعذاب عصفور على حافة الموت تخنقه كف المجهول يبكي بصمود و هذه لوحة لزهرة تجرح قلب رقيق معذب بالحب و تلك لفتاة تختبيء في الظل يقف على كتفها الفراشات وتتبعها و أخيره لوجه حصان حزين لكنه شامخ، لوحات صغيرة أغلبها بالأبيض و الأسود، لكنها لا تثير جلبة فهي هنا وهنا وهناك دون زحام،
علقت على حائطي الصديق الذي يطالعني دوما صائدة أحلام تتدلى منها ريشات وردية وزهرية ربما تستطيع اصطياد حلمي الهارب وجلبه لي،
تستقر تحتها كنبة ملونة بوسائد باللونين المحتلين للحوائط صنعتها بنفسي بوظيفتين فأنا أكره التوحد في شيء وحيد، مشكلتي الأبدية صناعة الأشياء بوظائف متعددة و انشغالي دوما بألف شيء في الدقيقة دون كلل، لذلك صنعتها كمقعد وكصندوق كبير لأحتفظ داخلها بكل مالا أريد ولكني سأريده بعد حين واحتفظت داخلها بكل ما صنعت من هوايات بسيطة وهدايا صغيرة، يجلس بجوارها حاسبي الآلي المريض بالإهمال كل ليلة يناديني بلوم لأكتب، فأعتذر بأنني لست في حالة تسمح لي بالكتابات الطويلة وهاتفي يفي بغرض الخربشات القصيرة،
ثلاث مربعات خشبية تحتل الجانب الأيسر بها كتبي الخاصة التي بها عصارة روحي و شهادات تقديري و بعض الزهرات كزينة صغيرة و ثلاث عرائس قماشية بفساتين ملونة، و صورة لنا نحن الثلاثة في عناق وابتسامة،
نافذة تتوسط الحائط بصمت مسدلة الستائر دائما و تحتها آلتي الرياضية التي أخاصمها وأتصالح معها، وأمامها طاولة صغيرة ملاصقة للحائط تحمل مكتبة صغيرة أخرى بثلاثة أرفف بسيطة يحتلها الكتب التي وضعت في خطة قراءة الشهر والتي أغيرها كلما أنتهت، و أقلام ملونة ومفكرتي و أوراق فارغة، كما تحمل أوراق رسمي وكتب الماندالا خاصتي و بعض أسلاك للهاتف واللاب والحاسب الآلي وضعتها في علبة على شكل منزل صنعتها بيدي، ويحتل الجدار الأيمن دولاب لكنه ليس للملابس فأنا أكره وضع دواليب الملابس في حجرات النوم أشعر أنها تقتلنا ليلا مختنقين، وتطالعنا بسخرية في ليالي الحظر بأن الملابس داخلها تنام دون صحوة قريبة،
ولذلك يحتوي دولابي هنا على ألوان كثيرة، وريقات مزركشة و دهانات وأشغال خشبية و هواياتي كلها، ابوابه ملونة ونقوشاته بأفرع شجر،
أجلس في منتصف عالمي المرتب بدقة الممتليء هذا، أستمع لضوضاء الصغار بالخارج، و أحملق في السقف الأبيض و المروحة الوحيدة الصامتة و أنعي مابي من حزن ووحدة دائمة و أبكي أقداري وحظي التعس...!!!
ماهذه الحماقة ؟!!
انتابتني صحوة مفاجئة!!!
كل هذا العالم و أنظر للسقف الأبيض الخالي من الحياة؟!
نهضت فتحت النافذة، ناديت الصغار، ضحكنا لعبنا ثم فتحت دولاب أشغالي
نثرت الورد من داخله وأعددت العدة للانغماس في العالم الخاص بي
و أشعلت عود بخور برائحة الصندل التي أحبها، و قبلت حاسبي الآلي و أوصلته بمصدر الكهرباء وعلى أنغام فيروز و أم كلثوم و وردة المتصاعدة منه رقصت رقصة الحياة،
أنت تصنع سعادتك و تصنع يأسك فلا تظن أن للآخرين يد بذلك
قم وأنفض عنك ظلام الحزن، ولا تبال بالآخرين،
ابحث داخل روحك ستجد زهرة تنبت في هدوء، راعها واسقها
ستنبت فرحا كثيرا و حبا ❤
آمال محمد صالح احمد
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر
أيمن موسي أحمد موسي
د. عبد الوهاب المتولي بدر
نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري
رهام يوسف معلا
هند حمدي عبد الكريم السيد
يوستينا الفي قلادة برسوم
ياسمين أحمد محمد فتحي رحمي
فيرا زولوتاريفا
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي
ياسر محمود سلمي
زينب حمدي
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين
د. شيماء أحمد عمارة
د. نهى فؤاد محمد رشاد
فيروز أكرم القطلبي 

































