آخر الموثقات

  • النتيجة سيخسرون
  • قلوب قاسية على الأرض
  • كأنني لم أكن... فقط ظلٌّ يمشي فوق الأرض.
  • بين الوطن والمنفى.. عامٌ من الغياب والبصيرة
  • ناجحوا التيك توك القدوة
  • تغريد الكروان: مرآتي
  •  عائلة يعقوب (بني يعقوب) سيئة السمعة
  • تغريد الكروان: اللامبالاة
  • تغريد الكروان: الرضا
  • نورك يا سيدي
  •  إلى ابنتي 
  • صمتي لازع السخرية..
  • لا تفكر أن تعبث بصلصالي..
  • أمل (ق.ق.ج)
  • غريب (ق.ق.ج)
  •  صاحب ألوان الفرح
  • اليوم فقط حزنت
  • النوارس المهاجرة
  • عاشقة القمر
  • اختناق الفصول
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نهاد كرارة
  5. الجزء الثاني من الفصل الأول رواية الدمشوري

خمسة عشر عاماً لم أخط خطوة داخل تلك البلدة، تذكرت قطعة من فيلم قديم، اعتدت أن أضحك كلما شاهدت البطل وسمعته يقول بابتسامته: (مش على الخريطة)، فأظنه كان يصف بلدتي أنا. كل القرى تحضرت، تغيرت إلا هي، نفس الأزقة الضيقة، والمنازل المبنية بالطوب لم يزدها سوى أسقف البيوت التي شدت وثاقها بالسطح الأسمنتي. 

أتذكر أن فيلتنا كانت الوحيدة المبنية على النحو المتحضر ذاك. فيلا كبيرة بسور أنيق حولها، وحديقة منمقة بأشجار باسقة، ومسبح صغير على جانبيه تمثالان شامخان لملكين من ملوك إحدى الأسر الفرعونية، بل ملك وملكة، لا أتذكر على وجه التحديد أي ملك وملكة, فهما في نظري مجرد تمثالين فرعونيين، ولا أعلم على وجه التحديد لم وضعهما أبي هنا ؟؟ أو من أين عثر عليهما؟؟ أو هل هما حقيقيان تماماً أم مجرد نسخ تقليد؟؟ 

لكنني اعتدت أن أقنع ذاتي أنهما تقليد.. فمن غير المعقول أن يكونا من الآثار الحقيقية، ويضعهما والدي هكذا للعيان؟؟!!، شغلت كثيراً بهما منذ كنت صغيراً حتى أنني لطالما استلقيت تحت أرجلهما، أحدثهما. وأنا صغير 

أذكر حين داهمني عم سيد حارس الفيلا وراعى شئوننا، يوماً وسط تخيلاتي وأنا أحادثهما ففزع مني صارخاً: 

من تحدث؟؟ 

فأجبته أن التمثال هذا لملك، والآخر لملكة، ويتساءلان عن ابنتهما الصغيرة، وأنا أحاول أن أصل لها بجمع معلومات عنهما وعنها، وأن الملكة أخبرتني بأن همس تشبهها كثيراً. 

ازداد فزعاً وازددت ضحكاً، حتى بكيت يومها، حين رحل شعرت بالخوف مما قلته.. كيف واتتني تلك الأفكار الغريبة؟؟!! 

ولم دوماً تراودني تلك الأفكار والقصص المرعبة التي لا أعلم حقاً من أين تنبت في عقلي وكأن شيطاناً ما يتلبسني، ويملي علي قصصي؟؟!! 

نظرت للملك نظرة أخيرة قبل أن أذهب للنوم، فخيل إليَّ أن عينيه تلمعان بشعاع أحمر يشير إلى الحظيرة.. صرخت وعدوت لأمي بالداخل، فهدَّأتني، فنسيت كل شيء بعدها. 

كان التمثالان يبدوان كأسطورة فنية في فيلتنا التي هي كلها تحفة فنية، كيف أصبحت الآن؟؟ لا أدري. 

أذكر منزل العمدة، ها هو هناك أفخم البيوت بعد فيلتنا، رغم أنه لا يرقى لها.

أذكر حين كنت ألهو في بهوه مع ابنته الصغيرة جداً، التي كانت تلازمني دوماً كظلي.. كنت أحبها كما أحب همس تماماً، يومها فاجأتني هلاوسي من جديد، فرأيت شيئاً مهولاً، لا أعلم كنهه!! هل هو طائر أم طائرة مجنحة؟؟ أم ماذا؟؟ كل ما لفت نظري هو مخالبه البارزة، والأربعة أجنحة التي يمتلكها، وعيناه اللتان حين نظر لي بهما شعرت بهما تمرقان بداخلي كسهم من نار. 

امتنعت عن الذهاب إلى منزل العمدة، منذ أن داهمتني تلك الخيالات الغريبة، لكنها على ما يبدو لم تفارقني أبداً، ها هو أيضاً منزل آل غانم وابنتهم الجميلة، ومنزل سعيد أفندي الوحيد المتعلم بالقرية مثلنا، موظف بهيئة البريد، ثم هناك على الطرف الهادئ من القرية تأتي فيلتنا الحبيبة، الأسطورية، كما كنت أشعر بها دوماً. 

يا إلهي!! هل هي فلتنا تلك ما أرى الآن؟؟ 

أشجارها يابسة صفراء!! 

ثمارها متوفاة متفحمة!! 

حَمَّام السباحة يئن عطشاً، تسكنه الحشرات، وأوراق الشجر، والمخلفات، 

حتى القفل أكله الصدأ، فلم أستطع فتحه إلا بمعاونة عم سيد حارس الفيلا القديم، الذي هجرها منذ الزمن البعيد، لكنه إكراماً لما كان بينه وبين عائلتي من ود، أتى لمساعدتي، قال لي إنها مسكونة.. ضحكت كثيراً قائلاً: 

العفاريت تخشاني يا سيد.. أتذكر؟؟

قال لي:

 أصدق ذلك.. فحين سقط الملك والملكة في اليوم الذي تعلمه، نجوت أنت بأعجوبة!! لم نتبين كيف حدث ذلك؟؟!!

 يبدو أنهما كانا يريدان استرداد همس، كما أخبرتني، ووالداك لم يريدا ذلك، فأخذوهم جميعاً. 

صمت بحزن.. متذكراً الحادثة المأساوية، تذكرت همس الرقيقة الصغيرة، ذات الثمانية أعوام، كانت أختي، وصديقتي، وملاكي. اعتبرت نفسي والدها منذ أن ولدت، اعتدت أن أخبر أمي أنني من طلبها من المولى، فمنحنا إياها الله بسبب دعواتي. اعتدت أن أحدثها وهى داخل رحم أمي يومياً: 

صباح الخير يا همستي.. مساء الخير يا همستي. 

 

وحين ترد أمي: ربما يمنحنا الله طفلاً ليس طفلة، كنت أنفي بثقة شديدة: 

بل إنها همس يا أمي. 

أربت على بطنها المنتفخة، وأسأل أمي: أين رأس همستي الآن؟؟ فتشير إلى موضع ما، فأمنحها قُبْلَةً أتخيلها على جبين همس.

 حين وُلِدَتْ بهرتني تماماً بكفيها الصغيرين، وأصابعها الرقيقة البيضاء، وصوتها الصارخ العالي، وكلما تقدمت الأيام يزداد انبهاري، والتصاقي بها، فرحت بقطتي الصغيرة، ذات العينين الزرقاوين، والتي تتبعني زحفاً على أربع في كل مكان. 

حين شَبَّتْ قليلاً، اعتدت على أن أمشط لها شعرها الطويل المنسدل برقة، وأضع لها "توكتها" على شكل فراشات، المفضلة لديها، والتي مازلتُ محتفظاً بفراشة زرقاء منهما إلى الآن، وأختار لها فساتينها الحلوة المزركشة وإكسسواراتها الرقيقة الوردية، وأضحك حين تدور بها ضاحكة كأميرة صغيرة، ترقص على سحابة سماوية. 

لطالما جمعت لها الياسمين من حديقتنا الصغيرة، وشكَّلته لها عقداً وسواراً، اعتبرتها وحدها كإله لم تخلق على الأرض. 

أظنني لم أجد أحداً يحب أخته الصغيرة مثلي!!.. 

يوم الكارثة اجتمعنا كعادتنا على مائدة العشاء: أبي وأمي وأنا وهمس، ومن حيث لا ندري فزعنا على صوت فظيع، كأن الفيلا بأكملها تنهار على رؤوسنا، لم تكن سوى الملك والملكة يسقطان كل منهما بعكس اتجاه الآخر، حتى اصطدمت الرؤوس ببعضها البعض فتحطمت تماماً، وسقطا في المسبح، حينها اشتعلت النيران فجأة في الحظيرة، فاندفعنا إليها كلنا، دخلنا إليها، فسقطت الأعمدة الخشبية المدعمة للأبواب، فسدت المخرج الوحيد المتبقي للخروج، حاولت أمي أن تلقي بي أنا وهمس للخارج، لكنها لم تدر إلى أي مكان تلقي بنا، فكل ما حولنا دخان ونيران، تبعثرنا في كل مكان فجأة كعقد انفرطت حباته فانزلق في اللامكان.

لم أعثر لهم على أثر.. صرخت.. بكيت.. ناديت: همس.. نبشتُ بأظافري، وحملت ألواح الخشب المشتعلة، حتى تكسرت أظافري، وسالت منها الدماء، ونشبت النيران بي كمخالب وحش، مصممة على التهامي، لكنني رفضت أن انصاع لها، فخلعت معطفي بعد أن يئست من العثور على همس، ظننت أنها ربما هربت من تحت جدار تآكل بفعل ربما فأر صديق.

حين انتهى كل شيء أفقت من إغماءتي لأجدني محاطاً بالبشر، كلهم من حولي يبسملون ويحوقلون في خوف، الكل التهمته النيران، ثم خمدتْ، إلا أنا التهمتها على ما يبدو !! 

مازلت أملك علامة الجودة ... علامة الهرب من النيران العدو!! يبدو في كتفي الأيمن من الأعلى وشم اللهب كسكين معقوفة ومخالب.

حاولت بعد إتمام مراسم الدفن والعزاء أن أعيد ترتيب المكان، فلم أجد أثراً للتمثالين، كأنهما اندثرا أو تلاشيا في الهواء، وكأنهما لم يوجدا هنا يوماً. 

لم أستطع بالثمانية عشر عاماً التي كنت أمتلكها حينها، أن أصمد في تلك القرية، وفى نفس المكان الذي التهمت فيه النيران عائلتي، وساعدني أن أبي- رحمة الله عليه- وكأنه قد شعر بغدر الزمن، فأودع في حسابي نصف ثروته، أما النصف الآخر والفيلا فآلت لي بعد ذلك، عندما بلغت السن القانوني.

 

ورحلت حينها، ولم أعد حتى الوقت الآني، والذي قررت فيه أن أعود, قطنت الآن بالفيلا، وانتشر في البلدة أن هاشم الذي تخشاه الشياطين والنيران قد أتى، وأن ذلك الصبي الذي فر من النيران والجن الذي أشعلها، هو بينهم الآن. 

ترحابهم المشوب بالخوف والإجلال أحببته، لقد منحني شيئاً ما افتقدته طوال السنوات العشر الماضية، منحني إحساساً بالوجود بأنني شيء ما. أستيقظ صباحاً مع أول شعاع للشمس المتسللة من بين نوافذ غرفتي، فتلقى بجدائل أشعتها على وسادتي، كأنها تطرق بابي لأستيقظ، فأفتح عيني بتثاقل، وأستمع إلى زقزقة العصافير الصغيرة تنادي أمهاتها، طلباً للقمة الصباح، وصياح الأم أنها آتية بعد قليل، فتمتلئ روحي بشراً ومحبة لكل ما حولي رغم بساطته. 

قررت أن أعيد للحديقة جمالها، ساعدني عم سيد مقابل مبلغ زهيد في المقابل على حذر منه, فأسطورتي القديمة لم تنمح من ذاكرته بعد.

ابتعت المزروعات والأصص الجديدة، نظفنا حوض السباحة، وجعلنا الحديقة ترقى للحياة الآدمية، رغم أنه ينقصها الشجر الحي الكبير، والملك والملكة اللذان أكاد ألمحهما قائمين في نفس المكان، على جانبي المسبح، إلا أنني أحبها بكل ما فيها من ذكريات. 

تلك الشجرة الوحيدة الباقية الباسقة هناك، كنت أنا وهمس نربط عليها الأرجوحة، فتصعد بنا إلى عنان السماء مع ضحكاتنا التي تملأ عيوننا دموعاً، اليوم نفس الشجرة تبكي معي, نفس الأرجوحة المدلاة على جانبها تنعي الموتى، لكنني أستأنس بها جداً هنا، أرواحهم جميعاً تجتمع، أشعر بهم من حولي كل ليلة، وأعلم أنهم جميعاً يحتضنونني الآن بسعادة، فأنا معهم وهم معي. 

جلست فوق الأرجوحة علّي أستعيد بعض الذكريات، فأخذتني ذكرياتي وأنا أتأرجح ووقعنا فوق الأرض الطينية، افترشتها على ظهري، ضحكت وقهقهت حتى ترددت ضحكاتي في أرجاء المكان، أتاني عم سيد يجري مندهشاً:

ما بك يا دكتور؟ 

 اعتدلت بنصف جلسة مخبراً إياه: 

إن همس تلاعبني يا عم سيد، ترحب بي.. لا تهتم. 

نظر إليَّ نظرة خوف ورعب.. طيب وبسيط، وأنا أحب دوماً أن أخيفه، لا أعلم لماذا !!

ضحكت أكثر من ذي قبل، وكلما تعالت ضحكاتي ازداد رعبه منى، فازددت حتى لم أعد أستطيع التنفس، فاحمر وجهي، ودمعت عيناي. هرب عم سيد من أمامي قارئا آية الكرسي، وحين استطعت تمالك نفسي من الضحك عليه، تمددت على ظهري صانعاً من يدي وسادة، ملقياً ببصري للسماء الشاسعة، الصافية الممتلئة بالنجوم. عجباً وكأن نجوم قريتي أعذب وأنقى من نجوم القاهرة!!، كل شيء هنا يريح الأعصاب المتوترة، أو ربما يريح أعصابي أنا فقط، يمنحني الأمان بوجود أرواح الأحبة...

غلبني النوم تحت الشجرة فلم أستيقظ إلا على صوت همس يناديني قائلاً: 

هاشم الجو بارد في الفجر قم. 

وهزت يد خفيفة جسدي، جعلتني انتفض صارخاً:

- همس. 

فرأيت عم سيد يمتلئ رعباً، فزدته رعباً قائلاً: 

كنت أحادث همس.. قطعت عليّ خلوتي معها.. سامحك الله. 

وتركته في رعبه وذهبت لغرفتي ...

لم يمض على وجودي هنا إلا قليل، وأتتني أم بابنتها المصروعة قائلة إن بها مس ما من الجان. يتصلب جسدها، فتزبد وترغي، وتصرخ بأصوات غليظة مفزعة وتتألم، لكني حين قمت بالكشف عليها علمت أنه الصرع لا جان ولا شيطان، أخبرت والدتها أنها مريضة، فقالت والدموع تملأ عينيها المرهقتين: 

أخبرني الحقيقة، سوف أتحملها وأنتظر معك أن تخرج الشياطين من جسدها البريء.

نظرت إليها بشفقة لن تقتنع أبدا أن ابنتها مريضة.. فقط مريضة. 

فقلت لها: 

نعم إنه شيطان عنيد سأمنحك مياها مقروءاً عليها القرآن، لا تشرب سواها، ودواء خاص لطرد الشياطين.

 ومنحتها تعليمات إن أتتها تلك الحالة بعد ذلك، وبعض الدواء الحقيقي لحالتها، وماء من الصنبور، والذي جعلها أفضل حالاً نوعاً ما. 

حمدت الله أنها من الحالات البسيطة المتوفر لها علاج، لكني لم أنف تلبسها من عدمه، وأوصيتها بالقرآن دوماً، وبمداومة زيارتها لي للتأكد من عدم مساس أي شيطان بها، فرحت بطريقة طفولية حين رأت ابنتها قد تعافت، أغرقتني بالهدايا على قدر سعة يدها: فطيرها "المشلتت" الرائع، والجبن والعسل والبيض كان إفطاري كل يوم. 

انتشر في القرية أنني قاهر العفاريت!! ولم لا؟؟ فأنا أقطن في فيلا أبي الحاج دمشوري، تلك الفيلا المسكونة بأرواح الموتى ... موتى قتلهم الجان... حرقاً، ونجوت أنا ...

حينها فقط أتتني فكرة غريبة مجنونة نوعاً ما!! فأنا أملك العلم ... لغة الحوار والإقناع والأسلوب والهيئة والسمعة، ينقصني قليل من الروحانيات، وأنطلق. 

سافرت مرة أخرى للقاهرة، واقترضت من صديق لي كل ما يخطر ببالك عن الروحانيات، كما جددت قراءاتي عن تلبس الإنس بالجن، وعلاقاته بالأمراض النفسية ثم عدت. 

عكفت على دراسة كل شيء من منظور علمي بحت، قارنت بين الوهم والحقائق، ومزجت بينهما، لم أنل قسطاً من الراحة حتى أوشكت على أن أصبح شبحاً بالفعل طيلة شهر مستيقظ، أغفو قليلاً حتى انتهيت، فخلدت للنوم يومين. 

أتاني عم سيد فزعاً يطمئن علي حين اختفيت، فأطلقت شائعة صغيرة معه أنني كنت في زيارة لأبي وأمي وهمس، ولكنهم تشبثوا بي لولا أني أعلمتهم بمدى مشغولياتي على الأرض، فتركوني أمضي، على وعد بالعودة مرة أخرى. صدقني على سذاجة القصة، وأسهم في تصديقه لي ليلة الشجرة وقهقهاتي الهستيرية حينها، واستغللت أنا تلك القصة جيداً، فكل فترة أعتكف وأدعي ذلك ... بالإضافة للبنت المصروعة بابن ملك الجان، التي خلصتها منه، وتلك كانت رواية عم سيد لهم. 

انتشرت الشائعة كالنار في الهشيم، وزاد عم سيد من مخيلته ألف حكاية أخرى عن اقتناع، فكلما رأى مني شيئاً غريباً، أحاله إلى أن الجن يفعل ولا يفعل، كنت أضحك من تصرفاته وسذاجته بيني وبين نفسي. ارتبط اسم والدي بي، فأصبح اسمي الشيخ الطبيب الدمشوري، وعلى إثر كل ما بنيت من وهم لهم جميعاً توالت الهدايا للتبريكات: مأكولات, حيوانات للتربية، وطيور، أما البسطاء منهم فيقدمون خدمات تنظيف منزل أو خلافه، لم أرفض في الحقيقة، اعتبرتها ثمناً للكشف والعلاج. 

فيلتي أصبحت عيادتي، والتي في بعض الأوقات أيضاً أستضيف فيها المرضي دون أدنى اعتراض من أهل القرية، الآن صرت طبيباً مشعوذاً ليس له مثيل!! 

لم يعكر مزاجي سوى حلم صغير ظل يراودني منذ وقعت أمام الشجرة، لم أفهم معناه. 

 

تشرق الشمس بشعاع أخضر، اخضرت الشمس إذ ربما هي علامة المرور التي تخبرني بوضوح ألا أقف صامتاً هنا، لابد لي أن أعبر الجسر لأصل هناك ... فوقوفي المستسلم لا طائل منه.. صوت هامس يهمس في أذني: لا تخشى شيئاً حتى لو تغير لونها للأحمر، وأنت في منتصف الطريق يكفيك أنك قد حاولت.. قد اتخذت قراراً ما، تفاعلت مع واقعك.. تقدمت حتى إن لم تصل، الشجرة البرتقالية اللون الساكنة أمام منزلك منذ الأزل، منذ أعوام وقفت أسفلها فتاة جميلة جداً بتنورة وردية مزركشة بالفراشات الصغيرة ... حملت بين يديها كتاباً تقرأه، منقوشاً عليه اسمك شعرت لوهلة أنها تحبك، فكتبت اسمك على جذع الشجرة، أنت أيضاً أحببتها، وهي تقرأ كتابك، حينها كنت في بلاد غربتك، شعرت بشيء غريب ينمو داخلك يجتاحك دون استئذان، دمعت عيناك، لكن على العكس تماماً شعر قلبك بالفرح فجأة، همست للفراغ الصامت من حولك أنك تحب، الآن تلك الفتاة حينما علمت بخبر عودتك من اغترابك سألت عنك كثيراً، لكنها لم تستطع الوصول لعنوانك، كل فترة كانت تزور الشجرة البرتقالية، وتحكي لها عنك، أما أنت فكلما مررت على الشجرة تسمع صوتاً قادماً من أعماق قلبك، وكأن كل حكاياتها تصلك عن بعد، لا تخشى شيئاً.. أنت بمفردك تماماً، هو فقط صوت نابع من أعماق قلبك.. يحتلك يصلها بك، ويصلك بها دون أن تملك أن تنهيه، فجأة تقترب منك الفتاة تنتشلك من تأملاتك وتألماتك، تكاد لا تصدق أنها أمامك.. تحدق بعينيك غير مصدقة، وبصوت يكاد يسمع تقول: أحبك .... ودون أن تشعر تقول لها: وأنا أيضاً أحبك.... صدقني ستقول لها أحبك. 

أنتفض كل يوم من نومي على "أحبك"، وأتعجب من تلك التي تزور شجرتنا، وتلهو تحتها، وتقرأني هكذا!! 

الخوف من المجهول أصعب من أي من المصائب المحققة، والخوف أكثر من وجود من تفهمني، وتقرأ خباياي، وقد يكون مجرد كابوس مزعج من كوابيسي العديدة، لكنها فقط تمنحني الأمل في غد يمتلئ حباً، أو قد يمتلئ بالغرابة كما الماضي!! 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
3↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
4↓-1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓-1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↑3الكاتبمدونة هند حمدي
9↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
10↓-1الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑13الكاتبمدونة طه عبد الوهاب186
2↑11الكاتبمدونة نجلاء البحيري69
3↑9الكاتبمدونة داليا فاروق68
4↑8الكاتبمدونة حسين درمشاكي41
5↑8الكاتبمدونة حنان الهواري108
6↑7الكاتبمدونة غازي جابر24
7↑6الكاتبمدونة أسماء نور الدين65
8↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد58
9↑5الكاتبمدونة عبير محمد97
10↑5الكاتبمدونة عطا الله عبد160
11↑5الكاتبمدونة رهام معلا173
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1089
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني429
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب338777
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196002
3الكاتبمدونة ياسر سلمي184850
4الكاتبمدونة زينب حمدي170700
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133659
6الكاتبمدونة مني امين117513
7الكاتبمدونة سمير حماد 109711
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99610
9الكاتبمدونة مني العقدة96362
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95527

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

488 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع