في درج قديم، بين أوراق مبعثرة وغبار لم يزره أحد منذ زمن، هناك دفتر صغير يحمل ملامح الأيام التي ظننت أنني نسيتها.
صفحاته مليئة بكلمات كتبتها في لحظات كنت أظنها عابرة، لكنها اليوم تبدو كأنها تناديني من الماضي، تسألني: "أين أنت الآن؟ وهل ما زلت أنت؟".
أقلب الصفحات، فأجد أحلاما كنت أعيش من أجلها، ضحكات كنت أكتبها بصدق، ودموعا خبأتها بين السطور كي لا يراها أحد. كانت هناك تفاصيل صغيرة، مواقف كنت أراها تافهة وقتها، لكنها الآن تحمل ثقل الذكريات.
كيف مضت الأيام بهذه السرعة؟
كيف تحولت تلك اليوميات إلى مجرد ورق أصفر، كأنها لم تكن يوما جزءا من نبضي؟
كنت أكتب فيها عن أشياء كانت تملأ عالمي، عن أشخاص كانوا لي كل شيء، عن مشاعر كنت أظنها لن تتغير ابدا… لكن أين هم الآن؟ وأين أنا؟
اليوميات المنسية ليست مجرد حبرٍ على ورق، إنها شظايا منا، أجزاؤنا التي ضاعت في زحام الحياة، وحين نجدها بعد سنوات، لا نعرف هل نفرح لأننا استعدناها، أم نحزن لأنها تذكرنا بأننا لم نعد نفس الشخص الذي كتبها يوما؟.