كم تؤلمني مرور الايام بلا رفيق اشعر معه بالامان واوجه به قسوة الحياة ويخبرني عندما انحني للاحزان انها ستزول ولا داعي للخوف ولكنني لم امتلك بصدق الرفيق الذي احلم به..
كلما زادت اعوامي اراني ابتعد عما علمته من حولي فادراكي ونضجي سبب تعاستي واصبح بداخلي اثنان متناقضان الاول طفل يلهو ويريد المزيد من الناس تكون حولي ويري العالم جميل ومحب للخير، هذا الطفل ظل سجين حياتي حتي لا يعاني وكلما سجنته زاد حزنه وشجنه حتي رأيت روحه تنازع للخروج فاسمح له مع الاطفال الحقيقين بالظهور الخاطف او عندما اكون بعزلتي فيكون برفقتي واحيانا لا استطع منعه من الظهور فيثور عما يدور حوله من مواقف الاخرين فاراه يصرخ ويبكي ويعاتب وبعدها يعود برغبته هربا من قسوة الحياة بارادته الحرة... اما الناضج يراقب ما حوله دون مبالاة ولا يهتم او اصبح يعرف ما يفعله الاخرين فلا يندهش او يغضب ولا يثور ويترك الايام تفعل ما تريد واصبح يتجنب الجميع فلا يعاتب ولكنه يتجاهل فانه يرغب في البقاء بعيدا عن ضجيج الاحداث والشوارع وكلماته قليلة بل تكون اغلبها صمت واشارة، هذا الصمم الذي اتاه قليل عليه لقد حارب نفسه مئات المرات عندما واجه الكثير من السنوات الماضية بما تحمله من معاناة وفقد وخيبات واحلام مؤجلة لم تاتي وبعضها لم تكتمل... لقد فقد الشغف في لذة الوصول لانه اضاع الطريق اصبح الان كالطير التائه الذي يتخبط ولا يجد الراحة ولا الامان ولم يعد يستطيع العودة لوطنه ويدرك ان الموت مصيره وانه بات غريبا بين الطرقات ولا ايادي ولا احد يمد له العون ولا حتي نفسه التي امتلكها يأس الرجوع لما فات.