لم تكن مجرد صديقة، كانت روحا تشبه الربيع حين يزور القلب المتعب، كانت قطعة من النقاء وسط عالم يملؤه الضجيج.
أسميتها غادة الياسمين، لأنها كانت مثل الياسمين… هادئة، بيضاء القلب، تنثر عطرها دون أن تطلب شيئا في المقابل.
كانت تفهمني دون أن أتكلم، تقرأ حزني في عيني حتى حين أخفيه بابتسامة، وحين كنتُ أهرب من كل شيء، كنت أجد في قربها وطنا صغيراً لا يخذلني.
كنا نحلم معا، نخطط لأيام قادمة، نؤمن أن لا شيء سيفرقنا… لكننا لم نحسب حساب الأيام، ولا لحقيقة أن بعض الطرق تتشعب، وبعض الأقدار لا تمنحنا فرصة البقاء حيث نريد.
مرت السنوات، وتبعثرت بنا الحياة، ولم تعد غادة الياسمين بجانبي كما اعتدتُ، لكنني ما زلت أشم عطرها في ذكرياتي، ما زالت ضحكتها تتردد في بالي كأغنية قديمة لا تنسى.
ربما افترقنا، ربما أخذتنا الحياة كل في طريق، لكنني ما زلت أراها في كل زهرة ياسمين تتفتح .
وما زلت أهمس للريح حين تشتد: "بلغي غادة الياسمين سلامي، وقولي لها… أنني أفتقدها حد الوجع."