أن الصباح لي، والضحى من أجل قلبي،
وفي صلاة الجمعة يدعو الإمام لي، ويؤمِّن عليه جموع مسلمي الدنيا.
في هذا اليوم، يُبعث الأموات ويجلسون في صالة بيتي،
فأرى أمي تشير إلى طرف الحجرة الذي لم تطله مكنستي،
تكتب مهام اليوم على سبورة مطبخي، وتُخرج اللحم من المُجمِّد.
في الجمعة، أرى وعودًا بالتجدد،
بالراحة المؤقتة من عناء انتظارها في الأيام السابقة.
في الجمعة، ينام منبهي،
وأسمع صوت أنفاسه عاليًا تحت مخدتي.
في الجمعة، أكون أمًّا فقط،
أمًّا لنفسي قبل أولادي.
يخلق الله لي مائة يد،
كلهم يربتون على كتفي.
وتنسج لي قطتي جناحين،
فنطير سويًّا إلى سوق السمك عند الفجر،
ونعود قبل الشروق.
في الجمعة، تقوم الساعة،
وفيها تتوقف ساعتي.
في الجمعة، أتكلم بكل اللغات، وأفهم كل اللغات؛
فأسمع شكوى عصفور جارتنا من أنها نسيت منحه قطعة من الجزر وهي تحضّر السلطة،
وأسمع السحابة أعلى بيتي تخبر أختها أنها سافرت مسافة طويلة
حتى تُحمّم نخلة الحاج بدوي التي زرعها منذ خمسين سنة في بيت أبيه.
أسمع شجرة الفيكس التي زرعها "المحجوب" في شارعنا منذ عقدين،
تشكو الإهمال، وضيق الرصيف، واختناق جذورها تحته.
في الجمعة، أولد دون بكاء، وألد دون ألم.
الجمعة عيدٌ دون نفقات،
الجمعة يوم استجابة،
ولقاء في المواجهة مع ألطف تجليات الله الخفية طوال الأسبوع.
الجمعة نور، وكل الجُمعات سرور.