في عام 1954، قدّمت السينما المصرية فيلم «الآنسة حنفي» من بطولة إسماعيل ياسين، وتأليف جلال البنداري، وإخراج رائد الكوميديا فطين عبد الوهاب.
تدور أحداث الفيلم حول شاب يكتشف يوم زفافه ضرورة خضوعه لفحص طبي، ليكتشف أنه في الأصل أنثى، فيتحول مسار حياته رأسًا على عقب. يطرح الفيلم – وإن كان في إطار كوميدي ساخر – قضية شديدة الخطورة، وهي اضطراب الهوية الجنسية، التي قد تكون أسبابها نفسية أو عضوية، وتؤدي أحيانًا إلى خضوع الأفراد لعمليات جراحية إما لتصحيح النوع (وهو ما يحدث غالبًا في حالات الأطفال)، أو للتحول إلى النوع الذي يتوافق مع ميولهم.
استمد الفيلم فكرته من قصة واقعية أثارت الرأي العام آنذاك، وهي قصة فتاة من ميت غمر تحولت من فاطمة إلى علي. غير أن براعة المؤلف جلال البنداري ظهرت في صياغة الأحداث في قالب كوميدي بسيط، جعل الجمهور يتقبل الفكرة ويضحك عليها بدلًا من رفضها.
لكن ما علاقة الفيلم بقوانين الأحوال المدنية؟
القانون المصري لم يغفل هذه الحالات؛ إذ يجيز لهم تغيير الاسم والنوع في الأوراق الثبوتية بما يتوافق مع حالتهم الجديدة، وذلك عبر إجراءات قانونية محددة. وهكذا تحوّل "حنفي" في الفيلم إلى "الآنسة فيفي". وكما قالت الفنانة زينات صدقي في الفيلم: «عشنا وشفنا العجب!»