عالجت السينما المصرية في عدد من أعمالها قضايا الأحوال المدنية، وأبرزت أثرها العميق في حياة الأفراد، وذلك من خلال الدراما الاجتماعية المؤثرة. ومن بين هذه الأعمال فيلم «تزوير في أوراق رسمية»، الذي سلط الضوء على ضرورة تطوير آلية التبليغ عن المواليد، وعدم الاكتفاء باعتماد إقرار الأب.
أما الفيلم الأبرز في هذا السياق فهو «المراكبي» (إنتاج 1995)، من بطولة الفنان القدير صلاح السعدني. تدور أحداثه حول مراكبي بسيط يحلم بأن يرى ابنه أفضل منه فيلحقه بالتعليم، لكنه يصطدم بعقبة كبرى حين يكتشف أن ابنه «ساقط قيد» لا يملك شهادة ميلاد، فيدخل في صراع طويل مع الروتين والإجراءات الرسمية لاستخراج أوراقه. والمفارقة أن الأب ذاته يكتشف أنه لم يُقيد في السجلات الرسمية، وكان يردد طوال الفيلم عبارته الشهيرة: «أنا ساقط كيك». وتنتهي الأحداث بعد تدخل الوزير شخصيًا لحل الأزمة.
تكمن أهمية الفيلم في رسالته البالغة الوضوح إلى المجتمع بأسره: أن تسجيل المواليد في المواعيد المقررة ليس مجرد إجراء إداري، بل ضمانة أساسية لحقوق الطفل، وعلى رأسها الحق في التعليم.
ووفقًا للقانون المصري، فإن ميعاد التبليغ عن المواليد هو خمسة عشر يومًا من تاريخ الميلاد، ويكون التبليغ في مكتب الصحة الواقع بدائرته مكان الولادة. وإهمال هذا الالتزام يترتب عليه مشكلات خطيرة، قد تصل إلى حرمان الطفل من حقوقه الأساسية.