ترى، ما الذي أغرى بينوكيو بالحياة الحقيقية ليُستميت في سبيل الحصول عليها؟
هل لو علم أن أباه جنّبه بخشبيّته مكائد الزملاء، وإغراءات الآمال المستحيلة، وخيبات الإحباطات المؤكدة،
والعمر الذي يمضي بلا عودة، وفراق الأحباب، وتقلب القلوب، وانتظار نتائج الاختبارات…
كان سيتمسك بتلك الرغبة؟
الحياة التي أرادها، هي كأس آيس كريم يُعاند على رقّته قوة الشمس.
هي كوب قهوة في المساء، رغم التزامات الصباح، برفقة من نحب.
هي ركعتان في جوف الليل نشكو فيهما هموم النهار.
هي مساحة خضراء ينطلق فيها صوت لعب الأولاد،
في حراسة أشجار عجوز مؤمنة ضد القطع.
حلم بينوكيو بالحياة، وحلمتُ أنا بالكبر.
حلم بينوكيو برحلة صيد… فابتلعه حوت.