هذه أنا أكلني لحمًا وألقاني عظمًا، بذلت من أجله كل غالٍ و نفيس، أملكته الروح والعقل و الجسد، أوقدت له أصابعي العشر شموعًا تنير دربه المظلم، تزوجته فقيرًا معدمًا يملك قوت يومه بصعوبة، لكني أسكنته قلبي وعقلي، وبما أنني يتيمة لا أهل لي، فمن ذا الذي سيعترض على هذه الزيجة، دفعته دفعًا للعمل، وأمددته بكل الأفكار التي تجعله مميزًا، تحملت المر وضيق الحال براحبة صدر وسرور، كل همي كان سعادته هو، حتى عندما علمت أنه لا ينجب، نحيت غريزتي للأمومة جانبًا إكرامًا له، الآن أصبح رجلًا يشار له بالبنان، مال وقوة واسم ذهبي، وأنا أنهكني المرض، اليوم يهديني مكافأتي.
اليوم زفافه على صغيرة تدلله كما يقول، أتظن أني سأكسر؟! خسئت أيها الجاحد الناكر، سأقوم كما العنقاء وأولد من جديد، ذلك الشيخ الذي سيعقد قرانك سيهبني صك حريتي.
مرت الشهور وأنا الآن الضاحكة رغم حزني المرتسم على محياي، النابضة شبابًا رغم سنوات العجز على وجهي، وأنا الآن أم لكل طفل عندي في الملجأ أهبه الحب والحنان، أطير في سماء المحبة وأنعم بالراحة رغم كل ما قاسيته من آلام.