آخر الموثقات

  • لو جيت وقلت ف يوم ...
  • تجارب النضج
  • ذو الحجة… شهر النفحات والاستعداد للعيد الأكبر
  • حكم دار عصير الكتب
  • أحاسيس الأبرياء..
  • هُدنة مع العدم
  • تغريد الكروان: ثورة
  • مخاض الكلمات
  • لقاء عابر
  • ذلك الخبر ..
  • دعني أُحبُّك في صمت!
  • حبآ بلا منازع..
  • منك لله يا قابيل - سيرك ولاد الحلو - تيجي نلعب استغماية - خلاويص؟ لسسسه
  • اللامنتمى 
  • المرايا..
  • غرام بالصدفة
  • الصداع النصفي .. والاستخدام الآمن لأدوية العلاج والوقاية
  • النصيب .. تعرفوا معناه ؟!
  • القايمة في مصر
  • لا تُراهِنْ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نشوة أبوالوفا
  5. حكاوي العشاق - الفصل السابع

 

بعد قليل فتح دياب الباب ليخرجها فلقد قدم الشيخ للإشراف على الغسل

ليجد أن والدته أسلمت روحها لبارئها، فهي لم تكن لتتحمل الدنيا بعد فراق فارس فلكأن الله رحمها وقبض روحها، كاد دياب أن يسقط من هول المحنة، لكنه تحامل على نفسه ونادى على نوال، وجيدة، حسيبة ودلال الصغيرة ليلحقن به لقاعتها، وحملها على ذراعيه، ليدخلها قاعتها، وأمرهم بتجهيزها فستسير الجنازتان جنبًا إلى جنب، كما كانا سويًا في الحياة، شاء الله أن يكونا رفيقان في الموت أيضًا.

وقف الرجال على غسل والدهم

ووقفت النساء على غسل الجدة

كانت الجنازتان مهيبتان بحق، لا صوت يعلو فوق جملة لا إله الا الله

توافدت الجموع لتقديم واجب العزاء واستمر السرادق منصوبا إلى ما بعد الأربعين، أطعم دياب النجع والنجوع المجاورة، صدقة على روح الحاج فارس والحاجة دلال لمدة أربعين يومًا لم توقد نار في بيت من بيوت النجع كانوا يأكلون من خير المرحوم فارس العزايزي، وتبرع بمبلغ كبير جدًا للمستشفيات والجمعيات الخيرية

صدقه على روح والداه.

كان الحزن يخيم على الكل، حتى الأطفال توقفوا عن اللعب لفترة طويلة، كانوا يبكون جدهم وجدتهم.

حكم دياب النجع كما كان الحاج فارس يفعل، كان يتخيله في كل موقف ويتخيل ماذا كان ليفعل، كان كوالده قويًا حازمًا لكنه في حالات الزواج والطلاق لم يكن كوالده أبدًا، دياب كان يستمع لصوت القلب في تلك الأمور، كان على قدر من الرأفة في أحكامه.

مرت الأيام ......

في يوم من الأيام بينما كانت الخادمة ذهبية في الحديقة تقطف بعضًا من البقدونس والكرفس والشبت من الجزء المخصص للأعشاب في الحديقة

إذ بدرديري الغفير يتحرش بها فصفعته ذهبية وجرت إلى دياب في الخلوة

- سيدي دياب سيدي دياب.

- باه مالك يا بت عتجري إكده ليه، مالك لاحجك جطر إياك؟!

قالت بتوتر:

- يا سيدي درديري الغفير خلاني عاجمع البجدونس وجه من وراي و لا مؤاخذه.... يعني.... حط يده على ....

فثار دياب

- آه يا ولد الفرطوس آني جلت للمرحوم الواد ده آني ما باستريحلوش واصل ما صدجنيش، يا مجابل نادم على ولد الفرطوس اللي اسمه درديري ده.

فجاء درديري يتصبب عرقًا

فقال دياب:

- آني ما عاتحددتش كتير اللي إنت عملته إنت خابره زين وبلاها الجرسه والفضيحه.

ونادى على دهبية

أجابته:

- نعم يا سيدي.

- اسفخيه كف على سحنته دي.

فضربته ذهبية صفعة قوية

ليقول دياب:

- آني ما هاجتلكش بس عشان الدين اللي في رجبة بوي ليك كمنك حميته جبل سابج، إنما عيشك وسطينا خلاص انجطع، واللي يمد يده على حريم الدار، ما يستناش فيها واصل.

وأمر بإحضار جمالات زوجة درديري ليقول لها:

- يا جمالات اللي اسمه جوزك مد يده على دهبيه ولمس اللي مش ليه، وآني لولا دين بوي ليه كنت جتلته، بس حكمي إنه لازمن يفارج، ورجله ما تخطيش النجع واصل، ولو خطى النجع تاني بموته، وليكي الخيره يا بنتنا، رايده جوزك فارجينا معاه، رايدنا، انتي وعيالك على راسنا.

فقالت جمالات:

- آني بت العزايزه ومافوتش نجعي ولا أهلى، لو كان درديري راجل ينشد بيه الظهر كنت بجيت معاه، إنما يا شين اللي عمله، يا كبيرنا بعد شورك جبل ما يفارج يطلجني آني ما اتشرفش أكون في عصمة واحد زييه.

فنادى دياب على باقي الغفر وجعلهم يصطفون ويدور درديري عليهم ويصفعه كل منهم صفعة بأقوى ما لديه من عزم وبعد أن انتهى الرجال قال له:

- اللي أنت نولته ده أجل عجاب ممكن تتعاجبه، ومن النهارده ملكش عيش في الجصر تلم خلجاتك وتغور، وترمي يمين الطلاج جدامنا كلنا.

فتردد درديري

فنظر دياب له نظرة مهددة:

- طلجها يا دني.

فقال فورًا:

- إنتِ طالج يا جمالات.

فقال دياب:

- بالتلاته.

- طالج، طالج، طالج، يا جمالات.

- سحنتك دي ما أناظرهاش إهنيه واصل ولا في البلد كلاتها ولو سر من أسرارنا طلع بره عاجيبك لو كت في بطن الحوت ومش هتشوف خير أبدًا.

خرج دريري يجر أذيال الخيبة والعار من القصر، لكن شيطانه أخذ يراوده

"ليه ما أفتشي سرهم وأكسب جرشين وآني عاسيب نجع الغبره ده وأدلي البندر وهناك الناس كتيره هاتوه وسطيهم وما حدش عيجدر يوصلي"

وتوجه من فوره إلى دوار جمال العزايزي والد درية

وأخبره أن ابنته الوحيدة درية التي كانت زوجه لدياب لم تمت ميته ربها وأن فارس العزايزي هو من دس لها سمًا ليقتلها، ولم يخبره بالطبع عن باقي الرواية ولا عما اقترفته يدا ابنته من شرور،

وأخبره أن العزايزه طردوه وأنه لا عمل له، فأنقده الكثير من النقود، فترك درديري جمال والشرر يتطاير من عينيه، وتوجه إلى دار بخاطرها الدلالة وعلم أن أهلها في البندر فأخذ عنوانهم وذهب لهم من فوره؛ ليقابل ابنها وحيد ويخبره أن أمه ماتت بسبب فارس العزايزي ولم تمت بالسكتة كما أخبروه وأن فارس قتلها لأنها كانت تعارضه في أمر لا يعرفه هو، لم يصدقه وحيد فهو يعرف جيدًا مدى نزاهة الحاج فارس كما يعلم أن أمه لم تكن مستقيمة الطباع.

غادره درديري مسرورًا بما كسبه من جمال فسيكفيه.

..........

أما في النجع

كانت نيران الغضب تأكل جمال واستل سلاحه وخرج ينوي الغدر والأخذ بالثأر

وما دام فارس قد مات فالثأر لابنته من ولده دياب الكبير

حاولت زوجته إثناءه عن موقفه:

- يا جمال الحاج فارس ما يعملهاش وإن كان عملها بتك كانت واعره، وأكيد الموضوع فيه إن، استنى نعرفوا إيه اللي حوصل اللاول من الحاج دياب.

ولم يستمع لها جمال وخرج

في ذلك الوقت كانت زهرة في الحديقة مع عمها دياب تتجاذب معه أطراف الحديث ليدخل جمال صارخًا ثائرًا

- تار بتي يا دياب.

ويصوب البندقية نحو دياب فيدفعه أحد الغفر وتنطلق الرصاصة لتصيب زهرة في قلبها.

أمسك الغفر جمال، واحتضن دياب زهرة

- بتي ردي عليا يا بتي.

وحملها بسرعة لكنه أحس بها تفقد الحياة فأدخلها للمنزل

وسط صياح من الكل، فصرخ قائلًا:

- اكتموا، ما اسمعش حس مخلوج اتخلج واصل، يا عوضين العم جمال يتحبس في السرداب، يا شكري تنادم دلجيت على عمار وعلى الحج وهدان من الارض الشرجية، وحسك عينك تجول لهم حاجه، نوال ومعاكي الحريم جهزي لغسل بتنا زهره.

فور أن علمت صفية بمقتل ابنتها صمتت ولم تنطق، وقسمت النساء أنفسهم قسم ظل بجوار صفية يواسيهاو يحثها على أن تتكلم أو تبكي لتخرج ما بقلبها والقسم الآخر ذهب لغسل زهرة.

فور وصول وهدان وعمار، دخلا القصر ليجدا هدوء غير طبيعي ووجدوا أرجاء القصر يرتج صداها بصوت القرآن

قال وهدان:

- خبر إيه يا حج دياب؟ مالك شيعت لنا بسرعه ليه إيه اللي حوصل؟

- اجعد يا خوي اللاول، وإنت يا عمار اجعد.

عمار كان يحس في قلبه بألم شديد لا يدري مصدره وبانقباض أشد في صدره ولكنه امتثل لأوامر عمه وجلس ليقول دياب بحزن عميق:

- عمك جمال جيه اهنه رايد يجتلني.

- عمي جمال عيقتلك ليه؟

قالها وهدان

- إيه اللي حصل يا حاج دياب؟

قالها عمار

أخذ دياب نفسًا طويلًا ثم قال:

- بتنا زهره اتصابت وربنا عطاكم عمرها.

وهدان لم يصدر منه سوى:

- لا إله إلا الله، لا إله الا الله، لا حول ولا قوة إلا بالله.

و أخذ يرددها في وجع ودموعه تنهمر.

أما عمار فنظر لهم ببلاهة قائلًا:

- زهره مين اللي ربنا عطاكم عمرها! كانكم اتجنيتو إياك؟

وأخذ يصرخ مناديًا على زهرة

- يا زهره تعالي هنيه دلجيت، شوفي عمي عيجول إنك رحتي وفوتيني، يا زهره تعالي.

وهو يصرخ

- زهره ما تفوتنيش واصل ولا تفوتش شاهين ولدنا، دي روحها فيه وفيا، لا كيه يعني زهره تفوتني؟

وانتابته حالة من الهياج وأرسل دياب في استدعاء الطبيب، ليحقن عمار بحقنة مهدئة ويوضع في غرفة بحراسة اثنان من الغفر، ويعلن خبر موت زهرة في النجع ويذهب الكل لدفنها ولم يقم العزاء.

عاد دياب من دفن زهرة وهو يسند وهدان ليجلسه

وأرسل في احضار جمال

الذي كان يصرخ:

- آني كت رايد اجتلك انت يا دياب.

- وتجتلني ليه يا عم كانك اتجنيت؟

رد جمال بغضب:

- لاه ما اتجنيتش ده تار بتي دريه من أبوك فارس.

قال دياب مستنكرًا:

- واه فارس إكده من غير المرحوم الحاج! بتك ما لهاش تار عندينا، مين جال إن ليها تار؟

- الغفير درديري هو اللي حكي لي اللي حوصل.

ضرب دياب الأرض بالعصا

- تجوم تسمع كلام واحد دني طردناه عشان بيتحرش بحريم الدار وما تجيش تسألني طب اسمع اكده.

واسمعه ذلك التسجيل الذي سجله الحاج فارس لدرية وهي تتفق مع مليحة على وضع السم لأولاد دياب من نوال وعلى ما فعلته مع وجيدة وحسيبة زوجات دياب ومن أنها السبب في جعلهما عاقرتين لا تنجبان وعن نيتها قتل الحاج فارس.

جلس جمال على الأرض يضرب على رأسه

- يا مرك يا جمال، يا حزنك يا جمال، والله لو كانت عايشه لكت جتلتها بيدي، والله لكت جتلتها عديمة الربايه دي، يا بوي على اللي عملتوا يا بوي!

فقال دياب:

- احنا لينا تار عنديك وعزا زهره لساتنا ما أخدناهوش.

فقام جمال واقفًا:

- وآني جدامك أهو يا ولدي خد بتارك، آني غلطان والغلط راكبني من ساسي لراسي واستحج العجاب.

فنظر دياب لوهدان:

- إيه جولك يا حاج؟

بكل تسليم بقضاء الله نطق بهدوء:

- إن الله رحيم، والعفو عن المقدرة من شيم الكرام، وعمي جمال الغضب والجهل عموه وآني ما عابجاش زييه.

ونظر لجمال:

- سامحتك يا عم بس سامحني إنت، آني ما اقدرش اناظرك بعيني تاني، والجول جولك يا حاج دياب ولا جول بعديه.

فضرب دياب الأرض بعصاه الآبنوسية:

- العم جمال يلازم داره ما يخرجش منيها غير على جبره، ويتاخد منيه عشر فدادين ينكتبوا باسم شاهين الصغير، وعزا زهرتنا يتنصب دلجيت.

شاهين كان دائم السؤال على أمه وأخذته خالته رقية ليجلس معها ومع فارس ابنها ومع باقي الأطفال عزيز وبدور أولاد جسار من المرحومة قمر والباسل ابن جسار من دلال الصغيرة.

أفاق عمار ليعرف بما حدث ولم يتكلم وذهب لقبر زهرة،

واستمر الحال هكذا مدة طويلة، يذهب عمار كل يوم ليجلس بجوار قبر زهرة ويعود ليلًا ليحتضن شاهينه وينام.

دياب كان متعبًا جدًا فموت والده ووالدته ثم موت زهرة كلها صدمات كان وقعها شديدًا عليه، لم يكن يجد الراحة إلا ليلا في حضن نوال.

فلقد كان دياب يبيت يومًا عند كل واحده من زوجاته ولكن حسيبة ووجيدة طلبتا منه المبيت الدائم عند نوال فهما يعيشان في كنفه وحماه وهذا ما يهمهما فقط ويعلمان أن سعادته وراحته لا تكون إلا بجوار نوال.

دخل غرفته ونوال تخلع العباءة من على كتفه

ـ يا بوووي يا نوال حمل كبير على اكتافي، أبوي كيه كان شايل الحمل ده وحديه؟!

- إنت قدها وقدود يا ديبي.

واحتضنته من ظهره

فاستدار لها

- والله حضنك ده اللي عيخفف عليا تعب اليوم كلاته.

- ربنا يريح قلبك يا حبيب عمري.

أخذ نفسًا طويلًا:

- هيرتاح لمن الكلب درديري ياخد جزاته.

- وانت هتعرف تجيبه؟

غمز لها

- إيه يا نونو اللي عتجوليه ده، ده آني اجيبه لو في بطن أمه.

وناما.

في اليوم التالي كان درديري ملقى تحت قدمي دياب في الحديقة، فجمع دياب الكل وأصدر حكمه بقطع لسان درديري الذي وشي بسر العائلة، وجره الغفر جرًا إلى دوار جمال الذي قتله ودُفن الواشي في قبر بلا معالم.

استدعى دياب وحيد ابن بخاطرها وأطلعه على كل ما فعلته أمه ومساعدتها لدرية وإحضارها السم لها والدواء الذي أعطته لزوجاته، كان وحيد رجلًا محترمًا وتبرأ من أفعال والدته وأقام في النجع مع ابنته شيماء.

مر الزمن......

عشرة سنوات مرت على موت زهرة وما زال عمار يعيش على ذكراها، رافضًا إلحاح الكل بالزواج

لم يكتب الله لِلطفي الإنجاب ولم ترض مليحة بأن تتركه أبدًا إنه حبيبها.

سامي أصبح طبيبًا مشهورًا وكان عازفًا عن الزواج،

شاهين كان ضعيفًا في الرياضيات، فطلب الحاج دياب من شيماء أن تعطيه دروسًا خاصة.

شيماء ابنة وحيد، كانت تصب كل تركيزها في تعليمها ورفضت الزواج من الكثيرين، ثم إنها لم تقابل بعد من ترتاح له سوى عمارها الذي تراه في طريقه للأرض وبطبع الحال لا يشعر بها من الأساس، والآن انشغلت بالتدريس

وافقت على طلب دياب بالطبع، جاءت شيماء للقصر فقابلت دياب قائلة بابتسامة محببة:

- السلام عليكم يا حاج دياب.

- وعليكم السلام يا بتي إزيك وإزي أبوكي؟ إيه ما جاش معاكي إياك؟

- لا والله يا كبيرنا أصله واخد دور برد وأنا قلت له يرتاح في السرير.

- واه لا، ألف سلامه عليه، عندينا كام وحيد إحنا، انتي بعد ما تخلصي مع الرجاله تعرفيني عشان أوصلك وأطل عليه، وحيد ده حبيبي.

- تسلم يا رب حاضر من عنيا، وهو كمان بيحب حضرتك جدًا.

- شوفي يا بتي معلش بجي الحمل عيبجي تجيل عليكي، انتي عتدي درس لشاهين وفارس وعزيز وبدور والباسل، رتبي وجتك بجي معاهم وشوفي عتعملي ايه؟

ونادى على الاولاد

- اسمعوني زين، الابله شيماء عتديكم الدرس، عاوزكم مصحصحين معاها، ويمين بعظيم لو اشتكت من أي حد منيكم ليكون حسابه عسير.

فقالوا في نفس واحد

- حاضر يا جد دياب.

فضحك دياب

- ماشي يا رجالتي.

فسارعت بدور

- وآني يا جد دياب؟!

فاحتضنها

- ده أنت حبه جلب جدك دياب.

فقال باسل بغيرة:

- وآني يا جد ده آني الوحيد اللي ابن بتك دلال.

فاحتضنه ددياب ثم أمسكه من أذنه:

- ما فيش إهنيه ابن بتي وابن ولد اخوي، كلكم ولاد العزايزه، وكلكم أحبابي وربنا ما رادش ان أمهاتكم يخلفوا تاني وانتو آخر نسلنا والبركه فيكم بجي تكملوا سلسال العزايزه بس تتعلموا اللاول ما فيش أحلى من العلام.

فقالت بدور:

- يعني عتسيبني ادخل الجامعه يا جد؟

فتدخل الباسل وعزيز في نفس الوقت وأمسكاها كل منهم من أذن

- جامعة إيه دي يا مجصوفه الرجبه اللي عاوزاها؟!

فصاح دياب

- واه عتودروها وجصادي يا عديمين الحيا، تعالي يا جلب جدك، أيوه لو جبتي مجموع زيت عتروحي تكملي علامك وما لكيش صالح بكلام الشنبات اللي بتخط دي، ما فيش كلمه أهنيه بعد كلمتي.

ووجه نظره للشباب فقالوا:

- طبعا يا جد، إحنا آسفين.

- يالا بجى أسيبكم مع الابله.

وغادر وجلس الأولاد حول شيماء ونظمت لهم المواعيد، بدور والباسل سيأخذان الدرس سويًا فهما في الصف الأول الثانوي، أما شاهين وفارس الصغير فهما في الصف الثاني الثانوي، وعزيز في الصف الثالث، كانت المواعيد تقتضي مجئ شيماء للقصر كل يوم.

أنهت اعطاءهم الدرس وكان عمار قد عاد من الخارج،

كانت شيماء تحادث شاهين وهي واقفة:

- ما تنساش حل الواجب يا شاهين.

وبدأت في السير ثم استدارت لتقول له:

- واقرأ مقدمًا الدرس الجاي عشان يكون عندك فكره عن الدرس الجديد ولو بسيطه.

وعندما استدارت وجدت نفسها ترتطم بحضن عمار

فزعت ورجعت للخلف وتوقف الزمن بالنسبة لها، استجمعت شتات نفسها وخفضت رأسها خجلًا

- أنا آسفه ما خدتش بالي.

رد ببرود

- حوصل خير، انتي المُدرسه اللي عمي الكبير جال عليها.

- أيوه أنا شيماء.

- اتشرفنا، أتمنى الولاد يكونوا مريحين وبيفهموا زين.

ردت بسرور

- أنا اديت النهارده لشاهين وهو ما شاء الله ممتاز وبيستوعب بسرعه.

فابتسم عمار ووضع يده على السلسلة الجلدية التي يضعها في رقبته والتي قلدتها له زهرة:

- كيه أمه الغاليه، كانت عتفرح بيه جوي.

- ربنا يفرحك بيه يا رب ويعوضك خير، عن إذنك.

وذهبت لدياب في الحديقة

- أنا خلصت يا كبير.

- يالا يا بتي.

ثم جاء عدة رجال فرحب بهم

- يا مرحب يا مرحب بالشيخ نصراوي.

فر د النصراوي:

- يا مرحب يا كبيرنا، ما تاخذناش جينا إكده من غير ميعاد، بس إحنا كنا بنطلوا على بتنا المتجوزه حداكم في النجع وجلنا ما يصوحش ندلوا بلدنا من غير ما نسلموا على الكبير.

- واه يا نصراوي واه، الجصر جصرك يا خوي تشرفه وجت ما تحب.

كانت شيماء اتخذت جانبًا عندما جاء الرجال

فنادى دياب على عوضين

- يا عوضين نادم على سيدك عمار.

ووجه الكلام لشيماء:

- تعالي يا بتي اجعدي هنيه.

وأشار لكرسي متطرف عن مجلس الرجال قليلًا

ووجه نظره لضيوفه:

- دجايج يا غاليين وأكون معاكم.

كان عمار قد جاء

فقال دياب:

- يا عمار وصل بتنا شيماء واطمن على وحيد وتجوله إني كت جايله بس جاني ضيوف.

فقالت شيماء:

- ما فيش داعي للتعب يا كبير، البيت مش بعيد قوي يعني.

رد مستنكرًا:

- باه يا بتي الدنيا ليل، ما أفوتكيش تروحي لوحدك وآني جلت عمار عيوصلك.

فقال عمار:

- خلاص يا أبله شيماء الكبير حكم اتفضلي.

فقالت شيماء بتردد:

- بس .... يعني ...

فضحك دياب:

- إيه يا بتي فاكراني عافوتك تركبي مع عمار لحالك إياك، ما أرضاش مخلوج يتحددت عليكي بكلمه ده انتي كيه دلال، يا عمار نادم على الحاجه بهانه وخدها معاكم.

ابتسمت شيماء وقالت:

- ربنا يخليك لينا يا كبير.

ركبت بهانة مع عمار في المقدمة وشيماء في الكرسي الخلفي وأوصلها عمار ونزل وسلم على وحيد، واستاذن بسرعة لتأخر الوقت.

جهزت شيماء شاي بالزنجبيل لوالدها وأعطته الدواء، ودخلت غرفتها لتفك حجابها وتلقيه على السرير بإهمال، وألقت بنفسها على السرير تلعب في خصلات شعرها وهي شاردة في صورة عمار التي تخيلتها على سقف الغرفة

"معقول، أنا كنت باحبه وأنا شايفاه من بعيد، أقوم مش أشوفه من قريب بس، لا و أبقى في حضنه حتى لو للحظه، بس كانت أروع لحظه، أمال هاعمل ايه بقي في نفسي لما أشوفه واتعود على شوفته، أنا كنت طول عمري اتريق على البنات زميلاتي لما يقولولي على الحب، بس الظاهر طلع صح أنا مش عارفه إيه اللي جري لي لما شفته، بس يا هبله و هو واحد زي عمار ده هيبصلك إنتي، دول بيتجوزوا من بعضيهم أكيد يوم ما ينوي يتجوز هيتجوزمن العزايزه، ده لو نوي يتجوز هو مش شايف غير مراته اللي ماتت، يا ربي يعني يوم ما أتنيل وأحب أحب من غير أمل، حب مستحيل زي بتوع الروايات"

وقامت لتصلي ودعت الله

"يا رب لو فيه خير ليا قربه مني وقربني منه ولو فيه شر ليا ابعده عني وابعدني عنه"

........

أخذ شاهين يمدح لعمار في طريقة شرح شيماء

- تصدج يا بوي شرحها زين جوي، آني فهمت طوالي، مش المدرس اللي في المدرسه ده اللي ما عافهمش منيه حاجه، الابله شيماء دي حته سكره.

- طيب على الله تطول رجبتي وتجيب درجات زينه، يالا تصبح على خير.

......

دخل دياب غرفته وحدث نوال قائلًا:

- عارفه يا نوال شيماء دي أنا شايف إنها هي اللي هتخلي عمار يرجع للدنيا من تاني ويعيش بعد ما جفل قلبه على زهره.

قالت فرحة:

- تفتكر يا ديبي معقول!

فرد مؤكدًا:

- ومش معجول ليه؟ انتي عارفه شيماء وجعت في غرامه.

- يا سلام!

رد بثقة:

- والله زي ما باقولك إكده، إنتي ما شفتيش اللمعه في عنيها لمن جه وجف جارها.

واحتضن نوال قائلًا:

- آني عاشج والعشجاج يخابروا بعض زين، وإنتي لمن تشوفيها وهي بتبص له عتفهمي، ما إنتي كمان عاشجه.

- يا بووووي عاشجه بس ده آني دايبه في العشج.

واحتضنته .

وي الجمهورية لمسافة 10 امتار بنات ,بتاريخ 12-10-2019 ,

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة حسن غريب
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑58الكاتبمدونة خالد دومه56
2↑43الكاتبمدونة كريمان سالم70
3↑29الكاتبمدونة عبير محمد119
4↑23الكاتبمدونة غازي جابر79
5↑18الكاتبمدونة ياره السيد112
6↑15الكاتبمدونة آمال صالح21
7↑14الكاتبمدونة عبير مصطفى73
8↑13الكاتبمدونة عبير بسيوني173
9↑12الكاتبمدونة أسماء نور الدين83
10↑12الكاتبمدونة شيماء الجمل129
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1068
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب687
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم566
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني422
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب328546
2الكاتبمدونة نهلة حمودة184318
3الكاتبمدونة ياسر سلمي176069
4الكاتبمدونة زينب حمدي168338
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126465
6الكاتبمدونة مني امين115749
7الكاتبمدونة سمير حماد 105385
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي96564
9الكاتبمدونة مني العقدة93479
10الكاتبمدونة مها العطار86757

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

1899 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع