آخر الموثقات

  • لو جيت وقلت ف يوم ...
  • تجارب النضج
  • ذو الحجة… شهر النفحات والاستعداد للعيد الأكبر
  • حكم دار عصير الكتب
  • أحاسيس الأبرياء..
  • هُدنة مع العدم
  • تغريد الكروان: ثورة
  • مخاض الكلمات
  • لقاء عابر
  • ذلك الخبر ..
  • دعني أُحبُّك في صمت!
  • حبآ بلا منازع..
  • منك لله يا قابيل - سيرك ولاد الحلو - تيجي نلعب استغماية - خلاويص؟ لسسسه
  • اللامنتمى 
  • المرايا..
  • غرام بالصدفة
  • الصداع النصفي .. والاستخدام الآمن لأدوية العلاج والوقاية
  • النصيب .. تعرفوا معناه ؟!
  • القايمة في مصر
  • لا تُراهِنْ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نشوة أبوالوفا
  5. السِرْ

ولدت سارة في أسره مصرية كبقية الأسر، والدها رجل يعمل في الإدارة التعليمية إداري بإحدى المدارس، أما والدتها فهي ربة منزل مصرية أصيلة، تدخر القرش على القرش لتدبر المعيشة، يعيشون في منطقة شعبية في شقة متواضعة.
وحيدة لا إخوة لها، ليس تنظيمًا منهما، بل إنها إراده الله التي أذعنا لها، فكأن الله وفر عليهما نفقات لم يكونا بحاجه لها، حرص والدها على تعليمها، التحقت بكلية التجارة، كانت متفوقة تتخرج كل عام بتقدير امتياز، دائمًا ما كانت الأولى على قرنائها، توقع لها الكل مستقبلًا باهرًا وبأنها ستعين معيده بالكلية.
تمت خطبتها لأنور محمد، جارها في البيت المقابل لها.
أنور شاب كغالبية الشباب المصري لا شيء مميز به مجرد ملامح عادية ولكنه يمتلك روحًا مرحه، خفيفة الدم، وبه جاذبيه تجعلك لا تود مفارقته.
ومن هنا تتسلم سارة زمام الحديث لتروي لكم سرها......
لقد أحببت أنور منذ أن كنا أطفالًا فوالدتي بشرى ووالدته إحسان صديقتين منذ زمان طويل، وكذلك والده محمد ووالدي بدران فوالده زميل والدي في عمله وكان لديه اثنان من الإخوة عبد العزيز الكبير وغادة الصغيرة.
منذ طفولتنا والكل يعرف بارتباطنا ببعضنا، أنور كان الحامي لي من قسوة عبودي (كما كنا نطلق على عبد العزيز) ومن تنمر غادة عليّ، فغادة كانت ذات شعر حريري أما أنا فكان شعري مجعدًا ودائمًا ما كانت تعيرني به، وأنور يخبرها أن شعري من جماله يلف في دوائر ولو أردت لجعلته حريريًا، أما هي فلا تستطيع أن تجعل شعرها كشعري، لم نكن أنا وأنور نفترق في المدرسة أو الدروس وحتى في المذاكرة إما أن نذاكر لديه أو لدي ولا نفترق إلا على النوم، عندما كبرنا حاول الكل التقليل من تواجدنا سويًا لكنهم لم يفلحوا.
إلى أن أصبحنا بالثانوية العامة بالصف الثالث، وجه جارنا الجزار سلومة لوالدي انتقادًا لاذعًا، وكيف أني أصبحت عروسًا ولا يصح أبدًا أن أتجول برفقه أنور هكذا ممسكه بذراعه ولا أفارقه.
يومها أبي أعلن قرارًا بأني أصبحت كبيره ومن الآن لن تكون رؤيتي لأنور إلا عندما تتزاور والدتي مع والدته.
أعلنت رفضي، كيف أسير في الشارع بدون أنور؟ من سيدافع عني؟ لمن أشكو غادة وتنمرها عليّ بشعرها الذي لا تكف عن التفاخر به؟ من سيذاكر معي؟ لمن سأشرح الرياضيات والعلوم؟ أضربت عن الطعام، ظن والدي أنه إضراب عن وجبة أو وجبتين وسأذعن لكلامه، استمر إضرابي يومًا وأمي تترجاني لآكل
قائلة: يا ساره لا تمزقي قلبي ليس لي سواكِ، أتريدين أن أفقدك؟! فلتأكلي وسأجعل والدك يتراجع عن كلامه.
فأرد: لا فليخبرني أولًا بتراجعه عن موقفه.
لكن والدي صمم على موقفه، فسلومة يبث سمه في أذنيه،
بعد ثلاثة أيام من امتناعي عن الطعام تمامًا وإضرابي عن الكلام أيضًا، سقطت مغشيًا عليّ، جاء الطبيب وركب لي محلولا وظللت على رفضي للكلام والأكل، هزلت وفقدت وزني واستمرت محاولات أمي مع أبي، إلى أن أتى محمد والد أنور ليطلب يدي رسميًا لأنور فهو لن يدعني أبدًا، وافق أبي بالطبع وتعالت الزغاريد معلنة خطبتي لأنور بدبلة ذهبية لي وفضية له، ارتدينا الدبلتين بعد أن استرددت عافيتي في حفل في المنزل حضره الأهل والجيران، ليضع أبي أصابعه العشرة في وجه سلومة ذو اللسانين.
ظهرت نتيجتنا ونجحنا، دخلت أنا كلية التجارة ودخل أنور كلية الحقوق،
في سنتي الأخيرة حدثت الكارثة توفي والدي ووالدتي ووالد أنور في حادث عندما خرج قطار عن مساره وشاء حظهم العاثر أن يتواجدوا في نفس المكان، لم يتركني أنور أو أهله لحظة رغم أن مصابهم كمصابي.
بعد العزاء بشهر جاء عبودي متبرمًا ليجدنا أنا وأنور وغادة ووالدته إحسان مجتمعين في شقتي وقال مخاطبًا والدته: بدون مقدمات يا حاجه إحسان، يجب أن يتزوج أنور سارة في أقرب وقت أو يتركها لتتزوج غيره، سارة عندي كغادة لن أسمح لمخلوق أن يذكرها بسوء وذلك السلومة بدأ في رمي الكلمات هنا وهناك فهو لا يترك أحدًا في حاله.
وقد كان تزوجنا أنا وأنور في شقتي على أثاثها القديم، فقط قام عبودي وأمي إحسان كما أناديها الآن بطلاء الجدران، وإعادة رش الاثاث وإصلاح ما يحتاج لإصلاح،
وأهدتني الجارات ملابس جديده تليق بالعروس.
واتفقنا من قبل الزواج أننا سنأخر مسألة الانجاب لكيلا تلهينا عن مستقبلنا فنحن لا نملك من الحياة شيئا، فأنا من قبل زواجي أعمل في محل للملابس على الكاشير وأنور يتدرب مع محامي، نهارًا بالتدريب ومساءًا كسكرتير له وما نتحصل عليه سيكفينا بصعوبة شديدة.
بإعلاننا زواجنا انهالت علينا من الجيران الهدايا أو النقطة كما يقولون، فهم يعرفوننا ويعرفون ظروفنا، منهم من أرسل إلينا ببقوليات، ومنهم من أرسل إلينا لحمًا، أو دجاجًا، بكل صراحه تحمل جيراننا الطيبون مسألة زواجنا، فأنا كنت محبوبة لدى الجميع، وأساعد من يحتاج منهم لمساعدة وأنور كان حلو اللسان والمعشر.
أقيمت حفله الزفاف بالشارع، تبرع الحاج مدبولي صاحب الفراشة، بالفراشة اللازمة، والمعلم متولي تبرع بأنوار الحفل، أما إحياء الحفل كان من نصيب صبري مطرب المنطقة وفرقته الشعبية، وتبرعت نوسه الكوافيرة بفستان الفرح وتزيني، لم يفت على غادة بالطبع إلقاء الملاحظات على نوسه بخصوص التصرف مع سلك الألومنيوم كما تقول على شعري، وكذلك سلامه الحلاق قام بإتمام قصة الشعر لأنور، لم أكن أريد عُرسا فكيف سأفرح بدون أبي وأمي، لكن الكل رفض فالحي أبقى من الميت وفرحي هذا كان سيكون قره عين والديَّ وأمنيتهما.
كان الحفل جميلًا وبسيطًا مليئًا بالحب، مشاعر صادقه=ة من الجميع للجميع،
حتى سلومة ذو اللسانين أتى مباركًا لنا وسعيدًا بلم شملنا وأهدى لنا خمسه كيلو من اللحم.
دخلنا شقتنا ليقول أنور لي: يا حبه قلب أنور، يا نور عين أنور، يا حلم أنور الذي تحقق أخيرًا.
- لا تخجلني حبيبي.
- هيا قوليها مرة ومرة ومرات، إنها الآن أحلى وأحلى.
قالها مقتربًا مني، قبلني قبلات رقيقه رومانسية حالمة، أسرني في عالم وردي لا فكاك منه، حملني فوق السحاب، انتشينا بتكليل حب كان عمره من عمرنا، أخيرًا حصدنا ثمره حبنا، اتحدت أرواحنا قبل أجسادنا في أروع معزوفات الهوى، حلقنا سويًا بين الغمائم ثم هبطنا إلى أرض الواقع توسدت ذراعه واحتضنني، لا أريد شيئًا من الدنيا بعد يكفيني حضن أنور للأبد.
في الصباح بدأت حياتنا سويًا في شقتي، كنت عملية جدًا فيما خص حياتنا ومتطلباتها استيقظت قبل أنور، استحممت وارتديت أحد القمصان المهداة لي من الجارات ودلفت للمطبخ بالورقة والقلم، أحصي العطايا المقدمة لنا، وأنظم استهلاكنا لها، أردتها أن تكفينا لأطول فترة ممكنة لنستطيع العيش فنحن لن نحظى بعطايا كهذه مرة أخرى.
استيقظ أنور، ودخل المطبخ محتضنًا إياي من ظهري
- ماذا تفعل حلوتي في صبيحه عرسنا؟
- أجرد ما لدينا، ليكفينا أطول مدة ممكنة أنت تعلم دخلنا ضعيف وما زال أمامنا وقت قبل ظهور النتيجة أو حصولنا على فرص عمل أفضل.
- وهل هذا وقته سارتي؟
وحملني لغرفتنا نروي غرامنا ونستزيد العشق.
بعد فتره جاءت أمي إحسان وعبودي وغادة ولا يخفي عليكم ما قالته تلك الأخيرة
- يا الله كيف يتحملك أخي بهذه العشة على رأسك، من الأفضل أن ترتدي باروكة، لا تسدي نفس أخي عن الدنيا، فما زال عريسًا.
وبخها أنور لكنه كان يضحك معها عليّ وتلك أول مره يفعلها، باركوا لنا واطمئنوا علينا وغادروا.
بعد ثلاثة أيام عاد كل منا لعمله وكثفنا من دراستنا في الليل فالامتحانات وشيكة،
كنت أعد طعامًا يكفينا لأسبوع، أعده في يوم عطلتي لم يكن أنور يساعدني على الاطلاق في المنزل أو في تدبير المعيشة، كان يعطيني نصف راتبه ويحتفظ بالنصف الآخر وأنا أتصرف
فأنا "حلوته المدبرة التي تصنع المعجزات"
كنت أقتصد في كل شيء، أمي إحسان كانت تدعونا لتناول الطعام لديها أحيانًا، فهم أيضًا لديهم مطالب ومصروفات، وعبودي في بعض الأحيان كان يهادينا ببعض متطلبات المنزل فهو يعمل ميكانيكيًا.
ظهرت النتيجة وكان تقديري امتياز، وتم صدور قرار بتعييني معيدة بالكلية، استدعاني عميد الكلية السيد مختار السويفي مهنئًا: مبارك عليك يا بنيتي وعلينا.
- بارك الله فيك يا سيدي.
- ستنضمين لنا في كادر التدريس، ستكونين مكسبًا كبيرًا للكلية.
- كنت أتمنى ذلك، لي رجاء عند سيادتك وأتمنى أن تساعدني.
- قولي ما لديك يا ابنتي لن أتأخر في تلبية مطلب لتلميذة نجيبة مثلك.
- أنا لا أريد العمل كمعيدة.
- لماذا؟
- بكل صراحة، راتب المعيدة لن يكفي متطلبات الحياة، وسيادتك تعلم ظروفي جيدًا، كنت أتمنى من سيادتك أن تساعدني في العمل لدي أخو زوجتك في البنك.
- ولو أني سأخسرك كمعيده متميزة إلا أن طلبك مجاب.
وقد كان ......
عملت بالبنك براتب بالنسبة لراتب المحل كان كبيرًا جدًا، أما أنور فظل كما هو يتدرب مع المحامي ويعمل كسكرتير.
فرح أنور بتعييني في البنك قائلًا: جيد الآن سنعيش حياة أفضل ونأكل طعامًا جيدًا.
- لا بالطبع يا أنور، سنظل كما نحن، يجب أن ندخر نقودًا لمستقبلنا.
لم يعجب كلامي أنور وبدأ في التبرم من أكل الفول ومن الطبيخ بدون اللحم، مع أني كنت أطهو له مرة في الأسبوع إما لحمًا وإما دجاجًا وإما سمكًا، ولما زاد تبرمه أصبحت أطبخه له مرتان ولا آكل معه، في البداية كان يقاسم نصيبه معي ولكنه بعد ذلك بدأ يتعلل بأنه يشقى ويدور طوال النهار ويحتاج للتغذية وكان يأكله وحده.
بعد فتره أثبت وجودي وتميزي بالبنك وقدمت اقتراحات كان من شأنها الارتقاء بمستوي الخدمة في البنك، وتمت ترقيتي، أصبحت في منصب محترم وأعلى من ذي قبل ولكني أبدًا لم أسرف في المصاريف وظللت كما أنا على اقتصادي، كنت أريد تأمين مبلغ محترم لنستقر ونستطيع الانجاب فلقد كان حلمي المؤجل أن أكون أمًا فلقد كنت عاشقة للأطفال.
ترك أنور عمله، أخبرني أن المحامي تطاول عليه لأنه رفض إعداد مذكرة لرجل هو متأكد أنه قاتل بينما المحامي يريد تبرئته.
كبر أنور في نظري، فرحت بأنه ذو مبادئ.
بحث عن عمل فترة لكنه لم يستطع الحصول على عمل وأخبرني أن المحامي هو الذي يمنعه من العمل انتقامًا منه، من حسن حظي أن البنك ابتعثني إلى أمريكا في تبادل للخبرات وسمح لي باصطحاب زوجي، فلقد كان هذا شرطي فأنا لن ابتعد أبدًا عن أنور، كان أنور يجلس أساسًا بالمنزل بدون عمل ومع ذلك لم يمد لي يد العون بتاتًا في أي شيء حتى لم يكن يرفع طبقه من على الطاولة، كنت أضع له مصروفًا يوميًا تحت الوسادة قبل نزولي للعمل، ليستطيع البحث عن عمل، سافرنا وكان مرتبي كبيرًا وكنت أدخر المال، لم استطع إيجاد عمل لأنور، وبعد إلحاح مني أن يعمل في أي عمل، نزل للعمل في مطعم، ولكنني بالطبع كنت أصرف عليه، و أعطيه النقود، فما يقبضه كان قليلًا، توقفت عن أخذ حبوب منع الحمل، فنحن الآن بخير، وراتبي كبير، ومدخراتي أيضًا كبيره، بعد فتره لم يحدث حمل، فذهبنا للطبيبة وطلبت تحاليل منا.
في اليوم المفترض بي استلام نتيجة التحليل كان العمل كثيرًا ومضغوطًا بالبنك وهاتفت أنور ليستلم النتائج ويطمئن من الطبيبة، عدت للمنزل كلي شوق لمعرفه النتيجة ليصدمني أنور
- لا يهم حبيبتي، لا يهم.
تساءلت: ما الذي لا يهم؟ أنا لا أفهم.
قال بكل برود: انتِ لا تستطيعين الإنجاب أبدًا.
لم تقوى قدماي على حملي، استجمعت قوتي وقلت: ربما التحاليل خاطئة أو هناك خطب ما، سأذهب لطبيبه أخرى، سنذهب لكل الأطباء.
ليقول لي وهو هادئ جدًا: تكونين طالقًا مني لو فعلتيها.
صدمتني كلمته أكثر من صدمتي بعدم قدرتي على الإنجاب.
حاول تبرير موقفه المتعنت بقوله: أنتِ بالنسبة لي أهم، والطبيبة أكدت استحالة إنجابك، ولن تذهبي لأي أحد وهذا نهائي.
كانت حالتي النفسية سيئة للغاية، لكني لم أظهر له وزدت في دلالي له، لكن أنور كان متغيرًا معي لم يعد كما كان أبدًا، أحسست أن جدارًا عازلًا يُبني بيني وبين أنور مع أني لم أتوان عن تدليله والاهتمام به، أرسلت لعبودي أطلب منه البحث عن شقة في منطقة الزمالك، وفعلًا اشترينا شقة في منتهى الروعة.
تساءل الكل عن سبب عدم انجابنا، كان رد أنور حاسمًا لم يخف عنهم السبب أو يتحجج بأي شيء بل قالها صريحة لهم: إنها عاقر لا تنجب، إنها كالأرض البور. سمعت هذه الكلمات بأذني وهو يحدث أمي إحسان، أحسست أنه طعنني في قلبي، لكني تحاملت على نفسي واعتبرت أني فهمت خطأ، وبشرته بالشقة، قال لي مبروك بكل برود عندما علم أنني اشتريتها باسمي.
كان شغلي الشاغل عملي، فأنا كمن تدور في الساقية أشقى نهارًا في البنك وأعود للمنزل لأجد البيت في منتهى الفوضى، لم يكن أنور يساعد أبدًا، بل كان يتذمر من أنني لا أرتب المنزل كما يجب، مع أنني كنت أرتبه قبل أن أنام وآتي من العمل لأجده قد قلبه رأسًا على عقب.
ومرت الأيام ...
انتهت مدة ابتعاثي وعدنا لمصر، في هذه الأثناء حدث الصعود المفاجئ للدولار
وحيث أن قسمًا كبيرًا من مدخراتي كان بالدولار فلقد زادت ثروتنا جدًا، فافتتحت لأنور مكتبًا للمحاماة خاصًا به.
بعد فترة ذاع صيت أنور ولاحظت أن الأموال بدأت تجري بين يديه ولم يعد يطلب مني نقودًا لمصروف جيبه، لكنه لم يكف عن الإلحاح بأنه يريد سيارة باسمه لينتقل بحرية، اشتريت له السيارة فكيف يتمنى حبيب عمري شيئًا أستطيع تقديمه ولا ألبي مطلبه، لم يكن ينغص عليّ حياتي سوى إحسان التي لم تكن تترك فرصه لتحدثني عن أنني يجب أن أضحي وأزوج أنور لتفرح بأطفاله ولم تستغلها.
في البداية كان أنور يسكتها بلطف والآن لم يعد يسكتها أبدًا، بل أُحس كأنه موافق على ما تقوله.
وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، أو بالأحرى جاء اليوم الذي قدر لي الله فيه أن تكشف كل الحقائق أمامي، وتنقشع تلك الغمامة التي كانت تمنعني من رؤية ما يحدث حولي.
بذلك اليوم تلقيت كل الصدمات على رأسي بمطارق من حديد، مطرقة تتلوها مطرقة، حطمت رأسي تمامًا وشلت قدرتي على الاستيعاب،
استدعاني مدير البنك لأنهي قرضًا لعميل لدينا مصطحبًا محاميه.
لأجد أن المحامي هو المستشار رضوان الغندور الذي كان أنور يعمل لديه سابقًا وطرده، تعاملت معه بمنتهي الرسمية وأنهيت عملي وانصرفت من مكتب المدير،
بعد فتره وجدت السكرتيرة تبلغني أن المستشار رضوان يريد مقابلتي فطالبتها بإدخاله...
دخل ملقيًا السلام: السلام عليكم سيدة سارة.
- وعليكم السلام، تفضل بالجلوس، هل تحتاج أي توضيح بالنسبة للقرض؟
فجلس وأجاب: لا لم آتي من أجل القرض؟
تساءلت متعجبة: إذن ماذا هناك؟!
فقال بهدوء: سأخبرك سيدتي، لقد تذكرتك لأنني حضرت حفل زفافك وزرتكم في المنزل لأهنئكم، لقد سألت مديرك عنك وعن أخلاقك ومدى التزامك بالعمل، وشكر لي مدير البنك في أخلاقك جدًا ومدح التزامك وكيف أنكِ سيده لا تقبلين إلا الحق، فاستغربت جدًا كيف أنكِ بهذه الاستقامة وزوجك بتلك الدناءة.
وقفت معترضة: لن أسمح لك، إياك والحديث عن زوجي أنت ظلمته وافتريت عليه.
نظر لي نظره تعجب: كنت أتوقع هذا، أنتِ لا تعلمين شيئًا، اهدئي سيدتي واجلسي وسأخبرك ما لا تعلمينه.
فجلست وأكمل هو: أنا لم أظلم أنور أبداً، لقد طردته لسوء أخلاقه مهنيًا ومكتبيًا، أنور نسخ أحد أهم ملفاتي وكان يريد بيعه لمنافس لي، ولم يكن يعلم أن المكتب به كاميرا، واكتفيت بطرده فقط لعلمي بظروفه، فلقد وصلت لمنتهى تحملي له بعد أن ضبطته في وضع مخل مع السكرتيرة مرة قبلها، واعتذر الاثنان وأفهماني أنه لن يتكرر، ومتأكد أيضًا أنكِ لا تعلمين أن أنور الآن كمحامي أصبح مشهورًا بمساعدة المجرمين من قتلة وتجار مخدرات لنيل البراءة بكافة الطرق الملتوية، إنه الآن الصديق الصدوق لأعتى تجار المخدرات.
كنت غير مصدقه، أخرستني تلك الأقاويل
وأكمل هو قائلًا: لا تصدقيني، أليس كذلك؟ حسنًا، اذهبي للمحكمة واسالي عليه أي أحد هناك.
قمت من فوري وتوجهت للمحكمة، وذهبت بالقرب من غرفة المحامين لم يكن هناك بالطبع فهو أخبرني أنه ذاهب لأمه، لم يكن أحد منهم يعرفني فأنور لم يقدمني أبدًا لأي من أصدقائه أو يصحبني في أي مناسبه، توسمت خيرًا في محامٍ جالس يشرب القهوة يبدو وقورًا كان كل من حوله يقدمون له التحية باحترام واضح فسألت عامل البوفيه عنه: من فضلك، من هذا؟ (مشيرة للرجل)
فقال: إنه المستشار وجيه الهلباوي كبير شيوخ المحامين، إذا أردتِ السؤال عن أي شيء لن يتأخر أبدًا.
فذهبت له
- السلام عليكم.
فقال مرحبًا: وعليكم السلام تفضلي سيدتي، كيف أستطيع أن أخدمكِ؟
جلست قائلة: عرفت أن سيادتك من أكبر المحامين هنا، وكنت أريد الاستفسار عن محامي يسمى أنور محمد راضي مشهور بأنور الأسمر.
فنظر لي نظرة مشمئزة من رأسي لأخمص قدمي متسائلًا: لماذا تريدينه؟
- لقد تقدم للزواج من أختي ولذلك فأنا أسال عنه.
- لا يا بنيتي لا، إياكِ وهذا النسب، أنور رجل وصولي وانتهازي بالإضافة لأنه زير نساء ولا ينافسه في ذلك أحد، ستشقى أختك إن ارتبطت به، أنور مقرب من تجار المخدرات والسلاح، وسيرته غير مشرفه بالمرة.
سألته: هل أنت متأكد مما تقوله؟
فقال: المحكمة أمامك، سيؤكد الكل كلامي.
ونادى على محامي آخر
- يا محمود تعال.
فجاء وجلس قائلًا: ما الذي تأمر به سيادتك؟
فقال له: السيدة تسأل على أنور الأسمر.
فقال بسرعة: حبيب السيدات.
ونظر لي ثم قال: يبدو عليك أنكِ سيده محترمه، ما الذي تريدينه من أنور؟ لو كنتِ تريدين توكيله في قضية فاحترسي سيدتي، أنور ليس سهلًا ولا تفلت موكله من تحت يديه، المحكمة مليئة بمحامين في قمة الاحترام، ابتعدي عن أنور، وليس لأنني أريد قضيتك مثلًا بل سأعطيك اسم أي محامي محترم إلا إذا كانت قضيتك قضية مشبوه فأنصحك به.
كنت مذهولة.....
أنوري أنا زير نساء، كيف ذلك؟ وحبي له، تضحياتي من أجله، أنا من جعلته ما هو عليه، لقد وفرت له كل شيء، يا الله عونك، زوجي أنا وحبيبي منحط أخلاقيًا لهذه الدرجة.
توجهت لبيت والدته، معي المفتاح فتحت لأسمعه يحدث والدته
- يا أمي كفي عن تقريعي لعدم الزواج.
- يا بني أريد أن أفرح بأولادك، تزوج بدلًا من الأرض البور التي معك.
- الآن أصبحت أرض بور، ألم تكن حبيبتك ونور عينك؟
- وما زالت نور عيني وأحبها، لكني أحبك أكثر وأريد أن أرى أولادك.
- حقًا لقد مللت من هذا الموضوع، اسمعي يا أمي لننتهي من هذه المسألة، سأقولها لكِ وأنا صادق بها وتأكدت منها تمام التأكيد، أنا لا أستطيع الإنجاب.
- لا تقل هذا.
- إنها الحقيقة أنا عقيم، عقيم، عقيم، وساره امرأة في كامل خصوبتها، وتستطيع أن تنجب بدلًا من الطفل عشرة.
- يا ربي ولماذا أخبرتنا أنها لا تنجب؟
- لكي تظل معي، فأين سأجد أخرى غارقه في حبي هكذا، ولا ترى سوى كل جميل في شخصي، وتنفق عليّ ولا تؤخر عني شيء.
كان عبودي في غرفه النوم وخرج وسمعت صوت صفعة ثم قال: أيها الناكر للجميل، أهكذا ترد الجميل لها، وأنت تعلم بعشقها لك، إن سارة لو طالت نجوم السماء لقدمتها لك.
- وأنا لم أنكر، لكنني رجل يحب النساء، وهي لا تكفيني، أيكون أمامي المحيط واكتفي ببركة، ولا تفتحوا هذا الموضوع مرة أخرى، وإياكم أن تخبروها، والآن أمي أعدي الغداء ورائي زيارة مهمة.
- ألم تقل إنك ستمضي اليوم معي؟!
- هذا ما قلته لسارة، أنا سأخرج من عندك إلى إحدى الجميلات.
فقال عبودي: لعنك الله، لا أنت أخي ولا أنا أخوك أنت في نظري ميت يا أنور، ميت.
خرجت بدون أن يشعروا بي، والدنيا في عيني استحال لونها للأسود، إلى هذه الدرجة، يكذب عليّ ويوهمني أنني عاقر، انتظرت في السيارة، نزل أنور وأنا خلفه من بعيد إلى أن وقف أمام عمارة، ونزلت له فتاة ترتدي ما يكشف أكثر مما يستر، وتوجه بها إلى مكان آخر ونزلا منها، وصعدا سويًا إلى شقة.
عدت لمنزلي...
إن سارة التي دخلت الآن ليست هي التي خرجت في الصباح، أنا الآن أشلاء امرأة، محطة كلوحة فسيفساء، يجب ألا يعلم بأني قد عرفت شيئًا، لن أهدم بيتي، يجب أن أفكر بكل روية، أنا لم يعد لي من ظهر بالدنيا، وحيدة، وأنور وأهله هم كل من لديّ، لن أجازف بفقدانهم، لأعتبر أنه كابوس، لأنسى كل ما عرفته، سيكون صعبًا بالتأكيد، لكن لن يكون مستحيلًا، المستحيل هو ابتعادي عن أنور.
دخل أنور وبكل هدوء سألته: لماذا تأخرت أنور؟
- وهل هذا سؤال؟ أنتِ تعلمين بأنني كنت عند أمي.
- وكيف حالها؟ هل فاتحتك في موضوع الزواج كالعادة؟
- اطمئني لن تفتحه مره أخرى، ولن تحدثك فيه، لقد أقنعتها أنني لا أريد سواكِ وإذا أرادت أطفالا فلتلح على عبودي ليتزوج هو.
- حسنًا أنا مرهقة وسأنام.
- انتظري أريدك في أمر مهم.
- ما هو؟
- أريد نقودًا لأشتري شاليه في مارينا.
- لكن كل ما لدي لن يكفي.
- لا يهم ندفع ما تمتلكين ونقسط الباقي.
- ومن سيدفع الأقساط؟
- أنتِ يا حلوتي.
سكتت قليلًا ثم قلت: كما تريد حبيبي، لكن النقود في شهادة استثمار، ستنتهي بعد شهر، خسارة أن نلغيها الآن انتظر فقط هذا الشهر.
وافق متبرمًا، تركته ودخلت لأنام.
بعد فترة...
أخبرته أن يتفرغ بنهاية الأسبوع لنسافر سويًا للاستجمام، وافق بالطبع،
أعطيت الخدم أجازه أسبوعين فلن نكون موجودين، أريد التفرغ لحبيبي، قبل سفرنا بثلاثة أيام ذهب لعمله، وأنا ذهبت للبنك في استدعاء مهم، وفي الظهيرة جاءتني رسالة بأنه سيذهب في مهمة خاصة بقضية وسيبيت يومان ويأتي على ميعاد السفر، كنت معتادة على هذا زوجي وحبيبي يحب أن يقوم بالتحريات وجمع المعلومات في القضايا بنفسه إنه متميز، ويمنع عليّ منعًا تامًا أن أتصل به لكيلا أشغله، أو أشتت تركيزه.
في اليوم المقرر لسفرنا استدعوني للعمل لطارئ مهم آخر وعدت في ميعاد السفر لم يظهر، هاتفته طوال النهار، هاتفه مغلق، اتصلت على أمه لم يكن عندها وكلمت عبودي قلت له:
- أنا خائفة يا عبودي، إنه غائب منذ يومان، وكان اتفاقنا أنه سيعود في موعد السفر لاصطحابي، حتى أنه وضع حقائب السفر بعد تجهيزها في سيارته، قال لي لكيلا ننسي شيء، استدعوني للعمل وعندما عدت انتظرته، لم يكن قد وصل وهاتفه مغلق يا عبودي.
وأخذت في البكاء
- لقد تركني، أنور تركني، اسأل أمي إحسان، بالتأكيد لقد أقنعته أن يتزوج لينجب، حسنًا أنا موافقه فليتزوج، لكن لا يتركني هكذا وحيدة، بدون أنور سأموت، سأموت.
- اهدئي يا ساره نحن قادمون.
.......
- سارة، أين ذهبتِ؟
.......
- سارة.
حضر عبودي وإحسان وغادة بسرعة، كسروا باب الشقة فلقد كان مغشيًا عليّ
قاموا بإفاقتي لأسألهم:
- هل جاء؟
إجابتهم كانت بالنفي، أمسكت يد احسان: بالله عليك يا أمي، لا تخفي عني شيئًا، لن أثور أبدًا، لكن طمئنيني عليه، أنور تركني يا أمي تركني، بالتأكيد تزوج أنتِ تعرفين، أليس كذلك؟ تزوج لينجب.
احتضتني هي وغادة وقالت لي: لا يا بنيتي بالتأكيد لم يتركك.
ظل الجميع معي وأنا في حالة يرثي لها، درت مع عبودي على كل المستشفيات ومراكز الشرطة، كل منا كان يبحث في مكان حتى غادة وأمي إحسان.
بعد يومين قدمنا بلاغ باختفائه، الكل يبحث عن أنور، وأنا معهم أين زوجي؟ أين حبيبي؟ عبودي وأمي إحسان لم يفارقاني أبدًا وغادة أيضًا معي تواسيني، هزلتُ ونقص وزني، فقدت وعيي، وأدخلوني المشفى.
البوليس يحقق ولم يصل لشيء ملموس...
مكالمة من رقم عمومي تلقاها أنور، علموا بها من شركة المحمول، أنور ركب سيارته بعد أن وضع بها الحقائب بشهادة البواب، السيدة سارة نزلت في ذلك اليوم قبله وعادت آخر النهار بمشتريات وساعدها البواب بحملها.
بعد يومان نزلت السيدة وعادت بوقت الظهيرة بشهادة البواب.
البوليس حقق مع الكل فأنور رجل له الكثير من المعارف الآن ولن يمر موضوع اختفائه مرور الكرام.
حقق البوليس معي
- لماذا أعطيتِ الخدم إجازة؟
- كل فترة أفعل هذا لأدلل أنور.
- لماذا حجزتم للسفر؟
- للاستجمام.
- من الذي قام بحجوزات السفر؟
- أنور.
- أنتِ كنتِ في إجازة من البنك لماذا ذهبت للبنك مرتان؟ وإلى أين ذهبت بعد خروجك؟
- بالمرة الأولي كان هناك خطأ في كتابة أوراق مهمة وأنا من يجب عليها إعادة الكتابة إنها مسؤوليتي، وبعدها ذهبت للتبضع، في المرة الثانية درج مكتبي كان مغلقًا وللأسف السكرتيرة وضعت بالخطأ ملف لم يكن يجب أن يوضع فيه، ذهبت لهم وأعطيتهم الملف وعدت للمنزل، فذلك اليوم الذي كان يجب أن نسافر فيه.
- كيف لم تهاتفي زوجك لمده يومان؟
- هذا طلبه، أخبرني أنه يجمع المعلومات لقضية، وإن كنت كلمته لأقام الدنيا ولم يقعدها، والكل يعلم ذلك.
- لماذا أخذ الحقائب قبل السفر بيومين؟
- لأنه سيعود من مهمته ليصحبني ونغادر مباشرة ولا يريد أن ننسى شيئًا.
واستمرت التحقيقات
بعد فتره وجدت السيارة غارقه في إحدى المناطق البعيدة من ترعه المنصورية ولا أثر لأنور فقط الحقائب بالسيارة.
أمي إحسان وغادة كانتا دائما معي، عبودي كان يطمئن عليّ دائما
بعد فترة....
عدت لعملي والكل يواسيني، ارتديت الأسود، أُغلق مكتب أنور وأعيدت ملفات قضاياه لأصحابها.
عبودي كان بجواري دائمًا يساعدني في كل ما احتاجه.
كيف لم انتبه لهذا قبل الآن نظرات عبودي لي نظرات عاشق، أيكون هاجسي صحيحًا؟ أتراه يحبني؟
بالطبع ما زلت أزورهم دائمًا فهم أهلي وكل ما لي، الكل كان يتحسر عليّ وعلى شبابي وكيف أنني أصبحت وحيدة، ويتساءلون عن سبب اختفاء أنور، استقر في ذهن الجميع أن أنور تركني ليتزوج أخرى، لكن الله قدر له الغرق والتيار سحب جثته بعيدًا ولهذا لم يجدها رجال البحث.
بعد فتره كان عبودي مسافرًا في عمل فطلبت مني إحسان وغادة أن أبيت عندهما كان يومًا كارثيًا لن ينسى أبدًا
استيقظت غادة في ذلك اليوم لتستحم كالعادة
ثم سمعنا صراخها في الحمام: شعري شعري.
هرعنا لها نطرق الباب: افتحي يا غادة افتحي.
وهي تبكي وتقول: شعري، شعري.
فتحت الباب لنصدم من المنظر شعرها قد سقط وأرضية رأسها قد ظهرت في مناطق متفرقة، ذهبت معها للطبيب أخبرها أنها بالتأكيد استخدمت كريم لإزالة الشعر على رأسها، وبختها لأنها تشتري كريمات لشعرها من أماكن غير معروفة وماركات مجهولة وبالتأكيد هذا السبب، ظلت فترة طويلة إلى أن بدأ شعرها ينبت مرة أخرى.
ومرت السنوات الأربع وسط انشغالي بعملي وزياراتي لإحسان وغادة أو زياراتهما لي.
أُعلنت وفاه أنور رسميًا وتقاسمنا الميراث، عبودي قام بتكبير ورشته التي أصبحت المقصد الأول لكل المنطقة، وعين بها عمالًا وأصبح هو المشرف على العمل، بعد إعلان وفاه أنور نظرات عبودي لي أصبحت أكثر وضوحًا، أنا متأكدة أنه يحبني بدأت إحسان وكذلك غادة في التلميح لي بذلك.
تقدم لغادة عريس ووافق عليه عبودي وكان العريس سيأخذها معه للخارج وتم العرس سريعًا، في حفل الزفاف تزينت وكأني أنا العروس، قمت بعمل بروتين لشعري بدلًا من ارهاقه بالفرد كل فترة وارتديت فستانًا أسود من الشيفون فستان قصير يصل لركبتي، الكل كان يهنئني فأنا في مقام أخت العروس، ويدعون لي أن يعوضني الله عن أنور.
ما أن رأتني إحسان حتى تهللت أساريرها، وبدأت في الدعاء لي،
دخل عبودي القاعة فلقد كان ينهي بعض الأشياء وجاء متأخرًا، عندما رآني التمعت عيناه واقترب مني قائلًا: تبدين كالقمر سارة، لكن الفستان قصير هل يصح هذا منك؟ الرجال تنظر لك.
ضحكت وقلت له: نحن في حفل زفاف عبودي، ماذا تريدني أن أرتدي؟ عباءة.
- يا ليت لو بيدي لأخفيتك عن الكل.
ونظر لي نظرة أقسم أنها زلزلت كياني، وكأنني لم أحب أنور أبدًا، وكأنه هو أول من يخفق قلبي له، تداركت نفسي سريعًا وابتعدت لأصعد لغادة أرقص معها.
قام منسق الأغاني بتشغيل أغنيه رقص شرقي وتوسلت غادة لي أن أرقص وكذلك أمي إحسان فهم يعلمون أني ماهره بالرقص، طلبت منهم الالتفاف حولي لكيلا يراني الكل وأخذت أرقص.
في هذه الأثناء كان عبودي يقف بعيدًا، ووجه نظره للشاشة التي يعرض عليها أحداث الحفل ورآني أرقص، فجاء مسرعًا بين الفتيات، ووجه لي نظرة نارية فكففت عن الرقص وهمس في أذني: لو تحرك خصرك مرة ثانية سأكسره لكِ.
صَمِتُ خوفًا منه فهو عندما يغضب لا يرى أمامه.
أوصلني عبودي وإحسان لشقتي
وإحسان متضايقة: يا بنيتي أستظلين بمفردك هكذا؟
- إذن تعالي واجلسي معي.
- وهل أترك عبودي بمفرده؟
- فليأت معنا.
فقال عبودي متبرمًا: أنا لا أقيم في مكان ليس بمكاني يا سارة، اصعدي معها يا أمي وسآتي في الصباح لأطمئن عليكما.
صعدت إحسان معي، بدلت ملابسها، فهي لها ملابس عندي وقالت: يا ابنتي هل ستظلين وحيدة هكذا؟ أعرف أنك كنت تحبين أنور جدًا، لكنه توفي، وأنتِ ما زلت صغيرة وثرية وستكونين مطمعًا للكل.
- كيف ذلك؟ لدي أنتِ وعبودي تحمياني.
- لو تزوج لن ترضى زوجته أن يعتني بك، لا يوجد سوى حل واحد.
- ما هو؟
- تتزوجين أنتِ وعبودي.
ألجمتني المفاجأة
- فكري جيدًا وفي الصباح أعلميني رأيك، عبودي هو من طلب مني سؤالك.
في الصباح استيقظت مبكرًا وأعددت لي ولإحسان القهوة: تفضلي يا سوسو.
ضحكت وقالت: لم تعودي تناديني أمي.
- أقوم بتدليلك يا قمري.
- أخبريني هل فكرتِ؟
- فكرت.
- وما رأيك؟
- موافقة.
فأطلقت إحسان زغرودة ورن جرس الباب وكان الطارق عبودي
انفرجت أساريره وسكن السرور ملامحه حين علم بموافقتي، وطلب أن يحدثني لوحدنا، وأسر لي أن أنور كان خائنًا، كذلك أخبرني أنه لا مانع لدي من الانجاب وأن أنور كان عقيمًا كاذبًا، وأصر على اصطحابي لأشهر معمل تحاليل وأن أعيد إجراء التحاليل وقد كان.
وبعد ظهور النتيجة قال: اسمعيني جيدًا سارة، هناك شروط لي لإتمام الزواج ويجب أن أنال موافقتك الكاملة.
- تفضل.
- لن نقيم في شقتك ولك الاختيار ببعيها أو تأجيرها، مالك وأنتِ حرة به.
- وأين سنقيم؟
- سأبيع الشقة التي نقيم بها ونشتري شقة في مكان أرقى قليلًا، قليلًا يا ساره وليس كثيرًا.
ضحكت: موافقة.
- ستستقيلين من عملك، أنا لا أرضى أن تعمل زوجتي.
- ومن أين سأنفق؟
قال غاضبًا ضاربًا بيده على الطاولة: وهل أنا لا أملأ عينك؟ ما بك؟ سأعطيك ما يكفيك بالمعقول والأصول، ولن ينقصك شيء أبدًا بإذن الله.
ضحكت: موافقة.
أكمل محذرًا: لن تضعي قرشًا واحد من أموالك في مصروف المنزل أو احتياجاته، المنزل يسير وفق ما أستطيع، ونقودك خاصة بك لا شأن لي على الإطلاق بها.
ضحكت وأنا أقارن في عقلي بينه وبين أنور فشتان ما بين الاثنان
- موافقة يا عبودي على ما تقوله.
- ستقيم أمي معنا بالطبع فهي ليس لها أحد بعدي وبعد سفر غادة.
- هذا أمر بديهي.
- سنذهب لشراء شبكتك، ولكن لن نزيد عن الخمسين ألف هذه مقدرتي.
- صدقني لا أريد شبكه ضع النقود في الشقة والأثاث.
- كما تريدين.

باع عبودي شقتهم القديمة، وأعطاني كامل نقود شقتي التي كنت أقطنها مع أنور وبحثنا عن شقة تناسب امكانياته ووجدناها وشرعنا في تأثيثها، صممت إحسان أن يأتي عبودي ليقيم معنا بدلًا من الفندق فعقدنا القران لكيلا يتناول أحد سيرتي،
وأقام معنا في شقتي القديمة على مضض، وصمم أن لا أصرف قرشًا واحد ما دمت على ذمته، لم نكن نرى بعضنا إلا لحظات قليلة فلقد كان دائم الاقامة بالشقة الجديدة مع العمال ليتابع معهم العمل، أنهينا الشقة والأثاث وحددنا موعد الحفل كان حفلًا جميلًا في باخرة راسية على النيل، وحجز لنا في فندق بشرم الشيخ لتمضية شهر العسل، بعد حفل الزفاف ذهبنا مباشرة للمطار بفستان الزفاف الذي اخترته بسيطًا بلا تكلف ملائمًا للسفر، وصلنا للفندق وصعدنا غرفتنا، كنت أنظر للغرفة معجبة بتشكيل الإوز والورد الذي وضع على السرير كترحيب بنا.
احتضنني من ظهري قائلًا: يا الله أخيرًا تحقق حلمي طوال عمري بأن أضمك لذراعي.
فاستدرت له لأواجهه قائلة: طوال عمرك كيف ذلك؟!
قال وهو يلعب في شعري الذي أضحي حريريًا بفعل البروتين: لقد أحببتك يا سارة يوم ولدت يوم حملتك بين ذراعي وأنتِ وليدة، قلت لنفسي هذه لي، مع أني كان عندي وقتها سبعة سنوات، ولم أخبر أحدًا أني أحبك، لكن وجدتك دائمًا مع أنور تميلين له، فآثرت الصمت لهذا كنت دائمًا خشنًا في تعاملي معك، كنت أخشى أن تفضحني طيبتي معك، يوم أن أعلنت خطوبتكما أحسست أني طعنت في قلبي،
وبزواجكما اكتمل موتي لهذا رفضت الزواج فكيف تسكن قلبي أنثى غيرك، لم أستطع أن أفعلها أبدًا، كنت أحس أن أنور يتلاعب بك لكني لم أستطع الكلام فلقد كنت أراكِ في غاية السعادة معه، ولم أكن لأسمح لنفسي أن أكون أنا سببًا في تعاستك،
أنا أعشقك يا ساره أعشقك.
- يا عبودي أنا ...
- بدون أنا، لم يعد لأنا مكان، هناك نحن ونحن فقط، أعلم أنكِ لن تنسي أنور ولكِ ذكريات معه لكن وجودك معي وحبي لك الذي سترينه سيكون لك ذكريات جديدة تفوق تلك القديمة، وهذه أولها...
قبلني قبلة لا أستطيع أن أصفها لقد زلزل كياني، الآن تيقنت أن أنور لم يحبني لقد أحسست بفيضان مشاعر عبودي وبحنانه من قبلته، كانت شيئًا آخر لا وصف له سأظلمه إن وصفته، حقًا إنه يحبني بصدق، ذبت معه انصهرت في بوتقة مشاعره التي بثها لي بهدوء، وتروي يشوبه اشتياق لا حد له، احتضنني بقوة لنغفو في سبات عميق.
حياتي مع عبودي كانت نعيمًا لا يشوبه شيء.
إحسان توفيت بعد زواجنا بفترة قليلة، بالتحديد يوم أن اكتشفت حملي، كانت في قمة السعادة ونامت ولم تستيقظ، مرت شهور الحمل وأنا في غاية الدلال عبودي كان يعاونني في كل شيء، كان يترك عمله كثيرًا ليأتي ويعتني بي، رغم أنه أحضر لي خادمه، فحالته المادية تحسنت كثيرًا بعد أن أصبح مقصدًا لكثير من الأثرياء في تصليح سياراتهم لما اشتهر عنه من أمانه ودقه في الإصلاح.
وضعت طفلتي، اسماها عبودي نور، لتكون نور حياتنا، كنت طالبت الممرضة والأطباء بألا يسمحوا له بأن يدخل لي إلا بعد أن أفيق تمامًا وأنقدتهم من أجل ذلك مبلغًا ليس بقليل بعيدًا عن معرفه عبودي، كنت أخشى من البنج وما سأقوله
عندما أفقت وتأكدوا من إفاقتي الكاملة سألت الممرضة: هل قلت شيئًا في البنج؟
قالت: كلها أشياء غير مفهومه مجرد كلمات، أنور، البانيو، قهوة، إحسان، فقط.
ضحكت وقلت لها: أنور اسم زوجي السابق، من الجيد أنني طلبت منكم ألا يدخل لي عبودي إلا بعد افاقتي.
ضحكت قائلة: إنه بالخارج يحمل الطفلة، وسأل عنكِ أكثر من عشر مرات، إنه يحبك جدًا.
- وأنا أحبه جدًا ادخليه بسرعة.
دخل عبودي وحملت طفلتي نور حياتنا وثمرة حبي.
سعادتي بأني لم أتلفظ بحديث يوجه الشك لي كانت تعادل سعادتي بوليدتي.
كنتُ نقية النفس صافية النية بذلت من أجل أنور كل غالٍ ونفيس، كان هو العالم كله، ربما كان لدي أغلى من نفسي، كان هو محور حياتي، وعلى قدر المحبة يأتي الانتقام، كما عشقته وذبت في هواه كان يجب أن يكون انتقامي، انتقام لم أتخيل أنني أنا من قد يفعله حتى في أسوء كوابيسي.
لكنه حقًا أخرج أسوء ما في نفسي، فعندما ينقلب البشر على بعضهم، تكون أشرس الحيوانات أحن منهم.
تريدون معرفه سري؟!
هل ستتحملون معي ما فعلته؟!
هل تستطيعون كتمان السر؟!
إذا كانت إجابتكم نعم تعالوا معي...
تذكرون ذلك اليوم بعد أن اكتشفت حقيقة أنور
بعد أن جلست أعقد خططي مع ذلك الشيطان الذي سيطر عليّ وقتها، اختمرت الفكرة في رأسي يجب أن أنتقم من الكل، كل من أساء لي سأنتقم منه...
أنور الذي حطم قلبي، إحسان التي كانت تريد تزويجه، حتى غادة التي كانت تتنمر عليّ.
كنت قد اشتريت شقة في منطقة نائية لا جيران لها، كنت وضعتها في قائمه اهتماماتي لأجعلها مفاجئة لأنور
فاشتريت كميات من الأسيد من أماكن متفرقة وخزنتها في الشقة، وأعددت خطتي، منحت الخدم عطلة، واتصلت به من هاتف عمومي لأخبره أن يضع الحقائب بالسيارة لأن ميعاد السفر تقدم وطلبت منه أن يقابلني في الطريق لنذهب في مشوار مهم يحمل مفاجئة ستعجبه.
وقد كان...
قابلته في الطريق بسيارتي وركبت معه وذهبنا للشقة وصعدنا لأريه إياها قائلة إنها شقة ممتازة اشتريتها للاستثمار في المستقبل وسيزيد ثمنها كثيرًا بالتأكيد،
قدمت له العصير الذي يحبه، أخذ يرتشف منه وهو يتجول في الشقة.
بعد قليل بدأ يترنح، ثم سقط وقال: أحس أن جسمي مشلول يا سا.....
ولم يكمل بالطبع
إنه العقار الذي وضعته له عقار يجعلك غير قادر على الحركة أو النطق لكنك تحس بكل شيء، اشتريته من على الانترنت بحساب زائف، في هدوء جررته للحمام،
وهو غير مستوعب لما يحدث له.
قلت له وأنا أنزع ملابسه لألقيها في ماء النار الذي يملأ حوض الاستحمام والذي اشتريت له سدادة مخصوصة:
- أنور يا عزيزي، أعلم كل شيء عنك، وعن خيانتك، وعن نساءك، وعن سمعتك الملوثة، وأعلم أنك أوهمتني أنني لا أنجب، وهذا انتقامي يا أنور، كما أحببتك أكرهك الآن، لدرجه أني سأفعل ما سأفعله بك ولن أندم أبدًا.
بكل هدوء تناولت المنشار الكهربائي، وبدأت في تقطيع أوصاله ونظرات الألم والرعب وعدم التصديق لما أفعله به مرتسمة على محياه، كلما قطعت جزءًا ألقيته في حوض الاستحمام، ليذوب بينما أقطع جزءًا آخر منه، وكأنني لست أنا من تفعل ذلك، كأنني أشاهد فيلم رعب، بلاشعور، ولا أي رد فعل مني.
أغمض عيناه، لا أدري هل فقد الوعي من الألم أم مات، في كلتا الحالتين لا يهم، ألقيت جذعه في حوض الاستحمام، ففتح عيناه، حسنًا أنه ما زال حيًا، لا أكترث لن يظل على قيد الحياة طويلًا، وقفت أراقبه وهو يذوب، ثم بعثت برسالة من هاتفه لهاتفي
بأنه في مهمه وسيبيت فيها لمدة يومان ويعود على موعد السفر،
بعد أن ذاب كليًا أخذت البقايا وألقيتها في المقلب العمومي للقمامة، فهذا هو المكان الذي يستحقه، ثم قدت سيارته وأغرقتها وعدت أبحث عنه وأبكي كما علمتم،
أما غادة فأنا من رش على رأسها سبراي مزيل الشعر وهي نائمة، فنومها ثقيل جدًا،
أما إحسان التي كانت تشجعه على الزواج بغيري وضعت لها السم قبل أن ترى الأحفاد اللذين تمنتهم، وسأعيش الآن مع حبيبي عبودي ونوري نور حياتي،
لكن هذا السر يثقلني، وها أنتم ساعدتموني في حمله لكن إياكم والبوح به،
أنتم الآن تعرفون سري فاحذروني.
كانت تلك رواية سارة التي قصتها على مسامعي، أنا الطبيبة النفسية بمستشفى الأمراض العقلية، والتي روتها لي على فترات متقطعة، فلقد كانت في بعض الأحيان تبدو سليمة العقل كاملة الإدراك وفي لحظات أخرى كانت تتحول لطفلة صغيرة لا تدري عن الدنيا شيئًا.
فبعد ولادة نور بقليل أصيبت سارة بحمى شديدة، وهذت بكل ما كان منها، لقد صدم عبودي صدمة شديدة، ولم يدر ما يفعل، هاتف أحد أصدقائه في سلك الشرطة، وقص عليه ما سمعه، وبعد أن شفيت من الحمى، صارحها عبودي بم كان منها، حاولت التبرير له، واعترفت بكل ما فعلته، وكان يسجل اعترافها، وعندما عرفت أن عبودي سجل اعترافها، لم تصدق أن سرها انكشف، وأصابتها لوثة عقلية، لتدخل المصحة، ويربي عبودي نور وحيدًا.
تمت بحمد الله

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة حسن غريب
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑58الكاتبمدونة خالد دومه56
2↑43الكاتبمدونة كريمان سالم70
3↑29الكاتبمدونة عبير محمد119
4↑23الكاتبمدونة غازي جابر79
5↑18الكاتبمدونة ياره السيد112
6↑15الكاتبمدونة آمال صالح21
7↑14الكاتبمدونة عبير مصطفى73
8↑13الكاتبمدونة عبير بسيوني173
9↑12الكاتبمدونة أسماء نور الدين83
10↑12الكاتبمدونة شيماء الجمل129
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1068
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب687
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم566
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني422
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب328546
2الكاتبمدونة نهلة حمودة184318
3الكاتبمدونة ياسر سلمي176069
4الكاتبمدونة زينب حمدي168338
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126465
6الكاتبمدونة مني امين115749
7الكاتبمدونة سمير حماد 105385
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي96564
9الكاتبمدونة مني العقدة93479
10الكاتبمدونة مها العطار86757

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

1828 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع