آخر الموثقات

  • لو جيت وقلت ف يوم ...
  • تجارب النضج
  • ذو الحجة… شهر النفحات والاستعداد للعيد الأكبر
  • حكم دار عصير الكتب
  • أحاسيس الأبرياء..
  • هُدنة مع العدم
  • تغريد الكروان: ثورة
  • مخاض الكلمات
  • لقاء عابر
  • ذلك الخبر ..
  • دعني أُحبُّك في صمت!
  • حبآ بلا منازع..
  • منك لله يا قابيل - سيرك ولاد الحلو - تيجي نلعب استغماية - خلاويص؟ لسسسه
  • اللامنتمى 
  • المرايا..
  • غرام بالصدفة
  • الصداع النصفي .. والاستخدام الآمن لأدوية العلاج والوقاية
  • النصيب .. تعرفوا معناه ؟!
  • القايمة في مصر
  • لا تُراهِنْ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نشوة أبوالوفا
  5. المكلوم

سأروي لكم حكاية يندى لها القلب وتدمع لها العين، فتحملوني...
أحداث قد عشتها وأحداث وذكريات قد رويت لي بلسان أصحابها، آن الأوان أن أرويها لأزيح ثقل تلك الذكريات عن كاهلي.
أحمد ابن الشيخ عبد الله الرفاعي يعمل في تجارة الأخشاب بالإسكندرية مع أخيه محمود، ورثا هذا العمل أبًا عن جد فوالدهما عبد الله وجدهما الرفاعي من أكابر تجار الأخشاب.
اختار الحاج عبد الله لولديه عروستان من خيرة بنات بحري نسرين ولبنى بنات الحاج عبد الرحمن منصور، نسرين عروسًا لأحمد ولبنى عروسًا لمحمود.
في ذلك الوقت كان مجال التعارف بين العرسان ضيقًا قبل ليلة الزفاف، أو ربما يكون معدومًا.
اختارت الحاجة درية رأفت هاتان العروستان فهي صديقة والدتهما الحاجة صفية خطاب سليلة العائلات التركية.
كان أحمد ومحمود يتساءلان فيما بينهما عن شكل العروستين فلقد رفضت والدتهما أن يرياهما ولا رأي بعد رأيها.
كان ذلك مؤرقًا لهما ويتبادلان الحديث عن ذلك
- هل تعتقد يا محمود أن العروستان جميلتان؟
- أتمنى أن تكونا على الأقل مقبولتي الشكل، فلنسأل الحاجة درية ربما تطمئن بالنا.
جلسا قرب درية يلاطفانها لترقيق قلبها، لتجيبهما عما يشغل بالهما
قالت (وهي تتصنع الجدية): وما همكما بالشكل لقد اخترت لكما بنات من أكثر العائلات احترامًا وحسبًا ونسبًا.
فاسقر في نفس أحمد ومحمود أن عروستيهما المستقبلتين دميمتين لا جمال فيهما، لكنهما لم يكونا أبدًا ليغضبا والدهما أو والدتهما أو يغامرا بخسارة تجارتهما مع الحاج عبد الرحمن.
في يوم العرس كانت المفاجأة من نصيبهما كليهما
كانت كل من نسرين ولبنى آيتين في الحسن والجمال كانا في غاية السعادة،
كانت إقامتهم في نفس المنزل بالطبع مع والدهما الشيخ عبد الله لكن كان لكل منهما شقة منفصلة للنوم، وكانت اقامتهما طوال النهار في شقة والدهما.
ذاب أحمد عشقًا في نسرين وكذلك محمود سقط في غرام لبنى.
منذ اليوم الأول للزواج كانت درية واضحة صريحة في أنها بعد تسعة أشهر من يوم الزفاف تريد حفيدًا بين ذراعيها.
حملت لبنى سريعًا أما نسرين فتأخر حملها، وكانت درية دائما ما تضايقها.
أنجبت لبنى ذلك الصبي الأسمر الذي أسماه أحمد عمه بالأدهم
أما نسرين فكانت درية لا تتركها بحالها وذهبت بها لكل الدايات اللوات أكدن لها أن نسرين سليمة لا عيب فيها، لكن مع عدم حملها لم تقتنع درية حتى أنها ذهبت بها للأطباء مع أن ذلك وقتها كان صعبًا ومستهجنًا من قِبل أحمد.
كيف تُكشف زوجتي على رجل غريب؟! كان هذا رأي أحمد لكنه لم يكن يملك إلا السمع والطاعة أمام حكم الحاجة درية.
وصف الطبيب لنسرين أدوية لتتعاطاها، في هذه الأثناء كان أدهم هو حبة قلب أحمد لا يتركه أبدًا، وكذلك نسرين كانت تحبه جدًا وكأنه ابنها واتفق أحمد ومحمود على أن أحمد إذا أنجب بنتًا فستكون هي عروسه أدهم.
مع عدم حمل نسرين طالبت درية أحمد أن يتزوج
- يا بني تزوج أخرى لتنجب لك الولد الذي سيحمل اسمك واسم أبيك.
- ربما كانت بنتًا.
- لا يهم المهم أن أرى ذريتك.
- سترينها من نسرين إن شاء الله.
- متى؟
- عندما يأذن الله، أنا راضٍ بقضائه، وزوجتي لا عيب فيها بشهادة الأطباء وإن صممت على زواجي بغيرها سآخذها وأغادر المنزل.
لم تشأ درية أن تخسره فسكتت على مضض، لكن سكوتها لم يخلو من اللوم والتقريع لنسرين.
مرت خمسة سنوات على نسرين بدون أن تحمل
إلى أن أمر الله بحملها، وكانت فرحة الكل فرحة عارمة وذبحت الذبائح احتفالًا بخبر الحمل، خاصه أن لبنى هي الأخرى كانت حاملًا.
وكفت درية عن تقريع نسرين وكانت كما يقولون تحملها من على الأرض حملًا وتخشى عليها من نسيم الهواء، أنجبت نسرين فتاة كالبدر في تمامه اسماها عمها عشق وقال إنها عروس أدهم وأنجبت لبنى فتاة أسماها أحمد شيماء.
إنها أنا شيماء الرفاعي
يكفي أن تعرفوا أني ابنه عم عشق وحافظة أسرارها، ولدت أنا وعشق في نفس اليوم، كنا كالأختين، لو كان لي أخت شقيقة لم أكن لأحبها هكذا وهي أيضًا كانت تحبني فلم يكن لديها سواي كنا كروح واحدة في جسدين، وأنا أخت أدهم الذي لم يكن لي مجرد أخ أكبر، أدهم كان أنيسي وأبي وأمي وكل ما لي في الحياة،
تربينا سويًا في بيت جدي والقاصي والداني يعلم أن عشق لأدهم وأدهم لعشق.
أدهم كان درعنا الحامي أنا وعشق بحكم أنه أكبر منا بخمس سنوات، كان يحبنا جدًا ويخاف علينا فلم يكن لديه سوانا، فأمي وخالتي لم تنجبا بعدنا مع أن جدتي جعلتهما تذهبان لكل الأطباء لعل وعسى، لكن الله لم يأذن لهما بالحمل مرة أخرى.
كبرنا وكرهنا المدرسة التي أبعدت أدهم عنا، كان أدهم متفوقًا فهو دائمًا الأول على المدرسة، دخلنا أنا وعشق المدرسة، أدهم دائمًا ما كان يوصلنا للمدرسة صباحًا وينتظرنا عند الخروج.
سنوات مرت وأصبحنا فتاتين رسميًا وتوالت التحذيرات من أمي وخالتي وقبلهما جدتي، إياكما واللعب مع الأولاد (وهل نعرف أولادًا بالأصل لنلعب معهم؟!) احترسا جيدًا إياكما أن يقربكما أحد، عندما خرطنا خراط البنات كما يقولون أصبحنا فاتنتين طويلتا القامة ذواتا شعر مسترسل ناعم، كان شعري أسود وشعر عشق كان بلون البندق، بيضاويتي البشرة.
ثلاثي القوة النسائي في المنزل كما كنا نطلق على أمي وخالتي وجدتي لم يدعننا نخرج من المنزل مرة بدون طقوس الرقية والبخور لدرء العين والحسد،
لم نكن نذهب للدروس خارج المنزل فكيف تخرج هاتان الجميلتان وحدهما فبالتأكيد أدهم لن يكون متفرغًا طوال الوقت لإيصالنا، لديه هو الآخر واجبات ودروس فكانت المُدرسات تأتين لنا في المنزل لإعطائنا الدروس.
كانت الإجازة بالنسبة لنا هي المتنفس الحقيقي لنخرج يوميًا ونستمتع بالحياة.
أدهم أو دومي كما كنا ناديه تحببًا لم يدع مكانًا بالإسكندرية ولم يأخذنا له،
محطه الرمل، قصر المجوهرات، القلعة، المنتزه، كل المطاعم، لم يبق مكان لم نزره أو شارع لم ندخله، لكن مكاننا المفضل كان دائمًا بئر مسعود والشاطئ القريب منه، مشهد غروب الشمس هناك كنا عاشقين له.
منذ أن فتحت عشق عيناها على الدنيا لم تكن تسمع سوى أن أدهم لعشق وعشق لأدهم فأحبت أدهم وكانت تهتم بكل تفصيله لأدهم ماذا يحب أن يأكل؟ ماذا يشرب ألوان ملابسه عطره المفضل كل شيء.
كان الثلاثي دائمًا ما يستغل هذه النقطة.
قالت أمي: هيا يا عشق يجب أن تتعلمي طهو المحشي فأدهم يحبه.
ابتسمت أنا قائلة: هيا يا عشق اجلسي وتعلمي، أنا سأشاهد التلفاز.
لتقول أمي: إلى أين يا شيما؟
- إلى التلفاز يا أمي.
- لا، بل إلى المحشي يا عيني ستتعلمين مع عشق.
- لا دخل لي، فعشق ستتعلم من أجل أدهم.
- وأنت ستتعلمين من أجل مستقبلك الزوجي بدل أن يعيدك زوجك لي.
- سيعيدني لك لأني لا أحسن طهو المحشي؟!
- هلا كففت عن طول اللسان والجدال وجلست لتتعلمي.
وتعلمنا كل ما كان يحبه أدهم
أدهم لم يكن يضع موضوع ارتباطه المحتوم بعشق في رأسه كان مهتمًا بدراسته، كان يحبها نعم، لكنه يحبها ويهتم بها كما يحبني ويهتم بي كأخت له.
كبرنا وزاد تعلق عشق بأدهم
وزاد نفور أدهم ورفضه لهذا الارتباط المفروض عليه سواء وافق أم لا كان يريد حرية قراره، لا فرضه عليه فرضًا.
أدهم دائمًا ما كان يطلب مني أن أجعل عشق تفهم أن مسألة ارتباطها به شيء ثانوي في حياتها، لكني لم أجرؤ أبدًا أن أخبرها أو حتى ألمح لها بذلك، فثلاثي القوة لم يدعن مجالًا لها لتفكر بغير أدهم منذ كانت طفلة، كان أدهم يحاول إفهامها أنها مثلي بالنسبة له لكن كانت تظن أنه يشاكسها.
بعد أن أصبحنا بالصف الثالث الثانوي كان العرسان يتوافدون إلى المنزل بالطبع كان عمي أحمد يرفض بحجه أن البنت لابن عمها، وأنا تحجج أبي أني ما زلت صغيره وسأكمل دراستي.
التحقنا بالجامعة كلية تجارة، سويًا طبعًا وهل نفترق؟
كان لأدهم سنتان باقيتان في الطب فكنا نرافقه، يوصلنا في الصباح بسيارته وعندما ننتهي تأتي السيارة بسائقها لإيصالنا للمنزل، كل من سأل من زملاءنا عن أدهم كانت عشق تجيب أنه خطيبي.
أدهم كان حلمًا لأي فتاة، أسمر، وسيم، غني، طبيب.
في يوم جاءت إليه فتاة من زملاءنا تحمل إليه هدية لعيد ميلاده
(بعد أن علمت من الثرثارة عشق طبعًا التي لا تكف عن الكلام عنه)
- صباح الخير يا أدهم.
- صباح الخير كيف أساعدك؟
- علمت من خطيبتك أن اليوم عيد ميلادك فقلت يجب أن أهنئك به.
- خطيبتي! من تقصدين؟
- عشق، وهل لك خطيبة غيرها؟
- وما دمت تعرفين أن عشق خطيبتي لماذا جئت تهنئني؟ اذهبي من أمامي لكيلا تسمعي ما لا يرضيك.
كان يومًا فارقًا، أو القشة التي قسمت ظهر البعير، يومها جاء لكليتنا وأوصلنا المنزل وهو في غاية الضيق، عندما وصلنا كان الكل مجتمعون، فألقى إلينا بقنبلته
- لن تكون عشق زوجة لي أبدًا أنا أحبها مثل شيما.
قامت الدنيا ولم تقعد، عشق فقدت وعيها وترك أدهم المنزل.
أحضرنا الطبيب لعشق، شخص حالتها بانهيار عصبي واكتئاب، ظلت هكذا قرابة الشهرين، أحضر عمي أدهم للمنزل.
قال عمي لأدهم: هذا منزلك وسيظل منزلك سواء تزوجت عشق أم لا.
رغم اعتراض والدي.
لكن عمي قال: الاثنان أولادي وأولادي عندي سواء، طالما لا يريدها إذن فليكن وأنا من سيخطب له الفتاة التي يريدها.
أفاقت عشق أخيرًا من الحالة التي كانت فيها وقالت أمام الكل أنها لن تتزوج أدهم أبدًا ولو كان آخر رجل على وجه الأرض.
لكنها لم تخرجه من قلبها، لكم بكت في حضني كلما رأته يحدث فتاة أو ينظر لفتاة واتفقنا أن تتجاهله تمامًا، أنا كنت متأكدة من حب أدهم لعشق لكنه كان يرفض فكرة فرضها عليه، لذا كانت نصيحتي لعشق بأن تتجاهل أدهم وتتعامل معه بمنتهى البرود واللامبالاة.
أما أنا أحببت باسل
أول مرة رأيته فيها كنا مع أدهم في أحد نزهاتنا بالإجازة، قابلناه عند بئر مسعود (لهذا أعشق غروب الشمس عند البئر فمعه غربت أيام وحدة قلبي)
وجدت أدهم ينادي قائلًا باسل
جاء ذلك الوسيم وسلم على أدهم، ومن ساعتها وتربع باسل على عرش قلبي وسكن روحي، علمت بعد ذلك أنه صديق أدهم المقرب وأنه أيضًا في كليه الطب،
في بعض الأوقات كان يزور أدهم ويجلس معه، كنت أتحجج بأي حجة لأدخل
وكأني لا أعلم أنه في غرفه أدهم، أو أني نسيت وجوده أو أني ظننته غادر،
كان قلبي يرفرف في صدري لمرآه لكني لم أخبر أحدًا سوى عشق بالطبع،
كانت أمنيتي في صلاتي أن يجمعني الله بباسل، وفي كل مناسبة كنا أنا وعشق ننفي ارتباطها بأدهم لكي يعلم الكل أنهما لن يتزوجا.
بدأت عشق بعيش حياتها الطبيعية بعد أن أعلن أدهم أنه لن يتزوجها تدريجيًا، والتفتت لدراستها كانت ترفض كل من يتقدم لها وكذلك أنا.
أنهى أدهم دراسته وكذلك نحن.
طلب الطبيب سيد ناصر من أدهم أن يتدرب لديه في مستشفاه الخاص مستشفى الناصر التي بها قسم خاص للعلاج الخيري ولها فرع في إيطاليا موطن زوجته السيدة صوفيا.
أما باسل فقرر السفر للخارج وسافر قلبي معه.
كنت أدفن نفسي دفنًا بأي شيء دورات تعليمية في التجارة والمحاسبة، اللغات، وعشق معي طبعًا، طلبنا من والدينا أن ننزل للعمل معهم في تجارة الأخشاب، في البداية كان الرد الرفض، لكننا لم نستسلم أبدًا طلبنا من أدهم المساعدة فتحمس وساعدنا في إقناعهم، بعد إلحاح منا وافقوا.
نقلنا العمل لمستويات جديدة بالكومبيوتر والأجهزة الحديثة ودخلنا مجال التصدير أيضًا، وصفقات مع مصانع الورق، لم يكن جدي أو والدي أو عمي ليصدقوا ما استطعنا فعله وكان الجميع فخورين بنا، لم يأت ذلك بين يوم وليلة، أخذ ذلك منا مجهودا كبيرًا وتركيزًا أكبر، لم يخلو الأمر بالطبع من دعاء القوة الثلاثية لنا بأن يهدينا الله ونتزوج لنرحم من عمل الرجال ولبس الرجال وشكل الرجال فلقد عشنا الشخصية الرجولية بحذافيرها، حتى أننا قصصنا شعرنا كاريه بدون أن نخبرهم، خاصمتنا القوه الثلاثية لمده شهر لكنهن تعودن علينا بمظهرنا الجديد بعد ذلك.
مرت سنتان كنا مصرتين فيهما على عملنا وعلى رفض الارتباط، علمت أن باسل عاد من الخارج وعادت معه الطيور التي كانت هجرت عش قلبي، وجه لنا باسل الدعوة لحضور حفل زفاف أخته هبة، لم نكن لنرتدي حُلة رسمية بالطبع فكل مننا كانت تريد أن تُري رجل أحلامها كيف أنها تستطيع أن تكون أنثى متى تريد.
سبقنا أدهم للفرح، وكذلك سبقتنا القوة السداسية جدي، جدتي، أبي، أمي، عمي وخالتي لأننا كنا ذهبنا لمركز التجميل.
دخلنا القاعة فتعلقت بنا كل الأنظار
حتى أدهم لم ينزل عيناه من على عشق، أكاد أقسم أن أدهم وقع في غرام عشق أخيرًا، ذهبت لدورة المياه وعندما خرجت أردت أن أشم الهواء قليلًا بعيدًا عن صخب الحفل فضايقني بعض الشباب، وجدت باسل أمامي وكأنه كان يراقبني فنهرهم وأبعدهم عني فلقد كانوا أقاربه
- لا يصح يا شباب إنها من العائلة.
قال أحدهم: وهل العائلة بها قمر كهذا؟
- يبدو أنك لن ترى بعد الليلة، انصرفوا.
قال باسل (موجهًا الحديث لي) لماذا جئت لهنا بعد خروجك من دورة المياه؟
- هل كنت تراقبني؟
- لا ولكن رأيتك بالصدفة.
- مللت من صخب الحفل فخرجت قليلًا.
- تبدين كالقمر.
- هل تغازلني؟
- لا، أقول الحقيقة وما أراه أمامي.
اعتراني الخجل والصمت ليقول:
- أريد أن أخبرك أمرًا هامًا.
- تفضل.
- بدون مقدمات، أنا معجب بك وأريد أن أتقدم لكِ، لكني لا أريد أن أحرج نفسي مع صديقي، فهل سيجد مطلبي القبول لديك؟
منحته ابتسامة بلهاء ثم هرولت من أمامه وكأني متسابق ماراثوني.
أما أدهم ظل طوال الحفل ملاصقًا لعشق يبعد عنها المعجبين وقال لها:
- هل يعجبك هذا؟
- ما الذي يعجبني!
- الرجال المتهافتون عليك.
بتحد قالت: يفهمون، وأنا لم ارتد شيئا خارجًا، كما ترى ملابسي غاية في الاحتشام لا عيب فيها.
- لا عيب في أنكِ تبدين كحورية وتخطفين أنظار الكل.
- ليس ذنبي ان الله خلقني جميلة والكثيرون يعجبون بي.
- تغيرتِ كثيرًا.
- أنت اردتني أن أعيش حياتي وها أنا أعيشها.
- ولكن..
- لكن ماذا؟
- أنا أريدكِ.
- الآن تريدني، هل أنا لعبة في يدك وقت أن تحتاجها تجدها؟ آسفه أنا لا أريدك.
صاحب ذلك مجيء باسل ناحيتهما ليقول: أدهم أريد أن أحدثك في أمر هام.
- الآن يا باسل؟!
- نعم.
وتركتهما عشق ليتحدثا
- ماذا تريد؟
- بدون مقدمات، أريد خطبة شيما.
- ماذا قلت؟
- أريد خطبة شيما، حدد لي موعدًا مع والدك، وأريدك أن تقنع شيما بي لكيلا ترفضني.
قال متصنعًا الغضب: ومن قال أني موافق بالأساس.
- أرجوك يا أدهم أنا أتمنى الزواج بها منذ أن رأيتها، لكن كنت أنتظر إلى أن أكون مناسبًا من كل النواحي المادية، أنت تعلم أني أحب الاعتماد على نفسي.
ابتسم أدهم واحتضنه: اعترف، اعترف يا عريس المستقبل.
عندما عدنا للمنزل تكلم أدهم مع والدي وحدد موعدًا لمقابلة باسل.
ناداني والدي: أنتِ بالطبع تعرفين باسل، لقد تقدم لطلب يدك.
- ولكن...
- لا يوجد لكن، اجلسي معه وتحدثي، وافقتك في رفضك للكثيرين، لكن باسل يعتبر واحدًا منا نعرف أصله وفصله، فكري جيدًا.
- حسنًا سأفكر (أفكر في ماذا؟! موافقة أنا بالثلث لكن لأتدلل قليلًا)
قابلت باسل، الذي جاء أولًا منفردًا ليعلم الرأي المبدئي قبل أن يأتي أهله،
تركونا وحدنا في الصالة
سألني: هل فكرتِ؟
- في ماذا؟
- في أكواز الذرة المباعة على الكورنيش، في ارتباطنا طبعًا.
اخذت أضحك حتى دمعت عيناي، فقال: هل أنهيتِ وصله الضحك؟ سيظنون أني أدغدغك.
استجمعت نفسي وتوقفت عن الضحك: نعم أنهيتها.
- والآن هل أجد لديك القبول لشخصي؟
وقفت وقد احمرت وجنتاي: أبي سيخبرك.
وتركته وغادرت
دخل أدهم عليه ضاحكًا، ودخل والدي وتحدثا واتفقا أن يحضر الأهل بعد يومين.
ثم خرج باسل وأدهم سويًا
قال أدهم: ستتم صداقتنا بزواجك من شيما، لن أوصيك عليها، دعك منها ومنك، الآن أنا في ورطتي مع عشق.
- قلت لك لن تجد مثلها.
- عندما كانت مفروضة عليّ من الكل لم أكن أفكر فيها، عندما كانت تهتم بكل تفاصيلي لم أنظر لها، والآن، أنا مجنون بها، أحلم بها كل يوم لكنها لم تعد تبالي بي.
- انت لا تفهم شيئًا، إنها ما زالت تحبك.
- كيف عرفت؟
- نظراتها لك لا تستطيع أن تغيرها.
- حقًا؟
- صدقني.
وكانت تلك الكلمة باعثًا للأمل في نفس أدهم
حضر أهل باسل واتفقوا على موعد تقديم الشبكة وعقد القران
كانت عشق تقف بالشرفة، اقترب أدهم من عشق قائلًا: عشق أريدك في أمر هام.
- تكلم.
- هنا.
- نعم هنا.
- أنا آسف على كل دمعه نزلت من عينيك بسببي، آسف على كل لحظه ضاعت في حياتي بدون أن أكون بجوارك.
قامت بادعاء اللامبالاة مع أنها تكاد تقفز فرحًا: والمهم.
- أريدك لي زوجتي.
- وأنا لا أريدك، سأتزوج بقرد ولا أتزوجك.
- كاذبة عيناكِ تفضحانك، ثم لن تجدي قردًا يحبك مثلما أحبك.
اقترب من طرف الشرفة وقال: إن لم توافقي سألقي بنفسي.
- لا يهمني.
فوقف على طرف الشرفة
بخوف عليه قالت: يا مجنون انزل.
تجمع الكل: انزل يا أدهم أيها المجنون انزل ستسقط.
- ليس قبل أن توافق عشق على الزواج مني.
قالت باكية: أوفق، انزل أرجوك.
قال منتهزًا الفرصة: سنعقد القران مع باسل وشيما.
- موافقة، انزل.
فنزل؛ فضربته على صدره: لا تفعلها مرة أخرى يا فاقد العقل.
فهمس لها: أحبك.
خجلت وتركته.
كانت السعادة ترفرف على المنزل وتجري التحضيرات على قدم وساق
في يوم عقد القران...
ارتديت أنا وعشق فستانين متماثلين في اللون والتصميم بسيطان بدون بهرجة، كان لونهما نبيتي.
بعد عقد القران جاء أدهم وباسل إلى حيث كنا نجلس
دخلا يتصنعان عدم الرؤية ويقولان: أين أنت يا زوجتي؟
قلنا أنا وعشق (ممسكتان بأيديهما): أنا هنا يا سلامه.
ليضحك أدهم وباسل: سلامه من؟
لنضحك نحن أيضًا: وهل نترككما تمثلان وحدكما؟
وانفجر الكل ضحكًا
خرجنا سويًا للاحتفال وذهبنا لمكان مولد حبي بئر مسعود
كان يومًا غاية في الروعة انتهى وعدنا للمنزل.
أكملنا سهرتنا نتحدث في الهاتف حتى الصباح، استيقظنا متأخرين بالطبع.
في أثناء نزول عشق لشقه الجد، قابلت أدهم على السلم
فقلت: سأسبقكما أنا لكيلا أكون عزولًا (وتركتهما على السلم)
قال أدهم ممسكًا بيد عشق مقبلُا ليدها ناظرًا في عينيها: هل هناك صباح أجمل من هذا الصباح يا مليكة القلب والروح؟
تورد وجه عشق: رؤيتك هي صباحي.
ليقترب منها ويضمها إليه، كان قلبها يتسارع بالنبض حتى أن أدهم سمعه، كان
صدرها يعلو ويهبط متسارع الأنفاس فابتعد أدهم
ابتسم أدهم وما زال ممسكًا بيدها: اهدئي، أحس أنك ستصابين بنوبة قلبية.
تلعثمت قائلة: أنا أنا...
ضمها إليه مرة أخرى مقبلًا إياها، لم تتحمل عشق وسقطت بين يديه مغشيًا عليها.
أخذ يربت على خدها، فتحت عشق عيناها فاحتضنها أدهم قائلًا: أفزعتني يا حبيبتي كل هذا من قبلة بريئة.
قالت مستنكرة بصوت خافت: بريئة!
هنا نادت القوة الثلاثية في نفس واحد عليهما: هيا، الإفطار جاهز.
قال ناظرًا في عيني عشق وهي ما زالت بين ذراعيه: بالنسبة لي لقد أفطرت.
تماسكت عشق ووقفت معتدلة وقالت: أنا جائعة.
تركته ونزلت مسرعة وجهها بالطبع كان ما زال أحمرًا ولاحظت الجدة ذلك، فقالت مبتسمة: ما بك لماذا أنت محمرة الوجه هكذا؟
رأت الجدة أدهم داخلًا ورائها
فقالت: عرفت الآن.
وأمسكت بأذن أدهم: اصبر قليلًا.
فقال: وهل أستطيع الصبر على هذا الشهد.
لتضربه على رأسه قائلة: تأدب أيها العاشق.
وانفجر الكل في الضحك فقد كن يتابعن الموقف.
مرت علينا أيام جميلة هادئة يغلفها الحب والجو الأسري، لكن الأيام تأتي بما لا نتوقع، في أحد الايام بينما والدا باسل قادمان ليسهرا معنا سهرة عائلية كالعادة إذ بسائق في غير وعيه يصطدم بالسيارة، ليتوفيا في الحال، كانت الصدمة شديدة الوقع على الكل فلقد كانوا من خيره الناس وأطيبهم سيرة، ولم نر منهم أو نسمع عنهم سوى كل الخير، بعد مراسم العزاء أصر الجد أن يظل باسل مقيمًا معنا، فهو وحيد لا أحد له بعد وفاة والديه، لم يكونوا ليتركوه وحيدًا يقاسي مرارة الفقد.
وبعد عدة أيام تم الاتفاق على أن نتزوج أنا وباسل في الشقة المخصصة لي بالدور الخامس، لكيلا نقيم بعيدًا عن العائلة.
كان سكن أدهم في الدور الرابع بالمنزل.
تم الزفاف بسيطًا، عائليًا، في أجواء هادئة احترامًا لذكرى والدي باسل، صدحت طيور الغرام تتوج اتحاد قلوبنا التي أضناها العشق، وأنهكها البعد، سبحنا في بحار الحب برباط مقدس.
بعد شهران اكتشفنا حملنا كانت فرحة لا مثيل لها، وجهزت كل منا احتفالًا بالشموع لزوجها الحبيب.
باسل كاد أن يطير من الفرحة بعد أن أخبرته، وأمضينا فتره بعد العشاء في أحضان بعضنا أمام التلفاز.
أدهم كان في قمة سعادته بالطبع وأصر أن ينزل مع عشق للتنزه على البحر، أسرت إليه عشق بأنها كانت مرهقه قليلًا وقلبها منقبض، لكن أدهم أصر أن تنزل معه للسير.
سارا سويًا يده تعانق يدها على الكورنيش، لم يلاحظا أنهما ابتعدا عن العمران ودخلا منطقه هادئة، لسوء حظهما كانت هناك مجموعة من الشباب السكارى موجودة على الجانب الآخر ورأوهم
ليصيح أحدهم: انظروا لهذه الفاتنة.
نظروا جميعـًا لعشق وأطلقوا صفيرًا
سمع أدهم الصفير وأحس بالخطر، فأمسك يد عشق التي ارتعبت بقوة، بعد أن لاحظت أنهما في منطقة نائية، وسارا بسرعة في اتجاه العمران
لكن الفتية لحقوا بهم وهم ينادون على أدهم: أيها الرجل انتظر.
أسرع أدهم يخرج هاتفه المحمول واتصل بباسل.
تعجب باسل من اتصال أدهم متأخرًا هكذا فرد عليه، ليأتيه صوت أدهم
مضطربًا: بسرعه يا باسل، نحن في منطقه ميامي، مكان خارج العمران، أسرع إنهم يلاحقوننا.
لم يكمل أدهم فقد أمسكه أحد الفتية من يده وقد وصل الحديث لمسامع باسل وهو
يركض على السلم، قال ذلك الذي أمسك بأدهم: إلى أين يا رجل لا تتعجل هكذا؟ سنعطيك فيها ما تطلبه إنها حقًا تستحق كل جنيه سندفعه، هل يكفيك خمسمائة جنيه.
صاح أدهم: هل جننت؟ ابتعد من أمامنا.
ليرد الفتى: جننت بجمالها، حسنًا سأعطيك ألف إنها تستحق.
صفعه أدهم بقوة، فأمسكه ثلاثة منهم وأمسك اثنان عشق وهي تصرخ فوضع أحدهم يده على فمها لإسكاتها.
وقال أحد الممسكين بأدهم: إذن سنأخذها وبدون مقابل.
صرخ أدهم محاولًا التملص منهم: أيها الأوغاد إنها زوجتي لن تأخذوها إلا على جثتي.
لتأتيه الإجابة على هيئة طعنة بالسلاح الأبيض في صدره.
حاول جاهدًا رغم إصابته أن يدافع عن عشق ويخلصها من أيديهم، ضربهم وأوجعهم، وهم أيضًا أوجعوه وضربوه كثيرًا لكن عددهم كان يفوقه.
ليخرج أحدهم مسدسه منهيًا ذلك القتال وأصابه في قدمه.
وأخذوا عشق وهربوا بها إلى سيارتهم، حاول التقاط أرقام لوحة السيارة وحفظ شكلها جيدًا قبل أن يسقط مغشيًا عليه.
وصل باسل ليجد أدهم ملقى على الطريق، غارق في دمائه، أخذ باسل يصرخ مناديًا على عشق لكن ما من مجيب.
في المستشفى كانت حاله أدهم خطرة، فالطعنة كانت قريبه من القلب، والرصاصة مزقت شريانًا في قدمه.
الكل كان في حاله فزع أين عشق؟
كانت نسرين تبكي صارخة: أريد ابنتي، أين ابنتي؟
بينما كانت لبنى تدعو: سترك يا الله، نجي ولدي يا الله، احفظ عشق.
وقضينا الليلة أمام غرفه أدهم، لا حول لنا ولا قوة، لا نملك إلا الدعاء لأدهم بالنجاة وأن نجد عشق سالمة.
حضرت الشرطة، لا معلومات بالطبع فصاحب المعلومات مغشي عليه بين الحياة والموت، أخبرهم باسل باتصال أدهم به واستنجاده به من مجموعه شباب، بدأت الشرطة البحث في المنطقة التي طعن بها أدهم لكن لم تجد شيئًا.
أما عشق فقد اختطفها الأوغاد في سيارة أحدهم وانطلقوا بها بعيدًا لشاليه في منطقه نائية، فبعد أن أدخلوها السيارة خدروها بمخدر كانوا يحملونه معهم.
أفاقت عشق صارخة تبحث عن قرين روحها، ليخبروها أنه قد مات، وأنها لهم ولن يتركوها أبدًا، قبل أن يستمتعوا بها ومعها، وخيروها أن يكون ذلك برضها، لكن صرخاتها وركلاتها لهم وبصقها عليهم كان أبلغ رد.
توسلت لهم أن يتركوها فهي حامل، لم يشفع ذلك لها، صفعة قوية من زعيمهم أسكتتها حين فقدت وعيها.
ليقوموا بالاتفاق فيم بينهم أن يستمتع بها شادي زعيمهم أولًا في يوم خاص به، ويتشارك كريم ووائل باليوم الثاني، واليوم الثالث من نصيب هاني وتامر، فالفتاة تبدو رقيقة، وهي معهم لن يتركوها.
طلب منهم شادي مشاهدته وتعلم كيفية معاملة الجميلات منه، وما أن اقترب منها محاولًا تقبيلها إلا وقد أفاقت، وخدشت وجهه بأظافرها، وأخذت تضربه محاولة التخلص منه، فما كان منه إلا أن ساعده الباقون في تثبيتها، لينال منها مبتغاه، لم يستطيعوا الصبر كما اتفقوا وتنابوا عليها، ينتهكون روحها قبل جسدها، لم يرحموا صراخها ولا توسلاتها، كانت تسقط في نوبات إغماء وتفيق، لم يتركوها أبدًا لقد استنزفوها استنزافًا بسبب ذلك المخدر الجديد الذي كانوا يتعاطونه، ماتت عشق، لفظت أنفاسها الطاهرة تحت وطأة خستهم، تيقنوا من موتها، لكن جمالها ما زال يعميهم، وذلك المخدر ما زال ينتشيهم، فعمدوا لانتهاكها مرة أخرى، حتى وهي جثة هامدة، دنسوها.
أفاق أدهم صارخًا باسمها
جاءت الشرطة أخذو أرقام السيارة ووصفها، ووصف لهم أوصاف المختطفين،
انطلق رجال الشرطة ليبحثوا وعمموا الأوصاف على باقي الأقسام.
أحد رجال الشرطة، الصول علاء شحاته الذي كان مرتشيًا ومن رجال شادي ابن رجل الأعمال أبو عزام تعرف أوصاف السيارة وعرف أن شادي المقصود فاتصل به وأبلغه بما كان، وطمأنه إنه سيعد محضرًا بسرقة السيارة بتاريخ قديم، ونبه عليهم بأن يلقوا الفتاة في مكان مهجور وأن يهددوها أنهم سيقتلون أهلها إن فتحت فمها وتكلمت، طمأنه شادي بأنها لن تتكلم، فلقد ماتت، فأخبره أين يلقيها ويتخلص من جثتها، وكيف يتخلص وأصدقاؤه من آثارهم عليها.
أغلق شادي مع علاء وتوجه لشياطينه، فعلوا ما أمرهم به علاء، وألقوها في المكان الذي أخبرهم به.
في الصباح وجد أحد السائرين الجثة وأبلغ الشرطة.
وقع الخبر على رأس أدهم والعائلة كالصاعقة، الجد والجدة لم يتحملا الصدمة، مات الجد من فوره، وسقطت الجدة ليتم نقلها للعناية المشددة.
أما نحن النساء أنا وأمي وخالتي فأصبنا بانهيار عصبي حاد، تماسك والدي، عمي
وباسل من أجل الجميع، تحامل أدهم على نفسه وصمم أن يتعرف هو على جثة عشق.
طلب منهم أن يتركوه وحده، كشف عن وجهها وقبلها من جبينها قائلًا: لا أسف سيعيدك إليّ يا حبه القلب، لا عذر لدي لأتركك لهم.
ووضع يده على بطنها: أنت يا طفلي الذي لم يولد، هذه قبلتك الوحيدة مني.
وقبل بطنها
ووضع يده على قلب عشق وقال: أقسم بالذي زرع الحب في قلبينا أن أنتقم لك من هؤلاء الأوغاد، قسمًا برب السماء يا صغيرتي لن أهدأ ولن أذرف الدمع، ولن أسمح لجسدي أن يذوق للراحة طعمًا قبل أن أثأر لك ولفقيدي الصغير.
دفن الرجال الجد، انتهى تشريح جثة عشق، وطبعت النتائج كما أراد شادي ورفاقه بلا أي دليل يثبت تورطهم، لقد تحدثت سطوة المال، وتغلب الفساد على أي ضمير.
تم التصريح بدفن الجثة، دفن أدهم قلبه معها، دفن حبه، دفن حياته، لم يقم عزاء ولم يقبل بتقبل العزاء، ذهب مستندًا على عكازه ليتابع ما وصلت إليه الشرطة، فلقد علم أنهم أمسكوا بهم طبقًا للأوصاف التي أدلى بها.
وهناك قابله الصول علاء شحاته، ليعلمه بأن تقرير الطب الشرعي لا يربط أبدًا بينهم وبين جثة زوجته، وبأنهم أحضروا شهود كانوا معهم وقت وقوع الخطف،
وأفهمه بكل صراحة أنه لن يستطيع أن يثبت شيئًا، ولن يناله سوى العداوة التي ستصبح بينه وبينهم وبأن مراكزهم في الدولة كبيرة، وهدده بأنه ما زال لديه أمه وأخته ويجب عليه أن يخشى من وقوع سوء لهما.
تم إخلاء سبيل المتهمين، تأكد أدهم أنه لا سبيل لأخذ ثأر زوجته وولده إلا بقانونه هو، ولكن أخذ الحق حرفه، ومن يفعل لا يقول سأفعل.
الكل كان مصدومًا، محتقنًا، حزينًا، خائفًا.
وكأن تلك النوازل لم تكن كافية لتفيض روح الجدة أيضًا لبارئها.
ذهبنا لدفنها في المقابر وهناك أقسم أدهم ومعه باسل على أخذ حق عشق، قال
أدهم أمام قبر عشق: أنا المكلوم في قلبي وفي ولدي، أنا الميت الحي، أقسم بالذي تركني حيًا أن هذا القلب سينتقم وسيكون انتقامي شديدًا وسأجعلهم يتذوقون العذاب جزاء ما فعلوه بك يا عشقي.
قام أدهم بتصفية أعمال الجد وشركته، وقرروا جميعًا السفر لإيطاليا، فسيعمل أدهم وباسل هناك في مستشفى سيد ناصر الاستثماري في فرعها بإيطاليا،
وصحبنا معه، اشترينا بيتًا كبيرًا هناك ليسعنا جميعًا، مرت أيام حملي وأنجبت ولدًا أسماه أدهم "مهند" أي السيف الرقيق الحاد.
أدهم وباسل لم يكونا ليتركا حق عشق يضيع، لكنهما أيضًا لم يكونا ليخسرا أحدًا آخر يكفينا ما خسرناه، لقد أوهموا الجميع أنهم رضخوا لطغيان وتزوير شادي أبو عزام وتركوا البلد بأكملها.
لكن عيونهم كانت على شادي وشياطينه.
كان أدهم أو باسل بالتناوب يعودان لمصر في مهمات للمستشفى ويجمعان المعلومات عن شادي ورفاقه، عام كامل يجمعان كل ما يستطيعان عنهم وليتأكد الجميع أنهم لن يفكرا في الانتقام.
قررا أن يظفرا بهم كل على حده، تواصل أدهم مع تامر على الفيس بوك على أنه فتاه وعاش معه قصه حب وكان يرفض أن يحدثه في الهاتف بحجة أن أهله محافظين ولكنه أرسل له صورة فتاة فاتنة، وبعد أن استبد به الشوق اتفق معه أنه سيلاقيه ويحضر معه ابنه عمه، وطلب منه أن يحضر معه أحد اصدقائه ليجلس كل اثنان سويًا.
أخد أدهم وباسل أجازة بحجه الذهاب معنا لمنتجع سياحي لكنهما نزلا مصر سرًا في أحد المراكب.
وأكملا خطتهما مع تامر، في ذلك اليوم أعدا العدة لكل شيء، أرسل أدهم لتامر أنه سيقابله مع ابنه عمه واتفقا على مكان اللقاء، ثم قام باسل بالدخول لحساب تامر
ومسح الرسائل المتبادلة فيما بينهما.
في المساء ارتدى أدهم وباسل ملابس نسائية ونقاب، وذهبا للمكان الذي سيقلهما منه تامر كما اتفق.
جاء تامر مصطحبًا معه هاني، فقد كان أقربهم له.
ركب أدهم وباسل السيارة ولم يعطيا لتامر أو هاني فرصه، خدروهما وقادا بهما لمكان في الطريق الصحراوي، وعندما أفاقا عرف منهم أدهم ما فعلوه بعشق بالتفصيل وعلم أن اسمه كان آخر ما نطقته.
ظل يضربهم إلى أن خارت قواه، وحقنهما بعقار يجعلهما يشعران بكل شيء ولكنهما لا يستطيعان الحراك، وقطع باسل لهما شرايين يديهما وتركاهما في الصحراء ينزفان فريسه لضواريها وغادرا في عربة أعداها مسبقًا.
عادا لإيطاليا سرًا، استقبلناهم بالترحاب.
اقترب أدهم من خالتي نسرين: اطمئني خالتي اليوم بداية الثأر لن أهدأ حتى أنتقم من الجميع.
اكتشفت الشرطة الجثتان ولم يستدل على الفاعل.
بعد أن هدأت الأمور، نزل أدهم وباسل سرًا هذه المرة لينالا من وائل وكريم
حدثاهما في الهاتف أن لديهما الدليل أن من قتل هاني وتامر هو شادي وأنه يخطط أيضًا لقتلهما واتفقا على لقاءهما في يخت بالميناء.
صعد كريم ووائل على اليخت المقصود، فخدرهما أدهم وباسل وجرداهما من ملابسهما وقام أدهم بتكسير كل عظمه في جسديهما، حرفيا لقد سحقهما بكل ما في الكلمة من معنى، كما سحقا روح عشقه، ترك وجههما فقط ليستدل عليهما بسهوله وألقاهما على رمال شاطئ مهجور.
وغادرا لإيطاليا كما جاءا.
بدأت الحياة والبهجة تعود لعائلتنا المنكوبة، لم يبق سوى رأس الأفعى ذلك المأفون شادي.
عجزت الشرطة عن الوصول لقاتل وائل وكريم ولم يشك أحد في أدهم فضحايا هؤلاء الأوغاد كثيرون والكل فرح بمقتلهما،
كان شادي حذرًا في تلك الفترة خائفًا، انتظر أدهم حتى بدأ حذر شادي ينتهي وعاد لروتين حياته السابق وسكره وعربدته، راقباه مراقبة كثيفة حتى يتحينا فرصة للقبض عليه وحيدًا، لتأتيهم الفرصة سانحة، كان برفقة بعض من السكارى وتركهم ونزل على الرمال بعيدًا عنهم ليقضي حاجته، فأمسكاه وانطلقا به بعيدًا بدون أن يراهم أحد، وضعاه في مخزن مهجور بالميناء في منطقة مهجورة، قيداه عاريًا.
واستدرج أدهم الصول علاء هو الآخر.
وقيده بجوار شادي، وسكب عليهما البنزين وأحرقهما.
أدهم أعد العدة لكل شيء، كتب خطابًا اعترف فيه بكل ما فعله، وبتحمله مسؤولية انتقامه بمفرده وأن لا أحد عاونه فيه وبانتقامه كاملًا، وأخبر الشرطة أنه سيكون متواجدًا أمام قبر عشق، وتدبر أمر من سيسلم الخطاب للمأمور.
ذهبا لقبر عشق، ركع أدهم أمام قبر عشق وانفجر في البكاء والصراخ وعندما هدأ وضع يده على قبرها وقال:
- أنا المكلوم في قلبي وفي جسدي، اليوم أكتمل انتقامي لأجلك يا عشقي أنت وفلذة كبدي الذي لم أره، اليوم تهدأ نيران انتقامي لكن نيران شوقي لك لن تهدأ أبدًا.
وصمت للأبد
كأن الله أمهله حتى يأخذ حق عشق، كان قلبه يصمد حتى ينتقم واليوم حقق المراد وكف القلب العاشق عن النبض.

تمت بحمد الله

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة حسن غريب
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑58الكاتبمدونة خالد دومه56
2↑43الكاتبمدونة كريمان سالم70
3↑29الكاتبمدونة عبير محمد119
4↑23الكاتبمدونة غازي جابر79
5↑18الكاتبمدونة ياره السيد112
6↑15الكاتبمدونة آمال صالح21
7↑14الكاتبمدونة عبير مصطفى73
8↑13الكاتبمدونة عبير بسيوني173
9↑12الكاتبمدونة أسماء نور الدين83
10↑12الكاتبمدونة شيماء الجمل129
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1068
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب687
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم566
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني422
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب328545
2الكاتبمدونة نهلة حمودة184317
3الكاتبمدونة ياسر سلمي176064
4الكاتبمدونة زينب حمدي168338
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126463
6الكاتبمدونة مني امين115748
7الكاتبمدونة سمير حماد 105385
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي96563
9الكاتبمدونة مني العقدة93479
10الكاتبمدونة مها العطار86756

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

1629 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع