آخر الموثقات

  • لو جيت وقلت ف يوم ...
  • تجارب النضج
  • ذو الحجة… شهر النفحات والاستعداد للعيد الأكبر
  • حكم دار عصير الكتب
  • أحاسيس الأبرياء..
  • هُدنة مع العدم
  • تغريد الكروان: ثورة
  • مخاض الكلمات
  • لقاء عابر
  • ذلك الخبر ..
  • دعني أُحبُّك في صمت!
  • حبآ بلا منازع..
  • منك لله يا قابيل - سيرك ولاد الحلو - تيجي نلعب استغماية - خلاويص؟ لسسسه
  • اللامنتمى 
  • المرايا..
  • غرام بالصدفة
  • الصداع النصفي .. والاستخدام الآمن لأدوية العلاج والوقاية
  • النصيب .. تعرفوا معناه ؟!
  • القايمة في مصر
  • لا تُراهِنْ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نشوة أبوالوفا
  5. العبابسة - الفصل الثامن

أغلقت ملیكة الھاتف مع رابحه، وتوجھت لغرفتھا تقف أمام صوره طایع التي تتوسط الغرفة تنظر لھا:

- وحشتني قوي یا طایع، یخربیت كده، أنا كنت بازھق من مكالماتك لیا كل شویه أیام الكلیة وباقول خانقني، بس ما كنتش عارفه إن الخنقه دي ھي الاكسجین اللي بیخلیني أعیش الیوم، ھونت علیك یا طایع یومین ونص ما تكلمنیش.

 لیأتي صوت من خلفھا: ما أنا جیت أھو.

صرخت باسمه ولم تدر بنفسھا إلا وھي بین ذراعيه وتبكي، رفع رأسھا: بتبكي لیه یا ملیكتي؟

- یعني مش عارف، عشان أنت مخاصمني.

نظر لھا بحب: ولو أنا مخاصمك بتعملي إیه بین دراعتي؟!

تنبھت أنھا حقًا بین أحضانه وحاولت التملص منه، إلا أنه أمسكھا من

 یدھا: على فین بس(وأحاطھا بقوه وضمھا لصدره) ھو دخول الحمام زي خروجه.

 - سیبني یا طایع.

- لا ما اسیبكیش.

- ھاصرخ وأنادي على أمي.

ضحك قائلًا: خالتي نایمه، وحتى لو صاحیه، انتي ناسیه إنك مرتي ومكتوب كتابنا.

ترفق بھا وأفلتھا فقالت: لا مش ناسیه، بس اتلم.

  حاول الاقتراب فابتعدت فقال: طب خلاص ھاجرب نتكلموا بس، ما ھالمسكیش. اقتربو هو يهمس بحنان: وحشتیني یا ملیكتي.

- أنا كنت ھاتجنن، ھنت علیك یا طایع.

- معلش ما أنا برضك روح ودم، انتي ما تعرفیش اللي حصل، الیومین اللي سبتك فیھم، فضیت كل شغل لیا مع سالم ومشیته.

 نظرت له بدھشة.

فرد: أومال عاوزاني اسیبه یشتغل معاي وآني خابره یحبك، یحمد ربنا إني ما جتلتوش، كرامة للعیش والملح اللي بینا.

- تقتله!

فاقترب منھا وأمسك یدیھا یحتضن كفھا ویضعه على قلبه: واجتل أي حد یفكر یجرب من ملیكتي.

- طایع، باحبك.

- وآني باعشجك.

واقترب منھا حتى شعرت بأنفاسه الحارة على وجھھا، تمالكت نفسھا قلیلًا وقالت ھامسة: بلاش، وربنا ما ھاقدر أقاومك.

ابتسم ابتسامة لم تراھا لأنھا قد أغمضت عینیھا: ولا أنا ھاجدر أبعد لو لمست الشفایف الحلوة دي.

وتنھد حتى شعرت بلھیب أنفاسه وابتعد زافرًا: یا رب الصبر.

 تنفست الصعداء وھرعت للخارج وھو یضحك.

**

بینما في مكان آخر رجل یذرع الشرفة ذھابًا وإیابًا

- خلاص یا سالم كفایه اقعد بقى.

لیقف والغضب یملأ كیانه: كفایه إیه یا نجوى، صفى كل الشغل، واداني حقى وطردني، ونبه علیا لو شافني بابص لیھا بس ھیقتلني، وقالي إحمد ربنا إني عامل للعیش والملح حساب.

ردت بضیق: ما انت كمان اللي استعجلت یا سالم، إنت عارف إنھا بتحبه، تقرب منھا إزاي كده؟

رد بحنق وغیظ: كنت فاكره مش جاي المكتب ولقیتھا قدامي ما قدرتش أمسك نفسي، أنا باحبھا یا نجوى وعاوزھا (وضرب الطاولة بیدیه) وأقسم بربنا لتكون ملیكه لیا بمزاجھا، أوغصب عنھا مش ھتفرق، ولا یھمني، المھم تكون بین إيديا وبس.

أخذت نفساً طویلًا: اصبر یا سالم وكل واحد مننا ھینول مراده، أنت فاھم إني مش عاوزه طایع، أنا مجنونه بیه، وھوما بیشوفش غیر الست ملیكه بتاعتك دي.

 نظر لھا: وبعدین یعني.

قالت وھي تنفث دخان السیجارة: اصبر یا سالم وسیبني أخطط.

واتحدت قوى الشر، وانزوى إبلیس لیشاھد ویتعلم من أبالسة البشر.

  **

في المساء بعد أن أسدل اللیل ستاره على أرض العبابسة وفي دوار فھد تحدیدًا بالحدیقة الغناء التي تحیط بالدوار وتحت تكعیبة العنب یجلس فھد ینعم بالقلیل من الھدوء، بینما قد ذھبت رابحة في زیارة لملیكه منذ الصباح، ومنھا ستتجھان للبندر لتكملا شراء ما تحتاجانه لتجھیزات الزفاف.

كان رضوان الغفیر یقف منتظرًا حتى ینھي فھد قھوته، ما أن أنھى فھد القھوة حتى اقترب رضوان قائلًا: سیدي الباشا، كت راید افاتح جنابك في موضوع إكده.

 نظر له فھد: خیر یا رضوان؟

أخذ رضوان نفسًا طویلًا: آني راید اتجوز.

ابتسم فھد: وماله خیر ما نویت، اخترت عروسه وإلا نشوف لك.

ابتسم رضوان حتى بدت نواجذه: لا اخترت العروسه، بس ما خابرش توافج بیا وإلا لا.

نظر له فھد: لیه ما توافجش؟ أنت راجل ملو ھدومك ودراعي الیمین، وراجل ینشد بیه الظھر، ما انتاش جلیل یا رضوان، مین العروسه؟

رد بسرعه وسرور: ونیسه یا باشا.

ابتسم فھد: زین ما اخترت یا رضوان، مربینھا وسطینا وخابرینھا زین، اعتبره تم.

جاءت ونیسة بعد قلیل تحمل صینیة علیھا الشاي والفایش، لینظر لھا رضوان بفرح، ولم یتكلم وفھد یجیل النظر بینھما مبتسمًا، بینما ظنت ونیسه أنه یبتسم لھا فبادلته البسمات وقلبھا یرقص فرحًا.

بعد أن أنھى فھد جلسته كانت رابحة قد وصلت فدخل فھد: الحمدلله على السلامه یا ست الصبایا، ھا خلصتوا.

ردت بتعب: لا لسه وﷲ، ھلكنا یا فھد، ماعتش قادره أحط رجلي على الأرض من اللف.

اقترب منھا: باه لفیتو كتییر.

أومأت برأسھا: اتدغدغنا ولسه ما خلصناش.

  فحملھا وھي تصرخ: فھد بتعمل إیه؟

نظر لھا بحب: بتجولي مش جادره تحطي رجلك عالارض، ھتطلعي السلم كیه بس؟

نظرت له بخجل: طب والخدامین يقولوا إيه وإنت شايلني كده؟!

ضرب جبھته بجبھتھا: ما حدش لیه عندي حاجه إنتي مرتي على سنة ﷲ ورسوله، وآني اللي صابر علیكي بس.

وصعد بھا السلم ووقف أمام باب غرفتھا فقالت: لھنا وبس.

- ھاوصلك السریر.

- لا.

- یا رابحه.

ابتسمت ونزلت أمام الباب: لا ھنا وبس.

- ھاجولكك خبر ھیفرحك وتكافئيني عليه هاوصلك للسرير بس.

- إیه الخبر الأول و بعدين نشوف هتوصلني لفين؟

- رضوان طلب ید ونیسه.

- بجد! الحمد لله هاخلص منها، طب وافقت.

نظر لھا بعمق: وھي لیھا كلمة بعد كلمتي، الصبح ھاجولھا، تجهز نفسها.

- أحسن خلیھا تشیلك من راسھا.

- انتي ظالماھا.

اقتربت منه وأمسكته من جلبابه: ما أنت ما بتشوفش بتبصلك ازاي؟

أمسك یدھا: غیرانه یا جلب الجلب.

- أنت فھدي أنا وبس، اللي تبصلك أجیب أجلھا.

 ضحك بصوت مرتفع: آه یا وحش أنت یا جامد.

واحتضنھا، تفلتت منه ودخلت غرفتھا واغلقت الباب في وجھه سریعًا ووقفت وراء

الباب: تصبح على خیر بقي، أنا عاوزه أنام.

دخل غرفته وبعد قليل من الوقت كان يتمدد على السریر، ليجد باب غرفته يفتح وتدخل أنثى، نظر لتلك المقتحمة والاندهاش يتملكه وقال: خیر یا ونیسه رایده ایه؟ قالھا وھو یقف، بينما ونيسه تغلق الباب فقال: ھملي الباب مفتوح يا ونيسه.

لكنھا أكملت إغلاق الباب قائلة: رایداك بموضوع مھم یا سیدي، ما ينفعش والباب مفتوح.

- زين ، يبجى نخرجوا للجاعه الكبيره.

 استدارت له مقتربة منه، ثم خلعت الرداء الذي كانت ترتدیه لیصدم فھد من ھیئتھا وذلك القمیص الأسود الحریري الملاصق لجسدها، كاشفًا عن صدرھا، وذراعیھا فصاح:

- إیه ده؟ (وأدار لھا ظھره) اتحشمي یا بت.

ھرعت نحوه ووقفت أمامه: آني رایداك یا سیدي فھد، وباموت في التراب اللي بتمشي علیھه، وجایه برجلیا أوھبك نفسي، خلیني مرتك في السر، وآني راضیه وما ھاجولش لحد واصل.

 صفعھا صفعة قویة، فنزف جانب شفتیھا، وضعت یدھا بموضع الصفعة

- راضیه یا سیدي حتى لو ضربتني، راضیه، بس خلیني جارك.

 دفعھا بعیدًا عنه: كنك جنیتي یا ونیسه.

- لا ما جنیتش، آني أحج بیك من رابحه، آني كبرت وأنت جدام عیني، آني اللي كت أخدمك واراعیك، اليوم اللي كنت تضحك ليا وتشاكسني فيه كان يبجي عيدي وفرحتي، واليوم اللي كنت تتودر فيه كان يبجي حزني، أنت لیا آني وبس.

 صفعھا مرة أخرى لتقع ھذه المرة على الأرض: اعجلي و حطي عجلك في راسك واوزني الكلام زين، أنتي طول عمرك خابره إن جلبي ما سكنتوش واحده غير ستك رابحه، وآني عمرك ما عاملتك معامله أزيد من أيتها خدامه في الدار، ولعلمك انتي ھتتجوزي رضوان، طلبك مني وآني اديته كلمتي والعجد بكره عشیه.

اقتربت من أقدامه زاحفة: ارحمني یا سيدي، بلاش تجوزني، وآني ما ھاعیدھاش.

دفعھا بقدمه: اطلعي بره بدل ما أجتلك وارتاح منیكي.

نفذ الماء الموجود بالدورق بجانب السرير عند رابحه، فخرجت لتملأه، لكنها رأت من بعيد نور غرفه فهد مضاء فقررت أن تمازحه وتشاكسه قليلًا، فتوجهت ناحية غرفته، لتصدم أنه يكلم أنثى، إنها تميز ذلك الصوت جيدًا إنه صوت ونيسة، فتحت الباب بسرعة لتجد ونيسة بذلك المظهر أرضًا تحت قدمي فهد صعقت واتسعت عيناها اندهاشًا، ووقفت تنظر لھما:

- ده إیه ده إن شاء ﷲ؟

فوقفت ونیسة والتقطت ردائھا الملقى على الأرض، ووضعته علی جسدها ونظرھا مسلط على رابحة بنظرات لا تفھمھا سوى النساء مفادھا (إنه لي أنا)

 وقالت وھي تنظر لفھد:

- آني ماشیه یا سیدي، ما تنسانيش بجى.

وبینما ھي تمر بجوار رابحة ھمست بجوار أذنھا:

- مش أول مره أسھر ھنیه، یا بختك بیه سبع ولا كل الرجال، آه يا جلبي الجايد نار زي جسمي آه.

فأمسكتھا رابحة من شعرھا وانھالت علیھا بالضرب وهي تصرخ:

- آه يا قليلة الربايه، أنا هاعلمك الآه تتقال ازاي أنا هاموتك واخلص منك، انتي ما ينفعش تعيشي، أنا من الأول قلت انتي ناقصه وعينك تتدب فيها رصاصه.

لیخلصھا فھد منھا بینما ونیسة تبتسم لقدرتها على إثارة غضب رابحه، ظانة أنها بهذا ربما تفرق بين رابحه وفهد، ويسمع الكل بالفضيحه فيتزوجها فهد كان هذا ظنها.

 كانت رابحة تصرخ موجهة الكلام لفهد وملقية باللوم عليه:

- بتقول ایه الحیوانه دي؟ وكانت بتھبب إیه عندك بقمیص النوم ده؟ و نار إيه اللي قايدة فقلبها دتتها وجع في قلبها.

استیقظت صبیحة على الضوضاء، لتجد ونیسة تنزل السلم ممسكة بردائھا ورابحة في الغرفة مع فھد تقاتله وتضربه في صدره:

- انطق كنت بتعمل ایه؟ ومش لاقي إلا الخدامه تخوني معاھا یا واطي.

وفھد یمسك یدھا: اھدي یا رابحه عافھمك.

دخلت صبیحة وصرخت: بس.

وأبعدت رابحه عنه: فیه إیه؟

لتنطلق رابحه كالسھم المارق وتحكى لھا ما رأته، وما قالته ونیسة:

- بقى أنا ادخل الاقي البيه مع الواطيه ونيسه والحيوانه مرميه تحت رجله بقميص النوم، شوفي بقي كانت بتعمل إيه؟ وقليله الربايه تقولي يا بختك بيه وقلبها قايد نار، إلهي يقف قلبها يا رب واسمع خبرها.

نظرت صبیحة لفھد: احكیلي اللي حوصل یا ولد.

 فروى فھد ما حدث.

قالت صبیحة: فھد صادج، ده ولدي وآني خابراه زین، واعرف إن كان صادج وإلا لا، خلاص نلموھا الحكایه دي ونعجد للبت على رضوان یلمھا، لساتھا عجلھا صغیر والشیطان لعب بیه، الموضوع انفض، على جاعتك یالا یا رابحه.

خرجت رابحة متبرمة، بینما صبیحة تخاطبھا: رابحه الموضوع انتھى ما فیش حدیت فیه تاني.

دخلت رابحة غرفتھا تغلي وتزبد، بینما نزلت صبیحة لغرفة ونیسة، وأغلقت الباب، فارتدت ونیسة للخلف حتى التصقت بالحائط، بینما صبیحة تقترب منھا ثم صفعتھا بقوة:

- على ﷲ الجلم ده یفوقك، ویبعد الشیطان اللي لبسك، مش ھاتكلم ولا أجول أكتر من أكده والعجد بكره عشیه على رضوان، وحسك عینك اشوف عینك تناظر فھد والا تجربي منیه تاني، فیھا موتك یا ونیسه.

 ثم خرجت، كان الشیطان جلیس ونیسه، یوسوس ویوسوس....

و في الصباح أعلن فھد خبر التحضیر لزواج ونیسة ورضوان، وفي المساء حضر المأذون لیعقد لرضوان على ونیسة وسط الزغارید والاحتفال، ثم صحب رضوان ونیسة لغرفته بالحدیقة.

 وما أن دخل وأغلق الباب حتى قال: ألف مبروك یا زینة داري.

 ردت باقتضاب: یبارك فیك.

نظر لھا: مالك یا بت الناس، انتي مغصوبه عليا.

نظرت له ببرود: ما أجدرش أخالف سیدي فھد، ادیني جاره.

 نظر بتساؤل: جاره كیه؟ خلاص انتي ما ھتخدمیش تاني، آني اتفجت مع البیه.

- اتفقت إيه بس، ده تلاجيه بيسكتك بس هبابه، وھو البیه یستغني عني.

- جصدك إیه یا ونیسه؟

ابتسمت ووضعت یدیھا في خصرھا: زي ما فھمت اكده، شایفني كسم ورسم

 وطول عمري مع البیه في الدوار، ما یجدرش یبعد عني، ولا یآكل إلا من یدي،

وإن كان جوزني لیك فده منظر بس، آني بتاعة البیه.

  أشعلت الكلمات النار في رأسه: أنتي بتاعتي آني ومرتي آني.

  وھجم علیھا بخشونة فلقد أثارته تلك الكلمات وجعلت الظنون تلعب برأسه، وأخذ حقه الشرعي منھا بالقوة، وبعد تأكده من عذریتھا نظر لھا شذرًا: بتاعة البیه كیه وانتي لساك بشوكك.

لملمت ملابسھا وشدت الملاءة علیھا وابتسمت والشیطان یتحد معھا ويقف لها مصفقًا: ما أنت فتحت الطریج خلاص.

- آه يا بنت ال...

انھال علیھا ركلًا و صفعًا حتى فقدت وعیھا، ثم جلس یلتقط أنفاسه وھو یحاول طرد الشیاطین التي تتراقص أمام عینیه، وتصور له خیالات كاذبه لما كان یحدث بین ونیسة وفھد، حتى انبلج الصباح، اغتسل ووكزھا بعنف:

- إیاكي تطلعي بره الأوضه.

ثم خرج مغلقًا الباب.

وجلست ھي على السریر تحدث نفسها و تغزل الخطط مع شيطانها وتقول

 (إن ما كنتش لیا یا فھد یبجي موتك ارحم).

جاءت صبیحة ومن بالدار یباركن لھا، أنقدتها صبيحه النقوط وقالت:

- ربنا یھدي سرك، ويكملك بعجلك، جوزك وسره تصونيه وما تخرجيش عن طوعه، ورضوان طيب وجلبه ابيض، وهيسعدك.

ثم غادرت صبيحة وتركتها مع رفيقاتها الخادمات، عرفت منهن أن فھد ذھب ناحیة الأرض الشرقیة بدون رضوان وأن رضوان یشرف على الطبیب الذي یعالج إحدي فرسات فھد.

 كان شباك الغرفة یكشف الحدیقة، برؤیتھا رضوان قادمًا من بعید مودعًا الطبیب، خرجت من باب الغرفة بدون أن یلمحھا رضوان وجاءت من الاتجاه الشرقي متعمدة أن یراھا وھي تغلق باب الغرفة، ما أن لمحھا حتى ھرع للغرفة، وأغلق الباب ممسكًا إیاھا من ذراعھا: كتي فین یا بنت الأبالسه؟

أزاحت ذراعه: كنت مع سیدي البیه حدا الأرض الشرجیه.

- وبتجوليها بكل بجاحه.

- وهاخبي ليه، هو سيدي وسيدك واللي يأمر بيه واجب وآني ما أجولوش لاه واصل.

- یا بنت الأبالسه.

وضربھا حتى أدماھا، ثم خرج لیجد فھد قادمًا، استفسر فھد منه عن حال الفرسه ورد باقتضاب : زينه الفرسه بجت زينه والدكتور طمني.

فقال فهد: مالك یا رضوان؟ وشك مجلوب لیه؟

- ما فیش یا باشا.

نظر له بتفحص: خیر ونیسه لحجت زعلتك، خدھا بالمسایسه یا رضوان، دي بت عجلھا صغیر.

- حاضر يا باشا.

لم يهدأ لرضوان بال، التساؤلات والظنون تعصف به، إنه يعلم جيدًا أن فهد لم ولن ينظر لأنثى سوى سيدته رابحه، ولكن لماذا تقول ونيسه ما قالته؟!

أخذ رضوان یستقصي ویسأل، حتى علم أن الغفر كانوا مع فھد ولم یتركوه لحظة واحده، دخل لونیسه وجلس على السریر يستجمع نفسه ليعاملها بهدوء ويفهم منها لماذا تضع نفسها هكذا في موضع شك ربما يؤدي به لقتلها:

- انتي لیه بتكدبي یا ونیسه، لیه شیاطینك مفھماكي اني راجل من غیر عجل وھاصدج كدبك ده، وأسلم بكلامك وأجول آمين، فاهمه إني مش عارف البيه كويس، بلاش دي خلي البيه من جدامي حاجه ومن وراي حاجه، فاهمه إني مش هأسال ولا أدور، عاوزه إیه، عاوزني اتجنن وأجتلك.

اقتربت منه وبصوت أقرب لفحيح الأفاعي قالت:

-لا، تجتله ھو، مش ھو اللي اتعدي على شرفك، وآني مغلوبه على أمري ما اجدرش أجول لا.

أمسكھا من كتفیھا:

- لیه بتكدبي؟ البیه ما جربلكیش، ولا انتي رحتي الناحیة الشرجیه من أساسه.

قالت والشر یملأھا:

- ما رضا ش بیا، رحتله بنفسي وجلتله آني لیك وقالي لا، قالي ما رايدش من صنف الحريم غير رابحه، یا ھتجتله أنت وأبجي آني لیك، یا أجتله آنى.

نظر لھا شذرًا غير مستوعب لما قد قالته:

- كانك جنیتي، انت فاھمه إني أبیع فھد باشا عشانك، لیه؟!

اقتربت منه: عشان أكون لیك بدل ما أكون لغیرك.

 أمسكھا من تلابیبھا: جصدك إیه یا وش الخراب؟

- جصدي یا تجتل فھد یا اشوف غیرك یجتله وأكون لیه.

ضربھا ضربًا مبرحًا وهو يقول:

- والله يا فاجرة لأوريكي النجوم في عز الظهر وأخليكي تتمني الموت وما تطوليهوش، فاكراني راجل عويل إياك، فاهمه إني ما أجدرلكيش، آني هاربيكي وأتوبك عن اللي فى راسك ده، وبعدين هاطلجك، عشان آني ما طايجكيش ولا عت رايدك.

 تصنعت الاغماء، فتركھا على الأرض واستسلم للنوم، وفي الصباح قبل أن یخرج نبه علیھا بألا تخطو قدماھا للخارج وإلا أنھى حیاتھا بدون تردد، بعد قلیل بینما ھو واقف أمام الدوار بانتظار نزول فھد، شاھد بدور تتجه لمكان سكنه، لبثت قلیلًا هناك، ثم دلفت للمنزل ثم عادت مرة أخرى لمسكنه، فأوقفھا في طریقھا للدخول:

- مش خیر یا بدور، رحتي وجیتي و لساك راجعه تاني یعني.

أجابته ونظرھا في الأرض لا ترفعه فكیف ترفعه لتنظر له وھي متیمة في ھواه ذلك القوي الخشن، حب حبسته بداخل قلبھا كثيرًا ولم تفصح عنه أبدًا، حسرتھا یوم زواجه كادت تودي بحیاتھا بعد أن أصابتھا حمي شدیدة أنقذتھا منھا عنایة ﷲ وحده، أجابته بصوت أقرب للھمس:

- راس ونیسه كانت وجعاھا شویه، كت بادیھا حبوب للصداع.

ومر الیوم ....

 في المساء دخل لداره وطالب بالطعام، أحضرته ونيسة وقد طهت ما لذ وطاب، تناول طعامه واستسلم سریعًا للنوم، بعد قلیل وكزته ونیسة:

- رضوان، أصحى یا رضوان.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة حسن غريب
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑58الكاتبمدونة خالد دومه56
2↑43الكاتبمدونة كريمان سالم70
3↑29الكاتبمدونة عبير محمد119
4↑23الكاتبمدونة غازي جابر79
5↑18الكاتبمدونة ياره السيد112
6↑15الكاتبمدونة آمال صالح21
7↑14الكاتبمدونة عبير مصطفى73
8↑13الكاتبمدونة عبير بسيوني173
9↑12الكاتبمدونة أسماء نور الدين83
10↑12الكاتبمدونة شيماء الجمل129
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1068
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب687
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم566
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني422
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب328545
2الكاتبمدونة نهلة حمودة184317
3الكاتبمدونة ياسر سلمي176064
4الكاتبمدونة زينب حمدي168338
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126463
6الكاتبمدونة مني امين115748
7الكاتبمدونة سمير حماد 105385
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي96563
9الكاتبمدونة مني العقدة93479
10الكاتبمدونة مها العطار86756

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

1606 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع