آخر الموثقات

  • لو جيت وقلت ف يوم ...
  • تجارب النضج
  • ذو الحجة… شهر النفحات والاستعداد للعيد الأكبر
  • حكم دار عصير الكتب
  • أحاسيس الأبرياء..
  • هُدنة مع العدم
  • تغريد الكروان: ثورة
  • مخاض الكلمات
  • لقاء عابر
  • ذلك الخبر ..
  • دعني أُحبُّك في صمت!
  • حبآ بلا منازع..
  • منك لله يا قابيل - سيرك ولاد الحلو - تيجي نلعب استغماية - خلاويص؟ لسسسه
  • اللامنتمى 
  • المرايا..
  • غرام بالصدفة
  • الصداع النصفي .. والاستخدام الآمن لأدوية العلاج والوقاية
  • النصيب .. تعرفوا معناه ؟!
  • القايمة في مصر
  • لا تُراهِنْ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نشوة أبوالوفا
  5. العبابسة - الفصل السادس

قاد سيارته، ليوقفه كمين غير معتاد أن ينصب في هذه المنطقة، وتم القبض عليه متلبسًا بحيازة المخدرات.

وبينما هو في التحقيقات، نبأه رجاله بأن مطاوع هو بالتأكيد من دبر عمليه الإمساك به و القبض عليه فهو متواجد عند الضابط المسؤول.

- آه يا زمن بجى آني يوم ما أجع أجع على يد مطاوع، بس آني اللي استاهل، كيه اديه الأمان وأصدجه وآنا غاصبه على طلاج مرته عشان اتجوزها، وماتت في يدي ليلة الدخله، طلعت جفل بصوح وصحيح.

وهناك حيث منزله يطرق طارق باب نعمه فتتحامل على نفسها وتتحمل وجعها، وتنزل لترى من الطارق في مثل هذا الوقت فلقد أوشك الفجر أن ينبلج.

 لتجد الطارق ليل ووجهها متجهم فقالت لها بقلق: واه، خير يا بتي، جايه دلجيت ليه؟ وفين مفتاحك؟

- نسيبته يا أما نسيته، دخليني.

 دخلت ليل وفور أن أغلقت نعمه الباب خلعت ليل ذلك الوجه المتجهم الذي كانت ترتديه وحل محله ملامح الفرح والسرور: عندي ليكي خبر بمليون جنيه.

- مش فايجه لمزحك يا ليل آني تعبانه.

- هترتاحي يا أمايتي، جد إيه ما اعرفش، بس هنرتاح هبابه.

- ايه أبوكي سافر الحمد لله؟

- لا، أحسن، انجبض عليه.

- بجد يا بتي، ليه عمل إيه؟

- اتمسك متلبس بمخدرات.

- يا رب إعدام يا رب، برد جلبي يا رب، خدي لي بحجي وحج بتي يا رب.

وسجدت شكرا لله، ليرن هاتفها برقم صقر فردت

- أهلًا يا واد عمي.

- ازيك يا نعمه.

- الحمد لله يا غالي.

- أنا شيعت لك ليل تعرفك اللي حوصل، بس اطمني، ما تجلجيش الطير هيعاود عشه.

- طبعًا يا غالي اجلج كيه وإنت موجود.

- مش محتاجه أيتها حاجه؟

- حسك بالدنيا، تسلم لنا، كفايه إننا في حمايتك.

- تمام خبري ليل تعاود بكره عشيه.

- حاضر.

أغلقت وبكت، سألتها ليل: عتبكي ليه يا أمايتي؟

- عمك جال ما تجلجيش الطير هيعاود عشه، يعني هيهرب أبوكي، ورايدك ترجعي بكره عشيه، يبجي التنفيذ وجتها، يا ربي ما لحجناش نفرح ولا نرتاح.

- معهليش يا أمايتي، بس حتى لو هربناه يبجي هيتدارى بعيد، مش هيجيكي.

- وهو رشوان بيفرج معاه جريب وإلا بعيد، ما هو بيبعت يجيبني في أي مكان.

 - ربنا يساويها يا أمايتي، أنا نفسي نرتاح، وأسيب كل حاجه، تعالي نهربوا يا أمايتي.

- اتجنيتي، ما لو كان ينفع كنت هربت بيكي من زمان، لا أبوكي هيسكت ولا عمك هيهملنا، عمك بيحبك آه بس لو هربنا هيجتلنا.

مر اليوم واليوم الذي يليه، وصعدت ليل للجبل لتجد الرجال مجتمعين ويجهزون الخطة ليقوموا بتهريب رشوان وإحضاره لمغاره الجبل الأصفر ومن بعدها سيخرجونه خارج البلاد لروسيا عند ماريا.

درس كل منهم ما سيفعله، وتم التنفيذ وإحضار رشوان للمغارة وما لبثوا أن استراحوا إلا وجاءت التحذيرات باقتحام قوات الأمن المركزي للمغارة، لم يجدوا وقتًا للهرب لا يعلمون كيف وصلت الشرطة بهذه السرعة لكن يبدو أنهم قد سقطوا هم ضحايا للكمين الذي نصبوه بأنفسهم، حدث تبادل رهيب لإطلاق النار وتم إرداء رشوان قتيلًا في الحال، وهرب صقر، وأصيب بحر في ذراعه، وتحامل على ليل ليهربا من مغارة سرية استطاعا الوصول لها، ومنها لسراديب الثعبان المخفية، التي لم يكن يعلم بها سواهما، حتى وصلا لمغارة الديب الأبيض.

هناك قامت ليل بإشعال النيران واستخراج الرصاصة من كتف بحر، كان يجب عليها أن تجرده من ملابسه العلوية من أجل ذلك، وبمهارة شديدة استخرجت الرصاصة، وجلست بجواره وهو فاقد للوعي، كانت في قمة سعادتها فلقد شاهدت بنفسها رشوان وهو يلقى حتفه، لكنها الآن خائفة على بحر، إنها موقنة أن الرصاصة لم تصبه بإصابة خطره، لكنها تخشي عليه يرتجف قلبها بين ضلوعها خوفًا من فقدانه، كان بحر يصحو ويعود للنوم، وبين صحوه ونومه يرى ليل بجانبه، كانت تعلم أنه ليس بوعيه فأطلقت العنان لشعرها المحبوس.

كانت تقف أمام المغارة تتنسم هواء الحرية، ها هي لأول مرة بلا ذلك الطوق الذي كان يكبلها والمسمى والدها، ودت أن تذهب لوالدتها لتخبرها، لكن الآن الوضع خطر، ليفيق بحر في تلك اللحظة التي كانت تقف فيها هائمة، مطلقه العنان لمشاعرها الفرحة ولشعرها الأسود الذي كان يتطاير وراء ظهرها، ليشاهدها بحر هكذا، تقف أمامه أنثى مجسدة للفتنه، لم يعاملها يومًا على أنها ليل الرجل بل كان يخشى عليها، لكن ما بيده حيله، لقد نما وهو يراها أمامه بتصرفات الرجال، لكنه لم يقتنع أبدًا أنها رجل، كان يحبها ويكتم حبه بقلبه، فهو يعلم ما قد يفعله رشوان وصقر، ربما قتلاها وبالتأكيد كانا ليقتلاه.

وها هي الآن ليله الذي منى نفسه به قطع تأملها: فرحانه يا ليل صوح.

فزعت من صوته وتذكرت شعرها المسترسل فهبت لتلبس عمتها وتداريه، فأمسك يدها: بلاش يا ليل، محدش معانا في المغاره، خليكي عاراحتك.

- فجلست، هافرح كيه ورشوان جتلوه.

ابتسم: عمرك ما جلتيله بوي حتى وانتي بتتكلمي عنيه أبدًا، خايفه مني يا ليل، خايفه تصارحيني، بس آني خابر وعارف إنك عمرك ما كرهتي حد في دنيتك جد رشوان.

أحست أنها مكشوفه أمامه فقالت والدموع بدأت تترقرق في عينيها: أباه يا بحر على الراحه اللي حساها، طول عمره خانجني، فيه أبهات بتكون جاسيه على ولادها، بس مع جسوتها دي بيكون فيه أوجات حنيه، حاجه كويسه يفتكروها، واللي رفع السماوات ما افتكر ليه حاجه زينه لا معاي ولا مع أمايتي، أنا ما باكرهوش يا بحر، بس كان نفسي يحبني، كان نفسي أحس إنه بوي، مش أبجي عايشه يتيمه وهو موجود، وآديني بجيت يتيمه بجد.

اقترب منها ومسح دمعها بيديه، لتنتفض وتنظر له: عمر ما حد مسح دمعي غير أمايتي.

- وآني أول مره أشوف ليل البنيه جدامي مش ليل الراجل اللي برضك كنت باحبه وأحب مجدعته.

نظرت له غير مصدقة لكلامه وقالت: طبعًا لازم تحبني كيه خوك ما إحنا كبرنا سوا.

فأمسك يدها وقبل كفها: لا يا ليل طول عمري باحبك حب راجل لحرمه، بس مخبي جوه جلبي، ديه أول مره نكونوا فيها أنا وانتي وبس وما معاناش غير ربنا، وجدام ربنا يا ليل باحبك ورايدك في حلال ربنا، حلال ربنا اللي رايد أكون فيه وأهمل كل الحرام، بس كله بأوانه.

- بحر، بتتكلم جد!

- أكيد باتكلم جد.

**

مرت بضعة أیام، بدأت رابحة فيها بالخروج تدریجیًا من مصابھا، وطلبت أن تسافر لشقتهم لكي تجمع منها ما تحتاج له واتفقت مع صبيحه على ذلك.

                          **

بدأ طايع ومليكه ونواره ووهدان في تجهيز ملابسهم وما يحتاجونه ليأخذوه معهم للنجع، وسط تذمر مليكة المستمر

- يعني إيه هننقل هناك علي طول؟ مش هنرجع هنا تاني يا طايع.

- كيف ده ؟هنرجع طبعًا، بس معظم الوجت هنبجوا هناك.

- آه يعني حياتنا هتبقي ترانزيت، حبه هنا وحبه هناك، ودي عيشه دي، فلنفرض أنا ما عجبتنيش القعده هناك، إيه العمل بقي؟

جاءتها الإجابة بضربة على رأسها من نواره: مكانك جار جوزك فين ما يكون تكوني، وإلا رايده تهمليه لحاله.

- لا ودي تيجي أهمله لحاله، واسيبه للست نجوى.

ضربة أخرى على رأسها هذه المرة من طايع لتصيح: يوه بقى، ارحموا دماغي.

ابتسم طايع: انتي اللي بتجيبي لنفسك الضرب، اوزني الكلام، نجوى مين اللي هتاخديني منيكي، لو مليون نجوى قلب طايع ما تسكنوش غير مليكه.

- آه يا خويا ثبتني بقى بالبقين دول، أنا باتكلم جد، لو ما ارتحتش في النجع بتاعكم ده ايه العمل؟

- ما تسبجيش الأحداث يا مليكه، ساعتها نبجي نشوف ليها حل، بس آني متأكد إنك هترتاحي هناك.

- يا عم يا واثق أنت.

**

مر يومان وليل تشرف على تطبيب جرح بحر، وقد اتفقا أن يطلبها بحر من صقر بعد مرور فترة مناسب’ على موت والدها، وبينما هي جالسة تعد الطعام المتوفر لديهما في المغارة وجدت درديري يهل عليهم، وهو فاغر فاه من هيئتها، فهي أول مرة يراها حاسرة الرأس بلا عمه، وقف أمامها متلجلجا: ل...ي...ل، انتي بخير؟

توترت واضربت: بخير يا درديري، اجعد.

ودخلت لداخل المغارة ترتدي العمه، وخرج بحر له: مرحب درديري.

- مرحب يا بحر، كانك بجيت مليح.

- لازمن ابجى مليح، اللي طببني ليل، وهو يده تتلف في حرير.

حرك درديري يده على صدره في رغبة: لا مش يده بس، طلع ليه شعر كمان كيه الحرير.

نظر له بحر نظرة توعد: شعر إيه يا مخبل، ليل طول عمره سيد الرجال.

فنظر درديري نظرة خبيثة: آه ما آني واخد بالي، على العموم الكبير صجر باشا، شيعني اطمن عليكم، وانتم بخير آهه.

- عشت يا درديري إحنا كنا لسه هنشد الرحال للريس ونشوف هو فين.

- في المغاره السوده، جاعدين كلاتنا هناك.

خرجت ليل: ناكلوا اللاول عشان الدوا يا بحر، لاجل الجرح ما يلهبش.

ابتسم درديري: طبعًا، طبعًا.

انتھى تجھیز دار طایع ونزلوا إلى النجع

وأرسل مرسالًا إلى ضرغام یطالبه بالحضور لجلسة عرفیة، تضم سید رجال الصعید وصاحب الكلمة العلیا على كل العائلات دیاب العزایزي، وأكابر العبابسة،

ھاج ضرغام وثارت ثائرته وأرسل من یقص أخبار طایع ویعرف عنه كل كبیره وصغیره، وھاله ما عرفه عنه من نفوذ، وجاه، ومال، ومكانه، وأیقن أنه قد وقع بین رحى المطرقة والسندان وكانت الطامة الكبرى حين علم أن الشركة الجديدة التي وقع معها عقود الشراكة تابعة لمجموعة طايع التجارية.

تساءل فهد بالطبع عن السبب الذي يدعو طايع الذي لا يعرفون عنه شيئا قبل الآن، أن يستدعي والده لجلسة عرفية، تضم أكابر الصعيد، وما الذي قد يريده ذلك الطايع؟ وهم الذين لهم عنده حق ثأر لعمه.

اطلعه ضرغام على ما كان من والد طايع وما فعله هو معه، لم يقتنع فهد بما قاله والده، فبالتأكيد هناك ما يخفيه عنه.

 حان وقت الجلسة.....

دخل ضرغام ومن ورائه فھد للقاعة لیسلما على كبیر الجلسة دیاب العزایزي ویرحبا به ترحیبًا حارًا ولیجدا طایع ووھدان یتوسطان المجلس.

فدخل فهد ملقیًا السلام: السلام علیكم.

فنھض طایع من مجلسه وألقى السلام: وعلیكم السلام.

ولم یسلم أحدھما بالید على الآخر.

اتخذ كل من ضرغام وطايع مجلسهما ونظرات التوعد والكره موجھة من كل منھما للآخر.

فدق دیاب العزایزي الأرض بعصاه الآبنوسیة السوداء لیصمت الجمیع وقال:

- آني ھاسمع الحدیت للآخر ومش ھاجول حكمي إلا بعد ما تتحدتوا، الكلمه لیك یا طایع یا ولدي.

   بدأ طایع الحدیث

- من سنین مش عاوزین نعدوھا ولا نفتكروھا، الضرغام جتل أبوي جدام عیني وما خدش بشھادتي إن أبوي كان بريء، واستوطي حیطتي وإني كنت لساتني عودي أخضر وطردني من أرضي وبیتي، وھدد أمي اللي خافت عليّ وھربت بيا كیه ما أمرھا الضرغام، الزمن دار ولف واللي ما یعرفش دلجیت مین ھو طایع الخطاب یروح بس سكندریه ویجول الاسم وألف مین یدلوه على تجاره وأملاك ما لھاش آخر، أنا رجعت للنجع وراید حج بوي وھاحلف على كتاب ربنا إن بوى ما جتلش الناصري، یا ولد ھات المیاه والمصحف.

توضأ طایع ثم وضع یده على كتاب ﷲ عزو جل وأقسم

أنا حلفت على صدج حدیدیتي، وراید الحج، (ونظر لضرغام) راید تار بوي یا ضرغام وأنا أعرف الأصول زین، والدم ما رایدھوش یسیل بین العبابسه والحطابین، مھما إن كان بینا أصول ونسب جدیم ومش عاوزین نفتحوا سیرة الدم وسلساله.

نظر له ضرغام نظرة یحاول بھا سبر أغواره وأن یفھمه: أمال راید إیه یا ولد الحطاب.

قال طايع بقوة وثقة وثبات: یا تجدم كفنك لیا جدام الكل، یا یكون بیناتنا نسب جدید وتجاره توجف الدم.

انتفض ضرغام وتملكه الغضب ووقف صائحًا: يا جبروتك یا ابن حطاب، راید ضرغام العبابسي یشیل كفنه لا كان ولا ھیكون، ده آني اضرب نفسي بالبندجه جدام الكل وما اعملھاش.

قال طایع منتصرًا: یبجى النسب، وآني راید رابحه بنت الناصري خیك تكون مرتي على سنة ﷲ ورسوله.

انتفض فھد: رابحه لا، رابحه مكتوبالي.

ابتسم طایع: وآني ما رایدش غیرھا، یا رابحه یا الكفن.

ثار فھد: ما دامك راید رابحه یبجى آني راید ملیكه.

انتفض طایع وكأنما لدغه عقرب، وهو يقول مستنكرًا: وملیكه مكتوبالي.

فنظر دیاب للمأمور لیعطیه فرصة إبداء رأیه فقال المأمور: یا جماعه كده الحكایه محلوله، الصبیه رابحه المقسومه لفھد یتجوزھا طایع، والصبیه ملیكه المقسومه لطایع یتجوزھا فھد، وبكده نكون حلینا المشكله والعیلتین یدوبوا في بعض، والنسب يبقى مكان التار.

  ھدر طایع: بس یا...

عقب المأمور: ما فیھاش بس یا طایع بیه، انت قلت الحل المضبوط، البدل بین العیلتین ھیخلى كل عیله تخاف على مصالح التانیه.

  لیدق دیاب العزایزي الأرض بالآبنوسیة مصدرًا حكمه الغير قابل للنقاش

- بتنا ملیكه لفھد، وبتنا رابحه لطایع، والحدیت خلصان، والعجد بكره عشیه وھاشھد علیه بنفسي، والكلام لطایع ولفھد، أنا عارف إن جایز راسكم بتدور فیھا الدوایر وناویین تتربصوا لبعض، خصوصا أنت یا طایع، لازمن تعرف أنه بنسبكم كل حاجه من الماضي ھتموت والعداوه لازمن تختفي، ملیكه ورابحه من دلجیت في حمایتي آني وھاعدھم من بناتي، خلاصة الجول، الراجل فیكم اللي ھیحط براسه أنه یودر واحده منیھم یبجي بیودرني آني، وما افتكرش إن العبابسه برجالتھا ولا الحطابین بنفوذ طايع یجدروا یستحملوا تودیرتي وعجابھا، خلص الكلام، العجد بكره عشیه عند طایع في دواره، تجیب رابحه یا ضرغام وحریم العبابسه معاك، والفرح یتنصب من دلجیت.

ودق الأرض معلنًا انتھاء الجلسة.

انصرف الكل وضرغام یرغي ویزبد وكذلك فھد، دخلا الدار لتقابلھما صبیحة تضرب خدھا: یا مري یا مري، بجي البت اللي ما صدجنا تكون وسطینا ھترموھا لولد أبو حطاب، یا مري یا مري، جدرت يا فهد تديها ليه إكده، ده انت يا ابن بطني عوفت الحريم كلاتهم عشان ما رايدش غيرها، ترميها كده لابن الحطاب، يا مرك يا صبيحه، يا مرارك اللي هتبجي فيه يا رابحه.

نزلت رابحه تنظر لھم: أنا سمعت اللي حصل ومش فاھمه حاجه، طایع إیه ده اللي عاوزین تجوزھولي؟!

 لیدخل أحد الغفر: یا ضرغام باشا، يا ضرغام باشا.

- ایه یا واكل ناسك عاوز إیه؟

- الشيخ دیاب بیه الكبیر باعت مرسال بیجول أنه راید الست رابحه في دوار العمده دلجیت، ورایدھا تيجي لحالھا.

زفر ضرغام: البسي الملس یا رابحه وروحي، الكبیر ما نجدرش نخالفوه.

 حاولت الاعتراض: یا عمي.

- ما فیھاش عمي یا بتي، إذا كنت أنا كبیر ناسي وكلمتي ما تتردش، فدیاب كبیر الناحیة كلاتھا.

وعند طایع ما أن دخل حتى استقبلته ملیكة والغضب یتملكھا: اللي سمعته ده صح یا طایع، أنا ھیكتبوا كتابي بكره وعلى مین؟ على فھد اللي المفروض عدونا، اللي لا أعرفه ولا یعرفني، وھتسیبني لیه یا طایع، ھتسیبني لغیرك، عيشتني العمر كله إني ليك وفي الآخر تسيبني لعدوك.

أمسك رأسه متألمًا من المطارق الحدیدیة التي تضرب كل عصب في مخه، فلقد انقلب تخطیطه وشرب من الكأس التي أراد أن یسقیھا لضرغام

- اسكتي یا ملیكه كفیاني اللي آني فیه.

- اسكت! اسكت ازاي؟ أنت فاھم اللي بیحصل ده، تولع البلد على التار یالا نرجع اسكندریه وننسى.

صرخ بھا: یا ریته كان ینفع، جبل جول الشيخ دیاب كان ممكن، إنما بعد حكم الشيخ دیاب ما ینفعش، آنى بكل رجالتي ما أجدرش أخالفه، آني نصبت الخيه ووجعت فيها، آني جلت مش هيوافج يحرم ولده من اللي عاشجها كيه ما سمعنا، وهيوافق يجدم كفنه ويركبه الخزي عمره كله، وإلا ياخدها من جصيرها ويجتل نفسه، لكن ما همهوش لا ولده ولا بنت أخوه، كل اللي همه نفسه وبس، وابنه ربايته، راد يكسرني ويجبرني أكسر طلبي فطلبك لنفسه، وآنى عارف أنه ما رادكيش غير كيد فيا، ويجي الشيخ دياب يطربجها علينا كلنا ويوافج، يا طينك اللي شيلته يا طايع.

لیدخل الغفیر: یا طایع بیه، الشيخ دياب الكبیر راید ملیكه ھانم عند العمده ولحالھا.

صرخت: غور من وشي أنا مش رایحه لحد.

 نظر الغفیر لھا بدھشة فاغرًا فاه: ها اللي هو ازاي يا ستنا؟

ربت وھدان على كتفھا: ما یصحش یا بتي طلب الكبیر ما یتردش.

اعترضت: یا بابا.

- دي ما فیھاش لا بابا ولا ماما.

                                          ***

وصلت مليكة أولًا وأشار لها الغفر على الغرفة حيث ستلتقي الشيخ، دخلت واقفة تنتظر وهي عاقدة العزم على مواجهة الشيخ وعلى التمسك برفض ذلك الفهد، بعد قليل وصلت رابحة وأدخلها الغفر نفس الغرفة حيث مليكة، دخلت لتجد تلك الفتاة تقف وحين استدارت مليكة حين أحست بوقع خطوات خلفها صاحت: رابحه!

وصاحت رابحة متعجبة: ملیكه!

- ازاي؟ انتي هنا ليه؟

- مش ممكن!

وغرقتا في أحضان وقبلات تنمان عن شوق للقاء بعضھما قالت مليكة: انتي فین یا بنتي أنا عماله اتصل یقولي یا مغلق یا غیر متاح.

 ارتمت باكیة في حضنھا: ماما ماتت یا ملیكه، ماتت.

ربتت علیھا: البقاء لله، یا قلب ملیكه، بس انتي بتعملي إیه ھنا؟

 - أنا طلعت من ھنا، دي حكایه طویله، انتي بقى جایه ھنا لیه؟

- دي حكایه أطول، جایه أقابل واحد بیقولوا علیه الشيخ دياب الكبیر.

-إيه ده؟ أنا كمان جايه أقابله.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة حسن غريب
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑58الكاتبمدونة خالد دومه56
2↑43الكاتبمدونة كريمان سالم70
3↑29الكاتبمدونة عبير محمد119
4↑23الكاتبمدونة غازي جابر79
5↑18الكاتبمدونة ياره السيد112
6↑15الكاتبمدونة آمال صالح21
7↑14الكاتبمدونة عبير مصطفى73
8↑13الكاتبمدونة عبير بسيوني173
9↑12الكاتبمدونة أسماء نور الدين83
10↑12الكاتبمدونة شيماء الجمل129
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1068
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب687
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم566
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني422
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب328545
2الكاتبمدونة نهلة حمودة184317
3الكاتبمدونة ياسر سلمي176064
4الكاتبمدونة زينب حمدي168338
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126463
6الكاتبمدونة مني امين115748
7الكاتبمدونة سمير حماد 105385
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي96563
9الكاتبمدونة مني العقدة93479
10الكاتبمدونة مها العطار86756

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

1688 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع