آخر الموثقات

  • لو جيت وقلت ف يوم ...
  • تجارب النضج
  • ذو الحجة… شهر النفحات والاستعداد للعيد الأكبر
  • حكم دار عصير الكتب
  • أحاسيس الأبرياء..
  • هُدنة مع العدم
  • تغريد الكروان: ثورة
  • مخاض الكلمات
  • لقاء عابر
  • ذلك الخبر ..
  • دعني أُحبُّك في صمت!
  • حبآ بلا منازع..
  • منك لله يا قابيل - سيرك ولاد الحلو - تيجي نلعب استغماية - خلاويص؟ لسسسه
  • اللامنتمى 
  • المرايا..
  • غرام بالصدفة
  • الصداع النصفي .. والاستخدام الآمن لأدوية العلاج والوقاية
  • النصيب .. تعرفوا معناه ؟!
  • القايمة في مصر
  • لا تُراهِنْ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نشوة أبوالوفا
  5. العبابسة - الفصل الخامس

أغلقت الباب وهي تحتضن العباءة وهو يملس على قلبه قائلًا: هانت يا فهد هانت، جربت تنول المراد الحلم اللي طول عمرك بتحلمه جرب يتحجج.

تمددت على السرير وهي تحتضن عباءة فهد إلى أن غفت.

في الصباح استيقظت حين دخلت صبيحة الغرفة: يالا يا جمرنا فوجي إكده نايمه بجالك كتير جربنا على العصر، عاوزاكي تاكلي وتاخدي الدوا.

تململت رابحه في الفراش: صباح الخير يا خاله.

- صباح إيه يا جلب الخاله بجينا العصر.

وعندما فتحت النافذه رأت العباءة علي السرير.

فضحكت وقالت: عشان إكده نايمه ومرتاحه ما انتي مطمنه، عباية حبيب الجلب في حضنك وشامه ريحته.

خجلت رابحه فتعثرت الحروف: أ...ص...

- لا أصل ولا فصل، ما هو فهد لساته برضك صاحي من هبابه.

وعلت ضحكتها: ما هو كان واخد شالك برضيك في حضنه.

تذكرت رابحة أنه قد أزاح عنها الشال ليلبسها العباءة.

- جومي جومي يالا عشان تشجي ريجك عبال ما الغدا يجهز.

أمضت عدة أيام على ذاك المنوال تتمشى في الحديقة وتواظب على الدواء، ترى خيالات في نومها، لأمرأه ورجل، ورجل آخر تخشاه.

 في يوم ما بعد أن أمضت سهرتها مع الخالة، فهد، العم ضرغام صعد الكل للنوم، أحست بالملل من جلوسھا بمفردھا فلقد نام الجمیع، نظرت على غرفة فهد فوجدت النور مطفأ، فلم ترد أن توقظه، فهي تعلم أن لديه عملًا في الأرض صباحًا، وضعت عباءة فهد على كتفيھا فلقد تركها لها وقررت النزول للحدیقة لتنسم الھواء العلیل، بینما ھي في طریقھا للحدیقة سمعت صوت ونیسة بالمطبخ تتحدث مع أحدھم فقررت الذھاب لھا لتصنع لھا كوبًا من اللبن الدافئ المحلى بالعسل الأبیض علھا تنام سریعًا بدلًا من أن تجلس في الحديقه بمفردها بلا فهدها،، وبینما تھم بدخول المطبخ تنامى اسمھا لسمعھا فغلبھا فضولھا فقررت التنصت لتعرف عم تحدث ونیسة من معھا بالمطبخ.

 لتسمع ونیسة تقول: وﷲ یا بت یا بدور الست الصغیره رابحه حلوه جوي، وشكلھا عشریه كده.

 فابتسمت رابحة

تابعت ونیسة حدیثھا: بس صعبانه علیا وھي مش فاكره حاجه واصل اكده.

ردت بدور: یا بت كده أحسن، یا حومتي تفتكر إيه؟ سیبیھا ناسیه أحسن لھا.

فتساءلت ونیسة: تفتكري یا بت ھتفضل ناسیه إكده كتیر؟

ردت بدور: یا رب ما تفتكر، ھو اللي ھتفتكره ده بالساھل، إن ستك الچازیه ماتت ھي وجوزها سيدك عمران اللي رباها بعد موت سيدك الناصري..

فور سماع اسم والدتھا انتابھا صداع شدید جدًا فأمسكت رأسھا في محاولة منھا للسیطرة علیه، لكن لم تفلح محاولتھا لدحر ھذه الخیالات التي تتراقص أمام عینیھا

مشاھد متفرقه تمر سریعًا، أصوات تسمعھا، بكاء، صراخ، امرأه تراھا تتألم، رجل ما یحملھا، مستشفى، ترى نفسھا تركب تاكسي، رجل یھاجمھا، صوت طلق ناري،

لم تعد تتحمل الوجع، كل الذكریات عادت فجأة، تھاجمھا بقسوة وضراوة، خارت قواھا و أطلقت صرخة مدویة، تبعتھا صرخات وآھات.

 انتفضت ونیسة وكذلك بدور لسماع صوتھا، وخرجتا لتجداھا على الأرض تمسك رأسھا و تصرخ: ماما، بابا، لاااااا.

 حاولتا احتضانھا وتھدئتھا، كان صوتھا قد وصل لمن بالأعلى فھرع فھد سریعًا ومن ورائه ضرغام وصبیحة, وھي ما زالت تصرخ بعلو صوتھا.

فھم فھد فورًا أنھا قد استعادت ذاكرتھا واتصل على الطبیبة وأرسل بدور مع الغفیر رضوان لیحضراھا، واقتربت صبیحة منھا واحتضنتھا، تمسكت رابحة بصبیحة بقوة، واستمرت في الصراخ حتى خارت قواھا وفقدت وعیھا، حملھا ضرغام لغرفتھا، حضرت الطبیبة وحقنتھا بمھدئ، واستغرقت في سبات عمیق.

                          *

وتحت ستار الليل بمغارة صقر الجبالي كان يجلس مع رشوان

 ليأتي أحد الرجال قائلًا: يا كبير الريس ليل و الريس بحر رجعوا من المينا.

قام صقر مسرعًا ليقابل بحر الذي دخل المغارة أولًا

- يا هلا يا هلا بالغالي، اتوحشناك.

ضحك بحر: يا كبير دول هم يمين اللي جعدناهم في المركب.

- وهم يمين جلال، إنت يا بحر زينة رجالي.

ليأتي صوت من خلفه: لما بحر زينة رجالك آني إيه؟

ضحك صقر وهو يحتضن القادم الذي لم يكن سوى ليل ابنة أخيه رشوان: انتي بجى نور عيون صجر و قلبه يا عيون عمك، وارجل من ميت راجل.

ليغضب رشوان: مالك يا صجر، عتجلع ليل ليه، جلت ميت مره ليل راجل يعني راجل ما تحددتاهش كانها حرمه، آني ما خلفتش غير راجل، ما ليش صالح بكلام المحروجه أمها اللي سجلتها حرمه، كلامي أنا بس اللي يمشي، ليل راجل، أمال آني شغلته معانا في الجبل ليه؟ ودربته تدريب ما فيش زيه، وعلمته كمان.

قالت ليل: طبعًا يا بوي آني راجلك.

ليقول بزجر: طب جدامي وريني البضاعه اللي جات.

ليصيح صقر من خلفه: وبتجول ما اعرفش الدماغ دي منين، منيك طالع جفل لخوي.

وأخذ يضحك ثم حدث بحر: ها يا بحر إيه اللي حوصل؟

- زي كل مره يا كبير اتدسينا آني وليل كل واحد في مطرحه لحد ما اتسلمنا البضاعه، وحملناها وجينا، بس ...

- بس إيه؟

- آني جالي خبر إن مباحث المخدرات مجلوبه، وإنهم ناويين يقبضوا جريب على الريس رشوان وعليك.

ضحك صقر: ما هم دايما ناويين، بس تنفيذ ما فيش.

 واستغرق في الضحك

بعد أن اطمئن رشوان على البضاعة، قالت ليل: يا بوي آني نازل النجع اشوف أمايتي.

- غور، داهيه تلم العفش، بلغ أمايتك إني هادلى النجع بكره تجهز نفسها.

غادرت ليل وهي متألمة لقد سئمت حقًا، إنها أنثى كاملة الأنوثة، تعامل على أنها ذكر، من والدها والمحيطين بها، فقط أمها وعمها صقر يعترفان بأنها أنثى، تذكر جيدًا تلك المرة وهي لم تتعد العاشرة بعد، وأمسك بها والدها تتزين بشعرها أمام المرآه، لقد أضحى لون جسدها يومها أزرق من شدة الضرب الذي ضربه لها والدها، وللأسف لم يكن عمها موجودا لينجدها، بالإضافة لأنه قام بحلاقة شعرها لها، وأقسم يومها إن رأى شعرها مكشوفًا سوف يحلقه، منذ ذلك اليوم ولم تكشف ليل شعرها سوى أمام والدتها فقط حين يكون والدها غائبا، إنه يكرهها، ويكره والدتها، تعرف جيدًا أنه لولا عمها صقر ما كانت ظلت على قيد الحياة لقد كان والدها ينوي قتلها يوم ولادتها، لكن صقر رفض ذلك فلقد ألقى الله محبتها في قلبه، فمنع أخيه من قتلها.

نزلت لأمها التي ما أن رأتها حتى احتضنتها بشوق: واه يا بتي كنت خايفه عليكي، نفسي تبطلي شغل الجبل وتخليكي جاري.

ضحكت باستهزاء: أبطل شغل الجبل، رايده موتي يا أمايتي وإلا إيه؟! انتي خابره زين أن الريس رشوان صابر عليّ بس عشان إن أنا أحسن راجل في الرجاله، ولولا إكده كان تواني وارتاح، سيبك مني، الريس رشوان عيدلى هنيه بكره.

- يا مرك يا نعمه، يا مرك يا نعمه، كان مريحني بجاله كتير ما يجيش، كنه زهج من البت اللي اتجوزها آخر مره عرفي، يا رب رحمتك، يا رب ما عتش جادره على البهدله.

بكت ليل: معليهش يا أمايتي، ما فيش بيدنا حاجه.

- ولا يهمك يا بتي مجدر ومكتوب ورب العباد مسيره ينجدنا، بس بكره لازمن تطلعي الجبل وجت ما يكون هنيه.

- لا يا أمايتي ما هاسبكيش معاه وحدكم، آخر مره فتح راسك.

- وعمل فيكي إيه لما حاولتي تجفي ليه، طلع المسدس وكان هيضربك، لولا جاية عمك.

- يا أمايتي أخاف عليكي.

- ما تخافيش، المهم انتي ما تجفيش ليه، هو ما يجدرش يستغنى عني، و إلا كان جتلني من زمان.

دخلت نعمه غرفتها وهي تكفكف دمعها، وتدعو الله أن ينجدها من بين يدي رشوان.

بينما ليل دخلت غرفتها وأغلقت الباب، وخلعت ملابس الرجال التي ترتديها، وارتدت قميصًا حريرًا أحمر اللون وأطلقت العنان لذلك الشعر المقيد، لينساب حرًا طليقًا، كالشلال الأسود لما بعد خصرها وجلست على طرف سريرها تنظر للسماء ونجومها لينطلق لسانها وهي تعبث بشعرها: أمانه عليك يا ليل داري في جلبي بحر، وجوله إني في هواه دايبه كيه السحر، يا جلبي ما تفضحنيش، يا عيني ما تكشفنيش.

كانت ليل تذوب هيامًا في بحر، إنه الوحيد الذي خفق قلبها له، أنها تجاهد وتحارب لكي لا يظهر ذلك في تصرفاتها، فلو شعر أحد بما تحسه تجاهك لقتله رشوان وقتلها.

                                 **

استیقظت رابحة في الصباح بعدما داعبت أشعة الشمس، التي تسربت من بين شيش النافذة وجھھا، فتحت عینیھا، تململت في الفراش، لتجد صبیحة بجوارھا، التي ما أن أحست بحركة رابحة حتى استیقظت قائلة: صباح الخیر یا بتي، شا ﷲ تكوني بخیر.

لم تتحدث رابحة، واغرورقت عیناھا بالدموع، احتضنتھا صبیحة وهي تربت على ظهرها وتضمها لها بقوة: أبكى یا بتي، طلعي اللي جواكي، البكا زين، ما تكتمیش.

طرق ضرغام الباب ودخل الغرفة یرافقه فھد، الذي اختلج قلبه ما أن وقع بصره على رابحه والدموع تتراقص على خدھا الوردي، ورأى ذلك الشلال الأسود الغجري یحیط وجھھا، انتبھت صبیحة لشعر رابحة، فأحاطت رأسھا بالحجاب.

اقترب ضرغام من السریر وربت على ظھر رابحة وھو یحتضنھا: بسك عاد، كفایه بكا، ما یرجعش اللي فات یا بتي، غلاوة أمك ما لھاش حد ولا فیه زیھا، بس ده أمر ﷲ، ھنجولوا إیه ما نجدروش نعترضوا.

ابتعدت قلیلا عن حضنه: أنا عاوزه أروح لماما وبابا عمران.

اھتز قلب ضرغام غضبًا لسماعھا تنادي عمران بأبیھا، لكنه تماسك قائلًا:

- حاضر من عنیا، بس توعدیني إنك ما عتصرخیش تاني.

كفكفت دمعھا: حاضر.

قال فھد: تفطري وتاخدي الدوا اللاول.

- حاضر.

تناولت الإفطار والدواء.

تعلل ضرغام بوجود مشاغل ھامه ولم یذھب معھم عند قبر الچازیة وبجوارھا قبر عمران.

هناك وقفت رابحة تبكي: كده یا ماما، كنتي بتتوجعي وما تقولیش، ما أنا سألتك لما شفتك تعبانه مره، قلتيلي برد يا بنتي، یعني لو كنتي عرفتینا مش جایز كنا لحقناكي واكتشفنا المرض بدري، وأنت یا بابا تسیبني لوحدي كده، إیه ما قدرتش على بعادھا أنا عارفه، طب كنت استني شویه، خلیك جمبي لحد ما اعدي من وجعي، تسیبوني انتو الاتنین سوا، مره واحده.

وانفجرت في البكاء.

 احتضنتھا صبیحة: یا بتي أمر ﷲ، ما نعرفوش حكمته في إكده.

بينما فهد يقف لا حول له ولا قوة، يود أن يضمها لصدره لكي تتوقف عن البكاء،

 نادي الغفیر رضوان على فھد، اقترب منه فھد: خیر یا رضوان؟

تردد رضوان: یا بيه فیه حاجه آني مش عارف أجولھا وإلا لا بخصوص الباشا الكبیر، بس إنت خابر إني ما عادسش حاجه عنيك واصل، آني باحبك كيه خوي اللي ربنا ما رزجنيش بيه.

- خابر يا رضوان إنت مش غفيري بس إنت دراعي اليمين، جول.

- بس أدیني الأمان، وما تعرفش الباشا الكبیر إني جلت لك.

- جول واخلص، ليك الأمان.

- الجبر ده مش جبر عمران بیه.

ضیق فھد عینیه: أمال جبر مین؟

- مش جبر حد یا بیه، الجبر فاضي، ضرغام باشا أمرنا ندفنوا البیه عمران نواحي المجابر الجبلیه.

أمسك فھد بتلابیب رضوان: أنت بتجول إیه إنت متوكد، أنت واعي لحدیدتك ده.

حاول رضوان التملص منه: وﷲ یا بيه دي أوامر الباشا الكبیر، آني عبد المأمور، ولو عرف الباشا الكبير إني جلت لك عيقطع خبري.

تركه فھد وتساءل في نفسه كیف یفعل والده ذلك؟ كیف یدفن ابن العبابسه وزینه وأشد رجالھا في مقابر مجھولي الھویة واللصوص، سحب نفسا طويلًا وأخرجه بزفرة حادة أودعها كل حيرته من تصرف والده: اسمع یا ولد، بعد ما نمشوا من اھنیه، ھاجول لأبوي إني بعتك تطل على الأرض، ھتاخد معاك سعید التربي وتنجلوا جتته سیدك عمران في الجبر اللي المفروض یكون فیه.

ونادى على سعید وأمره بما أراد، ولم یكن سعید بالطبع لیخبر أحدًا فھو أخرس.

توجھوا للدوار، ورابحة على حالها، قال فهد: تعالي في الجنينه هاوريكي حاجه تعجبك.

- مش قادره يا فهد أنا عاوزه أطلع أرتاح.

- مش هاهملك تجعدي تبكي لحالك، تعالي بس وانتي هيعجبك اللي هتشوفيه.

- حاضر.

سارت بجواره تمشي الهوينا تنظر للأرض، وتنعي حظها، إلى أن قال: ارفعي راسك وبصي جدامك يا رابحه.

رفعت رأسها تنظر ليطالعها منظر بديع حوض كامل من الورد الأحمر البلدي.

تهللت أساريرها وترقرق الدمع بعينيها ونظرت له: مش ممكن إنت لسه فاكر.

نظر بحب: وآني اجدر أنسي، يوميها كنتي واجفه هناك.

 وأشار لشجرة المانجو

- كانت لساتها شجرة المانجه طولك، وجلتي يا فهد عاوزين نزرع ورد من اللي بحبه في الجنينه حوض كامل في كل ركن من الجنينه، وده اللي عملته، حوض ورد بلدي أحمر في الأربع أركان في الجنينه، وشجرة المانجه اللي زرعتيها بيدك أهيه جدامك عروسه مزينه وسط الجنينه، كيه ما أنتي وسط جلبي زايناه.

- أنا مش لاقيه كلام أقوله، أنت فهدي و...

- كمليها يا رابحه نفسي اسمعها.

- إنت كل اللي ليا في الدنيا.

- وإيه كمان؟

- فيه بعد كده حاجه.

- فيه يا روح الجلب، بس إنتي اتعلجتي بيا لما أنقذتك، ونسيتي فهدك.

ضحكت: ما انتو الاتنين واحد.

ابتسم: بس انتي ما كنتيش عارفه.

- بس قلبي كان حاسس أكيد وإلا ما كانش اتعلق بيك، انت فاهم يعني أني ما شفتش شباب طول فتره غيابي دي، لا شفت كتير، وكان فيهم شباب رجاله بمعنى الكلمه، بس عمر ما قلبي اتحرك ناحية حد، واتقدملي كتير على فكره، وماما كانت بتزن كتير عليا، وأنا كنت رافضه، قلبي ما سكنوش ولا هيسكنه غيرك.

                                     **

نزل رشوان للنجع، وفتح باب المنزل لتجده نعمة أمامها فجأة وهي في المطبخ

صرخت فزعة، فقال رشوان: مالك يا حرمه بتصارخي ليه؟

- فزعتني يا واد عمي، آني لحالي في البيت، ألاجيك مره واحده فوج راسي إكده، طب اتنحنح، نادي وأنت جاي من بعيد، أي حاجه، إنما تفزعني إكده وآني جدام النار وباجهز الوكل، فلنفرض كان فيه حاجه في يدي سخنه والا شوربه بانجلها، اتحرج من فزعتي.

اقترب بهدوء: في دي عنديكي حج، ما يصوحش مني إكده، ما اجدرش آني إنك تتحرجي، ساعتها أعمل إيه من غيرك، هو آني عندي كام نعمه.

والتصق بها يمسك ذراعيها، لتتململ بهدوء: اصبر بس يا واد عمي، صبرك بالله، أخلص الوكل، واتسبح، ريحتى دلجيت كلاتها بصل وثوم.

نظر لها برغبة: كلامك صوح، همي خلصي واتسبحي، جهزتيلي وكل إيه؟

- اللي بتحبه يا واد عمي، الحمام المحشي رز، الممبار المحشي رز ولحمه.

- شاطره يا نعمه شاطره، خلصي وحصليني على الأوضه.

- يا واد عمي أجهز لك خلجاتك، وآجيك عشيه.

أمسكها بقوة من ذراعها: باجول خلصي وحصليني.

- حاضر هاخلص بس واتسبح وآجيك.

- البسي الجميص الأحومر.

أنهت إعداد الطعام، وتوجهت للحمام وتحممت وارتدت القميص الذي طلبه وتعطرت، وأطلقت شعرها البني وراء ظهرها، وذهبت له وهي تدعو الله أن يكون قد نام قليلًا فيتأجل لقاءها المحتوم معه.

فتحت الباب لتجده جالسًا على السرير: يا مرحب يا مرحب بنعمه، تعالي جاري.

اقتربت منه، فأمسك شعرها بيده: عارفه يا نعمه آني شفت الحريم أصناف، بس ما فيش واحده بتطلعني السما وآني معاها كيفك، كنك سحرالي يا بت، مهما أبعد عنك لازمن أعاود وأرتوي منيكي.

- حاولت الابتسام رغما عنها: ربنا يخليك ليا يا واد...

لم تكمل كلمتها، لقد انقض عليها بوحشية، يرتوي منها كما يقول، لكنه لم يكن ليرتاح إلا بعد أن يجد آثاره قد وصمت عليها، ويبتسم حين يرى الدماء تنزف من جسدها، ليرتاح منتشيًا، ثم يجلس براحة على السرير، يشعل سيجارته، وهي بجانبه تتألم ليقول في ضحك: لساتك بتتوجعي يا بت، بلاش جلع ماسخ، جومي جهزي الوكل آني جعان.

- بس آني....

- أنتي لساتك هتبسبسي، فزي.

لتقوم تلملم نفسها وتدخل للحمام لتستحم والماء ينزل على جسدها يغسله، وهي تبكي, أنهت استحمام وجهزت الطعام ونادت عليه، جاء ليجلس: الله الله إيه الوكل اللي يفتح النفس ده.

وبدأ في الأكل، ليجدها جالسة لا تأكل، فتوقف عن الأكل قائلًا: إيه؟

- إيه يا واد عمي؟

- ما بتاكليش ليه، حاطلي سم في الوكل إياك.

- يا مري والله ما حوصل آني ماليش نفس، متوجعه.

- لا هتاكلي، وتاكلي بنفس كمان.

وضحك بصوت مرتفع: عشان تتجوي لساتك هتتوجعي تاني.

نظرت بخوف: تاني يا واد عمي الليله.

- براحتى، الليله، الفجر، براحتى لمن أشبع منيكي، كلي.

أكلت، وبعد أن انتهى قامت برفع الطعام وإعداد الشاي ليطرق الباب.

دخلت للداخل ليقول هو: مين؟

فجاءه الرد: مطاوع يا ريس رشوان.

ففتح الباب وخرج له: إيه اللي جابك يا مطاوع، ما اتصلتش ليه؟

- اللي سمعته يا ريس إن تلفونك متراجب، فأنا جيت البيت كنها زياره عاديه.

فجلسا على المصطبة أمام المنزل ونادى رشوان على أحد الرجال ليوقد الركوه لعمل الشاي.

تحدث مطاوع: يا ريس فيه صنف جديد نازل السوج، ومش شغلنا.

تضايق رشوان: انت بتتكلم جد، واعي للي جلته ده.

- يا ريس ودي حاجه فيها هزار، آني باجولك مش بضاعتنا، إحنا بضاعتنا معروفه، دي بضاعه جديده، ونمره واحد كمان آني جربتها، وجبت لك منيها كيس، هافوته ليك وآني ماشي، آني ما جدرتش استني لما ابعتلك ونطلع الجبل، أنا لازمن أروح لأبوي عشان عيان عيا واعر وحاجزينه بالمستشفى.

- ماشي يا مطاوع.

وغادر مطاوع وتناول رشوان اللفافه وهو يخفيها، ووضعها في جيبه، وعاد للداخل، دخل غرفته ليجد نعمة قد نامت، فقام بوكزها: باه نمتي يا واكله ناسك، داهيه تلم العفش، جومي يا وليه.

وأيقظها فردت بوجع: يا واد عمي والله ما جادره .

- وآني مالي، آني جادر.

- بس..

- مابسش, أهه ..

واغتالها مرة أخرى، ثم ارتدي ملابسه قائلًا: طالع الجبل وسايبهالك مخضره، ده انتي بجيتي حرمه تسد النفس.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة حسن غريب
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑58الكاتبمدونة خالد دومه56
2↑43الكاتبمدونة كريمان سالم70
3↑29الكاتبمدونة عبير محمد119
4↑23الكاتبمدونة غازي جابر79
5↑18الكاتبمدونة ياره السيد112
6↑15الكاتبمدونة آمال صالح21
7↑14الكاتبمدونة عبير مصطفى73
8↑13الكاتبمدونة عبير بسيوني173
9↑12الكاتبمدونة أسماء نور الدين83
10↑12الكاتبمدونة شيماء الجمل129
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1068
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب687
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم566
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني422
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب328546
2الكاتبمدونة نهلة حمودة184318
3الكاتبمدونة ياسر سلمي176069
4الكاتبمدونة زينب حمدي168338
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126465
6الكاتبمدونة مني امين115749
7الكاتبمدونة سمير حماد 105385
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي96564
9الكاتبمدونة مني العقدة93479
10الكاتبمدونة مها العطار86757

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

2008 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع