كان ابنى فى الثانويه العامه .. فى عام تسريب الامتحانات الشهير .. و سمعنا ان كل ليله الامتحانات بتنزل على النت بمنتهى الجرأة .. و جاء ابنى الذى عانيت معه مثل كل الناس .. و حدثنى ان معظم من يعرفهم يتهافتون على هذه التسريبات .. قلتله وانت ناوى على ايه ؟
قالى ده برضه سؤال يا ماما !!!
انتى عايزانى اعمل كده !!! ????
قلت له "لأ طبعا يا حبيبى انا عندى استعداد تسقط و تعيد السنه و انت شريف و ماتنجحش و انت غشاش"
و طبعا انت عارف حديث رسول الله
من غشنا ليس منا
و اديك شايف الفتن اللى فى الدنيا
فخلينا نتمسح فى رسول الله بحاجه بسيطه يمكن الحاجه دى تخليه يشفع لنا
و انتهى الحديث عند هذا الحد
و بعدها بيوم اتصل بى أحد المعارف و هو سعيد جدا ليخبرنى انه معاه هديه لى
- فسالته ماهى ؟
- قال .. الامتحان اللى ابنك هايمتحنه بكره
و ده اكيد هو اللى جاى
- قلتله .. لأ مش عايزاه
- قالى .. نعم ؟؟
انتى بتهزرى ؟؟
- قلتله .. لا .. ابنى يبقى فاشل شريف احسن مايبقى وزير فاسد او مرتشى و حرامى
- قالى ايه الكلام ده !!!
ده انا قريبتى كلمتها قبل ما اكلمك زغرطت فى التليفون من فرحتها ..
طيب أسألى ابنك وخدى رأيه
- قلتله حاضر
ذهبت و هو معى على التليفون و سألت أبنى و سمع بنفسه الرد
تعجب من تصرفنا الغير منطقى و لكنه فى نهايه المكالمه دعا لنا و تمنى لنا كل الخير
هو يرى كلامى الان .. و شاهد عليه
الحياه نجاح و فشل .. نهوض و سقوط
و لكن النهايه واحده و بعدها حساب ..
كل واحد لازم هايدفع ثمن المشاريب اللى شربها و شربها لأبنائه من بعده .. و اللى بدورهم هايورثوها لأبنائهم لتشرب الذريه كلها سمٌ زعاف أو شهد صافى ..
بلاش نفكر فى لحظه نجاح مؤقت و بعدها هايتدفع الثمن أكيد