كانت تحبه لدرجه العشق ..
زوجها و أبو أبنائها ..
و لكنه ملول يحب التغيير و التبديل فى كل شيئ حتى فى البشر ..
تحملت عصبيته و تجهمه و طباعه التى لم يتحملها احد حتى اقرب الناس لدمه ..
و كان كل حزنها بسبب تجهمه المستمر فى وجهها ..
تسأله و تترجاه لماذا انت متجهم ..
لا يرد و يزيد التكشيره ..
تسع سنوات لم ترى منه ابتسامه واحده ..
رغم صبرها على الخيانه و البخل و العصبيه .. و لكن لعنه قلبها المحب جعلتها تغفر و تستمر ..
احياناً كانت تراه فى منامها يبتسم فى وجهها .. فتستيقظ فى قمه السعاده و كأنها ولدت من جديد .. و لكنها تدرك انه مجرد حلم .. فتصاب بخيبه الامل .. فتبكى و تبكى و تبكى .. الى ان يجف البكاء و يترك مكانه اليأس و الحزن ..
و تستمر محاولاتها كالآله التى تعمل بالكهرباء .. و لكنها كهرباء بلا حياه .. بلا أبتسامه ..
و فى يوم كانت تقف خلف الشرفه تستنشق بعض الهواء .. و إذا بها تسمع صوت ضحكه فى الشارع ..
ضحكه تعرفها .. تحبها .. تفتقدها .. إنها ضحكته .. إنه هو ..
كادت تقفز من الشرفه من السعاده ..
كان يتحدث فى الموبايل و وجهه مشرق بالابتسامه و صوته يجلجل بالضحك ..
صرخت فى نفسها
"حمد لله على سلامه ابتسامتك يا حبيبى ..
أخيراً عدت الىّ" ..
جريت مسرعه الى أحمر الشفاه لتضع طبقه اخرى منه و بعض الكحل ليزيد من جمالها و رونقها ..
و بسرعه و قفت خلف الباب تنظر من العين السحريه لتمتع عينيها بأبتسامته و هو ما زال فى مكالمته .. انتظرت بضع دقائق تنظر من هذا الثقب الصغير الذى ترى منه أجمل مافى الكون .. أروع مافى حياتها .. انها ابتسامه زوجها .. قلبها تعب من رقصه السعاده .. هيا انهى مكالمتك يا حبيبى و رن الجرس لأفتح لك باب قلبى قبل باب المنزل .. و اخيراً انتهى من مكالمته ..
و وقف امام باب المنزل .. فى مواجه العين السحريه للباب ..
هى تراه و هو لا يراها ..
و قف متخشب لثوانى قليله جدا و لم يرفع يده ليدق جرس الباب ..
تعجبت !!!
و لكن فجأه زال العجب ..
رأت مالم تكن تتخيله ولا تتوقعه ابداً ..
لقد رأته يرسم التجهم و التكشيره على وجهه .. انه يقف امام الباب ليضبط تقاسيم التجهم و العبوس ليقابلها بها ..
( تحدث نفسها )
" انا .. انا زوجته .. ام ابنائه .. خادمته .. عاشقته ..
إنه سعيد و لكنه يصدر لى التعاسه ..
إنه مبتسم و لكنه يظهر لى العبوس ..
انه منشرح و لكنه يمنحنى التجهم .. "
مرت الثوانى المعدوده القليله جداً .. كأنها الدهر .. مرت كأنها تسع سنوات من العبوس و التجهم .. مرت كأنها حمل ثقيل جدا على قلبها ..
و أخيراً بعد ان اكتملت رسمه التجهم المصطنعه .. رفع يده ليرن جرس الباب لتفتح له ..
فتحت و هى ليست هى ..
فلقد اكتشفت انها تفتح الباب
لغريب لا تعرفه ..
تحررى .......
نهله أحمد