إبتسامة البراءة .. البطه السوداء
هذه قصة حقيقيه حدثت معى ..
فى بدايه حياتى ذهبت كتدريب عملى لبضعه ايام بإحدى المدارس .. و دخلت حصه لأحد الفصول صغار السن .. و لكى يجلسوا فى هدوء .. بدأت اسرد لهم بعض القصص الطفوليه الجميله .. و منها قصه البطه السوداء .. و هى قصه شهيره لبطه لونها مختلف عن اخواتها .. فلونها أسود و اخواتها من البط لونهم أبيض .. و لونها المختلف لانها بطه مشاغبه و لاتسمع الكلام .. و فى نهايه القصه تتعلم البطه من اخطائها .. كانت هذه القصه ضمن مجموعه قصصيه للأطفال اشتريتها لابنتى الصغيره .. و كنت اقرأ لها القصه و ليس فى ذهنى أى شئ سوى تسليتها ..
و لكن بعد الحصه و انا فى فناء المدرسه وقت استراحه الصغيرات .. تفاجأت بطفله صغيره تأتى الىّ و تنظر الى الاعلى لوجهى .. فأبتسمت لها و داعبتها بيدى على ذقنها الجميل .. فوجدتها فجأه تبكى بكاء شديد و تقول لى
"انا زعلانه منك" ..
نزلت للاسفل و قلت لها
"الجميله زعلانه من ميس نهله ليه؟" ..
قالت لى
"علشان قلتى عليا وحشه و مش بأسمع الكلام و أصحابى مش بيحبوا يلعبوا معايا" ..
ذهلت طبعا لأنى لم اقل مثل هذا الكلام أبداً .. و تعجبت لماذا تكذب هذه الصغيره و هى تبكى بكاء الصدق !!!!
فقلت لها
"يا حبيبتى انا مستحيل أقول لكى هذا الكلام .. فأنتِ بنت جميله و مؤدبه .. ازاى أقول عليكى كده"
فقالت لى
"مش انتى قلتى ان البطه لونها أسود علشان مش بتسمع الكلام و بتضايق إخواتها"
لم أفكر للحظه واحده ان الفتاه سمراء اللون .. و انها رقيقه و حساسه لدرجه ان تأخذ الكلام على نفسها .. حملتها و ظللت أقبل وجهها و جبينها و أحتويتها بين أضلعى فى عناق لم اشعر به إلا و إحدى المدرسات تسألنى لماذا أبكى ؟ فى ايه؟
انزلت الصغيره على الارض و دموعى مازالت تنهمر و قلت لها
" انتى أجمل بنوته انا شفتها فى حياتى و بحبك جدا .. ينفع نبقى أصحاب؟"
فإذا بوجهها يُشرق و إبتسامه البراءة تعلوه و قالت
"اه نبقى اصحاب"
و وضعت على وجنتى(خدى) قبله لم أشعر بمثلها أبداً
و جريت على صديقاتها و هى تصرخ
"ميس نهلة صحبتى .. ميس نهلة صحبتى"
و كل يوم قضيته فى المدرسه بعدها لا أظهر فى الفناء إلا و أجد من يشدنى من ملابسى .. فأنزل لطولها لأخذ أجمل و أصدق عناق طفولى برئ
نهلة أحمد حسن