" ما أبهى ذلك الإتساع، أن تَخرج عن كل التصورات التي تَتَداعى إليك في كل لحظة.. كلها قديمة، غالبها بنات أفكارك، تشبه ملامحها، وتحمل أتربة قِدَمها. الأمر يشبه كوب ممتلئ عن آخره بمياه ملونة، تظل تسكب فيه مياه صافية، بشكل مستمر حتى يتَبدّل تماما فيصفو ويتجدد، هكذا الأمر. تَدّرَب جيدا على نقد الفكرة وتفصيلها، الافكار مغزولة من خيوط كثيرة، كل فكرة واردة مليئه بأدق التفاصيل، يقول الله { وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) الإسراء. الأفكار نقطة في الشئ، وعسى أن تلتمس تفصيلة بفكرة واحدة خيط من شمس الإلهام ممتدد إلى آفاق خارج افاق هذا العالم. لا تتسرع بكل وارد حتى تَتَبدّل ملامح فكرتك تمامًا. عليك ان تكون حذر ودقيق لا تفحص كل الافكار فهناك افكار فخ لتدخلك على ثقب اسود .
" آذا ما تأملت عالم الأفكار ستجد ان هناك نوعان، الأول هو القائد أو كما أحب ان أسميه أمهات الأفكار، والباقي على الهامش، تلك الأمهات توَجّه جيش جرار من الأفكار، مثلًا تجد على سيارتك كيس قمامة ملقى، ثم الطريق مزدحم ثم تاتي إمرأة تقود سيارتها خلفك فتصطدم بها انت، لنَجعل انت من صطدمتها، دعنا نكمل مقالنا بسلام، المهم ستقول حينها " هو فيه ايه هو كله متّسلط عليا " هذه اللحظة هي إستجابة لإحدى أمهات الأفكار، ان " الجميع مُتسلّط عليك" ، فتتعامل من خلال هذه الفكرة مع باقي يومك : ونماذج أخرى من أمهات الأفكار هي المقصودة بالمصطلح الذي نشير إليه " أمهات الافكار " والتي تستمر معنا ربما سنوات مثل: أنا نحس، انا سيء في العلاقات، أنا فاشل، أنا غبي إلخ ومن هنا تأتي الهوامش تتدفق عليك لتأكد لك وتفحص فيها ولا تنال إلا شعور سلبي يسيطر عليك ويُضرم فيكَ النيران، كما تسري النار في الهشيم.
" امهات الأفكار هي من تُحدّد نَظرتك في كل شيء، عينيكَ التي ترى بها الحياة، هي نفسك التي تستقبل من خلالها الآخرون، وتتعامل مع كافة تحديات الحياة وربما تَحكم من خلالها على الاخر، ومنها أيضا، تَظن " أن الناس جميعًا لا يُحبونَك" فتنطلق معاملاتك معهم من خلال هذا الظن، فتُوُلد لك هذه الفكرة جيش من الافكار التي تأكدها، وكلما ركّزت مع هذه الهوامش ولم تَعي أو تُدرك من أين لك هذه الافكار وانها من المكرة الأم ألاَ وهي" لا أحد يحبك" .
ولكي تَتَحكّم يها عليك خلق درع مضاد لها. وهذا ما آشرنا إليه في بادئ حديثنا. ان تَخلق فكرة مقابلة، أنه لا فارق معك أن يحبك هذا أو ذاك أحب نفسك اولا وكفى به حب تحتمي به، وعلى هذا كل أمهات الأفكار التي تسبب لكَ قدر من شعور التعاسة، أن تخلق في المقابل درع يحميك منها، ومع الوقت واليقظة والإنتباه تتلاشى وتَتَجدد، تعامل مع امهات الأفكار جميعها كذلك، واسأل هل هي فكرة تثمر بنتيجة جيدة أم شعور مّعطل، كن دومًا مجدد لها حتى تتجدد أنت، فأصولها تنبع مما تربيت عليه أو العقلية الجمعية، أو من تجارب السابقين، كن حذر ونأنت تصنع أمهات أفكارك .. أما عن المرأة التي صدمتك " العيب في العربية معلش " .