ماذا فعلت حتى أستحق هذا المصير
ما الذي اقترفته لأدان بهذا الشكل من الحياة؟
هل كنت شريرا دون أن أدري؟ أم أن خطاياي لم تكن سوى أنني كنت طيبا أكثر مما يجب؟
كل صباح أستيقظ، لا لأنني أريد، بل لأن الزمن يجرني من عنقي كما يجر السجان أسيره إلى ساحة يعرفها الاثنان جيدًا. أفتح عيني على عالم يزداد قسوة كل يوم، وأقول لنفسي: "لماذا أنا؟"
ثم أضحك، لأن هذا السؤال نفسه صار مبتذلًا لكثرة من سأله ولم يجد جوابًا.
ربما لم أفعل شيئًا... وربما فعلت كل شيء.
ربما كنت صامتًا في وقت كان يجب أن أصرخ، أو صرخت حين كان يجب أن أصمت.
ربما أحببت من لا يستحق، أو كرهت من كان يحتاج حبي كي لا يسقط.
يقال إن الإنسان يعاقب بما يهرب منه.
وأنا هربت من الوحدة، فوجدتها تسكن جوفي.
هربت من الحزن، فصار ظلي.
هربت من نفسي، فوجدتها في كل مرآة أواجهها.
في بعض الليالي، حين يصمت كل شيء، أشعر أن القدر يجلس على مقعد مقابل لي، يحدق فيّ ساخرًا، كأنه يقول:
_أنت الذي اخترت هذا الطريق، كنت تظن أنك تمشي نحو الضوء، لكنك لم تر أنه كان وهما ينعكس على جبل من رماد.
فماذا فعلت إذن؟





































