آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. سُندس

أجمل ما في الموضوع؛ هو إني انتصرت على العادات والتقاليد، يعني فكرة الحِنة والفرح؛ والكلام الحُمُّصاني ده كله، ماهو أنا في الأول والآخر؛ مش واخد من الليلة دي كلها غير "سندس" عروستي، اللي حاليًا بقت مراتي، بعد ما وافقت على فكرتها؛ لما قالت لي إنها عاوزة تستبدل فكرة الفرح؛ بإننا نسافر أي مكان نقضي فيه شهر العسل، مكان برَّه مصر طبعًا.

وبالفعل؛ خرجنا من عند المأذون على المطار، لأني كنت خلصت كل حاجة، حجزت جناح في فندق اسمه ذا ويستن في ماليزيا، وطلعت التأشيرات وقطعت التذاكر، والأهم من كل ده، هو إني حددت ميعاد كتب الكتاب في وقت يسمح لي إني أطلع من عند المأذون على المطار.

وعشان نرضي أهالينا، اللي كانوا عايزين يفرحوا طبعًا في قاعة، وفي بنات عايزة تلبس فساتين، عملنا زفة بكام عربية لحد المطار، ولما وصلنا سلمنا على الناس اللي كانوا بيوصلونا، وأخدت "سندس" ودخلت مبنى المطار، الأمور كانت ماشية زي السكينة في الحلاوة، عريس وعروسة بقى لابسين لبس الفرح، كله كان بيقول مبروك وبيمشّي الدنيا.

كان فاضل على الطيارة حوالي ساعة بعد ما ختمنا الجوازات، دخلنا صالة المغادرة، لكن وإحنا قاعدين بنتكلم؛ وخلاص كلها وقت بسيط ونركب الطيارة، لأن استعلامات المطار كانت بتنده على الركاب النداء الأخير، لقيت "سندس" بتقول لي:

-"محمد"، عاوزة أروح الحمام، معلش خلي تليفوني معاك.

كتمت الضحكة جوايا وقولتلها:

-ماشي، عرايس آخر زمن والله، الحمد لله معملناش فرح، كان زمان المعازيم بيتفرجوا عليكي وأنتِ سايبة الكوشة ورايحة الحمام دلوقت.

-بطل تريقة.

-هو أنا نطقت؟!

بعد شوية لقيتها راجعة، كنت قومت من مكاني عشان خلاص مفيش وقت، تقريبًا الركاب كلهم دخلوا الطيارة، وبمجرد ما "سندس" وصلت، أخدتها من إيدها وروحنا على الباب اللي هنركب منه، وساعتها ناولتها تليفونها وقولت لها:

-شوية كمان وكنا قرأنا خبر، إن الطيارة المتجهة إلى ماليزيا؛ أقلعت ونسيت العريس والعروسة في المطار، يلا عشان خلاص مفيش وقت.

وناولتها التليفون، لكن لقيتها بترفض إنها تاخده وبتقول لي:

-اقفل التليفونات وخليها معاك، إحنا طالعين شهر عسل، هنحتاج التليفون في إيه؟

عجبتني الفكرة، لكن مكانش في وقت أعلَق عليها، يادوب قفلت التليفونات وحطيتها في الشنطة اللي معايا، وأخدتها من إيدها ودخلنا الطيارة.

لما الطيارة أقلعت، وبعد ما كل الركاب باركوا لنا تقريبًا، بدأت أتكلم مع "سندس" وأقول لها:

-لحد دلوقت معرفتش سبب إنك طلبتي نلغي الفرح، ونسافر نقضي شهر العسل برَّه، أكيد شوفتي كام بوست على السوشيال ميديا لعرسان عملوا كده، فاتشجَّعتي وطلبتي الطلب ده.

-لأ طبعًا، لكن فكرة الفرح أصلًا بقت فكرة قديمة ومُستهلكة، دا غير إن في ناس بتيجي مخصوص؛ عشان تتفرج على العريس والعروسة، ويقولوا رأيهم فيهم، إحنا مش مانيكانات في محلات كل واحد يبص علينا بصة، وبعدين أنا عندي رغبة أعيش حياة مختلفة، عشان كده طلبت تكسر العادات والتقاليد، وكويس إنك وافقتني.

-عن نفسي أعمل أي حاجة تخليكي سعيدة.

-طيب بس بقى يا "محمد"؛ عشان أنت أصلًا عمرك ما حاربت عشاني.

-يعني آخد إعفا من الجيش وأحارب عشانك إنتي؟!

-قصدك إيه؟

-قصدي إنك تبطلي الكلام ده؛ لسه بدري على النكد، إحنا رايحين نقضي شهر عسل، وبعدين يعني إيه محاربتش عشانك، بقيتي مراتي، ومسافرين نقضي شهر عسل، أعمل إيه يعني عشان تقتنعي إني حاربت عشانك؛ أعمل لِك زفة على دبابة؟!

الحمد لله؛ الرحلة انتهت على خير، قضيناها طبعًا ناقر ونقير، وشوية هزار، أهو كنا بنسلّي طريقنا، وبعد ما وصلنا وخرجنا من المطار، أخدنا تاكسي لحد شارع العرب؛ اللي فيه الفندق، ولما وصلنا خلصنا إجراءاتنا، وأخدنا مفتاح الجناح وطلعنا، لحد ما حد من العمال يطلَّع لنا الشنط بتاعتنا.

"ادخلي برجلك اليمين"

دي الكلمة اللي قولتها؛ بمجرد ما فتحت باب الجناح، لكن اتفاجأت إنها بتدخل برجلِها الشمال، يمكن ده اللي خلاني اتريقت عليها وقولت لها:

-هو أنتِ مش عارفة الشمال من اليمين في ماليزيا ولا إيه؟

بمجرد ما سمعتني؛ بصَّت لي بصة طويلة، وبعدها ابتسمت ابتسامة بسيطة وقالت لي:

-بطَّل شغل أفلام قديمة بقى، بلاش تحكّمات غريبة.

دخلت وراها وقفلت الباب. ومفاتش وقت كتير؛ والباب خبَّط من تاني، فتحت عشان عارف إن الشنط بتاعتنا وصلت، وفعلا؛ أخدت الشنط وقفلت الباب وبعدها دخلت، كانت "سندس" قاعدة على السرير، بفستان الفرح، قرَّبت منها بدأت أتكلم معاها:

-مُش هتغيَّري هدومك؟

كنت ولا كأني بتكلِّم، لأنها لا التفتت ناحيتي، ولا حتى حسِّستني إنها سمعاني، كل اللي بتعمله هي إنها قاعدة على طرف السرير، وشها في مراية السراحة اللي قدامها، حتى عينها مكانتش بترمِش، ولما فات وقت على الحالة دي؛ قربت منها وأنا مستغرب وبقول لها:

-هو أنتِ نسيتي الكلام هنا ولا إيه؟ ما أنتِ واكلة دماغي في الطيارة وطول الطريق، ولا هي عشان دُخلة هتعملي مكسوفة وكده.

حتى هزاري معاها مجابش نتيجة، ده اللي خلاني أمِد إيدي؛ أهزَّها في كتفها وأنا بقول:

-ما تردِّي عليا يا أبو الهول.

ساعتها بصَّت ناحيتي ورفعت راسها، وبمجرَّد ما شوفتها، لقيت نفسي برجع ورا بخطوات مهزوزة، مكانتش "سندس"، كانت شيء تاني، أيون شيء مش حد، ملامحها مش ملامح بَشر، أي نعم عندها عيون ومناخير وبوق، لكن مش زي اللي عندنا، عيونها كانت بيضا جدًا زي التلج وواسعة، وفي نصها نِن أحمر؛ قد حباية العدس، ومناخيرها كانت طويلة ومُدبَّبة ومقوَّسة لتحت، تقريبًا بنفس هيئة المناخير اللي كنا بنشوفها في شخصية الساحرة الشريرة في الأفلام، ولما ابتسمت لي، لاحظت إن لون أسنانها أسود، دا غير إن أنيابها كانت طويلة، بدأت أصرخ وأنا بقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، وبحاول أهرب، غمضت عيني عشان ماشوفش التغيير الرهيب والمفاجئ اللي حصل، لكن سمعتها بتقول لي:

-مالك يا "محمد"، هو أنت شوفت عفريت ولا إيه؟

بلعت ريقي وفتحت عيني بخوف، لكن لقيت إن اللي قدامي هي "سندس"، معرفش إزاي شوفتها بالشكل ده، ولا إيه السبب، وحفاظًا يعني على شكلي في ليلة زي دي، دهست الخوف اللي جوايا، وبدأت آخد الكلام في ناحية تانية، وقولت لها:

-لأ مفيش؛ أصل افتكرت حاجة كده، ولقيت إنها ممكن تكون فال شؤم في يوم زي ده، عشان كده استعذت بالله واتخضِّيت شوية، لكن أنا كويس الحمد لله، هو أنتِ هتفضلي قاعدة بالفستان كده كتير؟

-ماله الفستان؟ مش كنت دايمًا تقول نفسي أشوفك بفستان الفرح.

-أيون بس مش هتعيشي معايا بالفستان، أقصد يعني الفرح خلص خلاص، نلبس بقى هدوم البيت، إحنا جايين من سفر وأكيد عاوزين نرتاح.

بعد ما خلَّصت كلامي، فتحت شنطتها وأخدت بيجامة، ودخلت الحمام عشان تغيَّر هدومها، وأنا كمان اسغليت الفرصة؛ غيَّرت هدومي، وقعدت أنتظرها، في الوقت ده الباب خبَّط، قومت وبصيت من العين السحرية، ولقيت إن حد من اللي شغالين في الفندق واقف، ومعاه صينية عليها أكل، فتحت الباب، عشان آخد الصينية، لكن اتفاجأت بحاجة غريبة.

أنا لقيت "سندس" واقفة وراه، بفستان الفرح، وقفت متنَّح ومذهول مش عارف أتصرف، حتى هو كان بيحاول يستفسر منّي عن سبب الحالة اللي دخلت فيها فجأة، وسألني بلغة عربية مكسَّرة وقال لي:

-أنت بخير؟ أطلب طبيب؟

لكن "سندس" اختفت فجأة، بلعت ريقي تاني، وحاولت أستعيد هدوئي وقولت:

-أنا بخير، شكرًا.

أخدت الصينية وقفلت الباب، دخلت وحطيتها على الترابيزة، أسئلة كتير كانت بتدور جوايا، هو إزاي بقيت بشوف "سندس" كده؟ وليه هنا بالذات؟ ما أنا خاطبها من سنتين بحالهم، ليه هنا بتحصل معايا هلاوس بالشكل ده؟!

صوت تفكيري اتقطع مع صوت باب الحمام، لقيت "سندس" خارجة بالبيجامة وطبيعية جدًا، أوِّل ما شافتني قالت لي:

-بحب أنا اللي يستغل الفُرص، استغليت إنك لوحدك وغيَّرت هدومك.

بالرغم من هزارها؛ لكن مكنتش قادر أنسى اللي شوفته، لما شوفتها قدام المراية في هيئة مخيفة، وفي نفس الوقت شوفتها بفستان الفرح، وهي واقفة في الممر ورا العامل اللي جايب الأكل، بس مقدرش أتكلم في حاجة، كل اللي بيحصل لحد دلوقت موجود في عقلي بس، مالوش أي وجود في الواقع، يعني فرصة "سندس" هتستغلّها في إنها تكسبني واحد صفر في المناقرة، يمكن ده اللي خلاني أتعامل عادي، وأرد عليها:

-أنا أحسن واحد بيحب يستغل الفرص، زي ما استغلّيت فرصة إنك مش عايزانا نعمل فرح ووافقت كده.

كانت بتبص لي بصة بدون تعبيرات واضحة، زي ما تكون تمثال متجمّد لكنه اتصمم على إنه يضحك ضحكة ثابتة، معرفش إيه التغيير اللي حصل عندها ده، دي مش بتبطّل هزار ومناقرة ونكد، وحتى لو ما اتكلِّمتش، تعبيرات وشها دايمًا بتتكلم وبتقول حاجات كتير، قولت أعدّي الأمور معاها، يمكن متوتّرة أو حاجة، عشان كده غيرت الكلام وقولت:

-الأكل وصل، تعالي ناكل أنا واقع من الجوع.

بدون ما تعلَّق على كلامي، قعدت جنبي على الترابيزة، وبدأت تاكل وهي ساكتة، كأنها بتنفّذ غصب عنها حاجة مطلوبة منها، حاولت أفتح أي حوار؛ فقولت لها:

-أحسن حاجة في المطاعم دي، إنها بتقدّم أكل مناسب حسب جنسية الزبون، يعني جايبين لنا فول وبيض وجبنة مِش، أنا لو باكل عند حماتي مش هَتِهتَم بيا الاهتمام ده.

كنت بحاول أفتح مجال لأي كلام أو هزار، وأنا عارف إنها ما بتصدَّق أبدأ بالكلام اللي من النوع ده، لكن بصّتها ليّا كانت غريبة، مُش هكون ببالغ لو قولت إنها بصة مُخيفة، حاولت أسألها إيه الغلط في كلامي، أو إيه اللي يزعّل، لدرجة إني حاولت أهزَّر من تاني وأقول لها:

-يابنتي بقول حماتي؛ يعني أمك، هو أنا بقول حد غريب!

لكنها سابتني وقامت، أخدت بعضها وراحت على الحمام، دخلت وقفلت الباب وراها، وعرفت إنها رزعت الباب من صوته، قولت في بالي: "إيه دلع الستات الماسخ ده؛ ما تولعي"، وبعدها بدأت أكمل أكل لأني كنت جعان، لكن بمجرَّد ما بصّيت للصينية اتفزعت، والسبب هو إن الطبق اللي "سندس" كانت بتاكل فيه كان زي ما هو، كأن مفيش حد لمسه، رغم إني شوفت بعيني إنها أكلت رُبعه تقريبًا، حتى رغيف العيش اللي أخدت منه كذا لقمة، كان زي ما هو!

اللقمة وقفت في زوري، مقدرتش أبلعها، ما هو اللي بيحصل ده غريب، ومالوش تفسير، قومت من على الأكل وبدأت أقرَّب من الحمام، خطواتي تقيلة والخوف بيجري مع الدم في عروقي، عيني مركّزة على باب الحمام المقفول، وتفكيري في "سندس" اللي وراه، قرَّبت منه لحد ما حطيت ودني على الباب، وبدأت أسمع أي صوت ممكن يكون بيحصل جوَّه، مفيش صوت مَيَّه، ولا حتى صوت حد بيتحرَّك، الوقت بدأ يفوت وأنا على الحال ده، قولت مابدِّهاش بقى؛ بدأت أخبَّط على الباب، انتظرتها ترُد لكنها ما ردَّتش، اتردِّدت إني أفتح عليها الباب، برغم إنها مراتي يعني وعادي، لكن من اللي بيحصل قدامي وشايفه، وخصوصًا إننا لسه في أول يوم، مش ضامن رد فعلها هيكون إزاي.

مع الوقت اللي كان بيفوت وأنا بخبَّط، وهي ما بتردّش، ولا سامع حركة، حاجة جوايا قالت لي: افتح الباب؛ ما يمكن حصل لها حاجة جوَّه، تكون وقعت ودخلت في غيبوبة ولا حاجة، ولقيت إيدي بتطاوع الهاجس اللي جوايا، مسكت أوكرة الباب وفتحته، عشان ألاقي الحمام فاضي!

الذهول اللي جوايا اتضاعف، وحسيت إن الأحداث اللي بتحصل بقت زي السلسلة، كل حدث كان زي الحلقة اللي بتشبُك في الحلقة اللي بعدها، وأنا مكنش عندي أي تفسير للي بيحصل، ولا قادر أفهم "سندس" اختفت فين، كل اللي جه في بالي إنها حدفت نفسها من الشباك، اترعِبت بمجرد ما الفكرة خطرت في بالي، جريت على شباك الحمام عشان أتأكّد، لكن لقيته مقفول من جوَّه، واستحالة حد هيخرج منه وهيقدر يقفله تاني من جوَّه بعد ما يخرج، هي إيه الحكاية؟!

وقفت زي الوتد اللي مدقوق لآخره في الأرض، مش قادر أتحرك، ولا قادر أفكَّر، كل اللي بيحصل هو إن كل حاجة غريبة حصلت معايا كانت بتتعاد قدامي من تاني، يمكن عقلي كان بيحاول يربط الأحداث ببعضها، محاولة منه إنه يفهم حاجة، أو يوصل لسبب اللي بيحصل، لكن عقلي كان عاجز، أصغر من إنه يستوعب شيء خارج نطاق الفهم والمنطق، لكن جسمي بدأ يتحرَّر من جموده لما سمعت صوتها وهي بتناديني:

-"محمد"؛ يا "محمد".

 الصوت كان جاي من برَّه، بالتحديد من المكان اللي فيه الترابيزة اللي كنا بناكل عليها، بدأت أبُص برَّه الحمام وأنا مرعوب، حركتي كانت بطيئة، لكن أول ما بصيت من باب الحمام المفتوح، شوفتها وهي قاعدة على الترابيزة في مكانها، اتمسمَرت في مكاني وأنا مبحلق فيها، لكنها فضلت تبُص لي وقالت:

-هتفضَل واقف عندك كتير؟ أنت وقفت تخبط على باب الحمام وكأنك بتسمع حاجة جوَّه، وبعد كده فتحت الباب ودخلت، ولحد دلوقت واقف في مكانك كده بتعمل إيه؟!

حسيت إن كلامها نازل عليا زي الكرابيج، يعني هي شافتني بعمل كل ده؛ في الوقت اللي شوفت فيه إنها قامت ودخلت الحمام ورزعت الباب وراها؟!

معرفش لو استمر الحال على الوضع ده الدنيا هتكون عاملة إزاي بعد كده، أكيد ده هيكون سبب في مشاكل كتير.

خرجت من الحمام وأنا تقريبًا كده في نُص هدومي، دا غير إني كنت حاسس بتوهان رهيب، إيه اللي بيحصل؟ والمشكلة فيا ولا فيها هي؟ وليه ده محصلش قبل كده؟ ليه في الفندق؟!

بمجرد ما كلمة الفندق جت ضمن تفكيري؛ لقيتني بسيب كل الهواجس اللي جوايا، وبركّز مع الكلمة؟ وبقول في نفسي: أنا ليه ملاحظتش الحكاية دي، الأحداث كلها بدأت في الفندق، نقطة البداية من هنا، وبمجرد ما وصلنا كل ده بدأ يحصل، أكيد المشكلة في الفندق، يمكن الجناح مسكون، أو الفندق كله، أنا ياما سمعت عن فنادق مسكونة، وغُرَف بعينها بتحصل فيها حاجات غريبة، يمكن حظّي خلاني أقع في حاجة زي دي، الفنادق بيدخلها أشكال وألوان، يمكن حد عمل حاجة أو إتسبب في إن الجناح يتسكن، ليه لأ، كل شيء وارد.

صوت "سندس" خلاني أخرج تاني من تفكيري، لما قالت لي للمرة التانية:

-يا "محمد".

فوقت من الغيبوبة اللي كنت فيها، ورجعت قعدت جنبها على الترابيزة، حاولت أتكلِّم معرفتش، حاولت أعمل أي حاجة بس مكانش عندي القدرة، دا غير إن مكانش باين عليها أي حاجة، يعني لا حاسس إنها ملاحظة حاجة غريبة، ولا باين عليها حاجة من اللي باينة عليا، ولأننا وصلنا الفندق هنا بالليل؛ لقيتني بقول لها:

-بقول لِك إيه، الإرهاق قاتلني؛ تعالي ننام والصباح رباح.

منتظرتش ردها بالموافقة، دخلت على السرير وشديت فوقي غطا خفيف كان موجود، ومديت إيدي طفيت النور اللي جنبي، عيني بدأت تغمَّض؛ لكن مكنتش لسه دخلت في النوم بشكل كامل، ده اللي خلاني ألاحظ باقي نور الجناح وهو بينطفي، بعدها حسيت بحركة جنبي في السرير، نفس الحركة اللي ممكن حد يحسَّها لو حد رايح ينام جنبه، عرفت إن "سندس" دخلت هي كمان تنام، مكنتش محتاج أشوف ده بعيني عشان أفهم، كل حركة كانت محسوسة، حتى حركة الغطا فوقي، كانت بتشدُّه عشان تظبطه عليها، معرفش ليه حسيت بتأنيب ضمير من ناحيتها، المسكينة ملهاش ذنب في اللي بيحصل، يمكن ده اللي خلاني أمِد إيدي ناحيتها، عشان أحاول أراضيها، لكن اتفاجأت إن السرير في المكان اللي هي نايمة فيه فاضي.

استغربت الحكاية؛ لأن لحد اللحظة اللي كنت مادد فيها إيدي ناحيتها، كنت حاسس بوجودها، لكن اللي يخطأ فيه اللمس تأكِّد عليه العين، عشان كده اتقلبت على جنبي التاني، وبصيت ناحيتها، عشان ألاقي "سندس" نايمة، لكن إيدي معدِّية منها وكأنها فراغ أو سراب، ولامسة المرتبة تحتها، وجسمها اللي قدامي كأنه مش موجود.

الفزع امتلكني تاني، لدرجة إني صرخت، ومع صرختي؛ لقيتها رفعت راسها من على المخدة، وبدأت تفتح عينها، اللي رجعوا لشكلهم المخيف، لونهم أبيض والنن أحمر زي حباية العدس، ومناخيرها بدأت تتقوَّس من تاني، وأسنانها بدأ لونهم يتحول للأسود وأنيابها بدأت تطول، كل ده وإيدي معدِّية من جسمها اللي زي السراب، وساعتها بس ابتسمت لي ابتسامة مخيفة وقالت لي:

-بقى عايز تسيبني وتتجوِّز غيري يا "محمد"؟

لقيت نفسي بتنفض من على السرير وبقع في الأرض، ضربات قلبي زادت وجسمي ارتعش، ولساني كان بيستعيذ بالله، الخوف خلاني أبعد عن السرير وأدخل الممر اللي طالع على باب الجناح، وقفت فيه وأنا مش قادر أعمل حاجة، لا عارف أفتح الباب وأخرج، ولا عارف أرجع عند السرير، كل ده وأنا كنت متوقع إنها هتيجي ورايا، وكنت عامل حساب اللحظة دي، لكن اللي عملت حسابه محصلش، الوقت فات، ومفيش أي حركة جوَّه، بدأت أرجع ناحية السرير، رغم إن خطواتي كانت بتعاندني، لكن مع الوقت وبالمعافرة قربت من السرير، اللي لقيته فاضي، ومفيش حد نايم فيه!

"سُندس"، "سُندس".

كنت بندَه اسمها بلهجة متوترة كلها خوف، الهزَّة اللي جوايا كانت باينة في صوتي، لكنها مردَّتش عليا، قاومت خوفي وبدأت أدوَّر عليها في كل حتة من الجناح، تحت السرير؛ في الدولاب؛ الحمام، لكنها فص ملح ودابت، كل اللي كان في بالي إنها هترجع تنده عليا تاني، وتظهر في أي مكان، ويبقى أنا اللي بيتهيألي، زي ما حصل وإحنا على الأكل، لكن ده محصلش، اللي حصل؛ هو إن باب الجناح كان بيخبَّط، قولت أكيد هي، بس هتخرج إزاي لو أنا اللي بهلوس! 

الخبط كان مستمر، ومكنش قدامي غير إني أفتح الباب، وفعلًا، روحت وفتحته، وكل اللي في بالي إني هلاقيها، لكن لقيته واحد من العمال، واللي قال لي بلغة عربية مكسَّرة:

-ناس من أهلك في مصر، اتصلوا علينا، وعاوزينك تفتح تليفونك ضروري.

وسابني ومشي، معرفش هما عايزين منّي إيه دلوقت، زمانهم عايزين يعرفوا أخباري إيه، والدنيا ماشية معايا تمام ولا لأ، محدش يعرف الحوسة اللي أنا فيها، ولأني مش لاقي "سندس"، ولا فاهم إيه اللي بيحصل، مكنتش عارف لو فتحت تليفوني وكلمتهم أقول لهم إيه لو حد سأل عنها، لكن قولت أعدي الموضوع، فتحت التليفون وكل اللي في بالي إن لو حد سأل هقول له إنها نايمة، وفعلًا فتحت تليفوني، اللي بالمناسبة كان جنب تليفونها، ما هو بمجرد ما وصلنا حطيتهم في درج الكومودينو اللي جنب السرير، ولما فتحت التليفون، كان أكتر حد رانن عليا هو حمايا، استغربت لما استلمت الرسالة اللي مكتوب فيها عدد الرنات، وعشان أعرف إيه الحكاية، رنيت عليه، وعلطول المكالمة فتحت، ولقيته بيقول لي:

-"سندس".

صادرت على كلامه وقولت له:

-مالها "سندس"؛ نايمة كويسة أهي.

-هي مين اللي نايمة كويسة يا "محمد"؟ "سندس" في المستشفى وبنرن عليك وأنت ولا هنا.

حسيت إني نسيت الكلام، وكل حاجة في الدنيا اتلخبطت، ولما بدأت أستوعب كلامه قولت له:

-هي مين دي اللي في المستشفى؟

-مراتك يا "محمد"، لقوها في واقعة مُغمى عليها في حمام المطار، وسيادتك سافرت وسيبتها، هو أنت مسافر تقضي شهر العسل لوحدك؟!

مكنتش مستوعب اللي حصل، لكن لقيتني بسأله:

-إيه اللي بتقوله ده؟

-زي ما بقول لك كده، وبنحاول نعرف منها إيه اللي حصل، وهي مصممة مش هتتكلم غير في وجودك، أنت لازم تيجي مصر على أول طيارة.

مكنتش مصدق اللي بسمعه، غير لما وصلني من حمايا صورة "سندس" وهي في المستشفى وكلهم حواليها، في اللحظة دي؛ مفكرتش مين بقى كانت معايا، ولا ازاي "سندس" رجعت مصر ودخلت المستشفى، ولا ازاي كانت معايا هنا وهي هناك، كل دي لخبطة أنا مش فاهمها، مكنش قدامي غير إني ألِم حاجتي وأنهي الحجز اللي عامله في الفندق، وفعلًا؛ أخدت بعضي وطلعت على المطار، وحجزت على أول طيارة نازلة مصر.

لما وصلت مطار القاهرة، أخدت تاكسي لحد المستشفى، وطلبت من عامل بيشتغل في المستشفى إنه يخلي الشنط في الريسيبشن، وعطيته اللي فيه النصيب، ولأن الصورة اللي وصلتني على واتس آب، كان معاها رقم الأوضة اللي فيها "سندس"؛ طلعت على فوق علطول، وأول ما شوفتها لقيت وشها شاحب، وساعتها قولت لها، إيه اللي بيحصل؟

محبَّتش تجاوبني قدامهم، وهما راعوا النقطة دي وسابونا لوحدنا، وساعتها قالت لي:

-لما سيبتك وروحت الحمام في المطار، قبل ما نركب الطيارة، فتحت باب الحمام ودخلت، اتفاجأت بواحدة شبهي جوَّه، الخالق الناطق أنا، عينها جت في عيني وحسيت بشيء غريب، وبعدها حسيت إني بدوخ وبفقد الوعي، وقومت لقيت نفسي هنا.

لا أنا ولا هي كان عندنا تفسير للي حصل، لكن مكانش قدامي غير إني أخرج وأقول لهم على اللي حصل، ماهو برضه لازم يعرفوا إني مسيبتهاش ومشيت، وإن في حاجة غريبة حصلت، خرجت وأخدت حمايا على جنب، وحكيت له اللي "سندس" قالته، وحكيت له برضه عن اللي حصل معايا هناك، وساعتها قال إن الحكاية فيها حاجة غريبة، وغالبًا دي أعمال ميقدرش يقوم بها غير والعياذ بالله يعني؛ الجِن والشياطين.

مكنتش قادر أعترض على كلامه، لأن أي اعتراض هيكون نتيجته سؤال واحد، أومال اللي حصل معايا ده حصل ازاي؟!

في هدوء، حمايا أخدني وروحنا لواحد يعرفه، واحد من المعالجين يعني، ولما عرِف حكايتي سألني سؤال غريب؛ وقال لي:

-هو أنت بتقعد قدام مَيَّه عذبة بالليل؟ يعني ترعة مثلًا، أو كنت بتعمل كده؟

رجعت بالذاكرة وافتكرت هواية قديمة عندي، وهي إني فعلًا كنت هاوي صيد، خصوصًا بالليل، وبروح أسهر مع نفسي أصطاد على ترعة قديمة في البلد عندنا، ولما افتكرت وحكيت له عن الحكاية دي ليقته بيقول:

-يبقى اللي عرفته مظبوط، في جنِّية كانت ساكنة الترعة دي وعشقتك، الجنية اسمها "سندس"، نفس اسم مراتك، ماهو الإنس والجن ممكن يشتركوا في بعض الأسماء عادي، ولما كتبت كتابك والموضوع دخل في الجَد، قرَّرت إنها تكون مكان عروستك، بما إنك في قانونهم من حقها هي، لكن اطمن، يا ما حصلت حاجات زي كده وبتحصل، والعلاج موجود.

بصيت لحمايا وبلعت ريقي وقولت له:

-طيب والعلاج ده إيه؟

-الموضوع مش سِحر ولا عمل عشان يتفَك، ولكن هيبقى في تحصين، حجاب في سلسلة، والسلسلة مش هتفارقك أبدًا، وطول ما أنت لابسها؛ أو على الأقل تكون في جيبك أو شنطتك، وهي مش هتقدر تقرَّب منك.

خلصنا عند الشيخ، وخرجنا ومعانا السلسلة، اللي حمايا قرَّر إني ألبسها بمجرَّد ما مشينا، وبعدها رجعنا المستشفى، واتفقت مع حمايا إننا نقول كنا عند دكتور نفساني، وإني بعاني من شوية توتر، وده اللي خلاني أنسى "سندس" في زحمة السفر وكده، وأقول كمان إن الكرسي بتاعها في التذكرة، كان في مكان غير الكرسي بتاعي، وكنت فاكر إنها على الطيارة، ماهو مينفعش نقول جنيَّة والكلام ده.

وفعلًا ده اللي تَم، والحكاية عدَّت على خير معاهم، ومكنش فاضل غير "سندس"، اللي ما صدَّقت عرفت الحكاية، ولسانها اشتغل عليا، دا طبعًا بعد ما أقنعتها إن اللي شافتها في الحمام دي، ما هي إلا تهيؤات لما داخت، وإن الحكاية وارد إنها تحصل عادي.

تاني يوم؛ جددت حجز الفندق تاني، واستغليت إن التأشيرات لسه سارية وحجزت تذاكر، عشان نبدأ شهر العسل بجد، ونفس المشوار اتكرر، روحنا المطار على ميعاد الطيارة، خلصنا إجراءاتنا ومشينا، ركبت الطيارة و "سندس" معايا، والسلسلة كنت حاططها في شنطتي اللي في إيدي.

الطيارة أقلعت، و"سندس" بدأت تناقر فيا، وأنا كمان بدأت أناقِر فيها، كنت مطمِّن، لأنها طول ما هي بتناقر وبتنكِّد بتكون كويسة وفي حالتها الطبيعية، الحقيقة؛ الرحلة كانت زي الفل، وماشية طبيعي، لحد ما جه وقت توزيع الوجبات على الركاب، وقتها وشي كان ناحية "سندس" بتكلم معاها، وساعتها سمعت صوت بيقول لي:

-فراخ ولا لحمة يا فندم؟

الصوت كان صوت "سندس"، بصيت ناحية اللي بتتكلِّم، عشان أشوف "سندس" اللي قاعدة جنبي، هي نفسها اللي واقفة بترابيزة الأكل المتحركة وبتكلِّمني، لكن لابسة اليونيفورم بتاع مضيفة الطيران، جسمي تلِّج وبصيت لها وأنا متنَّح، وهي كانت بتبتسم لي ابتسامة كلها سخرية، في اللحظة دي؛ لقيت كوع بيخبطني في كتفي، كانت "سندس" الحقيقية، مراتي، وبمجرد ما بصيت ناحيتها قالت لي:

-إيه؟ عجباك المضيفة؟ أقوم وتقعد هي جنك؟ هو أنا مُش مالية عينك؟

في اللحظة دي، عرفت إن "سندس" مكانتش شايفة المضيفة زي ما أنا شايفها، لكنها فرَّجت عليا الطيارة وخلاص، حتى المضيفة اللي شوفتها على شكل مراتي، اتكسفت من اللي حصل ومشيت وسابتنا، لكن كل ده مكانش شاغل بالي، اللي كان شاغل بالي فعلًا، هي إزاي ظهرت لي تاني والسلسلة في شنطة إيدي؟

فتحت الشنطة، وملقتش السلسلة، قلبي اتخلع من مكانه لما اكتشفت ده، في اللحظة دي سألت "سندس" وقولت لها:

-كان في سلسلة هنا راحت فين؟

-يعني مش مهتم بكلامي وبتدوَّر على سلسلة قديمة؟ إيه؟ عاوز تعطيها الشبكة؟

-يعني عارفة إنها سلسلة قديمة تبقي أخدتيها.

-ملقتش لها لازمة في الشنطة، نقلتها في الشنطة الكبيرة قبل ما نمشي.

-يعني السلسلة دلوقت في الشنطة اللي جوه خزنة الطيارة؟

-أيون.

-والطيارة في السما.

-أيون.

-شاطرة يا "سندس".

**

بالحق؛ قدرت أهرب من المشكلة؛ بإني كنت بغمَّض عيني؛ كل ما المضيفة اللي شكلها بيتغيَّر على شكل مراتي تيجي ناحيتي، أي نعم كنت بشوفها برضه في الضلمة وأنا مغمَّض، لكن الحمد لله، الحكاية عدَّت على خير، لحد ما وصل

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333581
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189389
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181100
4الكاتبمدونة زينب حمدي169694
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130914
6الكاتبمدونة مني امين116755
7الكاتبمدونة سمير حماد 107594
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97782
9الكاتبمدونة مني العقدة94902
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91492

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

650 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع