آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ الكرسي المقابل
  • ق.ق.ج/ سلالة الغبار
  • الرفض الجدي..
  • قائمة الأسماء..
  • حرة أنا …
  • أرواح شاهدة
  • احلام بلا اجنحة
  • على بركان
  • تزهر قلوبنا
  • فقدان الإحساس مرعب
  • ويبقى الحُبُّ ما بَقي العِتاب
  • ق.ق.ج/ الكوب الفارغ
  • ق.ق.ج / ريش متناثر
  • فنون البعاد
  • غربة والتماس
  • القلب ميت
  • رسالة لم تصل إليك
  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. صندوق الذكريات

 

استرها يا رب؛ إيه الصوت الفظيع ده، ومين اللي بتصرخ وبتستغيث بالطريقة المخيفة دي؟

كنت بسأل نفسي وأنا نازل على السلم في نص الليل، رجليا مُش شيلاني، لأن الخضَّة اللي أخدتها؛ كانت كفيلة إنها تفقدني أعصابي، لما سمعت صوت بنت بتصرخ.

مصدر الصوت كان البدروم، ومن قوِّته، سيبت شنطتي في الصالة ورجعت، ونزلت أجري على تحت، ملحقتش حتى أرتاح من السفر، يادوب لسه راجع، وبمجرد ما دخلت البيت ووصلت الشقة، اتفاجأت بصوت الصريخ اللي لبِّش جتّتي.

الحكاية مكانتش تحتمل الانتظار، في البداية كان لازم أتأكد الصوت من البدروم ولا من بره البيت. حاولت أحفظ توازني وأنا نازل، الواحد مننا لما ينزل سلم وهو متوتّر، وارد جدًا يتكعبل، أو رجليه تفلِت كده ولا كده، لحد ما وصلت لمدخل البيت، أول حاجة عملتها هي إني وقفت قدام باب البدروم، قربت ودني منّه، وبعد شوية وقت، لقيت إن الدنيا جوَّه أسكُت هُس، مفيش نَفَس ولا حركة، قولت أكيد الصوت من برَّه، أخدت بعضي وطلعت على فوق، لكن مع أول خطوة على السلم، الصرخة رجعت من تاني!

خطوتي وقفت؛ ومقدرتش أكمل لحد فوق، دلوقت بس اتأكدت إن الصوت من البدروم، بس مين ياترى اللي بتصرخ جوه، ودخلت ازاي؟ أنا سافرت من سنتين بسبب ظروف نفسية مرِّيت بها؛ ولسه راجع، ومفيش حد معاه مفتاح البيت غيري، دا غير إن مفيش حد عايش معايا من الأساس، أنا وحيد، حتى قصة الحب اللي عيشتها فشلت، وبعدها سافرت سنتين عقد عمل ورجعت؛ قولت أبعد فترة يمكن أنسى، من وقتها والبيت مقفول، هي إيه الحكاية؟

قربت من باب البدروم، ووقفت أتصنَّت، الوقت بيفوت، والدنيا برضه أسكت هُس، لعنت أم الاشتغالات، لأن كان واضح إن اللي بيحصل معايا مزاولة، في إيه كل ما أقرب من باب البدروم مسمعش حاجة، وفي إيه لما أبعِد أسمع صوت جوه، ثم إن مين اللي هيزاولني؟!

نفس الحكاية اتكررت، الدنيا جوَّه كانت ساكتة، قررت أكبر دماغي وأطلع، وبمجرد ما بعدت عن الباب، سمعت صوت خبطة من جوَّه، زي ما بقول لكم كده، خبطة إيد بني آدم، جسمي اتلبِّش مكانه، ومبقتش عارف أتصرف ازاي، كل اللي قدرت عليه؛ هو إني قربت من الباب تاني وقولت:

-مين اللي جوَّه؟

انتظرت حد يرد عليا، لكن ده محصلش، كررت سؤالي مرة واتنين وتلاتة، لحد ما نبرة صوتي بدأت تتهز، والخوف بدأ يخلي جسمي يتحول للوح تلج، أعصابي سابت من القلق، أنا سمعت خبطة إيد من شوية خبَّطت على باب البدروم من جوَّه، وقبل كل ده؛ نزلت من فوق أجري على صوت بنت بتصرخ، ودلوقت؛ كل ده مش موجود، ولا في حد بيرد عليا، فضلت واقف في مكاني مش عارف أتصرف، حتى السؤال اللي كنت بسأله؛ مبقتش أسأله، لكن الخبطة اتكررت تاني!

المرة دي، الخبطة كان رتمها بطيء جدًا، زي ما يكون اللي بيخبَّط قاصد يغيَّر الإيقاع بتاعها، أو على شان أوصف الإحساس اللي جوايا صح، كان قاصد يخلي تغيير إيقاع الخبطة يلفِت انتباهي، ويمكن ده اللي خلاني أغيَّر إيقاع نبرتي؛ وأنا بسأل المرَّة دي بطريقة حادة وبقول:

-مين اللي جوَّه؟ بتعمل إيه ودخلت إزاي؟

الصمت؛ كان هو الرد اللي بلاقيه على كل أسئلتي، وملقتش قدامي غير إني أوصل لمفتاح البدروم؛ عصرت دماغي؛ على شان أفتكر مكانه، فين وفين لحد ما افتكرت أنا شايله فين، لكن على ما افتكرت، كان الخبط اتكرر كذا مرَّة، وسمعت صوت بنت من جوَّه بيندَه اسمي وبيقول:

_"هاني".

صارعت الخوف اللي جوايا؛ واحد مكاني كان زمانه قال: يا فكيك؛ بس ههرب أروح فين، دا بيتي، واللي بيحصل ده في مكاني، إيه نهاية الهرب؟ 

حاولت على قد ما أقدر أتجاهل الخبط والصوت، لحد ما قدرت أفتكر إني شايل مفتاح البدروم في درج من أدراج الكومودينو.

 

طلعت على فوق، وتجاهلت كل المحاولات اللي بتجبرني أفضل واقف قدام باب البدروم، كان لازم أجيب المفتاح، وأعرف مين البنت اللي بتصرخ جوه، وبتخبَّط على الباب، وندهِت عليا باسمي؛ وكأنها عارفة ومتأكدة إني واقف بالقرب منها، خطوة ورا التانية لحد ما وصلت الشقة، جريت على الأوضة اللي فيها الكومودينو؛ ولما وصلت فتحت الدرج، وفعلًا لقيت المفتاح، مديت إيدي وأخدته، وجريت على تحت، لكن وأنا طول ما أنا نازل؛ كانت في حاجة غريبة بتحصل، وهو إن الصوت كان بيتكرر، لكن المرَّة دي كنت سامع ضحكاتك غريبة؛ أقل ما يُقال عنها إن الشخص اللي بيضحك ده مُصاب بهيستيريا، صدى الصوت كان بيتردد بطريقة مخيفة، لكني قائمتي أي شيء يمنعني من إني أكمِّل.

وقفت قدام باب البدروم؛ لاحظت إن ضربات قلبي أسرع من الطبيعي، التوتر والخوف يعملوا أكتر من كده، بلعت ريقي وأخدت نَفَس عميق، على شان أستعيد هدوئي؛ والرعشة اللي في إيدي تروح، ولما اتلمّيت على أعصابي، قدرت أحط المفتاح في الكالون، وبصعوبة فتحت الباب؛ لأن الكالون كان مصدّي.

لما الباب اتفتح، مكنش عندي الجرأة إني أدخل مرَّة واحدة، فضلت واقف في مكاني، وزقّيت الباب برجلي، مش عارف ليه صوت المفصلات لمّا زيَّقت والباب بيتفتح؛ كان شبه صوت الصرخات اللي سمعتها؛ أكيد هي حاجة مش منطقية، لكن ده اللي حصل فعلًا.

وقفت قدام البدروم المفتوح، الدنيا ضلمة ومفيش حاجة واضحة، بدأت أقرَّب من الباب، ومع أول خطوة سمعت خطوة قصادها جوه البدروم، لدرجة إني افتكرت إنها صدى صوت، لكن أدركت إن في اختلاف، لأن صوت الخطوة اللي سمعتها جوه؛ كان صوت خطوة حد لابس جزمة بكعب!

بعد ما اتمسمرت مكاني شوية، في انتظار إني أسمع الصوت مرة تانية، لقيت إن مفيش حاجة حصلت، ده اللي خلاني أكمل طريقي، ومع تاني خطوة ليا؛ سمعت صوت خطوة من تاني جوَّه البدروم الضلمة، زي ما تكون الخطوة اللي بسمعها بترد على خطوتي، دوست على خوفي وكمِّلت، لحد ما بقيت جوه البدروم، المكان ضلمة، لدرجة إني رفعت كفي قدام وشي؛ ومقدرتش أشوفه، بس كنت سامع صوت الخطوات، اللي بدأ يتحرك حواليا في دايرة كاملة، زي ما يكون صاحب الصوت بيوصَّل لي رسالة إنه محاصرني، وقفت في مكاني، ودني بتراقب حركة الشخص اللي مش قادر أشوفه، فعلًا في حد موجود في البدروم، لكن اللي مكنتش فاهمة، هو إزاي دخل جوَّه، وإزاي محاصرني كده وشايفني في الضلمة.

فجأة صوت الخطوات وقف، وبقى في صمت رهيب، مبقتش فاهم إيه الحكاية، لكن اتفاجأت بصرخة رهيبة، زي ما تكون قوتها هزَّت الحيطان والسقف، وبعد الصرخة، شوفت شيء بيتحرك قدامي في الضلمة، ومكنتش أقدر أشوف ده لولا إن لون الشيء ده لونه كان مختلف عن الضلمة، دخان يمكن، شيء هُلامي لونه فاتح، وبرغم قلبي اللي كان بيرتجف، لكن كنت مسلَّط عيني عليه، لحد ما بدأ يتشكِّل، وياخد شكل بنت، بس ملامحها مكانتش واضحة هي مين.

مقدرش أوصف شدة الخوف اللي كنت فيه، لكن عاوز أقول حاجة، الخوف اللي متقدرش توصفه، بيكون نابع من حاجة عمرك ما تتخيَّل إنك تقابلها.

الشكل اللي قدامي اختفى فجأة، والضلمة اتساوت ببعضها، لكن سمعت صوت تاني، بس مش صوت الخطوات، دا كان نفس الصوت اللي نَدهني باسمي، واللي رجع يندَه لي من تاني:

-"هاني".

بلعت ريقي من الخوف، وأنا حاسس بعصلات جسمي بتتخشِّب في بعضها، مكنتش قادر أرُد، لحد ما الصوت كلِّمني من تاني:

-كنت عارفة إنك راجع، انتظرتك كتير، أوعى تفتكر إنك كنت ممكن تغيب أكتر من كده، سنتين كفاية، وكان لازم ترجع هنا.

قاومت خوفي وقولت:

-مين بيتكلم؟

-للدرجادي الإنسان بينسى؟ وصلت إنك تنسى صوتي؟

مقدرتش أتحمل اللي بيحصل، افتكرت مكان مفتاح نور البدروم، بدأت أتحرَّك ناحيته بحذر، وزي ما تكون اللي بتكلمني ماشية جنبي، خطواتها كانت ملازمة خطواتي، حاولت أنظَّم نَفَسي على شان أحافظ على هدوئي، لحد ما وصلت للحيطة اللي فيها زرار الكهربا، وفتحت النور.

الضلمة راحت، بصيت حواليا يمين وشمال، وملقتش حد موجود، البدروم فاضي زي ما سيبته بالظبط، مفيش غير دولاب قديم، لمِّيت فيه شوية أوراق وذكريات؛ وحطيتهم فيه قبل ما أسافر، على شان مش عاوز أفتكر منها حاجة، لأن فيها حاجات من اللي اتسببت في تعب نفسيتي وسفري.

لما لقيت البدروم فاضي، سألت نفسي مين اللي كانت بتكلمني، وبمجرد ما خطر في بالي السؤال ده، نور البدروم انطفى من نفسي، أو على شان أكون بحكي اللي حصل بالظبط، في حد مش قادر أشوفه هو اللي طفاه.

بمجرد ما الدنيا بقت ضلمة، الشيء الغريب اللي من دخان ده ظهر قدامي من تاني، وبدأ يتشكِّل في ملامح بنت، وساعتها لقيته هو مصدر الصوت اللي بيكلِّمني وبيقول:

-لسه مش عارف أنا مين؟

اتلجلجت في الرَّد، وأنا بحاول أفتكر الملامح كويس، وبقول لها:

-"رحاب"؟

ضحكِت ضحكة مرعبة وقالت لي:

-كويس إنك فاكرني.

وهي بتقول لي الكلام ده، لقيتها بتتجسِّد في هيئتها الحقيقية، وبتكمل كلامها...

-أخدت وقت طويل لحد ما افتكرتني، إيه؟ في واحدة تانية قدرِت تنسِّيك الإنسانة اللي أنت حبّيتها؟

كنت بسمعها وأنا بفكر هي إزاي بقت واقفة قدامي، وإزاي اتحولت من مجرد دخان أو شيء هُلامي، وبقت واقفة قدامي بشحمها ولحمها، دا غير إنها السبب في إني أسيب الدنيا كلها وأسافر، هي سبب تعبي النفسي اللي مرِّيت به، شريط ذكرياتي فات قدام عيني في لحظات، وافتكرت تفاصيل مكنتش حابب أفتكرها، على شان كده قولت لها:

-إيه اللي جابك؟ هو أنتِ مش سبتيني على شان واحد معاه فلوس، وراكب عربية موديل السنة!

ساعتها ضحكت من تاني، وقالت:

-مُش أنا اللي سيبتك؟ دي "رحاب" هي اللي سابتِك.

جسمي اتهز من كلامها الغريب، يعني ظهرت لي بطريقة مش مفهومة، وبتقول كلام مش مفهوم، على شان كده قولت لها:

-يعني إيه "رحاب" هي اللي سابتني؟ في نفس الوقت اللي أنتِ فيه "رحاب"، وواقفة قدامي بشحمك ولحمك؟

معطتهاش فرصة ترد عليا، كملت كلامي قولت لها:

-وبعدين أنتِ إزاي دخلتي البدروم وظهرتي بالطريقة دي؟

-عارف مشكلتك إيه يا "هاني"؟ إنك لما اتخلصت من حبَّك لـ "رحاب"، سيبت كل حاجة متعلقة بيها، ذكرياتك معاها لسه موجودة، جواباتك لها، وجوابتها ليك، الهدايا اللي كانت بينكم وبين بعض، كل ده أنت حطيته في صندوق، وقفلت عليه الدولاب اللي في البدروم، على شان كده كان لازم ترجع، وكان لازم تشوفني تاني.

-قصدك إيه؟

-قصدي إن لولا الصندوق، مكنش زمانك خسرت شغلك، وجددت عقدك، ومكانش زمانك هنا دلوقت، لكن كنت عارفة إنك راجع، لأن أنت رهينة للي جوَّه الصندوق.

-إيه اللي جوًّه الصندوق؟

في اللحظة دي اختفت من قدامي، وبدأت أشوف حاجة بتنوَّر في الضلمة، لكن النور كان خارج من الدولاب، وبالتحديد المكان اللي حطيت فيه الصندوق، بدأت أقرَّب منه، وأنا رجليا بترتعش، وكنت سامع خطوات ماشية جنبي، لحد ما وصلت للدولاب؛ وفتحته، ساعها بس، شوفت الصندوق اللي قفلت عليه من سنتين، كان طالع منه ضوء زي ضوء النار، وفجأة؛ لقيت إيدي بتتمد غصب عنها ناحية الصندوق، ولقيت غطا الصندوق بيترفع من نفسه وبيقع في الأرض، ومن بين الأوراق والحاجة اللي جوَّاه، لقيت ورقة بتتحرَّك من نفسها، وزي ما يكون في إيد مش شايفها بتمدِّها ناحيتي.

الورقة اتفتحت قدامي من نفسها، ولما شوفت اللي فيها، افتكرت المناسبة اللي "رحاب" عطتني فيها الورقة دي، وقتها كنا قاعدين في كافيه، وطلبت منّي نلعب لعبة، قسمت الورقة نصين، وبدأت ترسم رمز في نص الورقة اللي قدامها، وتطلب منّي أرسم نفس الرمز في النص اللي قدامي، وبعد شوية، لقيت إن قدامي مجموعة رموز مش فاهمها، ضحكت ساعتها وقولت لها: هو أنتي بتعمليلي عمل ولا إيه؟ إيه الحاجات الغريبة دي؟

وقتها ضحكت وقالت لي: هو لو هعمل لك عمل، هقولك اكتب ورايا؟ كل الحكاية إني بشوف استعدادك في إنك تعمل الحاجة اللي نفسي فيها، وتشاركني كل حاجة مهما كانت تافهة، وعلى شان تكون مطمن خُد الورقة خليها معاك، احتفظ بيها زي ما بتحتفظ بكل حاجة تخصنا.

ده اللي حصل وقتها، ومن ساعتها الورقة دي وسط كل حاجة تخصنا، وحطيتها في الصندوق زيها زي أي ورقة تانية موجودة، لكن اللي حصل معايا النهاردة؛ بمجرد ما رجعت من السفر، وإن الورقة دي بالتحديد تتحرك وتخرج بره الصندوق لوحدها، معناه إن الورقة دي فيها سر.

بمجرد ما مسكت الورقة اللي كانت واقفة قدامي في الهوا من نفسها، ولقيت نور البدروم نوَّر من نفسه، بصيت يمين وشمال، ولقيت البدروم فاضي، في اللحظة دي؛ سمعت أذان الفجر، معرفش إيه اللي خلاني أفكر في إني آخد الورقة وأروح على الجامع، ولا أعرف إزاي الشيخ "عرفات" خطر على بالي، راجل بركة وبيعالج بالقرآن، يمكن فكرت بالطريقة دي لأني شكّيت في الرموز اللي في الورقة، واللي احتفظت بيها بحُسن نية، أكيد فيها حاجة غريبة، وإلا ليه الورقة دي اتحركت دونًا عن كل اللي في الصندوق.

أخدت بعضي وخرجت من البدروم، وطلعت الشارع، مشيت ناحية الجامع بعد ما حطيت الورقة في جيبي، قولت أصلّي وبعد الصلاة أكلم الشيخ "عرفات"، أحكي له الحكاية وأعرف رأيه، لكن على باب الجامع حصلت حاجة غريبة، لما لقيت إن في حيطة شفافة على باب الجامع بتمنعني من إني أدخل، في حين إن الناس جنبي بتدخل عادي، لكن أنا ممنوع، افتكرت الورقة اللي في جيبي، واللي بيحصل أكِّد لي الشك اللي جوايا، الورقة دي فيها حاجة مش كويسة.

اتخلصت مؤقتًا من الورقة، شيلتها من جيبي، وحطيتها في صندوق البريد اللي متعلق على حيطة الجامع، ولما دخلت الجامع؛ لقيت نفسي داخل عادي، زيي زي الناس، ساعتها بقى عندي يقين؛ إن الورقة اللي احتفظت بيها وسط حاجات كتير في صندوق الذكريات فيها شيء غريب.

بعد الصلاة، انتظرت الشيخ "عرفات "برَّه الجامع، كنت عارف إن الورقة ممنوع تدخل جوَّه، أخدتها من صندوق البريد، ووقفت على الباب، لحد ما خرج وبدأ يقفل باب الجامع وراه، ساعتها سلِّم عليا واتكلم معايا شوية، وبعدها قولت له إني عايز رأيه في حكاية غريبة، وبدأ يسمعني.

لما حكيت له الحكاية، وشاف الورقة، شرحلي كل حاجة، على شان كده هقول لكم تفسير اللي حصل.

اللي كنت بكتبه ورا "رحاب" كان طلسم من طلاسم الجذب والحب، بيتم عن طريق القرين، والغريب في الحكاية، إن الطلسم ده لازم يتكتب بإيد المسحور، ويتكتب بإيد اللي بيعمل السحر، وده اللي هي خلتني أعمله، وعلى شان كانت عارفة إني مش هدوَّر وراها، خلتني أحتفظ بالورقة، وكلها ثقة إني مش هفرط فيها، على شان تعطيني الأمان، وقبل ما تسيب لي الورقة؛ طلبت مني أغمَّض عيني وبعدها مسكت إيدي، ولما قولت النقطة دي للشيخ "عرفات"، قال لي: إنها كانت لازم تعزِّم على الطلسم وهي لامسة الإيد اللي كتبته معاها، كنت فاكر إنها عايزة تعيش دور رومانسي معايا، وتمسك إيدي وتبُص لي وأنا مغمض، طلعت إنسان غبي، لكن مش هو ده الشيء الخطير، الخطير في الموضوع هو إن السحر ده بيتم عن طريق القرين، بتخلي قريني يسيطر عليا على شان يجبرني أكون معاها، ساعتها بس عرفت هي إزاي ظهرت لي في البدروم، اللي ظهر لي كان قريني، واتجسِّد على هيئتها، وكان لازم يلفِت انتباهي بأي حاجة على شان أنزل البدروم، اللي فيه صندوق الذكريات اللي احتفظت فيه بشيء مكنتش فاهمه.

الشيخ "عرفات" قرأ قرآن على الورقة، آيات من اللي بتبطل السحر، بعدها أخدني وطلعنا على بيته، جاب طبق فيه ميَّه بملح وقطع الورقة قطع صغيرة، وبعدها رماها في الطبق لحد ما باشت، والطلسم فَسَد.

عرفت أخيرًا سر الدربكة اللي حصلت لي في شغلي، وسبب رغبتي في إني أرجع ومكمِّلش برَّه، كان في شيء مش فاهمه جوايا عايزني أرجع البيت، وبرغم إن "رحاب" اتجوِّزت خلاص قبل ما أسافر، استغربت هي إزاي سابتني وجريت ورا الفلوس والمظاهر، بس دلوقت عرفت إن اللي يعمل ده؛ يعمل أي حاجة ومش هتفرق معاه، بعدها سيبت لها الدنيا وسافرت، لكن كان جوايا حنين غريب لها، قولت يعني إن الحُب مش بيتنسى، لكن الحكاية مطلعتش حُب ولا حاجة، دي طلعت شيء بيجبرني على الحب.

اتخلصت من صندوق الذكريات بالكامل، مكنتش حابب أحتفظ بأي حاجة تخصها، وعلى شان أبعِد وأنسى، اشتريت عقد عمل وسافرت من تاني، لكن لسه جوايا حاجة غريبة، وهي إن في شيء بيجبرني إني أفتكرها، يمكن على شان الممنوع مرغوب، مش قادر أوصل لتفسير، ولحد دلوقت الإحساس ده مستمر، على شان كده، بحكي لكم الحكاية دي بعد ما اتجوزت في الغربة، وبقى معايا بنت، سميتها "رحاب"!

تمت...

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350882
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205407
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190562
4الكاتبمدونة زينب حمدي176748
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138663
6الكاتبمدونة مني امين118884
7الكاتبمدونة سمير حماد 112814
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي104015
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101448
10الكاتبمدونة مني العقدة98670

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

861 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع