آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. مُصوَّراتي الجِن 

إحنا عايشين في عصر السرعة، مفيش حد بقى عاوز يتعب، الكُل بقى عاوز كل حاجة على الجاهز، الناس عايزة تغمض عينيها وتفتَّحها تلاقي نفسها واقفة على القمّة، بدون ما تعفَّر رجليها في الحَصى وهي طالعة على الجبل، وطبعًا مش بقصد بكلامي كل الناس، ولكن الأغلبية بقت كده..

أنا بقى من الأغلبية دي، مكنتش عاوز أتعب وأعافر عشان أوصل، المعافرة بالنسبالي كانت كلام أفلام قديمة، ميأكِّلش عيش، ولأن الموضة اللي ماشية الأيام دي هي شغلانة اليوتيوبر، قررت أشتغلها أنا كمان، أصل سمعت إنها بتجيب فلوس كويسة..

أخدت أول خطوة وعملت قناة على يوتيوب، وسمّيتها على اسمي؛ تامر المغامر..

في البداية؛ ده الاسم اللي لقيته في دماغي وأنا بفتح القناة، لأني فتحتها بدون ما أفكر أنا هقدِّم فيها إيه، لكني أخدت الخطوة وقلت بعد كده الدنيا هتجيب بعضها..

وفعلًا؛ أنشأت القناة وعملت لوجو في السريع وحطيته بروفايل، وبخطوة غير مدروسة برضه؛ لقيت نفسي بنسخ رابط القناة وبشيَّره عندي على الفيس بوك، وبكتب تحته: قناتي الجديدة؛ أتمنى تشتركوا..

بعد كام ساعة؛ القناة كان اشترك فيها عدد كبير، وبدأت أستلم رسايل من بعض أصدقائي، اللي بيبارك على القناة، واللي بيسألني عن المحتوى اللي هقدِّمه، وأنا اللي كان على لساني ساعتها إني كنت برُد عليهم وأقول لهم: المحتوى مفاجأة..

معرفش ليه صوابعي كانت مطاوعة جنوني وقتها، لأني بعد كام ساعة حسيت إني دبِّست نفسي، عشان كِدَه بدأت أفكّر في أي محتوى، وملقتش قدامي غير إني أتصوَّر وأنا بقطع مسافات طويلة على رجلي، أو وأنا سايق بالعربية على سرعة جنونية، فيديوهات من النوعية دي، والنتيجة كانت انتقاد المشاهدين للمحتوى، حتى التعليقات كانت كلها سَف وتريقة، ده غير إن أغلب اللي اشتركوا في القناة لغوا اشتراكهم، وفي النهاية؛ بقيت يوتيوبر مغمور، وهو ده السبب إني كنت عايز حاجة تخلي القناة تفرقع، فيديو يخليني أغمَّض عيني وأفتحها ألاقيني على القمة..

بعد الحكاية دي دخلت في اكتئاب شديد، مكنتش بدخل سوشيال ميديا ولا بتكلم مع حد، حتى أبويا وأمي اعتزلت عنهم، بقيت أقضّي أغلب الوقت في أوضتي والباب مقفول عليا، يا إما نايم أو قاعد في صمت على السرير في الضلمة، لحد ما في مرَّة باب الأوضة خبَّط، ساعتها زعقت في اللي برَّه:

_قُلت مش عايز أشوف حد.

كنت فاكر إن اللي بيخبَّط أبويا أو أمي، لكن لقيت اللي بيقول لي:

_افتح يا تامر، عايز أتكلم معاك.

كان ضياء ابن عمي، وأكيد أبويا هو اللي طلب منه ييجي؛ لأنه عارف إني بستجيب في الكلام مع ضياء، عشان كده قُمت من على السرير وفتحت الباب، وبعدها رجعت قعدت في مكاني من تاني..

_أنت إيه حكايتك يابني، قافل على نفسك ومسوِّد الدنيا ليه؟

_كل حاجة عملتها فشلت فيها يا ضياء، حتى قناة اليوتيوب، اللي كل من هَب ودَب بيعملها وبيشتغل فيها لدرجة إنها بقت شغلانة اللي مُش لاقي شُغل؛ دي كمان فشلت فيها.

_يا أخي اللي اخترع المِصباح فشل ٩٩٩ مرة ونجح في المرّة رقم أَلف، إيه يعني لمَّا تفشل مرَّة واتنين وعشرة، اتعلّم من أخطاءك وكمّل.

_خلاص يا ضياء، أنا فقدت شغفي ناحية أي حاجة.

_طيّب واللي يرجَّع لك شغفَك ويخليك ترجع تشتغل في القناة من تاني؟

 

كلامه لفت انتباهي، عشان كِدَه قُلت له:

_إيدي على كِتفَك، لايمني عليه.

_ما هو واقف قدامك أهو بشحمه ولحمه، المشكلة يا تامر إنك لما اخترت محتوى المغامرة، اخترت حاجة بعيد عن اهتمام الناس، إحنا دلوقت في زمن الناس فيه عايزة تشوف حاجة شبهها، اللي مسيطر على الناس دلوقت هو الخوف، خوفهم من كل حاجة حواليهم، يعني لو لعبت على وتر خوفهم هتقرَّب منهم.

_تقصد إيه يا ضياء؟

_أقصد الرعب، العالم دلوقت بقى مرعب، كل حاجة فيه مرعبة، والناس بقت بتلجأ لمشاهدة الرعب عشان هو أقرب شيء من الواقع اللي بنعيشه، وجايز بيحاولوا يخوِّفوا نفسهم عشان يتعوِّدوا ومفيش حاجة بعد كده تقدر تخوِّفهم.

_عاوز تقول إيه؟

_عاوز أقول إنك ترجع تشغَّل القناة من تاني، بس تخلّي مغامراتك ماشية مع اهتمام الناس، ارعِبهم، حاول تصوَّر لهم الرعب اللي بيحبّوه.

_والرعب ده بقى هنجيبه منين؟

_مفيش أكتر منه حوالينا، مفيش أكتر من البيوت المهجورة والمقابر القديمة، أي مكان مرتبط بالرعب وتقدر تصوَّر فيه روح وصوَّر، وليك عليا يا سيدي هشاركك في المغامرات، ومتقلقش؛ مش هشاركك في أرباح القناة لما تفرقع وتتشهر.

 

كانت أوّل مرة أضحك من فترة طويلة، ولأن ده حصل؛ عرفت إني بدأت أخرج من دايرة الاكتئاب. مُش هنكر إني كنت مُتحمِّس للفكرة، وده اللي خلاني سألت ضياء:

_عندك أماكن نصوَّر فيها؟

_أنا رأيي نبدأ باللي متاح قدامنا.

_تقصد إيه؟

_هو في غيره، بيت الدمنهوري.

 

قلبي اتقبض، حسيت بخوف محسّيتوش قبل كده، معرفتش أسيطر على نفسي، عشان كده ملامحي عكست الإحساس ده، ونبرتي نقلته وأنا بقول لضياء:

_تُقصد بيت رفعت الدمنهوري؟

_وهو في دمنهوري غيره؟

_بَس ده مفيش حد دخله إلا وخرج منه مجنون وعقله رايح.

_هي دي الفولة بقى يا ابن عمي، الوهم نصف الداء، الناس عندها قناعة إن البيت مسكون، وإن الجِن اللي ساكنه بيمِس الناس ويلبسها، وإن المَس ده بيسبب الجنون.

_طيّب ما هي دي الحقيقة.

_الناس بتتعب عشان عقلهم الباطن بيقول لهم اتعبوا لأن البيت فيه جِن، والجِن ده لبسكم وبقى ساكن جسمكم، والناس البسيطة دايمًا بتمشي ورا عقلها الباطن وبتصدَّقه.

_أنت عاوز تقول إيه بالظبط؟

_عاوز أقول إننا هندخل البيت ونصوَّر الجِن اللي الناس مرعوبة منُّه.

_أنت بتهزَّر يا ضياء! جِن إيه اللي نصوَّره؟ أصلًا الجِن غير مرئي لا لينا ولا للكاميرا.

_معلوماتك غلط يا تامر، الجِن بيظهر لما يكون هو عاوز ده، وبيخلّي الكاميرا تلقُطه في حالة لو حَب يوصّل للناس رسالة معينة، زي مثلًا لو حابب يثبت إنه موجود في المكان ومسيطر عليه.

_وعايزنا بقى ندخل بيت الدمنهوري ونفضل منتظرين الجِن لما يحِن علينا ويظهر لنا؟

_مُش كده طبعًا، أنا اللي هقوم بدور الجِن.

_لأ معلِش؛ أنا مُش فاهمك يا ضياء، فهّمني واحدة واحدة الله يرضى عليك.

_بُص يا سيدي، أنا هقوم بدور الجِن في الفيديو، هشوف لي أي جلابية لونها أسود، وهلبس ماسك أسود، وبعدها هتصوَّر كل ركن في البيت، مرة وهو فاضي، ومرة وأنا موجود فيه، وفي المونتاج هنظبط الفيديو على إن الأماكن بتكون فاضية والجن بيظهر فيها فجأة، وطبعًا قبل كل ده، هتصور فيديو قدام البيت قبل ما تدخل، وتقول إنك قررت تبدأ مغامرة جديدة، وتقضي ليلة في بيت الدمنهوري، أشهر بيت مسكون بالجِن في المنطقة.

_هي فكرة حلوة وكل حاجة، لكن أنا هستفاد إيه لما أعمل كده؟

_هتستفاد كتير، مشاهدات ومشتركين، والناس هتبدأ تطلب منك تصوَّر أماكن تانية، وهينتظروا فيديوهاتك والدنيا هتمشي معاك.

_بس أنا معتقدش إن في حد هيصدَّق إني صوَّرت الجِن.

_يا ابن عمي اللي مخليهم مصدقين إن البيت فيه جِن، هيخليهم يصدقوا إنك دخلت وصوَّرته، وبعدين المونتاج هيتعمل بطريقة تظهِر كل حاجة واقعية، وتخيّل بقى لما تدخل البيت وبالليل كمان وتخرج منه سليم، شوف بقى كمية الأسئلة اللي هتتسألها، وساعتها عيش وتعايش بقى، وجاوب إجابات تخلي الناس تبُص لَك على إنك المغامر تامر بحق وحقيق.

 

الفِكرة كانت مثيرة بالنسبة ليا، عشان كده وافقت، وفي خلال يومين جهزنا كل حاجة، وبعدها حددنا الليلة اللي هندخل فيها البيت..

 

اخترنا الوقت بعد نُص الليل، وفي الليلة دي الدنيا كانت بتمطّر وفي رعد شديد، ومع الليل والضلمة وصوت المطر الرعب كان مُضاعف، حتى ضياء قال لي وقتها:

_حظك من السما يا عم تامر، صوت الرعد هيعمل شغل في التصوير. 

 

بعد الساعة ١٢ صباحًا كُنا قدام البيت، الدنيا من حوالينا كانت فاضية، وده لأن البيت مكانه متطرَّف في البلد..

 

المنظر كان مَهيب فعلًا، وعلى بُعد أمتار من باب البيت، حطيت الاستاند ومن فوقه الكاميرا، وساعتها ضياء قال لي:

_أنا هظبط لك الكاميرا تصوَّر الكلمتين اللي اتفقنا عليهم في بداية الفيديو، وعلى ما تخلَّص هكون لبست الجلابية والماسك وجيت.

_هو إيه اللي وجيت دي! أنت رايح فين يا ضياء؟

_متخافش كده يا عم المغامر، أنا هلبس ورا الشجرة دي.

_يابني هو أنت بنت هبُص عليك؟ وبعدين أنت هتلبس الجلابية فوق الهدوم.

_من الآخر يا تامر أنا على أخري وعايز أفُك زنقة، هروح ورا الشجرة وراجع يا ابن عمي، قصَّر في ليلتك بقى خلينا نخلص ونلحق نصوَّر.

 

بعدها سابني وأخد الجلابية والماسك ومشي، لحد ما دخل ورا أول شجرة قابلته، ساعتها بدأت أصوَّر مقدمة الفيديو، وعلى ما خلَّصت لقيته خارج من ورا الشجرة وجاي ناحيتي، كان لابس الجلابية والماسك، ولما قرَّب منّي ضحكت وقُلت له:

_تصدق ياض باين عليك جِن ابن جِن بصحيح.

_طيِّب اخلص يا فالح؛ خلينا نخلص اللي جايين عشانه.

 

دخلنا البيت وقلبي واقع في رجليا، لولا نور الكاميرا كنت هقول إني جوَّه قبر بابه مقفول، لدرجة إن نور الكاميرا مكانش بيكشف غير المكان اللي بصوَّر فيه من شدّة الضلمة، ده غير إن البيت كان مليان أنقاض، أجزاء كتير من السقف كانت واقعة في الأرض، حتى الحيطان كانت شِبه مهدومة، خرابة بمعنى الكلمة..

 

بدأت أطلب من ضياء يقف في أركان معينة من البيت، كان بينفِّذ اللي بطلبه منه بدون تردُّد، كنت بصوَّر وهو واقف في الركن، وبعدها بصوَّر نفس الركن وهو فاضي، وهكذا في أركان كتير، لكن مع الوقت بدأت ألاحظ حاجة غريبة، ضياء مكانش ماشي بطريقة طبيعية، رجليه مكانتش بتلمس الأرض..

 

في البداية؛ قُلت جايز ده تأثير الضلمة وإضاءة الكاميرا، وإن الجلابية اللي هو لابسها مش مخلياني مركز مع رجليه، لكن بدأت ألاحظ إن في مسافة بين الجلابية نفسها وبين الأرض!

 

بمجرَّد ما أدركت الحقيقة دي، بدأت ألاحظ إن حركة ضياء بقت سريعة، أسرع من إن أي بشري يقدر يقوم بيها، لدرجة إنه بدل ما كان بيتنقل من مكان للتاني، بقى بيختفي من المكان اللي هو فيه، وفي لمح البصر بيظهر في مكان تاني..

 

إيدي بدأت ترتعش بالكاميرا، جسمي كله اتهز، رجليا بقت عاجزة عن إنها تشيلني، ولولا إني سانِد على استاند الكاميرا كان زماني وقعت في الأرض..

 

الخوف كان مسيطر عليا، لحد ما لاحظت إن ضياء اختفى ومظهرش، الوقت فات، والرعب بدأ يزيد جوايا، لدرجة إني بدأت أندَه عليه بصوت مهزوز:

_ضياء، يا ضياء، بطَّل هزارك البايخ ده!

 

حسيت بحركة مفاجأة من ورايا، حركة حد فات واختفى في لمح البصر، وساعتها كملت كلامي والخوف متملِّك منّي...

_لو جايبني هنا وعاوز تصوَّر فيديو عكسي وتظهرني أنا في دور الضحية تبقى غلطان، وساعتها هقطع بيني وبينك.

 

بمجرَّد ما قلت كده حرارة المكان ارتفعت بشكل مفاجئ ومخيف، برغم إننا في عز البرد، وفي اللحظة دي سمعت أنفاس من ورايا، أنفاس سخنة وكريهة، جسمي اتلبِّش في بعضه وفقدت القدرة على الحركة، وبدأت أسمع همس بصوت غليظ ومرعب:

_أنت صح. أنت فعلًا ضحية، كل اللي بيدخل هنا بيختار إنه يكون ضحية، بيختار إنه يتلَعن بلعنة أبدية، اللعنة في ظاهرها جنون، لكنها في الحقيقة مَس، أي حد بيقرَّب من بوابة عالمنا بيتمَس، بيخرج من هِنا وهو سايب عقله معانا، ولو عايز تعرف الحكاية؛ فأحب أقول لَك إن رفعت الدمنهوري أخد الأرض دي بوضع اليد، ومكانش عارف إنه بيحط إيده على لعنة، لأن من قرون طويلة الأرض دي كان فيها بير جفَّت منه المَيَّه، وبعدها أهل المكان اختاروه يدفنوا فيها أوامر تكليف الجِن، اللي بتسمّوها دلوقت الأعمال، ومع الوقت المكان بقى ملكِنا، من كُتر خُدّام الأعمال اللي توافدت عليه، واختارنا إنه يكون بوابة لعالمنا، وبقى عليه حارس، اللي هو أنا، عشاه كده المكان لازم يفضَل بوابة، لأن البوابة اللي بتتفتح على عالمنا مستحيل إنها تتقفل، وده سبب إن بيت الدمنهوري اتهجر من بعد ما اتبنى، اتهجر لأنه اتبنى في المكان الغلط، ومن وقتها أي حد بيدخل هنا بيعرف الحكاية عن طريقي، بس بيخرج من هنا وعقله معايا، وبيبقى في عالمكم اسمه ممسوس أو ملبوس، بس الحقيقة إنه بيكون أدرك حقيقة المكان، الحقيقة اللي عمر عالمكم ما يستوعبها، وهي إن كل اللي يقرَّب من بوابات عالمنا هالك.

 

قلبي كان بيخبط في ضلوعي، ومع زيادة ضرباته لقيت الصوت الغليظ ده بيضحك ضحكة مخيفة وبيقول:

_إنما أنت بقى، لعنتك هتكون مختلفة، لأنك هتيجي هنا في نفس اليوم ده من كل شهر، هتصوَّر الفيديو اللي نفسك فيه، اللي هيختلف بس إنك هتصوَّر الحقيقة، مُش ضياء ابن عمك اللي راحت عليه نومه ورا الشجرة، وطبعًا أنا اللي عملت ده.

 

كنت واقف زي التمثال مبنطقش، وبرغم إني مش شايفه من وقت ما بدأ يكلمني، لكن الحرارة اللي اتنقلت من ورايا وبقت في وشي، خلتني أعرف إنه واقف قدامي، وساعتها كمّل كلامه...

_متستغربش إنك هتخرج من هنا سليم، لأنك هتخرج من هنا مرهون، حياتك هتفضل متوقفة على إنك تبوح بالسر اللي في المكان؛ أو إنك تتأخر عن ميعادك في الرجوع وتنفيذ اللي طلبته منك، ساعتها مصيرك هيكون نفس مصير كل اللي دخلوا هنا وخرجوا بدون عقل، أو ممسوسين زي ما بتسمّوهم، ومتخافش من حكاية ابن عمك، هييجي معاك لكنه مش هيدخل البيت، النوم هياخده قبل ما يدخل، وبعدها هيتفرج على الفيديو وهيكون مقتنع إنه أنا، وهي دي لعنته اللي هيفضل عايش فيها، لأن هو اللي دلَّك على اقتحام المكان.

 

بمجرَّد ما الصوت اللي بيكلّمني اختفى جسمي اتحرَّر، حرارة المكان رجعت لطبيعتها، بدأت أتحرَّك من مكاني بعد ما شيلت الكاميرا، مفكرتش في حاجة غير إني مشيت ناحية الباب، وقبل ما أحط رجليا برَّه البيت، سمعت الصوت من تاني:

_متنساش إنك مرهون بالرجوع هنا في نفس اليوم ده من كل شهر.

 

كملت في طريقي بدون ما ألتفت ورايا، خرجت من البيت ومشيت ناحية الشجرة، وهناك لقيت ضياء، كان قاعد في الأرض وساند ضهره على الشجرة، شكله كان بيقول إنه في غيبوبة، حاولت أفوَّقه لحد ما استرد وعيه شوية، بعدها قام من الأرض ومشي جنبي، كان عامل زي السكران، مش واعي باللي بيحصل حواليه، ولما بعدنا عن البيت، لقيته رجع لطبيعته، لكن لاحظت شيء غريب، ضياء كان بيتكلم عن اللي حصل جوه البيت أثناء التصوير وكأنه هو اللي كان معايا جوَّه، ولأني ممنوع من الكلام، مقدرتش أنطق بالحقيقة..

 

بعدها بكام يوم الفيديو نزِل على القناة، وفي خلال ساعات الفيديو فرقع، مشاهدات بالملايين، أخيرًا حلمي اتحقق، لكنه اتحققت معاه لعنة مكانتش على البال ولا الخاطر، كانت نتيجة إني دخلت مكان مكانش المفروض أدخله، وقرَّبت من بوابة مكانش المفروض أقرَّب منها..

 

ولأني مرهون برجوعي للبيت في مواعيد محددة، كنت عامل حسابي إني أرجع بيت الدمنهوري في الميعاد، وفعلًا، في الميعاد المحدد أخدت ضياء ورُحت البيت، وهناك اتكررت نفس الحكاية، ضياء حب يفِك زنقة ورا الشجرة ونام هناك، ودخلت بالكاميرا لوحدي، مكانش شيء بمزاجي، كان لازم أدخل عشان أصوّر الجِن اللي ساكن البيت، أو خلوني أقولها صح، الجِن اللي بيحرس البوابة اللي اتبنى عليها بيت الدمنهوري..

 

وبالمناسبة، بعد ما خلصت تصوير ضياء اتعامل من تاني على إنه كان معايا جوَّه، وفيديو ورا التاني في نفس البيت، والقناة بتاعتي بقت مشهورة بفيديوهات بيت الدمنهوري، حتى الناس مبقوش يطلبوا غير فيديوهات البيت، وبينتظروا ميعاد نزولها على القناة.. أما أنا بقى، فبدل ما كان اسمي تامر المغامر، اتشهرت بمُصوَّراتي الجِن، حتى غيٍرت اسم القناة وخليتها بالاسم اللي اتشهرت بيه، كُنت بالنسبة للناس سوبر ستار، بقيت ترند والحكاية فرقعت زي ما كنت عاوز، بقيت الرجل الحديدي اللي بيقتحم أعتى مكان للجِن وبيصوَّره، ومحدش كان عارف إني متصاب بلعنة، وإني بعمل ده غصب عني، لأني لو خلفت ميعادي معاه، هتكون دي نهايتي..

 

***

 

تمت...

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333997
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189901
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181506
4الكاتبمدونة زينب حمدي169753
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130967
6الكاتبمدونة مني امين116786
7الكاتبمدونة سمير حماد 107830
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97903
9الكاتبمدونة مني العقدة95016
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91775

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1628 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع